دخلوا إلى المطعم وتوجهوا حيث طاولتهم المخصصة لهم ، جلسوا ثلاثتهم علي الطاولة ، نظر فارس لمهرة بسعادة بالغة لا توصف من كلمات أقولها لكم وهو يراها تنظر الأسفل من فرط خجلها الزائد مع تورد وجنتيها بشدة اثر خجلها هذا ،نظر فارس لماجد ورآه مندمج مع الجهاز اللوحي و " الهاند فري " فأستغل ذلك وقال بصوته العاشق الرجولي :
- مش هتبصيلي ولا ايه دا انا بقيت جوزك خلاص .
رفعت مهرة رأسها ببطء شديد مما ادي إلى توسع إبتسامة فارس العاشقة لها ، نظرت له بخجل لكن هذا لا يدل عن نظرات الحب التي تظهر بعينيها ، شعرت انها بمجرد النظر لعينيه يحاوطها الأمان من جميع الجهات مانعاً أي مكروه من إصابتها حتي لو كانت كلمة أو نظرة ، ظهرت إبتسامة علي جانب ثغرها بسعادة وخجل معاً لكنها اختفت سريعاً علي أثر رعشة بسيطة هاجمتها بسبب امساك فارس بيدها ، حاولت سحب يدها من فرط خجلها لكنه كان اسرع منها عندما رفع يدها له ليهبط بشفتيه علي ظهر يدها البيضاء ، سرىٰ بجدسها رعشة قويه تشبة الكهرباء من ملامسة شفتيه ليدها ، ألقي ماجد نظره عليهم باسماً مما رآها ليتركهم ويذهب للحمام فاسحاً لهما المجال ، ابتسم فارس علي فعلة ماجد هذه ليقول لها مادعباً يدها بأصابع يده :
- فرحانه يا مهرة .
نظرت مهرة ليدها التى بين يده ثم نظرت له مجدداً صامتة لا تعلم بما تجيب ، انها ستحلق في السماء مثل الطيور من الفرحة بل حلقت من الأساس لكنها لا تعلم كيف تعبر عن مشاعرها وسعادتها هذه ... لا تعلم هل من خوفها ام من خجلها التى بالغت فيه ، هذا ما شعرت بيه هي ، رأت في عينيه انتظار إجابتها دون يأس من **تها الذي طال لدقائق معدودة ، حسمت أمرها وأخفضت بصرها تجيبه :
- اول مرة افرح بالطريقة دي يا فارس ... مكدبش عليك لو قلتلك اني خايفة أ.... .
**تت وسحبت يدها من يده عندما رأت النادل يضع الطعام لهم مع مجئ ماجد ، تناولوا طعامهم وفارس يفكر في الكلام التي كانت ستقوله لولا وجود النادل وماجد ، كان يريد تحطيم رأسه لأنه قاطعهم بعد أن شعر بتحرر مهرة معه قليلاً ، حزن بعض الشيء من كلمتها هذه " خايفه " فلمَ تخاف منه ولا تتكلم معه .. أنه يعلم عدم كلامها معه خجلاً منها فهي بطبيعتها خجولة ، لكنه لا يعلم ما هو خوفها منه ... لماذا لا تريد أن تفهم أنه غيره ولا حتي يفكر ثُلث تفكيره .. أنه هو من سيرُد لها حقها وكرامتها .... سيضمد جرحها وفؤادها .... سيحميها منه ومن أمثاله ..... سيريه ما لم يراه في حياته من عذاب ... فهو جالس معها الأن يتناولون العشاء بمناسبة عقد قرانهم ... ألم تفكر لمَ هو حدث .. ألم تستوعب ما سبب وجوده معها وزواجه منها .... ألم تري نظراته لها بماذا تقول وتعبر ... ألم تلاحظ إي شيء يخفي خوفها منه وتستوعب سبب زواجه .... أنه يعلم سبب ذلك الخوف وهو يقدر ذلك لكنه يريد منها الوثوق به علي الأقل لا اكثر من ذلك ... أنه يحبها كثيراً وهي أيضا قالت إنها تحبه .... لكن هنا السؤال الذي يوجهه لنفسه هل تحبه فعلاً أم أن هذه الكلمة خرجت منها لكي تستفز والدتها ... .
***
وقف فارس بسيارته أمام بناية جاسر ، ترجل ماجد من السيارة ودخل البناية ، نظرت مهرة لفارس وهي تقول بوجه خالي من البسمة بعد رأية فارس يتجاهلها بعض الشيء :
- تصبح علي خير .
وكانت علي وشك فتح باب السيارة لكنه فاجأها بأغلاقه بالـ " اللوك " وانطلاقه ايضاً حيث كورنيش النيل ، نظرت له بدهشة مما فعلة ظنت بيه سوء ، لتقول بعصبية له :
- انت موديني علي فين يا فارس .
نظر لها فارس ثم نظر للطريق مرة اخري وكان علي وشك الكلام لكنها سبقته بقولها الذي صدمة بشدة منها :
- انا كنت عارفه .... كنت عارفه انك زيه و قولت لا دا بيحبك ... بس الظاهر انكم كلكم صنف واحد .... صنف قذر .... كلكم بلا استثنا .
ضغط علي الفرامل بقوة لتتوقف السيارة بسرعة مما أدى إلى إصدار صرير قوي ، نظر لها بصدمة قائلاً لها بعصبيه مما قالته :
- إيه اللي بتقوليه دا يا مهرة ... حاسبي علي كلامك كويس لانك بتغلطي جامد .
نظرت له بغضب هي الأخرى قائلة بصوتها المرتفع عليه ولأول مرة :
- بقول اللي انا شيفاه بعيني دلوقتي وتفسيره ، وانا مغلطتش في كلمة قولتها .
كور قبضة يده غيظاً منها ومن صوتها المرتفع ، ليقول لها غاضباً بشدة :
- شيفاه ايه وتفسير ايه ، متظبتي كلامك معايا يا مهرة .
- انا كلامي مظبوط ميه الميه بس انت اللي الحيوان زيه يا فارس انت نسخه منه يا فارس نسخه من حسين انا بكرهك ... بكرهك .
- انتِ متشبهينيش بالزبالة ده يا مهرة فاهمة انا ارجل منه بمية مرة فخلي بالك من كلامك معايا وبلاش غلط وقلة أدب وعلي فكرة أنا مكنش نيتي وحشه انا كنت حاجز رحلة نيلية لينا احنا الأتنين ومتفق معاهم على كدا علشان افرحك بس الظاهر اني كنت غلطان يا بنت عمي .
نظرت له بدهشة عارمة فكيف تسرعت هي وقالت ما قلته وظنت به ذلك ، انطلق بالسيارة مرة اخري دون النظر لها متجهاً لبيتها ، كان يقود بغضب شديد وسرعة أيضاً مما أدى إلى فزع مهرة منه فأنها ولأول مرة تراه غاضب هكذا ، أنه ولا مرة واحدة أراها وجهة الغاضب بل الوجه المازح العاشق ، نظرت له بأسف وهو يقود و كانت ستنطق بأسفها لكنه سبقها بإقاف السيارة قائلاً بنبرة حادة :
- تصبحي علي خير .
- فارس اسمـعني طيب .
- تصبحي علي خير يا مهرة .
نظرت له مهرة بأسف لكنه لا يرىٰ نظراتها لأنه لا ينظر لها ، يتجاهلها ، شعرت مهرة بالندم من فعلتها وهي تقول بأسف :
- انا بجد مش قادرة انسى ولا حتي افرق ... انا اسفة سامحني .
لم ينظر لها فارس متجاهلها ايضاً ، ترقرقت الدموع بمقلتيها قائلة :
- حتي لو قلتلك يـ .. يا حبيبى .
صدم فارس مما سمعه ، هل انا اتوهم ما قالته ام انها حقيقه ، نظر لها بسرعة مصدوم يناظرها بدهشة عارمة ، لتكمل متأسفة بين دموعها التي تهطل علي وجنتيها :
- انا اسفة يا فارس ... سامحني علي اللي قلته ...انا لما شفتك بتقفل اللوك وبتتحرك بالعربية خدني عقلي بعيد ... انا اسفه والله اسفه .
نظر لها ولدموعها التي علي وجنتها ، هدأت ملامحه وعادت كما كانت ملامحه الطبيعيه ، ضم وجهها بين راحة كفيه محركاً أبهامه علي وجنتها ماسحاً دموعها قائلاً :
- خلاص متعيطيش يا مهرة ... حصل خير .
نظرت له نظرة طفوليه قائلة له :
- يعني خلاص مش زعلان مني .
ابتسم لها قائلاً :
- لا يا ستي خلاص مش زعلان .
- بجد .
- ايوا بجد .
نظرت له متسائلة :
- يعني هتوديني لمكان مفجأتك ليا ولا لا .
برقت عيانه بسعادة مما تقوله له ، ليقول لها وهو يعدل جلسته مستعداً للقيادة :
- اكيد طبعاً انتِ تُأمري يا مهرتي .
لينظر لها بخبث قائلاً :
- بس بشرط .. .
نظرت له متفاجأة منه لتقول :
- شرط ايه دا .
استمر بالنظر لها بخبث بالإضافة إلى ابتسامته الخبيثة أيضاً :
- انك تقوليلي يا حبيبى دايما .
نظرت لها بدهشة كبيرة مما قاله لها ، توردت وجنتها خجلا ونظرت للأسفل ولم تجيب ، قال لها وهو مازال ينظر لها :
- هاااا قولتي ايه ، ولا منروحش في حته .
نظرت من زجاج باب السيارة وهي تقول بصوت هامس خجول :
- موافقه يا.... .
- يا ايه قوليها تاني بقا .
- يا... ياااحبيبى .
اطلق فارس تنهيدة فرحة مما سمع لتوه ليقود السيارة حيث كونيش النيل مجدداً ، اما هي لم تنبث بكلمة واحدة اخري بل اكتفت بإبتسامة تبين بياض أسنانها تدل علي مدي سعادتها .
***
ببناية جاسر ، بداخل غرفة الفتيات ، كانت نغم نائمة علي فراشها تنظر لجنا النائمة علي الفراش المجاور لها ، ثم نظرت لسقف غرفتها تفكر بيه وهل هو فعلاً يحبها ، إن كان يحبها لمَ لم يأخذ خطوه للأمام ويطلب يدها مثلما فعل فارس مع مهرة ، هل توافق علي باسل ام لا ، انها محتارة بين قرار قلبها الذي يقول لها أن لا تقبل فأن شادي يحبها بشدة وسيأخذ خطوة قليلاً جدا جدا ، أن قرار عقلها الذي يقول وافقي علي باسل مثلما قالت لكِ مهرة واعطي لنفسك ولباسل فرصة أن تتعرفا علي بعضكما بعضاً لكي تستطيعي الحكم بينه وبين شادي ، اغمضت عينيها بقوة ممسكه برأسها بقوة من هذا الصراع الداخلي به بين قلبها وعقلها ، سمعت صوت ما بالخارج ، أبعدت الغطاء عنها ثم وقفت من فراشها متجهة للباب ، فتحته وخرجت لتري محمد وماجد جال**ن علي الأريكه يلعبان علي " البلايستيشن " وصوته مرتفع بعض الشيء ، لتمسك جهاز التحكم " الريموت " وتقلل من مستوي الصوت قائلة بحنق :
- في ناس نايمة يا بشوات انتو ، خلي في شويه من الأحمر هاااا .
قال لها محمد وهو ينظر للتلفاز ويلعب بتركيز لكي لا يهزم من ماجد :
- مش وطيتي ، يلا بقا بيتك بيتك علي اوضتك علشان نعرف نركز .
نظرت له بملل :
- طب انا زهقانه ومش جيلي نوم ... ألا صحيح انتو بتلعبوا ايه .
ليجيب ماجد عليها :
- بنلعب Plur .
قفزت نغم من مكانها تجلس بين اخويها تقول بسعادة :
- واااو انا بحب لعبة السباق دي ... وقف وهاتلي دراع علشان ألعب معاكم يا جوجو قبل ما تشرفنا رورو .
أوقف محمد اللعبة بينما ماجد يحضر الجهاز الثالث ويشغله ، ليقول محمد :
- بس هي مش جايه علي هنا .
نظرت له نغم بصدمة تقول :
- نعم .. ودا ليه بقا أن شاء الله .
- لان مهرة قالت انها مش عايزه فرح علشان دراستها وهيبقي كتب كتاب بس يعني هي كدا هتروح لبيت فارس علي طول يا حجه .
ثم نظر لنغم بمكر قائلاً :
- تفتكري بيعملوا ايه دلوقتي .
- اكيد فارس معيشها جو رومانسي تحفه ... يااااه يا محمد .
تناولت الجهاز من ماجد ، ليقول ماجد وهم يختارون مركات والألوان ألسيارت التي سيلعبون بعها ، لتسأله نغم :
- جبتها بمتسابقين معانا ولا لا .
- جبتها اكيد يعني .
قال محمد بنبرته الفضولية متسائلاً ماجد وهو يضغط علي زر " المربع " لكي يختار اللون :
- بقلك يا جوجو محصلش حاجه كدا ولا كدا وانت قاعد معاهم في المطعم .
قهقهة نغم علي فضول محمد هذا بينما نظر له ماجد مخرجاً ل**نه خارج فمه مغيظاً محمد قائلاً :
- مش هقولك خليك كدا نار الفضول تحرق فيك .
نكزه محمد بالجهاز وهو يقول :
- اخلص يا عم الرخم وقول الواحد علي نار الشوق .
نظر ماجد للتلفاز وقال مغيظاً له :
- لااااا .
انتهوا الثلاثة من الأختيار ليبدأ السباق وكلاً منهم يركز علي المربع الخاص بيه التي قُسم بها الثلاث سيارات ، لتقول نغم لماجد وهي تنحرف لليمين بالسيارة متفادية الصاروخ الآتي من خلفها :
- طب لو قلتلك تقولي انا ... بليييييز يا ماجد قوول .
ليضغط ماجد علي زر " X " ضارباً الصاروخ بسيارة نغم قائلاً :
- بعد ما تموتي هقولك ، ههههه .
نظرت له بدهشة وقبل أن تتكلم إذا بسيارتها تتشقلب بسبب الصاروخ الذي ضُرب عليها ، تأففت بحنق وهي تقول :
- يا بارد يا ماجد .. ليه خلتها اللي بيموت مش بيرجع .
اوقف ماجد اللعبه ثم نظر لها رافعاً حاجبيه مغيظاً لها ، ليقول له محمد :
- خلص يا زفت بدل ما ض*بك .
عاد ماجد للعب لتقول له نغم :
- اديني موت اخلص ولوك إيه اللي حصل .
ليقول ماجد بأبتسامة سعيدة مما رآه :
- مش قادر اقولكم ايه والله ... دا أونكل فارس طلع رومانسي اووي .
ليقول له محمد :
- ليه عمل ايه ... اخلص .
- لما ا**بك دلوقتي هقولك .
ثم ضغط ماجد علي زر " X " ثلاث مرات لتزيد سرعته ثلاثة أضعاف سرعته الأساسية ويسبق محمد ويعبر خط النهاية ليكون هو المركز الأول ومحمد المركز الثاني ، رمي محمد الجهاز علي ماجد بحنق ليقول ماجد :
- بما اني **بتكم فأنا مش هحكي غير لما اقولكم علي شروطي .
رفعا نغم ومحمد حاجبهما بتعجب قائلين :
- نعم يا رووح تونا .
- والله دا الي عندي ولو مش عايزين يبقي بلاها احكلكوا بقا .
لتقول نغم :
- خلاص خلص وقول ... انجز .
- انتِ بكرا هتطبخيلي المكرونة البشاميل بالصلصة اللي بحبها مع الشيش طاووق ، وانت يا محمد هتنزل تجبلي الشهادة من المدرسة .
ليقول محمد :
- متجبها من علي النت زي بقية اصحابك .
- لا انا عايزها من المدرسه مش يكون ربنا شاء وطلعت في الترتيب .
لتقول نغم :
- خلاص موافقين ممكن بقا تنجز وتقولنا .
- اسمعوا بقا ..، احنا اول ما قعدنا انا كنت مندمج مع الأيباد والهاند فريه اللي فودني بسمع اغنية Whin Up لكن كنت ببص عليهم شويه شويه ... المهم لقيت أونكل فارس بيقولها بهزار انتِ مش هتبصيلي ولا ايه دا انا بقيت جوزك خلاص ساعتها مهرة مردتش عليه خالص بس بصتله وهي بتضحك ب**وف .. واووووبا لقيت فارس مسك أيدها قام بايسها .
ضمت نغم يدها الأثنان بتوهان قائلة :
- ياااا رب اوعدني بقااا .
ليقول محمد بخبث :
- يبختك يا عم فارس ... الوحد عايز يلاقي عروسه بسرعه بأنه خلاص قرب يعجز .... هههههه .... وبعدين .
وقف من مكانه قائلاً :
- ولا حاجه تاني بعد كدا سبتهم وخرجت برا علشان اسبهم براحتهم شويه ولما دخلت كان الجارسون بيحط الأكل بس كدا ..، انا هدخل انام بقي .
ليذهب متجهاً إلى غرفته ودخل ليخرج مرة اخري وينظر لنغم قائلاً :
- المكرونه والشيش متنسيش هاا .
لتقول بحنق وهي واقفه :
- خلاص يا عم انت ... ادخل نام بقا .
دخل ماجد وأقفل الباب ورائه ، امسك محمد يد نغم واجلسها قائلاً :
- عايز اتكلم معاكي فحاجه كدا .
جلست نغم ضامة ركبتيها إلى ص*رها قائلة :
- اتفضل اشجيني .
**ا علي وجهه الحزن لاحظته نغم لتقول بعدما فهمت :
- سارة صح .
نظر لها بحزن قائلاً :
- ايوا سارة .
- مالك ومالها يا محمد انا حاسه انكم متغيرين اوي ... في ايه يا محمد قولي ، عايزه افهم .
- مش عارف يا نغم أيه اللى حصل فجأه لقيت الدنيا اتشقلبت فيوم .
- طب احكيلي ايه اللي حصل يمكن اساعدك يا محمد .
قص محمد كل شيء لنغم من أول مقابلته بها لأول مرة عندما ذهب لبيتها ليقلها لبيته لاخر ما حصل اليوم ، نظرت له نغم بعتاب قائلة :
- انت غلطان يا محمد ... غلطان اووي اووي كمان .
اخذ محمد وسادة الأريكة ووضعها علي ركبتيه مسنداً يده عليها قائلاً :
- مش عارف بقي يا نغم ... انا لما اكتشفت كل ده من فونها اتفاجأت ولما جيت اواجهها لقيتها اتعصب وقالت إن دا كان ماضي وانها نسيتني ومسكت فونها ومسحت صوري والمذكرات وبعدها مشيت وسابتني .. ومن ساعتها وهي بتتجاهلني واكيد انتِ شفتي كدا بعينك امبارح .. .
- وانهارده انت غلطان .
- ما هي اللي استفزتني .
- استفزتك علشان بتقولك ميصحش انك تمسك ايدها كدا ... انت غلطان ومفيش مبرر لغلطك دا انت جرحتها بكلامك ... مش علشان هي مش محجبه وبتلبس براحتها يبقا هي كدا متعرفش الصح والغلط والحدود اللي بين الراجل والست ... انت فعلاً جرحتها ولازم تعتذرلها .
- انا مش عارف الكلام دا طلع من بوقي ازاي .. والله يا نغم انا قلبي وجعني اكتر منها من الكلام دا .
- انت حبيتها يا محمد .
نظر محمد للأسفل ولم يجيبها لتكمل :
- لو بتحبها بجد يا محمد روح واعتذرلها واعترفلها ... وبدل ما تقولها كلام يدايقها ويجرحها ، كون انت السبب في حجابها ، سارة بنت كويسه وطيبه ولو خسرتها مش هتلاقي غيرها صدقني .. تصبح علي خير .
لتقف نغم وتقبله علي جبهته ثم ذهبت لغرفتها تاركة محمد تائهاً بكلامها وأفعاله ويفكر فيما سيفعل .
***
بڤلا محمود ، جالسون الأربعة علي " السفرة " وطاقم الطباخين يضعون الطعام أمامهم ، بعد أن انتهوا بدأوا في الأكل ، لتقول سيهام بحنق شديد :
- كان أيه لازمته أنهم يأكلوا برا مكانوا جم وكلوا هنا .
نظر لها محمود وقال :
- فارس حابب يعملها مفجأة ويفرحة شويه بدل الأيام السودة اللي مرت بيها دي ... وبعدين ابقي افردي وشك في وش الناس شويه ، وعايزك تتعاملي مع مهرة كويس البنت ملهاش ذنب بأمها ... خليكي انتِ الحنينه عليها بدل الوش الجاحد اللي انا عارف ومتأكد انك هتقبليها بيه وتعمليها بيه ، ادي نفسك فرصه تشوفيها وتتكلمي معاها .
تركت الملعقة من يدها وقالت بتأفف :
- قلتلك لا يا محمود دي انا وانا هعاملها وهكلمها برحتي دا اصلاً لو رضيت اقا**ها ، وعلي فكره البت دي شبه امها وادي دقني اهو لو طلع كلامي غلط ...، اشبعوا بطيبتها علشان لما تض*بكوا علي افاكوا تتوجعوا اوي مااااشي .
ثم وقفت وتركتهم صاعدة لغرفتها تتمتم ببعض الكلمات ، نظرا شادي وسارة لبعضهم ، ليقول شادي لأبيه :
- يعني كان لازم تقوم دلوقتي ، كنت عايز اقولكم علي حاجه .
اخذت سارة طبق الدجاج ووضعته امامها لتأخذ قطعة واحدة ووضعت قطعة لشادي ثم وضعته أمام محمود ليأخذ هو أيضاً قطعة ثم يقول :
- كنت عايز تقول ايه يا بني ، انا هبقي اقولها لما اطلع .
وضعت سارة الطبق مكانة ليقول شادي مبتسماً :
- بصراحة يا بابا انا قررت اتجوز .
نظرت سارة ومحمود له مندهشين لتقول سارة :
- واااو يا شادي ... ومين سعيدة الحظ بقا .
ليقول محمود باسماً فرحاً :
- فرحتيني يا شادي والله بس مين دي يا بني .
- نغم بنت خالة مهرة .
وقفت سارة قائلة بدهشة وسعادة :
- بجد يا شادي OMG ، دا احلي خبر سمعته في حياتي .
ليقول محمود :
- نغم بنت كويسه ومحترمة ونعمة الأختيار يا شادي مش بتاعت مامي وزفت بابي .
- لا دنيا دي بقت صفحة قديمة معفنه اطعتها ورمتها في الزبالة ، انما نغم دي حاجه تاني ، انا عايزك تكلم أونكل جاسر ، وقوله اننا نروح تخطيها في اسرع وقت ويا ريت انهاردة قبل بكرا .
تدخلت سارة مازحة :
- حيلك حيلك يا عم هو تليفون هتشتريه ... اهدي شويه والحاج حوده هيظبلك الدنيا ... صح يا حوده .
وقف محمود معلناً انتهائه من طعامة ثم قال :
- الحمد لله علي نعمك يا رب ... بكرا ان شاء الله هعزمه علي فنجان قهوة في الشركة وهكلمه يا سيدي ... ويلا بقا كل واحد علي اوضته علشان اخوكوا ومراته .. تصبحوا علي خير .
ليقولا معاً :
- وحضرتك من أهلة يا حودة / حاج .
***
واقفان الأثنان في المركبة ينظرون لصورة القمر المعكوسة في مياه النيل ، صامتين ، رفعت مهرة نظرها ونظرت لفارس الغارق في النظر للمياه وصورة النجوم بها ، شعرت بالسعادة بأن الله رزقها به ..، أنها علمت أن الله لم ينساها كل ذلك وان كل ذلك العذاب أتي بعده اجمل شيء ورُزقت به ..، قررت أن تخفي خجلها لليلة واحدة وتقول له كل شيء بداخلها وانها لم تعد خائفة منه بعد كل ذلك ، وضعت يدها علي كتفه تقول :
- فاارس.
نظر لها فارس بأبتسامة قائلاً :
- عيوون وقلب فارس .
- انت كنت بتسألني اذا كنت فرحانه ولا لا .
اومأ رأسه لتكمل هي :
- ساعتها قولتلك اني مفرحتش فرحة كدا ، واني خايفه صح .
اومأ رأسه مرة اخري لتنظر هي للأسفل لدقيقة واحدة ثم ترفع نظرها وتنظر بعينيه قائلة ودموعها تتجمع علي مقلتيها :
- بس راح ... الخوف راح لما حطيت عيني فعينك يا فارس ... راح بمجرد نظرتك اللى مليانه بأمان وحب وعشق ... راح لما دافعت عني من ماما ... راح لما كنت بتذاكرلي ... راح لما جيت وطلبت ايدي ... راح لما شفت نظراتك ليا وانا فصدمتي .... الخوف راح بمجرد مدخلت حياتي يا فارس ... انا مكنتش اتخيل اني اثق بحد غير محمد و أونكل جاسر وماجد من الجنس دا .... بس انت جيت واحتليت علي ثقتي كلها ليك ... جيت وحسستني بالأمان بعد مضاع ... جيت ومعاك فرحتي الي سرقتها الأيام بسبب ماضي جرحني من أقرب الناس ليا ....جيت ومعاك امان عمري محسيتش بيه إلا بوجودك ... جيت ومعاك حب يكفي العالم كله .. بس اديتهولي ليا لوحدي .... انا مش فرحانه وبس يا فارس انا طايرة من الفرحة .... بس خايفه ليجي يوم وقع علي جذور رقبتي ات**ر تاني واتصدم تاني واتجرح تاني ... هو ده اللي خايفه منه ... اني اكون فحلم جميل وفي الأخر يخلص بكابوس ... انت عارف انا ولا عمري فكرت اني الاقي الجرأة واقولك الكلام ده بس حسيت انك ممكن تضيع مني بسبب اللي حصل في العربيه وسوء تفهمي ليك .. بس صدقني انت فنظري عمرك ماهتكون زيهم ... انت حاجه اسبشيال عن بقية الجنس دا .... انا عمري مفكرت اني ممكن احب حد او حد يحبني بعد اللي حصلي بس ربنا رزقني بيك ، بيك انت وبس يا فارس .
نظرات فارس لها كانت كالطفل المشرد لكنه وأخيراً وجد من يرعاه ويحميه ويحبه من عذاب الدنيا ومن بها ، نظرة من نظراته لها كانت تدل علي فرحة وسعادة لا مثيل لها **عادة أم وضعت مولودها ، اقترب منها ومسح دموعها التي هطلت علي وجنتها بين بكلامها ، ابتسمت مهرة له ليبادلها إبتسامتها هذه ، عانق وجهها بكفيه يقول بحب والإبتسامة لا تفارق شفتيه :
- ياااه يا مهرة ... انتِ خلتيني بكلامك دا احبك اكتر واكتر ... انا بحبك يا مهرة ، بحبك حب متتخيلهوش خالص ، انتِ احلي حاجه حصلتلي في دنيتي دي ... من ساعة ماعرفتك وشوفتك وانا مبسبش فرد خالص وبصلي الصلاة فمعادها وبصوم كل اتنين وخميس وبعمل حجات كتير اوووي كنت بهملها لكن وجود غير كل دا من ساعة ما شوفتك في الجامعة وانا مبطلتش افكر فيكي ولا صورتك تبعد عن خيالي ، مكنتش اعرف ان دا اول طريق حبي ليكي ، وحبي ليكي زاد لما عرفت انك بنت عمك ... دا انا كنت بدور عليكي علشان اعتزرلك عن اللي حصل مني بس ملقتكيش وغبتي عن المحاضرات مع اني سألت الدكاترة و المعودين وقالي انك مجتهدة ، اخر مايأست روحت وجبت ملفك علشان اعرف عنوانك واروح اعتزرلك .. مصدقتش نفسي من كتر فرحتي انك طلعتي بنت عمي لما فتحت الملف ... فرحت لدرجة أني روحت لبابا من غير حتي ما اشوف العنوان ... انتِ يا مهرة اللي ربنا رزقني بيكي مش انا اللي ربنا رزقك بيا ... انتِ نعمة من نعم ربنا اللي موجودة في الأرض دي محدش بيقدرها ، عارفة اية سبب حبي ليكي .
اومأت رأسها بلا مع دموعها التي تنهمر علي وجهتها دون توقف بسعادة علي أثر كلامه ، اقترب منها فارس وقبل جبينها بقا حب وعشق ، اغمضت عينيها أثر لمسة شفتيه الساخنة لجبينها البارد ، ابتعد قليلاً نسبياً ونظر بعينيها يكمل :
- اخلاقك واحترامك واحتشامك في لبسك .. مع انك بنت زي كل البنات وعايزة تعيشي حياتك وتلبسي برحتك وتتمتعي بالدنيا ، بس انتِ عارفه كويس أن الدنيا دي فانيه وملهاش أي تلاتين لازمة وبتعملي لأخرتك حطه في دماغك أن الساعة ممكن تكون انهارده قبل بكرا ... واوعي تفكري اني اتجوزتك علشان احميكي ، لا اتجوزتك علشان حبيتك وحبيت كل حاجه فيكي ... .
ابتعد عنها ثم امسك يدها يأخذها حيث مجلس القارب ، جلسا الأثنان ، خلل أنامله بين أناملها لتتشابك ايديهما معاً ، ابتسمت مهرة بخجل واخفضت رأسها ، ليمسك ذقنها ويرفع رأسها يكمل :
- مش عايزك تخافي ابداً يا مهرة ابداً ، طول مانا جنبك تعرفي أن محدش يقدر يلمس شعرة منك ... انا بجد فرحان انك ملكي وبقيتي مراتي وسكنتي قلبي .. ربنا يخليكي ليا دايما يا رب .
بعد إنهاء كلمته الأخيرة اخرجت مهرة دموعها من عينيها مرة اخري وتعالت شهقاتها ، نظر لها فارس بحزن شديد .. أنه لا يعلم ما قاله جعلها هكذا ، مسح دموعها بقلق قائلاً :
- مالك يا حببتي بتعيطي ليا بس ... طب مالك طيب .
نظرت له بعيون م**ورة من جراحها وقالت :
- بعيط لاني مش عارفه اد*ك اي حاجه ... اي حاجه مهما كانت صغيرة ، انت اديتني كتير بس انا لا ... حتي الحاجه الوحيدة اللي من حقك انت وبس راحت وخادها غيرك ... يعني مفيش اي حاجه اديهالك ، لكن انت اديتني كل حاجه .. بعيط علي كدا يا فارس ، اسفه يا فارس كان نفسي اد*ك حقك بس راح غصب عني ... مقدرتش احافظ عليه ... جيه واحد قذر خده بكل سهولة وبمساعدة اقرب الناس ليا ... اسفه يا فارس معرفتش أحافظ علي حقك .... اسفه اسـ.... .
وضع فارس سبابته علي شفاهها مانعاً اكمال كلمات أسفها التي تمزق قلبه علي شيء لم تفعله هي بل إنه ضاع منها غصباً عنها دون إرادتها ، اخذها بين أحضانه حيث رأسها علي ص*رة العريض مستنداً رأسه علي رأسها ويديه تحاوطها يقربها منه بقوة ، يعتنقها بقوة اكثر حتي شعرت بأن ضلوعها ستن**ر من عناقه لها ، قال لها مقبلاً قمة رأسها بدمعه فرت منه :
- اوعي تتأسفي ابدا علي حاجه انتِ ملكيش ذنب فيها .. .
**ت لبرهة ثم قال وهو ينظر لنقطة فراغ ونظراته كأنها نظرات صقر يتوعد لمن حاول اصطياده :
- وحياتك يا مهرة لهمسك الكلب دا وقبل ماينول عقابه من القانون هكون انا جبته تحت رجلي وهدوس عليه ، هعرفه نفسه كويس ، هوريه النجوم في عز الضهر ، صدقيني لهعذبه عذاب بعدد دموعك اللي نزلت من عيونك يا حببتي ... انا هوريه ديل الكلب النجس .
لتقول وهي مازالت بين يديه وشهقاتها تقل شيئاً فشىء :
- يعني مش زعلان أن حقك ضاع مني .
أبعدها عنه ونزظر بعينيها يجيب بحنان :
- لا مش زعلان ومش عايزك تقولي الكلام دا تاني او تفتحيه خالص .. دي صفحه واتقفلت خلاص ، اتفقنا ... .
لم ترد عليه ليبتسم لها مداعباً وجنتها بيده قائلاً :
- اتفقنا .. .
أبتسمت هي تلقائياً عندما رأت ابتسامته لتجيب بخجل ي**و وجهه وإبتسامتها من مداعبته :
- اتفقنا يا حبيبي .
نظرت لعينيه بحب لتراه ينظر لشفتاها وعلي ثغره إبتسامة ، ارتجفت شفتاه من نظراته لهم ، نظر لعينيها مجدداً يقول متسائلاً بصوت عاشق ولهان :
- ممكن اعملها يا مهرة وتكون برضاكي .
توردت وجنتها من سؤاله لها ، نظرت له بخجل شديد ووجهها الذي ي**وه الدماء من فرط خجلها ، ابتسم إبتسامة أوضحت أسنانه ، رفع لها حاجبيه منتظراً إجابتها علي فعل ذلك ، فهو لا يريد فعل شيء يكون دون إرادتها أو غصباً ، هزت مهرة رأسها بعد عدة دقائق لا تقل عن ستة أو سبعة دقائق بالنسبة لفارس كأنهم ساعات ، أبتسم فارس من موافقتها ووضع يده علي وجنتها ثم اقترب منها ببطء ، اغمضت هي عينيها قبل أن تصل شفتاه لشفتيها ، بمجرد أن اغمضت عينيها كان فارس قد اخذ شفتيها بين شفتيه يقبلها برقه بالغة ..، لم يكن يريد أن تكون قبلتهم الأولي عنيفة ، حتي باقي قبلاتهم لن تكون عنيفه ، ستكون رقيقه جدا وشغوفه جدا ، لانه يعتبرها قطعة زاجاج أن عنفته سين**ر ، لذلك يقبلها برقه ...، ابتعد عنها وهو مغمض العينين بعد أن دامت هذه القبلة لعدة دقائق ليست بكثير وليست بقليلة فإنه حسبتها لكم ستكون ما بين الست و التسع دقائق ، فتح عينيه ليراها مازالت مغمضة العين وتتنفس بسرعة والدليل أن نفسها مازال يلفح علي وجهه بسرعة ، نظر لها بحب شديد وسعادة فأنه قبلها وأيضاً بإراتدها ، لم يعلم ماذا يفعل من سعادته إلا أنه قبلها علي جبينها وأخذها بين ذراعيه يعانقها بقوة ، أما عنها فعندما لمست شفتاه شفتيها انتفض جسدها من أثر رعشته بسبب ملامسة شفتاه لها ..، ارتخت قواها الجسدية والعقلية بعد دقيقة من ملامسة شفتيه لها ، لم تعلم كيف تبادله قبلتها فإنها غير محترفه به لانها بطبعها فتاة خجولة لا تضع هذا في بالها إلى أن يأتي هو لها وبالحلال بأذن من ربها الرحمن الرحيم ، بادلته قبلته دون احترافيه مما اسعد فارس ، شعرت بأنها تحلم فعلا بفعل هذه القبلة وانها استيقظت منه عندما ابتعد عنها لكي يلتقطوا أنفاسهم ..، لم ترد أن تفتح عيونها لكي لا تلتقي بعينه التي ستكون سعيدة مما حدث من خجلها وأيضا بعدما بادلته قبلته هذه ..، اغمضت عينيها بقوة أكبر عندما شعرت بشفتاه تلامس جبينها لكن هذه المرة كانت بشغف اكبر من التي كانت علي شفتيها ..، ثم شعرت برأسها علي ص*رة ..، تنصت لدقات قلبه كأنها تقول " مهرة " أبتسمت من ذلك وأبتسمت اكثر عندما حاوطها بيديه يزيد من عناقه لها كأنه يريد إدخالها بداخل جسده لكي يحفظها ويأمنها من أي مكروه يصيبها ، لم تشعر بنفسها إلا والحروف تهرب منها تعترف له دون إرادتها :
- بحبك يا فاارس ... بحبك يا حبيبي .
***
بجانب الحارة التي يقطن بها فتحي ، هبط من درج بيته وخرج منه ، كانت الحارة خالية من أي مخلوق ما عدا الكلاب التي تنتشر بها بعض الشيء ، انعطف لليمين يدخل للحارة المجاورة لحارته ، سار بها وهو ينظر حوله لكي يطمئن أن لا أحد يوجد بها أو يتتبعه من أفراد العصابة ، بعد أن وصل لأخر الحارة انعطف يساراً ثم يميناً سريعاً ليكون عند أرض واسعة بها أكوام من القمامه والتي تعرف بـ " مقلب الزبالة " أو " الخرابة " ، سار بداخلها إلى أن وصل إلى مكان يشبة نصف دائرة متوسطة نسبياً ووقف بها ، جلس فتحي علي حجارة كبيرة توجد منتصف هذه المساحة منتظراً الضابط جاد
يتبع باقي الفصل