*الفصل الثالث*-
- "أستيقظ أيها ال**ول "
فتحت دانا عينيها بإزعاج وهي تشعر بكرة بيسبول ترتطم برأسها فنظرت بغضب فوجدت أدم هو من فعلها ...نظرت للساعة فكانت الرابعة والنصف ...أه التدريبات ستبدأ في الخامسة ...يا ألهي هذه تجربة لا شك ستضحك منها كثيراً فيما بعد بينما الآن تشعر أنها ستجن وتختنق حتى الموت ...فنظرت لأدم بغضب فهي لم تستطع النوم ليلة أمس وكيف تفعل ؟؟....أنها تنام مع شابين كلاهم يحب أن ينام عاري الص*ر وصوت شخيرهم يمنع أي شخص من النوم لمسافة مائة متر علي الأقل ...وما أن بدأ النوم يداعب جفونها حتى وجدت أدم يوقظها ياللق*ف ....كان براد ينهي حمامة عندما اقتربت من الحمام ووجدته يخرج بالمنشفة ...فشعرت بالق*ف مجدداً هل يجب أن يتصرف الشباب دوماً علي هذا النحو المقزز ...فدخلت الحمام وتأكدت من أغلاقة جيداً عليها وبعدها أخذت حمامها وفي الخامسة ألا خمس دقائق كانت جاهزة للخروج من غرفتها.
**********
كان التجمع في الخارج وكان القائد بيت و بريدجيت واقفين بكامل نشاطهم وقالت بريدجيت بصرامة :-
- "والآن سنبدأ صباحنا بالنشاط... بتدريباتنا الصباحية المعتادة "
وجدت الجميع يوافق علي هذا ببساطة ...ما الذي يحدث؟؟...ألا يجب أن يبدءون صباحهم بتناول الإفطار ثم ما هي التمارين الصباحية المعتادة ؟؟....
مرت حوالي ساعتين كانت دانا بهم تلهث و تعرقت للغاية فهي كالغ*ية توقعت تمارين عادية ...لكنها للأسف لم تتوقع أن يقوموا بكل التمارين المرهقة ومنها تمرين الضغط الذي أهتم بيت بأن يجعلها تقوم به بطريقة صحيحة قائلاً في غلظة :-
- "عضلات يد*ك ضعيفة جداً بالنسبة لرجل يجب عليك الإكثار من هذا التمرين "
فأطاعت أوامره وهي تكز علي أسنانها وكان يتابعها باهتمام وهو يري امتعاضها بين الحين والأخر وفي النهاية قال القائد :-
- "والآن أمامكم نصف ساعة للاغتسال وتناول الإفطار وهناك بغرفة التبديل ستجدوا ملابس خاصة أرتدوها وفي السابعة والنصف أريدكم أمامي في صف واحد أمام مربض الطائرة مفهوم "
- "مفهوم يا سيدي "
كان هذا ردهم فيما عداها أنه يعطيهم وقت غير كافي فهي تتناول إفطارها وحده بنصف ساعة فما بالك بالاغتسال أيضاً وتغيير الملابس لكن هل سيعودون ؟؟....لماذا سيذهبون بالطائرة أذاً ؟؟....سمعت وليم يقول للجميع :-
- "هيا لنستحم في حمام قاعة التدريبات "
فتبعة الجميع سوي دانا التي توترت ماذا قصد وليم ؟؟...هل هو حمام جماعي كما تري بالتلفاز ؟؟...هذا مق*ف جداً ولا يمكنها تخيله لذا اتجهت خلفهم ببطيء وما أن اختفوا بالحمام حتى اتجهت هي وأخذت الزى اللذى قال عنه القائد وركضت إلي غرفتها المشتركة لتستحم هناك لكن وهي في الطريق إلي هناك ارتطمت بصخرة أدمية وعندما نظرت كان لديها خلفية عن هوية ذلك الشخص وكانت مصيبة في ذلك فنظر إليها بيت بريبة وقال بحدة :-
- "إلي أين تتجه يا ويلسون ؟؟...أليس عليك الاغتسال مع زملائك حتى لا تتأخر "
نظرت له بقلق وتوتر وقالت :-
- "أنا ...كنت سأوافيهم علي الفور ...لكن كنت بحاجة لأحضر شيء من غرفتي أولاً"
قال القائد بصرامة :-
- "ليس هناك وقت يا ويلسون عد لزملائك "
شعرت بالغضب الشديد ونظرت له تود قتله أنها بحاجة للاغتسال ولو قتلوها لن تغتسل في ذلك الحمام لكنها رغماً عنها قالت بتوتر :-
- "أمرك يا سيدي "
ثم ابتعدت بغضب عائدة للشباب ما الذي ستفعله الآن ؟؟... ففكرت أنهم لابد أنهوا حمامهم الآن لذا يمكنها التحرك بحذر والاغتسال سريعاً فاتجهت هناك وبالفعل...وجدت البعض كان يرتدي ملابسة والبعض الآخر كان يرتدي المنشفة ومنهم بول الذي اقترب منها قائلاً :-
- "هاى أين كنت ؟؟...لقد كنت أبحث عنك ألم تغتسل بعد ؟؟..."
- "سوف أفعل حالاً يا بول "
وابتعدت عنه بسرعة لتدخل الحمام لكنه أوقفها قائلاً :-
- "علي هذا الحال لن تستطيع تناول إفطارك "
استدارت بعيداً عنه وهي تقول :-
- "سأنتهي سريعاً يا بول "
توقفت عن كلامها وأوشكت علي أطلاق شهقة قوية مما جعلها تضع يدها علي فمها لمنع هذه الشهقة من الخروج لآن بول في هذه اللحظة أزاح المنشفة جانباً وبدأ يرتدي ملابسة أمامها لذا أشاحت بوجهها وأرادت الهرب وما جعلها علي وشك التقيؤ هو أن دافيد وبراد حذوا حذوه فركضت للحمام وهي تخفي وجهها بيديها وتحاول التنفس ...كلا هذا لا يحدث لها أنها في كابوس ...وعندما وجدت الحمام مفتوح علي بعضة تن*دت بيأس فلن تترك إمكانية ليدخل أحدهم ويراها وهي تغتسل ...لذا دخلت للحمام المغلق واستخدمت قارورة صغيرة للاستحمام وهذا جعلها تأخذ وقت أطول والوقت كان يعاندها ...كانت وصلت لأخر حدود صبرها وعندما خرجت من الحمام لم يكن هناك أي شخص بالخارج ...أين ذهب الجميع ؟؟...
لكنها بعد لحظة واحدة وجدتهم يخرجون من قاعة الطعام وقد أنهوا إفطارهم
ووجدت جيري يقول :-
- "هيا بنا بسرعة لقد نفذ الوقت لنتجمع بالخارج "
ا****ة أنها جائعة جداً ألن تتناول طعامها فخرج بول مسرعاً من الداخل وما أن وجدها قال لها بأسي :-
- "أيها المسكين لقد فوت طعامك "
هزت رأسها محاولة تجميع أشتات نفسها وهي تقول لنفسها بهدوء :-
- "اهدئي يا دانا فقط أعتبريها متاعب المهنة أو مجرد حمية بسيطة "
ثم استعادت نشاطها وحاولت الابتسام قائلة لبول :-
- "لا بأس يا بول فأنا لست جائعة هيا بنا حتى لا نتأخر"
وبعد لحظات أصبحوا أمام مربض الطائرة والقائد يقول :-
- "خذوا أماكنكم بالطائرة فوراً "
يبدو أنهم لن يعودوا للقاعدة كما تري وألا كانوا أحضروا حقائبهم ...ا****ة فالآن بعد أن عرفت طبيعة الجهاز ستكون فرصتها نادرة أن غادرت هذا المكان ....أذاً إلي أين هم ذاهبون ؟؟...أتبع الجميع الأوامر علي الفور بينما هي ابتسمت لنفسها ببلاهة عندما تخيلت وجودها الآن بعيداً تكتب مقالة مذهلة عن هذا الأمر فقال بول لها :-
- "هاى أيها الأ**ق لماذا أنت سعيد ؟؟....ألا يجب أن تتذمر لأنك ستقضي يوم مرهق دون طعام ؟؟...."
قالت له بهدوء :-
- "لا تشغل نفسك بشأني يا بول "
وما أن أصبحت الطائرة بالجو قالت بريدجيت :-
- "لابد أنكم تتساءلون عن نوع التدريب الذي جعلنا نخرج من القاعدة ...."
أكمل عنها القائد قائلاً بصرامة :-
- "من منكم لم يجرب القفز من الطائرة بالمظلات ؟؟..."
نظرت له دانا وقد هرب الدم من وجهها تماماً هل سيقفزون من الطائرة ؟؟ ...رفع وليم يده فقال القائد :-
- "فقط وليم ...هل جميعكم قمتم بالتجربة قبلاً ؟؟..."
كانت تريد رفع يدها ...لكن سايمون قام بهذه التجربة وأكثر من مرة ولابد أن بول يعرف لآن سايمون كان يتفاخر دوماً بهذه التجربة ولو رفعت يدها ستكشف نفسها أمام الجميع ...لذا لم تجرؤ علي رفع يدها ولم تستطع القيام بهذه الخطوة فقال القائد :-
- "قد تتساءلون ما الفائدة من القفز بالمظلات ...حسناً سوف أخبركم "
قاطعته بريدجيت قائلة :-
- "دعني أنا أخبرهم أيها القائد "
ثم نظرت للجميع قائلة بصرامة :-
- "كما عرفتم جميعاً أن الجهاز يعتمد لنقل الجسم من مكان لأخر علي تفتيت الذرات وكي تتم هذه المعادلة الصعبة سوف يتعرض الجسم لمراحل لا قبل له بها من التغير الشديد بالضغط لذا ستساعدنا تجارب الطيران علي التعرض لتقلبات الضغط وأيضاً محاولة التحكم بالجسم أثناء الهبوط "
أكمل القائد قائلاً :-
- "والآن فليرتدي كل شخص مظلة وسوف نقفز الواحد تلو الآخر وبالنسبة للملابس الخاصة التي ترتادون هناك في الحزام الموجود بالزى ستجدون ذر داخلي قوموا بضغطة "
نفذ الجميع الأوامر فأكمل :-
- "سوف تشعرون الآن بضخ هواء داخل الزى وهو هواء مضغوط بغاز الفريون وطبعاً هذا الغاز يتسم بالخفة الشديدة "
شعرت دانا بالهواء يدخل في كل ثنايا زيها فشهقت بانبهار فهي أول مرة تتعرض لأمر كهذا ورغم رعبها بدأت تشعر بالأثارة فسمعته يكمل:-
- "و سوف نمسك بأيدي بعضنا بالهواء لنحافظ سويا على التوازن ﻷطول فترة ممكنة "
ونظر لوليم قائلاً :-
- "وبما أنها المرة الأولي لك سوف تقفز معي وسيكون مع كل شخص جهاز اتصال في أذنه كي نتواصل ونحن بالهواء "
شعرت دانا بالقلق فما يقوله جميل لكن بما أنها مرتها الأولي فلن تستطيع التحكم بحركات جسمها بالهواء فشعرت بتوتر أكبر سمعته يتحدث مع وليم قبل الهبوط فانتبهت لكلامهم جيداً وهو يشرح له بالتفصيل عما يقوم به خاصة عند الهبوط و يشرح له كيف يفتح المظلة ...وكيف يفتح المظلة الاحتياطية أن رفضت المظلة الأساسية من الاستجابة وعن كيفية التحكم في الاتجاه كانت منتبه لكلامه وهي تتابع كيفية ارتداء المظلة من الأخريين فقال لها دافيد عندما لاحظ توترها الشديد :-
- "هيا أيها المخنث أرني كيف يقفز الرجال "
نظرت له دانا بغضب هذا الشاب لا يطاق فقالت له بحنق ساخرة منه :-
- "بالتأكيد ليس كما يقفز الثيران أمثالك "
ضحك بول وأدم علي دافيد وقال جيري عندما وجد دافيد يهم ليفتعل مشاكل مع دانا :-
- "أحذر القائد لن يمررها أن افتعلت مشاكل الآن "
فخفض دافيد قبضته وقال بغضب مكتوم :-
- "سوف يأتي الوقت الذي تقع فيه بين براثني أيها الو*د ووقتها ..."
ضم قبضتيه ورطمهم ببعض بقوة ليوضح وجهه نظرة فأشاحت وجهها بغضب لحسن الحظ أن القائد يتحكم بهذه الشجارات الجانبية وألا كانت الآن مجرد كومة لحم مفري فقال القائد :-
- "هيا سنقفز الآن قفوا صف واحد ...أبدء يا دافيد ...أقفز "
ودون تردد قفز دافيد فوقفت دانا بأخر الصف فوراً وهي تبتلع ريقها وكان قبلها بول ووليم تبقي للنهاية فقال بول وهو يقفز :-
- "هيا يا فتي وافيني بالأسفل "
ثم قفز وجاء دورها هي ...وفي هذه اللحظة فقدت أعصابها ولم تستطع القفز فقال بيت لها بقسوة :-
- "هيا ماذا تنتظر ؟...."
نظرت له بتوتر وقالت محاولة تشجيع نفسها :-
- "حسناً سوف أفعل "
لكن بالرغم من استجماعها لشجاعتها لم تستطع ف*نهدت بيأس ونظرت أرضاً تود فقط قتل نفسها لجبنها فنظر القائد لها وقال بغضب :-
- "أن كانت هذه المرة الأولي ....لماذا لم تقل ؟؟...."
قالت بتوتر وهي لا تستطيع رفع رأسها :-
- "أنا ...في الواقع ..."
- "أيها الأ**ق هل تعتقد أنك ستكون أكثر رجولة أمام زملائك عندما تتظاهر بأنك قفزت من قبل ؟...أنظر لزميلك وليم لم يخجل وقالها مباشرة "
بلعت ريقها بصعوبة وقالت :-
- "أنا أسف "
فنظر بيت لبريدجيت وقال لها :-
- "أهتمي بوليم وسأهتم أنا بسايمون "
ثم نظر إليها وقال بثقة :-
- "تعالي أمسك بيدي ولا تخف "
ثم وقف معها وقال الآن ثم قفزت معه وقلبها يكاد يثب من ضلوعها شعرت برعب وفزع شديد ...وساعدها بيت لفرد جسدها بالهواء والاستسلام فشعرت بأنها تطير فصاحت بطريقة طفولية بجذل :-
- "هذا رائع أنا أطير "
فقال بيت :-
- "أسترخي وأترك جسدك للهواء ولا تتصلب "
فقالت بسرعة كالطفل الصغير :-
- "حسناً لكن لا تترك يدي "
وفي اللحظات التالية عاشت أسعد لحظة ممكنه عندما أمسك الجميع بيد بعضهم بالهواء وقضوا وقت طويل يمرحون بالهواء وبعدها قال بيت في جهاز الاتصال :-
- "والآن فلنفترق جميعاً ونفتح المظلات "
وفي اللحظة التالية ترك يدها وما أن فعل حتى عاد التوتر يملئها وشعرت بفقدان السيطرة علي نفسها وحاولت فتح المظلة لكنها لم تستجب مما جعلها تفقد أعصابها ...ا****ة هي ستموت ....كلا هي ليست مستعدة للموت بعد ...لا تريد أن تموت كمجرد عذراء فاشلة ...لا هي لا تريد ذلك ...كيف تفتح المظلة الاحتياطية ؟؟...لقد قال لها القائد كيف ... لماذا لا تتذكر ...ظلت مرتبكة لدرجة جعلتها لا تستطيع الجزم ففقدت أعصابها تماماً وظل جسدها يهوي بسرعة شديدة سمعت بيت يقول لها في جهاز الاتصال :-
- "ما الأمر ؟...لماذا لم تفتح مظلتك ؟؟..."
فقالت بفزع :-
- "أنها لا تستجيب....لابد أنها معطوبة ساعدني أرجوك "
- "أهدأ يا سايمون وحاول فتح الاحتياطية "
قالت وهي توشك علي البكاء :-
- "لا تستجيب أيضاً ...ماذا أفعل ؟؟..."
- "أهدأ قلت لك ...سأتجه إليك لا تقلق "
كيف يطلب منها الهدوء في هذه الحالة هل يمزح ؟؟....أنها تموت كانت تحرك يديها في كل اتجاه وكأنها ستجد شيء ما لتتعلق به وفي اللحظة التالية لم تدري ما حدث فجأة .....وجدت شخص يمسك بها ويضمها لجسده جيداً وكأنه يعانقها ....إنه بيت ...ورغم النظارة الكبيرة الخاصة بالطيران التي يرتديها وتخفي معظم وجهه ...كان يمسكها جيداً فأمسكت به بالمقابل وفجأة شعرت بالأمان ...يا ألهي أنه يحملها بالهواء وعندما فتح مظلته شعرت بجذبة شديدة من الهواء ...ثم أستقر الأمر وبدئوا يسقطوا ببطيء في الواقع لو لم تكن بهذا الموقف المتأزم لقالت أن هذه بالتأكيد تجربة فريدة من نوعها وكأن الوقت توقف ...هذا أفضل عناق حظيت به هذا حقيقي بالتأكيد وعندما لامست الأرض قدميها تدحرجت قليلاً مع بيت لكنه هو أستعاد توازنه سريعاً ونظر لها باهتمام قائلاً :-
- "أأنت بخير؟؟...."
هزت رأسها وهي تبتسم بخجل فتركها ليذهب ويطمأن علي الأخريين فوقفت هي تشهق بانبهار مما حدث تواً أوه يا ألهي لقد كان هذا رائعاً لقد تمتعت كثيراً ....أنها تجربة رائعة وبعدها أجتمع الجميع سوياً بعد أن تخلصوا من المظلات فقال القائد للجميع :-
- "هل تمتعتم بالقفز ؟؟..."
قال الجميع بسعادة :-
- "نعم يا سيدي "
وكانت دانا أكثرهم سعادة ولو كان معها كاميرا لصورت هذه اللحظة الساحرة أن سايمون له الحق ليتفاخر بكونه بارع بالقفز بالمظلة فقال القائد لهم :-
- "أتحبون تكرار التجربة ؟..."
أومأ الكل برأسهم بسعادة وخاصة دانا التي كانت أولهم في الموافقة وبشدة فبالرغم من الرعب الذي عاشته للحظات ألا أنها عرفت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك شخص سيحميها وعندما طلب منهم فتح مظلتهم ترك نفسه للنهاية حتى أن يتأكد أن الكل فتح مظلته بأمان لذا هي بأمان ...سمعته يتحدث مع قائد الطائرة باللاسلكي حتى يهبط لهم في موقع سقوطهم فقال بول لدانا :-
- "تبدو لي مفعم بالطاقة رغم أنك لم تأكل شيئاً"
تذكرت دانا هذا بعد أن كانت قد نسيته ولم تكن حقاً تشعر بالجوع ألا بعد أن ذكرها بول فوجدت معدتها بدأت تؤلمها من الجوع فابتسمت دون أن تجيب فقال لها :-
- "ما الذي حدث لمظلتك ؟؟..."
فقالت بلا مبالاة :-
- "لقد كانت معطوبة "
- "أذن أنت محظوظ لآن القائد أنقذك ورغم هذا أراك متشوق لقفزة جديدة "
ابتسمت دون أن ترد وفكرت أنها أخطأت الظن بسايمون فلو كان من النوع المسالم الذي لا يحب المخاطرة لما أشترك في هذا البرنامج الخطير وهنا جاء القائد وقال لدانا :-
- "أعطني مظلتك يا ويلسون لأري سبب العطل "
أعطته إياها وظلت تنظر له بإعجاب وهو يفحصها لقد تغيرت نظرتها له تعترف بهذا ...فهو شخص رائع ولدية حس كبير بالمسؤولية ولقد كان رائع عندما عانقها ...تذكرت هذه اللحظة هائمة عندما قال فجأة لها بغضب :-
- "هل تمزح معي ؟؟...أن المظلة سليمة تماماً"
نظرت له دانا وشعرت بالحرج وقالت بخجل :-
- "حقاً ...يبدو أن الخوف منعني من الإدراك "
صاح بها قائلاً:-
- "الخوف ؟؟...ألهذا فقدت السيطرة علي نفسك؟؟...أسمعني جيداً يبدو أنني يجب أن أعيد النظر في اختيارك للبرنامج فأنت لا تصلح للمهام الخطرة ففي لحظة الفزع وعدم القدرة علي التصرف تعرض نفسك وزملائك للخطر "
نظرت له دانا بحقد وقالت :-
- "الخوف شيء طبيعي بالبشر ...وخاصة عندما يخوضوا تجربة مخيفة ولأول مرة ...فلا تحاول أقناعي أنك لم تخف ولو مرة واحدة بحياتك وفقدت السيطرة علي نفسك "
نظر لها بيت بدهشة مما جعلها تفكر أن مناقشة القائد شيء مستبعد تماماً من قائمة العسكريين ...لكن ليس بإمكانها سماع التوبيخ بهذا الشكل دون أن تتخذ موقف فقال القائد :-
- "أنت محق فالخوف شيء طبيعي ...والأكثر طبيعية منه هو فقدان السيطرة علي النفس ...لكن دعني أولاً أفهم فخامتك أن تفاعل كل شخص مع خوفه يختلف عن الأخر فهناك شخص يتوقف للحظات ليراجع كل إمكانيات تفادي الخطر دون فقدان السيطرة علي نفسه ولو للحظة واحدة وطبعاً أنت لست من هذا النوع "
قالت دانا بعناد :-
- "نعم أنت محق في كلامك لكن لكل شيء مرة أولي وأعدك هذه المرة سأكون أكثر شجاعة ولن أحتاج مساعدتك أو أعرض نفسي وزملائي لأي خطر "
كلامها جعله يتوقف قليلاً لينظر إليها قليلاً لدرجة جعلتها تعرف أنه يشك وبالرغم من هذا وقفت وقفة عسكرية قائلة :-
- "تمام أيها القائد ...سوف أتبع تعليماتك بحذافيرها "
وابتعدت عنه دون أن يسمح لها بالانصراف أن ذهوله لرد فعلها كان مسلي ربما يضعها برأسه لكنها متأكدة أنها أثارت اهتمامه مما جعلها تبتسم بزهو بطريقة أنستها أن ما تفعله خطير جداً وبإمكانه كشفها لكنها لم تفكر بهذا بصفتها سايمون بل بصفتها دانا المرأة التي تكاد تفعل أي شيء لتحظي باهتمام هذا الرجل حتى لو كان ينظر لها كرجل وليس كامرأة 0
************
تململت دانا بالفراش وهي مرهقة للغاية ....الساعة أصبحت الآن الرابعة والنصف صباحاً والمفترض أن تستيقظ أه ....أن جسدها يؤلمها للغاية فكل المجهود الذي قامت به بالأمس جديد عليها لذا ألام عضلاتها شيء طبيعي لكن ليس بإمكانها تحمل يوم أخر بهذا الشكل ...تذكرت ما حدث بالأمس وهي تشعر بالحنق ...أه كم هي غ*ية لاعتقادها أن قفزة واحدة كافية لتبهره بالقفزة الثانية ...حسناً لقد تشجعت ودرست المظلة جيداً حتى لا تقع بنفس الخطأ وتفقد هدوءها ...صحيح هي لم تخطأ لكن ....بيت لم يتركها لحالها لقد قسي عليها في التدريب وجعلها أول من يقفز وأثناء الطيران أمر زملائها بترك يدها لتتحرك وحدها وكان الأمر صعب وصارت تسقط أسرع من الأخريين لآن تمسكهم ببعض يساعدهم علي التوازن بشكل أكبر أما هي فحفظ توازنها وحدها كان صعب ذلك الو*د لم يراعي بأنها قفزتها الثانية ....حسناً لقد وعدت أن تبهره ...وحاولت قدر المستطاع لكن رغماً عنها كانت الأولي لفتح المظلة لأنها كانت اقتربت من الأرض سريعاً فلم تنتظر أمره بفتح المظلات وهناك علي الأرض استمعت لتوبيخه مرة ثانية مما جعل بول يقول لها :-
- "ألم أنبهك ألا تغضب القائد وتبتعد عن طريقة... يبدو أنه لن يرحمك "
أما دافيد وجيري كانوا سعداء بتوبيخ القائد لها ويضحكان من استيائها فقال لها أدم :-
- "أنت دون المستوي يا فتي "
وعلق براد قائلاً :-
- "يبدو أن القائد له نظره خاصة بك يا سايمون وأنت تثبت له بكل لحظة مدي غبائك "
أما وليم الذي في الغالب يتجاهلها قال :-
- "يبدو أنك ستجعل التدريبات ممتعة يا ويلسون ....فالقائد كف عن توبيخ الأخريين بسببك "
عادت للواقع بغضب وقالت لنفسها :-
- "سوف أنتقم منك يا بيت ...أقسم أن أفعل "
وتأوهت مجدداً وهي تنهض فقال براد :-
- "ما بك يا سايمون !! أأنت مريض ؟؟..."
فقالت وهي تخفي إرهاقها :-
- "كلا يا براد أنا بأفضل حال ...ألن يخرج أدم من الحمام ؟؟0..."
قالت هذا بغضب فسمعها أدم وهو يخرج من الداخل وقال لها بسخرية :-
- "أن لم يعجبك الأمر أستيقظ مبكراًً لتدخل أولاً "
تن*دت بحنق ودخلت الحمام ورغم أن الوقت يمر بسرعة لم تقاوم أن تملأ البانيو لتستلقي به قليلاً وكان لهذا مفعول السحر علي عضلاتها المنكودة وطبعاً تأخرت ...لكن هذا لم يمنعها أن تأكل بسرعة شديدة حتى لا تفقد وجبة الإفطار فقال القائد وهو ينظر إلي فمها الذي تكور وهي تمضغ الطعام بسرعة :-
- "هل نمتم جيداً بالأمس ؟؟..."
فقال الجميع في صوت واحد سواها :-
- "نعم يا سيدي "
فقال بيت بصرامة :-
- "اليوم سوف نقوم بالغطس بأعماق البحار أذن ....من منكم لم يقم بهذه التجربة ؟؟..."
لم يرد أحد هذه المرة فنظر لدانا وقال :-
- "وأنت يا ويلسون .....هل قمت بها أم ستقوم بتعطيل الأخريين بسبب تخاذلك وجبنك "
نظرت له بحقد شديد وقالت بتحدي :-
- "بل غطست وكثيراً أيضاً فهذه أحدي هواياتي "
وهذا حقيقي شعرت دانا بقليل من الثقة فأخيراً ستفعل شيء تحبه وبارعة فيه فظهرت شبح ابتسامة علي وجه القائد وهو يقول :-
- "عظيم والآن أكملوا تدريباتكم وسنتحرك بعد الظهر "
ثم أعاد نظرة سريعة علي دانا قبل أن ينسحب ويتركهم لبريدجيت التي قالت بصرامة :-
- "والآن دعونا نبدأ "
************
- "والآن استمعوا جيداً لمهمتكم التي ستقومون بها بالأعماق"
قال القائد بيت في حوالي الثالثة عصراً علي متن سفينة ضخمة في عرض البحر وكان جميعهم بلا استثناء يرتدون لبس الضفادع البشرية استعداداً للغطس فأكمل :-
- "طبعاً هذه المرة لن نهبط للقاع لنستمتع بالغطس ومشاهدة الأسماك عن قرب كما فعلنا عند القفز بالمظلات "
فقالت دانا بلهفة :-
- "ماذا سنفعل أذاً ؟؟...."
نظر أليها وكأنه لم يحب أنها قد قاطعته وقال وهو ينظر لها :-
- "سوف ننقسم لثلاث فرق وكل فرقة سيكون مهمتها نقل صندوق من المتفجرات لمكان محدد بالبوصلة التي يحملها وأمامكم نصف ساعة للوصول للمكان وعشر دقائق لوضع الصندوق وتثبيته في موضعه ثم العودة والجهاز به جهاز تفجير ذاتي سينجر بعد ربع ساعة من تثبيته بموضعه والضغط علي الذر الأحمر الموجود به لذا أمامكم ربع ساعة فقط للنجاة والبعد عن موضع التفجير والعودة هذه مهمة خطيرة يا سادة وليس مجرد تدريب عادى "
عاد ينظر لدانا مجدداً وهو يقول :-
- "هيا استعدوا وسننقسم حسب موضعنا بول وأدم بفريق ...وجيري ووليم بفريق ....و سايمون ودافيد وبراد بالفريق الأخير هيا فليحمل شخص البوصلة والأخر صندوق المتفجرات وكل فرد مسئول عن سلامة زملاءه بالفريق هيا فلنبدأ.... "
شعرت دانا بغضب شديد كونه وضعها مع أسوء شخصين بالفريق فدافيد لن يتورع عن أذيتها أن أتته الفرصة لذلك فقالت للقائد :-
- " ألا يمكنني تغيير فريقي ؟؟...."
قال لها بيت بقسوة :-
- "هل تمزح الآن يا سايمون ؟؟...فهل تعتقد أن وقت الخطر بإمكانك اختيار من ستموت معه عد لموقعك لنبدأ هيا.... "
عرفت أنه لن يعطيها الفرصة لتغيير فريقها لكن هذا مرعب حقاً مفجرات ستنفجر بعد ربع ساعة من وضعها ومعها شخصان يكرهونها ا****ة كيف ستتصرف مع هذا ؟؟...ظلت التساؤلات تشغل رأسها ....هل ستنجح ؟؟....هل سيمر الأمر علي خير ؟؟...فلديها أحساس أن شيئاً ما لن يمر علي خير قطع سيل تخيلاتها دافيد الذي قال بصرامة :-
- "هيا أحمل الصندوق "
فنظرت له بغضب وقالت :-
- "ولماذا لا تحمله أنت ؟؟...."
فقال براد :-
- "دافيد سيحمل البوصلة وأنت ستحمل الصندوق "
- "و أنت ما فائدتك معنا أذاً ؟؟...."
سمعت القائد يأمر الفرقة الأولي بالقفز مما جعلها تلتفت لتنظر أليهم للحظات قبل أن تعود لدافيد وبراد مع سماعها الأوامر للفرقة الثانية بالقفز فقالت لبراد بغضب :-
- "أنا لن أحمل صندوق المتفجرات أحمله أنت و..."
ولم تستطع أبدا أن تكمل جملتها فلقد كان القائد أمر الفرقة الثالثة بالقفز ووجدت دافيد وبراد قفزوا على الفور دون أعطائها مهلة للجدال أكثر لذا وقفت لحظة في ذهول عندما صاح بها القائد:
- "هل ستتردد مجددا ؟ هيا أقفز"
ولم يكن أمامها فرصة هذه المرة لذا دون مزيد من التردد قفزت0
***************
أشار دافيد للموقع المطلوب وهو ينظر لبراد فرفع براد رأسه وهو يشير لدانا التي كانت لا تزال بعيدة عنهم كثيرا وكانت هي تستشيط غضبا بلا حدود فهؤلاء الأوغاد قفزوا تاركين إياها وعندما قفزت خلفهم شعرت فورا بالتشويش لأنها رأت كل اثنان من المجموعة يسيران في اتجاه مختلف ولم تتأكد من هي مجموعتها وهذا تسبب أن سارت في اتجاه خاطئ لمجموعة بول وأدم ولم تكن لتكتشف خطأها لولا أن بول نظر لها بدهشة وأشار لها في اتجاه أخر وعندما اكتشفت الحقيقة المرة بأنها تتبع الفريق الخاطئ كانت قد أبتعدت كثيرا عن فريقها الأصلي لذا غيرت اتجاهها فورا متجهة أليهم وهى تتوعدهم داخل نفسها بالانتقام ولاحظت التفات كلاهم تجاهها وملاحظتهم تأخرها لكن هذا لم يوقفهم لحظة واحدة لذا سارعت من تحركها بالرغم من أن الصندوق يعوق سرعتها والوقت يمر والقائد أعطاهم مهلة محددة لذا حاولت أكثر وعندما أشار لها دافيد كانت تود قتلة وما أن وصلت للمكان أخيرا أشار لها دافيد بتثبيت الصندوق في مكانة فاستشاطت غضبا لكنها لوحت إلية هو وبراد بالصندوق ليقوموا بتثبيته بين الصخور لكن دافيد تجاهل تلويحها وأشار لساعته المائية وهو يوضح أن وقتهم قد نفذ فنظرت لساعتها فوجدت أن ساعة إلا ربع قد مرت بالفعل لقد تخطوا الوقت المطلوب لذا اتجهت بغضب محاولة تثبيت الصندوق في الموضع المحدد ولم تنتبه للإشارة الخاصة التي أشار بها دافيد لبراد قبل أن ينسحب كلاهم تاركين إياها وحدها مع المتفجرات دون أن تشعر بهم وقد أخذ منها تثبيت الصندوق في تلك الصخور الملتوية المزعجة أكثر من عشر دقائق وعندما ألتفتت لتخبرهم إنها انتهت بعد أن ضغطت على العد التنازلي للمفجرة فوجدت نفسها وحيدة فأصابها الهلع فورا و أخذت تنظر حولها لقد اختفى دافيد وبراد تماما وهذا يعنى أنهم تحركوا منذ وقت بعيد وهى ليست متأكدة من الاتجاه الذي عليها سلوكه للوصول للسفينة قبل أن تهل عليها قوه الانفجار وهى تعرف جيدا أنة بالرغم من أنها متفجرات صغيرة وليست واسعة الانتشار ألا أنها ستقوم بموجة جذب هائلة بإمكانها أن تلقيها أعمق من المعتاد وربما وقتها ينفذ الأ**جين الذي معها ولن تستطيع العودة كل هذه الأفكار لم تأخذ منها سوى دقيقة واحدة واقفة بمكانها تفكر بمصيرها لكن هي لحظة واحدة...وقررت السباحة بخط مستقيم للأعلى مهما كانت الظروف ولحسن حظها هي سباحة ماهرة وغطست كثيرا لذا حركتها المرنة ومهارتها في الغطس ساعداها على الانطلاق بسرعة فنظرت لساعتها بقلق خمس دقائق وتنفجر أول المتفجرات...ولم يظهر أي من الزملاء بعد وهذا يعنى أنها مازالت بعيدة للغاية عن سطح الماء ...لكن هذا لم يوقفها أو يحد من عزيمتها بل بالع** زادها إصراراً على الوصول أسرع لكن في هذه اللحظة حدث أول انفجار وهذا الأمر أصابها بالهلع فرغم من أنة كان بعيدا جدا عنها إلا أن ضغط شديد أطاح بها بعيدا عن موضعها ووجدت نفسها تهبط مجددا للقاع وعندما استردت السيطرة على جسدها ثانية كانت تشعر بألم شديد في عضلات جسدها فبدأت مجددا رحلة الصعود للسطح....وللمرة الثانية يساندها سوء الحظ عندما حدث الانفجار الثاني مما أطاح بجسدها للمرة الثانية بعيدا جدا بطريقة شعرت معها إنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وظل جسدها يهبط للقاع مجدداً....شعرت بدموعها تحرق مقلتيها مع ألام جسدها تبا لهؤلاء الأوغاد هل أرادوا التخلص منها يبدو أنها النهاية هذه المرة فكرت بهذا دون أن تتحرك من موضعها.... ونظرت للساعة الضوئية التي ترتدي وعرفت أن الانفجار الأخير سيتم بعد أربع دقائق وهو أقرب انفجار لها إنها لن تنجو منة .....لن تنجو أبدا لكن ما أن فكرت في اليأس حتى أندفع حب الحياة في شرايينها كلا.... لن تسمح لهؤلاء الأوغاد بالتخلص منها وأندفع الأدرنالين بقوة في أعماقها ووجدت نفسها تتجه بأقصى سرعة ممكنة في جسدها لأعلى... لم تستطع التفكير فلقد توقف عقلها على فكرة واحدة يجب أن تصل للسطح مهما كانت الأسباب فلم تعد تنظر للساعة حتى تبعد عنها الأفكار السلبية وظلت تعلو ....وتعلو ....وتعلو وفجأة ...حدث الانفجار الأخير... وكان أشدهم وقعا فلقد دفع جسدها كله دفعة واحدة لأعلى وشعرت بحرارة بالغة تلفح جسدها وكأن النيران قد اشتعلت به بغتة....ولدهشتها لم تشعر بالألم فكل ما شعرت به هو أن عليها الصعود للسطح وهناك من بعيد لاح ضوء النهار وهذا يعنى أنها اقتربت فأخذت تتحرك بآلية شديدة وظلت تعلو ....وتعلو وفجأة ظهر السطح ولهبت الشمس عينيها وهنا فقط توقفت ذراعاها عن الحركة وعن دفعها وهوى جسدها مجددا للقاع وقد فقدت وعيها.