(2)

1529 Words
دلفت مهروله تسابق عقرب الساعة فى أحد الآيام لداخل غرفة شاسعه المساحة تستخدم لغرض أعداد و تحضير الطعام لذلك المطعم ذو الثلاث نجوم وبأسعاره متوسطة الحال لجميع ساكني البلاد ترتدى بأرتباك الزى الخاص بالخدمة لتشرع فى عملها أللا وهو تنظيف وتجفيف الأطباق واﻷونى المستخدمة في هذا المكان... أقتربت رفيقتها وكاتمة أسرارها منذ أن أتت إلي ذلك المطعم منذ عامين بجانبها بهدوء دون أن يلاحظ أحد من الشيفات أو العاملات مثلهن فى الغرفة مردده بأستفسار وبصوت شديد الخفتان : - ليليان لماذا تأخرتى اليوم ؟! أجابتها بصوت خافت مثلها ولكن يصاحبهُ التعلثم وهى تمارس عملها بعجاله بهمه ونشاط : - هل مستر جاك لاحظ تأخرى لتلك الدقائق ؟! - كلا .. من حسن حظكِ أنه بدأ باﻹشراف على واردات الخضروات التى يحتاجها المطعم واﻷتية منذ قليل .. أطلقت حينها تنهيده قويه أخرجت بها خوفها وتوترها مصاحبه لحديثها : - أوووه .. حمدلله ياألهى .. كدت أموت رعباً .. - ماذا حدث ؟! ولماذا تأخرتى ؟! - والدى بدأ يخرج اليوم بعد أن تعافى قليلاً ليستأنف عمله على العرباه فى الأسواق ولم أجد من يراعى جون فى غيابنا ... - أنتى تجهدى حالك كثيراً .. إلا يكفى ورديتن فى الليل والنهار لا وأيضا تعملين بوظيفتين داخل كل ورديه .. فبعد أن تنتهى من تنظيف اﻷونى سيبدأ عمل النادلة لتلبية أحتياجات من فى الصاله بالخارج .. تن*دت ليليان بعمق يكفى للتعبير عما تحمله من هموم بداخلها مردده بخفوت تكاد تحدث وتذكر نفسها بألم : - ويا ليت هذا يكفى .. فمرض والدى هذا الشهر أضطرنى إلى أنفاق بعض النقود مما سيترتب عليه عجز فى نقود والد جون والتى حان معادها بعد يومان فقط ! أغمضت دونا عينها بألم فيا ليت بيدها شئ لمساعدة صديقتها الحنون التي تحمل هماً أكبر من عمرها ، وإلا ماكانت ستتأخر أبدا فى تقديم يد العون لها ولكن هى أيضا لديها أربعة أبناء فى مسئوليتها ويكاد راتبها الشهرى يكفيهم حتى الشهر الذى يليه وخاصة فى ظل هروب زوجها من مسئوليتهم وأرتباطه بأخرى .. لتفتحهما ثانيا ببطئ مردده بأشفاق وألم لحالها : - حقاً أشفق عليكِ يافتاة ! ولكن أين تركتى جون أذن ؟! أجابتها ليليان بحزن وأرتباك : - لم أجد أحد أئتمنه عليه حتى نعود .. ل..لذلك جلبته معى إلى هنا ! حينها شهقت دونا بصدمه لا تتوقعها مردده بتوتر وهى تتطلع متلفته بوجهها فى الجهتين من حولها : - هل جننتى !! مستر جاك أن شاهده هنا سوف يقطع عملنا من جذوره غير ما سنناله من توبيخات لاذعه وأكيده مثل ما حدث منذُ عام حين أتيتي به وبقيت أنا أتزلل شهامته الضئيلة بالأ يطردكِ رددت بنبرة يأس مصاحبه لصوتها الهادئ دوماً : - ماذا كنتِ تردين منى أن أفعل حينها .. فأما أجلس بجانبه وسيضيع عملى أيضا أو أن أصطحبه معى على أمل أن يلين قلب ذلك الجاك ويرأف به ويتقبله فى وردية النهار فقط حتى يعود والدى من العمل - وأين هو ؟ ..أنا لم الاحظ وجوده حتى اﻷن ! - تركته فى غرفة أستبدال الملابس بعد أن أطرحت عليه عقابى الشديد أذا تحرك أو خرج ﻹى مكان أخر ... زفرت دونا بأشفاق على حال تلك الفتاة متطلعه لها بنظرة حب تحملها بأتجاهها مردده بنبرة مطمئنه ع** ما تتوقعه من مدير عملهم الغليظ بل**نه الوقح : - لا بأس رفيقتي سيمر اﻷمر على خير .. وسينتهى تعبكِ يوماً ما وسيعوضكِ ربك على كل مامررتى به من ألم وحزن وشقاء ... ---------------------- فى ذلك الوقت فى صالة المطعم المعدة لأستقبال الزائرين .... جلس ثلاث شبان يبدو على أحدهم علو شأنه ومقامه حتى وان كان يخفى هاويته تحت قبعته الشبابيه الحديثة ونظارته السوداء وبملابسه العصريه المسماه بين العامه بالكاجوال .. بصحبة شابين يدل على ملامحهم الظاهرة بوضوح أنهم من الطبقة المتوسط للشعب ليردد أحدهما لرفيقهم المتخفى والجالس فى مقعده أمامهم على نفس منضدتهم بصوت مازح ومرح بعض الشئ : - حقاً ديفيد لو علمت الفتيات هنا بهوايتك لشنن هجوماً شرس وعنيف عليك وعلينا اﻷن مثل الهجوم النووي من قبل أمريكا على اليابان ! ليردد اﻷخر ضاحكا على حديث رفيقه بنبره مرحه : - لن يفيد هجومهن بشئ لهن .. ألن تتذكر قسمه بتجنب النساء ! لينهى الشاب الاول نوبه مزاحه مردداً بجديه ليدل على أهمية ما سيردده على أذنه : - حقاً ديفيد نحن رفقائك منذ دراستنا معاً فى الخارج ولم نعرف حتى اﻷن ما السر خلف ذلك القسم الغريب والنادر على حياتنا كرجال ! زفر ديفيد بهدوء مردداً بخفوت حتى لايسمعه أحد مما حولهم : - ليس هناك سراً عظيم وراء ذلك القسم أنتم حقاً تهولون الامر .. وكل ما به أن أبنة عمى المتوفي والمدلله بشخصيتها البغيضة تأكل عيناى جلالة الملك والملكة بأساليبها البهلونيه والمتخفيه عليهم لكثرة طيب قلوبهم .. لينتهى اﻷمر بأقتناعهم التام بأنها باتت عروس مناسبه لى وخاصة في ظل مكانتها اﻷجتماعية لتدل على مدى أمكانيتها على لعب دور الملكة مستقبلاً ... ثم أسترسل حديثة بسخرية تامة : - ففجأتهم جميعاً بذلك القسم قبل أن أتفاجئ أنا بقرار ملكى بتزويجى منها حين أصحوا من نومى ذات يوم فأفضل أن أعتزل النساء نهائياً ولا أن أحصل عليها زوجة لى ! ثم أيضًا أصبحت أرى كل امراة ممن حولى هنا أو أثناء الدراسة فى الخارج شبيها بها .. كُلهن مهوساتً بالحكم وولى العهد التى سوف تصبح من تتزوج به ملكه للبلاد لهذا أتخذت قرار القسم من **يم أعماقي ... ثم أنكم جئتوا بى إلى هنا يارفاق لكى أتذوق أكلة شعبية شهيرة يجدون طهوها عن باقي المطاعم الأخري .. لا لكى أسرد عليكم سر ذلك القسم وظروفه اللعينه ... ضحكا اﻷثنان على حديث رفيقهم المقرب و***بته المبتكرة للهروب من خطط وألاعيب أبنة عمه .. ليأمر أحدهم النادلة القريبة بعض الشئ منهم بما يحتاجونه من وجبات معينه لتكتب ما أملوه عليها فى وسط دعوتها الصريحه بأعجابها بوسماتهم الظاهرة على هيئتهم حتى ذلك المتخفى يظهر تفصيل وجهه المغريه من شكلها الرجولي وفكيه القويان لتغادر بعدها لجلب ما يريدون فى وسط سخريتهم اللاذعه وقهقاتهم على طريقة حديثها وحركات جسدها الظاهرة لهم كدعوى واضحه للمصاحبه ... بالفعل أتت بعد قليل تضع أمامهم الغذاء فى وسط أسترسال أحد الشابين لحديثه المشا** واللعوب والذى أنتهى بأعطائها رقم هاتفها له .. لتغادر مسروره بوقوع أحدهم فى شباكها والفوز بوسيماُ منهم ولا تعلم بعد ذهابها بتصاعد سخريتهم وأستهزائهم بها لأنحدار أخلاقها لتلك الدرجة ... بعد أنتهاء ديفيد من تناول طعامه مشيداً بأحترافهم فى أعداده ومدى تميز تذوقه عن كثير من المطاعم التي زروها معاً داخل البلاد بمختلف مستويتها مردد بعدها بهدوء وهو ينهض من جلسته واقفا : - سأذهب لتنظيف يداى فى دورة المياة إلى أن تنتهوا من طعامكم حتى اعود .... تحرك ديفيد بالفعل بأتجاه دورة المياة المخصصة للرجال بعد أن أستفسر من أحدى العاملات المنشغله بأداء عملها على أماكن تواجدها ... أنتهى بعد عدة دقائق وخرج يجفف يداه بمناشف ورقية معطرة لتتثبت أرجله وعيناه بوجهه المندهش على ما لمحه بالصدفة البحته ! فهناك أيقونة صغيرة من البشرية ذات ثلاث أو أربع سنوات بوجه دائري محبب يشع بياضا بحمره لذيذة وشهيه تجذب من يشاهده بأن يلتهمه بتلذذ ، خاصةً بخصلات شعره الذهبية الكثيفة والناعمة بأنسياب على جبينه تكاد تصل لحدقة عينيه بلونها اﻷخضر المشع كالون حقول الريف الخضراء الجاذبه ﻹبناء وساكنى المدن المزدحمة بالضوضاء .. والتى تطل من خلف ذلك الباب البعيد تقريباً والمفتوح قليلا بفتحه تكاد تكفيها وجزء من وجهه الجذاب ... لتتحرك أرجله ببطئ وحذر من خوف ذلك الكائن مما يؤدى إلى هروبه وعدم الفوز بمجاورته لفترة زمنية قصيرة .. أقتربا إلى أن وصلا جالساً الق*فصاء أمام الباب ليدفعه بعدها بكف يداه بهدوء شديد وبحظر أشد وبأبتسامة تنير وجهه مردداً له بصوت محبب وبعاطفه داخليه تضعف أمام هذه الكائنات اللذيذة بعد أن بات واضحاً أمامه كليا بجسده الضئيل : - ما أسمك أيها الشهى ؟! - جون ردد ديفيد بأسلوب جذب طفولي وبنبرة مندهشه بفخر : - أوووه ... ياله من أسماً شهى أيضاً ثم أسترسل حديثة بأبتسامة حانيه : - وماذا تفعل هنا فى تلك الغرفة المنعزلة تقريبا لحالك أيها الشهى ؟! - أمي تعمل هنا .. وهى من أتت بي إلى تلك الغرفة مع تنبيها الصارم بالأ أخرج للخارج حتى لا يكتشفنى ذو البطن المنتفخه جاك وقبل أن تُعيبنى وتغلطني فأمي من أطلق عليه ذلك اللقب ولست أنا .. أطلق ديفيد العنان ﻹبتسامته بأن تتسع وتتسع وهو يجذبه بحنو لما بين يداه وص*ره ومازال يجلس الق*فصاء أمام باب الغرفة غير مصدق طريقة حديثه المضحكه لتضاف لشهيته فأصبح يريد ألتهامه اﻷن دون تراجع ... مردداً بعدها من بين أبتسامته الضاحكه : - من جاك هذا ؟! - أنه مدير أمى فى عملها .. - أها .. أذا فهمت اﻷمر الأن .. ليقترب الطفل من أذنه بطريقة مفاجأة رافعا كف يداه الصغيره يدارى بها على فمه وما سيدلو به من حديث مهم وسرى : - لا تخبر أحد بما تحدثت به معك لأن لو علمت أمى أو ذو البطن المنتفخه لعقابونى .. حينها تحدث ديفيد بخبث ومازالت اﻷبتسامة لا تفارق شفتيه أبدا : - أمممم ... على شرط أن نكون أصدقاء علا وجه الطفل ملامح القلق والسكون لي**ت لبضع ثوانى مردداً بعدها بأستفسار : - أتريد صداقتى حقاً .. أم تريد أن تقترب من أمى وتأخذنى درجاً للوصول أليها ! حينها لم يستطع ديفيد السيطرة على ضحكاته مطلقاً لا يكاد يصدق حديث أبن اﻷربعة أعوام أو أقل ليردد بعدها بأستفسار لمغزى حديثة : - لماذا تحدثت هكذا ؟! - ﻹن كثير وكثير أكون على مشارف أتمام الصداقة أخيراً مع أي أحد ما .. ليتضح لى بعد أن ترفضه أمى وتعنفه بتركه لصدقتنا فوراً دون أى خطأ من جانبى .. - ولماذا يريد الكثير والكثير والدتك ولماذا تعنفهم أيضا .. - ﻹن رفقاء جدي ومن يسكنون حولنا يلقبونها بسيندريلا جميلة الجميلات .. وهم يريدون صداقتها أيضا ولكن هي ترفض وتعنفهم لكثرة ألحاحهم المستمر.. رجع ديفيد برأسه قليلا مردد وهو يرفع أطراف أحدى ذراعيه يحك بها خلف رأسه متصنعا التفكير والتعمق قليلا : - أمممم ..فلو كانت تحمل نفس ملامح وجهك فهى بالتأكيد كذلك حقا ! ثم أسترسل حديثه بعدها متنحنا بهدوء : - أحم.. ولكن أنا لم أشاهدها مطلقا ولا أنوى مصاحبتها وأريد حقا صداقتك .. تغيرت ملامح جون سريعا لتنيرة اﻷبتسامة مردداً بلهفه مشتاقه رافعاً ذراعه فى الهواء ضاماً أطرافها أمام يد ديفيد : - أذا أصدقاء لﻷبد دون أمى أو أي مصلحه أخري أسترسل ديفيد لضحكاته على حديثه وحركاته التى يكشف عنها كل ما تطاول معه فى الحديث ليرفع هو اﻷخر ذراعه ضاما أطرفها ليصتدم ببطئ بكف الصغير المضمومه كعلامة باتت مسجله اﻷن لصداقتهم مردداً بعدها بأبتسامة هادئه : - أذا أصدقاء لﻷبد ..أنا ديفيد .. ليرفع وجههما سريعا على صوت يردد بغيظ : - ماذا تفعل هنا أيها الطفل الشقى ؟! -------------- ----- -
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD