الفصل الثاني*-
ظلت دانا صامتة داخل السيارة مع ذلك المدعو بول مما جعل بول يقول لها بدهشة :-
- "ما بك يا سايمون ؟...تبدو محبط للغاية ما الذي حدث؟؟.. لقد كنت متحمس أكثر مني لهذه التجربة "
إنه محق هي محبطة فذلك الرجل القاسي البارد أفسد يومها وأضاع تشويقها للأمر ...لكن لا ليست هي من تستسلم للإحباط ...لابد الآن أن تركز فما تفعله جدي وخطير ولقد صدق ذلك الرجل وبول كونها سايمون وهذا ممتاز وليس لديها وقت لتضيعه في التفكير بذلك الرجل ..تن*دت واستعادت نشاطها كله بلحظة واحدة وابتسمت قائلة :-
- "لا تقلق يا بول أنا في قمة حماسي "
وابتسمت أكثر مما جعل بول يقول :-
- "كيف حال شقيقتك المزعجة ؟؟..."
مزعجة ؟؟....تباً لك يا سايمون هل يشكو منها لأصدقائه فقالت بحنق :-
- "بخير حال 000لماذا تسأل عنها ؟؟....."
ابتسم بحرج وقال :-
- "فقط عندما أريتني صورتها وجدتها جميلة حقاً ورغم تشابهها الكبير معك ألا أنها جميلة جداً لقد وعدتني أنك ستقدمني لها بعد انتهاء العملية "
ابتسمت رغماً عنها وقالت :-
- "كما تشاء ...لكنك لن تعجبها فلست النوع الذي تفضله صدقني "
قال بول بحنق :-
- "أمازلت تعيد نفسك قلت لك قدمني لها ودع الباقي لي ...وأنا سأعرف كيف سألفت انتباهها "
ابتسمت أكثر فيبدو أن سايمون يفهمها جيداً فقال لها بول :-
- "غريب ابتسامتك تبدو لي رائعة اليوم"
دق قلب دانا بقلق هل كشفها ؟؟... فقالت بتوتر :-
- "ماذا تقصد ؟؟..."
ضحك قائلاً :-
- "يبدو أن إعجابي بدانا شقيقتك جعلني أنظر لك بشكل مختلف"
حاولت الابتسام رغماً عنها قائلة :-
- "هاى هذه إهانة "
ابتسم قائلاً :-
- "هيا أنت تعرف أنني أمزح "
وجدته يتوقف بالسيارة فنظرت للمبني الكبير بدهشة فهذه أول مرة تري محل عمل سايمون وعندما دخلوا المبني شعرت بالغرابة والتوتر وفي نفس الوقت أثارة بلا حدود فقال بول::-
- "هيا تعال لنبدل ملابسنا بالزى الرسمي "
أيضاً لديهم زى رسمي ...دخلت معه لردهة كبيرة ومنها لغرفة واسعة مليئة بالخزائن الكثيرة .... كيف ستعرف خزينة ملابس أخيها في هذا المكان الواسع فابتعد بول متجهاً لخزانته وبدأ يخلع ملابسة ووجدت بعض الشباب بالغرفة ولم يبالي أحدهم بها فبدئت تنظر للأسماء المدونة علي الخزائن بسرعة لتعرف أين الخاصة بشقيقها ...وضايقها كثيراً أنها في غرفة تغيير الملابس للشباب وهم يخلعون ملابسهم أمامها صحيح كانوا لا يخلعون ملابسهم كاملة لكن ....مجرد الفكرة مزعجة ...حسناً فلتسميها متاعب المهنة ...كانوا يرتدون قميص وبنطال بترولي اللون ...فوجدت بول يناديها وهي تستكشف المكان قائلاً:-
- "ماذا تفعل عندك أننا متأخرون بالفعل ؟؟...هيا أسرع "
حسناً أنه يشير لها لتذهب عنده أذن خزانتها بجوار خزانته لذا اقتربت ببطيء لكي تلاحظ الأسماء وبالفعل وجدت خزانة سايمون لكنها توقفت بتوتر فالمفتاح ليس معها فأخرجت بسرعة متعلقات أخيها ووجدت سلسلة مفاتيح صغيرة ....فجربتها بسرعة حتى وصلت للمفتاح ...لكنها كانت قلقة هل من المفترض أن تغيير ملابسها أمام كل هؤلاء ...فالتصقت بالخزانة وخلعت القميص الذي ترتدي معطية ظهرها للجميع كان مشد الص*ر الذي ترتدي يضايقها بشدة ...بل يكاد يخنقها ...لكن ما العمل ؟؟...عليها احتمال هذا اليوم بكل المقاييس فشعرت بتوتر كبير ولم تهدأ سوي بعد أن ارتدت القميص بسرعة وكانت قلقة من تغيير البنطال فساقيها الناعمتين لا تمت بصلة لساق الرجال الخشنة المليئة بالشعر لذا كانت تتلفت حولها كالسارقة حين خلعت بنطالها ولحسن الحظ كان القميص طويل يصل للركبة لذا بحركة سريعة جداً ارتدت البنطال الآخر وكادت أن تنقلب بسبب سرعتها فتراجعت حتى لا تقع ووجدت نفسها ترتطم بأحدهم فالتفتت بسرعة فوجدت أمامها شاب طويل غليظ الملامح قال لها بقسوة :-
- "انتبه أيها الأ**ق "
فنظرت له دانا غاضبة منه لكنها تماسكت حتى لا تتشاجر معه فليس شقيقها من يفتعل الشجار فقالت له بحنق :-
- "أسف لم أقصد "
قال الشاب بغلظة أكبر :-
- "بل قصدت هل تريد التظاهر بأنك لم ترني ؟؟...."
ما باله ذلك الأ**ق فرد بول علية قائلاً :-
- "أهدأ يا دافيد ...لم يحدث شيء أتحاول جر شكله لأنه لا يحب المشاكل "
هالها أن تعرف أن شقيقها من ذلك النوع الضعيف الذي يترك حقه و الذي يتم اضطهاده لكن هي مختلفة يجب أن يدرك ذلك الأ**ق أنها لا تترك معركة خاسرة فقالت لبول :-
- "دعك منه يا بول أن موقفه يدل علي ضعف منه "
كشر دافيد عن أنيابه قائلاً:-
- "ماذا قلت ؟؟...من هو الضعيف أيها المخنث !!...تعالي للخارج لنتصارع لنري من منا الضعيف "
واقترب منها ولكزها بكتفها بقسوة أشعرتها أن كتفها قد تم خلعة من مكانه فقالت بغضب :-
- "وحده الضعيف من يعتقد أن القوة في العضلات يا هذا "
تدخل بول مجددا قائلاً :-
- "ا****ة كفوا عن هذا ...أن رآكم القائد ستكون مشكلة "
ألا أن هذا لم يوقف دافيد الذي قال :
- "أن كنت تراني ضعيف أرني قوتك "
أدركت دانا متأخرة أن بين الرجال لا يوجد مجال للكلام فالقوة تسود ولن يتبع ذلك الجلف منطق العقل وأن جادلته أكثر سينتهي بها الأمر بالمشفي فقالت محاولة التراجع :-
- "سوف أتغلب عليك بالدهاء.. وليس بالقتال "
ضحك دافيد لكلامها والمدهش في الأمر أنها سمعت ضحكات أخري لبعض الشباب الأخريين وهم يصيحون ونظر دافيد لأحدهم وقال :-
- "هل سمعت يا جيري سايمون يقول أنه سيتغلب عليّ بالدهاء وليس بالقتال "
فقال المدعو جيري بسخرية :-
- "هذا لأنه جبان ويعرف جيداً أن بالقتال أنت الفائز "
وسمعت أخر يقول :-
- "أنا لا أدري يا سايمون كيف قبلوا بك في البرنامج التأهيلى فأنت لا تصلح في القتال "
فقال بول له بحنق :-
- "أنت تعرف جيداً يا أدم أن البرنامج التأهيلى لم يتطلب قوة جسمانية "
فقال أدم :- ً
- "وليكن مازال يطلق علينا رجال أمن وجنود لذا القوة الجسمانية شيء ضروري"
فقال شخص أخر يدعي براد :-
- "كفوا عن الجدال فالقائد يدعونا بالاصطفاف بالخارج الآن"
وقال الشخص الأخير ويدعي وليم :-
- "لقد تأخرنا بالخروج بسببكم والقائد سيعاقبنا علي ذلك "
تنفست بغضب هل هذه المجموعة هي التي يتدرب معها شقيقها أنها تشفق علية فهي تشعر أنها قد وقعت بغابة ح*****ت ...ثم القائد الذي هم خائفون منه أهو ذلك الغليظ الآخر ....تباً هذا لا يبشر بخير علي الإطلاق متى تعرف طبيعة الجهاز لتنتهي من هذا اليوم المزعج فقال لها بول :-
- "لحسن حظك أن دافيد لم يض*بك ...لماذا جادلته ألا تعرف طبعة الوحشي "
تن*دت بعصبية وقالت :-
- "هذا شأني "
ثم خرجت مع الجميع إلى مبني أخر وهناك في قاعة واسعة وقفوا بصف جانبي وقفة عسكرية وهي كانت تنظر حولها بترقب أين الجهاز ؟؟....
متى ستراه فخرج لهم القائد بيت بملابس عسكرية مشابهه لزيهم و بجواره تلك المرأة التي كانت معه بالسيارة فنظر إليهم جميعاً وقال بصرامة :-
- "لقد تأخرتم عشر دقائق عن الموعد.... وقد سمعت أنكم كنتم تتشاجرون فمن منكم كان السبب...."
**ت الجميع وبراد الوحيد الذي قال :-
- "كان دافيد يتشاجر مع سايمون يا سيدي"
ذلك الواشي القذر هذا ما فكرت به دانا فقال القائد بصرامة أكبر:-
- "فليتقدم سايمون ودافيد للأمام "
ا****ة ما الذي سيحدث الآن هل سيعاقبهم ؟؟...فنظرت إلية بترقب فقال بنبرة حادة حاسمة :-
- "ألم أحذر قبلاً من المشاجرات الجانبية ؟؟... متى ستفهمون أننا فريق واحد وكل فرد منا مسئول عن حياة زميلة وكلنا فداء للوطن ...لذا من هذه اللحظة كلاكم مسئول عن خدمة الفريق وحمل المعدات وتجهيزها للجميع حتى انتهاء المهمة مفهوم ؟؟..."
قال دافيد بطريق عسكرية :-
- "مفهوم يا سيدي"
فنظر القائد لدانا اللتى لم يعجبها الأمر لكنها رغماً عن هذا قالت :-
- "مفهوم يا سيدي "
وهنا تولت المرأة التي سمعت من بول أن أسمها بريدجيت الكلام قائلة :-
- "في الفترة السابقة كانت تدريباتنا شاملة لكن في الفترة القادمة ستكون تدريبات خاصة للمهمة التي ستبدأ في خلال أسبوع من الآن"
كانت بريدجيت ترتدي مثلهم ذلك القميص البترولي وبنطال عسكري نفس اللون وشعرها كان مرفوع خلف رأسها كذ*ل حصان ورغم مظهرها العسكري كانت جميلة جداً فقال القائد :-
- "والآن أمامكم نصف ساعة لأعداد حقائبكم ...فستنطلق بنا الطائرة بعد ساعة ألا ربع انصراف"
شعرت دانا بالذهول فقالت لبول :-
- "طائرة إلي أين سنذهب ؟؟..."
فقال بول بحماس :-
- "أنت تعرف مرحلة التدريب الأخيرة قبل تجربة الجهاز "
شعرت دانا بالتوتر هل سيسافرون ؟؟...ماذا عن الجهاز ألن يعرفوا طبيعته أولاً وقفت بذهول لا تعرف ماذا تفعل ؟؟....هل تتبعهم ؟؟...أم تنسحب فمر دافيد من جوارها مرتطماً بكتفها بقسوة وهو ينظر لها باحتقار لم تهتم له فقد كانت تفكر هل فشلت مهمتها ؟؟...كانت تشعر بالإحباط ووجدت الجميع يتجهون لخزانتهم ويضعوا محتوياتها بحقيبة ....كانت حائرة ماذا أن سافرت معهم ...لكن هي فهمت أنهم سيمكثون أسبوع ...لن تستطيع التمثيل عليهم كونها سايمون كل هذه المدة سيتم كشفها فوراً ...الآن عليها الرحيل كانت مهمة فاشلة ....انسحبت من بينهم وهي تفكر أين ممر الخروج من هنا فالممرات متشابهة لكن ألن تؤذي سايمون بالهروب بهذا الشكل ؟؟...بالتأكيد تؤذيه لكنها ستقع بورطة أكبر أن لم تنسحب ...لن تستطيع البقاء مع شباب لمدة أسبوع دون أن يتم كشفها فجأة وجدت القائد بيت أمامها...فحاولت الاختباء فوراً لكنه رآها فقال بقسوة :-
- "سايمون ماذا تفعل هنا ؟؟..."
بلعت ريقها بصعوبة وقالت بتوتر :-
- "أنا ...أعتقد أنني لست علي ما يرام و....لا أعتقد أنني مناسب لهذه المهمة "
نظر لها بيت بقسوة وقال :-
- "سايمون ويلسون هل اشتركت في البرنامج كي تتسلي ...أم تعتقد نفسك في برنامج ترفيهي تنسحب منه متى شئت "
قالت بحنق :-
- "لست كذلك يا سيدي "
- "أذن لا تقف هنا كالصنم أذهب وعد حقيبتك "
كتمت غيظها الشديد من هذا الرجل وعادت لغرفة الخزائن مجدداً ا****ة هذا الرجل مخيف ماذا عليها أن تفعل الآن ؟؟...كيف وقعت بهذه الورطة ؟؟...هل توقعت أن يكون الأمر سهل ؟؟...وهل بإمكانها النجاة من هذه الورطة ؟؟...لكن هي علي ما يرام ولم يشك بها أحد عليها المواصلة حتى لا يذهب مجهودها سدي فاقترب منها بول قائلاً لها :-
- "أيها الأ**ق القائد لم يعطينا سوي وقت محدود كيف لم تستعد بعد "
قالت وهي تشعر بالهم :-
- "حالاً سأفعل يا بول "
ثم أمسكت بحقيبة سايمون وبدئت تضع كل ما تطاله يدها من خزينته بها وأمسكت بهاتف سايمون واتصلت بروبرت الذي قال بلهفة ما أن اتصلت :-
- "دانا أخبريني ماذا حدث ؟؟...هل وصلتي للمعلومات المطلوبة ؟؟..."
قالت بتوتر :-
- "كلا ليس بعد ...أسمعني يا روبرت فلقد عُلقت معهم هنا ويجب أن أبقي معهم لمدة أسبوع و..."
قاطعها قائلاً بذهول :-
- "أيتها المجنونة أتدركين كم الخطر الذي تضعين نفسك به ...أنا لن أسمح لكي بالاستمرار غادري فوراً"
- "لم يعد هذا ممكن سوف يتأذي سايمون أن هربت ...روبرت المكان هنا عسكري صارم وهناك رجال مخيفين أنا في ورطة ولا أدري ما سأفعله ..."
قال بسرعة وبطريقة حاسمة :-
- "وتترددين في المغادرة ؟؟..لا تفكري فيما يمكن أن يحدث لسايمون الآن وغادري ..."
دخل أحد الرجال الغرفة وقال للجميع :-
- "كل شخص عليه تسليم هاتفة وأي كمبيوتر شخصي أو تاب فممنوع اصطحاب أي أجهزة إليكترونية فهناك سيتم تفتيش الجميع "
فقالت بتوتر لروبرت :-
- "لقد أنتهي الأمر يا روبرت ويجب أن أذهب ...قل لأمي أنني بمهمة خاصة بالمجلة وسأتغيب لمدة أسبوع وأيضاً خذ لي أجازة من المجلة و..."
لم تسمع رده عندما وجدت أحدهم يسحب الهاتف من يدها بغلظة فنظرت بغضب للفاعل فوجدته القائد بيت الذي قال بغلظة :-
- "هل أنت بطيء الفهم ؟؟...لقد سلم الجميع ما معه من هواتف هيا تحرك الوقت يمر "
نظرت له في كره شديد وخاصاً عندما قال :-
- "أتركوا حقائبكم سيحملها دافيد و سايمون "
فتحت عينيها بذهول وهي تنظر لحقائب الشباب الخمس التي تبدو ثقيلة ووجدت دافيد ينفذ فوراً فحمل حقيبتان مع حقيبته ونظر لها بسخرية تاركاً لها ثلاث حقائب مع حقيبتها ذلك اللعين...فوجدت بيت ينظر لها ليري رد فعلها فنظرت له بحقد في المقابل كان عليه أن يقول شيئاً لدافيد فهو أقوي وأطول منها لذا كان علية حمل أكثر منها...فقالت بصوت ضعيف وغاضب :-
- "هذا ظلم "
سمعته يرد عليها في قسوة قائلاً :-
- "أن كنت تري أن هذا غير عادل لماذا لم تسبقه في تنفيذ الأوامر؟؟...هيا أسرع "
***********
عندما وصلوا لمهبط الطائرة كانت تشعر أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة فالحقائب كانت ثقيلة بشكل خطير ولم يساعدها أحد حتى بول الذي من المفترض أن يكون صديق لسايمون ...ا****ة ما الذي أوقعت نفسها به هي ليست معتادة علي هذه المعاملة الفظة من الرجال والآن هي بين سبع رجال ولا واحد منهم يعاملها حتى باحترام ألقت الحقائب أرضاً وهي تلهث بشدة فوقف القائد أمامهم وقال :-
- "فليأخذ كل منكم مكانه بالطائرة حتى نصل لمركز التدريب الجديد وهناك ستعرفون طبيعة المهمة وطبيعة الجهاز السري الذي سنجربه جميعاً وأول مرة "
لكزها بول في هذه اللحظة بسبب وقفتها لأنها كانت تحني جذعها واضعة كلتا يديها علي ركبتيها وتلهث بشدة فقال بول :-
- "ما هذه الوقفة ؟؟...أنهض بسرعة "
وكأنه يفهم مدي ألامها العضلية الآن فهي تشعر وكأن جسدها تم ت**يره ذراعها تؤلمها وكتفها متشنج وأيضاً مازالت تشعر بالألم موضع لكزه دافيد لها لذا هي من الصعب عليها أن تقف وقفة طبيعية ...فما بالك بوقفة عسكرية وذلك الو*د القائد بيت ألم يكن بإمكانه إخبارهم طبيعة الجهاز قبل السفر.
وبعد دقائق أصبحوا بالجو وسمعت الشباب يتحدثون بحماس عن الخطوة القادمة وكونهم سيجربون جهاز حكومي سري ولأول مرة فقالت هي لبول وهي تنظر لبريدجيت :-
- "قل لي يا بول ...ما دور بريدجيت في هذه العملية ؟؟..."
نظر لها بول بدهشة حقيقية وقال :-
- "ما هذا السؤال ؟؟....أنها المدربة هل رطمت رأسك بمكان ما ألم تكن هي المسؤلة كلياً عن تدريباتنا السابقة "
قالت دانا بتوتر :-
- "أه طبعاً أعرف....لكن كونها امرأة هو ما يدهشني "
ضحك بول من كلامها وقال :-
- "أنت حقاً غريب ألم تكن هذه المرأة هي التي أسقطتك بض*بة قتالية في بداية التدريب ...وقلت وقتها أنك تشفق علي الرجل الذي سوف يتزوجها "
هل قال سايمون هذا ؟؟.... ياله من أ**ق أنها جميلة وأيضاً قوية وهذا يجعلها مميزة.... لابد أنه أعتاد علي النوع الرقيق كنادية فنظرت لبول وقالت :-
- "ومازلت أشفق علية ..."
فقال بول بحذر لها وهو ينظر للقائد :-
- "لا تشغل بالك بها وأنتبه من القائد... فلقد رأيته منذ قليل يمعن النظر إليك "
خفق قلبها بقلق هل يشك بها ؟؟... فنظرت إليه فوجدته يتحدث مع بريدجيت وبعدها حدث شيء غريب جعل قلبها يخفق مجدداً بقوة فلقد ...ابتسم ...ذلك الغليظ يعرف كيف يبتسم ...لكن هل يمكن لابتسامة أن تغير شكل شخص لمائة وثمانون درجة ...وفجأة لم تعد تراه كشخص بغيض فهو حقاً جذاب ...بل جذاب جداً عندما يكون بطبيعته وليس قاسي وصارم ...لكن لماذا يبتسم لتلك المرأة ...بينما في المول التجاري تعامل معها هي باحتقار وكان حاد التعبير شعرت حقاً بالغيظ ...فسألت بول قائلة له باهتمام :-
- "هل تعتقد يا بول أن هناك شيء بين القائد و بريدجيت ؟؟...."
نظر بول لهم وقال :-
- "وكيف لي أن أعرف ؟....هل تعتقد أن القائد سيشاركنا حياته الخاصة "
فقالت باهتمام ولديها رغبة حقيقية لتعرف طبيعة علاقتهم :-
- "لابد أن الأمر أكثر من مجرد زملاء ...ألم تنتبه أنه كان ينتظرها أمام منزلي ليأتوا سوياً...الرجل لن يفعل ذلك لامرأة عارضة بحياته "
نظر بول لهم مجدداً وقال :-
- "ربما تكون محق ...لكن لماذا تهتم فالأمر لا يعنينا ؟؟...."
الكلام سهل لكن دانا مغتاظة بشدة منه فلقد عاملها بخشونة ويعامل أخري بطريقة جيدة أمامها وهذا يزعجها كثيراً فظلت تنظر له بغضب ....لكن للأسف رغماً عنها الغضب بدأ يزول فالرجل ابتسامته رائعة وبدأت تنظر له كرجل جذاب لفت انتباهها وهي دوماً لا يلفت نظرها أي رجل ...ومن أعجبوها قبلاً ملتهم سريعاً وتوقفت عن رؤيتهم في اللحظة التي بدأت تشعر بها أنهم أصبحوا متطلبين ويعتقدون أن لهم الحق بلمسها ...فكانت تنفر منهم فوراً ...فهذا الأمر خاص جداً ....ولن يناله منها سوي شخص واحد ...وهذا الشخص لم يظهر بحياتها بعد ورغم القصص والروايات التي سمعتها من أصدقائها عن القبلة الأولي وتأثيرها المدمر علي المشاعر ألا أنها لم تكن مهتمة قبلاً بأن يُقبلها رجل لأنها ببساطة لم تشعر برغبة حقيقية مع كل من مروا في حياتها فالتفاعل الكيميائي للمشاعر أمر نسمع عنه بالقصص والروايات فحسب ابتسمت بسخرية وعادت لتراقب القائد باهتمام أكبر وفي هذه اللحظة التفت ورأى تحديقها به ولو كان أحدهم صعقها بتيار كهربائي لكان أهون مما تشعر به الآن لقد أرادت أن تشيح بوجهها ...بالتأكيد أرادت هذا لكن ....نظرته شعرت أنها تخترقها كلياً وقلبها من كثرة دقاته لم تعد تسمع شيئاً ...وجسدها أعتصره تيار جليدي جمد كل أطرافها دفعة واحدة فقال بول مخرجاً إياها من هذا الشعور :-
- "غريب لماذا ينظر لك القائد هكذا يا سايمون ؟؟...صديقي انتبه لنفسك أنت هكذا بخطر معه "
أدارت وجهها بعيداً وهي تجاهد لتأخذ أنفاسها فقال القائد للجميع :-
- "لقد وصلنا تقريباً أربطوا أحزمة الأمان "
هبطت الطائرة في مكان ضخم تحيط به الأسلاك الشائكة من كل اتجاه وهبط الجميع من الطائرة وهم ينظرون لهذا المكان الذي كانت الحراسة به مشددة للغاية مما أخافها فالمكان به جنود بكل مكان وحصار أمني واسع المدى أين هي بحق الله؟؟...أنها بخطر شديد في هذا المكان كيف ستقضي أسبوع هنا وسط هذا الحصار الأمني ....كيف توقعت أن تنجو من شيء كهذا ؟؟....أن هذا فوق مقدرتها علي الاحتمال وقد تم تفتيشهم جميعاً بأجهزة متطورة وبعدها أتجه دافيد للحقائب ....لذا دون تفكير ركضت بسرعة كي لا تحمل فوق طاقتها مجدداً فحملت ثلاث حقائب ونظرت له بسخرية ...فعقد دافيد حاجبيه بغضب ورغم هذا ترك حقيبة ورائه وسار مبتعداً وكأنها لم تفعل شيء ذلك الأ**ق أيعتقد أنها ستعود لتأخذ تلك الحقيبة سارت غير عابئة وسط المجموعة عندما أوقفها القائد قائلاً بقسوة :-
- "سايمون هناك حقيبة متبقية "
نظرت له وقالت بتذمر :-
- "لكن دافيد هو من تركها "
- "وأنا أمرك أن تحملها أنت "
نظرت له وغضب الدنيا مرتسم بعيناها وقالت :-
- "لكن بالمرة السابقة أنت قلت لي أنه كان الأسرع في تنفيذ الأمر لذا تركته يحمل حقائب أقل "
نظر لها القائد بدهشة وهو مندهش لمجادلتها في أمرة :-
- "هل تجادلني ؟؟....هيا أحمل الحقيبة "
أرادت أن تصرخ به رافضة أوامره لكن للأسف الأوامر العسكرية لا تخالف وتنفذ دون جدال فاتجهت للحقيبة لتحملها وهي ستنفجر فوقف القائد في طريقها وقال :-
- "أنت غاضب ها؟؟..."
طبعاً غاضبة وستموت من الغيظ فنظرت له ووجهها يعبر عن غضبها وقالت بصوت مكتوم من الغضب :-0
- "كلا يا سيدي "
قال القائد مرة أخري بنفس الصرامة :-
- "كلا أن كنت غاضب عبر عن غضبك أتريد أن تض*بني ؟؟...هل تريد المحاولة ؟؟..."
ضغطت علي أسنانها محاولة كتم غضبها وقالت :-
- "كلا يا سيدي "
مال عليها يحدق بوجهها قائلاً:-
- "ماذا حل بسايمون الهادئ؟؟...أتريد الآن مخالفة الأوامر؟؟....سوف أضع عيني عليك بهذه اللحظة وسأترقب أخطائك لأري بنفسي أن كنت ستكمل البرنامج التأهيلى أم تأخذ أول طائرة للعودة "
فنظرت له بتحدي وقالت بتحدي :-
- "بل سأكمل البرنامج يا سيدي "
- "سوف نري ذلك "
ثم تركها وابتعد وكان الجميع سبقها للداخل فسارت ببطيء بسبب الحقائب وهي تستشيط غضباً 0
وجدت بول ينتظرها وقال لها وهو يشير لأحدي الغرف الجانبية :-
- "دعها هنا وكل شخص سيأخذ حقيبته ..هل عرفت مع من ستشارك غرفتك ؟؟...."
نظرت له بذهول ألن يكون لها غرفة وحدها ؟؟...
فقالت بذهول :-
- "وهل سأشارك أحداً غرفته ؟؟..."
ضحك بول علي رد فعلها وقال :-
- "طبعاً أيها الأ**ق ...هل تعتقد نفسك بفندق ؟؟...هناك ثلاث غرف للفريق وكل غرفة سيتشارك بها اثنان ألا غرفة واحدة سيتشارك بها ثلاث أفراد "
فقالت وهي مذهولة :-
- "وأنا ...سأكون مع من ؟...."
قال وهو يهمس لها:-
- "مع براد وأدم "
حاولت أن تتذكر من هم ؟؟...فتذكرت براد فهو الشخص الذي أوشي بشجارها مع دافيد وأدم هو الشاب الطويل الذي يبدو علية العجرفة ولا تدري لما فهو سخيف وغير جذاب ف*نهدت بغضب ...ألن يكفيها وجودها في وسط مجموعة شباب بهذا المكان بل ستقضي ليلتها مع شابين أيضاً وكلاهم أسوء من الأخر فأطلقت سباب مكتوم مما جعل بول يقول :-
- "كون حذر من براد فهو ندل من أسوء نوع"
فقالت بسرعة :-
- "وماذا عن أدم ؟؟..."
- "لا تأبه له ...بما أنه يراك أقل منه فلن يهتم لوجودك "
جاء وليم بهذه اللحظة وقال للجميع :-
- "القائد يقول أن نجتمع بالخارج بعد وضع حقائبنا وهذا بعد ربع ساعة فقط لذا أسرعوا "
***********
- "والآن حان الوقت الذي انتظرناه جميعاً"
قالت بريدجيت هذا بحماس بعد قليل في قاعة تدريب واسعة وبيت لم يكن معها ثم نظرت لملامحهم المتحمسة وأكملت :-
- "لكن قبل رؤية الجهاز...أحب أن أخبركم أنه أن أثبت الجهاز فعاليته سيكون أعظم اكتشاف في العصر الحديث"
تشوقت دانا كثيراً ونست كل شيء سوى هذه المغامرة التي يبدو أنها تستحق المخاطرة فالفضول كاد يعصف بها لقد وقعت علي كنز فقالت بريدجيت مجدداً :-
- "والآن قفوا صف واحد وأتبعوني "
تحركوا ببطيء ودانا متشوقة لتعرف ولا تستطيع الانتظار أكثر وبعد لحظة دخلوا قاعة هائلة عليها حراسة شديدة ويحيط بها العلماء من كل مكان وهناك قبة زجاجية ضخمة مغلقة تتوسطها عديد من الآلات ووجدت القائد بيت بين العلماء يتناقش معهم بأمر ما وبعدها اقترب منهم وقال :-
- "ما ترونه الآن هو أول جهاز فعلي للانتقال الآني هل لدي أي منكم خلفية عن هذا الموضوع "
قال وليم رداً علية بانبهار"-
- "هل تقصد الانتقال الفوري من مكان لآخر بلحظة واحدة ؟؟..."
اندهشت دانا هل تم تصنيع شيء كهذا فعلاً لقد قرأت ورأت كثيراً في أفلام الخيال العلمي عن هذا النوع من الأجهزة لكنه مجرد خيال فقال بيت بهدوء :-
- "هذا صحيح يا وليم فهو جهاز يعتمد علي تفتيت ذرات الجسم المادي ثم تجميعها مجدداً في مكان آخر يتم تحديده"
سمع شهقات الانبهار من أعضاء الفريق أما دانا فصاحت بحماس:-
- "هذا رائع وكأننا بفيلم خيال علمي "
فرد براد عليها قائلاً :-
- "نعم أنت محق يا ويلسون ...وستكون تجربته شرف لنا يا سيدي القائد "
فقال وليم باهتمام :-
- "وهل تم تجربة الجهاز علي الأشياء المادية يا سيدي ؟..."
رد القائد بحماس :-
- "هذا صحيح وكانت النتيجة إيجابية ونحن أول تجربة بشرية للجهاز"
فقالت دانا بدهشة :-
- "وهل تم تجربته علي الكائنات الحية ؟؟..."
نظر لها بيت وقال :-
- "نعم تم لكن000 كان لدينا عقبة ...و هي إننا لم نستطع أن نحدد مكان الانتقال "
فقالت مجدداً :-
- "وهل حددتم مكان انتقال الأشياء المادية التي تم تجربتها؟؟..."
بدا أن سؤالها أزعجه وقال :-
- "ليس فعلياً وهذه مهمتنا أولاً التجربة البشرية للجهاز وثانياً معرفة المكان الذي تم الانتقال إلية وتحديد سبب الخطأ في تحديد المكان "
ذهلت دانا ماذا أن كانت ح*****ت التجارب تفتت ذراتها أثناء الانتقال ولم تنتقل أبداً فما الذي يثبت نجاح التجربة هذه مهمة انتحارية فقالت بغضب لتعبر عما تفكر به :-
- "إذن سنكون كبش المحرقة ...أنها مهمة انتحارية "
نظر لها القائد بغضب وقال :-
- "كلا يا سايمون ليس انتحار فالتجربة أثبتت نجاح الانتقال دون عواقب لكن الجهاز فشل في تحديد المكان "
فقال دافيد بسخرية :-
- "أنها مهمة للرجال يا سيدي القائد ...وهذا طبعاً لا يتضمنك يا ويلسون "
فقال جيري مسايراً لدافيد :-
- "أننا علي أتم استعداد للمهمة يا سيدي فنحن رجال أشداء ولسنا جبناء كالبعض"
صاح القائد بهم :-
- "وهل تخيل أحدكم أنني أخذ الأذن لموافقتكم علي المهمة ...البرنامج التأهيلى كان يتضمن المخاطرة وأنتم وافقتم علي هذا لذا لن يستثني أحداً من التجربة فهذا الجهاز من أخطر أجهزة العصر الحديث فيمكنكم تخيل التقدم العلمي الذي ستحصل علية الدولة التي تملك هذا الجهاز هل تتخيلوا أمكانية نقل الجنود للمعركة بلحظة واحدة دون مشاكل ...أيها السادة نحن سندخل التاريخ كوننا أول بشر تستخدمه "
تحمس الجميع من كلامه ألا دانا فرغم أن الجهاز مذهل أن أثبت فعاليته ...ألا أن المخاطرة عالية جداً فمستحيل أن يتأكدوا من سلامة الانتقال دون معرفة نقطة الوصول هناك شيء مفقود ...وربما أن استخدموا الجهاز تتفتت ذراتهم للأبد فلو كانت من الأشخاص الذين يتابعوا التجربة لكانت متحمسة جداً ....لكن هي ستخاطر بحياتها فنظر لها بيت وقال :-
- "ما سبب تطوعك للمهمة يا ويلسون ؟؟..."
نظرت له لا تعرف بما ترد فهي لا تعرف أسباب سايمون للتطوع فقالت بتوتر :-
- "اكتشاف الجديد ...خدمة الوطن "
- "وهل تعتقد بتخاذلك ومناقشة الأوامر أنك تخدم الوطن؟؟..."
- "لكنني لا أتخاذل"
- "حسناً عليك أثبات ذلك لي ولرفاقك وسوف أهتم بأن أجعلك تظهر شجاعتك وأقدامك "
ونظر للجميع قائلاً:-
- "والآن أذهبوا لغرفكم و*داً في تمام الخامسة صباحاً سنبدأ أولي التمارين والتدريبات "
انسحبت المجموعة بهدوء من القاعة الكبيرة ومعهم دانا التي وجدت أحدهم فجأة يسحبها من رقبتها من وسط المجموعة ووضع يده حول كتفيها حتى أصبحت كالعصفور الغريق فرفعت وجهها لترى من الفاعل ؟؟...فاصطدمت بوجه بيت فخفق قلبها بقلق ورعب وبحركة تلقائية حاولت حماية ص*رها حتى لا يلمس بيت هذه المنطقة فيتم فضحها فقال لها بعد أن أبتعد بها عن الجميع ثم أطلق سراحها :-
- "ويلسون !!...ألا تري أن تصرفاتك أصبحت غريبة بدأ من صباح اليوم "
نظرت له وهي قلقة ومرعوبة فيبدو أنه أكتشف الفرق بينها وبين سايمون فقالت بتوتر :-
- "ألآني كنت أطيع الأوامر دون أن أتفوه بكلمة ؟؟... "
- "هذه نقطة لكن يبدو لي أنك تحاول ذرع روح التمرد بين رفاقك وهذا لا يعجبني "
قالت لتدافع عن نفسها :-
- "لكني لا أفعل لقد كنت فقط أناقش الأمر معكم "
- "أحقاًُ هذا ما أردته ؟؟...يبدو لي أنك بحاجة لمن يشد عضدك كرجل وأعدك أنني سأساعدك بهذا "
نظرت أليه لا يعجبها كلامه وقالت مرغمة نفسها :-
- "أنا تحت أمرك سيدي القائد "
- "هيا أنصرف الآن "
ابتعدت عنه وهي غاضبة وبشدة أن هذا الو*د وضعها علي قائمته السوداء ...حسناً يبدو أنه شن الحرب عليها ....وعليها أن تعد أسلحتها فهي لن تعطيه أبداً الفرصة لهزيمتها 0