بنفس اليوم وبمنزل عمرو ، جلس عا** أمامة يهدءه ، ليقول له عمرو بغضب :
- يعني ايه حتى بت زي دي مش عارفه تعمل اللي طلبناه ... انا مش فاهم .
- ما انت عارف ان مهرة مبتروحش الجامعه .
وقف من مكانة يتجه للشرفة يقف بها وهو يقول بغل :
- ينعل ابو الجامعه يا اخي ، انا عايز مهرة انت فاهم ولا لا .
اتجه له عا** وقال :
- بص بقا انا ساكتلك من الصبح ... انت ماسك في واحده متجوزه وبتلف وراه علشان انت حتطها في دماغك وسايب كل حاجه وراك ، فوق يا عمرو قبل ما ابوك يعرف انك مطنش الشغل .
أخرج عمرو علبة سجائر وأخرج منها واحده وهو يدخنها قائلاً :
- يا عم فكك من ام الحوارات دي العملية كلها يومين وهتم .
أسند عا** يده علي الثور وهو يتسائل :
- تفتكر العملية هتنجح ولا إيه .
- والله ما انا عارف بس بابا عايزني اكون معاه .
- طب ما تروح .
- مانا هروح علشان اخد كم باكو حلو كدا .
- طب متنساش اخوك بقا يا برنس .
- امشي يلا من هنا وعايزك تشوف ست زفته خديجه دي عايز مهرة تكون عندي بعد العمليه الخرا دي .
- تمام ، همشي انا بقا .
- اتكل .
ذهب عا** تاركاً عمرو شارداً في تلك العمليه القادمة مع والده .
***
بعد مرور اليومين ، في الساعة الثالثة فجراً بأحدى الموانى ، كان فتحي ويحيى يقفان منتظران " الباشا الكبير " بعدما وضعا الفتيات في الحواية ، وبجهة اخرى كان جاد بداخل الميناء مختبىء هو وفريق عمله منتظريين إشارة الهجوم ، نظر يحيى لفتحى وهو يقول بحنق :
- الفجر فضله عشر دقايق ويأذن هو فين الزفت دا .
- اهدي يا يحيى بيه هو قال تلاته بالدقيقه هيكون هنا ، يعني كلها خمس دقايق ويوصل .
نفخ يحيى في الهواء وهو يتذكر ما يجب فعله ...
فلاش باك...
في الخرابة التى كان يتقابل بها فتحي وجاد ، كانا فتحي وجاد ويحيى بها ، ليقول جاد :
- بص يا فتحي انت هتجيب البنات عادي زي ما بتجبهم عادي ، يعني خلاص مفيش ظباط بدالهم .
اومأ فتحي برأسه ليكمل حاد ليحيى :
- وانت يا يحيى هتروح عادي مع فتحي تمام بصفتك طبعا ايده اليمين ، وانا هكون مع الفريق في الميناء ، مش هنهجم إلا بإشارة منك تمام .
- تمام يا جاد بس إيه هي الإشارة .
- هقولك ، انت كل اللي عليك انك اول ما الراجل دا يجي وتكونوا خلاص هتركبوا المركب تدوس علي الزورار دا .
بعد أن انهَ كلامه اعطي ليحيى جهاز اسود مربع الشكل صغير يوجد في منتصفه زر لونه احمر ، ليقول لهم جاد محزراً :
- مش عايز اي غلطه يا فتحي انت ويحيى ، انا عايز اخلص من القضيه دي وتتقفل .
فتحي :
- متقلقش يا بيه .
يحيى :
- متقلقش يا جاد .. زي ما خلصنا من حسين هنخلص من اللي وراه .
بااك....
نظر فتحي ليحيى وهو يقول له :
- اهو جيه هناك يا بيه اجهز بقا .
اومأ يحيى برأسه وهو ينظر لذلك الرجل الذي يخفي ملامحه بقبعة ووشاح حول رقبته اسود اللون مع بدلته السوداء وبجانبه شاب ، وصل لهم الرجل مع الشاب وهو يحدث فتحي :
- هاااا يا فتحي كله تمام .
- تمام يا بيه البنات في الحواية ومفيش غير أننا نتحرك دلوقتي .
- طيب يلا مستنين إيه .
ليتسائل فتحي هذا الرجل :
- اسف في السؤال يا بيه بس مين دا .
نظر الرجل لأبنه وهو يقول :
- دا ابنى ..... عمرو .
- تمام يا بيه يلا .
ذهبوا جميعاً متجهين ليضع يحيى يده بجيبه وهو يذهب معهم ليمسك الجهاز ويضغط عليه ، وقبل أن يضعوا أرجلهم في السفينة كان صوت جاد المرتفع يقول :
- سلم نفسك يا جابر ، المكان كله محاصر .
نظر جابر لعمرو بصدمة وألتفت لجاد ليراه واقف بعيداً عنه نسبياً مع الضباط واسلحتهم موجهة له هو وابنه .
***
بعد ذلك اليوم تم القبض عليهم وحكم عليهم بعشر سنين ، وحسين حُكم عليه في قضية جنا بستة أشهر وعشر سنين بقضية خ*ف والتجارة بالفتيات ، ورفعت شيماء قضية خلع وبعدها بأيام ربحت القضية ، لتكون الحياة طبيعية لهم ، لتعيش شيماء بمنزلها هي وابنتها جنا بعد أن تقدم لها جاد وحددوا موعد لعقد القران وهو بعد انتهاء الدراسة ، ومحمد الذي علم بما حدث ، وشادي الذي قرر أن يستقل هو ونغم ويعيشا بمفردهما .
***
بمنزل محمود ، كانت مهرة جالسة بالحديقة بوجه ظاهر عليه التوتر ، كانت تلعب بأصابعها وهي تقول :
- هما متصلوش ليه لحد دلوقتي ... انا خايفه اوي .
ليصدح صوت هاتفها معلناً عن مكالمة ، ردت سريعاً تجيب :
- الوووو ... ايوا انا مهرة .... طلعت إيه .... .
تهلل وجهها فرحاً عندما سمعت ذلك لتصرخ بفرحها بعدما أقفلت معهم :
- انااا حاامل ... اناااا حامل .. يس يس يس
- مالك يا مجنونه بتصرخي ليه كدا .
كان هذا صوت فارس وهو يدخل من بابا المنزل ، هرولت عليه مهرة تقول :
- انا حامل يا فارس انا حاامل .
برقت عين فارس بالسعادة ليمسكها من كتفيها يقول بسعادة :
- بجد يا مهرة .
اومأت مهرة برأسها ليمسكها من خصرها يعانقها ويلف بها بسعادة ورجليها في الهواء ، كانت مهرة ضحكاتها عالية من فرحتها ، كانت محمود وسيهام ينظرون عليهم من الشرفة وكان محمود مبتسم بسعادة من ذلك أما سيهام كالعادة تنظر لهم بحنق تقول :
- هما مش ليهم اوضه إيه المسخرة دي .
وكالعادة أيضاً عكرت مزاج محمود ، لتختفي ابتسامته وهو يقول :
- استغفر الله العظيم ، بجد ربنا يهد*كى يا سيهام ، المفروض تكوني فرحانه ان هيبقي عندك حفيد .
لوت شفتيها بسخرية تقول :
- حفيدى ومن دي .... لا طبعا لا حفيدي ولا زفت ... انا اصلا مش بطيق أمه .
- اوووف منك بجد ... انتِ لا تُطافي ... اوعي كدا لما اروح اصلي .
- ايوا ازعل ازعل ... انا الوحشه اللي في البيت دا .... ان شالله تشبع بيكم كلكم .. .
لتتركه هي وتذهب ، ليض*ب محمود كف بكف وهو يقول :
- ربنا يهدي قبل ما اطق منها .
لينزل متجهاً لفارس ومهرة لكي يبارك لهما .
***
بمنزل محمد ، كانت سارة واقفة في المطبخ تطبخ ليرن جرس المنزل ، لتخرج وتفتح الباب ، لتقول بفرحة :
- محمد انت جيت يا حبيبى .
نظر لها محمد بدهشة مما يراه ، فقد كانت سارة ترتدي " المريلة " ووجهها مليئ بالطخين ويديها ملطخة بالشيكولاتة ، دخل محمد وأقفل الباب قائلاً :
- اهلا بحسن افندي .
صُدمت سارة من ذلك اللقب لتقول له :
- افندم يا خويا ، هو مين دا اللي حسن افندي .
نزع محمد نعله وجلس علي أقرب مقعد وهو يقول :
- مش عجبك حسن نخليها جعفر .
- What's this .. .
ثم اتجهت له ووجهت له العصاة الخشبيه بوجهه تحدثه :
- لم نفسك انا مسمحلكش بالإهانه دي يا إبني انت .
- ههههه ابنك ... لا انا مش ابن حد يا حببتي .
ض*بت سارة رجليها بالأرض بطفولة تقول :
- يوووووه بقا ... انت دايما كدا يا محمد ... لازم تبوظ يومي .
- يعني هو في واحدة ست تقابل جوزها اللي راجع من الشغل هلكان بالمنظر دا .
- اعمل إيه طيب عبال مخلصت الشقه وبعدها دخلت المطبخ وقولت اعملك كيك بالشيكولااا .
وقف محمد امامها يقول بهيام :
- كيك بالـ إيه .
نظرت له ببراءة تردف :
- بالشيكولااا .
- ااااه يخربيت رقتك ... .
ليحملها وهو يقول غامزاً لها :
- انا بقول نركن الشيكولا دي دلوقتي علشان عايزك في حاجه مهمة .
ضحكت سارة وهي تقول :
- قليل الأدب بس بحبك .
- وانا بعشق امك .
ليدخل بها الغرفة ويقفل وراءة
***
بمنزل شادي ، كان شادي يجلس في غرفته علي مقعدة الأبيض الجلدي وامامة اللاب توب يعمل عليه ، لتدخل عليه نغم بقدح القهوة وهي تقول بأبتسامة :
- احلي قهوة لأحلي شادى في الدنيا .
وضعت القهوة علي الطاولة الصغيرة بغرفتهم ، ليقفل شادي اللاب توب ويسحب نغم لتجلس علي رجليه يداعب شعرها قائلاً :
- وحشتيني .
لفت نغم يدها حول خصره تقول :
- وحشتك إيه دا احنا لازقين في وش بعض كل يوم .
- وحشتيني يا نغم وحشتيني .
فهمت نغم مقصده عندما شعرت بيده الأخرى تداعب ظهرها من تحت تيشيرتها ، رفعت يدها تداعب يده ثم تقول :
- ما انت عارف الدكتورة قالت إية .
عانقها شادي يقبل نحرها الأبيض وهو يجيب :
- عارف يا حببتي عارف ، ربنا يقومك ليا بالسلامة .
- تفتكر بنت ولا ولد .
- اممم انا حاسس انها بنت .
- لا انا حاسة أنه ولد .
- لا ان شاء الله بنت علشان تطلع شبه نغم قلبي .
- لا ولد علشان يطلع زي قلبي وروحي .
عانقها بقوة أكبر يقول بعشق :
- بحبك يا نغم بحبك .
***
بمنزل شيماء ، كانت شيماء بغرفتها نائمة ، وجنا بغرفتها ، نائمة علي فراشها تتحدث في الهاتف ، لتقول بخجل :
- وحشتني .
في الجهة الأخري ، وضع جاد يده علي قلبه يقول :
- اااه يا قلبي لا مش قادر بجد .... امتى بقا امتحاناتك تخلص .
- هههههههه كلها اسبوعين يا جاد .
- وانتِ شايفه أن الأسبوعين دول قوليلين ... دا انا قربت اخلل خلاص .
- هههههه خلاص بقا هانت اهو .
- بحبك يا جنتي انتِ .
- وانا كمان .
- صحيح كنت عايزة اقولك أن انا وماما معزومين بكرا عند أونكل محمود بمناسبة حمل مهرة وكدا .... ينفع اروح .
- اكيد طبعا يا حببتي روحي .
- شكرا يا جاد بجد .
- العفو يا حببتي ، بس عايزك تشدي حيلك كدا وتجيبي مجموع عالي .
- طبعا اومال انت فاكر إيه .
- عايزك تبقي احسن مهندسة معمارية في العالم .
- ياااه يا جاد .... بجد انت راجل متتعوضش .
- هو انا عندي كام جنا يعني .
- بحبك .
- وانا بحبك يا جنا بحبك حب محبتهوش لحد حب محبتهوش لأمي .
قهقهةنا من ذلك لتقول :
- كداب في أصل وشك ... دا انت بتعشق ماما عشق .
برقت عيني جاد بدهشة يقول :
- ماما ! .
ابتسمت جنا تقول :
- ايوا ماما .
- صبرني يا ربي وامسك نفسي لحد الفرح .
- ههههههه والله مجنون بس بحبك .
***
بغرفة فارس ومهرة ، كان فارس نائم ومهرة نائمة بين ذراعيه ، لتقول مهرة :
- عارف يا فارس .
- امممم .
- انت احلي حاجه حصلتلي في حياتي كلها ... بوجودك نستني كل حاجه ... انت ربنا رزقني بيك ، انا مكنتش متخيلة انك ممكن تظهر في حياتي وتغيرها ، بوجودك انت رجعت كل حاجه زي ما هي ، حبك خلاني انسي الماضي وانسي خوفي من الجنس التاني ، اينعم انا كنت بفهمك غلط وبصدك بس انت كنت متفهم معايا ومكنتش بتغصبني علي حاجه ، كنت بتحبني بجد ، كنت بتحبني كمهرة كشخصية مهرة مش جسم مهرة ، حبك ليا خلاني اكمل حياتي عادي .. مع ان في لسه عقبات ومشاكل ، بس حبك بيقويني ويخليني قوية ، انا فرحانه اني شايله حتي منك جوايا ، انا بحبك يا فارس بحبك .
نظر لها فارس بحب وسعادة يقول :
- انا اللي بحبك يا مهرة ، انا اللي بعشقك ، انا روحي ملكك قبل ما تكون ملكي ، ربنا يخليكي ليا انتِ ابني أو بنتي اللي فبطنك .
عانقته مهرة بقوة كبيرة جدا ، فأخيراً حياتها عادت كما كانت من ثمان سنوات فقط بيه هو وهو فقط .
فارس قلبى ، فارس وهبه الله لى ، ليعيد حياتى كما كانت ، ليأخذ حقى من من أذانى وظلمنى ، ليحبنى بأضعاف حبى له ، لينسينى حبه ماضى الألم والجراح والظلم ، حبك انت يا فارس قلبى انسانى الماضى .
***
تمت بحمد الله