الفصل الاول اليتيمه
ف شقة ف مصر الجديده كانت سميحه تخبر زوجها بأنها ستنزل السوق لتشري خضار لليوم لتشعر بألم المخاض وهي ع باب المنزل
لم تتنظر تلك الفتاه ان تصل إلي المشفي قررت ان ترا نور الحياه ع ابواب ذاك المنزل الصغير المليء بالحب ولدت شمس اسماها والدها شمس لان ف نفس اليوم حصل ع ترقية بعمله وشعر كأن عتمة الفقر ستفارقهم ليس لهذا فقط بل لجمالها بل لجمال عيناها كانت تلمعان وتتحركان معه كيفما تحرك عشق رضوان تلك الطفله التي جاءت لتنير حياته مع اختها الكبيره سوزان كان المنزل يسوده الحب والسعاده الفرح تلك الطفلتان يملون حياة رضوان وسميحه كانت شمس ف الرابعه من عمرها عندما تعب والدها لم ترا شيء من السعاده حتي تفقده ...
كانت ابنة الاربعة اعوام عندما رأت والدتها تبكي وترتدي الاسود لم تسمع صوت ابيها ظلت ليال تنتظره خلف باب الشقه ليأتي .. كم مره نامت ع سجادة الصاله ف انتظاره لا تعلم معني الموت والجميع يخبرها بأن رضوان سافر ولكنها تبكي لبكاء والدتها تبكي لعدم حضن احد لها لم يعد أحد يأتي يطرق بابهم .. لم يعد أحد يشترى لها الحلوى لم يحملها احدهم ع كتفه بعد الآن .. حتي سمعت صراخ والدتها .. نعم امها حامل بالوريث .. جاء يوسف .. ذاك الطفل الذي انشغلت به امها واحبته هي بدورها كانت تجد ان الحياه تسعفها لوجوده ..
لم تعلم ان الحياه ستنقلب عليهم ... فالحياه لا تأخذ كل شيء مره واحده بل تتنزعه من بين يدك تدريجا بعد أن تعتاد عليه
عندما طرق باب منزلهم كانت ف الخامسه من عمرها
وجدت رجال طوال هئيتهم غير معتاده عليها هي يرتدون جلابيه ذاك الذي الصعيدي ..
سمعت اصوات ترتفع سمعت المحكمه سمعت لن تأخذي شيء من الورث سمعت سنقتل ابنك...
كيف يموتون ذاك الصغير حينها ببرأتها جرت شمس تحتضن اخيها يوسف تخاف ان يأخذوه معهم ان يقتلوه فهى لم ترا منهم سوا اصوات مرتفعه وصوت يهدد فقط..
كان الليل سواده يلغب الطريق حينها اخذو فقط حقيبة سفر ورحلو من تلك المدينه التي قضت بها شمي اربعة اعوام، اربعة أعوام وهي تصادق عصافير بجوار غرفتها تصادق الماره والجيران تحفظ تفاصيل البيت تخاف أن ترحل ويأتي والدها ولا يجدهم .. كأنت طفله ليتها عرفت ان الموت عندما يأخذ احد لا يعيده مهما حدث ..
كانت الثانية نص الليل حينما جمعت امهم اغراضهم او الاغراض القليله البسيطه التي سيحتاجونها فقط .. كان ظلام الطريق ياخذهم معهم كانت تبكي لتركها غرفتها لِعبها واسوء ما ستفقده أن ذكرياتها مع والدها .. حتي الاطفال يخافون ان يَضلُو الكبار الطريق إليهم .. بل من غير الاطفال يخاف ان يضيع من بين اهله .. يخاف إن يفقد يد أمه ف الطريق يخاف أن لا تأتي وتاخذه أول يوم من المدرسة .. جميعنا نخاف ..
كانت تتنقل من عربية لأخرى طوال الليل تخاف ان ياخذ اهل زوجها طفلها .. تخاف من الاقرباء اكثر من خوفها من الشارع ع ثلاثة اطفال .. ام ف الخامسة والعشرين من عمرها تتحرك بفتاتان وطفل ع كتفها فقط لتهرب .. تخيل إن تخاف ممن واجبه حمايتك!؟
اتذكر بعد ذاك اليوم الطويل كيف كانت حالتنا كيف توسدنا رجل أمي ف محطة القطر .. لم نعلم إلي اين الطريق ..
انتهت رحلتنا ف وسط الظهر ف الاسكندرية .. حيث جميع الغرباء هناك .. تلك المدينه التي تضم الجميع .. ارادات والدتي أن نتخفي عنهم ولكنها اخطأت بمجرد وصولنا إلي هناك وجدنا ابن عم أبي اصر أن يأخذنا معه إلي شقته اعتذرت والدتي بلطف ولكنه كرجل صعيدي رفض ان يتركنا هكذا تحججت بأن يذهب ياتي بسياره لتقلنا حينها ركبنا ذاك التا**ي لنعرف انها ليس وجهتنا ..
ربما كان هذا ثانى يوم نقضية ف شوارع العالم لم نعرف أين نحن تحديد بقدر ما نعرف ان كل ما علينا فعله هو الهرب ...
كانت القاهره بكل قوتها لم تحتوينا وعروس البحر رغم عظمتها لم نستطع إن نختفي بها ..
حتى توقف بنا الحال إلي تلك البناية كانت متهالكه وكأن الزمن اراد ان ينتقم منها ولكن والدتي قالت انها سنسكنبها لانها ايجاها قليل لم نكن يهمنا مظهرها بقدر ما نريد ان نجد سرير نستريح عليه ولكن حتي هذا الشيء كان كثير علينا ..
كان فقط سرير واحد متهالك اكثر من البناية الغطاء الذي عليه شكله يوحي بالتقئ
لم يكن هناك فراش ف حقيبتنا التي كانت تحمل طقمين لكل فرد منا .. لم اعرف ماذ تريد والدتي اردت ان اصرخ اريد منزلنا بل فعلتها كنت معتاده الهدوء النظافه معتادة الجمال ف كل شيءطيب الاكل وفجأه كل شيء تبخر لا يكفي الحزن فقط بل نحتاج إلي وجع من نوع اخر
"والفقر وجع ليس له دواء سوا الحب "
مر عامان ع شمس وسوزان ويوسف ف ذاك المنزل والدتهم تعمل ف مشغل خياطه لتعليمهم ..
حولت ذاك البيت المتهالك إلي جنه بالوقت
كانت كلما توفر لديها مال تحاول ان تجدد شيء
ف اول مره ارادت ان تطمس آثار احزان الذين سبقوهم ف هذا المنزل لذا قامت بطلاء المنزل هي واطفالها باللون الابيض. كانت سعادة الأطفال لا توصف وهم يلونون المنزل بيديهم
كانت تلك الشقه من غرفتين وصاله صغيره جدا بها نافذه ع الشارع ف الطابق الثاني
والحمام صغير جدااا والمطبخ به بوتجاز صغير وثلاجه قديمه ولكنها تحفظ الاغذية ويكفي هذا
كان كل ما المنزل هو سرير واحد الجميع يتشاركونه وكأنهم يتماسكون عليه حتي لا يقعون .. ولكن تلك الازمه هي من علمتهم الصبر علمتهم التماسك ..
كانت شمس سعيده وهي ترا ان البيت اصبح ابيض
حينها ذهبت إلي امها وطلبت ان ترسم شمس ف غرفتها حتي تنير حياتهم. .. وبالفعل رسمتها لتعلن ان تلك الغرفه لها وحدها .. كانت طفله تريد التمرد ووالدتها تطاوعهم حتي ينالو كل ما تم حرمانهم منه
ف المره التاليه عندما عملت جمعية اشترت لهم سريرين وضعتهم ف غرفة شمس
كان سرير لشمس وسرير سوزان لكن يوسف رفض ان ينتقل من جوار أمه كان ما زال ثلاثة اعوام يلتصق بها كطفل عادي .. المره التي تَلتها اشترت لهم دولاب لان شمس كبرت واصبحت ترتدى كل الفستاين ربما هي اكثر فتاه لديها فساتين ف مدرستها .. كانت شمس طفله تحب الحياه تخ*ف ببريق عيناها الجميع تصادق حتي القطط ف الشارع .. الجميع يقول شمس .. وشمس تقول يا أنا
ترسم ع حيطان غرفتها قصر وترسم ورود تخبر والدتها بأن يوما ما سيكون هنا منزلها ..
تحضن سوزان وتخبرها بأنه بعد خمسة اعوام فقط العالم سيضحك لهم .. كانت تثق بأن العالم سيبتسم لهم .. وكان يوسف يكبر ليس له اصدقاء سوا والدته .. لانها تخاف نعم تخاف ان تتركه فيخ*فه احدهم تخاف من تهديد اهل زوجها وربما اكثر ما يُخيفها ان يكون القدر سمع كلمتهم بقتله ويصيبه سوء ..
فهي تركت كل شيء حتي لا يُؤذى صغيرها
تركت اموال تغنيهم عن كل شيء تتيح لها تعليم اولادها ف مدارس خاصة وليس حكومية
معهم من الثروه ما يتيح لهم ان ارادو ان يدرسو بالخارج ..حيث المستقبل المبهر ولكنه قررت ان تحفظهم ف مأمن ..
ولكن شمس المستقبل يلمع ورائها مهما حدث كان صوتها جميل بل رائع منذ الصف الثاني الابتدائي وانضمت لمسرح المدرسة كانت تحب التميثل تليق بدور الأميره وكأن اصلها يغلب عليها .. كانت تتلون ع المسرح تسعد به وتسعد بالغناء .. كان يساعدها شعرها البرتقالي المميز عن كل من حولها فهي فتاة الشمس الغربية
اما ف مدرستها كان لديها من الاصدقاء ثلاثه
رحيم وفجر وملك .. كانت تلعب معهم تتحدث تحكي عن احلامها فسوزان هي صديقتها الاولي ليس اختها فقط كان يكبران الفتاتان وهم لا يخبؤن شيء عن بعض تمر السنوات والام توقفت عن تجديد المنزل بل تريد ان تشترى منزل بمنطقه اخرى .. تريد ان تنقذهم قبل ان ينهار عليهم ذاك العقار ..
كانت تسهر طوال الليل امام تلك المكنه فقط لتجمع حتي مقدم شقة ف اي منطقه بعماره جديده. .. وكأن صوت المكنه كان ينخر ف سقف العماره .. كانت تهتز اغلب الوقت .. كل هذا والاطفال نائمون شمس تبلغ من العمر عشر سنوات وسوزان خمسة عشر ويوسف سبع اعوام .. كانت الام تحتضن اطفالها وهي تراهم يشبون امامها
شمس يزداد جمالها يوم بعد يوم وكأنها تتخطي عمرها بجمالها.. كانت سوزان اجمل من شمس بمراحل ولكن شمس هي التي تعطي الجمال قيمه هي التى تلون المكان وكأنها شمس فعلا تظهر لتعطى الحياه للبشر .. وكانت شمس هكذا
كان رحيم كلما رأها يبتسم ربما يناظرها عند باب المدرسة ليحمل حقيبتها ويمشي بجوارها فاتح فاهه فقط فخور بأنه يحمل شنطة تلك الجميلة الذكية بل نجمة المدرسة ..
كانت ملك صديقتها ولكنها ربما تغار منها شيء ذات يوم مسحت الالوان التي ع يدها بفستان شمس ولكن شمس كامت ليس طفله فقط بل حكيمه ايضا حينما امسكت يدها واخبرتها ان الفستان فسد ف كل الحالات لذا امسحي ما تبقي ف يدك به حتي لا يتوسخ فستانك ايضا ياملك .. ربما كان تصرفها بحكمة تجعل ملك تعتذر عن اسلوبها ..
حقا كانت تستحق اسم شمس الذي لقبها به والدها ..
ف صباح يوم ردماي استيقظت شمس لتذهب لمدرستها حينها عرفت بتعب سوزان ولن تنزل للمدرسة ويوسف قرر ان طالما احد لن يذهب فهو ايضا سيبقي ف المنزل .. قرر هذا القرار وجلس بجوار سوزان اما شمس استعدت للذهاب لمدرستها بفستانها الاحمر لانها ستعرض مسرحيه اليوم .. لم تكن تعلم ان اليوم كله سيصبح بذاك اللون وان هذه اخر مره ستحضتن بها سوزان وترى وجهه يوسف وتسمع صوت امها ...
ذهبت الي المدرسة الجميع يتغزل ف الاميرة شمس وفستانها الجميع يحسدها ع والدتها التي تخيط لها اجمل الثياب .. وربما نظرة احدهم القت القدر عليها فأنهارت حياتها من جديد كانت ترقص سعيده بفستانها بعد الحفله الجميع منبهر بصوتها .. والمدرس يخبرها بأن عليها الاشتراك ف المسابقات الغنائية ايضا .. وهي تبتسم فقط .. لان والدتها حذرتها ان ظهورها سيجعل اهل والدها يصلون إليهم وحينها ستنتهي حياة جميهم .. لذا كانت شمس تسعد بتلك الحياه البسيطه ولكن حتى تلك البساطه قا**ه ان تسرق او تحرق او تنهار..
عندما اقتربت من شارعهم وجدت الكثير من عربات الاسعاف ..ماذا حدث!؟
عمارتهم سقطت ع من فيها ..