: ﺗﻤﺎﻡ ﻣﺎﺷﻲ
ـ : ﻋﻦ ﺍﺫﻧﻚ
ﻃﺎﺭﻕ ﻣﺸﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺒﺴﻮﻁ ﺟﺪﺍً ﺍﻧﻪ ﺍﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﻭ ﺷﻤﺲ .. ﻟﻤﺎ ﺷﺎﻓﻬﻢ ﺣﺲ ﺍﻥ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ﻧﺎﺱ ﻣﺤﺘﺮﻣﻴﻦ ﻭ ﺍﻧﻪ ﻫﺎﻳﺒﻘﻰ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻬﻢ
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﻗﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭ ﻋﻴﻨﻪ ﺟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﺼﺎﺩﻩ ... ﺷﺎﻑ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻠﻲ ﺷﺎﻓﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺷﻤﺲ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺟﻨﺐ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺟﺎﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺒﻂﺀ .. ﺑﺺ ﻭﺭﺍﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻠﻘﺎﺵ ﺣﺪ .. ﺑﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺔ ﺗﺎﻧﻲ ﻟﻘﺎﻫﻢ ﻗﺮﺑﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻱ .. ﻗﺎﻡ ﻭﻗﻒ ﻭ ﺟﺮﻱ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺧﺮﺝ ﺑﺮﺓ ﺍﻟﺒﻴﺖ .. ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻮﺍﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ﺍﺗﺤﻮﻟﺖ ﻟﺨﻮﻑ
بشتغل حارس مقابر وبدفن الميتين بقالي سنتين، مَريت خلال الفترة دي بأسوء أيام حياتي بعد وفاة أبويا، حاولت كتير أكتم ومطلعش أسرار بشوفها بليل مِن الجُثث والعفاريت بس مقدرتش، وحاولت برضة أصون عظام الجُثث مقدرتش، اللي بيحصل لا يُصدقه عقل، بَعض الجُثث لما بتدفن ويجي الليل عَليها تُقعد تخبط جامد على الباب الحَديدي بتاع المَقبرة.
وبعض الجُثث التانيه بتفضل تُصرُخ في أول ليلة ليها بشكل متواصل يخلي القلب يُقف. أو يندهوا عليا باسمي، مُتخيلين أكون قاعد لواحدي وبوابة القبر مقفولة الأقي حاجة بتنده عليا وبصوت خشن جداً، ولما كان بيحصل ده كنت بجري أقفل باب الأوضة بتاعتي واستخبى تحت السرير لأني للأسف عايش وحدي. وفي مجموعة قُليلة من الجُثث مبيطلعش منها أي تصرف وبتكون ساكتة، أو بتكتفي بأنها تحاول تضايقني بظهُورات وحركات مُرعبة بس مكنش بيأثر عليا في حاجة.
في مرة من المرات اللي مش ناسيها، حصلت خناقة كبيرة جداً الصحافة كُلها كتبت عنها، والتلفيزيون عمل حلقات كتيره، وراح فيها ياما، ولقُرب مساكن الناس اللي ماتت من المقابر ادفنوا عندي بعد ما اتشرحت الجُثث بتاعتهم.
كانوا حوالي 20 جُثة، أشرفت على دفنهم مع بقيت الرجالة وعيلتهم، وبعد ما كُله مشي والدُنيا ليلة بدأت البلاوي المطينة بطين تحصل، كُنت قاعد بشرب شاي على (المَسطبة) اللي قُدام أوضتي، وفجأة لاقيت حد بيجري من بعيد، ندهت عليه مبصليش، افتكرته حرامي، روحت جبت (شومة) وجريت وراه، كان اختفى، بصيت حواليا لاقيت أصوات لمجموعة بتتكلم، وطريقتهم كانت مُرعبة، وكان في واحد صوته تخين أوي عمال يزعق ويقول: " لازم نجننه، مينفعش نسيبه، نروحله في أوضته"، قلبي وقع في رجلي ساعتها، وجريت بسُرعة من مكاني، بس الحظ وقع مني، فخبط بدون قصد في حجر على الأرض، ورجلي اتفتحت والألم كان شديد، حاولت أمنع نفسي، لكن مقدرتش وصرخت بعلو صوتي، سكتوا، وسمعت رجليهم بتتحَرك ناحية الباب الحَديدي للمقبرة اللي مدفونين فيها، رجعت لورا ووقعت لأني مكنتش قادر أمشي، لاقيتهم بيخبطوا على الباب الحَديدي بعُنف، سيبتهم وجريت وأنا بعرُج، ولما كُنت بَبُص ورايا بلاقي أطياف سوداء بتجري عليا، فضلت بجري لحد ما وصلت للأوضة بتاعتي، قفلت بابها وحَطيت عليه السرير، فضلوا يخبطوا عَليا من بَره، وأنا أصرخ
فيهم:
بعدوا عني.
كُنت بسمع ردهم عليا بكلمات مش مفهومة، بيصرخوا، بيزعقوا، لحد ما النهار حل عُقدت الليل وجيه، ومعاه اختفت كُل حاجة. بس يومها شعري أبيض وأنا في سن صُغير من كُتر خوفي.
فضلت على الحال ده كتير، بعاني جداً كُل يوم، لحد ما جاتلي فكرة إني أبيع الجُثث اللي بتجيلي وبتعملي أزمة، وفعلاً في خلال شهرين كُنت طلعت الـ20 جُثة بتوع الخناقة لطلبة طب، وبعض الكُليات الخاصة اللي بدرس تشريح، وبقى معايا فلوس كويسة كمان، كُنت بحلم بكوابيس كتير مُفزعة، بسمع أحيانًا خبط على باب أوضتي، ناس بتستنجد، أطفال بتنده على أمهاتهُم، لكن الموضوع مكنش بيتعدى ده، فأيقنت إني لازم أفرغ الجُثث الغير مرغوب فيها أول بأول.
بعد حوالي سنة الدُنيا بقت أحسن بكتير معايا، ومبقتش أحس بحاجة، وكمان بقى ليا اسم كبير في سوق بيع وتجارة الجُثث والعضم بتاعها. وفي يوم شتوي، جاتلي جُثة طفلة صُغيرة مكلمتش 13 سنة، ماتت في حَريقة، جسمها كان مش*ه، ومعالمها مش واضحة، ادفنت وأهلها وصوني عليها، ولشكل أبوها وأمها مقدرتش حقيقي أبيعها وتعهدت قُدام ربنا إني هحافظ عليها. الدفنة خلصت وأهلها مشيوا، السماء مطرت بغزارة كأنها هتغرق الأرض، دخلت أوضتي، وقفلت الباب والشُباك، شغلت التليفزيون وقعدت اتف*ج، ثواني ولاقيت طوبة اترمت ف**رت الشُباك والإزاز جيه على وشي وعورني.
قُمت بعصبية وفتحت الباب وبصيت، لاقيت البنت المحروقة واقفة في وشي، المطرة كانت مغرقاها جامد، والحرق في جسمها كان ب*ع، فضلت ثابت مش قادر أروحلها، لاقيتها هي بتقرب، وكُل ما كانت بتقرب كُل ما كان جسمها بيكبر وبيزيد وبيتحول لونه لأ**د، كانت عاملة زي الوحوش، لحد ما وقفت قُدامي وكانت عُبارة عَن حيطة سودة، وقتها افتكرت (مارد القبور) دي مواصفاته بالظبط، ولما بيظهر بيلعب مع ضحاياه، لحد ما يموتوا أو يتجننوا.
رجعت بالراحة وقفلت الباب عَليا، بس لاقيته بيت**ر والمارد بيصرُخ ومن قوته الأوضة كانت بتترج كأنها هتقع، غمضت عيني وأنا عارف كويس إني هموت، لكن ساعتها افتكرت حاجة هتنقذني، فجريت شيلت السجادة اللي في الأوضة، وفتحت باب صُغير، ظهرلي منه سرداب سري اللي أبويا قالي عليه قبل ما يموت.....
نزلت فيه وقفلت ورايا الباب من جوه بقفل صُغير كان موجود، شغلت كشاف الموبايل ونزلت على السلم ، لحد تحت، التُراب عماني، ومكنتش قادر اتنفس، ريحت شوية على الأرض، بصيت حواليا السرداب كان طويل أوي وارتفاعه عالي، وكان فيه (لمض) صُغيرة، دورت على الزُرار بتاعها لحد ما لاقيته، دوست عليه، السرداب نور كُله فيما عدا أخر جُزء فيه كان مضلم، اتسندت على الحيطة وقُمت، مشيت في السرداب، كان شَكله غَريب، ومَرسوم على الجُدران بتاعتهُ أشخاص ساجدين في الأرض لشخص قاعد على كُرسي، والكُرسي مرفوع في السماء وخارج منه نور كبير، دققت بنظري، فلاقيت كلمة (الإله).
الموضوع اتعقد وعقلي بقى عامل زي الحشرات اللي بيتلم عليها النمل وبيقسمها بقسوة. كملت اكتشاف للمكان، لحد ما وصلت للمنطقة المُظلمة اللي في السرداب، طلعت الموبايل بتاعي ونورت بكشافه، لاقيت حيطة في أخر السرداب، ومحطوط عندها مجموعة من الجماجم الكبيرة، وكانت بتلمع بشكل غريب كأني حد بينزل كُل يوم ينضفها، مشيت ناحيتها ببطء، لاقيت رجلي بدوس على عضم بشري قديم، وكُنت حاسس بحد ماشي ورايا، وسمعت صوته كمان لكن لما بصيت ملقتش حاجة.
وصلت للجماجم، وكان عددهم حوالي 60 جُمجُمة، وكُل واحدة منهم محطوطة فوق رف خشبي، مكتوب عليه رقم واسم، الجُمجُمة رقم 1، كان مكتوب عليها أسم أمي؟؟؟،أنا مش فاهم إيه ده ؟، دي جُمجُمة أمي فعلاً؟، أبويا هو اللي عمل كده ؟، الجُمجُمة التانيه كانت لجدي، أيوه فعلاً أمي ماتت الأول بعد كده جدي مات بعدها، بس ثانية، معقولة يكون أبويا قتلهم؟؟؟
بصيت على الجُمجُة التالتة كان عليها اسم خالي اللي مات برضة في حادثة غامضة، كملت بقيت الجماجم لاقيت عليها أرقام سنين وأسماء معرفهاش، لحد ما وصلت لأخر رفين مكنش عليهم جماجم، الأول مكتوب عليه اسم أبويا، والأغرب السنة اللي مات فيها، والرف التاني مكتوب عليه... مكتوب عليه اسمي أنا وتحته مكتوب يعني أنا هموت ؟، أنا مش فاهم حاجة، أبويا كان س**ح بيقتل الناس دي ؟ ولا كان بياخد الجماجم بتاعتهم ؟، وكان بياخدها ليه من الأساس، حالة من الغضب الشديد تملكتني، ومسكت الجماجم كُلها وفضلت أرميها على الأرض وأنا بزعق، وبستنجد بربنا يفهمني اللي بيحصل.
لحد ما لاقيت ورقة طويلة لونها أصفر كانت جوه جُمجُمة أمي، شديتها وفتحتها، لاقيت مكتوب جواها:
""وافقت على العهد بيني وبينك، وسأنال رضاك على مر السنين يا سيدي، سترى قوتي وهي تعصف بهم، وتضع بين يد*ك عظامهم السحيقة، التي لا تُمثل أية قوه أمام سُلطان وجهك العظيم. وسأنال الخلود منك وحدك أنت مُبتعداً عن الضعف البشري "".
ولاقيت في أخر الورقة امضت أبويا، حاولت مقنعش نفسي إن والدي باع نفسه للشيطان علشان يكون خالد، وفضلت قاعد في السرداب لوقت طويل، نمت وصحيت وحلمت بكوابيس كتير، كُلها كانت بتدفعني افتح قبر أبويا وأحط الجُمجُمة بتاعته على الرف اللي هنا، وفعلاً فتحت قَبر أبويا، ولاقيت جواه نفس الورقة اللي قريتها، بس المرة دي كانت فاضية وعليها الإمضاء بتاعته برضة، أخدت جُمجُمته ونزلت السرداب، وحطيتها على الرف، وفي ثواني لاقيت النور حواليا بيطفي، وبقع في أرض السرداب.
لم صحيت مسحت عيني وبصيت على السرداب، لاقيت الرف بتاع أبويا عليه الجُمجُمة، والرف بتاعي اتغير الرقم من عليه وأدركت وقتها إن كُل جُمجُمة هجيبها هزود بيها سنة من عُمري.
حاولت معملش ده، وأهرب بس كُنت محبوس جوه المقابر، ولما رفضت أحط جماجم على الرف، شوفت أسوء مخاوفي، واتهاجمت من كيانات شيطانية قوتها غير مُتناهية، وبرضة وقتها عرفت إني جُثث الموتى اللي كانت بطاردني زي البنت الصُغيرة، والناس اللي اتوا في خناقة، بسبب العهد اللي عملوا أبويا.
خلوا بالكم حاولوا متدفنوش جُثث قرايبكم عندي نهائي، كان نفسي أقولكم العنوان بتاعي بس حقيقي مش هقدر، بس ممكن أنبهكم بلاش تدفنوا في المناطق الجديدة اللي المقابر بتاعتها بتكون لونها بُرتقالي في أ**د.
دخَلت الحمام أغسل إيدي لاقيت النور بتاعه مش راضي يشتغل وفي السَقف كان في حاجة كبيرة ولونها أ**د، قَربت وأنا مرعوب ومش فاهم إيه الشيء الأ**د اللي متعلق ده، لحد ما شوفتها، كانت واحدة ست شعرها طويل وعينها سودة وجسمها طويل، وكانت متعلقة بشَكل غَريب في السَقف، مُتخَيلين معايا يعني إيه أدخل الحمام بليل أشوف الكيان ده قُدامي ؟.
رجعت برجلي لورا وأنا براقبها وقلبي ض*باته بتتصارع, لحد ما خَرجت من الحمام وشديت الباب وقفلته، قعَدت في الصالة مُنتظرها تجيلي، سمعت أصوات كتيرة خارجة من الحمام أهمها كان خَبطة قوية بتطلع كل دقيقة، الوقت عدا وأنا قاعد في الصالة مش عارف أعمل حاجة، النهار طلع عليا والخَبط والأصوات كانت زي ما هيا، أتعصبت جداً وروحت فتحت باب الحمام بس مكنش في أثر لحاجة.
عدا يوم على اللي حَصَل رجعت من بَره كُنت في خروجة معَ صحابي وحَقيقي كان يوم جَميل، دخَلت شَقتي غيَرت هدومي، بَصيت على الحمام من بَره كان لسه مُظلم والنور، مكُنتش شايف حاجة في السَقف، فقَربت شوية ونورت بكشاف، لاقيت نَفس الست بس المَرة دي كانت بتبُصلي بعينها وخارج مِنها صوت تَخبيط سنانها في بَعضها، أتحَركت على السَقف وفضلت تقَرب مني لحد ما تَقريبًا بَقت واقفة فوقي، وأنا كُنت عاجز مش قادر أتحَرك.
لاقيتها بتِنزل من السَقف ووقفت ورا ظَهري، حاولت ألف وشي ناحيتها بس مَعرفتش، كُنت واقف عيني بس اللي بتتحَرك ومستني مَصيري الأ**د بسبب المَلعونة دي. بس ربنا لطف بيا وفقدت الوعي. فوقت على قَبل الفَجر ولمَحت المعلونة بتجري وبتطلع على السَقف من تاني واختفت.
سَبب اللي بيحصلي ده عارفة كويس ، من أسبوع في واحدة جارتنا كانت بتتخانق مع زوجها وبالغَلط زقها فوقعت في المنور بتاع العُمارة وماتت، بس اللي عايز أفهمه بجَد هي ماتت في المنور بتجيلي ليه في حمام بيتي ؟ الإجابة كانت غير معلومة, علشان كده قَررت أخد أجازة من شُغلي وأشوف حَل.
حكيت لمُعالج روحاني جارنا اللي حَصَل والحادثة بتاعت جارتي.قَفَل معايا وساعة وجالي وكان معاه كتاب الجِلد بتاعه لونه أ**د ومفيش اسم عَليه من بَره.
رحَبت بيه، كُنت مقَلق شوية منه لأنه أول ما دَخل فضل يبرق في الشَقة ووقف قُدام الحمام فَترة طويلة، وبَعدها لاقيته بيقولي:"هنبدأ شُغل بَعد نُص الليل، في الوقت اللي بتظهر فيه"
قولتله: "عايز أفهم هي ماتت في المنور إيه دَخل شَقتي بالموضوع ؟"، سكت شوية وعينه كانت ناحية الحمام
وقالي: "أنت بتسيب شَقتك فاضية كتير ؟
" قولتله: "أه"
قالي: "ده سبب لأن الأرواح المحبوسة والمُعذبة بتفَضَل الأماكن الفاضية أو اللي بيكون فيها عَدد قُليل من البَشر، صحيح أنت كُنت تعرف الست اللي ماتت دي" ؟
قولتله: "لا مكَنش ليا علاقة بيها خالص"،
بصلي بعيون ترعب وقالي: "مُتأكد ؟", هَزيت راسي بخوف.
جيه نُص الليل فلاقيت المُعالج ده خَدني ودخَلنا الحمام طَلع كشاف من جيبه وقَفَل الباب، كُنت لسه هتكلم شاورلي أسكُت، ف*جعت لورا خالص لحَد الحيطة، وهو فتَح الكتاب الغَريب اللي معاه، وقعَد يقرأ منه كلام بلُغة مش مفهومة، وأنا عيني مسابتش السَقف كُنت عمال أراقبه ومستنيها تظَهر، الترقُب قتَلني، والمُعالج ده كان عمال يقرأ وصوته بيزيد وعينه بتتفتح أكتر.
الكشاف نوره اختفى وبَقينا أنا وهو في الظلام وَحدنا، بكُل هدوء سمعت خطوات ماشيه جَنبي وبتفتح باب الحمام وبَعدها لاقيت قوة شيطانية بتدفعني بعُنف لبَره، والباب أتقَفَل، جسمي كان مِتكَسَر وواجعني بس اللي كان فارق معايا فعلاً هو صوت المُعالج وهو بيصرُخ
وبيقولي: "إلحقني مَتسبنيش لوحدي جوه, دول كتير أوي"
حاولت أقوم بس قوتي انهارت، وأشتغل صوت خَبط ورَزع والمُعالج صوت صرخاته بتزيد، وأخر حاجة
قالهالي: "منك لله"
الدنيا هديت جداً وفضلت مستني في الصالة المُعالج يُخرُج، النهار طلع وكنت خايف أفتح الحمام وأشوف حاجة منسهاش، لحد ما الشارع بتاع بيتي بقى زحمة وأصوات الناس والعربيات شجعوني أخش الحمام، دخلت وفتحت الباب لاقيت المُعالج متعَلق في السَقف ومشنوق بالقميص اللي كان لابسه، عينه كانت مقفولة، وجسمه أزرق، مكنتش عارف أعمل إيه ؟ وفجأة لاقيته بيقع على الارض، جريت ناحيته قولت يمكن عايش بس مكَنش فيه نَفَس.
قعَدت يوم كامل في شَقتي على الأرض لا باكل ولا بشرب ولا عارف أعمل إيه, دخلت بَعدها أِشوف الجُثة لاقيت أثار التحَلُل بدأت تظهَر عَليها، مفكرتش كتير لأني كُنت عارف الحَل، بس عاجز عَن تَنفيذه، لكن مقداميش غيره، جِبت مادة مُعينة مش هقدر أقولكم اسمها، درستها لما كُنت في كُلية العلوم، المادة دي بتتحَط على الجسم وبتتساب كام ساعة، فالجسم بيسيح وبيبقى زي المايه،
وبيتبقى العظام بَس.
نزِلت أشتَرتها وحطيت جُثة المُعالج في البانيو وبدأت بتركيز أحُطها على جسمه، الريحة كانت ب*عة، كُنت كُل لما بخاف وأبقى عايز أوقف اللي بَعمله، بفتكر حاجة واحدة إني هتعدم، كَملت اللي بعمله وكُنت شايف الملعونة واقفة فوق راسي في سَقف الحمام وكانت بتراقبني وعينها مفتوحة على أخرها. خَلصت وقفلت ورايا باب الحمام علشان الريحة صَعبة، وبدأت المادة تاكل في جسم المُعالج.
انتهيت بَعد 10 ساعات، ولميت العَظام بتاعت الجُثة في شَنطة سَفَر كبيرة ونزِلت في الشارع بَعد نُص الليل والشارع كان فاضي، ودخَلت في حتة قُريبه مني بتودي على المقابر اللي في المَنطقة، مشيت شوية ولاقيت لجنة كان فيها أتنين ظباط وحوالي 4 عساكر، طلعت على الرصيف والعربيات ماشيه جنبي، وحاولت أتظاهر بأني طبيعي بس ض*بات قَلبي كانت بتدق جامد.
مشيت وعَديت من جنبهم وأنا بَبُص عَليهم بطَرف عيني، فلمحت عَسكري بيكلم ضابط منهم في ودنه وباصين عَليا، حاولت ملفتش نظَرهم، وعَديت اللجنة بس فجأة لاقيت حَد بينده عَليا
"يا أستاذ"
بَصيت لاقيت عَسكري جاي وبيقولي: "الضابط عايزك"
روحتله وأنا ماسك في ايدي الشَنطة، بَصلي في عيني وقالي: "أنت جاي منين" ؟
قولتله: "أنا ساكن في أخر الشارع ده وراجع بيتي"
قالي: "إيه الشَنطة اللي معاك دي" ؟
قولتله: " لسه راجع من السَفَر"
فضل يبصلي بعينه وقام ووقف جَنبي، التوتر قتَلني وخلاص كنت دقيقة وهنهار وهقول كُل حاجة، أتكلم
وقالي: "الطَريق ده مش أمان، ياريت متمشيش منه تاني في وقت زي ده"
هَزيت راسي وسيبتهم ومشيت وأنا جسمي كُله بيعرق بغزارة، وقفت من بعيد أوي وفضلت مستنيهم لحد ما الفَجر قَرب فلموا المُعدات والأسلحة بتاعتهم ومشيوا، طلعت موبايلي وأتصلت بالتُربي اللي أتفقت معاه يخفي العَظام في المقابر، وبَعدها روحتله ودخَلنا المقابر وكُنت شايف خيوط النور بدأت تظهَر والنهار بيقَرب، إديته الشَنطة
فسألني: "عَضم مين ده" ؟
قولتله: "ميخصكش أنت اللي ليك تاخد فلوسك وخلاص"
قالي: "طيب منا ممكن أقفل في وشك الباب وأقولك مش عايز لا فلوس ولا عَضم"
قولتله: "ده عَضم حَسَن عَلي"
ضحك بشَكل غَريب وقالي: "كُنت عارف إن مَصيره أ**د"
قولتله: "تُقصُد إيه" ؟
قالي: "عارف الحادثة اللي كانت من كام يوم بتاعت الست اللي جوزها زقها من فوق وماتت" ؟
هَزيت راسي، فكمل
"أهو سَبب الخناقة اللي حَصَلت بينهم حسن، مرات الراجل راحتلُه علشان مكَنتش بتخَلِف، لعب في دماغها وقالها جوزك بي**نك، وسَحَب مِنها فلوس ياما، وبَعد مُدة قومها على جوزها وقامت بينهم الخناقة.
قولتله: "أنت عرفت منين كُل ده" ؟
قالي: "ما هو الأعمال اللي كان بيعملها حسن أغلبها هنا في المقابر، فكُنت بسهِلهُ الدُنيا وباخد اللي فيه النَصيب"
أديته الفلوس بعد ما خلصنا كلام والشَنطة بتاعت العَظام، ورجعت شَقتي وأنا في دماغي حاجة واحدة، إن روح جارتي جاتلي في الحمام علشان أستدعي حسن وتقدر تنتقم منه، ذنبي إيه في القصة دي ؟،
مش عارف الحَقيقة، بَقيت قاتل ومَريض نَفسي، حتى الملعونة دي مبقتش بتظهرلي، بس بَقيت بَشوف حسن مكانها، بيقفلي كُل يوم في الحمام بداية من بليل لحَد قَبل الفَجر، بس أنا مش هسيبه وهعَرف أخرجه قُريب أوي.
تفكير طويل ولسة الصوت في دماغي بيتكرر صوته مبيخرجش من عقلي..فجأة تليفوني رن مرة تانية صوت زعيق في التليفون مش قادر افهم الكلام بس كل اللي قادر اسمعه من جمل كتير اتقالت ان جدتي هربت يادكتور..
جي على طول في بالي ابني الموجود في اوضته.. من دقايق قليلة كنت سامع صوت ابني وهو بيلعب على الكمبيوتر.. بدأت انده عليه بس مفيش اي رد فعل السكوت في المكان. حاسس بنغزة جامدة في قلبي الخوف قريب مني شامم ريحة غريبة قريبة مني مش ريحة وحشة لالا ريحة قابضة روحي جبراني اني اخد انفاسي بالعافية. صوت مزيكا قديمة اشتغلت فجأة. والصوت جي من غرفة ابني. صوت المزيكا بيعلي وبيزيد. بحاول اتحرك ناحية الأوضة بس لية شايف باب الأوضة بعيد برغم ان المسافة اقل من أربع أمتار بس دلوقتي شايفه بعيد بعيد اوي.. النغز بيزيد حاسس برعشة قادر المحها في لمبة الصالون الضوء بيقل بيقل فجأة النور قطع نهائي. الصوت رجع مرة تانية بس المرادي بصوت مختلف انا فاكر الصوت دا كويس دا صوتها. الحالة (ص)
نبرة صوتها محفورة في عقلي كنت كل مرة بسمع فيها صوتها بحس برعشة في جسمي.. وفعلا دا اللي بيحصل حالا حاسس برعشة في جسمي الصوت جي من قدامي.. سامع صوت باب بيتفتح دا باب أوضة ابني.. شغلت كشاف تليفوني عشان اشوفها قدامي وهي بتمشي بصعوبة علي رجليها النحيفة ملامحها لسة زي ماهي شعرها الأبيض اللي معظمه متساقط.. ماسكة في ايديها كيس اسود كبير وبتزحف بيه على الأرض وبتقرب مني.. كل دا بيحصل وانا واقع على الأرض مش قادر استوعب اللي بيحصل مبلم شايف المشهد بالصورة البطيئة.. فجأة وقفت في مكانها سابت الكيس وبدأت تتلاشى في الظلام لحد مافجأة اختفت تماما وفضل الكيس قدامي على الأرض.. النور رجع مرة تانية. ذباب كتير في المكان ريحة وحشة اوي خارجة من الكيس المتلطخ بالدم. قربت من الكيس وفتحته.. دي دي دي جثة مش*ها.. جثة شخص مش*ها.. تليفوني بيرن مرة تانية. برد بخوف
-الو يادكتور الحقني ارجوك جدة جوزي اختفت وجوزي ملهوش أثر هو كمان في البيت انا شايفة في البيت بقع دم كتير على الأرض بس مفيش أثر ليهم ارجوك يادكتور تلحقني....
-قفلت التليفون خالص. انا دلوقتي عرفت جثة مين اللي قدامي على الأرض. الصوت في عقلي بيزيد صوت (الراحل) من تاني. عاوزني ادفن الجثة دي في الجدار الموجود في اوضتي الخاصة.. لالا انا مش هعمل كدا تاني مش هكرر غلطة غلطتها قبل كدا. بدأت ازعق زي المجنون في كل ركن في الشقة وكأني بكلم حد قدامي وبتخانق معاه. قطع صوت صراخي. صرخة ابني الجيا من اوضته.. جريت زي المجنون على الأوضة. صوت المزيكا القديم اشتغل من تاني وقفت قدام باب الأوضة. وانا شايف ابني واقف في نص الأوضة وهي واقفة وراه. الحالة (ص) واقفة بتغرز مخالبها في بطن ابني اللي فجأة وفي لحظة اقل من الثانية وقع على الأرض جثة غرقان في دمه اللي وصل ولمس رجلي.. اعصابي سابت مش حاسس بجسمي ابني مات في لحظة. كل شئ بدأ يتلاشى حاسس بظلام انا لوحدي في البيت مش شايف حاجة غير الظلام.. مش عارف انا عملت كدا ازاي بس انا بولع في الشقة بحرق فيها انا لازم احرقها انا عارف انها موجودة هنا في مكان ما في الشقة. انا لازم انتقم منها.. ريحة الغاز سيطرت على المكان صوت عود الكبريت وهو بيشتغل كأنه صوت قلبي وهو بيشتعل في اللحظة اللي مات فيها ابني. الشقة ولعت نطيت من الشباك محستش بنفسي غير وانا على سرير مستشفى. بس دي مش مستشفى عادية انا عارف انا فين بالظبط انا موجود داخل المصحه.. بتهمة قتل ابني وحرق جثته واكتشفوا جثة مراتي المدوفونة في الحيطة مع الجثة التالتة اللي اتعرفوا عليها وعرفوا انها جثة حفيد الحالة(ص) اللي ملهاش أثر نهائي. سواء ليها او لجثتها.. انا موجود هنا في غرفة(44) سايبلك عنوان واسم المصحه في أخر الرسالة. لو مش مصدق كلامي تعالي وشوف بنفسك الجثث المدفونة في جدار اوضتي.. وانت جي هتسأل عن اسامي ممرضين هيقولولك ملهمش. أثر كم فترة متقلقش هما موجدين عندي محافظ عليهم.. صوته لسة بيرن في عقلي لسة عاوز كتير (الراحل) طماع ومبيشبعش.. لوجيت صدقني هتكون ضيف جميل ومناسب جدا لجدار غرفتي سواء انت او شخص فضولي بيقرأ الكلام دا وحابب يوصلي
يقال أن هناك غشاء في العين يمنعه من رؤية كل من ملائكة الجن ولولا هذا الغشاء الذي خلقه ربنا لنا رحمة لنا لرأينا ما نكرهه تمامًا.
بالتأكيد ، كنا قد رأينا أهوال عالم الجن التي تختبئ دائمًا لأبناء آدم..
شاب يروي قصته مع عالم الجن ، شاب لم يبلغ الثانية والعشرين من عمره بعد ...
أحببت الاستماع إلى الأغاني ، وكنت دائمًا أجلس لساعات طويلة للاستماع إليها بتركيز كبير ، كما أنني عزفتها بصوت عالٍ مع أغنياتي المفضلة ؛ أحببت ارتداء سماعات الرأس ورفع صوتها ، وأنا مشغول بما أفعله رغم أن دراستي بهذا الشكل.
على الرغم من محاولات الجميع إقناعي الاقلاع عن الاغاني ، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل ، حتى حل اليوم الثاني في منتصف الليل عندما سمعت صوت صراخ ، وأخرجت سماعاتي وخرجت من غرفة نومي لكن عائلتي كلها كانت نائمة الذي فاجأني مما سمعته.
بمجرد عودتي ، عدت إلى عادتي والطبيعة التي كنت فيها. نفس الأصوات تكررت معي ، ثم لا أعرف ما الذي سبب لي الشعور بالخوف ، وهو إحساس جعلني أغلق الأغاني وأذهب للنوم ؛ في اليوم التالي أخبرت ما حدث لصديقي الوحيد ، لقد حذرني من الاستماع إلى الأغاني أو حتى تقييدها قليلاً ، فقد ضحكنا ببطء على الجدل ،و استهزأت بالذي حدث ، لكنني متأكد تمامًا أنني سمعت الصرخات تظهر.
بقيت لفترة طويلة أشعر وكأن شخصًا ما كان معي في الغرفة ، شخص مجهول أشعر بوجوده ولكني لا أرى ، حتى جاء الليل عندما أخرج أحدهم سماعة الأذن من أذني ، في هذه اللحظة كنت خائف جدًا ، وفي اليوم التالي تشاجرت مع صديقي لإيجاد حل لمشكلتي ، ونصحني مرة أخرى بالابتعاد عن الاستماع إلى الأغاني ، وقررت عدم استخدام سماعات الرأس والاستماع بحرية في الغرفة ، ولكن بالضبط أسبوع بعد أن بدأت عائلتي تشتكي من ارتفاع صوت الاغاني ، اضطررت للعودة مرة اخرى إلى سماعات الرأس.
خلال عطلة نهاية الأسبوع ، قررت أنا وصديقي الذهاب للتخييم من أجل المتعة ، وكانت فكرته هي إخراجي من كل مشاكلي ؛ لكن مرت دقائق قليلة فقط قبل المغادرة وأرسل لي رسالة اعتذر فيها عن عدم تمكنه من الحضور معي بسبب الظروف الباهظة التي تعرضت لها عائلته ، خاصة وأنني بمفردي في السيارة ، لذلك قررت الاستماع إلى ما أحبه ، حتى يصبح الطريق أقصر ، ولكن في كل لحظة حتى أفهم أن الشخص الذي أشعر بوجوده دون رؤيته هو داخل سيارتي.
قررت استفزازه للمثول أمامي لمعرفة ما يريده مني
لا تفتح الباب للغرباء في الليل تقول النصيحة التي تحتاجها لتتعلمها وتأخذها كمبدأ أساسي في حياتك.. لا أستطيع أن أنسى تلك الليلة الرهيبة ، إنه من أصعب الاشياء التي رأيتها في حياتي كلها ، أصيبت أختي بالجنون في ذلك اليوم ، وغادر والدي وأمي المنزل ، حتى يزوروا جدي المريض ، بقيت أنا وأختي في المنزل مع الخادمة فوس التي تعيش في غرفة على سطح المنزل المكون من طابقين وحديقة صغيرة .
أصبحت مسؤولاً عن أختي والمنزل ، لم أبلغ الثامنة عشرة من العمر ، رفضت الذهاب مع عائلتي حتى أدرس ، حيث بقيت في المنزل مع أختي المريضة ، جلست لدراسة الفيزياء ، مللت ووضعت قلمي واردت الحصول على قسط من الراحة ، أغلقت عيني وشعرت بالتعب الشديد ، وسمعت طرقًا على باب غرفتي ، قالت لي أختي الصغيرة: "لا أستطيع النوم لأنني خائفة أخي " .
كانت الساعة الثانية عشرة والنصف ، كانت خائفة بدون والدتي وأبي ، ونامت في الساعة العاشرة ، قالت إنني رأيت كابوسًا مخيفًا ، لم أكن أعرف مكانك لأن المكان كان مظلمًا ، كنت أركض وأصرخ ، هناك كان أحدهم يركض خلفي ويصرخ بصوت ق**ح يناديني ويهددني بأنني لن أتمكن من التحدث مرة أخرى.
وهنا شعرت بالخوف عليها حاولت طمأنتها قالت لي باكية: كنت خائفة قلت لها ألا تخاف ، لقد كان مجرد حلم لم تتأثر بكلماتي وكانت لا تزال خائفة. قلت لها: لا تخافي ، لن يصيبك شيء إن شاء الله. ابتسمت فجأة ، سمعنا جرس الباب يرن دون انقطاع ، صاحت أختي: "أمي لقد عادت".
ركضت بسرعة إلى الباب الأمامي ، وتبعتها في **ت ، لكن تذكرت أنهم لن يعودوا حتى الصباح ، لذلك أسرعت لمعرفة من هو زائر منتصف الليل ، لكن أختي الصغيرة سبقتني لفتح الباب ، قال رجل غريب بصوت أجش: "السلام عليكم" كان رجلا ضخما ، وشعره ملطخ بلحية كثيفة ، وملابسه قديمة وممزقة ، وعيناه شاحبتان ، وبشرته سوداء ، وكان غريبا ، وبجانبه امراءة ترتدي عباءة واسعة.
كنت خائف من مظهر الرجل ، أنا وأختي الصغيرة ، فقلت بعصبية: "وعليكم سلام لقد اندهش الرجل من كلامي عندما بدت عيناه أوسع وقال بدهشة الحاج راغب السيد ؟
قلت نعم ، لكنه ليس في المنزل ، لن يعود والدي حتى الغد ، نظر إلى الأعلى بغرابة ، أخذته المرأة من ذراعه وسحبته لتقول له شيئًا في أذنه ، وهنا رأيت ما كان لديه من الخلف قال الرجل بعيون واسعة أين والدتك؟
أجبته بغباء وبسرعة قائلًا: حتى أمي ليست هنا
"خطيبتك هتموت مقتولة قبل نهاية الشهر ده"
ده اللي قالته الست النصابة وهي بتبص في عنيا بصة غضب شديدة, كنت في جنينة الح*****ت انا وواحد وصاحبي, ولقينا الست دي في وشنا وبتقولنا تعالوا اقرأ لكم الكف, طبعا انا بصتلها بغضب شديد وقولتلها:
"بعيد عنك احنا ناس تعرف ربنا"
لقيت وشها اتغير وقالتلي:
"يعني انا معرفش ربنا"
قولتلها
"أعتقد كدا, لأنك لو تعرفيه مش هتشتغلي في الدجل ده"
لقيت صاحبي بيحاول يهدي الموضوع وبيقولها
"خلاص خلاص انا عايز اقرأ الكف"
بصتله بغضب شديد بس هو غمزلي وابتسم, لقيتها فتحت ايديها عشان يحطلها فلوس, حطلها اتنين جنيه لقيتها بتقوله
"حط تاني خليني اقرأ القريب والبعيد..
لقيته زودلها 3ج كمان..
مسكت ايده وبدأت تسمع الكلام اللي هي حفظاه..
"هتقابل بنت الحلال اللي هتسعدك, هيتفتحلك باب خير كبير اوي وهتتجوز وتخلف واد زي القمر, الفلوس هتكتر في ايدك والرزق هيزيد"
بصيتلها بصة سخرية وابتسمت ابتسامة كبيرة, بصتلي بتحدي كبير وقالتلي:
- مش ناوي تقرأ الكف, وهعملك ده مجانا
- لا يعلم الغيب الا الله يا ست الحسن والجمال
لقيتها بصت في ايدي وبالأخص لمكان الدبلة وقالتلي:
- انت خاطب بقا
- وانتي مالك أصلا
لقيتها بتقرب مني واحدة واحدة وقالتلي في ودني بصوت شبيه بالهمس:
- خطيبتك هتموت مقتولة قبل نهاية الشهر ده
وقبل ما استوعب كلامها قامت وخزاني بإبرة حادة في دراعي, حسيت بألم شديد وصرخت فيها بغضب:
- انتي متخلفة يا ست انتي
وحاولت اهجم عليها بس صاحبي شدني ومشينا, وطول مانا ماشي كانت بتبصلي بصة غامضة جدا جدا..
وللأسف كلامها أثر فيا اوي, خلاني غصب عني ابص في التاريخ, كان يوم 15 في الشهر, بالليل اتصلت بيا خطيبتي وفضلنا نتكلم كتير, كأنها كانت وحشاني اوي, تجاهلت بصعوبة شديدة اني احكي لها اللي حصل عشان مخوفهاش, خاصة اني مفترض ابقا مص*ر الأمان ليها..
قفلت معاها ودخلت انام بس بدأت احس بوغزة في مكان الابرة اللي شكتني بيها الست, وغصب عني بدأت احك في دراعي كأنها حساسية مفرطة, قمت وجبت تلج عشان احطه على مكان الابرة عشان المكان يتخدر شوية, بس لا حياة لمن تنادي, تقريبا كنت ناقص اجيب خنجر احك بيه دراعي من كتر ما كان بياكل فيا..
وبدأت وقتها احس بحرارة على كتفي وصداع شديد, عارف لما تكون واقف وضهرك للفرن, اهو ده كان نفس احساسي, والصداع كان بيزيد جدا..
في النهاية نمت, نمت من الارهاق والتعب, وفي نومي كنت شايف نفسي في ارض ملتهبة, كأنك جمب فوهة بركان ثاير, نار عمالة تتطاير حوليا والمكان كله سخن, الأرض نفسها عليها حمم بركانية والنار كأنها بتجري ورايا انا مخصوص..
صحيت بعد ما حسيت ان جسمي اشتعل باللهب وبدأ يتحرق بالفعل, كنت تقريبا عايم في بحيرة من العرق وقلبي بيدق زي المدفع, ريقي ناشف زي الأرض الصحراوية وجسمي كله منمل..
ومن وقتها بدأ يلازمني احساس الحرارة اللي في ضهري دي, كأن فيه فرن مولع فوق كتفي, مبقتش عارف اعمل ايه, هروح لدكتور ولا لشيخ ولا ممكن يكون حصل ايه أصلا..
واستمرت الكوابيس الغريبة دي كلها, وكلها بتصب ناحية النار, مرة بركان, مرة الاقي نفسي بغرق في رمال سخنة في الصحرا, مرة اتحرق في قلب الشمس, مرة السما تمطر حمم بركانية.. وهكذا..
بعد ايام كلمتني خطيبتي وحست من صوتي اني تعبان, و**مت اننا نتقابل عشان تعرف مالي, وبالفعل اتقابلنا في كافيه بعد ما استأذنت والدها, كانت حالتي فعلا صعبة, بحك جسمي بطريقة غريبة وعنيا شاردة وتحتها اسود من قلة النوم..
ووسط شرودي لقيت خطيبتي لمست ايدي عشان تفوقني, بصتلها بابتسامة و
في اللحظة دي لقيتها اتألمت اوي, بصيت لها بتعجب لقيت صباعها اتعور بسبب ابرة كانت في الكرسي اللي قاعدة عليه, لفيت صباعها بمنديل وناديت على العامل وثورت فيه, من ضغطي وعصبيتي كنت هض*به, انتوا ازاي تحطوا دبابيس في الكراسي, اعتذر جدا جدا وخدتها ومشيت..
وانا ماشي اعتذرت للعامل لأني فعلا تهورت اوي وهو ملوش ذنب في ده أكيد, وروحت, تاني يوم كلمتني خطيبتي وبدأت تقولي ان مكان شكة الابرة بياكل فيها زي الحساسية وان فيه صداع قوي ملازمها من امبارح..
وكانت الصدمة, لاني اكتشفت ان الصداع والحكة راحوا من عندي فعلا من امبارح, بقيت هتجنن حرفيا ومش فاه