الحلقة الاولي

2798 Words
الحلقة الاولي …. تلك النظرة علي وجهها كانت تحكي الحكاية و كل ما مرت به في تلك السنين وجع وألم وذل وإهانة صراع طويل عانته في حياتها حتي تغيرت روحها و تبدلت افكارها . كان كل ذلك واضح علي وجهها وكأنها لم تعد تقدر علي الصبر,، ولم تعد تحتمل أكثر لقد طفح الكيل، و فاض وظهر معدنه الخسيس، انه ذلك الذي امتص عمرها وعطرها، واستنزف روحها حتى أصبحت زهرة ذابلة رغم انها في الثلاثين فقط،، كانت تشعر انها ماتت وانتقلت روحها إلي الملكوت، لم يبقي منها الا جسدها الفارغ الذي لا روح فيه. نظرت إليها ايريني مطولا وهي تفتح لها الباب على مصراعيه، تسمح لها بالدخول وكأنها تعطيها مساحة لتدخل، لتأخذ نفسها أجل ففي هذه اللحظة فقط التقتت ميرنا أنفاسها وكأنها تحيا من جديد . لم تنطق ايريني، لم تسأل او تستفسر، ليس لشئ الا لان الإجابة مكتوبة علي وجه ابنتها بالبنط العريض ! دخلت ميرنا الصالة ووقفت كأنها غريبة تنتظر أن تعرف إلى أي مكان مسموح لها الذهاب . ايريني : ادخلي يا حبيبتي اوضتك خدي دوش دافي وارتاحي على ما اعمل لكي اكل وحاجة دافية شكلك مرهق ، لم يكن مجرد كلام او محاولة لسؤال بل إقرار واقع . نظرت إلى أمها وهي تزدرد ل**بها ب**ت ولا تقوى على الهمس . ايريني شعرت أن ابنتها في هذه اللحظة لا تحتاج إلى الأكل، بقدر حاجتها إلي الاحتواء، اقتربت منها تحتضنها بقوة وكأنها تظهر الدعم والحب والحنان تعوضها عن ذلك الخذلان الذي يظهر في عينها ايريني : ابكي يا مارو طلعي كل الحزن اللي جواكي، فضفضي يا قلبي واغسلي قلبك و روحك ، بلاش تكتمي في نفسك لا تتحرق روحك و ين**ر قلبك يا قلب امك ميرنا : هو انا لسه قلبي هين**ر ؟ ولا روحي تحترق ؟ انا خلاص موت من زمان اوي ، بقيت جثه لا فيها روح و لا قلب انا صبرت علي كتير اوي يا ماما و استحملت الأكثر وخلاص فاض بيا ايريني : مجدي سيدك يا مارو وارسمي الصليب علي قلبك خلي وجعك يهدي و قلبك يبرد . ميرنا : المجد اسمه القدوس ايريني : ادخلي يا حبيبتي تحركت ميرنا إلي الغرفة تحمل حقيبتها بوهن، وكأنها لم تعد تقوي علي كل ما يحمله عقلها . كانت تجلس على الفراش وهي تشعر بأنها وصلت إلي خط النهاية، لم يعد لديها الطاقة لتقف أو حتى تأخذ أنفاسها، لقد استنفذت كل شئ حتي أنفاسها. مرت لحظات قبل أن تلتفت إلي صورتها في المرآة، وجعها ما رأته هل تلك الشاحبة المنتفخة العين هي هل هذه تلك التي تحمل من العمر ارزله، هي ميرنا دلوعة جدها، التى تشعر في هذه اللحظة انها تحتاجه، وتحتاج إلي حضنه ودفئه ونصيحته تحتاج أن يقف معها، ويرشدها بعقله وحكمته إلى الطريق السليم . وجدت نفسها لم تعد تقدر علي الجلوس فارتمت على الفراش في وضع الجنين ، وكأنها تتمنى أن ترجع إلي رحم أمها، وشريط حياتها يمر امام عينها كأنه شريط سينما ، من اول خطواتها الأولى في الحياة طفلة تلعب في بيت جدها ، إلي اول مرة ترى فيها والدها.!إلي تلك الحياة بكل ما فيها من حلو ومر واحتياج وبخل الى تلك الرجفة في قلبها التي لم تلبث أن انتهت ، برفض والدها ل جوزيف وبعدها رفضها هي ل بيتر وغيره ونهاية حظها بذلك الذي لم يكن رجلا بعقله قبل جسده . لم يكن رجل فكل ما عاشته معه يقول أنه من أشباه الرجال . وهنا سمحت لدموعها بالنزول بكت في **ت، كأنها تبكي لها وللزمن، على كل ما مرت به طرده له من البيت ، وذهابها إلي شقة اخوه، خوفها من والدها و غضبها عند اختها، كذبه عليها وكل ذلك الذل الذي أذاقها ايه علي عيبه هو !! و في النهاية ض*به المبرح لها وكأنه يريد أن يف*ج فيها عجزة و ضعفه ؟؟ في الوقت الذي كانت فيه تنام من كثرة الألم كان هو في الوكالة يتعامل مع الزبائن بطريقة مرحة يتحدث ويعا** ويشا** وكأنه لم يفعل شيئ ، لم يستقوي علي امرأته لم يهينها ويسبها بما ليس فيها من يراه يحسدها عليه !! كان كأنه إنسان مزدوج الشخصية !! وها هو يتكلم مع أحد الزبائن و يقول موسي : كنتي فين بس وانا بدور علي عروسة قمر زيك ابتسمت الزبونة بغنج وهي تقول : كنت لسه صغيرة يا موسي انت اللي استعجلت نظر اليها بلهفة وكأنه غير مصدق انها تغني معه علي نفس النغمة. موسي: لو اعرف كنت أستنى بس انت كنت هترضي بيا وانا اكبر منك بكتير ؟؟ سونيا : مش كبير اوي زي ما بتقول وبعدين هي العين تعلي علي الحاجب انت فين و احنا فين يا موسي موسي وهو يمد يده ليمسك يدها موسى : ازاي بقي احنا من عيلة واحدة و نفس الدم سونيا : بس انا من فرع العيلة الفقير موسي :ما تقوليش كده و بعدين انتى كفاية عن مال الدنيا بدل وش الفقر اللي معكننة عليا حياتي و كمان ما بتخلفش، سونيا و هي تقلب في القماش الموجود أمامها قالت سونيا: هي اللي مش بتخلف موسي : امال انتي فاكرة ايه يا سونيا دا انا راجل اوى بس ماليش بخت سونيا : صعبت عليا بس في ايدك ايه تعمله نصيبك بقي و ضحكت و هي تسأل بكام المتر من القماش ده ؟ موسي : من غير فلوس للحلوين اللي زيك و أخذ يقيس القماش سونيا: لا انت بتعمل ايه ؟ انا مش عاملة حسابي انا بسأل بس و قلت اسلم عليك موسي: وصل تمنه يا ست البنات و لفه و أعطي لها عدة أمتار من القماش الذي لا تقدر علي تمنه ربما لان والده ليس في الوكالة و العمال لن يتكلموا مهما حدث ابتسمت له و هي تقول سونيا : تسلم يا موسي طول عمرك كريم اربت على كفها و هو يقول موسى : عنيا ليكي يا ست البنات انتهى يوم العمل ويرجع الى البيت ليجد امه تنظر اليه بغضب و رفض و كأنها لم تعد تقوي علي الصبر و ال**ت و خاصة بعد أن رأت وجه ميرنا المنتفخ من كثرة البكاء و ممتلئ بالكدمات الزرقاء جراء ض*به لها جميلة : انت جاي كده مبسوط و بتغني و لا على بالك اللي عملته في مراتك انت ايه ما بتحسش ولا عندك دم شنودة: في ايه يا جميلة مالك صوتك عالي كده ليه جميلة : من الغيظ أصل ابنك راجع يغني و هو ضارب مراته و مورم وشها و عنيها منتفخة موسي : هي لحقت تشتكي ليكي مريم: هي لا أشكتت ولا اتكلمت هي خذت شنطتها ومشت و سابتها ليك مخضرة عشان ترتاح موسى أذدري ل**به و هو يقول : ايه هتروح فين يعني تلاقيها عند اختها يومين و ترجع زي كل مرة شنودة نظر إلي ابنه بحدة أما جميلة قالت : جميلة : لا خذت شنطة هدوم كبيرة و قالت رايحه بيت ابوها عشان ترتاح بهت وجهه هو يظنها لن تذهب الى بيت والدها ابدا فهي تعرف جيدا أنه لن يرجعها بالساهل و لكن هل هناك ما تستحق أن ترجع من أجله لقد قطع كل الحبال و طرق الوصال لقد كان السبب في رحيلها أخذ يتذكر كم مرة اهانها و ض*بها و طردها خارج الشقة هي إنسانة و ليست لعبة في يده !! و لقد استنزف رصيده عندها لم يعد يبقى لديه ما تبقى من أجله و هو يعترف انه المخطئ و لكنه لا يملك الجرأة يقولها ص**حة تحرك إلي شقته وجد كل شئ كما هو إلا تلك النغزة في قلبه تحرك إلي الحمام وجد بقايا الدم الذى نزف من فمها و انفها علي الحوض بهت وجهه و لكن لم يعد مهم ما يشعر به لقد خذلها و هي تشعر بالخذلان و الإهانة و قررت الرحيل من ذلك القفص و كأنها فراشة تنطلق إلي الضوء و كأنه لا يوجد قيود تقيدها لا يوجد عادات و تقاليد و تعاليم الكنيسة لا يوجد نص ص**ح باستحالة الطلاق في دينها و في تعاليم كنيستها و انها لو حتي فكرت فسوف تطرد من الجنة و لكنها تبحث عن الهواء خارج هذا السجن الذي يقتلها كل يوم عن ما قبله جلس علي الفراش الغير مرتب و كأنه يلاحظ الفرق بين و جودها و عدمه بيت غير مرتب فراش مشعث حمام غير نظيف مطبخ بارد لا طعام فيه و من نظرة أمه أنها لا تريد أن تراه الليلة و ربما إلى ليالي اخري فهي متعاطفة مع ميرنا اما هناك ما أن رجع سامي أخبرته ايريني أن ميرنا هنا نظر اليها مطولا و هو لا يعرف ماذا يقول لها و لكنه كان يعرف بكل مرة ذهبت فيها ابنته الى بيت اختها او حتى بيت اخوه و يعرف ان النهاية قريبة لا محالة وةلكن أين المخرج و الحل لا يوجد طلاق لا يوجد حل سامي : بصوت عالي نسبيا دي كانت جوازة سودة كان يوم اسود يوم ما تجوزته ابن شنودة بيتنطط علي أيه ليكون فاكر نفسه حاجة مش كفاية انها عمرها ما تكلمت في مشكلته ولا قالت كلمة يعني عيب بنتك انها بنت أصول كان عاوز واحدة ت**ر عينه بس اقول ايه علي الهبلة اللي سمحت ليه يركب ويدلدل رجليه ايريني: وطي صوتك ميرنا تسمع البنت مش ناقصة سامي: انا عاوزها تسمع لأنها هي اللي عملت في نفسها كده هي اللي رجعت معاه بعد ما ملفنا و صرفنا و مسكنا ايدنا عشان نعمل ليها العملية اللي بأكثر من عشرين ألف و البيه عقيم و عارف و بيذل فيها ايريني: خلاص عشان خاطري نظر اليها و لم يتكلم تحرك إلي الحمام و هو لازال يغلي و يردد كلامه السام و كلامه الحاد علي العشاء لم تخرج ميرنا من الغرفة لم تقدر على مواجهة والدها ولا حتى تحمل كلامه الجارح الحاد و ترديده كانت جوازة سوداء وقتها شعرت بالخذلان و الضعف لأنه حتى و هو يأويها في بيته لا يسندها او يدعمها لم يفكر أن يحتويها نظرت إلي صورة جدها القريب من الفراش و نزلت دموعها كأنها تطلب منه الدعم هي في هذه اللحظة تحتاج الى حضن جدها إلي يده الواهنة لتربت على رأسها و رأيه الصائب لينور لها الطريق و لكن اين هو انه في الملكوت و هي الآن تحتاج الي أن تريح عقلها من كثرة التفكير و لقد كان الرب رحيم بها فأخذها النوم حتي انها نامت بعمق إلي اليوم التالي .... في اليوم التالي كان موسي يستيقظ ينظر حوله و كأنه يتوقع انه مجرد حلم و سوف يرها تخرج من الحمام او يشتم رائحة الطعام و لكن٠؟٠٠٠ الشقة كانت علي نفس الحال نهض يبحث عن ملابسه النظيفة وجد القليل في الدولاب انتقي منها و هو يتحرك في الشقة الني لا يعرف كيف يخدم نفسه فيها اخذ نفسه و نزل و هو يفكر ان يفطر في الوكالة كانت امه تعد الافطار لوالده الذي نظر اليه و هو يقف بالباب شنودة: علي فين موسي :هروح الوكالة وضعت امه الطعام و لم تنظر إليه شنودة: و بعد الوكالة هتعمل ايه موسي : في ايه شنودة و هو يرتشف من فنجان القهوة و ينظر إلي ابنه بحدة في الوقت اللي نزل فيه صالح ابنه الاخر و زوجته شنودة في مراتك اللي كل يومين مبهدلها و مف*ج عليها الناس و كام مرة اقولك احترم نقسك و اجي علي بنت الناس قدامك و قول عشان متتفردش و لا تعيرك بهت وجه موسي و كاد أن يتراجع خطوة من كلام والده السام الذي ض*به في ال**يم اما شنودة اكمل كلامه شنودة : بس انت بتسوق فيها و لو دي بنتي كنت ما أسكت ليك و عرفك مقامك موسي: هي اللي بتستفزتي نظرت إليه امه بحدة و هي تقول : مين دي ميرنا اللي مفيش ليها صوت ولا حس و اللي تقول ليها يمين تقول حاضر و تقول ليها شمال تقول ماشي الكدب علي الميتين يا موسي ولا انت مش عاوز تعترف انك غلطان موسي : انا ما عملتش حاجة هي اللي بتعصبني و عمالة تشيل اي عيل و كأنها بتقولي انها محرومة بهت وجه امه و هي تقول : لا انت بجح و كمان مش عاوزها تحس و لا حتي تعبر او تحضن اي عيل لا دا انت مش ابني انت بقيت حد تاني موسي: اذدري ل**به و هو يهرتل بكلام لا معني له بمعني انه تأخر شنودة : اقعد افطر موسي : لا اتأخرت بعد أن ذهب نظر إليها صالح و قال: ليه كده بس يا مقدسة انت عارفة انه مش بيعرف يعمل حاجة تقومي تقولي ليه كده علي الصبح مريم : يعني انت عاجبك عمايله صالح نظر إلي زوجته و قال اعملي ليا قهوة يا ام ابانوب تحركت إلي المطبخ و هي تقول : من عيني يا صالح و ما أن تحركت زوجته إلي المطبخ لتعد له القهوة التي لا يريدها هو فقط يريد أن تبتعد حتي يتكلم مع امه بحرية صالح :؛ لا بس برضوا انتى عارفة هو بيحس بايه ما تنسيش انه محروم و مش قادر يتكلم و انت يا مقدس تقوله كده برضوا ما شوفتش الكاسرة اللي في عينه من كلامك شنودة أدرك أن موسي تغير ما أن تكلم و لكنه لم يدرك أنه جرحه موسي نظر إلي امه و له و تحرك دون أن يترك لهم فرصة ليتكلموا أكثر لقد عايره بما فيه دون أن يقصد اخذ يلوم نفسه في حين كان موسي يصل إلي الوكالة يصب غضبه و عجزة في العمال صراخ و صوت عالي علي اتفه الأسباب و بعد وقت كاد أن ينهي علبة سجاير كاملة و هو جالس دون أن يعمل شئ إلي أن دخل شنودة وجده يجلس كان الدنيا سقطت فوق رأسه اما صالح كان قي عمله فهو موظف في الكهرباء لقد.دفع والده مبلغ كبير حتي يوظف في الحكومة نظر إلي ابنه مطولا و لم يعرف كيف يتصرف او ماذا يقول له هل يوبخة لقد صار رجلا منذ زمن و لكنه أقترب منه يسحب تلك السيجارة من بين اصابعه قبل أن تحرقها كما حال قلبه المحروق و عقله الشارد نظر الي والده و هو يحاول ان يبدوا هادئ و لكن نظرة الاستفسار في عين موسي كان ردها سؤال من والده .شنودة : فطرت أذدري ل**به و هو يهز رأسه نافيا شنودة : يا أمير امير : أيوة يا مقدس شنودة : هات فطور من المطعم عمك عبد الله بسرعة أمير : من عيني يا مقدس و تحرك مسرعا ام شنودة وجد افضل شى أن لا يقول شئ الآن بعد وقت كان ينظر الي ابنه بمعني أن يأكل و لكن موسي لم يعرف كيف استطاع أن يبتلع لقيمات لا تكفي طفل و ما ان انتهي حتي نهض ليعمل و كأنه يرهق نفسه في العمل انا هناك كان ميرنا لازالت في الغرفة الي أن دخل إليها سامي و هو يقول سامي : صباح الخير ميرنا : و هي تحاول ان لا تنظر إليه قالت صباح النور سامي : ايه مش عاوزة تشوفيني ولا ايه اأذدرت ل**بها وهي تقول : م**وف منك سامي وهو يجلس علي طرف الفراش المقابل لها سامي : ليه عشان عارفة اني علي حق، و أن جوزك ده عاوز يتربي من تأتي، و انت لما بقيتي كل مرة تروحي عند اختك، بهت وجه ميرنا فاكمل والدها كلامها و قال سامي : بقي عارف ان مفيش ليكي ضهر خذلتني و حسيت انك مش شايفة اني سند اتي اب رغم أن المرة اللي فاتت ربيته وعلمته الأدب حصل ولا لاء ؟؟ ميرنا : حصل يا بابا وأنا عارفة بس .. سامي : من غير بس انا اه زعلان منك ومن عمايلك و انك سكتي بس مش عاوز اشوف عينك م**ورة كده انت صبرتي واستحملتي كتير، وأنا بقي اللي هواريه مكانة ابن شنودة ، ولو فكر بس بجي ياخدك هعرف مقامه ابن الك* لب ده هزا رأسها له و لم ترد هي تعرف أن والده محقا سامي : انتي جيتي برجلك بس مش هتمشي غير برضاية يا ميرنا نظرت إليه وهي لا تعرف ماذا تقول له هو يملك كل الحق فكلامه منطقي ورد فعله طبيعي . فهي أن لم تستمع له ستظل تعاني من المر و الآمر منه من موسي الذي تدرك انه شخص لا يؤتمن علي حياتها لقد كان سبب في تدمير روحها .. هزت رأسها بموافقة . فنهض وهو يبتسم له و يقول : تعالي افطري معانا ياله ميرنا : ماليش نفس يا بابا . سامي: ليه هتصومي ؟! صيام انقطاعي ولا ايه ياله يا مارو الاكل علي سفرة وأمك مستنية ولا عاوزة رورو تزعل منك ومني . ابتسمت له ولم ترد وهو مد يده ليمسك يدها ولكن الي متي هل سيقف معها إلي النهاية ام يخذلها في منصف الطريق مثل الجميع !!؟ لم تعد تملكزالقدرة علي الوثوق بأحد . ولكنها نفضت افكارها وتحركت مع والدها إلي حيث مائدة الطعام ليس لأنها جائعة بل من أجل امها تلك التي تحمل الدفئ والحنان في قلبها وروحها ورغم انها لم تقوي على بلع الطعام الا انها حاولت ويكفي انها حاولت .. بعد وقت كان سامي يتحرك إلي ورشة الذهب خاصته و ايريني تمد يدها لتربت علي كف ابنتها. رفعت ميرنا عينها لتنظر إلي فيض الدفئ في عين امها ، فأبتسمت علها تبدد الوجع و الألم الذي لازالت إلي الآن تشعر به من جرأ ض*ب موسى بتلك الطريقة لها . ايريني: انسي يا ميرنا.. نظرت اليها دون رد ولكن هل هناك؟ رد من الأساس و السؤال الأهم هل تستطيع ان تنسى ؟ هل من الممكن ان يبرأ الجرح و يلتئم بعد ان نزف القلب وماتت الروح، في كل يوم بكت فيها طول الليل حتي ظهور النهار، و هي تشعر بأنها تموت من الوجع أو الحرمان أو القسوة والاهم من الخذلان لقد خذلها موسي و ليس مرة واحدة بل في كل مرة شعرت انها الوحيدة التي تحارب و تتحمل من اجل إنجاح زواجهم، الذي يواجهه الفشل كل يوم عن ما قبله وهي في كل يوم تموت بدل المرة الف بعد أن أدركت أن مايجمعها بزوجها هو الخوف ، وليس الحب هو يحارب خوفه منها ، بجعلها الأضعف حتي لا تدرك انها الاقوي، و يشعر هو بالخذلان لذى يذيقها الخذلان في كؤوس الزمن وفي ىحلة الايام ... رحلة الخذلان ابهروني ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD