الفصل الثالث

2025 Words
الثالث أنهت چيلان مكالمتها مع عفاف لتشعر بإرتياح شديد فتتوجه لغرفة ابنتها لتعلمها هذة البشرى فهى على ثقة بأن هذا الخبر سيسعد رانيا كثيرا فقد شعرت للمرة الأولى أن صغيرتها قد أسلمت قلبها بالامس فقط وها هو اليوم يأتى ليثبت حسن اختيار رانيا أو حسن اختيار القدر لها تطرق الباب وتدلف للغرفةلتجد رانيا بنفس حالة الأمس فتقترب لتجلس بجوارها وتهمس: حبيبة قلبي لسه سرحانة تتمتم رانيا بشرود: ابدا يا ماما ماتقلقيش عليا هبقا كويسة تبتسم چيلان وهى تربت على ذراعها وتقول: هتبقى كويسة اكتر لما تعرفى انا هقولك ايه تنظر رانيا لوجة امها والسعادة تطل من عينيها فتبتسم تلقائيا حين يصلها نفس الشعور بالسعادة دون أن تعرف السبب وتتساءل: خير يا ماما شكلك مبسوط اوى تتسع ابتسامةچيلان وهى تقول: طبعا مبسوطة مش بنتى حبيبتى بقت عروسة تتوجس رانيا خوفا فتقول بتساؤل اكبر: قصدك ايه؟ لتزيح چيلان عنها كل المخاوف وهى تقول: قصدى إن كريم كلم عفاف وطلب منها معاد علشان يجى يخطبك اشرق وجه رانيا وأطلت السعادة من ثناياها وهي تتمتم : يخطبنى ؟؟هيجى يخطبنى ؟؟ ضمتها چيلان بفرحة وقالت : هيجى يا قلب ماما ربنا يجعله من نصيبك ابتعدت رانيا عن ذراعى امها وقد انتابها القلق حول رفض أبيها ل كريم فقد رفض العديد ممن تقدموا لخطبتها دون إبداء سبب فنظرت لامها بخوف وقالت: بس بابا ممكن يرفضه هزت چيلان رأسها نفيا وهى تقول مؤكدة : لا يا حبيبتي بابا مش هيرفضه ..بابا كان مستنيه مستنى اللى يخطف قلبك علشان قلوبنا تطمن اننا هنسيبك مع اللى يسعدك أسرعت رانيا تضم امها بقوة وسعادة وهى تتمتم : ربنا يبارك لى فى عمركم يا ماما ****** نقلت چيلان الخبر ل ناصر واعلمته بإنجذاب رانيا تجاه كريم وقد أسعده الخبر كثيرا فطالما تمنى أن تجد ابنته من يحبها بصدق ليطمئن قلبه أنه سيحسن رعايتها لم يكن يبحث لابنته عن زوج غنى أو ذو سلطة بل كان يبحث لها عن زوج ذو قلب يحبها ويحنو عليها ليتمكنا سويا من اجتياز رحلة الحياة الصعبة بنجاح وتكون رحلتهما فى الدنيا مكللة بالسعادة حدد ناصر موعدا وكان على كريم إخبار والديه ليصحباه لخطبة من اسرت قلبه بنظرة واحدة فتحين الفرصة المناسبة حين عاد من الخارج ليجد والديه يشاهدان فيلما رومانسيا فتقدم ليجلس بالقرب منهما ثم قال: انا محتاج اتكلم معاكم فى موضوع مهم لتنظر له والدته وتدعى سلمى : أجله يا كريم أنا بحب الفيلم ده اوى نظر له والده ويدعى محمود ليرى خيبة الأمل التى ارتسمت على وجهه فيقول: اصل الفيلم ده شوفناه فى السينما واحنا مخطوبين فى أول مرة خرجنا فيها سوا علشان كدة غالى اوى على والدتك ابتسم كريم ابتسامة خفيفة فقال محمود: بس مش اهم من ابننا يا سلمى هزت سلمى رأسها وكأنها تستفيق من حلم جميل ثم قالت: مفيش حاجه أهم منك يا حبيبي عاوز تقول ايه؟ كريم وقد اشرق وجهه بسعادة غامرة: انا هخطب علت السعادة وجهيهما ايضا وهما يتبادلان النظرات فيما بينهما ثم ينظران إليه بإهتمام وهو يردف : بنت عم طالب عندى ..شوفتها عندهم نظر لأبيه وهو يقول بهيام : خطفت قلبى يا بابا مجرد ما لمحتها لقيت قلبى مش معايا ونظر لامه وقال: عارفة يا ماما لما شوفتها كأنى كنت عارفها من زمان وتايهة منى وبدور عليها .عارفة لما يبقى قلبك تايه منك وتلاقيه مرة واحدة قدامك .ده كان احساسى لما شوفتها تقول سلمى وهى تنظر للسعادة المطلة من عينى ابنها : ربنا يجعلها من نصيبك يا حبيبي ردد كريم بلهفة: يارب يا ماما بينما قال والده بهدوءه المعتاد: المهم تكون بنت ناس طيبين ومحترمة وتعرف ربنا نظر لوالده مؤكدا: ماتقلقش يا بابا والدها راجل محترم جدا وهى بنت وحيدة ملهاش اخوات واذا كان على الأدب والأخلاق انا مش هقولك هتشوف بنفسك رنة الثقة بصوت كريم اسعدت أبويه جدا فقد شعرا أنه واثق من اختياره كما أن سلمى يكفيها إن كريم قد اتخذ هذة الخطوة فمنذ تزوج شقيقه حسام منذ عامين وهى تتمنى أن يتزوج هو أيضا لكنه كان يرفض دائما ويردد أنه لن يقدم على هذة الخطوة حتى يجد من تخطف قلبه من بين ضلوعه ويبدو لها انه وجدها فهذة النظرة بعينيه جديدة تماما ****** مرت الايام سريعا وها هو اليوم الموعود الذى سيتوجه فيه كريم إلى منزل رانيا للمرة الأولى فى منزل كريم تتأفف سلمى وهى تتعجل كريم : بسرعة شوية يا كريم .يابنى هنتأخر .دى لسه اول زيارة مش رايح الفرح يعنى يضحك محمود على لهفة سلمى لرؤية رانيا ويقول : سيبيه يا سلمى يجهز براحته لكن سلمى لازالت تتأفف وتنقد كريم لتلكأه : دى تالت مرة يلبس ويخرج ويرجع يغير .أما هو بيعمل كدة العروسة تعمل ايه؟ هنا خرج كريم من غرفته قائلا بتساؤل: ها حلو كدة ؟؟ تحثه سلمى على إنهاء هذا التردد بشأن مظهره فتقول : والله كلهم حلوين يلا بقا ولا عاوز تتأخر ويقولوا عليك مش ملتزم من اولها ؟ تظهر لهفة كريم فورا وهو يقول: لا.لا يلا انا جاهز ويميل على والده متسائلا: بابا البرفن حلو ودقنى مظبوطة ؟؟ يبتسم محمود وهويربت على كتفه : كل حاجة فيك مظبوطة يا كريم ما تقلقش انزل بقا دور العربية يسرع كريم خطاه وهو يردد: يلا يا ماما هنتأخر تضرب سلمى كفيها ببعضهما بحيرة من أمره هو نفسه استغرق اكثر من ساعة ليرتدى ملابسه بينما يتأفف من دقائق تضبط بها خمارها ********* فى منزل ناصر طرق ناصر باب غرفة ابنته وقد استعد لاستقبال الضيوف ثم دلف بهدوء لينظر بصدمة لكومة الملابس التى اعتلت الفراش ورانيا تجلس أمامها مقطبة الجبين ناصر بتعجب: ايه ده يابنتى انتى هتعزلى ولا ايه ؟؟ تتأفف رانيا بضجر : يا بابا كل لبسى وحش عليا نظر لها بصدمة وهو يردد: كل لبسك ايه؟؟ يابنتى كل لبسك رقيق جدا.دا انتى ذوقك عالى اوى فى اللبس تبدأ رانيا فى عد القطع أمامها وتقول: ده واسع..وده ضيق..وده لونه مش لايق على وشى .وده هيبينى تخينة..وده.. قاطعها ناصر: باااااس كفاية يا ماما ايه اللى واسع وايه اللى ضيق كل لبسك نفس المقاس ولون أيه اللى مش لايق على وشك !!! ده انتى كل الالوان بتليق عليكى .وبعدين فين اللى هيبينك تخينة وانت اصلا عصفورة . ارتسمت الخيبة على وجهها فإقترب ناصر ليجلس بجوارها ويقول: حبيبتي دى مجرد زيارة تعارف البسى اى حاجة حلوة كل لبسك حلو واوعدك لو اتفقنا الزيارة الجاية ليهم اجيب لك احلى طقم على ذوقك الجميل تحولت ملامحها وتقلبت بين الفرحة والحيرة وهى تقول: هو حضرتك هترفضه لو هترفضه انا مش هخرج خالص نظر ناصر لها بخبث وهو يقول: انا ماقلتش كدة .بس بردو ماقلتش انى موافق . وبعدين ده يعتبر اقل واحد فى اللى اتقدموا لك أسرعت رانيا بلا تفكير : ايوة بس ده... وابتلعت باقى حروفها بخجل فقال والدها: ايوة بس ده ايه بقا؟؟انا عاوز اعرف قبل ما يجوا اخفضت رأسها وتساءلت: هى ماما ماقالتش لحضرتك عنه حاجة؟؟ رفع وجهها ليقول بعينين تشعان حنان : ماما قالت كتير عنه وانا عاوز اعرف احساسك مااتغيرش ؟؟ماكانش انبهار أو اعجاب لحظى؟؟ هزت راسها نفيا ثم أسرعت تختبأ خجلا بين ذراعى والدها الذى تلقاها بحنان وحب وهو يربت عليها ويقبل رأسها وقد شعر براحة كبيرة لهذا الكريم حتى دون أن يراه .فمن يتمكن من هز عرش قلب ابنته لابد أن يكون شخصا مميزا فى كل شيء تركها بعد قليل لتستعد للقاء الضيوف وتوجه لحبيبته يضمها بسعادة ويبثها اطمئنان قلبه لهذا ا لأمر ويتمنى أن يكون هذا الفتى كما يحب ويتمنى حضر كريم وعائلته فى الموعد وجلست العائلتين بعد التعارف الروتينى يتحدثون فى أمور عامة حتى اقبلت رانيا بصحبة والدتها حيت محمود دون أن تمد كفها إليه بينما نهضت سلمى تقبلها بمودة واعجاب فهى لم تستعمل اية مستحضرات تجميل ورغم ذلك يشع وجهها نورا نهض كريم ليلقى التحية وقف أمامها مرددا مرحباً فقط وتعلقت الأعين لدقيقة بشوق واضح للجميع جلست رانيا ليقول ناصر : اتفضلوا نقعد فى الانترية ونسيبهم يتكلموا شوية مع بعض نهض الجميع ليجلسوا بالقرب منهما لكن تركوا لهما مساحة من الحرية للتحدث كان كل منهما يعانى من ضربات قلبه المتسارعة المضطربة ويغالب خجله كلما إلتقت الأعين من الشوق البادى بهما ليتحدث كريم اخيرا بعد صمت طال: اخبارك ايه يا رانيا ؟ نظرت له فورا فهو يحدثها بحميمية كبيرة ثم رددت بصوت خفيض: الحمدلله بخير يشع وجه كريم سعادة وهو يقول: انا مش مصدق نفسي انى قاعد معاكى .انا هموت من الفرحة أسرعت تردد بلهفة اخجلتها : بعد الشر عنك اتسعت ابتسامته وهو يرى لهفتها ليثلج قلبه ويتراقص طربا لهذة البشرى بصوتها انها تشعر بما يشعر به ...لهفتها وشت بأمرها له عاد الجميع بعد قليل لتستأذن رانيا فورا وبعد قليل تبعها والديها .اقتربا من الغرفة فطرقا الباب ودخلا ليجدا السعادة ترفرف على وجه ابنتهما ليقول ناصر: يعنى موافقة أسرعت رانيا الى ابيها تختبأ بين ذراعيه كعادتها كلما شعرت بالخجل ليتلقاها بأذرع حانية يقبل رأسها ويقول: مبارك حبيبتي ربنا يسعدك ويغادر فورا يغالب دموع عينيه فها هي صغيرته أصبحت عروسا عاشقة لتسرع چيلان بضمها ايضا وهى تباركها وتبارك لها وتتمنى لها السعادة لم يشق ناصر على كريم فى طلبات العرس بل أخبره بود أن ما يهمه هو. سعادة ابنته وليس مهرها او جهازها بينما اكد كريم ومحمود أنهما على استعداد لتلبية كل ما تطلبه رانيا وتم الاتفاق على كل شيء وحدد يوم الخطبة وعقد القران ،ليغادر كريم وهو ينتشى فرحا . ********* صباحا فى المدرسة وقد أعلن عمرو نبأ خطبة كريم فتجمع زملاءه حوله للتهنئة وهو يتوسط الدائرة بجواره عمرو وتشع السعادة من وجهيهما بينما نظرت مريم من الطابق الثانى عبر شباك غرقة المدرسات لتقول بتعجب: هو فى ايه تحت؟؟ تقترب الزميلات لتقول احداهن: شكل عمرو وكريم خطبوا الكل بيبارك لهم انخلع قلب رزان من موضعه فورا وتبادلت مع مريم نظرات متألمة حزينة وقد كادت دموعها تفر لتنهض فورا متجهة إلى دورة المياه لتلطلق لدموعها العنان بينما تسرع مريم لاحقة بها فهى على علم بمدى الألم الذي تشعر به الأن انتفضت رزان حين فتح الباب لتجد مريم تسرع إليها لتلقى بنفسها بين ذراعيها تبكى بألم لتربت مريم على رأسها وتقول: خلاص يا رزان ماتعمليش فى نفسك كدة النصيب حكم تشهق رزان بألم وتقول: انا بحبه اوي يا مريم تتن*د مريم لطالما نصحتها بإتخاذ الخطوة الأولى أو ترك الأمر لكن خجل رزان الشديد حال دون ذلك لتحاول تبرير موقفه: بس هو مايعرفش ماتلوميش عليه وحتى لو يعرف ومعندوش نفس احساسك يبقى يظلمك لو قرب منك ياما نصحتك تقربى منه رفعت رزان رأسها لتكفف دموعها وهي تشهق وتقول: انا هسيب المدرسة مقدرش اشوفه قدامى كدة علطول بعد ما اتأكدت انى ماليش نصيب معاه تسرع مريم قائلة بفزع: انت بتقولى ايه يا مجنونة..مدرسة ايه اللى تسبيها ؟وهو ايه اللي جد ماهو ماكانش حاسس بيكى بردو لكن رزان تتبع قلبها المتألم فتقول بألم: بس كان عندى أمل أنه يحس بيا ويشوفنى دلوقتي خلاص الامل انقطع مقدرش اعذب نفسى اكتر من كده غادرت مريم ورزان بعد قليل دورة المياه بعد أن هدأت رزان تماما وكففت دموعها تسيران عبر الممرات وثم توجهتا لغرفة المدرسات فحملتا متعلقاتهما وتوجها للخارج لتصطدما ب عمرو وكريم بينما الأخيران يضحكان بصوت مرتفع تشعر رزان بيد تقبض على قلبها وهى تستمع لضحكاته السعيدة بينما تواسى نفسها بأنها تكتفى بسعادته لا بأس بألمها إن كانت سعادته بالمقابل توقفت الخطوات المتقابلة لتبدأ مريم بالتهنئة والمباركة : مبارك يا أساتذه ليجيب عمرو وكريم بنفس الوقت: بارك الله فيكى ثم ينظر كل منهما للآخر وتعلو ضحكاتهما لتعود رزان تقول بصوت يكاد يسمع دون النظر إليهما : مبارك استاذ عمرو..مبارك استاذ كريم ربنا يتمم بخير ينظرا لها بصدمة ويقول كريم موجها حديثه ل عمرو ممازحا: نهارك مش فايت انت قلت لهم انى خطبتك ولا ايه؟ ليتبادلوا جميعا النظرات وتعلو ضحكاتهم حتى رزان ضحكت مرغمة لدعابة كريم بينما قالت مريم بتساؤل : هو انتو مش خطبتوا انتو الاتنين ارهفت رزان السمع فما سيقال الان سيحدد مصير حبها له بينما هز كريم رأسه نفيا ثم قال: لا والله يا استاذة مريم انا اللى خطبت لكن هو حشرى وطالع لى فى البخت ثم نظر ل عمرو وقال : صحيح هى خطوبتى انا بيباركوا لك ليه ؟ ضحك عمرو وقال: ياسيدى اعتبره فال كويس مش يمكن ألاقى بنت الحلال ونعمل خطوبتنا سوا مريم بسرعة : والله بنات الحلال كتير بس انت بص كويس توقف الزمن ب رزان بعد رد كريم الذى أعلن فيه أنه صاحب الخبر السعيد المنتشر لتشعر رزان بعدم الاتزان هل حقا لها فرصة أخرى معه ؟انه لم يخطب بعد لتفق من شرودها على قول مريم الذى اشعرها بحرج شديد لتخفض وجهها وتستأذن وتنصرف فورا تتبعها مريم وهى تهز رأسها بأسف فهذة الحمقاء العاشقة لن تتغير ابدا بينما ينظر فى اثرهما عمرو بتعجب وكريم بإبتسامة ليقول عمرو بضيق: غريبة اوى رزان دى ؟ يربت كريم على كتفه ويدفعه للسير وهو يقول : هتعمل ايه بتحب واحد مابيحسش نظر له عمرو بدهشة وهو يشعر بضيق لا مبرر له و يردد: بتحب وانت عرفت منين ؟ومين اللى ما بيحسش ده دى حتى قمر وخجولة ومؤدبة جدا يضحك كريم بصوت مرتفع ويقول : مش بقولك مابتحسش اتسعت عينا عمرو بصدمة وهو ينظر ل كريم ويشير لنفسه بتساؤل وكأنه غير مستوعب لما قيل أو غير مصدق له .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD