الفصل الثاني

1030 Words
دلف "آسر"إلى شقة والدته، حاملاً هموم الدنيا على عاتقيه، فوجدها جالسة على الأريكة تشاهد التلفاز كعادتها دائماً، وعندما لاحظت وجوده أبتسمت قائلة بحب مشيرة له: - تعالى يا حبيبي نورتني.. نظر لها ساخراً وهو يقول: - بجد؟!! يعني مسموحلي أدخل بيتك ولا متحرم عليا أنا كمان!!! نهضت له "حنان" بلهفة لتحاوط وجنتيه قائلة: - دة بيتك قبل مـ يكون بيتي يا ضنايا متحرم عليك أزاي بس!!! أقعد يا حبيبي ومش عايزة أسمع منك الكلام دة تاني فاهم ولا لاء!!! أبعد يداها بضيق ثم هتف بحدة: - أمي أنا مش جاي أقعد، انا جاي أتكلم معاكي في اللي حصل النهاردة، والكلام اللي قولتيهولها، بصي يا أمي، أنا.جايب ليلى هنا بعيد عن أهلها عشان نفسيتها اللي كانت زي الزفت وهي هناك، وعشان ابني اللي جاي في الطريق، و اللي اظن يعني انك كنتي مستنياه من زمان، بس مش عارف أيه اللي حصل، و أساساً ليلى متستاهلش المعاملة دي، يا أمي قولتلك قبل كدا ليلى ملهاش حد غيري، متفكريش أن عشان جدها بقا موجود أنها هتبعد عني، لو ابوها و امها طلعوا من القبر وقالوا عايزين بنتنا بردو مش هديهالهم و مش هتخلى عنها، و على فكرة حضرتك لو فهمتي هي ليه قال انها مش بتحبني قبل م تمشي مع جدها كنتي هتقولي عندها حق، أولاً قبلها كنت بعاملها معاملة زي الزفت، و أنت شوفتي دة بعينك لما جيتي ولاقتيها محبوسة، قولتلها كلام مافيش بني آدمة تستحمله، قولتلها أني كنت مضطر أتجوزها، و أني مبحبهاش، مش بس كدا، قولتلها لو عايزة تمشي أمشي بالسلامة، بذمتك في واحدة تستحمل الكلام دة!!! ولما جه جدها و قولتله كل اللي حصل وطبعاً هو لأنه مكنش يعرف أي حاجة عن اللي ليلى أتعرضتله ف أتصدم، و الراجل دة مريض و عنده القلب، وليلى هي اللي كانت بتاخد بالها منه وتديله أدويته، ف اللي قولته دة كان ممكن يتعبه، و كمان بُعد ليلى كان هيتعبه أكتر لأنه هيحس بالذنب ناحيتها، فـ اضطرت تقولي الكلام دة عشان ادايق واسيبها تمشي، و دة اللي بردو مكنتش فاهمه زيك يا امي بس اديني فهمت، و أنتِ اكتر واحدة عارفة أد أيه ليلى بتحبني، ليلى أقل حاجة و أقل كلمة ممكن ت**رها، أهي نايمة من الصبح و مش راضية تقوم من ساعة اللي حصل، فـ لو سمحتي يا أمي بلاش تعامليها بالطريقة دي، أنتِ عارفة أنها غالية أوي عندي فـ لما تأذيها كأنك بتأذيني .. عايزة تأذيني يا أمي؟!!! حاوطت وجنتبه والدموع تسيل من عيناها لتردف بحنان أموي: - ما عاش ولا كان اللي يأذيك يا حبيبي، عمري مـ هبقى السبب في أذاك يا ضنايا، أنا عارفة أني قسيت على ليلى بس والله دة من حبي فيك مش أكتر، لأني كنت بشوفك بتتعذب من غيرها، عشان كدا زعلانة، بس خلاص يا حبيبي أنا مش هزعل منها، و هرجع أعاملها زي الأول لو دة هيرضيك!!! أسترسل و هو يقبل باطن راحتيها: - ربنا يخليكي ليا ياست الكل، عارف أن قلبك أبيض و مش هتهون عليكي.. تن*دت تقول شاردة: - ليلى دي زي بنتي، بتفكرني بـ مريم الله يرحمها، مش معقولة نفس الشخصية و البراءة اللي في العيون، عشان كدا بحبها و متعلقة بيها زيك بالظبط، ولما مشيت حسيت نفس أحساسي لما مريم ماتت.. أبتسم ثم حاوط وجهها ليُقبلها بحُب ليس له مثيل، فعانقته أمه بقامتها القصيرة، تشبع من أحضان ولدُها.. • • • • عاد "آسر" لشقتُه، ثم وقف أمام غرفتهم ليرفع كفُه يدير مقبض الباب، ولكن أنتفض قلبه عندما سمع تآوهات "ليلى" المُتألمة، فـ فتح الباب على مصراعيه، ليجد الصوت نابع من المرحاض، ركض نحوها يفتح الباب، فوجدها تميل على حوض الحمام واضعة يدها على معدتها مغمضة عيناها، ذهب لها يُشمر عن ساعديه من كنزته الشتوية الملتصقة بص*رُه العريض، ليحاوط خصرها من الخلف يرفع خصلاتها عن وجهها، فأستفرغت ما بمعدتها وسط بكاءها، لم يشمئز "آسر" على الإطلاق، ربت على ظهرها في لمسات حنونة، وعندما أنتهت فتح صنبور المياه ثم بلل يده ليمسح بها على وجهها بلُطفٍ بالغ، نظف شفتيها برقة، ثم أغلق الصنبور ليجعلها تعتدل بوقفتها، ثم ضم رأسها له و كأنه أبيها، حاوطته "ليلى" مغمضة عيناها بأرهاق شديد، مستسلمة لتلك القُبلة التي طبعها على خصلاتها، و للمساته الرقيقة على خصلاتها، و صوته الحنون وهو يهمس بطريقة تُذيبها حرفياً: - أحسن يا حبيبتي؟!! حاجة بتوجعك؟! هتفت والإرهاق بادي على صوتها: - لاء يا حبيبي أنا كويسة..!!! رفع وجهها له بواسطة ذقنها، ليضع خصلة ثائرة على وجهها خلف أذنيها، ثم قال بلُطف: - حجزت عند دكتورة معروفة هنروح نطمن على البيبي.. أومأت له مبتشمة، ثم تابعت بشرود: - آسر .. أنت فرحان ولا عادي!!!! رفع حاجبيه مصدوماً، غير مصدقاً ما تقول، ليرُد: - دة سؤال بذمتك، طبعاً فرحان معقول هيبقى عادي وأنتِ جايبالي حتة منك صغيرة، تخيلي كدا تجيبي بنت جميلة زيك ويبقى عندي اتنين من ليلى!!! ضحكت ببراءة لتُقبل ذقنه النابتة بخفوة، ثم هتفت ببراءة وهي تصفق كالأطفال: - الله!!! لاء بُص بقا أنا عايزة ولد شبهك كدا، ياخد عيونك الحلوين دول، ورموشك اللي بيجنوني، ياخدوا كل حاجة فيك!!!! ضحك يحاوط خصرها ينثني عليها مستنداً برأسه على كتفيها، يقول بعدأن لثم عُنقها برومانسية: - تؤتؤ، أنا عايز بنت شبهك.. تاخد عيونك اللي شبه جزر المالديف دي، و مناخيرك الصغيرة، وشفايفك اللي بتقتلني!!!! وضعت يدها على ظهره العريض تربت عليه لتُردف مبتسمة: - طب بطّل قلة أدب بس الأول، بُص بقا أنا سمعت أنك لما تفضلي تبُصي لحد بتحبيه أبنك هيطلع شبهُه، وأنا من هنا ورايح هبحلق فيك، هتنح حرفياً!!! ضحك من قلبه ليشدد على أحتضانها، ثم حملها فجأة كالريشة حتى لم تعُد قدميها تصل للأرض، فتشبثت بعُنقه بخضة قائلة: - يخرابي هقع يا آسر!!! تمسك بها جيداً قم أبعد رأسه عنها يقول و وجهه في مواجهة وجهها الخائف: - عُمرك مـ هتُقعي و أنا شايلك، دة حتى عيب ف حقي!!! أبتسمت بتغنُج، ثم قبلت وجنتُه بحُب قائلة وهي تعبث بخصلاته الناعمة: - بحبك..!!!! أغمض عيناه، فتلك الكلمة عندما تخرج منها و بتلك الطريقة تُذيبه ـ مُكعب السكر في الشاي، أقترب منها ليلثم شفتيها برقة يُقربها منُه، فأستجابت "ليلى" له بشوق، وأناملها الرفيعة تتغلغل لـ خُصلاته من الخلف، ذائبة في قُبلته التي تُبعثرها بكل م أتت تلك الكلمة من معنى!!! • • • • دلفت "ليان" إلى جناحهم، لتتوقف عن تلك البُقعة، عندما شدّ على خصلاتها بتلك الطريقة، و قال أسوأ الكلمات بحقها، فكان هو خلفها يعلم جيداً ما تُفكر به، فأسرع يقترب منها ثم حاوط خصرها ليقف أمامها، فُزعت "ليان" من حركتُه المباغتة، ولكنه وصعت يدها على يدُه لتُزيحه عنه قائلة بحدة: - قولتلك قبل كدا تبعد عني و متلمسنيش أبداً، لأنك بقيت في حُكم طليقي دلوقتي مش جوزي فاهم ولا لاء!!!!!!!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD