الفصل الثاني
دخل شاهين لغرفته ..وجد زوجته تجلس على الفراش تتصفح بعض المجلات و الجرائد القديمة بملل منتظرة مجيئه .. نزع حذائه و فك أزار قميصه و أستلقى بجانبها على الفراش صامتا ..نظرت إليه إلهام متسائلة ” ما بك صامت يا صقري هل حدث شيء في المقهى “
أبتسم شاهين و رفع يده ليلامس وجنتها برقة قائلاً ..” لا حبيبتي لا شيء كنت فقط أفكر “
سألته إلهام و هى تترك ما بيدها و تدنوا منه .. ” في ماذا شاهين “
رد شاهين بحزن و ضيق ..” في أولادنا أنظري إليهم ، لا أحد منهم يريد أن ينشئ أسرة و يكون له حياة ، أحدهم مقيم أربع و عشرون ساعة في المخفر يحقق مع المجرمين حتى بات يتعامل معنا مثلهم و حديثه كله تحقيق و أسئلة ، و الآخر لا هم له غير لعب كرة السلة ليل نهار و لولا أنه لديه وظيفة في ناديه و أولاد يعلمهم لما عمل شيء أخر في حياته و عمل يأخذ منه راتب كالخلق ، و الثالث الذي ظننت أنه العاقل فيهم لديه وظيفة جيدة و أشترى له شقة و يجهزها حالياً ..ظننت أنه سيأتي يوم و يخبرني أنه يريد الزواج و أن أتي معه ليتقدم لإحداهن و لكن ماذا حصل لا شيء ..لا شيء إلهام و يأتي للمنزل كالفندق للطعام و النوم فقط ، و لن أتكلم عن خيبة أخرهم المصارع الهمام ..أتركيني في همي إلهام “
ابتسمت زوجته و قالت بغموض .. ” ما بك نسيت الغلطة و هى الأهم بالتفكير يا صقري “
التفت إليها شاهين قائلاً بجدية ..” ما بها هذه الأخرى ، هى مازالت صغيرة لما التعجل في أمرها فكرى في أولادك الحمقى و أجلبي لهم عرائس لعل أحدا منهم يوافق و يتعجل و ينشئ أسرة “
قالت إلهام بتردد ..” لقد حادثتني ضحى اليوم شاهين و هى قلقة “
أعتدل شاهين على الفراش و رفع الوسادة ليستند عليها و سألها بجدية ” قلقة من ماذا و فيما حادثتك “
ردت عليه بهدوء و كأن الأمر غير هام أو ستخبره بشيء عادي لا أهمية له ..” كانت تتسأل لما لا يتقدم إليها أحد ليخطبها كصديقاتها تظن أنها ق**حة أو بها عيبا لذلك لا يأتي أحد لخطبتها و أيضاً تظن أن أخوتها السبب في ذلك “
لعن شاهين بحنق مما جعل زوجته تبتسم من سبابه فهو نادراً ما يفعلها أمامها أو يظهر لها ضيقه و تذمره من شيء ..قال بغضب ..” و لم هى متعجلة للزواج هل لديها ثلاثون عاما كأشقائها “
قالت إلهام بتعجب ساخرة ..” هنا المشكلة هى ليست متعجلة هى تتسأل عن السبب فقط لماذا و هل بها خطأ “
سألها شاهين بضيق ..” و ماذا أخبرتها “
ردت إلهام بلامبالاة ..” أخبرتها بالحقيقة “
قال شاهين غاضبا .." أخبرتها بما فعله باهر مع ذلك الرجل الذي أتى لخطبتها ماذا قالت “
ردت عليه إلهام مستنكرة ..” لا بالطبع لم أخبرها بذلك أنا فقط أخبرتها أن الذي يتقدم لخطبتها أنت ترفضه لدراستها و صغر سنها “
تن*د شاهين براحة و سألها ..” و هل اقتنعت “
هزت إلهام كتفيها بلامبالاة قائلة.. ” لا أعلم ربما و ربما لا “
قال شاهين بحزم ..” سأوافق على أول خاطب لها فقط يأتي أحدهم “
قالت إلهام سأله ..” و الأولاد “
أجابها بغضب ..” فليرطموا رأسهم في الحائط لا يهمني رأيهم هى ابنتي و ليست أبنتهم هؤلاء الحمقى “
ضحكت إلهام بخفوت قائلة بمرح ..” هم فقط يغارون عليها و لا يظنون أن أحدهم يستحق غلطتنا المدللة “
أجابها شاهين بغلظة ..” لا تقولي عنها غلطة أنها نور حياتي و قطعة الحلوى التي تصبرني على بلاء أولادك الحمقى “
ضحكت إلهام قائلة ..” الآن أصبحوا أولادي و حين يمدحهم أحد اصدقائك أو يثني عليهم يضحون أولادك أنت “
قال شاهين مازحا ..” إن كان يعجبك “
ردت إلهام بدلال و هى تلامسه ..” يعجبني يا صقري “
أبتسم شاهين و قبل يدها سائلا ..” تناولت طعامك “
أجابته برقة ..” لا طعام لي بدونك و لا حياة و لا أنفاس و أنت بعيد عني“
سألها شاهين ..” أمازلت تحبيني لهذا الحد يا ملهمة أحلامي “
أجابته إلهام بحب و يدها تلامس وجنته الخشنة ب*عيراتها القصيرة التي يتخللها البياض ..فهو حب حياتها الوحيد و رغم أنها تدللت عليه كثيرا حتى توافق على الزواج به و لكنه لطالما كان نصب عينيها و لا أحد غيره ..” و هل كلمة تصف مشاعري نحوك يا صقري “
سألها مازحا ..” حتى و أنا عجوز و خط البياض خصلاتي و ظهرت تجاعيد وجهي “
ردت إلهام مستنكرة ..” من هذا العجوز بل أنت ستظل في عيني شاهين الذي تقدم لخطبتي من أكثر من خمسة و ثلاثون عاما صقري لا يشيب أبداً “
قال بتذمر ..” و تدللت عامين لحين وافقتي و أضعتهم من عمرى و قبل أن أشبع منك أتى وحوشك على حياتنا ركضا لتقلبها رأسا على عقب“
ضحكت إلهام و قبلته على وجنته قائلة ..” لن نتحدث أكثر فكلما تحدثنا تأتي سيرة الأولاد فتتذمر و تعكر مزاجك أنا سأذهب لأعد لك الطعام “
نهضت من جواره و انصرفت لتذهب و عيناه تتبعها بعشق و تتسأل لما يحب صغيرته المدللة .. لأنها تشبه والدتها .
*********************
دلف باهر لغرفتها بعد أن أتى من عمله ..جلس على الفراش جوارها .. كانت تضع أمامها كتاب لأحد المواد التي تدرسها في الجامعة و تمسك بكراس تضعه على قدمها و تدون ملاحظاتها أو ما فهمته من المادة تخط الأجزاء التي لم تفهما لتسأل عنها أستاذ المادة في الجامعة .. كانت مستمرة في ما تفعله فمد يده لشعرها الأشقر يشد خصلاتها برفق قائلاً بغيظ ...
” عندما أحضر تتركين كل شيء بيدك و تنتبهي لي يا فتاة أنا شقيقك الكبير “
رفعت عيناها الخضراء تنظر إليه بلامبالاة ..” لم لم تطرق الباب أولا حتى تعرف هل سأسمح لك بالدخول أم لا .. بعدها تحدث عن انتباهي لوجودك “
قبض باهر على خصلاتها يشدها بحدة هذه المرة فصرخت ضحى متألمة و ض*بته على قبضة يده الممسكة ب*عرها و هى تقول .. ” لا أترك شعري أيها الغيور تغار مني لأن شعري أفضل من شعرك القصير “
ضحك باهر بمرح قائلاً ..” حمدا لله أنه لم يكن مثل شعرك و إلا أصبحت أنا المطارد من الفتيات كالمجرمين لدي “
سألته ضحى بخبث ..” ماذا تريد يا أبيه أخبرني هل هو شيء هام لدرجة أن تأتي لغرفتي قبل أن تبدل ملابسك أو تتناول الطعام “
رد باهر و هو يدعي اللامبالاة ..” لا شيء فقط أردت رؤيتك خشيت أن تكوني متضايقة مني أو شيء بعد أن تركتك لأذهب لعملي “
قالت ضحى ساخرة ..” لماذا أتضايق هل فعلت شيء يضايقني “
رد باهر بتأكيد ..” لا لم أفعل “
سألته ضحى بصوت ممطوط ..” إااااااذن “
قال باهر بغلظة و قد نفذ صبره ..” أنت لم تخبريني ماذا كانت تقول لك سند قبل خروجكم من الجامعة و أنا أنتظر “
رفعت ضحى حاجبيها تعجبا و قالت بمزاح ..” هل تظن أننا كنا نخطط لقلب نظام الحكم أو شيء من هذا القبيل مما يجعلك قلقلاً ..“
رد باهر غاضبا ..” كفى مزاحا ضحى سؤالي واضح و مباشر لم أنت مزعجة هكذا “
قالت ضحى غاضبة من أسلوب التحقيق معها ..” أنا هى المزعجة حقا ..حسنا أخي لم تكن تخبرني بشيء يخصني أن كنت تريد أن تعرف هى كانت تخبرني أنه تقدم لها خاطب و هى تفكر في الموضوع هل لد*ك مانع ؟؟“
رد باهر بغضب و هو ينهض من على الفراش ليخرج من الغرفة .. ” و لم أمانع هل هى زوجتي ..أنت و صديقتك حمقاوتين “
أغلق الباب خلفه بحدة مما جعلها تفغر فاه متعجبة من تصرفه الفظ .
****************
وكزتها شقيقتها الصغرى في خصرها لتوقظها من النوم قائلة ..” هاي سند استيقظي أبي يريدك بالخارج “
تململت سند و دفعت يد شقيقتها عن خصرها و هى تمتم بضيق .. ” أبعدي إصبعك عن خصري يا غ*ية هل ما أفعله بالناس يفعل بي “
هزتها شقيقتها بعنف هذه المرة قائلة بغيظ ..” استيقظي أختي و أذهبي لأبي في غرفته فهو يلح على حضورك منذ ساعة و أنا أخبره أنك نائمة لقد أخبرني أن أوقظك أرجوك لا تتعبيني معك لدي مذاكرة على إنهائها “
نهضت سند من على الفراش تتثاءب ب**ل و هى تقول ..” يا إلهي أنت فتاة ثرثارة مريم لقد صدعتي رأسي ..ماذا يريد ألا تعلمين “
ردت مريم بغضب على نعتها بالثرثارة من شقيقتها .. ” لا أعلم شيئاً أذهبي لتعرفي بنفسك و أتركيني أكمل مذاكرة “
تركتها مريم و خرجت لتنهض سند ترتدي خفها البيتي من الفراء الناعم على شكل أرنب كبير ..وقفت أمام المرآة لتمشط شعرها الأ**د الذي يصل لكتفيها ..خرجت من غرفتها لتتجه للمرحاض و قامت بغسل وجهها الأسمر الصغير بملامحه الصغيرة ..عين سوداء و أنف صغير و فم صغير بشفاه ممتلئة ..كانت ملامحها رقيقة تسر النظر و لكنها ليست خارقة الجمال كصديقتها ضحى هى ترى نفسها عادية الملامح و الجمال ..اتجهت لغرفة والدها و طرقت الباب ليأذن لها بالدخول ..
دلفت سند إلى الغرفة باسمة ..” مساء الخير بابا كيف حالك اليوم “
أبتسم والدها و أشار لها بالجلوس جواره على الفراش ..جلست سند متسائلة ..” أين أمي “
أجابها والدها ..” تعد لي قدح من القهوة و أتيه ..“
هزت رأسها متفهمة و سألته بجدية ..” ما الأمر بابا هل تريد شيء أفعله لك “
قال والدها بهدوء و هو يهز رأسه مؤكداً .. ” لقد حادثني راضي صديقي اليوم و نحن جالسين على المقهى يريد أن يطلبك لولده معتز ما رأيك“
ارتبكت سند و أحتقن وجهها ضيقا و قالت برجاء ..” أنا مازالت أدرس بابا أنا فقط في السنة الثانية من الجامعة و لا أريد أن أربط نفسي من الآن بأحد حتى لا يشغلني عن دراستي و ما أريد تحقيقه أنا فقط في العشرون “
أبتسم والدها بهدوء ينظر لابنته الكبرى التي ترفض الخاطب تلو الأخر و لا يعرف السبب رغم أنها معها بعض الحق بالنسبة لصغر سنها و لكنه يرى فتيات كثيرات يدرسن و يرتبطن و لا يؤثر ذلك على دراستهم و لكن ابنته لها وجهة نظر مختلفة .. حسنا في كل الأحوال هو لم يخبرها أنه أخبر صديقه أنها مازالت تدرس و صغيرة على ذلك .. رد بهدوء على دخول والدتها بالقهوة التي وضعتها جوار زوجها على الكمود ..” حسنا يا سند كما تريدين أنا سأبلغه جوابك و أن كان يريدك فلينتظر “
أسرعت سند تجيبه ..” لا يا أبي لا ينتظرني فليرى حياته و لا يربط نفسه بي فأنا لا أعلم ماذا سيكون شعوري ذلك الوقت أرجوك أخبره برفضي فقط ..ربما وجد أخرى فتاة مناسبة له “
هز والدها رأسه موافقا فنهضت من جواره و قبلت رأسه قائلة براحة ..
” شكراً لك بابا “ خرجت من الغرفة و تركتهم لتتن*د والدتها بغيظ و هى تكتف يدها قائلة ..” تركتها تنفذ ما برأسها يا سليمان “
رد عليها باسما و هو يشير إلى المكان الذي أخلته سند لزوجته لتجلس ..
” و لما التعجل يا درية هى كما قالت مازالت صغيرة أتركيها على راحتها“
قالت درية قلقة ..” أخشى أن تكون متعلقة بأحد زملائها من الجامعة يا سليمان و لا نعرف عنها شيء “
رد سليمان بخشونة ..” و خطأ من هذا يا درية مفترضا أنها ابنتك الكبرى و أقربهم إليك لما لا تصادقيها حتى تحكي لك ما يدور في خلدها و ما يحدث معها و لكن أنت كل ما تفعلينه معهن ..لا تفعلن هذا و لا تقولن ذاك .. قائمة اللا في حديثك طويلة ..فلم تعد إحداهن تعرف ما المفترض بهن أخبارك به و لا يعرفن أن كان ما يريدون قوله لك من ضمن قائمة اللا أم لا “
مطت شفتيها بضيق و هى تجلس جواره بحدة ..” الآن أنا المخطئة .. أنت ترى في أي زمن نحيا به أنا أخشى عليهن و لذلك أقوم بتحذيرهم حتى لا يقعون في الخطأ أو يلعب بهن أحد هن جميعاً فتيات و لا أخ لهم سند يضع عليهم عيناه معنا لحمايتهن “
ربت زوجها على يدها ..” لا تخشى شيئاً سيكونون بخير هن مازلن صغارا على إيه حال أنا فقط أريدك أن تتقربي من سند قليلاً لتعرفي كيف تفكر أو في ماذا حتى نطمئن عليها أتفقنا “
أومأت زوجته برأسها موافقة ..” حسنا يا سليمان أتفقنا ما يريده الله سيكون …
***********************
وقف أمامها بعد انتهاء المحاضرة يحجبها عن الآخرين المغادرين من المدرج كانت تلملم أشيائها لتنصرف بدورها عندما قال بجدية ..” أتبعيني لمكتبي ضحى خمس دقائق أجدك هناك “
تركها و أنصرف و هى مسمرة في مقعدها لا تعرف ماذا تفعل ..تلفتت حولها لترى هل أنتبه إليهم أحد و أستمع لحديثه معها و لكنها لم تجد من ينظر تجاهها أو أنتبه .. سبت سند قائلة بغيظ .. ” ا****ة عليك سند ألم تجدي غير اليوم لتغيبي فيه عن الحضور ماذا أفعل الآن هل أذهب أو أتجاهله و أرحل إلى المنزل مؤكد محمود ينتظر في الخارج الآن ..
أخذت حاجياتها و نهضت لتتجه لمكتبه ..وقفت أمام الباب مترددة في الدخول فوجدت الأستاذ فاضل و الأستاذ حسين يجلسن خلف مكاتبهم منشغلين في شيء أمامهم ..سمعت صوته يأتيها من الداخل قائلاً بهدوء وحزم ..” تعالي ضحى أدخلي أنا أنتظرك “
دخلت ضحى مترددة لتتجه إليه تقف أمام مكتبه ..أبتسم جواد و قال بهدوء يشير إلى المقعد أمام مكتبه ..” أجلسي ضحى سأحادثك لدقيقة فقط “ كان يتحدث بخفوت حتى لا يستمع إليه من في الغرفة مما أثار ريبتها في نوع الحديث الذي سيقوله لها ..جلست هادئة لا تظهر على ملامحها شيء تنتظر حديثه الذي سيخبرها به ..قال جواد بتردد ..
” هل أنت مرتبطة آنسة ضحى “
تلفتت حولها لترى هل أستمع الأستاذين حسين و فاضل لحديثه فوجدتهم على حالهم من الانشغال ..أعادت رأسها لتنظر إليه و قد شحب وجهها من سؤاله ..خرج صوتها متحشرج و هى تسأله بارتباك
” لماذا أستاذ جواد “
أقترب بجسده من المكتب و قال بجدية هامسا ..” أريد أن أعرف هل لد*ك مانع آنسة ضحى “
هزت رأسها نافية و قالت تجيبه بخجل ..” لا أستاذ لست كذلك “
عاود سؤالها و قد خرجت تنهيدة راحة من ص*ره ..” هل أستطيع أن أعلم علاقتك بالرجال الذين يوصلونك صباحاً للجامعة و يأتون و يأخذونك للمنزل “
أحتقن وجهها ..هل يرى أشقائها و هم يوصلونها و يأخذونها .. لماذا يسأل هل الجامعة تمنع ذلك يا ترى و هو يريد فقط تنبيهها ..أجابت ضحى حائرة ..” أنهم أشقائي أستاذ جواد هل هناك مشكلة أو خطأ في إيصالهم لي “
طمئنها جواد قائلاً ..” لا ليس هناك خطأ فقط أردت أن أطمئن “
أتسعت عيناها دهشة و سألته بقلق ..” تطمئن على ماذا أستاذ “
أبتسم جواد و قال لها ..” يمكنك الانصراف ضحى شكراً لحضورك إلى اللقاء “
نهضت ضحى غير مستوعبة ما يقول و لا تفهم الهدف من حضورها لمكتبه و ما حدث لا تفهم الهدف من كل ذلك ..أحنت رأسها و استدارت لتخرج من المكتب رأى حيرتها فقال قبل أن ترحل ..” ستعرفين فيما بعد ضحى لا تتعجلي أذهبي الآن حتى لا تتأخري على أخيك المنتظر في الخارج “
خرجت مسرعة و قد ذادت حيرتها بحديثه الأخير ستعرف ماذا يا ترى وجدت محمود ينتظرها في الخارج فأسرعت إليه أبتسم عندما راها قادمة و أمسك بيدها ليرحلا ..أشار لسيارة أجرة لتتوقف أمامهم ..أصعدها محمود للسيارة و ربت على كتف السائق للتحرك ..أخبره عنوان المنزل فتحرك السائق مخترقا الزحام في ذلك الوقت وجدها محمود صامته على غير العادة فسألها ..” ما بك ضحاي صامته هل هناك شيء يضايقك “
ردت عليه و عقلها مشتت بعض الشيء في ذلك الحديث فقالت بهدوء
” لا شيء يا أخي و لكن لا أريد أصابتك بالصداع من كثرة ثرثرتي فوق رأسك و لذلك صامته “
أبتسم محمود و عيناه تلمع محبه لها أمسك بيدها قائلاً ..” لا تخشى شيئاً أنا لا أصاب بالصداع بسهولة ليس بعد وقوفي طوال اليوم في موقع العمل وسط البنائين و الآلات ..حديثك الرقيق سيصيبني بالصداع“
هزت رأسها صامته فسألها مازحا ..” أين صديقتك الحمقاء لم أرها اليوم معك “
ردت ضحى غاضبة ..” لا تقل عنها هكذا هى ليست حمقاء و صديقتي الوحيدة “
ضحك محمود ..” أعلم ذلك ضحاي فقط أردت إخراجك من **تك و لذلك ذكرتها أمامك “
ردت ضحى بضيق ..” حسنا و لكن لا تذكرها بسوء مرة أخرى و إلا غضبت منك “
أجابها محمود مازحا.. ” حسنا حسنا فهمنا سند خط أحمر ..حسنا أخبريني عن يومك إذن كيف كان “؟؟
ظلت ضحى تخبره بما مرت به اليوم منذ أوصلها صباحا إلى انتهاء يومها متغاضية عن ذلك الحديث في مكتب أستاذ جواد و عقلها يشرد في محتواه للمرة العاشرة منذ تركته غير مستريحة لفحوى حديثه معها
*****************
جلست على السرير بعد أن تركت والدها تتنفس الصعداء و قلبها يخفق راحة ..لا تعرف لمتى ستظل ترفض الخاطبين الذين يأتون إليها بحجة الدراسة و صغر سنها ..أتسأل ماذا لو كنت جميلة مثل ضحى ماذا كان ليحدث .. أتعجب لما لا يتقدم لها أحد لخطبتها هل معي حق يا ترى و أخواتها السبب ..استلقت على الفراش و عقلها يشرد في تفاصيله بعضلاته الضخمة و طوله الفارع بالنسبة لها متذكرة شعره القصير مستحسنه عدم تركه له ليطول كأشقائه تسبه داخلها تتذكر نظراته إليها و حديثه معها كلما أتى ليأخذ ضحى و طريقته الفظة الأمرة بعض الأحيان في الحديث ..ابتسمت و استدارت على جانبها متمته بغلظة .. ” رسوبنا في مادة الأستاذ جواد على يد شقيقتك و رسوبي في باقي المواد على يدك أنت “
ض*بت على رأسها بغيظ قائلة ..” أخرج أخرج من رأسي باهر ا****ة عليك أيها البغيض “
وضعت الوسادة على رأسها تقول بصوت مكتوم ..” ليتني ما عرفتك ضحى أنت و أخيك الغ*ي “