الفصل الأول

3415 Words
من أجلك جميلتي  الفصل الأول "جميلة لا أريدك أن تبالغي في ملابسك حبيبتي أنت لم تعودي صغيرة على ذلك " قالتها سناء و هى ترى إبنتها التي شبت بين ليلة وضحاها و ذهبت إلى الجامعة نازعة عنها زيها المدرسي و ترتدي ما تريده و رغم تنبيه والدها و شقيقتها أنها لم تستمع ..رغم أن ملابسها تعد محتشمة بالنسبة لما ترتديه الفتيات هذه الأيام إلا أن والديها دوماً ما يخبرانها أن تكون مثل شقيقتها نجمة و ترتدي أثواب طويلة و مغلقة حتى لا تكشف عن جسدها لكل ذو النفوس الضعيفة فنجمة قد عانت منهم الكثير رغم احتشام ملابسها المفرط و لكن سناء تعلم أن ابنتيها جميلتين دون حتى محاولة إظهار ذلك فهما تتشابهان في الشعر الطويل و البشرة المشربة بحمرة و لهنا ينتهى التشابه فجميلة عينيها واسعة بلون البندق برموشها الطويلة و فمها الواسع قليلاً بشفاهه الممتلئة الوردية أنفها مستقيم وجبينها عريض تداريه بغرتها الناعمة التي تلامس رموشها و تهتز كلما أغلقت عينيها و فتحتها .. و خصلاتها المنسدلة على ظهرها بحرية من أسباب ضيق سناء أيضاً فهو يتخطى مؤخرتها فهو يجعلها فاتنة للغاية .. أشارت جميلة لثوبها قائلة باستنكار " ما بها ملابسي أمي أنت كما تري هو ثوب طويل و محتشم " أجابتها سناء بضيق .." و لكنه يظهر نصف ذراعك و قدميك أين هذا الاحتشام " ضحكت جميلة بمرح .." أمي هو لا يظهر غير أنشين من ذراعي و ثلاثة من ساقي أين هو النصف الذي تقولين عنه " ردت سناء بتذمر .." و لما حبيبتي تظهرينهم من الأساس سواء أنشا أو نصف ألا يكفي شعرك المسدل هذا لما لا تعقصينه في ضفيرة كما كانت تفعل نجمة أنه وحده يغري الرجال " أجابت جميلة بخبث و على شفتيها ابتسامة مرحة .." لما لا تقولين أنك تغارين من شعري و لذلك لا تريديني أن أتركه مسدلا سيدة سناء " ردت سناء مستنكرة .." أغار ..و من من ورثته جميلة الجميلات أليس مني أنا " أشارت سناء لعقدة شعرها الكبيرة و التي يتخللها بعض الخصلات البيضاء و رغم ذلك مازالت تحتفظ بكثافته و نعومته " زمجرت جميلة قائلة بحنق .." أمي لا تقولي لي ..." أكملت سناء تغيظها .." جميلة الجميلات أخبريني لماذا تكرهين أن يقولها لك أحدهم و سأكف عنها .. أخبريني حتى يرتاح عقلي أم أنك تكرهين أن يدللك أحدهم فقط.. لما أنت معقدة من الأمر ..ماذا ستفعلين مع زوجك عندما يأتي و يريد أن يدللك كما يفعل طِراد مع نجمة هل ستظلين على قولك هذا " أجابتها جميلة بغضب .." أنا لن أتزوج أبداً أمي أريحي نفسك " قالت سناء بمكر .." هل تقولين أنك ترفضين ذلك الخاطب الذي حادث والدك منذ يومين و ينتظر الرد منه " سألتها جميلة بقلق و قد أرتسم الضيق على وجهها .. " من هذا الخاطب ..لم يخبرني أبي عنه شئ " أمسكت بيد سناء في رجاء و هى تكمل .." أمي أرجوكي أخبريه أني لا أريد الارتباط بأحد الآن .. أنا مازالت في السنة الأولى فقط من الجامعة أنا حتى لم أبلغ العشرين بل لم أكمل التاسعة عشر " كانت سناء فقط تلاعبها فهي تعلم أن محمود رفض ذلك الشاب و أخبره أنها تدرس فهو لا يريد أن يكرر ما حدث مع نجمة التي أنهت دراستها بأعجوبة في الخمس سنوات الماضية ما بين حمل و إنجاب فلم تستطع أن تداوم في الجامعة و أنهت دراستها من المنزل و تخرجت بتقدير مقبول ..قالت سناء بجدية .." حسنا سأخبره و لكن بشرط " سألتها جميلة بلهفة .." ما هو أمي أخبريني و سأنفذ " رد سناء بحزم .." ليوافق يجب أن تعدلي من ملابسك تعلمين أنه عندما يراك هكذا يتضايق و إن يأس من التزامك بملابسك سيوافق على ذلك الخاطب الذي أتى حتى يطمئن عليك و لكن إن وجدك و قد أطعت حديثه و التزمت وقتها أستطيع إقناعه بالعدول عن ذلك أنت تعلمين أن والدك لا يحب إجبار أحدكم على شيء و لكن إن وجد أنه يصعب السيطرة عليك سيلقي بمسئوليتك على أحدهم هل تريدين ذلك حبيبتي " هزت جميلة رأسها نافية و قالت بتأكيد .." حسنا سأفعل أمي ما تريدينه و لكن أرجوك لا خطبة الأن إلى أن أنهي دراستي " هزت سناء رأسها و قالت .." حسنا سأتحدث معه و الأن أذهبي لتبديل هذا الثوب بأخر محتشم قبل خروجك و لا تنسي شعرك " زفرت جميلة بضيق و استدارت لتعود لغرفتها لتنفذ أمر والدتها قائلة .. " حاضر أمي عُلم و سينفذ " ****************** تسللا لغرفته بهدوء و هم يمسكون بيدهم علبة الثقاب التي سرقوها من والدتهم المنشغلة بشقيقاتهم ..أشار رضوان علامة الأطمئنان فتقدم ماهر من الفراش ليزيح الغطاء عن قدمه و أخرج مجدي عود الثقاب من العلبة و وضعه برفق بين أصابع قدميه فأشار له رضوان أن ضع واحدا آخر فنفذ مجدي و على وجهه ترتسم ابتسامة ذئب أخرج ثلاثة أعواد أخرى و وضعها مع الأول بين أصابعه برفق ..تسمرا لثوان عندما أعتدل في نومه و أدخل قدمه تحت الغطاء ..عقد الثلاثة حاجبهم غيظا فيبدوا أن ما سيفعلونه قد فشل .. تحرك رضوان بحزم و أتجه ليرفع الغطاء مرة أخرى بهدوء فوجد أن أعواد الثقاب مازالت بين أصابعه فأبتسم براحة و أشار لمجدي أن يكمل .. فأخرج هذا الأخير عود الثقاب من العلبة و أشعله و أنتظر حتى لا ينطفئ ثم قربه للأخرين بين أصابعه و أشعلهم ما أن رأي الأولاد النار تشتعل حتى خرجوا ركضا من الغرفة ليفتحوا باب الشقة و يهبطون بسرعة لشقة جدهم على صوت صراخ فريد المتألم الذي أنتفض ما أن وصلت النار لجلده أخرج أعواد الثقاب من بين أصابعه بهيستريا و هو ينفخ بفزع غير مستوعب ما يحدث غير الألم الذي شعر به .. أبعد الثقاب المنطفئة عن قدمه ليجد جلده و قد أحترق فنهض مسرعا للخارج يصرخ .." أيها الأوغاد الصغار أيها الملاعين ألم يكفي ما يفعله أبوكم المجنون في حياتنا ..أين أنتم قسما بربي لن أترككم و سأعيد تربيتكم ..أين ذهبتم ..أين ..أين " كان يبحث عنهم في جميع الغرف بهيستريا عندما فتح الغرفة على عتاب التي كانت تطعم بناتها الثلاث و فجر المضجع على الفراش بجانبها يمسك بزجاجة الحليب للثالثة أتجه إلى الفراش لينحني و ينظر إلى الأسفل و فجر يقول بغضب شديد .." أيها الو*د هل هذه خطيرة لتدخل هكذا بدون طرق الباب أفترض كنت و زوجتي في وضع غير محتشم " صرخ به فريد قائلاً .." أصمت ..فقط أصمت ا****ة عليك أين هم وحوشك الصغار قسما سأعلقهم في سقف الغرفة أنظرا ماذا فعلا بي هؤلاء الأوغاد " أشار إلى أصابعه المحترقة فقالت عتاب بيأس فهي قد سئمت من شقاوة أولادها لا تعرف لمن شياطين هكذا .." من أين أتوا بالثقاب لقد رفعته في أعلى الرفع كيف وصلوا إليه " صرخ بهم فريد مغتاظا من برودهم .." هل هذا ما يهمك أنت و زوجك المجنون كيف وصلوا إليه و كيف أدخل بدون طرق الباب و لا تهتمان أنهم كادوا يحرقوني و أنا نائم " قال فجر بتذمر .." و لكنك لم تحترق و ها أنت تقف كالثور الهائج تريد ذبح أطفالي الأبرياء لسبب بسيط لا يستحق كل هذه الجلبة منك " نظر إليه فريد بغضب مرددا كالببغاء .." سبب بسيط .. سبب بسيط .. كادو يحرقوني و يحرقون البيت و تقول سبب بسيط حسنا أنظر ما سأفعل بهم و قل سبب بسيط أيضاً " خرج فريد من الغرفة غاضبا فهتفت عتاب بفجر.. " أنهض خلفه لترى ما سيفعل معهم فهو غاضب و لا يرى أمامه ليعطي أحدهم كفا يلصقه بالحائط " رد فجر بلامبالاة .." لا تخشي شيئاً لن يفعل ليجدهم أولا " انتهت الصغيرة من تناول الحليب و قد غفت فنظر إلى الأخريتين و اللتين تغمضان عينيهم و تعودان لتفتحاهم مقاومتين النعاس الذي ما لبث أن تغلب عليهن أبتسم فجر قائلاً بحنان .." لقد غفوا معا كعادتهم يفيقون معا و يغفون معا " أجابته عتاب باسمة .." هذا من رحمة ربي بي حتى لا أقضي يومي في التنقل بينهن " زحف على الفراش ليقترب منها يقبل عنقها بقوة قائلاً .." أشتقت إليك متوحشتي " أبعدت عتاب وجهه عن عنقها قائلة .." أنسى ذلك لن أضيع وقت راحتي من فتياتك بتدليلك سيد فجر رضوان " عاد ليضع وجهه في عنقها ليدفنه بقوة فينحني عنقها جانباً و هو يقول بإغواء .." لما لا تتركيني أدللك أنا حتى لا تتعبين " ردت عتاب بحزم .." قلت لا البيت مليئ بالأولاد اليوم وقتا أخر " قال برجاء .." تعالي نصعد لشقتنا " هزت رأسها فتن*د بضيق و قال مستسلما .." حسنا حبيبتي لا بأس و لكن فقط قبلة تصبرني على بعادك " تن*دت عتاب بيأس ..منذ قليل كانت تتسأل لمن الأولاد شياطين و كبيرهم يجلس جوارها التفتت إليه قائلة .." ستظل دوماً على جنونك و لا إصلاح لك سيد .." قاطعها عندما أطبق على فمها بقوة يقبلها بنهم لتغرق معه كعادتها دوماً و تسايره في جنونه ظلا هكذا لبعض الوقت إلى أن ابتعدا منتفضين و هم يستمعون لصراخ الأولاد في الخارج .. تحرك كلاهما ركضا ليروا ماذا يحدث فتحت باب غرفتهم على دخول فريد لغرفته و هو يحمل ثلاثتهم بين ذراعيه في حزمة واحدة أسرع كلاهما خلفه و عتاب تهتف به ..." فريد أترك الأولاد و سأجعلهم يعتذرون لك " أغلق فريد باب الغرفة قبل أن يصلوا إليه و قال من خلف الباب ..و هم يستمعون للمفتاح يدور به ليغلقه مانعا إياهم من الولوج خلفه .. " لما خائفة أنت و زوجك أنه أمر بسيط سأفعل بهم ما فعلوه بي فقط لا تقلقا أنه أمر بسيط .. تسمعان أمر بسيط " طرق فجر الباب بغضب و هو يستمع لصوت صراخ الأولاد قائلاً بغضب " أفتح الباب أيها الو*د أرفع يدك عنهم " رد فريد غاضبا .." أرفع يدي فقط أنت ستحتاج رفع قدمي أيضاً عن رقابهم " طرقت عتاب الباب مع فجر قائلة بلين .." حبيبي فريد أنا أسفة أنا سأؤدبهم على فعلتهم تلك فقط أتركهم " قال فريد ساخرا .." ستؤدبينهم على ماذا على إثارتهم الفوضى في غرفتي و أنا غير موجود .. و لا قص سراويلي الداخلية بالمقص و نثرهم على الفراش لأراهم و أتحسر عليهم .. و لا على سرقة نقود من جيبي ليشتروا بها حلوى .. و لا على حرق أصابعي الأن على ماذا ستؤدبينهم أولا فقط أخبريني " نظرت عتاب لفجر بغضب قائلة .." لم يخبرني أحد عن سرقة نقودك فريد لم لم تخبرني عن ذلك و كيف تركتهم ينجون بفعلتهم " أجابها فريد ساخرا .." هذا أغضبك و باقي الأفعال لم تغضبك أن أولادك شياطين صغار يا أختي و إن تركتهم دون عقاب الآن لن تسيطري عليهم فيما بعد و ستخرجين للمجتمع مجرمين عتاد في الإجرام " رد فجر غاضبا و هو يدفع بالباب .. " أفتح الباب فريد نحن لسنا في قاعة المحكمة هنا لتقوم بالمرافعة عن طرق التربية لأولادي الصغار هم مازالوا صغار فريد يحتاجون فقط للتوجيه و ليس للعقاب " رد فريد بحزم .." بل و يحتاجون للعقاب حتى يعلموا أن كما تدين تدان هذا ما علمتنا إياه زوجتك المصون " أنفعل فجر بغضب و دفع الباب بكتفه ف**ر القفل ليجد فريد جالس على الفراش و الأولاد يصرخون و هم جالسين بجواره على الفراش و في يدهم قطع الحلوى يأكلون منها من بين صراخهم نظر إليه فجر بغضب و هجم عليه يلكمه في وجهه قائلاً بغضب و عتاب تضحك بهستيريا حتى لم تستطع السيطرة على دموعها .." أيها الو*د الحقير كنت تتلاعب بنا طوال هذا الوقت و بأعصابنا " نحى فريد وجهه عن يد فجر التي ارتطمت بالسرير و قال ساخرا .. " أتلاعب بأعصابكم هذا لا شئ مما تفعلونه بحياتي أنت و أولادك الشياطين و زوجتك التي لم تعد تعرف أمامها من خلفها من الأخريات الذين أكملوا على قلب حياتنا رأسا على عقب و بعد أن كانت هادئة بنسبة صفر في المائة أصبح الصفر لا وجود له أيضاً لتتحول حياتنا اليومية لجنون متواصل منكم أنت الثمانية " قالت عتاب عاتبة .." نحن فريد ألم تعد تطيق جلوسنا معكم " رفع يديه يضمهما في حركة توسل .. قائلاً بسخرية .." من قال هذا يا أختي أنا لم أعد أطيقكم لا بل أنا أتوسل إليكم أن ترحلوا من هنا و تصعدوا لشقتكم أصعدوا لفوق بجيشكم هذا أصعدوووووا " ضربه فجر على رأسه بغضب و هو يرى دموع عتاب تهطل قائلاً بغضب " أنظر الآن لقد جعلتها تبكي و ضايقتها أيها الو*د و ستصدق كلامك " رد فريد حانقا .." يا لبرودك يا أخي و أنت ألم يضايقك حديثي و تصدقه أنت أيضاً أنا أطالب بالجلاء منكم كيف تريدني أن أخبركم بأي طريقة مقنعة لتصدقوا " خرجت عتاب باكية من الغرفة و فجر ينظر إليه بغيظ قائلاً .." عقابا لك أيها الو*د سأخذها شقتي لأصالحها و أنت أنتبه لجيشنا الصغير و إلا قسما أعلنا عليك الحرب و حولنا حياتك جحيم " خرج فجر خلف عتاب ..فأستلقى فريد على الفراش يزفر بحنق ينظر إلى الأولاد الذين يتناولون الحلوى بعد أن أطمئنا أن خالهم لن يضربهم بعد تنفيذ كلامه و الصراخ بقوة كما أمرهم ..قال فريد بغضب .." أكثر من ما هى أنت تمزح .. أبقوا لي قطعة أيها المتوحشون الجوعى " أعطاه ماهر قطعة دسها في فمه بيده المتسخة فأخذها فريد يلوكها ببطء و هو يتمتم .." لقد أصبحت أمكما حساسة للغاية بعد مجيئ شقيقاتكم لماذا يا ترى رغم أنها متزوجة من رجل عديم الأحساس " لم يجبه أحدهم و استمرو بتناول الحلوى فأستدار على جانبه يتثاءب و هو يقول .." سأغفو قليلاً لحين موعد لقاء جميلتي التي تهون على العيش معكم" *************** " صفوة أنا هنا " هتف بها فريد لصفوة التي كانت تقف مع جميلة أمام باب الخروج من الجامعة أتجهت إليه تاركة وراءها جميلة تقف مع زميلة أخرى لهم قائلة بخبث و هى ترى عيناه مسمرة على جميلة الغير منتبهه لنظراته أو أنها و لكنها لا تظهر ذلك .." ألم أخبرك ألا تأتي فريد و أنا سأعود وحدي بعد إنتهاء الدراسة لليوم " أجابها و عيناه مرتكزة على جميلة .." لقد كنت أمر من هنا فقولت أتي و أخذك في طريقي " قالت باسمة بمكر .." حسنا سأودع جميلة و أتي " قال بلهفة قبل أن تذهب .." لما لا تخبريها أن تأتي معنا لأوصلها في طريقي العم محمود لن يمانع ذلك " قالت صفوة بصوت ممطوط .." حسنااااااً سأخبرها و أرى رأيها " ذهبت صفوة لجميلة تميل على أذنها هامسة فأحمرت هذه الأخيرة و هى تهز رأسها رافضة ليتمتم فريد بشوق .." تدللي جميلتي و لكن في النهاية ستكونين لي " عادت صفوة إليه قائلة باستسلام .." لم توافق ستذهب لشقيقتها و سيأتي زوجها ليأخذها بعد قليل " تن*د فريد بخسارة قائلاً .." حسنا أذهبي و أخبريها ألا تنتظر خارج الجامعة حتى لا يضايقها أحد " عادت صفوة إليها مرة أخرى لتخبرها ما قاله فريد لتهز رأسها رافضة مرة أخرى فعادت صفوة قائلة بتذمر .." تقول لك ليس لك شأن بها " شعر فريد بالغضب فقال لصفوة .." حبيبتي أذهبي إليها و أخبريها أن لم تستمع لحديثي سأهاتف العم محمود بأني رأيت أحدهم يضايقها أمام الجامعة و أخبره أني سأقوم بإيصالها معك كل يوم و هو لن يمانع خوفاً عليها طبعاً " ذهبت صفوة غاضبة من كلاهما و هما يقاذفونها بينهم فهمست في أذنها ليرى فريد جميلة جسدها يتصلب بغضب و وجهها يشحب لتحادث صفوة بحدة راها في حركة يدها و شفتيها الوردية عادت صفوة تضع يديها في خصرها تقول بغضب .." تقول لك أيها الكاذب كف عن حشر أنفك في ما يخصها " ضحك فريد بخفوت و قال لصفوة التي تكاد تنفجر غيظا .." أصعدي للسيارة صفوة و أنا سأنتظر لحين وصول طِراد " نفذت صفوة أمره و صعدت للسيارة تجلس بتململ و هى تسب كلاهما و اليوم الذي دخلت نفس الجامعة مع جميلة .. فهذان الاثنان كلما تقابلا تشتعل الشرارات بينهم و عداء يطغى على اللقاء ..أستند فريد على مقدمة سيارته الأجرة التي قد أشتراها منذ سنوات و يعمل عليها بعض الأحيان بعد أن أستأجر شقة ليفتتحها مكتبا له .. أخرج هاتفه من جيبه و عيناه مسلطة على تفاصيلها و رفعه لأذنه و كأنه يتحدث و كأنها شعرت بمراقبته لها فالتفتت تنظر إليه لتقع عيناها على الهاتف على أذنه و شفاهه تتحرك ..عقدت حاجبيها بغضب و ألقت عليه نظرة عدائيه متوعده قبل أن تترك زميلتها و تسرع داخل حرم الجامعة مرة أخرى ..ما أن راها فريد تسرع هكذا حتى أنفجر ضاحكا ظل واقفا لدقيقة قبل أن يلتف حول السيارة يصعد جوار صفوة لينطلق مسرعا و قد أطمئن أنها لن تعود للخارج إلى أن يأتي زوج شقيقتها . ******************* بعد ذلك بعدة أشهر يقف مستندا على سيارته منتظرا يراقب باب الخروج باهتمام يعلم أن صفوة لم تأتي اليوم و لكن هذا لم يثنيه عن القدم ليراها يعلم أن تصرفه خاطئ و لكنه لم يستطع أن يمنع نفسه عن المجيء لقد تحدث مع زوج شقيقته ليحادث طِراد زوج شقيقتها حتى يتقدم لخطبتها و يتوسط له عن والدها و قد بدأت عامها الدراسي الثاني .. و رغم أن عتاب قد أخبرته أن العم محمود لن يوافق الآن على الخطبة و لكن هذا لم يثنيه عن المحاولة .. وجدها أتيه مع زميلة لها تتحدث باهتمام كانت ترتدي ثوب طويل بأكمام ضيقة و صف من الأزرار عند العنق .. كانت غرتها متراصة على جانبها تظهر جبينها العريض بحاجبيها الثقيلين الشديدي السواد و خصلاتها الطويلة مضمومة بمساكة شعر على شكل فراشة .. أقترب منها فريد ببطء فأدارت وجهها لتلتقي عيناهما هى بغضب و هو بمكر ..أشاحت بوجهها و تجاهلت وجوده و أكملت سيرها بعد أن ودعت زميلتها .. أسرع خلفها و تمتم بأمر .." أنتظرى جميلتي " أسرعت جميلة في خطاها لتسمعه يقول بحزم .." جميلة أنتظرى " توقفت بغتة فكاد أن يصطدم بها لولا أن تدارك الأمر في اللحظة الأخيرة قالت بغضب .." ماذا تريد مني فريد لما لا تكف عن ملاحقتي إن لم تبتعد سأخبر أبي " أبتسم فريد بهدوء .." و إن أخبرتك أني لا أريد الابتعاد ماذا تفعلين " نظرت إليه بغيظ قائلة بغلظة .." إن لم تبتعد سألقي بك أسفل أول سيارة أقابلها .. أيها الأ**ق " عادت للسير من جديد و لكنه لم يتركها بل قال بجدية .." تعالي لأوصلك للمنزل جميلتي " التفتت إليه دهشة و سألته بخشونة .." هل أنت جاد .. توصلني بأي صفة من أنت بالنسبة لي " أجابها فريد بهدوء و عيناه تقابل عيناها بحديث صامت .." أنا لا أعلم من أنا بالنسبة لك جميلة و لكن أنا أعرف من أنت بالنسبة لي هل تريدين معرفة ذلك " ردت بلامبالاة .." لا ..لا أريد أن أعرف فريد و أحذرك للمرة المائة لا تقترب مني أو تحاول محادثتي أنا لست كفتياتك سيد فريد " أجابها بنفي و تأكيد على حديثه .." ليس لي فتيات جميلة و أنت تعرفين ذلك ..لي فقط فتاة واحدة أعرفها منذ أعوام عيناي عليها تراقبها و تنتظرها لتكبر و ها قد كبرت و نفذ مخزون انتظاري و صبري " قالت ببرود .. " و ما دخلي بذلك سيد فريد " أبتسم فريد قائلاً بغموض .." ذكرتي اسمي في لقاء واحد أكثر من ذكرك له منذ عرفتك الأعوام الماضية لما يا ترى تشتاقين لمناداتي به جميلتي " قالت جميلة غاضبة و قد أحمر وجهها خجلا .." أنت مجنون و أنا لن أقف أستمع لهرائك إلى اللقاء " قال فريد بثقة .." قلتي إلى اللقاء جميلة و لم تقولي وداعاً و هذا يكفيني للأن " أشاحت بيدها بغضب و قالت و هى تقطع الشارع .." أذهب إلى الجحيم " أبتسم فريد و كاد يتحرك ليعود لسيارته عندما رأى تلك السيارة قادمة و هى غير منتبهه لها و هى تقطع الشارع الواسع بحاراته الأربع ليعود و يركض نحوها يهتف بها بفزع لتنتبه .." جميلة أنتبهي " أدارت رأسها على صوته الفزع تنظر إليه بدهشة عندما وجدته خلفها يدفعها عن الطريق لتسقط جوار الرصيف قبل أن تصدمه السيارة في نفس الوقت ..نظرت لجسده المكوم بفزع صارخة قبل تقف بسرعة و تتجه إليه متجاهلة جسدها المكدوم من السقطة كان الرجل سائق السيارة قد توقف بغتة ليرى في أي مصيبة قد ورط نفسه باستعجاله عدل فريد الذي كان مصاب في رأسه التي كانت تنزف لتغرق قميصه و هو يفيقه .. " يا سيد هل أنت بخير أفتح عيناك أرجوك و إلا تورطت في مصيبة لست حملها الآن " فتح فريد عينيه متمتما بألم .. " ا****ة عليك لما لا تنتبه للطريق أمامك كدت تقتلها " سأله الرجل و جميلة تجلس جواره على الأرض تتطلع على دمائه المغرقة ملابسه .." أقتل من أنت هو المصاب هل تأثرت رأسك بالحادثة أرجوك طمئنني " سألته جميلة بقلق .." أنت بخير فريد أجبني " أبتسم فريد بهدوء قائلاً ليطمئنها و هو يرى شحوب وجهها .." أنا بخير جميلتي هذه رضة بسيطة سأتحمل أضعافها من أجلك جميلتي " قالت بغيظ و عيناها تدمع .." أنت كيف تفعل ذلك أيها الأ**ق لو قتلت الآن كيف كنت سأعيش مع ذنبك هل أنت مجنون " أشار إلى الرجل ليرحل قائلاً .." تفضل أذهب أنا بخير أنه جرح صغير و لكن تذكر أنك لن تنجو كل مرة لذلك أحذر و قد بتروي أرواح الناس ليست رخيصة " قال الرجل بأسف .." أنا أسف و لن أكررها و لكن فلتأتي لأوصلك للمشفى لتضميد جرحك فيبدوا أنه ينزف كثيرا " رد فريد بحزم .." لا فقط أذهب و أنا سأكون بخير سيارتي هنا و سأذهب بنفسي " تركه الرجل مستسلما و رحل فعادت جميلة لترحل هى الأخرى و عيناها غارقة بالدموع فقال لها برجاء .." ستتركينني وحدي غارقا بدمي جميلة الن تأتي معي للمشفى على الأقل " التفتت إليه وقالت غاضبة و يدها تمسح دموعها عن وجهها .." لا لن أذهب معك فريد و إلا سأقتلك بنفسي ا****ة عليك فريد أبتعد عن طريقي " تركته جميلة باكية ليتن*د بضيق متمتما .." ما أيبس رأسك جميلتي و لكني لن أيأس فبالنهاية ستكونين لي " وضع يده على رأسه متألما و أكمل .." و لا أصلب من رأسي أنا أيضاً سأفعل أي شيء  من أجلك جميلتي "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD