ارتمت بجسدها على الأريكة القابعة بصالون الڤيلة، فقد أجبرها "اياس" على المكوث بها .. كي تنشأ صغيرته في بيئة سليمة .. ظل ص*رها يعلو ويهبط من الركض في ساحة المكان .. ارتدت بذلة رياضية من اللون الأ**د وربطت خصلاتها بشكل ذ*ل حصان. وهنا تابعت "أُلفت" بنبرة مُتسائلة:
_ " عندك شغل النهاردة ولا هتروحي صالة الكاراتية؟!".
طرقت "آسيا" برأسها قليلًا، تلتقط أنفاسها اللاهثة وبنبرة هادئة قالت:
_ " عندي شغل يا ماما، خلي بالك من رتيل، وبلاش تأكليها حلويات بالليل".
أومأت " أُلفت" برأسها في خفة ثم توجهت بكليتها إلى ابنتها وبنبرة ذات مغزى قالت:
_ " وإنتِ بقى مش ناوية تاخدي بالك من نفسك؟، شهور عدتك بتخلص، مش عايزة تقابلي عبد الرحمن ليه؟ مش يمكن تلاقي معاه اللي ما لاقيتيهوش من حضرة الظابط المحترم؟!".
_ " أُلففففففت؟!".
اتجهت "أُلفت" ببصرها إلى زوجها الذي تقلصت قسمات وجهه غضبًا منها .. حاول تحذيرها بلُغة العين .. وضعت "آسيا" كفها على عنقها باختناق والدموع تلألأت في عينيها بغزارة وعلى الفور نهضت من مكانها وهي تتجه صوب الدرج لتجد والدتها تُضيف بانفعال خفيفٍ:
_ " خليكِ كدا يا آسيا، عيشي عُمرك كُله بتحبي واحد وهو خاين .. بلاء دخل حياتنا".
التفتت إليها "آسيا"، ابتلعت غِصة مريرة في حلقها ثم استطردت في بكاء ليس له صوت:
_ " هفضل أحبه يا أُمي، أدعي ليّ إن ربنا يشفيني من البلاء دا".
هرولت إلى الدرج صعودًا إلى غرفتها بالطابق الأول، أسرعت بمحو العَبرات التي خانت عينيها وسقطت .. حتى تبقى أمام صغيرتها قوية .. قامت بفتح باب الغرفة بتريث لتجد "رتيل" تجمع الدُمى من حولها وقد انشغلت بهم .. وما أن رأت والدتها حتى هرولت إليها بسعادة طفولية:
_ " مامي، بكرا هتجيب ليّ عروسة علشان أنا كبرت؟!".
أسرعت "آسيا" بحملها ثم اصطحبتها إلى الفراش وانهالت عليها بالقُبلات الحانية ثم رددت بضحكة واسعة:
_ " الله على الخدود العسل، طبعًا مامي هتجيب لك عروسة كبيرة كمان".
رتيل بتساؤل مُهتم: " وبابي؟!".
رسمت ابتسامة مريضة على ثغرها، كانت مشاعرها مشوبة باليأس والريبة، هل سيفي بوعدهِ لابنته ويأتي إليها مُحملًا بما تشتهيه الصغيرة منه أم سيتجاهلها؟! .. فهو على الأرجح لن يترك نزواته من أجل سعادة ابنته التي هي من أمرأة لا يُحبها.
نظرت داخل عيني ابنتها بثبات ثم قالت وهي تُداعب وِجنتيها الناعمتين:
_ " وبابي كمان هيجيب لك حاجات حلوة كتير، بس لو ما جاش بكرا يبقى هو مشغول بمحاربة اللصوص .. لأن بابي بطل وبيساعد كُل الناس".
رتيل وهي توميء برأسها في تفهم: "حاضر يا مامي".
-----------------------------------------------
_ " رايحة فين؟! إنتِ مش سامعة خطيبك بيقول هينام له ساعة لوقت الغدا؟ .. داخله وراه الأوضة وانتم لسه مخطوبين؟
قالتها "زينب" وهي تجذب "نيهال" من ذراعها بقوة .. فقد عاد اياس من الوحدة وقرر النوم قليلًا حتى يستطيع السهر في عمله بالأمس .. وضعت "مريم" كفها على فمها، تكتم ضحكتها بالكاد بينما تابعت نيهال بنبرة ممتعضة:
_ " يعني أنا مستنياه طول الوقت دا علشان ييجي من برا ينام؟!".
زينب وهي تجلس على الأريكة واضعةً أصابعها حول ذقنها باستنكار:
_ " معلش يا حبيبتي ما هو الاهتمام ما بيتطلبش .. بقولك ايه يا نيهال؟! .. بما إن صينية البطاطس اتحرقت وما عادش في أكل للغدا .. تروحي تريحي في بيتكم وأنا هقنعه يخرجك بالليل؟!".
نيهال وهي تلوي شدقها بغضب خفيف: " هيخرجني إزاي؟ إنتِ مش شايفة لمّا جيت أسلم عليه .. بص ليّ بعينه إزاي؟! .. هو لو مش بيحبني يقولي على فكرة !!".
زينب وهي تنظر إلى ابنتها وبضحكة بلهاء بعدما جلست الق*فصاء على الأريكة:
_ " أما نبيهة البت دي والله جابتها لوحدها".
تنحنحت "زينب" قليلًا، ثم تجهمت قسمات وجهها وهي تقول بنبرة تداعى بها الحُزن:
_ " أنا ما كُنتش ناوية أقول لك يا بنتي، بس إنتِ عرفتي لوحدك .. اياس مش بيحبك يا نهنه .. بيحب البت آسيا .. دي فلذة كبده وعصفورة قلبه وطبلة ودنه وعصعوصة رجله ".
رمقتها "نيهال" بعينين جاحظتين وقد فغرت فِيها بدهشة وتقلبت ألوان وجهها، بينما شهقت "زينب" بسعادة داخلية ولكنها بدت ظاهريًا مُتضامنة معها:
_ " يقطعني يا ضنايا، ما قصدتش أزعلك، تعالي يا حبيبتي في حُضني".
"مريم" وقد اجتاحتها وصلة سُعال من فرط الضحك، لتقول زينب متوجهة ببصرها إلى ابنتها ومازالت تحتضن الأُخرى:
_ " أشربي مية يا مريم، وكفاية عياط، أنا مش قصدي أصدمكم .. دي حقيقة ماينفعش تتدارى".
-----------------------------------------
ارتدت ثوبًا من اللون الأ**د مفتوح الجنبين ويضيق على جسدها فيجعلها كعروس بحرٍ، كذلك ارتدت حذاء باللون الوردي وحقيبة بنفس لون الحذاء .. تتميز "آسيا" ببشرة ناصعة البياض وعينين عسليتين وخصلات تنسدل على ظهرها فتصل إلى نهايته .. شخصية لا يُمكن كبح جماح طموحها .. تمتلك من القوة مقدار عشقها له .. أحبته كثيرًا وظلت نبضاتها تزداد يومًا عن الآخر بينما أسكت هو هذه النبضات قسرًا عندما حَن قلبهُ لماضيه وداس حاضره بجبروت دمرها.
نظرت إلى وجهها المُنطفيء في المرآة وعينيها الذابلتين، لقد أطفأ الحماسَ داخلها تمامًا .. جعلها هشّة .. تحمل بين أضلُعها قلبًا مهترئًا. قطع حُزنها على نفسها صوت صغيرتها التي تجلس على منضدة الزينة أمامها فتقول:
_ " مامي، عايزة من دا".
أشارت "رتيل" بسبابتها إلى شفاه والدتها المطلية باللون الأحمر القاني، ابتسمت آسيا بحُب لها ثم تابعت وهي تحملها إلى أحضانها حيث الفراش:
_ " بكرا هحط لك من دا .. المهم إنتِ هتسمعي كلام تيتا يا ريتا علشان أجيب لك حاجة حلوة وأنا جاية".
تابعت رتيل بنبرة مُستاءة لا تليق بطفلة مثلها:
_ " بابي وحشني، هو فين؟ مش هييجي علشان أشوفه؟!".
آسيا بلهفة وقد تحرقت شوقًا لرؤيته:
_ " بابي وحشني أنا كمان يا ريتا، تفتكري مش بيفتكرني أصلًا؟!".
مطت "رتيل" شفتيها وكأنه استصعب عليها فَهم كلمات والدتها ولكن طلاقة ل**نها جعلتها تُضيف ببراءة فذّة:
_ " بابا قال إنك أحلى واحدة في الدنيا".
حكت "آسيا" أرنبة أنفها بتفكير لم يطُل كثيرًا، التقطت هاتفها ثم أجرت اتصالًا بـ "مريم" رفيقة دربها خلال الثلاث سنوات. أجابت مريم على الفور ونبرتها تشي بمدى سعادتها من هذا الاتصال.
_ " والله العظيم قلبي دقّ أوي، وحشتيني يا آسيا، منفضة ليّ من أسبوع يعني؟!".
آسيا باعتذار ص**ح: آسفة جدًا، والله العظيم عندي دوام طول الوقت.
ابتسمت "مريم" في خفة ثم قالت بتساؤل عابث:
_ " يعني بتتصلي بيّا علشان تطمني عليا بس؟!".
عضت "آسيا" على شفتها بخجل واضح ولم تنبس ببنت شفةٍ، أطلقت "مريم" ضحكة خفيفة بعد أن تفهمت خجلها ثم قالت بنبرة حنون:
_ " أطلبي يا ستي اللي إنتِ عوزاه؟!".
فركت "آسيا" كفها بساقها في توتر، تلعثمت في خجل قبل أن تقول بنبرة خافتة:
_ " عايزة أشوف اياس !!!".
ضيقت "مريم" عينيها بترقب من طلبها، ثم تابعت بنبرة تلقائية:
_ " هتشوفيه إزاي؟! وكمان دا نايم أصلًا !!".
آسيا بحماس ونبضات قلبها تخفق بعُنف:
_ " فيديو كول .. هتفتحي الكاميرا .. وبكدا هشوفه .. وحشني يا مريم .. وكمان ريتا عايزة تشوفه".
أشفقت "مريم" على حال قلبها، غِصة كالعلقم تسللت إلى حلق ش*يقته وهي تجده قد بدد حُبها له بسوء تصرفاته أو ربما من شدة إنهيار قلبه الذي صار انقاضًا في زمن من الماضي.
أومأت "مريم" برأسها إيجابًا وقد أعجبتها الفكرة، اتجهت صوب باب غرفته مُستغلة انشغال والدتها بالطهي وما أن فتحت الباب حتى دلفت إلى الغرفة خلسة حتى لا يحس بها أثناء نومه. كان عاري الثياب من جذعه العلوي .. مشت مريم إليه على أطراف أصابعها .. وأسرعت بفتح الكاميرا ووجهتها نحوه.
كانت " آسيا" تترقب رؤيته أمامها في أيّة لحظة، قلبها أوشك على الخروج من بين أضلُعها .. وجهت مريم الكاميرا نحوه وما أن ظهرت صورته أمامها حتى انخرطت في البكاء بصوتٍ عالٍ فأسرعت بوضع كفيها على فمها لردع صيحات بكائها .. كانت تشتاقه كثيرًا .. انهمرت دموعها كالفيضان المُدمر .. أتجهت بكفيها إلى ص*رها تضغط عليه حتى تهدأ نبضاتها وإلا فضحتها .. تأثرت "مريم" ببكائها فأسرعت بإرسال قُبلة لها .. بينما صاحت رتيل بسعادة غامرة:
_ " بابي أهو، نامي يا مامي".
كان صوتها عاليًا للغاية، بدأ هو يتقلب في نومته فأسرعت مريم بالاختباء .. أولاهم ظهره .. مستغرقًا أكثر في نومه .. وكانت هذه الطامة الكُبرى بالنسبة لها. كانت "مريم" في حالة ذهول تام فلم يسبق لها وأن رأت ذاك الوشمٍ من قبل؟! .. إنها ملامح آسيا بالضبط .. ازداد نحيب الأُخرى فأسرعت بوضع الوسادة على فمها .. بينما قرّبت مريم الكاميرا من صورة الوشم حتى ظهرت أكثر وضوحًا ولكن آسيا لم ترَ حروف اسمها القابعة بظاهر عُنقه لصغر حجمها.. غمزت لها مريم بفرحة .. والآن تأكدت بأن صديقتها لا يُمكن استبدالها .. وفي هذه اللحظة، طرق "آصف" على باب الغرفة فسمحت له بالدخول. انتفض قلبه فزعًا عليها بينما ارتمت هي بين أحضانه تبكي قهرًا على ظُلمه لحبهما. تفاجأ "آصف" بصورة كبيرة وفجأة أحس أن جبال غضبه من "اياس" انصهرت. وحل محلها شيء من الأشفاق.
ودعتها مريم ما أن رأتهُ، فهي تخجل من أن تقوم له على ردها السلبي تجاه عرضه. مسح "آصف" على خصلات شعر ش*يقته برفق بينما تابعت هي من وسط بكائها:
_ " بحبه أوي يا آصف، مش عارفة أنساه، بحبه في البُعد أكتر".
قرّب "آصف" أنامله من وِجنتها ومضى يمسح عَبراتها برفق وبنبرة خافتة قال:
_ " كفاية عياط قدام البنت علشان ما تزعلش، وبعدين إنتِ اللي طلبتي الطلاق يا آسيا، اللي زيّ "اياس" لمّا بيحبوا بيكون بجد وعلشان كدا وجعهم بيكون على قد حبهم .. ولو قسي بيقسى بجد .. ودا بالظبط اللي بيعيشه".
آسيا وهي تمسح دموعها بظاهر كفها في تبرُم: "بس هو خاني يا آصف".
آصف بتنهيدة حزينة: "هو فاكر إنه كدا بينتقم لمشاعره، بس هو أول شخص بيتأذى .. يلا على شغلك حبيبتي .. هاجي أخدك من المستشفى بإذن الله".
آسيا وهي تُرتب خصلاتها من جديد: " أنا مش رايحة المستشفى .. عندي خدمة في الوحدة العسكرية وهروح مع الدكتورة لأن في ظابط أتصاب النهاردة والوضع متوتر".
آصف وهو يرفع أحد حاجبيه: "وحدة عسكرية؟!. فاكرة اياس كان بيتجنن إزاي لمّا بيعرف إنك هتكوني في خدمة للوحدة العسكرية!!! .. بيكون عايز يولع فيكِ .. كام مرة قال لك بلاش الوحدات علشان مش هتناسبك؟ .. طبعًا إنتِ بتعملي الع** انتقامًا".
آسيا بابتسامة رقيقة: " كُنت بحس إنّي لو قولت جملة وحدة عسكرية، كأني بشتمه بالأم، ويقعد يطلع شرر من عنيه وودانه"
**تت لوهلة تتن*د بحنين ثم استرسلت قائلة:
_ " أنا ماشية بقى، خلي بالك من ريتا".
----------------------------------------------
مضت ثلاث ساعات تقريبًا، جاءهُ أمرًا بالحضور إلى الوحدة العسكرية على الفور .. فهناك ضابطًا آخر قد أصابتهُ طلقة غير معلوم مص*رها .. وصل "اياس" إلى الوحدة بسرعة فائقة .. عسكر الجُندُ بساحة المكان وكذلك مشّط رجالُ الشرطةِ المنطقةَ تفتيشًا دقيقًا دون العثور على أيّة دليل.
انتصب شامخًا وهو على أهُبة الاستعداد للمواجهة المرتقبة، دلف إلى الوحدة ثم صعد الدرج باتجاه غرفة الضابطين المُصابين .. خُيل له وجود أحدهم بالممر المؤدي إلى غرف المراقبة .. مشى بخُطوات وئيدة صوب الممر وقد شهر سلاحه للانقضاض .. كانت خُطواته محسوبة بمقدار .. وصل إلى الممر سريعًا ثم وقف في مُنتصفه يبحث بعينيه عن ذلك القاتل وقد أقسم على أن يُفتك به .. سار بخُطوات راجعة إلى الخلف وهو يُدقق النظر في الممر بإمعان مُنقطع النظير وفجأة اصطدم جسدهُ بشيء مــا.
التفت الاثنان وقد شهرا أسلحتهما في وجوه بعضهما، جحظت عيناها بصدمة وهي تراهُ واقفًا بهيبته المُخيفة أمامها، دقّ قلبها الأ**ق بعُنف مجددًا .. وَدت لو تنشق الأرض وتبتلعها .. شيقتلها حتمًا .. ولماذا فما عادت أي شيء بالنسبة له .. ابتلعت ريقها بصعوبة وتداعت قوة لا مثيل لها .. رمقها بعينين حادتين وقد اخترقت نظراته قلبها المُرتعد .. وبنبرة رخيمة قال:
_ " إنتِ بتعملي أيه هنا؟!".
أنزلت "آسيا" سلاحها ثم رددت بنبرة باردة وهي توليه ظهرها:
_ " أعتقد إن السؤال دا مش من حقك !!".
جاشت مراجلهُ في هذه اللحظة من تجاهلها له وقد صعد الدم إلى رأسه فأسرع بالقبض على ذراعها بشراسة ثم جذبها بكامل قوته حتى أصطدمت بص*ره .. أشاحت ببصرها بعيدًا عن نظراته المُتفحصة لها بينما صاح بها مُجددًا وهو يرغمها بكفه على النظر داخل عينيه:
_ " بتعملي أيه في الوحدة يا آسيا؟!، وكلامي ما بيتسمعش ليه؟!".
أخفض "آسيا" بصرها بارتياع من صوته العالٍ، ارتعشت بين ذراعيه بينما حاصرها بقوة غير قابلة للفكاك .. وهنا أردفت هي بتلعثم:
_ " اياس؟ أنا بشتغل مش جاية هنا ألعب، ولو سمحت سيبني بقى؟!".
ضغط على عينيه بقوة، حررها من بين ذراعيه ثم قادها خلفه عنوة بعدما التقط السلاح منها قائلًا بعصبية خفيفة:
_ " تعالي معايا ، هوصلك لحد الباب وهكلف حد يوصلك البيت".
كانت تلحق بخطواته الهائجة بالكاد، وبنبرة غاضبة صاحت به أن يتوقف:
_ " إنت مالك بيّا؟ أنا هنا في شغلي وإنت مالكش فيّا أيّ حق، أوعى تكون فاكر إنك لمّا تجرني وراك بالطريقة الغير آدمية دي هصقف لك !! .. أنا مش روبوت تحركني وقت ما تحب، أنا حُرة وبقيت حُرة أكتر لمّا بعدت عنك يا حضرة الظابط".
مسح على وجهه بضيقِ، تنحنح بخشونة ثم أضاف بنبرة متماسكة قليلًا:
_" آسيا، إنتِ أم بنتي، حمايتك مسؤوليتي ، الوحدة هنا كُلها رجالة، ممكن حد يضايقك بكلمة أو حتى نظرة، إنتِ شغلك في مستشفى الشرطة وما كانش ينفع تطوعي في حاجة أنا مانعك منها".
وقفت "آسيا" قبالته مُباشرة ثم نظرت داخل بؤبؤ عينيه بقوة وصلابة، وبنبرة صارمة قالت:
_" أنا بعرف أحمي نفسي وبنتي كويس، زيّ ما حميت علاقة فاشلة 3 سنين".
انتفخت أوداجه بحنق وغضب جمّ، كانت تنظر إليه نظرات تأنيب ثم لوت شفتيها بمرارة وحُزن .. ضاق ذرعًا من عنادها الذي أثار نيران الغضب داخله .. مال بجذعه العلوي قليلًا ثم حملها على كتفه وسار بها في الممر حتى الغرفة القابعة في نهايته وما أن دخلها حتى أنزلها أرضًا ثم صفق الباب خلفهما بقوة وبدأ في فك حزام بنطاله وهو ينظُر إليها بنظرات ساخطة، التاع قلبها خوفًا ثم صرخت به بنبرة هوجاء:
_ " إنت بتعمل أيه؟!".
اياس بملامح قاسية غير مُبالي بخوفها:
_ " أنا حذرتك وقولت لك أيه؟!".
اقترب منها أكثر فأكثر، رفع ذراعه عاليًا وقبل أن ينزل به على جسدها أو هكذا ظنت .. صرخت وهي تنكمش على نفسها وتُغمض عينيها بهلع شديد .. بينما وجدته يقول بنبرة صارمة وهو ينظُر إلى فأرٍ قد مات في الحال من قوة إرتطام الحزام بجسده:
_ " الواحد كان شايل همّ العشا النهاردة".
جدحها بنظرة ثاقبة، وضعت كفها على فمها وقد أصابها توعُكًا بينما تابع هو بنبرة ثابتة:
_ " أنا يمكن ظلمتك كتير أوي معايا، يمكن أكون قاسي في أسلوبي معاكِ، بس الراجل المُحترم ما بيمدش إيده على ست وهو عارف إنها مش هتقدر تدافع عن نفسها".
يتبع
#إنّي_اقترفتُكِ
#علياء_شعبان