تلألأت العَبرات في عينيها، يُخاطبها وكأنها أسدت له معروفًا ب**تها عن أذيته التي لم تكتمل في السابق .. توقع أنها ستُهين كبرياءه الذي هين من قبل هذه الفتاة التي استأجرت للتخلص من آسيا .. ظنها تشبه باقي أبناء هذه الطبقة المرموقة .. قطع **تها صوت السائق وهو ينادي في الركاب لجمع النقود وقبل أن يقود السيارة تابعت آسيا بنبرة هادئة:
_" أنا مسامحاك، وماتقلقش مش هقول لـ كلثوم عن أيّ حاجة بس خلي بالك منها وإتقي ربنا في أعمالك ".
دبت الروحُ فيه ثانية وهو يرمقها بنظرات شاكرة، بادلتهُ ابتسامة هادئة ثم إنطلقت السيارة على الفور .. وفي هذه اللحظة، أسندت ظهرها إلى المقعد مُحاولةً تمالك نفسها عن البكاء الذي راودها للتو .. قفزت صورة كلثوم أمامها .. صورة أطفالها الجياع ومنزلهم الذي يخلو من كُل ما هو آدمي وصورة زوجها الذي لمعت عيناه بنظرات م**ورة حدادًا على فراق ابنته .. لم تستطع ال**ود أكثر من ذلك .. ن**ت ذق
