مسعود: شمس مش ف المستشفي
صباح: بتقول ايه يامسعود إزاي البت ف المستشفي
مسعود: زي ما سمعتي كده تعالي بسرعه
صباح : انا جاية اهو مسافة السكه انزل قدام المستشفي شوفها اكيد هي مبعدتش
مسعود:حاضر حاضر هنزل اهو
اما الا**ه صباح كانت ترتدي ملابسها سريعا وتهرول ع السلم حتي تصل سريعا إلي المشفي كانت تهرول ف الطريق حتي تجد تا**ي يقلها ف هذا الوقت المتأخر من الليل بمجرد ما وجدت اخبرته عنوان المشفي وكانت طوال الطريق تنظر من النافذه وتدعو الله ان تجدها
كانت تنظر من كل اتجاه حتي تعجب السائق سائلها
هو مالك يا استاذه مع ع بعض كده هو ف حاجه تايهه منك ف الكريق
صباح:بنت اختي امها توفت وكانت ف المستشفي وبيقولو مش لاقينها وأنا اهو جايه أدور بقول يمكن تكون مشيت ف أي شارع من دول
السائق: طاب هي كانت لابسه اي يا استاذ ه
صباح: لابسه فستان احمر هي بنت بلون التلج وشعرها بلون البرتقان وعنيها بسواد الليل
السائق: دي جنيه كده يا استاذه
صباح : ملافظ سعد انت لو شوفتها هتقول ملاك اسمها شمس .. كانت وصلت للمشفي لتقول له ان رأها ف اي مكان يأتي إلي المشفي يخبرهم او يحضرها معه ثم تذكرت جعلته يتوقف وذهبت لزوجها تأخذ رقم هاتفه التي لم تحفظه واعطته للسائق
صباح: والنبي ياعم لو شفتها ف اي مكان رن علينا . . البنت مبتنطقش
اخذ السائق الورقه ورفع يده يدعو الله ان يجمعهم بتلك الفتاه فمهما كان هي فتاه ف وسط الليل ..
اما صباح اخذت تلف كل الغرف ف المشفي لم تترك غرفه ولا حمام ولا شيء لم تبحث به عن شمس ولكن لم تجدها كانت كلما يقل عدد الغرف المتبقيه تضع يدها ع قلبها وتتمنى من الله إن يجمعها بها ولكن خاب ظنها عندما عادت بلا شيء وقفت أمام زوجها تلوم عليه وتسأله
صباح: ساعه اسيبك مع الولاد يامسعود البنت تضيع مننا كده حرام عليك يامسعود ازاي البنت اختفت من قدام عينك كده
مسعود: لا حول ولا قوة إلا بالله انا يدوب قولت البنت نايمه اروح اجيب كوباية شاي كده كده الزياره ممنوعه رجعت قالو مش لاقينها
اما صباح لم تستطع ان تسكت ولم تستطع تتكلم بصوت عالي ظلت تتحرك ف مكانها تخبط ع رجلها بيدها تقول يعني مكنتش عارف تستناني يامسعود .. ساعه واحده مكنتش عارف تصبر فيها. ثم سكتت عندما نظر لها
مسعود: انتي عارفه انه شمس واخوها غالين عليا وانا مقدرش اشوف طفل محتاجلنا واسيبه بس ربك راد ويمكن ترجع دلوقت نزلتي شوفتي الجنينه يمكن بتشم هوا بره ولا حاجه
صباح: الممرضين دوروا هناك كويس بس برضو هروح ادور تاني هما دورو عشان شغلهم لكن انا هدور بقلبي
تحركت خطوتنا ثم رجعت ومسكت يد زوجها وضغطت عليها بلطف لتوصيه بالله عليك يامسعود تخلي بالك من الواد لحد ما ارجع بالله ياخويا
اما مسعود ابتسم بلطف لها يعلم أنها لن تلومه الآن ولكنه بقلبها تلومه وتحمله المسئوليه
تحركت صباح بخطوات مسرعه لتهرول بين الاشجار فى حديقة المشفي بحثت خلف الاشجار خلف المقاعد ولكن لم تجدها فظلت تبكي عليها وعلى ما وصلت أليه شعرت بأن الله يعلم بأنها لن تستطيع تحمل الاطفال لذلك لم يمنحها إياهم لم تعلم كانت تبكي ع حال الطفلان الذي احدهم بالداخل الله يعلم ان كان سيستطيع ان يمشي على قدمه مره اخرى .. والفتاه لا احد يعلم أين هي .. ظلت هكذا حتي قبل الفجر عندما شعرت ببروده الجو حولها تحركت للداخل سألت هل عادت الطفله ولكن لا احد يجيب ..انتظر الصباح عندما اتت الشرطه لتستلمهم لان بالقانون ليس لديهم أحد كان اليوم طويل والشرطه اخبرتهم أنها ستبحث ف الامر بعد ان أجرت تحقيق مع جميع من كان ف المشفي ولا احد يخبرهم هل رأها أتكون اختفت!؟ اما صباح قررت ان تذهب إلي قبر حُسنيه لعلها تجد شمس هناك ربما عرفت الطريق وذهبت .. ولكن حتي هناك لم تجد أحد .. عادت إلي ادراجها حيث المشفي تنتظر ذاك الطفل الذي يتقطع عليه قلبها نظرت لزوجها عندما أخبرتهم الشرطه أن مُهمتهم أنتهت وسيلتحق بدار الأيتام
شهقت صباح ف تلك اللحظه ض*بت ع قلبها كيف ذاك الصغير يلتحق بدار الايتام كيف بذاك البرئ ان ينتقل بين أشخاص لا يعرفهم كيف تتركه بين عديمات القلوب ربات الملاجئ الذين يشبعون الاطفال ض*با وليس حبا وهي هنا تتمنى طفل !..
عندما اخبرتها الشرطه ذاك كاد زوجها يعترض ع كلماتهم ولكنها امسكت يده وقالت أمتي نمضي اننا سلمانكم الواد ياباشا
الشرطي: نص ساعه وهتيجي المركز تمضوا
صباح: حاضر ياباشا
قالتها وغادرت وهي تشد زوجها الذي كان لا يريد أن يترك الصغير
بمجرد خروجهم من باب المشفي كان يريد ان يرجع يأخذ الطفل منهم .. ولكنها تحركت به بعيد هيا نريد ان نصل لمنزلنا اليوم
بمجرد ابتعادهم عن المشفي كان يريد ان يصرخ بها مسعود
مسعود: يعني ياصباح هنسيب الواد كده ليهم
انتى اتجننتي ازاي هان عليكي الواد
صباح: الواد مهانش عليا وعشان مهانش عليا فكرت هنعمل ايه بس كان لازم نبينلهم اننا سايبنه
مسعود : فكرتي ف أيه!؟
صباح : هقولك .. اما نروح نمضي اانا سلمنا الولد من عهدتنا وهترجع بليل الساعه ١١ كده تحاول تدخل المستشفي تشيل الواد وتطلع بيه ويبقي اختفي زي ما اخته اختفت وف كل الحالات الممرضين مبيشفوش حد لأنهم نايمين والشرطه هتقيد أن كل العيله ماتت عشان تستريح من الزن
مسعود: الحكومه هتوقف عسكرى ع باب الولد عشان يستلمه بكره الصبح
صباح: دول عساكر كارهين حياتهم مش هيقفو وهما ضامنين انه كده كده قاعد مفيش حد هي**قه ده يتيم مش ابن تاجر م**رات
مسعود: طاب افرضي الخطه كلها مشيت زي ما عايزين هتعملي إيه بعد كده!؟
صباح : تمشي هي بس الاول وبعدين يحلها ربنا
أنا حاسة أنه ربما هيوفقنا عشان احنا عايزين خير
مسعود: ع بركة الله
تحرك مسعود وصباح إلي مركز الشرطه حيث أمضاء ورق اخلاء مسؤليتهم عن الطفل كانت صباح تبكي وتخبره پانها لن تستطع ان ترا الطفل مجددا لان قلبها يؤلمها ع حالته تلك وكيف كان وكيف انتهت حياته لتلك الدرجة حتي قدم لها ظابط الشرطه عصير لتهدأ لقد صدقها أنها لا تريد أن تتالم لرؤيته وهي كانت صادقة ولكن ليس ف كل حرف ..
بمجرد خروجها من المركز ذهبت إلي المدرسة بنفس بكائها وطلبت اجازه أنها لن تستطيع ان ترا العالم لفتره او تدخل تلك المدرسة ولا ترا اغلب الاطفال فحالتها النفسية ليست جيده
وافق المدير على طلبها لعلمه أن حالتها محقه ..
كما أن زوجها أخذ أجازه ليسافر مع زوجته حتي تهدأ نفسيتها. وافق المدير بشرط ان توافق الأداره
حينها ذهبت صباح إلي المنزل حضرت شنطه سفرها واخذتها وركبت تا**ي هي وزوجها وذهبت إلي محطة القطار نعم ستذهب إلي اهلها ف الاسكندرية . . هكذا علم الجميع ولكنها نزلت من التا**ي ف المحطه هي وزوجها ونزلت النفق لتخرج ع الواجهه الأخري للطريق وتركب تا**ي ليدخلها المدينه إلي احدي الفنادق القريبة وضعوا شنطهم هناك وظلو حتي قبل الغروب حينها نزل زوجها ليذهب للمشفي متخفي بملابس لم يترديها من قبل اشتراها خصيصا لتلك المهمه كانت زي صعيدي وعمة وشال ذهب ألي المشفي كزائر لمريض دخل وظل يتنقل بين الحمامات حتي انتهى وقت الزياره كان يراقب الغرفه بمجرد ان وجد الهدوء يعم المكان دخل الغرفه وحمل الطفل تحت ذاك الزي ورمي عليه شاله وتحرك سريعا مغادرا المكان حتي ابتعد من المشفي انزل الطفل ع الطريق وقلع تلك الملابس سريعا ..رماها ف اخدي سلات القمامه واتصل بزوجته لتاتي بشنطة سفرهم. لم تمر نصف ساعه حتى كانو يركبون تا**ي لمحطه القطار .. يغطون وجه الطفل بطقيه ..
فقط الآن شعروا بالأمان
صباح: الطفل معانا ..نجحنا. ثم دمعت عينها يعلم الله اننا فعلنا ذلك للنقذ مستقبله وليس طمعًا منا ف شيء حرمنا الله منه
مسعود: المهم انه النية لله ..
تحرك القطار ولم يكونو يعرفون إين وجهتم ولكنه القدر قرر مسعود ان تكون وجهته الصعيد حيث هناك المناطق تحتاج لمعلمين وستوافق الاداره ع خبر نقلهم إلي هناك .. حيث منزلهم القديم
اما صباح اخبرتهم لا لن ننضم لتربية والتعليم الآن
مسعود: هيشكوا فينا
صباح : مش هيحصل.. أحنا عملنا اي يعني
مسعود : الولد ده مش هنسجله بأسمنا!؟
صباح: ايو هنقولهم شهادة الميلاد ضاعت ف بيتنا اللي وقع وهيطلعو غيرها
صباح: أنت متأكد انه بالسهوله دي
مسعود : مكنتش خدته من هناك لو مش هعرف اكتبه بأسمي ..
ربنا حرمنا من الخلفه يمكن عشان يوم زي ده نراعي طفل يتيم مش عارف حاجه حتي اسمه مش عارفه يعني ربنا كأنه بيدينا طفل بس كبير شوية واحنا اللي هنعمله كل حاجه من اول وجديد
صباح: ربنا مش هيغضب علينا يامسعود
مسعود: ربنا مش بيغضب ع عمل الخير
صباح:بس انت كده بتنسب ولد مش منك لنفسك وده تخالط انساب
مسعود: يعني اما اسيبه للشارع ده يرضي ربنا اما الحكومه تتطلع عيني عشان تسلمني الولد ده يرضي ربنا!؟ اما تشغل شوية كلاب عليهم يض*بو فيهم ده يرضي ربنا!؟
هنا امسكت يده تحاول تهدئته مش قصدي ياخويا انا بس بفضفض معاك بصوت عالي ..
كانت صباح ومسعود رسموا خطتهم مع ذاك الطفل الجديد الذي سيدخل حياتهم يحضرون له اسم
بمجرد ان نزلو من القطر كان مسعود يحمل الطفل وصباح تجر شنطة الملابس .. . وذهبوا إلي شقتهم ف احدي مدن الصعيد. كانت شقتهم ف الدور الرابع ف تلك العماره
ادخلته الشقة التي كان التراب يملأها تركت الطفل ع احدي السراير وذهبت بكل همتها هي زوجها ينفضون الغبار حتي سمعو أذان الظهر وسمعوا صوت الطفل ينادي يريد ماء
صباح : يقطعني يبقي ياربي الواد طالع من المستشفي وانا حتي اكل معملتلوش . . سامحني يارب. اما مسعود اسرع يشترى وجبة جاهزه للطفل.. قرر إن يشترى له بيتزا حتي يسعده بها واشترى الفراخ والخضار هو وعائد لتقوم بعمل شربه له ..
جلس الجميع يأكلون ويوسف يأكل بضعف يظهر عليه ينظر لهم بتوجهه ينتظر ان يخبروه من هم ومن هو وما اسمه ..
حضنته صباح واجلسته بحضنها وظلت تطعمه .. ولكن اتي السؤال الذي تتنظره
- انا مين أنتي مين!؟
نظرت صباح إلي زوجها فهي لم تقرر ماذ سيكون اسم الصبي ولكن زوجها انقذ الموقف قائلا انت يوسف مسعود ..أبني..
اما صباح ظلت تحضن الطفل وهي لا تعلم لماذا يحدق لها.. كانت تحمد الله أنه فاقد الذاكره حتي لا يعاني من فراق اهله ..
"وبعض المصائب نجأه ، فـفقدان الذاكره الطف من سـيل ذكريات تقتلك بالحنين"
تركت الطفل ف الصاله وبجواره مسعود يحاول ان يشعل التلفاز ع اي محطه ولكن لا ارسال فقرر ان ينزل يسأل حارس العماره عن صبي يصلح له وصلة الرسيفر . أما صباح كانت تحاول أن تنظف المنزل من كل ما به من تراب ثمانية سنين منذ ان تزوجت مسعود اول مره وتطلقوا عندما اخبرهم الطبيب ان الزوجه تستطع ان تنجب ولكن مع زوج اخر والزوج يستطع الانجاب ولكن مع سيده اخري أما الاثنان معا فهذا مستحيل ان يحدث .. ولكن الحب أجبرهم للعوده سويا.. الحب لبعضهم كان اكبر من حبهم لكونهم اباء ..لذا عادو منذ خمسة اعوام .. ولم يحدث حمل ..
كانت تنظف غرفة الطفل وهي تتذكر كيف زينتها منذ اعوام ..
بمجرد انتهائها منها ذهبت وحملت يوسف لتضعه بها وتعرفه ع سريره وغرفته .. وتحكي له قصه حتي ينام لتغطية وتذهب لتكمل تنظيف باقي الشقه لتنتهي منها ف العاشره مساء ومسعود يحضر صبي الرسيفير حتي يظبط له قنوات للاطفال والمسلسلات حتي يتسلي الصبي ..
بمجرد خروج الصبي الرسيفر تنفس الصعداء مسعود وشعر بدفء عائلته فمن اليوم سيكون لديه عائله بل وابن على اسمه يحبه .. ويحميه
رأي صباح تاتي حامله عصير برتقال لتعطيه إياه قائله
صباح: أنت ليه قولتله انه اسمه يوسف
مسعود: عشان حتي لو جيه ف ذاكرته اسم يوسف يبقي فعلا كان اسمه .. ميبقاش حاسس اننا بنخدعه يبقي متعود ع الاسم ..
صباح: مش كنا سميناه حمزه مثلا يابو حمزه
مسعود: نكتبه ف الشهاده حمزه ونناديله يوسف يأم يوسف
ابتسمت له صباح وكان الكلام ارضي امومتها فهي تحتاج إلي ابن حتي الاسم هي من تضعه له
تحتاج إلي شيء ب**تها فقط هي من تعلو عليه
كانت تبتسم حتي سمعت صوت بكاء يوسف ..
اسرعت إلي غرفته وجدته يبكي ف مكانه
صباح: اسم الله عليك يابنى
يوسف:كنت عايز اروح الحمام ومعرفتش اتحرك رجلي مرتضش تمشي لحد م.. ثم اكمل بكاءه
هنا احتضنته صباح ونظرت لقدمه التي ي**وها الجبس وهي تتمنى لها الشفاء بلا ضرر او اعاقه
.. غيرت له ملابسه وظلت بجواره حتي الصباح فحتي ف نومه كانت تسمع تنهيدته .. تتأكد هل هذا اصبح أبنها أم لا ..
هكذا مرت ايام ف بيت صباح بين اعتنائها بالصغير وخوفها عليه وزوجها الذي قرر ان ينساق للتجاره ويتوقف عن مساره التعليمي .. حينخا أيدته صباح واعطته صيغتها الذي باعها وفتح مشروع سوبر ماركت للبقاله .. كان هذا بداية الخير عليهم لحياه مستقره اكثر لذاك الكفل الذي تم تسجيله بعمر اربعة اعوام ونصف. حذفو من عمره سنتان ونصف لانو قسيمة الزواج من خمسة اعوام وأربعة اشهر بالظبط.. ولكن حتي لا يؤخروه عن المدرسة قدم له ف مدرسة ازهريه لأنها تقبل من عمر خمس اعوام ..
أما هناك ف احدي احياء مدينه القاهره كانت تتجول فتاه بفستان احمر عليه دماء شعرها مجعد بلونه
البرتقالي وكأنه نيران .. تتجول ب**ت فقط تقترب من المقابر كانت تبحث شمس عن قبر أمها ..