الفصل الثاني صرخت عتاب عندما رأت فريد الغارق بدمائه و هى تسأله فزعة و تدخله الشقة فهو بعد أن ذهبت جميلة و تركته أمام الجامعة و رفضت الذهاب معه للمشفى لتضميد جرحه عاد إلى سيارته و بدلا من أن يقودها للمشفى عاد للمنزل و هو يشعر بالضيق مما حدث له أشهر يحاول التقرب منها و لا نتيجة أو تقدم ..” ماذا .. ماذا حدث لك كيف أصبت هكذا ..ما كل هذه الدماء فريد “ دخل فريد بتعب و قال بإرهاق ..” فقط دعيني أجلس عتاب أكاد لا أرى أمامي و أشعر بالدوار “ أجلسته عتاب و نادت صفوة لتأتي هذه الأخيرة مسرعة عندما رأت فريد هكذا صرخت بدورها فزعة فقال فريد بألم و هو يمسك برأسه .. ” كفا عن الصراخ كلتاكما رأسي سينفجر “ سألته عتاب بقلق ..” كيف أصبت و أين كنت فريد أجبني “ أستند فريد برأسه على ظهر المقعد و تمتم بخفوت ..” فقط ضمدي لي رأسي عتاب و أتركيني أغفو قليلاً و بعدها سأخبرك عندما أستفيق “ أسرعت صفوة لتحضر بعض الشاش و القطن و المطهر و أتت بهم لعتاب التي لفت حول المقعد لتقف خلف فريد أحنت رأسه للأمام ترى الجرح الذي كان متورم و شق بطول الأصبع به شهقت عتاب عندما رأته و قالت بفزع ..” أنه كبير فريد يجب أن تذهب إلى الطبيب يحتاج تقطيب " هز رأسه بنفي ..” لا فقط قومي بتنظيفه و ضعي عليه قطعة قطن و أربطيها بالشاش “ جادلته عتاب و صفوة نفس الوقت و هن يتحدثن معا قائلتين ..” يجب أن تذهب إلى الطبيب كفاك عنادا “ هتف بهم بحدة و هو يحاول النهوض و تركهم ..” حسنا لا أريد منكن شيئاً سأذهب لغرفتي لأبدل ملابسي “ أمسكت به عتاب حتى لا ينهض و سمرته في مقعده قائلة بسرعة .. " حسنا حسنا فقط أهدئ ..“ قالت لصفوة الواقفة جوارها تمسك بالقطن و المطهر ..” أتي لي ببعض الماء و منشفة صغيرة لننظف رأسه أولا “ أسرعت صفوة لتنفيذ أمرها فسألته عتاب بحزم تحذره أن لا يجاوب بصدق ..” أين كنت فريد عندما أصبت و كيف “ تجاهل فريد نصف سؤالها الأول و أجاب على النصف الثاني قائلاً .. ” لقد صدمتني سيارة و لكن ليس بقوة كما ترى أنا ما زلت حيا “ شهقت عتاب بفزع .. ” سيارة لماذا و أين كنت تسير “ تهرب فريد من إجابتها على عودة صفوة بما طلبت عتاب و هو يقول .. ” ليس في مكان كنت أسير في الشارع فقط و لم أنتبه للطريق “ قالت صفوة غاضبة ..” هل ذهبت لجامعتي فريد “ قبل أن يجيبها سألته عتاب بحدة ..” هل ذهبت لرؤية جميلة فريد ألم أنهك عن ذلك أكثر من مرة لقد أخبرتك أن والدها لا يريد خطبتها لأحد الآن لما أنت يابس الرأس هكذا “ عاود ليسند رأسه على المقعد قائلاً بتعب ..” لن أيأس سأظل أطالبها إلى أن يوافق “ سألته صفوة ..” و هل أصبت هناك ماذا حدث “ رد فريد ..” لقد كادت السيارة تدهسها فدفعتها عن الطريق “ صرخت عتاب في وجهه ..” مؤكد بسببك فريد هل تضايقها أيضاً يا أخي رجل القانون هل تطاردها أيضاً “ أغمض عينيه متمتما بألم و صوتها الحاد يخترق رأسه ..” لا لا أفعل فقط أريد محادثتها “ قالت صفوة بتروي ..” لما لا تبتعد عنها الآن فقط فريد لحين تنهي دراستها و بعد ذلك تقدم لخطبتها حتى لا يكون هناك حجة لرفضك إذا كانت تريدك “ هز رأسه نافيا ..” لن أنتظر ثلاث سنوات لذلك لتكن لي و تكمل دراستها لن أمانع “ ردت عليه عتاب بغضب ..” هى لا تريد فريد أترك الفتاة في حالها و لا تجبرها و تحاصرها جميلة ليست فتاة عادية مثلنا .. أنها معقدة أخي و لا تستطيع معرفة كيف تفكر هى ليست كشقيقتها طيبة المعشر و سهلة التعامل معها لديها من العقد ما يفوق احتمالك “ أجابها فريد بحزم وقوة ..” لا يهمني أريد حل عقدها واحدة تلو الأخرى ليس لدي مانع أنتظرها لتجهز “ قالت عتاب بغضب ..” أستمع لنفسك فريد .. هل ستجبرها أن لم تريدك “ رد فريد بحزن و قد أنهكه الحديث حقاً فهو له أشهر يطلب من الجميع الحديث مع العم محمود بشأنها و يأتيه نفس الرد من الجميع .. لتنهي دراستها أولا لم لا يفهمان أنه لن يؤثر على دراستها في شئ .. كل ما يريده هو أن تكون له ليتأكد أنه لا أحد سيخطفها منه فهو يذهب إلى الجامعة و يرى نظرات الشباب إليها رغم ملابسها الساترة و خاطبيها الذين يأتون تباعا و يعلم عنهم من هنا و هناك لا لن ينتظر إلى أن تضيع من يده ..” أحبها عتاب “ تن*دت عتاب بحزن و قالت باستسلام ..” و لكن يا أخي إن لم تريدك فماذا ستفعل “ أبتسم فريد بمزاح قائلاً ..” سأقبلها أسفل الدرج حتى لا يكون لديها فرصة لترفض “ أحمر وجه عتاب و صفوة و الأولى تقول بغضب مازح ..” أصمت أيها الأ**ق و لا تتصرف بجنون يكفينا واحد في العائلة “ قالت صفوة بخجل ..” إن فعلتها مع جميلة ستقتلك حتما فهي تبدوا هادئة و لكنها عنيفة في تفكيرها أسألني أنا فهي صديقتي منذ المرحلة الإعدادية “ سألها فريد بجدية ..” ماذا يمكنها أن تفعل معي إن حدث أخبريني “ قالت عتاب بغضب ..” فريد كيف تسألها شئ كهذا أيها الوقح و تنعت زوجي بقليل الحياء و أنت تخطيته “ ضحك فريد ساخرا ..” عتاب يا أختي زوجك ليس هناك في وقاحته و قلة حيائه و أنا شاهد على ذلك ..لقد عاصرت جنونكما معا نسيتي “ أبتسمت عتاب بحنان متذكرة كل أفعال فجر المجنونة منذ تزوجته فقالت برقة ..” حسنا أتركنا من زوجي المجنون و دعنا في جرحك لنقوم بتنظيفه و تضميده و لكن أعلم أنك يجب أن تذهب إلى الطبيب لمعاينته حتى لا يلتهب أو ينزف باستمرار طالما هو مفتوح هكذا “ تمتم يجيبها بلامبالاة ..” حسنا أبدئي في التنظيف أموت تعبا و أريد النوم “ بعد أن نظفت عتاب جرحه ساعدته في تبديل ملابسه و أصعدته لسريره ليغفوا قليلاً فقال فريد قبل أن تخرج ..” أبعدي شياطينك عن غرفتي عتاب و إلا سألقي بهم من الشرفة “ ردت ضاحكة و هى تغلق الباب ..” نعم كما عاقبتهم حرقا أيها الكاذب “ أغلقت الباب و تركته نائما لتعود لصفوة و هى تقول ..” أريد الحديث معك صفوة “ قالت صفوة بتفهم ..” تريدين الحديث عن جميلة عتاب “ هزت عتاب رأسها بصمت فقالت صفوة ..” سأخبرك بكل ما أعرفه عنها عتاب و لن أخفي شئ و لكن هذا لن يساعد فهي ترفض الزواج بالمرة هذا ما تردده دوماً “ جلستا معا و قالت عتاب بهدوء ..” تحدثي “ ************************ ”جميلة حبيبتي كيف حالك “ سألتها فريدة بحنان و هى ترى وجهها شاحب كالموتى بعد أن أنهت دراستها اليوم هاتفت نجمة بمجيئها و منذ أتت و هى لا تتحدث و فقط جالسة تنظر لطفل نجمة و طِراد و هو يلعب حولهم في الغرفة بشرود رافضة محاولات نجمة لجرها للحديث أجابتها جميلة باسمة ..” بخير جدتي “ رسمت فريدة بسمة ناعمة على شفتيها و هى تفكر في هذه الفتاة كلمة واحدة أو كلمتين لا أكثر المرات الوحيدة التي رأتها تتحدث بحرية هى مع صفوة قريبة عتاب أو مع طِراد حفيدها و هى تحادثه عن كريم ..لما هى منغلقة هكذا مؤكد هناك سبب لذلك .. قالت فريدة بهدوء ” ما رأيك أن تأتي معي لنسير قليلاً في الحديقة في الخارج لي زمن لم أخرج منذ شرفنا هذا الصغير الذي أخذ كل وقت والدته و شغلها عني “ قالت نجمة الجالسة على الأرض تلاعب عز الدين الصغير الذي سمى على اسم جد طِراد و زوج جدتها فريدة ..” هل أسمع هنا تأنيب مقنع جدتي و أني أهملتك “ ردت فريدة مازحة ..” و هل قلت هذا أنا فقط بت أغار من هذا العز الذي أخذك مني عندما أتت شمس لم يحدث هذا ..“ قالت نجمة باسمة ..” هذا لأن شمس أخذت طِراد من كلتانا فلم يتبق غيرنا نواسي بعضنا .. أما هذا فهو لم يحرك في والده نصف ما فعلت شمس حتى ظننت أنه لا يهتم “ أجابت فريدة ..” لا تقولي هذا هو فقط يريدك أن تشبعي أمومتك التي لم تتشبع مع شمس لتعلقه بها و لكنه يعوض ذلك في عدم وجودك بالجوار و الآن أصمتي و دعيني أستغل جميلتنا في السير و الحديث قليلاً قبل أن تتركنا و تذهب لمنزلها “ ثم التفتت لجميلة قائلة ..” هيا يا عزيزتي أمسكي بذراعي لأستند عليك و نحن نسير “ نهضت جميلة و لفت ذراعها بذراع جميلة و خرجتا أمام عيني نجمة الحائرة من وضع شقيقتها .. كانت تسير بتمهل مع فريدة و هى تتطلع حولها على الأشجار المثمرة في أوانها و الأزهار المتفتحة و رائحتها المنعشة التي تنتشر في الجو حولهم .. أشارت فريدة للكوخ الخشبي بعصاها قائلة ..” تعالي لنجلس هناك و نتحدث قليلاً “ قادتها جميلة و دلفتا للكوخ و جلست كلتاهما على المقعد الخشبي الذي قام طِراد بشراء وسادات له ليكون مريحا في الجلوس لعلمه أن جدته تحب الجلوس به دوماً عندما تخرج للحديقة .. قالت فريدة باسمة بعد فترة قصيرة من الصمت بينهما ينصتان لصوت العصافير في الخارج .. ” هل تعلمين هذا الكوخ له ذكري طيبة على نفسي “ كانت جميلة تستمع بصمت إلى فريدة التي قالت مكملة بمرح ..” بسببه عرفت أن طِراد يحب نجمة قبل أن يطلبها بأشهر “ نظرت إليها جميلة متسأله ..” كيف علمتي أنه يحبها جدتي “ أبتسمت فريدة بحنان هذا جيد أقلها لفت حديثي اهتمامها قالت تجيبها بهدوء ..” عندما كانت نجمة تأتي لهنا للعمل تذكرين ذلك الوقت“ هزت جميلة رأسها صامته فقالت فريدة ..” وقتها كانت معتادة أن تنتظرني هنا لحين أنهي فطوري عندما كانت ترفض الجلوس معنا كانت تأتي لهنا تنتظرني .. تلك الفترة كنت أراقب حفيدي جيداً كان ينهض بعد خروجها بثوان قائلاً أنه أنهى طعامه و سيذهب لعمله ..هل تعرفين أين كنت أجده عندما أخرج “ ردت جميلة تتسأل بفضول ..” أين جدتي أين كنت تجديه “ أتسعت بسمة فريدة و أشارت للشجرة الكبيرة على يمين الكوخ قائلة .. ” هل ترينها تلك الشجرة هناك “ هزت جميلة رأسها فضحكت فريدة بمرح..” كان دوماً ما يقف خلفها ينظر لنجمة و هى غافلة عنه و لكن أنا كنت أراه و أضحك للأمر بيني وبين نفسي .. لقد علمت أنهما يحبان بعضهما قبل حتى أن يعلما هما بذلك “ تن*دت جميلة و سألتها بشرود ..” كيف تعلمين أنك تحبين أحدهم جدتي أخبريني “ شعرت فريدة بالذهول من سؤالها و لكنها لم تظهر ذلك لها فهى لأول مرة تتسأل عن أمر حساس كهذا .. لذلك تحدثت بصوت عادي حتى لا تتراجع جميلة عن الحديث و تخجل منها ” هناك طرق كثيرة لمعرفة ذلك يا حبيبتي تريدين معرفة بعضها “ هزت جميلة رأسها موافقة فقالت فريدة بحماسة ..” أنا مثلاً عرفت أني أحب زوجي عز الدين رحمه الله عندما أصبته في وجهه “ شهقت جميلة فضحكت فريدة تكمل ..” عندما تزوجنا لم نكن نحب بعضنا لقد كان زواجنا عادي ابنة الجيران المناسبة و عائلتينا تعرفان بعضهما .. عز الدين كان ماذا أقول لم يكن ذلك الرجل الذي يظهر مشاعره أو يقول كلام عاطفي أو يقوم بتدليلي لأعرف من ذلك أنه يحبني بل كان عملي في كل شئ حتى كاد يخنقني قبل زفافنا بيومين أرسلت له لأتحدث معه ..فأتي نفس اليوم .. فأخبرته أني لا أحبه و لا أريد أكمال هذه الزيجة و يستطيع أن يخبر الآخرين أنه من تركني إذا أراد .. حتى لا يشعر بالإهانة من ذلك “ سألتها جميلة بلهفة ..” و ماذا قال “ شردت فريدة قليلاً و على فمها ابتسامة حنين لتلك الأوقات و ذلك الرجل الذي سلب عقلها و تركها أصلب مما كانت تظن برحيله تمني النفس بأنه سيكون لها من جديد في الآخرة .. منتظرة ذلك الوقت الذي ستذهب به إليه بفارغ الصبر قالت فريدة بهدوء ..” لقد أخبرني أنه ليس جبانا ليتخفى خلفي من رفضي له و أنه هو أيضاً لا يريد واحدة مثلي ضعيفة الإرادة ليست عندها القوة لمواجهة حياته الصعبة في المزرعة متحججة بسبب تافه كالحب و هراء الفتيات “ ضحكت جميلة برقة قائلة ..” و ماذا فعلتي جدتي “ قالت فريدة بمرح ..” كنا نجلس في غرفة الجلوس في منزلنا و كان أبي يحب جمع التحف و الأعمال الفنية كالتماثيل المنحوتة من الخشب و تماثيل الخزف كانت الغرفة ملئه بها..و من سوء حظه أو أقول من حسن حظي أنا ..تلفت حولي و أنا أتميز غيظا و أمسكت بمصباح من الخزف على شكل طائر النسر و ضربته به على رأسه كل ما شعرت به وقتها و أنا أرى الدماء تنزف من جبينه و الجرح الذي في رأسه هو أني سأموت أن حدث له شئ وجدت نفسي أصرخ بذهول و أنا أتأسف بهستيريا و يدي على جرحه تكتم النزف لأجده يبتسم قائلاً بمرح سنتزوج في موعدنا لولا أن كل شئ معد لأخذتك معي الآن لأعاقبك على فعلتك “ سألتها جميلة برقة ..” و ماذا فعلتي جدتي هل تزوجتما في موعدكما “ قالت فريدة بمرح ..” بالطبع من أين جاء والد زوج شقيقتك إذا “ ضحكت جميلة بمرح و سألتها خجلة ..” و ماذا أيضاً جدتي أخبريني بطريقة أخرى تعرفين بها أنك تحبين أحدهم ..“؟؟ ردت عليها بهدوء قائلة ..” سأخبرك “ ******************* كانت تجلس معها صامته على غير عادتها عند إنتهاء المحاضرات فهما متعودتان على مناقشة كل شئ درساه اليوم قبل رحيلهم للمنزل ..نظرت صفوة في ساعة يدها قائلة ..” الن تذهبي للمنزل أم تنتظرين زوج شقيقتك سيأتي لأخذك “ أجابتها جميلة و هى تنهض لتلملم أشيائها ..” لا لقد ذهبت إليهم أمس بعد الجامعة و اليوم سأذهب للمنزل “ قالت صفوة بغموض ..” حسنا هيا بنا سأذهب على طريقك و بعدها أكمل “ تحركت كلتاهما للخارج بصمت و قد طال بينهما حتى سألت جميلة صفوة بحدة لا تعرف ما هو سببها ..” لماذا لم يأتي أخيك ليأخذك اليوم“ التفتت إليها صفوة بجمود و قالت بلامبالاة ..” لا لشيء فقط هو مريض و لن يستطيع الخروج من المنزل لثلاثة أيام كما أخبره الطبيب “ كانت جميلة تتحرق لتسألها عما حدث و لكنها لم تستطع فابتسمت صفوة بمكر قائلة فهى قد بالغت في الأمر ففريد ذهب مع فجر للطبيب و قام بمعالجة جرحه و أعطاه بعض المضادات الحيوية ليشفي الجرح سريعا ..” لم تخبريني ماذا درستم أمس ألم تأتي أنت أيضاً “ أجابتها جميلة بشرود ...” لقد أتيت و لكني نسيت أن أخبرك غداً أفعل“ سألتها صفوة باسمة ..” و لم ليس الآن و نحن نسير حتى نضيع الوقت في الحديث فلا نشعر بالطريق “ ردت جميلة بملل و نفاذ صبر ..” لا أريد الحديث الآن صفوة ليس لي ميزاج لذلك “ هزت صفوة رأسها موافقة و أمسكت بذراع جميلة قائلة بمرح .. ” تتذكرين رؤية أخت فجر زوج عتاب “ هزت جميلة رأسها بصمت فقالت صفوة بغموض ..” يبدوا أنها ستترك خطيبها فبينهما مشاكل كثيرة “ سألتها جميلة بضيق ..” لماذا ستتركه لقد جئت لخطبتهما و رأيته يبدوا شاب جيد “ قالت صفوة بلامبالاة ..” كنا نظن هذا إلى أن بدأ يشك بها “ سألتها جميلة متعجبة ..” لماذا يشك بها عندما رأيتهم كانوا يبدوان يحبان بعضهما “ ردت صفوة بلامبالاة ..” كلما راها تحادث أخي فريد ضايقها بالحديث حتى باتت تظن أنه يشك بها أنها تحبه ..هذا الغ*ي لو كانت تحبه لطلبها منذ زمن فهما يعرفان بعضهما منذ سنوات طويلة “ سألتها جميلة بجمود ..” ربما هو يحبها و يعاملها بطريقة لفتت نظر خطيبها لذلك شك بها “ قالت صفوة بتروي ..” ربما معك حق سأذهب لأسأله ربما هو كذلك و نحن لم ننتبه “ سألتها جميلة ببرود ..” معك حق ربما لم تنتبهوا “ أكملا سيرهم بصمت إلى أن سألتها جميلة و قد أوشكا على الافتراق .. ” أنت لم تخبريني كيف حاله هل هو مريض لهذا الحد حتى يبقى لأيام في المنزل ماذا حدث له“ هزت صفوة كتفيها بلامبالاة .." لا أعرف لم يخبرنا سوى بسيارة صدمته و لم يزد على ذلك لا تتخيلين صدمتنا و هو عائد إلى المنزل و ملابسه غارقة بالدماء و رأسه ينزف “ سألتها جميلة بصدمة ..” ألم يذهب إلى الطبيب قبل أن يعود إلى المنزل“ نفت صفوة و قد شعرت بالغيظ من جمودها و هى تتسأل كأنها لا تعرف شئ ..” لا لم يذهب ربما لم يجد أحدا يذهب معه لذلك فضل العودة إلى المنزل و لكن زوج شقيقتي فجر أصر عليه أن يذهب إلى الطبيب “ سألتها جميلة بتردد ..” و كيف هو “ أبتسمت صفوة مشفقة على حيرة صديقتها فهى لا تعرف هل تكرهه أم تهتم به و لو قليلاً ..” بخير لقد ظل نائما حتى اليوم قبل أن أتي للجامعة هل تصدقين “ هزت جميلة رأسها صامته فقالت صفوة تودعها و هى تقبلها على وجنتها ..” أراك غداً جميلة لا تتأخري في المجيء “ قالت جميلة و هى تشير إليها مودعة ..” حسنا إلى اللقاء “ أفترقتا و كل منهم في طريقها إلى منزلها .. **************** ” جدتي أنا في حاجتك “ قالها فريد و هو يجلس فريدة في المقعد الخشبي في الحديقة العامة التي تعودت أن تقابل فيها الفتيات و الأولاد لأعوام ..قالت فريدة باسمة فهو قد هاتفها و سألها المجيء للحديث لتخبره أن يأتي و يأخذها ليسيران في الخارج قليلاً فلها وقت لم تخرج ..و بعدها بنصف ساعة كان يصف سيارته على جانب الطريق لينزلها و يأتيان لمكانها المفضل ..” لي أشهر لم أتي لهنا فريد و قد أشتقت للمكان حقاً “ أبتسم فريد بحزن ..” أنا أسف جدتي أنا أعلم أننا مقصرون في زيارتك و لكن أنت تعلمين يمر الوقت و لا نشعر به تتذكرين حديثنا في ذلك اليوم في المزرعة لقد مر تقريباً عامين جدتي هل تصدقين ..“ أبتسمت فريدة قائلة بمزاح ..” عامين و أنا أنتظر أن تبدأ قصتك فريد و لكن يبدوا أنك تنتظر رحيلي عن العالم حتى تبدأ بها “ قال فريد معاتبا و هو يمسك بيدها يقبلها ..” أطال الله عمرك جدتي لا تقولي هذا مرة أخرى نحن لا شئ بدونك “ سألته فريدة بمكر و هى تضع كلتا يديها تمسك بها عصاها ..” أخبرني بني فيما أنت في حاجتي “ قال فريد بهدوء ..” أنا في حاجتك لبدء قصتي جدتي “ رفعت فريدة حاجبها بمكر قائلة ..” و ما هو مطلوب مني لأفعله لتبدئ قصتك فريد “ قال فريد ..” أنت لم تسأليني عمن هى التي أريد بدء قصتي معها جدتي ماذا أفهم من ذلك “ ضحكت فريدة بمرح قائلة ..” تفهم أنك غ*ي فريد تماماً كمن سبقوك لي عامين أنتظركما لتبدأ قصتكما و لكن يبدوا أنكم يابسي الرأس أكثر مما أظن “ قال فريد بضيق ..” لقد حاولت كثيرا جدتي لأشهر و أنا أحاول و لا نتيجة “ سألته بجدية ..” أخبرني فقط ماذا تريدني أن أفعل “ قال بحزم ..” أقنعي فقط العم محمود ليوافق على خطبتنا “ سألته بهدوء ..” أليس من الأفضل أن تجعلها هى توافق و بعدها الباقي سهل “ قال فريد بحزم ..” لا جدتي أنا لن أضيع الوقت في محاولة إقناعها هى أنت تعرفينها أنها صعبة المراس و لا تسمح لي بنطق كلمة فكيف سأقنعها فليوافق العم محمود على الخطبة و بعدها سأقنعها هى “ قالت فريدة بهدوء ..” و إن لم توافق بعد موافقة والدها ماذا ستفعل ..تعلم أنه لن يجبرها على شئ “ تن*د فريد بيأس ..” لا أعلم أنا فقط أخشى “ صمت فريد بضيق فربتت فريدة على قدمه ..” أعطها بعض الوقت بني هذه الفتاة رغم تكتمها و عدم تبسطها في الحديث مع الكل و لكنها حساسة و تتأثر بأفعال من حولها لا تضغط عليها في شئ فلننتظر مرور هذا العام أيضاً سيتبقى لها عامين دراسة وقتها ربما ستحل وحدها و بدون تدخلنا أو توسطنا لدي والدها ربما رحب بالأمر أنت فقط أنتظر قليلاً “ سألها فريد مستسلما ..” هل ترين ذلك جدتي أخشى أن تضيع من يدي أو تحب أحدا غيري في هذا الوقت “ قالت فريدة بهدوء و هى تربت على قدمه ..” إن فعلت فهى ليست من ستبدأ معها قصتك فريد و لن تكون قسمتك المشاعر يجب أن تكون متبادلة بني حتى تستمر “ قال بحزن ..” معك حق جدتي .. حسنا سأنتظر بضعة أشهر لن تضير في شئ و لكن أنا أخبرك منذ الآن أنها ستظل تحت عيني لحين قدوم الوقت المناسب “ أبتسمت فريدة قائلة ..” هذا هو ما أريده منك و الآن أخبرني كيف جرح رأسك أيها العنيد “ ******************* بعد عام ضمتها صفوة مهدئة ..” أهدئي جميلة لقد مر الأمر على خير و سيأخذ عقابه من إدارة الجامعة لقد شكوته بنفسي “ بكت جميلة بحرقة ..” لما أنا صفوة ماذا فعلت له ليفعل معي هذا “ قالت صفوة تهدئها ..” حبيبتي أنه إنسان تافه لا تلقي له بالا و إن تعرض لك مرة أخرى سنبلغ الشرطة عنه و ليس إدارة الجامعة لا تقلقي أنا لن أتركك وحدك هنا مرة أخرى “ قالت جميلة بغضب ..” هذا الحقير كيف يفعل ذلك لقد جرح قدمي و كاد ي**ر ذراعي “ ردت صفوة و هى تنهضها ..” لا تريها لوالدتك حتى لا تحدث مشكلة معك بسببه و العم محمود يأتي و ربما يكثر الحديث عنك هنا بعدما قاله هذا الحقير أمام الطلبة “ هزت جميلة رأسها و هى تتأوه ..” اااه قدمي تؤلمني صفوة كيف سأبرر لوالدتي هذا “ أجابتها صفوة ..” أخبريها أي شئ جميلة حتى لو أنك سقطتي من على الدرج أي شئ “ كانت تسير ببطء متألمة خرجتا من باب الجامعة لتجد صفوة فريد منتظرا مجيئها فقالت جميلة بذعر ..” لا تخبريه شئ صفوة مما حدث أرجوكي “ طمأنتها صفوة قائلة ..” حبيبتي لن أخبره فأنا أعلم ماذا سيفعل أن علم شئ كهذا ربما ذهب و قتله “ تقدم منها فريد باسما ما لبث أن تلاشت بسمته و هو يرى جميلة تسير بعدم استواء فسألها بقلق ..” ماذا حدث لقدمك “ أجابته صفوة تطمئنه ..” لا شئ فقط سقطت من على الدرج لما لا توصلها اليوم على طريقنا فالعم محمود لن يمانع عندما يرى إصابتها“ قالت جميلة برفض ..” لا داعي سأخذ سيارة أجرة “ رد فريد ساخرا ..” حسنا جميلة .. أدفعي لي ما ستدفعينه للسائق أقلها لن أكون قلقاً عليك و أنت تركبين مع أحد غريب وحدك “ أمسكت صفوة بيدها لتدفعها تجاه السيارة و فتحت الباب المجاور لفريد لتجلسها قائلة بمكر ..” حتى تستطيعين فرد قدمك المصابة فالسيارة في الخلف ضيقة “ صعدت جميلة على مضض و هى تنظر إلى صفوة بتوعد .. جلس فريد جوارها و أغلق الباب فأبتعدت قليلاً في مقعدها مما جعله يدير السيارة بغضب و هو يضرب الموقد بحدة قائلاً ..” أنا لست سمينا لهذا الحد لتفسحي لي بجانبك حتى تلتصقين بالباب هكذا “ رمته بنظرة جانبية و قالت ببرود ..” لم أفعل ذلك أنت يهيئ لك أم أنك تريدني أن أمدحك و أخبرك أن جسدك يشبه المصارعين “ أبتسم فريد ساخرا و سألها ..” و هل أنا كذلك “ ردت بحنق ..” لا لست كذلك “ قالت صفوة من الخلف لتهدئ الوضع ..” أخبرني فريد هل أنهيت شقتك أم لا “ رد فريد و عيناه على جميلة الجالسة جواره ..” ليس بعد هناك بعض الأشياء التي تنتظر العروس لتنهيها بنفسها “ ضمت جميلة حقيبتها لص*رها و صفوة تقول ..” لم لا تعجل بذلك أخي لقد تخطيت السابعة و العشرون “ رد فريد بهدوء ..” قريبا يا عزيزتي لقد تقدمت لإحداهن و أنتظر ردهم على طلبي “ أشاحت جميلة بوجهها تنظر إلى الطريق خارج السيارة شاردة و هى تفكر .. أخيراً سيكف عن ملاحقتي و يرتبط بأخرى ..لا بأس هذا جيد .. شعرت بعينيها تحرقها فرفعت يدها لتجد دموعها تسيل فذعرت من ذلك و أدارت رأسها تجاه النافذة حتى لا يرها أحد و لكن لم يفت ذلك صفوة الجالسة في الخلف تنظر إليها بحزن فقالت تسألها بهدوء .. ” هل قدمك تؤلمك جميلة “ أجابتها جميلة بألم و قد وجدتها فرصة مناسبة لتبرر دموعها التي تسيل ” أجل صفوة تؤلمني ..تؤلمني كثيرا “ قال فريد بقلق ..” هل نذهب إلى الطبيب جميلة ليرها “ ردت عليه بضيق ..” لا شكراً لك فقط أوصلني للمنزل بسرعة و سأكون بخير “ صمتت بعد ذلك و ص*رها يؤلمها و لا تعرف السبب .