الفصل الثاني اليتيمه
عمارتهم سقطت ع من فيها
ماذا سوزان يوسف امي كانت تصرح لا تعرف كن تنعي منهم فجميع عايلتها بالداخل تصرخ باسم سوزان تبكي تنادى امها التي طالما تخبرتها حينما تحتاجيني ناديني فقط وسأكون امامك انجدك ظلت تصرخ باسمها ولكن لا حياه
لمن تنادى .. الجميع كان يظن ان الام فقط ف المنزل لان الاطفال ف المدرسة ف هذا الوقت صدمو حين عرفو ان تلك الفتاه فقط التي خرجت من تلك الكارثه .. فلمن ومع من ستعيش
الليل يقترب وحتي الآن الجثث مفقوده كانت شمس تقريبا انهارت بين احضان الجيران الجميع يمسك يدها يواسيها .. يحتضنها ظلت تتنقل بينهم وبين عربات الاسعاف التي تنقل الموتي والتي حتى الآن لم يكن اهلها بينهم .. تتظر ابتسامة سوزان اليوم وهي تودعها قائلة ستكونين نجمه كالشمس فعلا ياشمس اما يوسف .. قل ستكون كالحريق تحرقين كل شيء .. وامها قبلت رأسها وغادرت لاخر مره ..
كانت اشعة الشمس بدأت تتنير الكون عندما سمعت رجال الانقاذ يتحدثون وجدنا اخر ثلاث جثث .. سقطت حينخا مغشي عليها كانت تتمنى ان تقاوم امها وتظل معاها ان يقاوم يوسف ان تظل سوزان لاجلها فهي صديقتها الوحيده مهما يكن .. كيف لعالمها الصغير إن يتبخر هكذا !؟
لذا عقلها لم يستوعب تلك الصدمه ..
اخرج رجال الانقاذ جثة سوازن وجثة الام اما يوسف كان ما زال قلبه ينبض .. هلل الجميع لان الطفل مازال ع قيد الحياه وف نفس الوقت يترحمون ع حاله كيف سيعيش هو واخته بدون ام ترعاهم ومن لهم هؤلاء الصغار فمنذ سكنهم بهذا الحي لم يزرهم احد ولكنها هي واطفالها تعامل الجميع كأهلها ..
كانو يحاولون إفاقة الفتاه بينما يضعون يوسف ف عربة الاسعاف اما امها وسوزان تم نقلهم إلي المشرحه ..
بمجرد ان فاقت شمس اخبرتها جاره لهم بأن اخيها ع قيد الحياه هنا اشتعل بريق الآمل ف عيناها من جديد ولكن سرعان ما انطفأ فكيف هي سترعاه !؟ هما يحتاجون إلي امهم .. ولكن هناك احد سيساندها ع الحياه مهما يكن ذهب معهم إلي المشفي للترا اخوها الذين لم يعرفو ما اصابه بعد .. لم يستطع اي احد من الجيران ان يأخذها للتعرف ع جثة اختها وامها تناسوا الامر وتركوها معلقه امام غرفة اخيها الذين حوله الاطباء يحاولون اكتشاف ماذ اصابة بالتحديد
ولكن قبل ظهر اليوم كانت المشفي تريد ان تخرج الجثث ليتم الدفنه طالما احد افراد العائلة موجودين ولم يكن هناك سوا تلك الصغيره شمس ..
امسكت بيدها معلمتها التي بمجرد معرفتها الخبر اتت لتقف بجوارها لان شمس كانت الطفله المقربة من الجميع بل طفله العالم وليس طفلة امها فقط .. وكأنها كانت تشعر انها ستظل لوحدها مع ذاك العالم الذي صادقته مبكرا .. حينها اتي زوج المعلمه صباح ليخلص اجراءات الدفن بعد ان تعرفت شمس ع والدتها واختها
انهارت لم تريد ان تترك يد والدتها تثرح تشد عليها تخبرها بان تستيقظ كيف تتركها كيف وهي كانت تخبرهم انها ستحميهم وكيف وهي هربت بهم من العائلة حتي لا تفقد يوسف وها هي تركتهم جميعا أي ام هي لترحل تاركه يوسف هكذا .. تبكي تصرخ رهف تض*ب الارض بقدمها لا تريد من امها ان ترحل فكيف بطفل العاشره يرا اهله يغادرون الحياه ولن يراهم مجددا .. بل ويتركونه وحيد بعد ان كان هناك منزل بيت حياه دفء كل شيء تبخر مع ذاك السقوط ..
كانت صباح تحضتضن شمس حتي تاخذها تتعرف ع اختها بمجرد روية وجه اخته كان مهشم بالكامل لكن هي ملابسها التي كانت ترتديها ف الصباح صرخت صرخة هزت جميع القلوب الواقفه الجميع يدعو باللطف بتلك الفتاه التي لا تعلم كيف سيكون مستقبلها ..
ظلت ع باب المشرحه حتي وقت الغسل .. لم يعرفوا ماذ يقولون الجميع ينتظر لتلك الفتاه بوجع بقهر بحسرة.. كانت تذهب إلي الجنازه بنفس فستانها الاحمر تبكي تصرخ تخبرهم ان لا يأخذوها وكيف بامها ان تتركها تخبرهم بأنها ستفيق الآن اتركوها قليلا معها. القليل من الوقت فقط .. ولكن لا احد يستمع لها تهرول خلف النعش تقول
بالله ما تسبيني يأماما .. هتسبيني لمين طيب .. طيب هترجعي امتى ولا مش هترجعي زي بابا
كانت تكرر تلك الكلمات وكأنها جنت حتي لحظة الدفن ادارات ان تحضرها ارادات ان تتاكد ان والدتها لن تعود ربما .. بل ان حياتها لن تعود كما كانت قبل ساعات فقط وهي بطله تضحك ع المسرح والآن جريحه بالفراق لا تعرف تبكي امها أَم صديقة عمرها واختها سوزان كيف ان جمالها ش*هه الحادث .. كيف كان اخر مشهد رأت اختها عليه كان مؤلم لها في مخيلتها بل قاسي ..وكأنه حُفر ف الذاكره كلما تحاول ان تغمض عيانها سيزورها..
انتهي الدفن الجميع رحل الجميع غادرو ذاك الواجب الذي يقومون به اما شمس لم تستطيع ان تتحرك
كانت صباح تقف بعيد تاركه الطفله تعبر عن شعورها وتبكي لبكائها فشكل شمس ان لم تتقطع له القلوب فهي جاحده..
ماما ليه مشيتي .. شوفتي كلهم مشيوا وانا لوحدي هنا .. محدش غيرك كان هيمسك أيدي ويقومنى محدش غيرك هيسأل عني محدش غيرك هيحضني ولو كل العالم حضني انتي اللي انا بحب انام ف حضنك واكل من إيدك .. طاب مين هيعملي رز بلبن
طاب مين هيعملى ضفاير لشعري الناري ياماما
طاب مين هيقول شمس هتنور الدنيا
طاب مين هيسرحلي شعري ..
كانت الفتاه تقول الكثير امام قبر والدتها
وانتقلت لقبر اختها . .
ازاي ياسوزن تسبيني ان سبتك يوم واحد كده تمشي خالص وتزعلي .. ياريتك جيتي المدرسة انتي وتعبانه .. هنت عليكي تمشي وتسبي ايدي قبل ما توصليني لمسرح العالم ياسوزان ...
كانت الصغيره تقول ما تحفظه منهم تلومهم ع كل وعودهم التي لم يوفو بها لان الموت أتاهم بغته واختطفهم ..وهل لو كانت تعلم والدتها بأنها ستموت ف ذاك اليوم كانت ظلت ف هذا المنزل !؟ المرأه التي هربت فجرا من منزلها حتي تحافظ ع ارواح اطفالها كانت ستفعل لو عرفت ان المنزل سينهار .. كانت ظلت بهم ف غرفة فوق السطوح حتي تنقذهم من اليتم ثانية .. ولكنه قدر شمس..
بينما هي تبكي ع قبر والدتها فقدت الوعي
حينها جرت عليها صباح
بسم الله عليمي يابنتي بسم الله ماكنش لازم اسيلك تبكي ف مكان زي ده لوحدك بس قولتي تشبعي من امك هي سمعاكي ..
حينها جاء زوج صباح وحمل شمس التي كانت لا تنطق وذهبو تلي نفس المشفي الذي بيه اخيها
الذين نسوه بين زحمة الدفن ..
عندما فحص الطبيب شمس قال صدمة عصبيه للطفله ادت إلي الاغماء كما ان ها لم تامل منذ يومان انتظرو ان تهدأ واعطاهم منوم لساعات طوال
استيقظت ليلا وصباح بجوارها
سألتها صباح هل تريد شيء لم ترد عليها
ذهبت تنادي الطبيب ليفحصها حينها اخرج صباح يسال شمس لا تجيب فقط تنظر له ..
نعم الصدمة افقدتها النطق !
صباح : ازاي يادكتور يعني هي مش هتتكلم تاني
الطبيب : صدمة عصبيه ادت لفقدان النطق
صباح: يعني مش هتتكلم تاني خلاص
الطبيب: مع الوقت.. محتاجه وقت عشان تفوق من الصدمه
صباح: يوم ولا اتتنين وهترجع تتكلم صح .. كانت تقول هكذا صباح بترجي بتمنى ولكن الطبيب خيب املها
الطبيب: يوم يومان سنه ثلاثه عشرة هذا ع قدرة المريض واستجابته للعلاج
صباح : يعني ف دواء ممكن تاخده وتخف طمنتي يادكتور
الطبيب: لا، محتاجه تتابع مع دكتور نفسي هكتبلك اسمه وهحولها عليه
صباح: وده تبع المستشفي ولا اي
الطبيب : تبع التامين الطبي مش ليها تأمين طبي
صباح: والله ما فضل حاجه يادكتور اما بيتهم وقع
الطبيب: خلاص شوفي الاوراق وطلعيه وروحي بيها للعلاج النفسي ضرورى لو عايزينها ترجع تتكلم وترك صباح مع اسئلتها الكثيرة وغادر إلي عيان آخر
لا تعلم كيف هي قلوب الاطباء ، وكأنهم اجحار متحركه وكان القلب يوجد ف مكان ما ولكن ليس ف تلك المستشفيات .. من يرون الموت كل يوم حقا سيفقدون شعور الانسانية بالوقت سيعتادون مشاهد الالم ستصبح شيء عادي واقل سيمر المشهد ع عيناهم مرور الكرام وسيغادر والحمد لله بان المواقف تغادرهم فكيف تيحمل قلوبهم موت الاف المرضي وان كانت مشاعرهم موجوده لتحولو إلي كتلة تعاسة متحركه وليس اطباء "
اما صباح عندما دخلت ووجدت شمس نائمه تذكرت يوسف الذي لم تعرف حالته منذ الحادثه
ذهبت إلي زوجها لتسأله ماذ عرف عن يوسف
وجدت جوزها يبكي امام غرفة الصبي ..
صباح: حصل اي يامسعود هو يوسف حصله حاجه
مسعود: اللي حصل يبكي الحجر .. الولد جوه فاق من العمليات مش عارف حاجه خالص .. فاقد الذاكره ...
صباح: لا حول ولا قوة إلا بالله يارب يعني العيلة تتشرد ف غمضة عين كده البنت مبتطقش والولد مش عارف هو مين
مسعود: والدكتور قال انه عنده **ر مضاعف ف الرجل .. هيأثر ع مشيته وحياته وربنا يستر وميحصلش مضاعافات
صباح : وده ملهوش علاج يامسعود
مسعود: كل حاجه ليها علاج بس العلاج بفلوس وفلوس كتير وجلسات وجهاز وموال وهما ع فيض الكريم .. ملهمش حد ولا سند ولا عمرنا شفنالهم عم ولا خال . .
لتبكي صباح بجواره .. قائلة عشان كده الواحد يخلف قرطه عيال عشان ميبقوش لوحدهم اهو الست طول عمرها بتقول انها كانت وحيده وجوزها وحيد واما ماتو عيالهم اتشردو
مسعود : بزمتك ده وقته ياصباح مهو الست كانت عايشه مع ولادها وفجأه خسرت روحها ورُح بنتها كمان مفيش حاجه مضمونه .
كانت صباح هي معلمه شمس ف المدرسة متزوجه من استاذ مسعود منذ خمسة اعوام دون ان تنجب اطفال لذا كانت تعبتبر الجميع اطفالها وخاصة شمس تلك الجميلة التي تسعد اي قلب بالاقتراب منه وخاصة عندما تأتي وتحضنها صباحا او عندما تأتي لها بهدايا ف عيد الام وتأخذ منها الحلوي التي تحضرها لها ..فشمس مارست الامومه والطفوله ع الجميع كانت طفله العالم مثل الشمس. تضيء كل مكان حولها . . ولآن كل شيء حولها تحول ألي الاسود
طلبت من زوجها ان يظل معهم حتي تذهب تشتري ملابس للفتاه غير التي تردتها من يومان وتستحم هي ايضا ..
قال لها زوجها بأنه سيظل هنا ..واما هي تحركت لبيتها سريعا لتستحم وف الطريق وجدت ان الوقت متاخر ستتنظر للصباح حتي تشتري لها ملابس ..ولكنها تذكرت جارتها التي لها طفله بعمر شمس
بمجرد ان دخلت العماره دخلت الي حمام منزلها لتنفض عنها غبار يومان من الحزن ليس لتشعر بالانتعاش بل لتترك هذا الوجع والحزن خارج حياتها ويسيل مع الماء غيرت ملابسها سريعا وذهبت بضعف لتطلب من جارتهم ملابس ..
ليوم فقط لتلك الفتاه حتي تشتري لها غدا ملابس اخرى لان ملابس الفتاه ملوثه بالدماء والتراب ..
صباح: ملعش ياست عطيات كنت عايزكي ف خدمه
عطيات :أومري ياختي
صباح: كنت عايزه فستان وتيشرت وغيار لشمس
عشان هدومها اتوسخت بقالها يومين بيهم
انتفضت عطيات لذاك القول وفتحت عبائتها ونفخت بها وقالت
عطيات: هدوم ملك بنتي كلها ف الغسيل. .. يبقي انزلي بكره اشتريلها واغلق الباب
وقفت صباح مصدومه مما حدث ولكن ليس بالكثر فهذا المتوقع من تلك السيده التي لا تجعل ملك تقترب من صباح حتي لا تحسدها لانها ليس لديها اولاد
كانت مازالت تقف ع الباب حتي سمعت عطيات تشهق قائلة
المجنونه دي عايزني ادي هدوم بنتي لبنت امها لسه ميته !؟ بتفول عليا كمان .. هو احنا ناقصين فقر
اما صباح لم تستطع ان تقف وتسمع اهانه عن شمس وكأنها جربة يخافوا ان يعتدو من حزنها. فطرقت باب عطيات بشده حتي ظنت عطيات بان الشرطه هي التي ع الباب
بمجرد ان فتحت قالت لها
صباح: الحزن مش معدي وانك تعملي خير ف حد متعرفيش مين هقف جمبك ولا ربنا هينقذك ازاي ف يوم من الايام. والحمد لله اني عرفت حقيقتك .. وخبطت المنزل بوجهاا وغادرت إلي بيتها
حتي اتصل زوجها
مسعود: تعالي بسرعه مش لاقين شمس