الفصل الرابع (4) الجزء الثاني (2)

1393 Words
لمعت مُقلتيه بشكل ملحوظ وانعقد ل**نه كُليًا، ظلت تنظُر داخل عينيه مُباشرة تنتظر رده عليها .. همّ أن يجيش بما يُثقل ص*ره .. ولكنه **ت مجددًا وراح ينظُر أمامه وبنبرة ثابتة قال: _" عُمري ما كرهتك .. إنتِ موهومة .. موهومة إنّي خُنتك .. موهومة إنّي بكرهك .. موهومة إنك ذنب ارتكبته .. إنتِ موهومة يا آسيا .. الوهم بيقتل أيّ مشاعر حلوة كانت قادرة توصلك من الشخص اللي قدامك بس إنتِ بالوهم قتلتيها .. دا آخر كلام عندي وجودك في بيتي وسط أمي وأختي وحضن بنتك ولا تتوهمي أكتر وتمشي من غيرها؟!". آسيا بعصبية كبيرة: _" إنت بتهددني؟!". في هذه اللحظة، ضغط اياس على عينيه بنفاذ صبرٍ، فتح باب السيارة المواجه له ثم ترجل منها واستدار حتى الباب المواجه لها وقام بفتحه على الفور وبنبرة صارمة صاح: _" انزلي ". ابتلعت غِصة مريرة في حلقها وهي تنظُر صوب عينيه الجامدتين بمُجابهة، انصاعت مترجلةً من السيارة ثم قالت بحسم: _" خلي بنتك معاك محدش هيخاف عليها قدك، أنا ماشية وبمعنى أصح خارجة من حياتك خالص". انصرفت من أمامه عقب انتهاء كلامها .. سارت خُطوتين للأمام وبالكاد كبحت إنهيار دموعها .. راقبها إياس بغضب وخوف اختلطا معًا؛ فشكلا زمجرة خرجت منه في شكل نبرة مخنوقة: _" ما تمشيش يا آسيا !!!!". أنخرطت في بُكائها أكثر وما أن صاح بها حتى توقفت عن السير، أدرك أنه أوشك على إظهار ضعفه لها وأنه بحاجة ماسة إليها فأسرع بتعديل ما تفوه به مسترسلًا بثبات: _" بلاش رتيل تصحى ما تلاقيكيش؟ خليكِ جنبها النهارده". التفتت آسيا إليه فأسرع بالتوجه إلى داخل السيارة ثم حمل طفلته إلى أحضانه وما أن خرج وصفق الباب خلفه حتى عاد ينظُر إليها بنبرة ثابتة وهو يقول: _" هتيجي ولا لأ". أطرقت آسيا برأسها قليلًا ثم هزّت رأسها باستسلام تام فقد عز عليها أن تترك ابنتها وترحل كما أنها شعرت أن ذلك الطلب يصدُر من **يم قلبه وليس خشية على مشاعر ابنتيهما فقط. سارت خلفه حتى دلفوا من بوابة البيت المفتوحة مُسبقًا، جال ببصره في المكان حتى استقر ناظريه فيهم .. قطب إياس ما بين عينيه وهو يرى اجتماع يشمل الشرق والغرب معًا .. وما أن رأهم آصف حتى انتصب في وقفته ثم اتجه صوب ش*يقته ذات الملامح الباهتة وبنبرة قلقة صاح: _" آسيا؟ إنتِ كُنتِ بتعيطي؟!!!!". دقق آصف النظر داخل عيني ش*يقته ثم وضع كفيه على ذراعيها وردد بنبرة ثابتة: _" في أيه يا آسيا، إتكلمي؟!". اياس مُتدخلًا بنبرة مُتسائلة: _" إنت بتعمل أيه هنا يابشمهندس وصاحب البيت مش موجود؟!". تنحنحت زينب بتوتر وهي تهرع إلى آصف ثم تربت على ظهره في خفة قائلة: _" أنا أتصلت بيه وطلبت منه ييجي يفطر معايا ويجيب ليّ طعمية علشان نفسي راحت لها وإنت منعتني عنها". ارتمت آسيا بين ذراعي ش*يقها، وانخرطت في بكائها ثانية .. رَبت آصف على ظهرها برفق وحنان بالغٍ والغضب يعتلي قسمات وجهه وخَمن سبب دموعها فورًا لينظر إلى إياس قائلًا بنبرة انفعالية: _" أختي بتعيط ليه يا اياس؟". اياس وهو ينظُر إلى كفه الذي يتحرك على ظهرها برفق قائلًا: _" أختك نكدية يا آصف .. دي كُل الحكاية .. وكفاية طبطبة". أنهي كلامهُ ثم غادر من أمامهم إلى غرفة صغيرته كي يدثرها في فراشها .. بينما اتسعت حدقتا عيني الآخر قائلًا في صدمة: _" كفاية طبطبة!!! .. دا ناقص يقولي كفاية تحسيس؟ هو بيغير عليكِ مني ابن المجنونة دا؟". _" نعم؟؟؟!" صرخت فيه زينب بصدمة، بينما أُجبرت آسيا على إطلاق ضحكة خفيفة رغمًا عنها .. ابتعدت عن ش*يقها قليلًا بينما عاد الآخر وهو يتخطاهم صوب البوابة ثانية: _" هغيب نص ساعة وأرجع يكون الأكل جهز، يلا يا آصف لو فطارك خلص". رمقتهُ آسيا بنظرة عدوانية ثم دمدمت وهي تتجه صوب المنزل بثورة عارمة: _" مغرور". ---------------------------------------------------------- مرّت ساعة تقريبًا، انطلق إياس إلى قسم الشرطة تلبية لطلب رئيسه بالمجيء ليُخبره بذلك الخبر الذي انتظره اياس طويلًا .. فقد تم اختياره إلى صف العمليات الخاصة لمُكافحة الإرهاب .. لذكائه الفائق في المجال العسكري ونجاحه في التدريبات العسكرية الخاصة باختيار الضباط الكُفء. كان الخبر في غاية السعادة بالنسبة له، قاد سيارتهُ في طريق العودة إلى المنزل كي يقضي بعض الوقتٍ بصُحبة عائلته وهذه المجنونة التي تؤلمه دموعها ويُجن أن أحس بقُرب مدة فراقهما .. عقد النية على إخبارها بقراره الذي اتخذهُ مُنذ وقت طويل .. فقد ردها إلى ع**تهِ عاقدًا النية على قتل كُل وسائل الفراق التي تحول دون لقائهما .. وفي هذه اللحظة جاءه اتصالًا من والدته. _" أيوة يا أُمي؟ خير !!!". تلعثمت زينب قليلًا قبل أن تقول بصوت مُتحشرجٍ: _" بصراحة يا اياس، حماتك اتصلت على مراتك وقالت لها إن في عريس عايز يقا**ها .. وم م مراتك يعني سمعت كلام أُمها وراحت وأنا قولت أقولك علشان متتعصبش لما ترجع ومتلاقيهاش". أوقف السيارة فجأة حتى أص*رت صريرًا عاليًا وبنبرة حادة هدر: _" راحت تقا**ه فين؟!". زينب وهي تُفكر قليلًا: _" سمعت أمها الأرشانة بتقول إنها هتقا**ه في مطعم اسمه كلسون ولا مدري كازيون". اياس بنبرة مصدومة: " كلسون؟ … اممم أوكازيون تقصدي". زينب بابتسامة عريضة: " تقريبًا كدا .. بس أوعى تتهور على البت؟!". أغلق اياس الهاتف على الفور دون أن ينصت إلى المزيد من أحاديث والدته ثم انطلق صوب وجهته بسرعة البرق .. جاشت مراجلهُ غضبًا من عنادها الذي يقودها للجلوس بصُحبة رجل غيره .. ائتكل داخلهُ بحُرقة وهمّ وهو يلتهم الخطوات حتى كادت سيارته أن تطير في الهواء أن استطاعت. _ " تحبي نقعد فين يا آسيا؟!". قالها الشاب بعد رفع التكلف في تواصله معها، رمقتهُ بنظرة جامدة لا توحي بشيء سواء إعتراضٍ كان أو قبول .. تلفت الشاب ببصره في المطعم ثم استقرت عيناها على طاولة تقبع في زاوية بعيدة عن الصخب المتواجد بالمكان .. أمرها بأسلوب مُهذب أن تتبعه إلى الطاولة ثم أزاح مقعدها قليلًا حتى جلست بدورها .. استدار ثم جلس على كرسيه أمامها وبنبرة هادئة قال وهو يتعمد النظر داخل عينيها: _" وبعد ما أخترنا المكان، تحبي تتغدى أية؟!". زاغ بصرها في المكان بغير ارتياح ولكنها أجابت بعد **ت دام لدقيقتين فحسب: _ " بيتزا ممكن". اومأ الشابُ برأسه إيجابًا، أملى على النادل طلبه ثم غادر بينما نظر الشاب إليها ثانية يتمعن النظر إليها بجراءة ضايقتها ولكنها لم تُظهر شعورها تجاه ما يفعل، وبنبرة هادئة قال: _ " حابب أعرف معلومات أكتر عنك؟!". فتحت فمها كي تُجيبه ولكن فمها بقى مفتوحًا وجحظت عيناها وهي ترى "اياس" يدخل من باب المطعم وبصره الحاد مصوبًا إليها، يبدو أنه سيُفتك بها هذه المرة ولكنها لن تستسلم له بعد ما فعله .. هي ترفض الزواج على وجه العموم ولكنها تنصاع لرغبات أمها كي تضمر نيران غيرته وغضبه. وفي هذه اللحظة، وجدته يقترب من الطاولة وأثناء مجيئه إليهما قام بجذب كُرسيًا معه ثم وجهه صوب الطاولة وجلس عليه مُباشرة. ظلت مُحدقةً فيه بصدمة، فيما قطب الشاب ما بين عينيها باستغراب وتوجس وبنبرة انفعالية صاح: _" إنت مين؟ وأية اللي مقعدك هنا؟!". مدّ اياس كفه إليها بينما أبى الآخر مُصافحته فأسرع اياس بالقبض عليها عنوة وأخذ يضغط عليها بكُل ما أوتي من قوة وهو يقول بنبرة حادة: _ " أنا جوز المدام اللي إنت قاعد معاها، بس مافيش مُشكلة، كملوا كلامكم عادي". فتح الشاب عينيه على وسعهما بينما حرر إياس كفه ثم أسرع بإلتقاط مسدسه من جيب بنطاله ورفعه أمام ناظريهما وبدأ في تعميره وهو يقول عابسًا: _" كمل كُنت بتقول لها أية؟! .. عايز أسمع". نحا ببصره إليها يرمقها بنظرة سوداوية، ابتلعت ريقها بصعوبة وكأن أنفاسها قد حُبست وتخشى أن تتنفس كي لا يُكشف أمر خوفها .. حاولت جاهدة الكلام فخرج صوتها مبحوحًا وهي تُحاول الاعتراض على كلامه: _" بس إنت طليقي مش جوزي !!". في هذه اللحظة، جاء صاحب المكان إلى الطاولة في توجس ثم توجه ببصره إلى إياس وهو يقول بنبرة غاضبة كُليًا: _" حضرتك اللي بيحصل دا مايصحش، أتفضل أخرج من هنا وإلا هطلب لك البوليس". مال اياس ببصره إلى جيب سترتهُ ثم التقط هويته منه، مدّها أمام وجه صاحب المكان الذي ما أن قرأ ما بداخلها حتى لانت حدة صوته وهو يقول مُعتذرًا: _" آسف يا باشا .. بس أنا دوري آمن المكان للزباين .. لأن المكان سُمعة". اياس بابتسامة باردة: " حقك ". وهنا أسرع اياس بالنهوض من مكانه على الفور ولكنه إنحنى ثانية ليقترب أكثر من الشاب وبصوت رخيمٍ قال مُهددًا: _" كُل بني آدم مننا بيدور على الأمان، بس ماينفعش اتعدى على ممتلكات غيري، علشان غيرك هينسفك لسابع أرض". أنهى كلامهُ ثم أسرع بالقبض على ذراعها بشراسة أجبرتها على النهوض، سار صوب باب المطعم بلا هوادة .. فقد أعمته عصبيته وغيرته عن التفكير برويته المعتادة بينما صاحت هي فيه بغضب وعينين باكيتين: _" قولت لك مية مرة إنت مالكش دور في حياتي، ليه بتراقبني؟ بلاش تنسى دايمًا إني طليقتك مش مراتك؟". توقف عن السير بعدما أصبحا أمام سيارته ثم التفت حتى أضحت هي أمامه مُباشرة وقد تلاقت أعينهما بين باكية ومخيفة تنبعث منها لهيب ناري ليقول بصوت جهوريٍ: _" رديتك لع**تي .. يعني إنتِ مراتي دلوقتي .. بتفهمي ولا غ*ية !!!". #إنّي_اقترفتُكِ #علياء_شعبان
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD