كانت فرحة فارس لا توصف فهذه الفتاه ذات الأخلاق الحميدة الرزينه أبنة عمه واخيرا سيراها ويعتذرلها وغيرها ذلك هو سيراها كل يوم وكل ساعه وكل دقيقه بحجة أنها أبنة عمه ، لكن هل ستتقبل اعتذاره ، فهي متغيبة من عشرة أيام منذ ذالك اليوم ، ذهب فارس لعيادة شقيقه ، كان شادي ليس سعيد انما كان وجهه مليء بالحزن ، لم يكترث فارس واخذه وذهبوا إلى مكتب الحاج محمود ،جلسوا هم الأثنان ليقول فارس بسعادة :
- بابا احنا لقينا بنات عمنا .
نظر الحاج محمود إلى ابنه بسعادة وقال بدهشه :
- بجد يا ابني ..... طب هما مين وساكنين فين ؟ .
فارس :
- بنت عمنا الكبيرة طالبة عندي في الجامعة ، ومشفتهاش غير مرة واحده وغابت بعديها عشر تيام ..... فأنا روحت عند أونكل شاكر وطلبت منه عنوانها .... وهو بيديني الملف علشان اقرئه بصيت علي اسمها ولقيته شبه اسم بنت عمنا وهو مهرة سامح جلال عبد العزيز بركات ........ وأول ما عرفت اتصلت بشادي وقولتله بس هو سبقني وقالي ان هو كمان عرف طريقهم .
نظر الحاج محمود لفارس بقلق وقال :
- غابت عشر تيام ..... ليه يا ابني ...جرالها ايه طيب .
نظر فارس لوالده بأسف وقال :
- بصراحه يا بابا انا السبب .
اندهش الحاج محمود وقال :
- انت السبب ازاي !!!!! .
قص فارس كل شيء لأبيه مما افرحه بشدة علي اخلاقها ورزانتها وحبها لطاعة الله ليقول الحاج محمود :
- طب يلا قوم نروحلهم بسرعه ..... مش عايز اضيع وقت .
تذكر فارس أنه لم ينظر إليها عنوانها ليقول لوالده :
- يانهار يا حاج ..... انا نسيت اشوف عنوانها من فرحتي .
حزن الحاج محمود ليقول شادي بحزن :
- متقلقش يا بابا انا عارف هي فين وساكنين فين .
لينظر الحاج محمود وفارس إلى شادي ليروا وجهه مليء بالحزن الشديد وهو ينظر لوالده فيقول فارس :
- مالك يا شادي في أيه ........ انت علي الحال ده من ساعة ما جيت اخدك علشان نيجي ؟ .
ليقول محمود :
- في ايه يا ابني ..... وهم فين يا شادي ..... يلا نروحلهم .
وقف الحاج محمود لكن أوقفه شادي بصوته الجاد :
- بابا استني .... مينفعش نروح دلوقتي ... قعد عايز اكلمك في حاجه مهمه جدا ومينفعش التاخير ابداً .
جلس الحاج محمود مجددا وشعر بالقلق من منظر ابنه شادي فوجهه لا يوحي بالمزاح بل بالحزن والجديه ، ليقول فارس بقلق وخوف :
- في ايه يا شادي ..... قلقتنا ..اخلص في ايه .
الحاج محمود :
- يا بني في ايه متقلقناش كده ..... اوعي تقول إن في حاجه فيهم .
نظر فارس لشادي وقال بقلق :
- اوعا تقول إن مهرة جارلها حاجه .
نظر شادي لوالده وقال باسي :
- ايوه .... انا عرفت عن مهرة حجات متطمنش .
الحاج محمود بدهشة :
- متطمنش ازاي ....في ايه بقي يا شادي .
شادي :
- مهرة تعبانة اوي يا حاج .
وقف فارس بصدمة وقال :
- تعبانه !!!! .... ازاي تعبانه ... تعالي نوديها المستشفى يلا بينا يلا يا حاج .
أوقفه شادي قائلاً :
- استنا يا فارس .... تعبها مش جسدي .
فارس مستفهم :
- اومال ؟؟ .
شادي :
- تعبها نفسي .
الحاج محمود مستفهما بقلق :
- نفسي ازاي يا بني .... اتكلم يا شادي ... بنت عمك مالها ..... وانت عرفت منين .
- بص يا بابا انا لما كنت قاعد معاك امبارح مش جاتلي مكالمه .
الحاج محمود :
- ايوه جاتلك مكالمه وانت مردتش .
- دي بقي كانت من أونكل رأفت .... وكان عايز يسلمني علاج لمريضه كانت بتتعالج عنده من 8 سنين ورجعتلها الحاله دلوقتي تاني .... فهو مسافر ومش هيعرف يعالجها .... وطبعاً انت عارف يا يا بابا أن أونكل رأفت بيثق فيا وسلمني انا الحاله دي .... وحذرني كمان من اني اتعامل معاها بحذر واني استحملها شويه علشان هي متدينه اوي ومش بتحب تتكلم مع ولد ولو حتي تتعامل مع الدكاترة الرجاله .... وانا بصراحه كنت هرفض بس كان في حاجه فقلبي بتقولي اقبل ... وطبعا قبلت واخدت الملف منه بس بعد ما حكالي كل حاجه حصلتلها زمان أدت للحاله دي .... وانا بتفقد معلوماتها عيني وقعت علي اسمها وكان مهرة سامح جلال عبد العزيز بركات .
حزن فارس عليها هو والحاج محمود ليقول فارس بحزن :
- وايه هي حالتها يا شادي ...... وايه اسبابها ؟.
قص شادي لشقيقه ووالده عن حالة مهرة وعن الاحداث التي مرت بها والتي هي اصلا السبب بكل هذا ، وقص عليهم سر إقامتها عند خالتها وان له علاقه بوالدتها وزوجها ، الفرح والسعاده اختفا بعد سماعهم ما مر بهاتان الفتاتان وما مرا بهم من عذاب من الناحيتين ، الناحيه الاولي هي والدهم الذي لا نفع له في الحياه والذي ظلمهم منذ صغرهم و الناحية الأخرى من والدتهم التي عاشت حياتها ومهتمه بحياتها اكثر من بناتها ، ولم تكتفي بهذا بل إن هذا الرجل الفاسق فعل شيء شنيع مع الأبنه الكبيرة والتي هي مهرة ، كم عانا الفتاتان في هذه الحياة القاسيه ، احتقتن وجه الحاج محمود بالدماء وغلي الدم بعروقه من ما سمعه عن افعال هذا الرجل ، وقف الحاج محمود وقال بغضب ممزوجه بحدة :
- قوموا انتو الأتنين يلا ... وانت يا شادي يلا علشان تورينا بيت بنت عمك .... انا مش هسكت اكتر من كده ..... و والله والله يا ولاد سامح بركات بمهسيب حقوكوا بعد دلوقتي .... ومبقاش انا محمود بركات لو مجبتش الرخيص ده تحت رجلي .
وهب خارجاً من المكتب وفارس وشادي ورائه جلس شادي بسيارته والحاج محمود بجانبه وانطلق وفي السياره الاخري بها فارس الذي لحق بهم وهو خائف وقلق علي مهرة جدا .... لم يعلم ما سر هذه الشعور ... هل الشعور بالشفقه ام هذا الشعور عاديً لكونها ابنة عمه .......
***
بقت مهرة علي حالها لا تتكلم ولا ترد علي احد ، مازالت علي وضعيتها التي ان رأها احد بكي عليها ، ونغم تجلس بجانبها وممسكه بيدها تكلمها بلا يأس وفاتن تجلس علي السرير المقابل هي و محمد ، فقالت فاتن لأبنتها بدموع علي ابنة اختها :
- مفيش فايدة يا نغم ... كلامك معاها زي عدمه .
بكت نغم وقالت بين بكائها :
- مش قادره اشوفها كده من غير معمل اي حاجه .... بجد مهرة تعبانه وهي بحاجتنا .
تدخل محمد بينهم قائلا بغضب :
- وهو فين الدكتور ده اللي هيتابع حالتها ... مجاش ليه لحد دلوقتي ..... ولا هو لعب عيال بقي .
فاتن بحزن وقلق :
- مش عارفه يا محمد اتصل بابوك وقوله هو ليه لسه مجاش .
لتقول نغم متسائله :
- هو ماجد راح المدرسه صح .
هزت فاتن رأسها بإيجاب لتقول نغم براحه :
- الحمد لله .... لانه يعيني عليه مش قادر يستوعب حاله مهرة ... وطول الوقت بيسأل ليه خالتو شيماء بتعمل كده مع مهرة .... مش عارفه اعمل ايه يا ماما .... ماجد بينهار هو كمان .
محمد اخذ هاتفه من جيبه وقال :
- انا هتصل بـ بابا واعرف فين الدكتور ده .
- طيب .
طلب محمد والده وكان سيضع هاتفه علي أذنه لكنه سمع صوت جرس الباب لتقول نغم بسرعه :
- اهو جه .... روح افتح بسرعه لحد ما ألبسها الأسدال .
- طيب .
خرج محمد من الغرفه وارتدت نغم وفاتن الأسدال وألبسوا مهرة الأسدال ، فتح محمد الباب ليتفاجئ بشابان يرتديان الجينز مع التيشرت الاول احمر والأخر اسود ورجل كبير يرتدي بدله سوداء مع كرافت كحلي وهم بالتأكيد " فارس , شادي , الحاج محمود " ليقول محمد بأستغراب :
- مين حضرتك .
نظر محمود له ولم يتكلم ليقول شادي :
- انا الدكتور شادي اللي هتابع حاله مهرة .
تضايق محمد وقال :
- اهلا وسهلا ....بس أيه مهرة دي .
تدخل محمود وقال بأبتسامه :
- انا عايز والدك وولدتك في موضوع مهم جدا ..... اكيد انت محمد ابن فاتن صح .
محمد بأستغراب ودهشه :
- موضوع ايه ...... و حضرتك عرفت منين اسم ماما ؟ .
ليقول فارس بضيق :
- وهتسبنا نتكلم علي الباب كدا ..... لو دي اصول عندكوا فعادي .
فقال محمد بحرج :
- لا مش قصدي بس دماغي مش فيا علشان مهرة ... اتفضلوا اتفضوا .
ادخلهم محمد وأجلسهم بغرفة الضيوف استأذن منهم لكي ينادي والدته ليدخل لغرفه نغم ومهرة وقال :
- الدكتور بره .
نغم متسائلة :
- طب متدخله يا محمد .
ليقول محدثاً والدته :
- أصله مش لوحده ... معاه راجل كبير وشاب باين عليهم والده واخوه ..... وعايزين حضرتك انتِ وبابا في موضوع مهم وكمان ده عارف اسم حضرتك كمان .
استغربت فاتن ووقفت وقالت لنغم بأن تحضر مشروب وتحضره ، ذهبت مع محمد إلى الخارج وهل وجهها بفرح عندما رأت الحاج محمود لتصافحه وهي تقول :
- الحاج محمود هنا بنفسه .... ازيك يا حاج والله ليك وحشه .
استغرب محمد هذا ليجلس علي المقعد المجاور لفارس لتجلس والدته والحاج محمود ليقول :
- وانتِ كمان والله يا فاتن يا بنتي اخبارك واخبار الأولاد .
فاتن بأبتسامه :
- الحمد لله يا حاج .
لينظر الحاج محمود وقال :
- ما شاء الله كبرت يا محمد وبقيت راجل .
ليبتسم محمد بوجه محمود ، لتقول فاتن :
- بسم الله الله اكبر فارس وشادي كبروا وبقوا رجاله هم كمان .... والزقردة الصغيرة عاملة ايه اكيد كبرت دلوقتي .... بس فينك كده لا حس ولا خبر ولا حتي بتسأل علينا .... للدرجادي شايل مننا .
نفي الحاج محمود قائلاً :
- والله يا بنتي انا قعدت ادور عليكوا وعلي بنات اخويا .... أما صحيح هما فين ..... ومهرة عامله ايه دلوقتى .
تلاشت الأبتسامه من علي كلتا وجهي فاتن ومحمد لتسكت فاتن ليقرر محمد التكلم :
- والله يا أونكل مهرة تعبانه اوي اوي وحالتها صعبة اوي .... واكيد الدكتور شادي عرف كل حاجه صح .
ليومئ محمود برأسه قائلا بأسي :
- عرفت كل حاجه يا بني .
ليوجه بصره لفاتن ويقول بعتاب :
- كل ده حصل يا فاتن من غيري ..... ولاد اخويا اتعذبوا من الحقير ده وانتوا سكتوا علي كده ..... سبتوا الحيوان ده يعملها ويفلت منها ..... ازاي يا فاتن ازاي .
لتقول فاتن :
- والله يا حاج جاسر وعثمان وعلي جوز ريهام حاولوا ياخدوا حق مهرة بس هو فلت منها .... ودخلناه السجن كذا مرة وهو بيطلع بكفالة ... يا حاج ده مش سهل ده مخطط لكل حاجه .
ليتسائل محمود بحزن :
- وامها !!!! .
**تت فاتن مطأطئة راسها للأسفل لا تعلم لماذا تجيب ، ليكمل محمود :
- امها دورها ايه في الموضوع ...... واصلا دي يطلق عليها ام ... صدقت جوزها وباعت بنتها .... لا وزعلانه كمان انها قاعده عندك .... عال والله بنات سامح بركات يحصل فيهم كل ده وعمهم عايش .... شيماء نزلت من نظري يا فاتن ..... ومبقاش سامح بس هو المذنب في حق ولاده لا وهي كمان عملت زيه واوحش منه ..... اللي زيها يا فاتن لازم تتعاقب عقاب شديد اوي .
نظرت له فاتن لتقول بحزن وأسي :
- والله يا حاج انا مش عارفه أيه اللي جرا لشيماء .... من بعد طلاقها من سامح وهي حالها اتشلقب .... اتغيرت 180درجه يا حاج .... مش عارفه ايه اللي حصلها .
- مش مهم دلوقتي .... المهم عندي جنا ومهرة ..... وبأذن الله اخوها شادي هيعالجها .
لينظر شادي لفاتن ويقول بأدب :
ممكن ادخل لمهرة بعد أذنك يا طنط .
- اكيد يا بني ... قوم يا محمد ودي شادي أوضة مهرة .
وقف محمد وشادي وذهبوا لغرفة مهرة ... ليحزن فارس لانه لا يستطيع رؤيتها ..... فكم اشتاق لها وللنظر لها ... فهو من اللقاء الأول استحوذت عليه بأخلاقها قبل جمالها ... ليتفاجئ بوالده يطلب من اتنين رؤيتها لأنه اشتاق لها ليفرح فرح شديد ويقول في نفسه " حبيبي يا حوده " ، ذهبوا جميعا لغرفة مهرة وما أن رآها فارس عبس وجهه من حالتها فلقد تسمر مكانه ولم ينطق بحرف فقط عينه هي من تتكلم بألم وهي تري امامها مهرة وحالتها هذه ، اتجه محمود لمهرة التي مازالت بوضعية جلوسها وجلس بجانبها وقبلها من جبينها وهي تنظر له بأستغراب لكن لم تنطق بحرف ليقول محمود بشوق :
- يااااااه يا مهرة .... كبرتي وحلويتي يا بنتي ..... وحشاااني يا بنتي والله ...... انا عمك محمود يا بنتي لو فكراني ..... واخيرا شوفتك يا مهرة يا بنتي و يوم ماشوفك تكوني بالحالة دي .... بس متقلقيش يا بنتي كلنا جنبك وشادي هيعلجك وهترجعلنا يا مهرة يا حببتي .
ليقبل جبينها مرة اخري ويملس قبة رأسها ويخرج من الغرفة وورائه فارس الذي فقد فرحته بمجرد أنه رآها ... ، دخلت نغم الغرفة بأسدالها المحتشم و بيدها كوب عصير من الفراولة فتقول لشادي الذي كان يجلس بجانب مهرة وهو يتكلم معها لكي يعلم حالتها :
- اتفضل يا استاذ شادي العصير بتاعك .
ألتفت لها شادي لانه كان يوليها ظهره وعندما يقع نظره عليها ، انبهر بجمالها نظر لها نظرة اعجاب ليأخذ كوب العصير منها ويرتشف منه القليل ثم يقول لها ونظراته لها مازلت كما هي :
- العصير جميييل جداً هو واللي عملاه .
نظرت له نغم بأستغراب ثم أردفت :
- افندم !!!! .
انتبه شادي لكلامه ليقول بخجل :
- احممم .... قصدي تسلم ايدك علي العصير .
هزت رأسها وقالت وهي تخرج من الغرفه :
- بالهنا والشفا .
ليقول شادي محدثا نفسه بصوت مسموع :
- **فه اصلي يا معلم .
لينظر مرة أخرى لمهرة ويراها تنظر له مبتسمة ليجلس جانبها ويقول بمرح :
- اهلا يا مهرة .... انا ابن عمك شادي يا ستي .... تحبي نتعرف ولا لا ...... وبعدين ايه الأبتسامه الحلوه دي .
اختفت ابتسامتها ونظرت للأرض مرة اخري ، اخذ شادي نفس ثم زفره ، ليقول بعدها :
- انا عارف انك مينفعش تبُصيلي .... بس انا الدكتور بتاعك غير اني ابن عمك .... وربنا مش هيزعل منك لانك هتبصيلي علشان صحتك مش علشان حاجه تاني .... فبصيلي علشان اعرف اشتغل ..... ومتخفيش يا مهرة .
لم يلتقي مهرة اي رد منها ليقول بعدم يأس :
- متخفيش يا مهرة ..... انا جاي علشان اطلعك من اللي انتِ فيه .... متخفيش من اي حاجه .... انا هنا علشان اعالجك من اللي انتِ فيه واخلصك من ماضيكي اللي هو كابوس في حياتك .
هنا نظرت له مهرة نظرات صدمة ، نظرات عينيها تقول انه كيف علم الماضي ، نظرت الأسفل مرة اخري ليقول هو :
- بصي يا مهرة انا عارف كل حاجه .... بس في حاجه لازم أعرفها منك انتِ وانتِ بس محدش غيرك ..... ولو مش عايزه تتعالجي من اللي انتِ فيه علشانك .. فأتعلجي علشان طنط فاتن و أونكل جاسر ومحمد ونغم ..... اتعالجي علشانهم .... دول حالتهم وحشه اوي وهم شيفينك في الحالة دي ..... وعلشان عمك يا مهرة اللي ما صدق لقاكي .
لم يلتقي أي رد منها اغمض شادي عينيه ثم فتحها ليراها ترفع رأسها ببطئ وتنظر له ، سعد شادي من انها تجاوبت معه ليقول لها بأبتسامه :
- يعني هتسعديني انك تخفي .
هزت رأسها بأيجاب دون أي ابتسامه ، ليقول لها :
- ان شاء الله يا مهرة هتبقي كويسه .
***
في ردهة المنزل كان يجلس كلاً من " فارس ، نغم ، محمد ، الحاج جاسر ، الحاج محمود ، فاتن ، وماجد " ، كان الحاج محمود و الحاج جاسر يتحدثون وكان الحديث هو :
الحاج محمود :
- ايه العمل يا جاسر ..... انا مش ناوي اسكت عن حق بنت اخويا .
الحاج جاسر :
- والله يا حاج مانا عارف اعمل ايه .... انا حاولت احبسه وأعاقبه بكل الطرق معرفتش ... ده معاه سلطات كتيير ... انا دخلته السجن اكتر من خمس مرات وهو بيخرج بكفاله مرة من شيماء ومره من ابوه واخوه وجوز اخته عنده كذا حد واقف جنبوا .... ده مش سهل ابداً يا حاج .
نظر له محمود بصدمه قائلاً :
- شيماء خرجته !!!! خرجته ازاي يا جاسر ..... امها متقفش معاها .... طب ازاي يا ناس .
- يا محمود شيماء خلاص معادتش يهمها حد غيره .... احنا منعرفش هو عملها عمل ولا سحر ولا ايه بالظبط اللي يخليها تحبه الحب ده ... لا وكمان تكدب بنتها وتنصر جوزها عليها .... حسبي الله ونعم الوكيل فيها وفيه حسبي الله .
كان فارس يسمع كل ذلك عن شيماء والدة مهرة وهو منبهر سرح بخياله وهو يفكر كيف لأم تصدق زوجها ولا تصدق ابنتها .... هل هناك امهات بهذا الطباع مثلها ام ماذا .... بالتأكيد مهرة تعذبت من زوج امها وانظلمت من امها كثيرا ، خرج من عالمه هذا علي صوت محمد الذي كان واقفاً وهو يقول لوالده جاسر :
- بابا انا هدخل لمهرة ... هي وشادي لوحديهم فهدخلهم .
تضايق فارس من ذالك وقال بعصبيه :
- هو هيكولها ولا ايه ..... ده ابن عمها زي ما انت ابن خالتها .... وبعدين ده الدكتور بتعها .
تعجب الجميع من ردة فعل فارس ليقول الحاج محمود لفارس :
- اهدي يا فارس هو مش قصده .
جلس فارس بعصبيه ليقول جاسر لأبنه :
- قعد يا محمد .
جلس محمد وهو ينظر لفارس بأستغراب اما فارس ينظر له بغضب ، خرج شادي من غرفة مهرة وعلي وجهه السعاده من تجاوبها ، وأيضاً هو علم ما هي حالتها ليذهب لهم ، وما أن رأوه وقوفوا ليقول محمود :
- ها يا شادي يا ابني ... أيه حالتها .
ليقول جاسر :
- مهرة مالها يا شادي ..... هي دي نفس الحاله ولا ايه .
ليقول شادي لهم :
- اهدوا يا جماعه .... هي كويسه .... اتفضلوا اقعدوا .
تن*دوا براحه وجلسوا جميعاً ليجلس شادي بجانب أخيه فارس قائلاً :
- مهرة كويسه والحمد لله ..... وحالتها دلوقتي غير الحاله اللي جتلها من فترة .
لتقول فاتن متسائلة :
- وايه هي حالتها يا شادي .
نظر شادي لها وقال :
- الحاله الي هي فيها اسمها صدمه نفسيه .... وهي دلوقتي في مرحلتها الأولي ... وطبعا انا مش عايز انها تتخطي المرحله دي وتتعمق فيها ... وطرق علاجها سهله وسريعه من الناحيه العلاجيه والنفسيه .... وده لانها عايزه تتعالج ومتجاوبه معايا .
ليقول الحاج محمود متسائلا :
- طب وايه هي الصدمه دي يا بني وايه هي طرق العلاج .
ليقول شادي :
- بص يا بابا الصدمه دي بتبقه حدث بيهاجم الأنسان وبيدخل للجهاز الدفاعي عنده وبيأثر في حياة الأنسان جدا والنتيجه من الحدث ده أنه يحصل اختلافات في الشخصية أو مرض عضوي لو متحكمناش فيه واتعاملنا معاه بسرعه والصدمه هتخلي أنه ينشئ خوف وعجز وممكن توصل للرعب كمان ، والصدمه بتعتبر حدث خارجي فجائي مش متوقع أنه يتصف بالحدة ويفجر الكيان الأنساني ويهدد حياته بحيث ان وسائل الدفاع المختلفه متقدرش تساعد الانسان التكيف معاه ، اما بقي عن طرق علاجه فهي أننا ننقل مهرة لمكان تقدر تنسي التوتر منه وكمان نديها فرصه انها توصف الحدث من وجهة نظرها هي و واننا نطلب منها انها تعبر عن مشاعرها وهي بتتخيل الحدث واننا نحسسها بالأمان ونخليها تتكلم بحرية ونستخدم مهارات الأستماع الفعاله ونسألها أسئلة مفتوحة النهاية وكمان نستخدم تقنيات الأسترخاء العضلي وده علشان يساعدها علي التنفس بعمق وتحس براحة ونقدملها الدعم ونساندها ونطمنها لحد ما تحس بأمان وكمان نتناقش معاها في الأجراءات او الطرق اللي عملتها علشان تحمي نفسها وأزاي تتصرف لو اتكرر اللي حصلها ... واننا تخليها تندمج في الأعمال والأنشطة ا****عيه دي في حاله واحده لو كانت منفعله ...... وانا اول حاجه هعملها اني اخليها تتكلم لانها لو اتكلمت يبقي الباقي سهل تطبيقه .
ليقول محمود :
- ان شاء الله خير .
ليقول جاسر محدثاً شادي :
- طب وانت عملت معاها ايه جوه يا شادي .... يعني هي كلمتك .
نظر شادي لجاسر وقال :
- الحمد لله يا أونكل تقريبا كده هي اتجاوبت معايا بسبب حاجه واحده وهي انها مش حابه الحاله دي وانها عايزه تخف ..... وكمان هي مكلمتنيش بس انا سألتها كذا سؤال وهي جاوبت بهزه من راسها وسألتها كذا سؤال عن اللي حصلها زمان انفعلت ... وانا عايز حاجه واحده بس من الآنسة نغم .
نظرت له نغم بأستغراب لتقول فاتن :
- نغم !!! ونغم ايه دورها في ده ؟؟ .
شادي :
- الآنسة نغم دورها انها تخلي مهرة تعيط .... لانها لو عيطيت بعدها علي طول هتقول كل اللي جواها وبعدها هنبدأ طرق العلاج اللي انا لسه قايلها دلوقتي .
لتقول نغم بأبتسامة :
- اوك انا هحاول اخليها تعيط .... بس ده صعب .
شادي :
- لا صعب ولا حاجه ..... انتِ بس كلميها عن الحادثه اللي من 8 سنين وهي هتنفعل وهتتخيل الأحداث وهيحصل اللي متوقع .
ليدعو الحاج محمود بحزن :
- يا رب انت الشافي المعافي .
***
جلست سارة علي السفرة مع عائلتها ، فتقول محدثة محاولة اغضاب فارس :
- بابي ... احنا عايزين عروسة لفارس علشان خلاص عجز .... عيزين نلحقه بعروسه قبل ما سنانه تقع .
اغمض فارس عينيه ثم فتحهما ونظر لها ببرود قائلاً :
- مش هتعرفي تعصبيني .... لاني فرحان ومش هسمح لتناحتك انها تعكر مزاجي .
نظرت له سارة بأستغراب لتنظر في طبق طعامها ثم تبتسم بخبث وقد خطرت في بالها شيء خبيث لتنظر لفارس مجددا وابتسمت له ابتسامه بريئه مصتنعه وقالت :
- صحيح يا فارس عملت ايه مع البنت اللي معجب بيها ... اعتذرتلها ولا لسه .
وهنا نظر لها فارس بغضب شديد وعض علي شفتيه ، اما شادي والحاج محمود ووالدة فارس " سيهام " نظروا له بدهشه وخاصة امه لتقول له سيهام :
- بنت مين دي اللي معجب بيها يا فارس .
ليقول فارس وهو مازال ينظر لسارة :
- مفيش يا ماما دي سارة بتهزر .
نظرت له سارة بخبث ثم نظرت لسيهام واعادت ابتسامتها البريئه قائلة :
- لا يا ماما مبهزرش .. وانا ههزر في حاجه زي دي ليه .
ليقول شادي غامزا لفارس :
- ومين سعيدة الحظ اللي شاغله بالك يا سيدي .
ليقول فارس بحنق :
- ياجماعه دي بتخرف .... انا ولا بفكر ولا معجب بحد .
لتقول له سارة بتحدي :
- والله !!! اومال مين اللي انت كلمتها بأسلوب وحش في الجامعه وهي مراحتش من ساعتها وانت عايز تعتزرلها .... ولا ده كمان تخريف يا ...
ثم ابتسمت بمكر وأكملت :
- يا فروستي .
نظر محمود لأبنه هو وشادي بتعجب ليطلق شادي صفير ويقول موجهاً حديثه للحاج محمود :
- الصنارة غمزت يا حاااج ... ابنك وقع .
لينفخ فارس في الهواء ويقف ويذهب لغرفته بخطوات غاضبه لتطلق سارة ضحكاتها العنان لكونها اغضبته اما شادي فغمز لأبيه ليبتسم محمود له لتقول سيهام متسائلة :
- في ايه يا محمود فهمني ايه اللي بيحصل وصنارة ايه دي .
- هفهمك كل حاجه يا سيهام .
يتبع.....