الفصل الثالث ( 3 )

3402 Words
فى اليوم التالي ، ذهب فارس إلى الجامعة ودخل لكي يلقي محاضرته ، وأثناء شرحة لاحظ عدم وجود مهرة ليندهش من ذلك ، فأكمل شرحه ، وعلى انتهاء اليوم رأي فارس خديجة في الحرم الجامعي ، لحقها وهو ينادي عليها : - آنسة خديجة .. . ألتفتت خديجة له وقالت مبتسمة : - ازي حضرتك يا دكتور ، خير .. . تن*د فارس ببعض التوتر قائلاً : - الحمد لله ، ان شاء الله كل خير ، انا بس كنت عايز اعرف ...، يعنى كنت عايز أسألك عن ... . تلعثم فارس بأخر كلماته لتنظر خديجة له بدهشة قائلة : - حضرتك عايز تعرف ايه ؟ .. . - كنت عايز اسألك عن حاجه ؟ .. . - اتفضل .. . **ت فارس لمده قصيرة وفجأة سألها عن شيء اخر غير الذي كان يريده : - انتِ تعرفي مين المعيد اللي بيدي مادة .... لسنة اولى هنا ؟ .. . استغربت خديجة سؤاله لها فهو دكتور وبالتأكيد يعلم المعيدين والدكاترة ، لكنها لم تكترث للأمر وأجابته : - اللي بيدي سنة اولي دكتوى هادي فراج .. . **تت خديجة وهي تري وجه يملؤه التوتر لتكمل متسائلة : - هو حضرتك بتسأل ليه ؟ .. . نظر لها بتوتر فهو لا يعلم لما هو سألها من الأساس فقال بتلعثم : - أصل..آااا .. يعنــ.. .. . وقبل ان يكمل جملته أوقفته سارة المقبلة عليهما : - فروستي بتعمل ايه هنا ؟ .. . تن*د فارس بأرتياح وقال لذاته " جيتي في وقتك يا سار ، اخيراً عملتي حاجه صح " ، نظر لسارة وأبتسم لها قائلاً : - ولا حاجه انتِ بتعملي ايه هنا ؟ .. . أسندت سارة قوعها الأيمن علي كتف فارس ، تعجبت خديجة من ذلك ، لم تكن سارة تلاحظ وجود خديجة لتقول بحزن مصتنع وشفتها السفليه ممتده للأمام بحزن طفولي : - انا زحلانة خالص يا فروستي ، لان مش انت اللي بتديني في السيكشن .. . قهقه فارس علي اسلوب شقيقته ثم أردف : - طيب يلا علشان نمشي يا سرسور .. . - يلا يا فروستي ، بس أستني هروح التوليت وهاجي .. . - طيب متتاخريش .. . - اوك يا فروستي .. . ذهبت سارة وفارس عاود النظر إلى خديجة ، ليراها تنظر له بدهشة عارمة رفع حاجبه بتسائل يردف : - آنسة خديجة؟ ..، آنسة خديجة؟ . انتبهت له خديجة لترد عليه وهي تمشي : - عن اذن حضرتك ، انا لازم امشي . ذهبت وتركت فارس وراءها مستغرب حالتها هذه لكنه لم يهتم وذهب ليركب سيارته بأنتظار سارة . *** بمنزل جاسر .. وبغرفة محمد وماجد.. . جلس ماجد علي مقعد مكتبه وفتح كتاب الرياضيات الذي بيده ، نظر للمسأله التي عليه حلها لكنه لم يعلم كيف ، تن*د ماجد بقوة ونظر إلى محمد الذي يجلس علي سريره وامامه اللاب توب يتصفح به ، ليقول ماجد محدثاً محمد : - محمد تعالي ساعدني في المسألة دي .. . رد عليه محمد دون النظر له : - مسألة ايه ؟؟ .. . أمسك ماجد الكتاب وذهب لشقيقه قائلا : - مسأله هندسة في الدرس الأول عن الدائرة ، ممكن تقولي أحلها أزاي .. . - والله يا ماجد انا مفاكر كلت ايه امبارح ، هفتكر درس الهندسة الي بقاله سنين !!.. . نظر له ماجد بدهشه ثم وقف وقال له وهو خارج من الغرفه : - والله تونا معاها حق انك فاشل ..، ياااافاااشل .. . نظر له محمد بغضب وقال : - طب اطلع يا جوجو يا صغنون من هنا علشان مخليش وشك فرح واعزمك عليه .. . - خلاص يا عم همشي اهو .. . خرج ماجد من الغرفه وهو يسخر من محمد ويقلد صوته ذهب إلى غرفة مهرة وطرق علي الباب ليسمع نغم تأذن له بالدخول ، فتح ماجد الباب ودخل لها ثم اقفله ، ليري مهرة نائمة علي سريرها ومعطياه ظهرها ، ذهب وجلس بجانب نغم لتقول له : - عايز ايه يا جوجو ؟ .. . - عايز مهرة تفهمني المسألة دي .. . تن*دت نغم بحزن وهي تقول : - معلش يا جوجو سيب مهرة علشان تعبانه ، وانا هبقي اشرحهالك .. . - تعبانة مالها . - شوية ارهاق بس يا جوجو متقلقش . - طيب لما تصحي قوليلي علشان انا عايزها . - من عيني يا جوجو . وقف ماجد وذهب اتجاه مهرة ووضع يده علي كتفها واخفض رأسه مقبلاً وجنتها ليري هناك اثر دمعه علي وجنتها ، حزن ماجد عليها وعلم سبب تعبها ليخرج من الغرفة حزين ، دخل ماجد إلى غرفته مرة اخرى وهو حزين ، ذهب وجلس علي سريره ، ليلاحظه محمد ويسأله عن سبب حزنه : - مالك مكشر ليه ياض انت ؟. - هي ليه خالتو شيماء بتعمل كده ليه مع مهرة ؟ . نظر له محمد بدهشه وقال : - هي عملت ايه بس تاني ؟ . - اتخنقت امبارح مع مهرة بسببه وض*بتها بالألم علي خدها .... ومهرة من ساعتها بتعيط .... هي ليه بتعمل كده يا محمد .... مش مهرة دي بنتها برده ..... ده انا سمعت ماما بتقول أن مهرة مش راضية تاكل ولا تشرب هي من مبارح قعده في الأوضه ودلوقتي نايمة بس برضو نامت وهي بتعيط .... هي ليه بتعمل مع مهرة كده ؟ . تن*د محمد بنفاذ صبر وقال لأخيه : - انا مش عارف بصراحه خالتو عايزه ايه تاني من مهرة .... بصراحه هي ذودتها اوي ..... وانا خايف مهرة ترجع زي زمان .... احنا ماصدقنا علجناها . **ت محمد برهة ثم أردف بعدها : - متشلش هم انت يا ماجد خليك في مزكرتك دلوقتي . - مااشي . *** - مهرة يا حببتي يلا علشان نتعشي . مهرة وهي مازالت نائمة ومعطيا نغم ظهرها لتقول لها بصوت باكي : - مش جعانه يا نغم ... روحي انتِ . جلست نغم بجانب مهرة وربطت علي كتفها قائلة : - يا مهرة كده مينفعش انتِ مكلتيش من ساعت اللي حصل . - سيبيني لوحدي يا نغم .... بعد اذنك بقي سيبيني . تركتها نغم بمفردها قبل أن تنفعل وتغضب اكثر ، خرجت وجلست علي السفرة والجميع ينظرون لها بتسائل ليقول لها محمد : - مرضيتش تيجي ؟ . - انت شايف ايه يعني يا سي محمد . - طيب سيبوهالي وانا هتصرف معاها . كان محمد علي وشك الذهاب لها يوقفه جاسر قائلاً بحزن : - سيبها يا محمد ... خليها لوحدها شويه . - حاضر يا بابا ..... بس انا خايف لترجع زي زمان . - ماهو ده اللي انا خايف منو برضو ..... ومش عارف ايه العمل . فاتن : - انا مش عارفه هي شيماء عايزه ايه تاني .... دي هتضيع مهرة بالشكل ده . لينظر جاسر لفاتن بغضب شديد وهو يقول بغضب : - ااااه لو اقدر اجيب الكلب ده تحت رجلي وفعصه ودخله السجن يعفن فيه ...... بس لولا انه من أهم رجال الأعمال . لتتدخل نغم بينهم قائلة : - بس اللي عمله في مهرة ده ميتسكتش عليه يا بابا .... ده ظلم ..... مش علشان هو من كبار البلد ميتعقبش علي أعماله .... بجد حرام كده . جاسر : - والله يا بنتي البلد دي بقت هيصه ...... كل ما واحد يعمل عملة سوده علي دماغه ميتعقبش وخصوصا ً كبار البلد .... بجد انا مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل .... وكمان متفتكروش اني هسكت علي حق مهرة ..... انا هجيبه واحده واحده الحيوان ده .... وهوريه وش جاسر رفعت التاني . *** جلست سارة علي سريرها وامسكت اللاب توب وفتحته ودخلت علي حسابها الشخصي علي الفيس بوك وأخذت تتصفح به لتدخل علي صفحة شاب وتدخل علي صورته الشخصية ، لتنظر لها بحب شديد قائلة : - يخربيت جمالك ..... بجد انت حلو اوي اوي اوي .... مش عارفه انا حبيتك أزاي و مش عارفه انت عملت فيا ايه علشان احبك .... مش عارفه اصلا ازاي حبيتك مع اني شوفتك مرة واحدة .... ده انا نزلت من امريكا علشانك انت وبس .... اتمني بجد من ربنا اني اقبلك تاني . دخل شادي عليها وهو يقول : - بتعملي ايه يا ست سارة ؟ . أغلقت سارة اللاب توب سريعاً وغيرت تعبير وجهها وهي تقول بغضب مصتنع : - ملكش دعوة يا رخم ..... روح كمل كلام مع خطبتك اللي زي السم ... قصدي زي السكر . ضحك شادي علي سارة فجلس بجانبها وقال محاولاً اسفزازها : - ومالك مش طيقاها كده ليا يا ستي ..... وبعدين دنيا دي احلي بنت في العالم كله حتي احلي منك انتِ .... ودمها خفيف مش زيك يلطش . غضبت سارة من شادي فعلاً وقالت منفعلة : - نعم يا سي شادي بتقول ايه يا حبيبي ..... المعفنة دي احلي مني انا !!! ...... انت بتقارنها بيا انا يا شادي .... دي متجيش فيا حاجه خالص يا بابا انت......... دي واحــ.... . **تت لككي تأخذ نفسها من كلامها هذا ، تنفست بغضب وهي مغمضة العينين ، فتحت عينيها ورأت شادي يضحك عليها بشده ، غضبت منه اكثر وقالت : - بتضحك علي ايه يا مستفز انت ؟؟ . شادي من بين ضحكاته : - اصل بصراحه شكلك بيضحك اوي وانتِ متعصبه .... بصي علي شكلك في المــ ...... أاااي أاااي اااه . تأوه شادي من ض*بات اخته التي وجهته له بالوساده ، هرب منها شادي بأعجوبه لكن بعض أن نال ض*ب مبرح منها لكي يحرم أن يغضبها مرة ثانية وخصوصا بخطيبته التي لا تتحملها شبراً واحداً ، أما بغرفة فارس كان ممدد علي سريره ويده وراء رأسه يناظر سقف غرفته ويفكر في الذي فعله اليوم مع خديجة و فكر في توتره الذي تملكه هذا ، كان يفكر لماذا هي تغيبت ولم تأتي هل هي غضبت لهذه الدرجه ، هل من هذه الكلمه التي لم يقصد أن تخرج من فمه احزنتها و أغضبتها لهذا الحد ، لكن لما هو يفكر بها هكذا ، هل كل هذا التفكير بسبب أنه لم يعتذر لها ام ماذا ، اعتقد فارس أن كل هذا التفكير بها مجرد أنه يشعر بالذنب لأنه شتمها ويريد الأعتذار علي ذلك ، لكنه لم يعلم ان هذه الفتاه المتدينة بدأت في الأستلاء علي قلبه بشخصيتها وتدينها وكل هذا في كفه وجمالها بكفه اخري ، نام فارس علي ذلك الحال وهو يفكر بها . *** مرت الأيام وليال ليكون اسبوع كاملاً سبع ايام تماماً كأنهم سنين لكل من فارس و مهرة ، مهرة بسبب الذي حدث لها ، وفارس بسبب عدم رؤية مهرة بحجة الأعتذار ، في بيت فاتن وجاسر كانوا جميعا جالسين علي السفرة ماعدا مهرة كالعادة ، وجهت فاتن كلامها لماجد : - ما تروح انت يا ماجد تحاول مع مهرة تيجي تاكل يمكن ترضي معاك يا بني . ليرد ماجد بحزن : - حاضر يا ماما . ذهب ماجد لغرفة مهرة وطرق الباب فلم يلتقي اي يرد ليدخل لها ويراها جالسه علي سريرها ومعانقه رجلها بيدها وتسند ذقنها علي ركب رجلها ومغمضة العينين ، ذهب ماجد وجلس بجانبها وقد نزلت دمعه من وجنته علي مهرة ، حدثها ماجد قائلاً : - مهرة تعالي يلا علشان تكلي معايا . لم ترد مهرة عليه ابداً ، ليقول ماجد ببكاء : - ردي عليا يا مهرة .... ردي بقي . لم يلتقي اي رد ايضاً ليهزها من كتفها ببطء لكنه تفاجأ بها وقعت بجانبها علي السرير كأنه كان يهز ورقه فوقعت من خفتها ، ليصرخ بأعلي صوته : - مهرررررررررة !!! . هرول الجميع إلى غرفة مهرة بعد سماعهم صراخ ماجد بأسمها ، انصدموا جميعا عندما رأوا مهرة هكذا وضعت نغم يدها علي فمها من صدمتها ليقول محمد بصدمة : - ايه ده يا بابا ... . لم يرد عليه جاسر بل ذهب اتجاه مهرة واعدلها ، فتحت مهرة عينيها المنتفخه من كثرة البكاء ، ليمسك يدها بقلق ويقول : - مهرة يا حببتي انتِ كويسه لم يلتقي جاسر اي رد منها ولا حتي حركه من ثغرها فلقد نفضت مهرة يدها من يد جاسر وعادت لوضعيتها مرة اخري واغمضت عينها ايضاً ، أغمض جاسر عينيه وضم شفتيه ثم قال لهم : - اخرجوا . خرجوا جميعاً من عند مهرة وخرج جاسر ورائهم جلسوا في ردهة البيت لتقول فاتن ببكاء : - هنعمل ايه يا جاسر .... دي جتلها تاني . رد عليها جاسر بأسف وحزن ي**و ملامح وجهه : - حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب . **ت جاسر ونظر لمحمد الذي يضم وجهه بيده ليحدثه : - محمد اتصل بالدكتور رأفت اللي كان بيعالج مهرة . - حاضر يا بابا . أخرج محمد هاتفه من جيب بنطاله واتصل بالدكتور رأفت وبعد أن رد رأفت اعطي محمد الهاتف لوالده ، أخذ جاسر الهاتف من محمد ووضعه علي أذنه محدثاً دكتور رأفت : - السلام عليكم يا دكتور رأفت . الدكتور رأفت : - وعليكم السلام يا حاج جاسر ، اخبارك ايه يا حاج . - الحمد لله بخير بس مهرة هي اللي مش بخير يا دكتور . - ليه كده بس يا حاج ..... ايه اللي حصلها تاني . - معرفش والله يا دكتور ... دي الحالة جاتلها تاني . - اييييه جاتلها تاني ازااي .... ومن ايه ؟ .... انا مش قلتلكم متعرضهاش لأي صدمة من الحاجه اللي بتخاف منها وخصوصاً الموضوع اللي حصلها زمان . - الي حصل حصل يا دكتور ... المهم انت لازم تيجي علشان تشوفها وتتابع حالتها . - انا اسف جدا يا حاج انا مش في مصر والله .... انا سافرت ألمانيا من اسبوع علشان في مشاكل في المستشفى اللي هناك .... انا بجد اسف . - لا حول ولا قوة الا بالله طب هنعمل ايه في بنتي يا دكتور .... دي حالتها بقت اسوء من المرة اللي فاتت . - متقلقش يا حاج جاسر مش عشان انا مش موجود يبقي خلاص كل حاجه انتهت ..... انا عندي دكتور شغال معايا في المستشفى من اكفئ الدكاترة اللي عندي ... بس في مشكلة . - ايه هي بس يا دكتور . - ان الدكتور شب . - مش مهم يا دكتور اهم حاجه عندي هي مهرة دلوقتي ... وان شاء الله خير . - طيب انا هقفل معاك دلوقتي علشان اكلم الدكتور وافهموا حالتها عامله ازاي وغير كده هو لازم يجي بنفسه علشان يتأكد هل فعلاً هي مصابه باللي حصلها قبل كده ولا حاجه تاني .... علشان لو حاجه تاني هيختلف طرق العلاج . - ماشي يا دكتور رأفت وانا بأنتظار مكلمتك تقولي فيها هو هيجي امته ..... السلام عليكم . - وعليكم السلام . *** جلس والد فارس " الحاج محمود " في مكتبه واستدعي أبنائه الأثنين مع الدادا شادية ، طرق علي الباب ليأذن الطارق بالدخول فيكون فارس وشادي ليجلسو علي مقعدين المكتب ليقول فارس لوالده : - حضرتك كنت عيزنا ليه يا بابا . نظر الحاج محمود لابنه وقال بحزن : - انا مش عارف فين بنات عمك يا فارس .... يعني خلاص كده ضاعوا مننا . رد عليه فارس : - متقولش كده يا بابا متفقدش الأمل . تدخل شادي بينهم قائلاً بأستفهام : - بس بابا في حاجه غريبه مش داخله دماغي خالص .... وهي ازاي عمي لما اتحبس كانت مرات عمي أطلقت منه قبل الجلسه بكام ساعه .... تدخل العقل ازاي ... وكمان ليه أطلقت منه ..... ما هو بالعقل كده يا حاج هي مش هتطلق منه وهو في محنه إلا لما يكون في سبب قوي علي الطلاق ده واللي يأكد علي كده انها خدت البنات معاها بعد الجلسه ومشفنهمش بعديها . اكمل فارس مأكداً : - فعلاً يا بابا شادي معاه حق ... اكيد في سبب علي انها تطلق منه وتاخد البنات وتسيبه بعد ما اتحكم عليه . نظر الحاج محمود إلى برواز به فتاتان صغيرتان واحده بعمر 6 سنوات والأخري 3 سنوات ليتكلم : - والله يا ولاد انا مش عارف كل اللي عارفه ان مرات عمكو كانت كويسه جدا هي واهلها وكانوا بيسعدوا عمكوا كل لما يقع في مصيبه . فقال شادي مستفهماً : - ازاي بيساعدوه كل لما يقع في مصيبه !!! هو كان مقضيها كده . هز الحاج محمود رأسه وقال بحزن : - ده كان بيعمل عمايل متتعملش . تدخل فارس : - يعني دي مش اول مرة يدخل السجن ولا ايه ...... انا مش فاهم حاجه .... ممكن تحكلنا كل حاجه يا حاج علشان نفهم ونعرف ونفكر ازاي هنرجع البنات . الحاج محمود : - انا هحكلكوا علي كل حاجه بالتفصيل لاني عايز اشوف بنات عمكو قبل ما يجرالي حاجه ... دول امانه في رقبتي يا فارس ..... وكمان عايز اديهم حقهم يا بني . شادي : - اتكلم يا حاج احنا سمعينك . الحاج محمود : - الحكاية بدأت لما عمك حب مرات عمك وراح اتجوزها وبعد الجواز ابتدي يظهر علي حقيقته . استفهم فارس بأستغراب : - حقيقته !!! حقيقته اللي هي ازاي يعني !! . ليرد عليه شادي : - وهي دي محتاجه يعني يا فارس ... اكيد حقيقته اللي هي التجاره في الم**رات . اندهش فارس واردف بدهشة : - م**رات !!!! عمي كان تاجر م**رات ..... طب ليه .... هو مش كان علي ايامه كان غني برده .... يعني ايه لازمه الم**رات وتجارتها . ليرد عليه والده : - المزاج يابني ..... لما الواحد يشرب حشيش او بانجو او يشم بودرة ...... بالتأكيد هيبقي سهل جدا التجارة فيها ...... وكمان عمك مكنش بيحب يشتغل .... كان دايما بياخد فلوس من جدك لدرجه ان جدك اتخانق معاه وقاله أنه بقي راجل مسئول علي مراته وبيته . فارس : - يعني كان مدمن قبل ما يتاجر . شادي بأستفهام : - طب يا حاج ازاي مرات عمي عرفت أنه كان بيتاجر ؟ . فقال الحاج محمود بحزن شديد : - عرفت لما ابتدي ياخد منها هي الفلوس بحجه السجاير والمشاريع ، ووصلت بيه بجاحته أنه ياخد عفش البيت ويبيعه علشان يمشي مع الرقاصات ويعمل مزاج بالزفت اللي بيشمه ..... وبعد جوازهم بأربع سنين وكان ساعتها اتولدت بنت عمك الكبيرة ، حصلت خناقه كبيرة اوي وطلقها بس هي رجعتله تاني علشان كانت بتحبه وعلشان بنتها واتخنقه مرة كمان واطلقوا برضوه ورجعوا لبعض علشان بيحبوا بعض ..... وفجأه هو حصله اللي حصله ده واتمسك في عمليه من عمليات تهريب الم**رات ... صحبه طلع وهو خد مؤبد وقبل ما يتحكم عليه قلنا انه طلقها وكان ندمان اوي ، وقالنا انه بيحبها اوي وساعتها كانت خلفت البنت التانيه ، وبعد ما اتحكم عليه مشيت ومشفنهاش تاني خالص . حاله من الصدمة هبطت علي كل من شادي وفارس ، كان شادي سيتكلم لكن رن هاتفه ليقفل في وجه المتصل ويقول ما كان يود قوله : - بس يا بابا احنا ازاي هنعرف شكلهم ، ومش يمكن سفرت بيهم برا . - بص يا شادي انا بدور عليهم من زمان اوي ... مجاش في بالي انها تسافر بيهم ..... بس هي هتسافر ليه .... انا متأكد انهم في مصر ... وقريبين مننا اوي كمان .... و ربنا اكيد هيعطرنا فيهم قريب جداً جداً . *** نام الجميع وكل شخص يحمل داخله مشاعر متضاربه منها الخوف والحب والحزن والشفقه والفرح والعزيمة و الفراق ، فسارة فرحة من اجل حبها التي قررت أن تعود من أجله والفوز به ، فارس الذي حزين علي بنات عمه وحزين من فراقه لمهرة التي بدأت علي استحواذ قلبه من ناحيه والناحيه الاخري تقول له أن هناك علاقه تربطهم قويه جدا ، وشادي حزين علي بنات عمه المساكين الذين انحرموا من ابيهم منذ صغارهم ..... وهذا غير حزنه من مشاجراته مع خطيبته ، ونغم ومحمد وجاسر وفاتن بكفه وماجد بكفه اخري فهو لم يتقبل حالة مهرة وأخذ بالبكاء المرير عليها .... فهو لم يتعود علي فقدان سماع صوتها وفقدان مرحها وفقدان نصيحتها وفقدانه لدروسها له في الأخلاق والدين والقرآن ، والجميع استسلموا للنوم وهم لا يعلموا ما يخبأه القدر في اليوم التالي ، في اليوم التالي ذهب فارس إلى جامعته وتفاجئ بمهرة غائبه ايضاً ، ألمه قلبه جدا عليها شعر بشئ ب*ع حدث لها وزاد قلقه اكثر عندما علم بغياب خديجة هي الأخرى ، قرر أن يذهب إلى مكتب رئيس الجامعة ويطالبه بعنوانها ذهب له وطرق الباب ودخل ، جلس أمامه ليقول رئيس الجامعة مرحباً به : - اهلا اهلا يا دكتور والله المكتب نور . - الله يخليك يا أونكل بس انا كنت عايز طلب . - اوي اوي انا تحت امرك يا فارس يابني ..... ده انت ابن الغالي . ابتسم له فارس وقال : - انا كنت عايز عنوان حد من الطلبه عندي . - من عيني بس ممكن اعرف ليه الطلب ده . - هو بصراحه كده انا في حد من الطلبه اتكلمت معاه بطريقه وحشه ولازم اعتذله . - طب وانت معتذرتلهوش ليه في الجامعة . - ما هي مجتش من ساعتها . - طيب من عيني مع ان الحاجات دي مينفع تطلع بره بس انا واثق فيك يا فارس . - شكرا جدا يا أونكل . رفع رئيس الجامعة سماعة الهاتف وطلب احد من المسؤولين عن هذا الشيء وطلب منهم ملف مهرة ، وبالفعل بعد عشر دقائق تماما كان الملف بيد فارس ليشكرة فارس جدا ويفتح الملف وهو يري اسمها ، تغيرت ملامح وجهه من شكر وامتنان إلى صدمة ودهشة وهو يرى اسمها بالكامل ، قفل الملف وخرج مسرعاً من المكتب لدرجه انه لم يودع رئيس الجامعة مما ادي إلى دهشته ، خرج من المكتب بسرعه لدرجه انه لم يري عنوانها ، خرج من الجامعه واتجه إلى سيارته وانطلق بها إلى البيت واخرج هاتفه واتصل بشقيقه ، وقبل أن ينطق بحرف ، يكون قد سمع اخيه يقول له : - كويس انك اتصلت يا فارس ..... انا عرفت فين بنات عمك . ليرد فارس عليه بأبتسامة : - وانا كمان عرفت مين هما . يتبع.........
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD