دخل فارس غرفته وجلس علي مقعدة الجلدي وأخرج هاتفه من جيبه ، اتصل علي شيماء ، لترد عليه بصوت مرتجف مصدوم تقل :
- الحقني يا فارس انا مش لقيا جنا ... جنا بنتي يا فارس جنا .
- اهدي يا طنط اهدي ... جنا عندنا في البيت متقلقيش .. بس حضرتك لازم تيجي دلوقتي حالاً ... هستناكي في مكتب بابا .
- طبعا يا فارس انا جايه علي طول ... تلت ساعه واكون عندكم .
- تمام يا طنط باي .
اقفل معها ونظر في ساعة يده لتكون السابعة إلا ربع ، ذهب إلي الفراش وجلس بجانب مهرة ومد يده يداعب شعرها ، بعد عدة دقائق من مداعبته لشعرها رمشت مهرة بعينيها لتبدأ بالأستيقاظ ، فتحت عينيها التي يملؤها الأرهاق ونظرت له بحب مع إبتسامتها الجميلة البريئة لتقول له :
- صباح الخير يا حبيبي .
نظر لها وأبتسم يقول :
- قصدك مساء الخير ... احنا المغرب يا حببتي .
جلست مهرة بسرعة ما أن سمعت ذلك الشيء ، لتقول بدهشة :
- يا نهار ابيض ... ينفع كدا يا فارس متصحنيش اصلي اهو الضهر والعصر فاتوني .
- معلش يا مهرة انتِ كنتي نائمة وتعبانه وانا مرضيتش ازعجك يا حببتي .
- ولا يهمك يا حبيبي .. انا هقوم اصلي .
وقفت مهرة واتجهت للخزانه وأخذت منها منشفة بيضاء وإسدالها الوردي ، ليقف فارس ويخرج من الغرفة متجها ً لوالده حيث مكتبه ، دق فارس الباب ليأتيه صوت والده يأذن له بالدخول ، دخل وجلس علي المقعد وهو يقول :
- بابا في موضوع لازم تعرفه دلوقتي .
ترك محمود الملف الذي يمسكه على المكتب ثم نظر لفارس يقول :
- اتفضل يا فارس .
- بص يا بابا هو يخص حسين دا .
- ودا ماله الزفت دا .
- بصراحه يا بابا هو حاول يتعدي علي جنا .
غلت الدماء في عروق محمود ليهتف بغضب حارق :
- لاااا بقااا دا زودها اووي .. قسماً بالله مبقاش انا محمود بركات لو مدفنتوش بإيدي الحيوان دا .
ووقف من مكانه ليقف فارس هو الأخر وامسك والده وهو يقول :
- استني بس يا بابا .. اهدي كدا وخليني اقولك علي اللي هنعمله معاه .
جلس محمود وبعده فارس ليقول محمود :
- وهتعمل معاه إيه دا وجنا فين اصلا وامها فين ست الستات اللي سابت بنتها لجوزها الزباله .
- اهدي بس يا بابا .. انا كلمت طنط شيماء وهي جايه دلوقتي كلها عشر دقايق وهتكون هنا ، وبعدها نتكلم واقول اللي هنعمله ، ومتقلقش جنا هنا ونايمه في اوضتها كمان .
- ازاي هي مش كانت عند امها .
- لما طنط شيماء تيجي هتعرف كل حاجه يا بابا .
***
امام منزل محمود ، ترجلت شيماء من سيارتها ودخلت مهرولة إلى الداخل ،صعدت ودخلت مكتب محمود دون أن تطرق ، رأت فارس جالس لتهرول عليه تقل بقلق :
- فارس فين جنا يا فارس .
وقف فارس وامسك كتفها يجلسها علي المقعد الأمامي له وهو يقول :
- اهدي يا طنط جنا كويسه .. حضرتك بس ارتاحي .
جلس فارس بعدما اجلسها ليقول لهم :
- انا كنت واقف فوق في البلكونه ولمحت عربيه سودا قدام البيت ، فنزلت علي تحت وسألت شادي طلع هو كمان ميعرفش ، وكنا هنروح نشوف مين صاحب العربيه دي بس لقينا جنا نازله منها وهي لابسه جاكت بتخبي فيه نفسها ومن الواضح أن هدومها كانت متقطعه و... .
أوقفته شهقة شيماء وهي تقول بخوف :
- إيه.... هدومها متقطعه ازاي .
نظر لها محمود نظرات نارية لكنها لم تهتم فكل ما يهمها الان هي ابنتها ، ليقول فارس :
- هقلك انا بقي ... ابنتك اتعرضت للأغتصاب يا طنط شيماء .. .
- إيه !!!! ا****ب ازاي .. ازاي .
نظر لها محمود بسخرية يقول :
- هههه والله معرفش المفروض انا اللي أسألك يا أم جنا ... .
لم ترد عليه شيماء ليكمل فارس :
- والمفاجأة بقا يا طنط واللي انا متأكد انك مش هتصدقيني أن اللي عمل كدا هو نفس الشخص القذر اللي عمل كدا فمهرة ... اللي عمل كدا وبكل اختصار .. حسين جوزك .
اغمضت شيماء عينيها بألم فلقد تأكدت مليون في المئة من ذلك ، انها السبب ، انها من ذهبت ولم تص*ر علي اخذها معها ، كانت تتهم نفسها ودموعها علي وجنتيها ، ليكمل فارس :
- ودلوقتي في شاهد كبير جدا ومهم في القضيه دي وهو جاد ، دا بقي اللي انقظ جنا من بين ايد حسين .
محمود :
- طب وجاد دا ليه كبير في القضيه يعني .... .
- دا يا بابا يبقي الرائد جاد وهو كان منتحل شخصية شاكر الأسواني علشان يقرب منه ويعرف يمسكه متلبس .
نظر له محمود بعدم فهم قائلاً:
- يمسكه ايه ومتلبس ايه ...ممكن تفهمني يا فارس .
- بص يا بابا حسين دا اكبر قـ... .
- ق**د في مصر .
كانت شيماء المتحدثه ، نظرا الأثنان لها بصدمه ودهشه ليقول فارس :
- وحضرتك عرفتي منين .
اخرجت شيماء الشيء التى وجدته مرمي علي الأرض ، وهو ظرف ابيض متوسط الحجم ، اعتطه لفارس وهي تقول :
- لما رجعت البيت لقيت الظرف دا واقع علي الأرض .
اخذه فارس وفتحه ومحمود يتابع بعدم فهم وصدمه ، أخرج فارس من الظرف أموال ورسالة ، وضع المال علي المكتب وفتح الرسالة وقرء ما فيها ، علامات الدهشة على وجهه وهو يقول :
- انا لازم اكلم جاد فوراً .
أوقفه محمود قائلاً :
- استني هنا يا فارس فهمني في إيه .
- يا بابا زي ما طنط شيماء قالت حسين شغال ق**د ، ومش اي ق**د دا اللي ماسكه راجل كبير جدا ، وخطط جاد كلها فشلت بعد ما انقظ جنا ، فأنا اقترحت عليه حاجه وهي أننا هنبلغ عنه والشاهد هيكون جاد وطبعا البواب لان البواب شاف مين اللي طالع ومين اللي نازل ، ودا طبعا هيكون في صالحنا وهيتسجن لان جاد شاهد ودا رائد اكيد مش هيتبلي عليه ... وكمان هيخدو اقوال طنط شيماء ... وغير دا كله والأهم كمان هي مهرة ... لان مهرة اتعرضت للأغتصاب منه بردو وطبعا كل دا ضدة فكدا كدا هو في السجن من بكرا .
تألم قلب شيماء عندما سمعت اسم ابنتها " مهرة " ، انها قست عليها فعلاً ، يا لها من ام لا تستحق هذا اللقب ، لتسمع محمود يقول :
- طب ودا هيفيد إيه في شغله وخطط جاد .. دي حاجه ودي حاجه .
- لا يا بابا ... لان حسين لما يتسجن وقبل ما يتعرض علي النيابة كمان وياخد حكم هيتصل بدراعه اليمين بحجه المحامي ، ودراعه اليمين دا يبقي شغال مع الحكومه بس في السكرتا ، المهم يعني احنا قبل ما نخلي فتحي اللي هو دراعه اليمين دا يدخله هنديله مسجل صوت دا غير الكاميرا اللي في مكتب وكيل النيابة اللي هنحطها .
- طب وهو هيطلبه ليه .
- انا هقولك بقا ، علشان يقوله أن معاد البيعه الجديده اتقدمت يعني بدل ما هي كانت بعد شهر بقت بعد أسبوع بالظبط ... وطبعا هو هيسلمه كل حاجه وهيخليه يعمل كل حاجه مكانه .
- طب وانت عرفت ازاي أن معاد البيعه اتقدمت .
- من الظرف اللي كان مع طنط شيماء دا ، الرسالة اللي قرتها دي مكتوب فيها كدا ، والفلوس كانت مراضيه لحسين .
- طب ما هو كدا فتحي هو اللي هيتحبس بدل حسين لأنه هيعمل كل حاجه .
- ما انا جيلك في الكلام اهو ... احنا حطينا الكاميرا والمسجل علشان نثبت ان حسين هو الريس وان فتحي دراعه اليمين وبيساعده ، ودا علشان نبرء فتحي منها وحسين يتحكم تاني غير الحكم الأولاني ، وبعدها هنخلي فتحي هو اللي يمشي الدنيا ويجيب البنات عادي .
- طب ليه ميتحكمش عليه دلوقتي ما هو انتو ماعكوا الدليل اللي هي الكاميرا اللي بتثبت ان حسين هو الريس .
- احنا هنعمل كدا علشان البيعة دي هتكون في فرنسا والجديد بقا أن مكتوب في الرسالة بردو أن الباشا الكبير اللي ماسك حسين اصلا هيكون معاهم في البيعة يعني هيكون في المينا في معاد حط البنات في الحوايا .
- يعني علشان تمسكوا الباشا الكبير كمان صح .
- ايوا كدا ... انا هروح اكلم جاد وقوله علي المعاد اللي أتقدم دا علشان نبدأ بقا .. وحضروا نفسكم كمان ساعة تكونوا تحت علشان نروح القسم وجنا معانا .
ذهب فارس إلى غرفته ، اما عن شيماء فنظرت لمحمود الغاضب منها وهي تقول :
- انا عارفه اني غلطت كتير وظلمت بناتي كتير بس انا خلاص فوقت ووعيت للي كنت هعمله ... انا خلاص كرهت حسين وهاجي وهشهد معاكم كمان وهقف قدام حسين وهتطلق منه .. انا بس عيوزاك تسامحني يا محمود ... انا بجد اسفه .
- الأسف دا تقوليه لبناتك مش ليا .. بناتك هم اللي اتعذبوا واتظلموا مش انا ... ربنا يهد*كبجي يا شيماء ، الحمد لله انك فوفتي قبل فوات الأوان .
ثم تركها وذهب هو الأخر لغرفته لكي يجهز .
***
فتحت شيماء بابا غرفة جنا ونظرت للداخل ، لتري جنا ترتدي ملابسها ونغم تساعدها علي ذلك ، دخلت واقفلت الباب ورائها واتجهت لها ، ما أن لمحتها جنا حتي ذهبت وعانقتها وهي تبكي ، اخذتها شيماء بين ذراعيها تضمها إلى ص*رها ، تشعرها بالأمان ، تقول لها انني معك ولن اتركك ابدا ، كانتا الأثنتان يبكين في احضان بعضهم لتقول شيماء بندم :
- انا أسفه يا جنا ، انا اسفه يا بنتى .
ابتسمت جنا وهي تبكي اقول :
- متتأسفيش يا ماما ... كفاية انك رجعتيلي انا ومهرة .
اغمضت شيماء عينيها بألم شديد مرة اخري علي مهرة ، مهرة التى قست عليها أشد القسوة .. هذا الكلام كل مرة تعيد نفسها به لانها تعلم مدي خطأها في حق ابنتها الكبرى ،كانت نغم تنظر عليهم مبتسمة بسعادة وتمسح دموعها المفرحة .
***
انهت مهرة صلاتها وأخذت تدعي ربها ثم مسحت وجهها بيدها تقول " أمين يا رب العالمين " ، ثم أخذت تسبح وتحمد الله ، وبعد أنتهائها وقفت وأخذت المصلية وطبقتها نصفين ووضعتها علي الفراش ، ثم اتجهت إلى فارس الواقف في الشرفة ، وضعت يدها علي كتفه تقول :
- حبيبي سرحان في إيه .
ألتفت لها فارس ونظر لها بحب ، وقال لها :
- مهرة انا عايزك في موضوع .
اومأت برأسها ليمسك يدها ويذهبون إلى الفراش ويجلسون عليه ، ليقول لها فارس وهو مازال ممسك بيدها :
- بصي يا مهرة انا عايز اقولك علي حاجه بس اوعديني انك هتبقي كويسه ومش هتنفعلي .
- في إيه يا فارس قلبي هيوجعني كدا .
- بصي يا مهرة احنا دلوقتي هنروح القسم .
حدقت به بذهول تقول :
- قسم ... قسم إيه دا يا فارس وليه أصلاً .
- انتِ مش كنتِ عيزاني انتقملك من حسين .
اوك أن برأسها ليقول هو :
- انا بقا قررت اننا هنروح وهنقدم بلاغ دا غير أننا معانا شاهد في كدا وكمان مامتك هتشهد معاكم .
فرحت مهرة من ذلك فأن والدتها ستقف معهم هما ، لكن لحظه من هما ، هل يعقل ذلك ، نظرت له بشك تقول :
- معاكم ... تقصد مين بمعاكم يا فارس .
- احمم بصراحة يا مهرة حسين حاول مع جنا .
وضعت مهرة يدها علي فمها من صدمتها تنظر له بريبه وخوف وجسدها بدء بالأرتعاش ، مسد فارس علي ذراعيها يقول :
- اهدي يا حببتي اهدي ، جنا كويسه ومحصلهاش حاجه خالص .. متقلقيش الشاهد اللي بقلك عليه هو اللي انقظها قبل ما تضيع مننا .. متقلقيش ، اانا بس كل اللي عايزه انك تهدي وتنزلي تقعدي مع نغم وشادي تحت علشان انا وبابا وجنا وطنط شيماء هنروح نقدم البلاغ علشان نخلص منه .
هدأ جسدها قليلاً من الانفعال لكنها **تت ولم ترد عليه فقط ما زال الخوف في عينيها ، نظر لها فارس بمكر وصعد بيده حيث نحرها يلامسه بحب ومكر ، دبت القشعريرة في جسدها لتنظر له تقول بصوت هامس وانفاس لاهثة :
- انت بتعمل إيه يلا علشان تروح تغير .
ابتسم لها بمكر وهو يقول :
- اصل انتِ مردتيش فانا قلت استغل الوقت مش اكتر ولا انتِ ايه رأيك .
امسكت مهرة يده وابعدتها بعيدا عن نحرها تقول :
- بس بقا يا فارس عايزه اروح البس الأسدال .
- ما تروحي هو انا مسكك .
نظرت له بحزن طفولي تقول :
- يا رخم انت .
ثم تركته واتجهت إلي خزانتها تخرج منه إسدال جديد لونه كحلي ، فهي ستخجل أن خرجت لشادي بهذا الأسدال الوردي ، ثم اتجهت للحمام بعدها ، تن*د فارس براحه يحمد ربه علي عدم انفعالها المفرط فيه وأنه استطاع السيطرة عليها .
***
بعد ثُلث ساعة تماماً كان جنا ومحمود وشيماء وفارس في سيارة ، متجهين لمركز الشرطة الذي يعمل به جاد ، اما عن سيهام فلم تعطي لزوجها اهتمام عندما اخبرها ، فهذه المرأة لم ولن تتغير ابداً ستبقي الحاقدة للغير والكارهة للخير والأخلاق .
***
وصلوا جميعاً للمركز ليترجلوا من السيارة متجهين لمكتب جاد ، دخلوا إلى مكتب جاد الذي رحب بهم جلسوا أمام جاد ، اما جاد فنظر لجنا التي كانت تجلس بجانب شيماء او بمعني اصح ملتصقه بها ، ابتسم قلبه بسعادة عندما رأها ، فلقد قرر أن يساعدهم او بمعني اصح يساعدها ، فلقد دق قلبه لها وهو لا يدري ، أنه لا يعلم ان تلك الطفلة استحوزت علي قلبه من اول روئيه لها ، نظر فارس له وقال :
- ها يا جاد هنروح للنقيب حازم زي ما قلتلي ولا ايه .
انتبه له جاد وهو يقول :
- ايوا يلا ... اتفضلوا معانا .. اتفضل يا استاذ محمود .
اخذهم جاد وذهبوا إلى مكتب النقيب حازم ليقدم جاد هو البلاغ وأنه شاهد علي ذلك ، دخلا مكتب النقيب حازم ، ليقف حازم ويصافح جاد وهو يقول :
- اهلا اهلا يا جاد بيه .. اتفضل .
ابتسم له جاد وقال :
- انا كنت عايز اقدم بلاغ ضد رجل الأعمال حسين الشازلي .
***
بمنزل محمود ، بالحديقة ، كانت مهرة جالسة بين ذراعي نغم ، ونغم تربط علي ظهرها لكي تهدأ من توترها وانفعالها مما سمعته ، فهي لم تكن تتخيل أن جنا ستكون مثلها ، لم تتخيل ذلك ، لم تتخيل أنه بهذه القذارة ، صدح صوت اذان العشاء ، وقفت مهرة هي ونغم وذهباتا كل منهن إلى غرفتها لكي تتوضئ ، دخلت مهرة غرفتها ودخلت بعدها الحمام ، وبعد دقائق خرجت ولفت حجاب الأسدال مرة اخري وكانت ستصلى لولا رنة هاتفها ، اتجهت للكومود وأخذته ، ليكون المتصل خديجه ، تن*دت مهرة ثم ردت عليها تقول :
- السلام عليكم .
- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ، ازيك يا مهرة .
- الحمد لله ، انتِ اخبارك ايه .
- الحمد لله .
**تت خديجه بعدها ولم تتكلم ، لتقول مهرة بأستغراب وحنق منها :
- كنتى عايزه حاجه يا خديجه علشان عايزه اصلي .
اتاها صوت خديجه المتلعثم قليلاً مما ادي لاستغرابها :
- هااا ، ايوا كنت عيزاكي ، المحاضرات ذادت عليكي اوي ، اصلا المنهج كتير و كدا هيبقي صعب عليكي تذاكري ، فكنت عيزاكي تيجي بكرا علشان دكتور صفوت هيدي محاضرة للطلاب اللي فاتهم المنهج ، فانا قلت اقالك .
ابتسمت مهرة وهي تشكرها فقط صدقتها المسكينه :
- تسلمي يا يا خديجه ، ان شاء الله هاجي ، وشكرا انك قولتيلي .
- العفو يا حببتي ، انا هقفل علشان تصلي بقا .
- سلام .
وضعت مهرة الهاتف مكانه وذهبت وبدأت صلاتها .
***
أما بالجهة الثانية ، بأحدي الشوارع المظلمة ، كانت خديجه واقفه ترتجف وبجانبها ذلك الو*د عا** ، اخذ الهاتف من علي اذنها يقول :
- احبك يا ديجه لما تسمع الكلام .. ايوا كدا خليكي كويسه معانا وانا هيفا كويس معاكي .
نظرت له خديجة بخوف تقول :
- اديني عملت اللي عايزه ممكن متتصلش عليا تاني .
- هههههه انتِ شكلك هبلة صح ، لسا الحوار مخلصش لما تجيبي البت دي للشقة نبقي نسيبك .
ثم نظر لها بخبث يقل :
- او ممكن ساعتها الأحوال تتغير ، هههههه .
نظرت له برعب من نبرته وضحكه ، لتقول له :
- انا لازم امشي حالاً .... بالله عليك بابا زمانه راجع من الشغل ، بالله عليك .
- ماشي هعديها المرادي ، بس قسماً بالله لو تلفونك اتقفل تاني او مردتيش ليكون تصرفي اكتر من اللي عملته ده ، وبدل ما اجيبك هنا ، لا انا اللي هجيلك وسط اهلك ... تمام يا بنت الحلال .
- حاضر حاضر .
- يلا تكلي .. سكة السلامه .
ليذهب هو تاركها بذلك الشارع المظلم ، نظرت خديجه حوليها بخوف ، لتذهب بخطوات مرتجفه خائفة مما أقدمت عليه .
***
بمنزل جاسر ، كان يجلس بالمكتب وفاتن أمامه تقول بقلق :
- اتصل بيهم يا جاسر وشوف عملوا إيه .
- اهدي يا فاتن دا انا لسه قافل معاهم مكملتش ربع ساعه .
- يا جاسر قلقانه ليفلت المرادي كمان .
- لا متقلقيش ياستي ، دلوقتي في شهود دا غير أن شيماء مع بناتها .
ابتسمت فاتن فجأة :
- انا فرحت اوي يا جاسر أن شيماء رجعت تاني لولادها ، هي جت متأخر بس اهي عرفت غلطها .
- الحمد لله يا فاتن ... شيماء عاقلة بس حسين كان لاعب في مخها بس ربنا اكبر من اي حد وخلاها تشوف حقيقته القذرة .
- طب انا هتصل بمحمد وهقوله .
اوقفها جاسر مسرعاً :
- لالا قعدي رايحه فين ، مش عايزين محمد يعرف بحاجه ولا حتي سارة ، انتِ عارفه محمد مجنون .
- طب هما هيبقوا لوحديهم كدا .
- لوحديهم ايه ، ما محمود وفارس معاهم ، وانا كنت هروح بس قالولي أنهم خلصوا بس رايحين لمستشفي عشان الطب الشرعي .
- يارب بقي اقف جنب جنا ومهرة .. يارب .
***
بمنزل محمد ، كانا الأثنان جال**ن في ردهة المنزل أمام التلفاز ، كان محمد جالس علي الأريكه وقدماه مفرودة وسارة جالسة بين أحضانه ، كانا يشاهدون فيلم هندي لشاروخان ، نظر لها محمد وهو يراها هائمة بشاروخان ، شعر بالحنق وقال :
- سارة .
ردت عليه :
- هممممم .
حنقه تزايد وهو يراها هكذا ليقول :
- هو إية اللى هممممم ، ردي عدل يا ست هانم .
فزعت سارة منه لتنظر له تقل بأستغراب :
- في أيه يا محمد ، مالك متعصب ليه كدا .
- عجبك اوي عضلاته يا ست هانم .
نظرت سارة للتلفاز مرة اخري لتري شاروخان بدون قميص وعضلاته ظاهرة وبارزه بشكل مثير ، نظرت له وهي تضحك قائلة :
- هههههههه مالك كدا ... بتغيير ولا ايه .... دا شاروخاااان .
- واعمله إيه سي زفت دا .
- هههههه زفت .... لالا دا انت بجد مش طبيعي .
- نعم ... مش طبيعي ازاي يعني .
- يعني في حد يغير من شاروخان .
- اه انا .... وكلمة زيادة هحول الفيلم دا .
- هاهاها ظريف ... .
نظر محمد للتلفاز ليري الممثلة ديبيكا بملابسها الهندية المثيرة ذات الص*رية والتنورة ، ابتسم بمكر ليطلق صافرة طويلة تدل علي إعجابه بديبيكا ، نظرت سارة للتلفاز عندما رأت نظرات الأعجاب بعيون محمد ، قبضت علي يدها بقوة وهي تري محمد يرمق جسد ديبيكا بمكر واعجاب ، امسكت جهاز التحكم واقفلته وهي تقول :
- انت قليل الأدب علي فكرا .
ابتسم لها وهو يقول :
- ليه بتغيري .
- محمدددد .
- لالا بتغيري من ديبيكا ، في حد يغير منها .
- اه انا .
- دي ديبيكااااا .
ناظرته بغيظ لتمسكه من تيشيرته بقوتها كأنثى تقول له بتحذير :
- عارف لو نظراتك دي كانت لحد غيري هموتك يا محمد .. فاهم .... النظرات دي من حقي انا ... انا وبس .
ابتسمت محمد بانتصار لأنه جعلها تشتغل من الغيرة ، ليضع يداه الأثنان علي خصرها يقول :
- يقول لو مش عيزاني موبصلهاش اعملي زيها .
شهقت سارة تقول :
- أعمل إيه يا مجنون انت .
- ههههه اهدي بس .... إيه مبتعرفيش ترقصي .
زحفت الدماء لوجنتها تحمر خجلاً مما يقول ، لتترك تيشرت ببطئ لان قواها تلاشت من لمسات يده لخصرها ، صعد بهذه اللمسات أظهرها يقول :
- كنت عايز اقولك حاجه سر كدا في الاوضه .
ض*بته سارة علي ص*رة تغمغم بخجل :
- بس بقا .
- هههههه طيب .
ثم وقف وحملها متجه للغرفة ( وانتو عملين أيه دلوقت ?? ) .
***
بمنزل محمود وفي الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ، كان الجميع يجلس بردهة المنزل يتكلمون ، ليقول شادي متسائلاً :
- طب وبعد الطب الشرعي وأثبت أن في فعلا اثار عنف في جسمها عملته ايه .
رد عليه فارس يقول :
- بعدها خدوا اقوال جاد وجنا وطنط شيماء ، وطبعا أن طنط شيماء قالته علي شكوكها وأنه مش اول مرة يعملها وأنه حاول مع بنتها الكبيرة ، ومن هنا قالو هياخدو اقوال البواب والجيران وبعدها حسين هيكون مرمي في السجن .
كانت مهرة جالسة بجانب نغم ، شاردة حزينة ، لاحظوا جميعا ذلك ، ولاحظوا ايضا انها لم تصافح شيماء او تعلقت بها كما حدث في عقد القران ، نظرت شيماء لفارس تشير له علي مهرة ، اومأ رأسه ووقف وهو يقول :
- انا هدخل انام بقي علشان بكرا طوييل جدا ، وانت يا بابا يلا أطلع نام .
اومأ محمود رأسه وصعد لغرفته ، ليقف شادي ويتجه لنغم يمسك يدها وهو يقول :
- تصبحوا علي خير انا كمان هروح انام .
وكذلك الأمر مع جنا وشيماء ، لينظر فارس حولة ليري انهم ذهبوا جميعاً ثم نظر لمهرة ويراها شاردة كما هي ، ذهب لها وحملها ، لتفيق هي علي حمله لها ، شهقت وهي تقول :
- انت بتعمل أيه يا فارس بس هيشوفونا .
- هيشوفوا إيه بس ... دا انتِ نايمه في ماية البطيخ .
نظرت مهرة حولها لترى المكان خالي منهم ، لتعض علي شفتيها السفليه بخجل لأنه بالتأكيد علم انها كانت شاردة ، تجمدت نظرة فارس علي شفتيها بتلك الحركة ، ليقول بجدية :
- مهرة متعمليش الحركة دي .
ناظرته مهرة ببراءه لا تعلم ماذا يقصد لتقول :
- حركة إيه .
أبتسم بمكر يغمغم بجانب اذنها وهو يصعد السلم :
- هقولك فوق .
ابتسمت هي بخجل مما ذاد ابتسامته الماكرة ونظرته التي تملئ بالشوق ، دخلا الغرفة وانزلها ، لتقول مرة :
- فارس انا عايزة اروح الجامعه بكرا .
وضع فارس يده علي خصرها يقول :
- لا انتِ لسه تعبانه .
- ما هو كدا انا فايتني حجات كتير .
- متقلقيش طول ما انا معاكي اول ما نخلص من حسين هقعد معاكي وهنذاكر .
نظرت له بشك تردف :
- كداب انت كل مرة تقول كدا وفي الأخر بنعمل حاجه تاني .
- هههههههه يا بنت اللظينه ... متقلقيش مش هعمل حاجه تاني ... علشان انا عايزك تكوني الأولى علي دفعتك .
برقت عينيها بسعادة تقول :
- بجد يا فارس .
اقترب منها وهو يقول :
- بجد يا مهرتي .
ليلتقط شفتيها يقبلها ويغيبا بعالمهم الخاص بهم ( مالناش دعوةاحنا بالناس دي خلينا مؤدبين ? ) .
***
بعد مرور أربعة أيام حدث بهم احداث كثيرة ، منها اخذ اقوال البواب والجيران بأن حسين صعد للبيت بعد نزول شيماء وانهم سمعوا صراخ بعد دخولة للبيت ، وتم القبض علي حسين بتمة الأغتصاب وأنه سيعرض للنيابة ، في قسم الشرطة كان حسين جالس بمكتب النقيب حازم منتظراً فتحي بالمحامي .
***
بمكتب جاد ، كان يجلس هو وفارس ومعه فتحي ، اعطي جاد فتحي مسجل الصوت يقول له :
- حط دا في جيبك يا فتحي وخلي بالك أنه يبان ، وخليك طبيعي ومتودناش في داهيه .
اومأ برأسه يقل :
- حاضر يا بيه حاضر .
ليقول فارس :
- اومال فين المحامي .
- انا زوغته يعمل الاجراءت علشان اعرف اجلكم .
جاد :
- كدا تمام اوي ... روح بقا خده وروح لحسين .
- حاضر يا بيه .
ليخرج فتحي ويذهب للمحامي ويدخلا لحسين ، وقف حازم من مكانه يخرج تاركهم بمفردهم مثلما أمره جاد ، جلس فتحي والمحامي مع حسين ليقص عليه حسين كل شيء يخص العملية وأنه سلمه كل شيء وأن العمليه ستكون بعد يومين والأهم من ذلك أنه يأتي بالفتيات بأسرع وقت ممكن ليقول فتحي له بأنهن جازهن ، ليكون كل ذالك مسجل صوت وصورة .
***
يليها الخاتمة