البارت الأول
البارت الأول?
في منطقة راقية هادئة في فراندة تطل على حديقة مليئة بالزهور تجلس امرأة رقيقة الملامح ، تنظر إلى بعض الأطفال الذين يلعبون في الحديقة و هي تبتسم لهم برقة ، و هي خمرية اللون عسليه العينين ذات شفاه وردية و شعر بني متوسط الطول و جسد ينبض بالأ***ة رغم انجابها اثنين من الأولاد ، من يراها يشعر انها لازالت فتاة بكر فهي تخجل من أقل الكلمات هادئة الصوت ، تعيش في منزل به أولادها و زوجها و والدته تلك المرأة الطيبة للغاية و التي تحب زوجة ولدها ربما اكثر من أولادها ، فهي تعيش معها و تعاملها كأنها والدتها ربما اكثر ، فهي احن عليها حتى من أبناءها ، تلك هي حياة المرأة التي تبلغ من العمر ٣٨ عاماً ، و زوجها هو كرم الذي يبلغ من العمر ٤٨ عاماً ، وولدهم يوسف و يبلغ من العمر ال ١٩ عاماً و هو في االثاني من جامعته ، و ابنتهم يارا و التي تبلغ من العمر ال ١٦ عاماً و هي في الصف الاول الثانوي ، من يراها معهم يشعر انها اخت لهم .
..............................
تجلس حياة في غرفتها بعد أن قامت بعملها اليومي من نظافة المنزل و طهي الطعام و مراعاة حماتها و ادويتها و كذلك مراعاة أولادها في دراستهم ، و بعد ان انتهت من عملها تماماً دخلت غرفتها حتى تمارس هوايتها التي تعشقها فهي عاشقة لسماع الموسيقى ، و قراءة الروايات الهادئة ، فأخذت حمامها و ارتدت لانجيري رقيق ذو لون وردي و ارتدت فوقه الروب الخاص به ، و جلست في فراشها مع فنجان قهوتها تقرأ في انتظار زوجها الذي تأخر عن موعد عودته ، وكانت قد لاحظت منذ فترة تغيير حاله تماما ، فأصبح يأتي متأخراً دائم الجلوس وحيداً يمسك هاتفه بيده دائما و لا يتركه الا عند النوم ، و عندما سألته كان رده الدائم العمل فهو يملك شركة صغيرة للاستيراد و التصدير و لكن ناجحة و انتشر اسمها فى مجالها ، و اليوم قررت حياة التحدث مع كرم لمعرفة ما سر هذا التغيير حتى أنه ابتعد عن أبنائه أيضاً ، و جاء كرم متأخراً كعادته و دخل غرفتهم فوجدها جالسة تنتظره
- مساء الخير يا حياة ، فنظرت له حياة و ابتسمت و تحركت لتقف
- مساء النور يا كرم حمدلله على السلامة حبيبي
و اقتربت منه تنزع عنه جاكته
- الله يسلمك ممكن تحضري لي الحمام احسن انا مجهد جداً ، و محتاج اخد دش و انام
فنظرت له باستغراب فهو كان دائما يحب القرب منها و لكنه أصبح يعزف عنها و لخجلها لم تستطع سؤاله و ذهبت لتحضير الحمام له و عادت فوجدته يمسك هاتفه يكتب شئ ما لأحد و وجهه تنيره الإبتسامة ، فأقتربت منه و هي تبتسم
- طيب ضحكني معاك حبيبي
فنظر لها كرم بارتباك
- مافيش يا حياة ده واحد صاحبي بعتلي نكته عن اذنك
و ذهب للحمام اخذاً معه هاتفه ف*نهدت حياة بزهق ، و خرج كرم بعد قليل من الحمام و نظر لحياة التي كانت تجلس تنظر من الشباك على السماء في **ت و عيونها تلمع بالدموع فشعر بالحزن عليها ، و لكنه لا يعرف ماذا يفعل فقرر التحدث مع والدته فترك الغرفة و ذهب لوالدته التي كانت تستعد للنوم و طرق عليها الباب و سمحت له بالدخول
- مساء الخير يا امي
- مساء النور حبيبي تعال اقعد حكايتك ايه يا كرم حالك ملخبط ليه اليومين دول يا بني؟
- محتاج اتكلم معاكي يا أمي.
- خير يا حبيبي فيك ايه حتى حياة حاسة ان فيك حاجة ، و نظرتها بقت حزينة على طول.
- فاكرة مي يا أمي ، فنظرت له الأم بتعجب
- قصدك مي مين يا كرم مي بنت عمتك.
- ايوه يا أمي هي.
- مالها تاني ست مي هي مش كانت اتجوزت و بعدت عنا و عن حياتنا
فارتبك كرم قليلاً
- اتطلقت يا أمي و رجعت و أنا..
فأنتفضت آمنه مكانها تصرخ به
- و انت ايه يا كرم انت ايه يابن بطني انطق ، مش دي اللي رمتك و رفضتك علشان لسه على قد حالك.
- يا أمي ماكنتش هي السبب ابوها اللي جبرها ، فضحكت آمنه بسخرية
- و انت صدقت يا اهبل صدقت دي بتستغفلك ياغ*ي ، فصرخ كرم
- لا يا أمي مش بتستغفلني مي بتحبني ، و أول ما أطلقت رجعت لي جري افهمي يا امي انا بحبها و عمري مابطلت احبها
و في تلك اللحظة كانت حياة على باب الأوضة فأستمعت لكلماته
و اكمل هو بحبها يا أمي بحبها وعمري مانسيتها
فنظرت له آمنه و الدموع في عيناها
- و مراتك و حياة يا كرم
فوقف كرم و نظر لها
- مالها حياة ح تفضل مراتي عادي ، فضحكت آمنه
- ح تفضل مراتك لا والله كتر خيرك و ح تقولها ايه ان شاء الله.
- ح اقولها يا امي بس بعد ما اتجوز ، حياة مش لازم تعرف دلوقتي انا مش عايز مشاكل ، فصرخت به آمنه
- انت أناني و مابتحبش الا نفسك ، و بكره تندم بس اعمل حسابك لو حياة رفضت تكمل معاك انا ح ابقى معاها، و لو طلبت الطلاق ح أطلقها منك علشان انت ما تستهلش ضوفرها، والله يا كرم لتندم و كل البركة اللي حلت عليك بعد جوازك منها ح تروح منك علشان انت ظالم و متجبر.
- يا امي ارجوكي افهمي انا مقدرتش انسى مي.
- اطلع برة يا كرم اطلع مش عايزة اشوف وشك.
................................
و هنا جرت حياة الي غرفتها و منها إلى الحمام و اغلقت عليها الباب ،و انهارت في البكاء و أخذت تحدث نفسها و هي تبكي
- يااااااااه عشرين سنة كدب ،عشرين سنة بتضحك عليا و مفهمني انك بتحبني، عشرين سنه مستغفلني عايش معايا و انت قلبك في مكان تاني، طيب انا عملت لك ايه ليه تقتلني بالطريقة دي
و دخلت حياة بملابسها تحت المياة و هي تنتفض بقوة فقد قامت بالنزول تحت المياه الباردة، و ظلت هكذا حتى شعرت بتخدر جسدها و عقلها و اغلقت المياة و نزعت ثيابها و ارتدت البرنس الخاص بها و وضعت منشفة على شعرها، و خرجت و هي تشعر انها انسانة اخرى غير التي دخلت، و وجدت كرم ينام على الفراش و يضع يده على عينه فنظرت له و ابتسمت بسخرية و هي تحدث نفسها حتى ماهانش عليك تسأل فيا ياااااه ده انا كنت مغفلة قوي بس خلاص لازم افكر كويس في نفسي و في ولادي ،و اخذت ملابسها و عادت للحمام مرة اخرى و ارتدت ثيابها و خرجت و تركت الغرفة للخارج، و ذهبت الي غرفة ابنها يوسف فوجدته مازال يستذكر دروسه فقبلت رأسه و هي تضع يدها على كتفه
- عامل ايه حبيبي طمني ماشي كويس.
- الحمدلله يا ماما بس حضرتك ليه صاحية لغاية دلوقتي هو بابا لسه مجاش برضه، فأبتسمت حياةله
- لا حبيبي جه تعبان و نام و انا مش جي لي نوم فقلت اطلع بره علشان ما يقلقش و هو تعبان.
- حبيبتي يا ماما حضرتك أعظم ام و احن و ارق زوجة.
- علشان عيونك بس حلوة حبيبي يالا ح اسيبك تذاكر لو احتاجت حاجة قولي .
- متشكر يا ماما.
و خرجت حياة من عند ولدها و ذهبت الي ابنتها فوجدتها قد نامت و كعادتها دائما ما تلقى الغطاء أرضاً فأقتربت منها و قامت بتغطيتها جيداً ثم قبلت رأسها ،و خرجت و لم ترغب في الذهاب إلى آمنه كعادتها عندما يجافيها النوم ،و خرجت الي الصالون و جلست به و أخذت تتذكر كيف تزوجت فمرت حياتها كشريط سينمائي أمامها و هي تتذكر كلام والدها مصطفي لها
فلاش باك*****
- حياة يا بنتي تعالي عايزك.
- افندم يا بابا اؤمرني حبيبي.
- ما يؤمرش عليكي ظالم ابداً يا بنتي بصي حبيبتي في عريس متقدم لك، فخجلت حياة
- عريس ايه يا بابا ده انا لسه يادوب مخلصه ثانوية معقول اللي حضرتك بتقوله ده، فأمسك ابوها يدها و ضمها لص*ره
- يابنتي احنا مالناش غيرك انتي عارفة، و احنا كبرنا و مش صغيرين عايزين نجوزك و نفرح بيكي و نطمن عليكي في بيت راجل يصونك و يحافظ عليكي، و كمان هو وعدني تكملي تعليمك و بعدين انتي اكيد عرفاه كرم ابن طنط آمنه صاحبة مامتك يعني عارفينه و عارفين اصله.
- ايوة يا بابا بس انا لسه صغيرة و هو كمان كبير عني .
- يا بنتي هو مش كبير عنك قوي دول عشر سنين ،و كمان يبقى عاقل و راكز و يحاجي عليكي ها يا بنتي رايحي قلبي و قلب مامتك، ف*نهدت حياة
- خلاص يا بابا اللي حضرتك تشوفه بس اهم حاجة تشرط عليه اكمل تعليمي .
- طبعاً يا بنتي اكيد الف مب**ك يا نور عيني.
- الله يبارك في حضرتك يا بابا.
باك ****
كانت آمنه قد خرجت من غرفتها لتتوضأ فوجدت حياة تجلس في ضوء خافت فذهبت اليها
- حياة قاعدة كده ليه يابنتي فنظرت لها حياة، و ابتسمت بحزن
- أبداً ياماما بس قلقت و ماحبتش كرم يصحى أصله جي تعبان
فوضعت آمنه وجهها أرضا و هي تدعي في سرها
الله يسامحك ياكرم، ثم رفعت وجهها و نظرت لها
- طيب يا حبيبتي ح تصلي القيام و لا ح تعملي ايه؟
- اه يا ماما ح ادخل اتوضا و اصلي اتفضلي حضرتك ،و بعد الفجر ح اجيب لحضرتك كوباية الحليب .
- ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي حياة انتي عارفة انا بحبك ازاي ،و بحبك حتى اكتر من أولادي كمان و ربنا عالم ،فأبتسمت لها حياةو قبلت يدها بحب
- عارفة يا أمي و ربنا يعلم انا بحب حضرتك ازاي، حضرتك أمي فقبلت آمنه رأسها
- ربنا يحفظك و يحميكي يا قلبي ح اروح اتوضا
- اتفضلي يا أمي
و ذهبت آمنه و توضئت و بعدها دخلت حياة فلم ترغب بالعودة لداخل غرفتها و رؤية زوجها الأن، و بعد أن صلت و ظلت تدعو الله أن ينير طريقها قامت و دخلت الي المطبخ و قامت بعمل كوب الحليب لحماتها ،و صنعت لها كوب من القهوة ودذهبت الي حماتها و اعطتها كوب الحليب، و ظلت معها حتى انتهت و أخذته منها مقبلة رأسها و تركتها و انصرفت .
و أخذت آمنه تفكر مع نفسها
- يا ترى مالك يا حياة شكلك حزين قوي ليه كده معقولة تكون سمعت كلامه ،استرها يا رب
و بعد أن تركت حياة آمنه ،و خرجت قامت بأخذ قهوتها و دخلت الفراندة بالصالون و جلست تتذكر زواجها من كرم
فلاش باك*****
بعد أن ظهرت نتيجة حياة و قدمت في الجامعة و تم قبولها في كلية التجارة تزوجت كرم و كان الفرح بسيط ،و كان يجلس مكانه بجوارها و هي في قمة الخجل ،و هو فقط يبتسم للمدعوين حتى انتهى الفرح و ذهبوا الي منزلهم، و كانت امه قد ذهبت مع اختها حتى تتركهم في شهر العسل وفتح كرم الباب و دخل و نظر لها و ابتسم
- اتفضلي يا عروسة
كانت حياة تتوقع أن يحملها مثلما كانت تحلم بزوجها، و لكنه فقط مر أمامها و أشار لها بيده ان تدخل فدخلت و أغلق الباب ونظر لها وابتسم ح تفضلي واقفة و لا ايه تعالي ندخل اوضتنا فذهبت معه ،و دخلت الغرفة و شعرت ان ما حلمت به أصبح مجرد احلام فهي كانت تحلم بأنه سيحملها حتى الفراش المفروش بالورود و يضعها عليه، و يجلس بجوارها يطمئنها في هذه الليلة، و لكن أصبح كل هذا مجرد احلام فقد دخلت و وجدت الغرفة كما تركتها بعد انا قاموا بفرش الشقة كلها، و جلست على الفراش و هي تضع وجهها أرضاً فأقترب منها و نزع طرحتها وقبلها و لم يتركها الا بعد أن أصبحت زوجته و لم يبالي بخوفها و لا دموعها التي سقطت و هي تتألم ،و عندما انتهى قبل رأسها و هو يهمس لها
- مب**ك يا حياة فهمست له متألمة
- الله يبارك فيك
و هبط بجوارها واضعاً يده عليها و سحب الغطاء عليهم و نام و لم يسئلها حتى أن كانت تتألم ام لا ،و نام فورا و ظلت هي مستيقطة تشعر بألم قوي و لا تستطيع الحركة، و بعد مضى اكثر من ساعتين تنبه لصوت بكاءها ففتح عينه و نظر لها
- مالك يا حياة في ايه بتبكي ليه فخجلت منه و لم تستطع الكلام فكرر سؤاله حياة في ايه اتكلمي، فأغمضت عيناها و همست
- موجوعة قوي و مش قادرة اقوم .
- عايزة تروحي فين بس.
- عايزه ادخل الحمام فحملها و ادخلها الحمام، و قامت باخذ شاور فشعرت انها افضل و نست انها لم تاخذ معها ملابس فارتدت البرنس و خرجت
و كان هو مستيقظ يشرب سيجارة و ينظر للفراغ و عندما انتبه لها و وجدها هكذا قام و سار إليها و شعرت هي في عينينه بنظرات جعلتها تخجل ،و اقترب منها مقبلاً اياها و حملها و عاد بها الفراش و كرر لقاءه بها فصرخت متألمه و لكن لم ينتبه انها تتألم و ابتلع صرختها بين شفتيه حتى اكمل ما بدء ،و بعد أن انتهى نظر لها
- انتي صاروخ يا حياة
و كانت حياة تتألم بقوة فأخذت تبكي بشدة فأقترب منها ضامماً اياها
- معلش حبيبتي غصب عني مقدرتش اقاومك نامي و لما تصحي اكيد ح تبقى احسن، و ضحك و نظر لها لا اجمدي كده ده احنا لسه في الأول و اخذها في احضانه و نام .
باك ****
- يااااااااه هو انا كنت مغفلة قوي كده و قال انا كنت فاكرة ان ده حب الله يرحمك يا أمي كنتي فكراه ح يتجنن عليا علشان بيحبني اتاريني كنت مجرد واحدة و خلاص و في قلبه واحدة تانية، ازاي قدر يوهمني بحبه و هو مانسيش حبيبته ازاي كان بيمثل كل ده و ظلت حياة تتذكر حتى نامت مكانها ،و استيقظ كرم من نومه و نظر حوله فلم يجد حياة ،و نظر لساعته فوجدت الساعة تخطت التاسعة و النصف، فانتفض من مكانه فهو تأخر عن عمله و موعده مع حبيبته، فنادي بصوت عالي على حياة و لم يجد رد فخرج من غرفته و وجد امه و أولاده كل واحد يخرج من غرفته
- أيه ده هو انتم ما روحتوش المدرسة و الجامعة؟
- مامي ما صحتناش يا بابي هي فين امال؟
- مش عارف يا يارا انا صحيت ما لقتهاش جانبي، و ناديت مش بترد
فخرجوا جميعا للخارج، و بحثوا في الحمام و المطبخ و الصالون و لم يجدوا لها اثر،
فنظرت له آمنه بغضب
- حياة راحت فين يا كرم فشعر بالقلق عليها فهي زوجته و أم اولاده و يكن لها مشاعر طيبة.
- ما عرفش يا أمي ما عرفش
و نظر كرم فوجد الستارة تتحرك فجري على الفراندة فوجدها تستند على السور و وجهها احمر بشدة فأقترب منها و هو ينادي
عليها حياة .. حياة و لكن لا رد، فأقترب و وضع يده على وجهها فأنتفض، و هو يصرخ
-ماما دي مولعه نار
- شيلها دخلها أوضتها بسرعة يوسف اطلب جوز عمتك، اجري يا يارا هاتي لي طبق فيه مياه و فوطة و حصليني، و دخلت وراء ابنها و هي تنظر له بغضب و همست له لو كانت سمعت حاجة و اللي حصلها ده بسببك، انا ساعتها مش عارفة ح اعمل فيك ايه
- يا ماما سمعت ايه بس .
- قبلتك ازاي لما خرجت من عندي
فتذكر كرم انه نام و لم ينتبه لتأخرها في الحمام ، فوضع وجهه أرضاً و تن*د
- ما شفتهاش يا ماما انا خرجت من عندك و جيت هنا كانت في الحمام و نمت قبل ماتخرج فصرخت آمنه به
- غ*ي غ*ي .
اتي يوسف مهرولا وهو ينادي جدته
- نانا عمو ياسين جي حالاً بس ماما عاملة ايه دلوقتي يا نانا ؟ هي ليه مش بتفوق؟
- نانا المياة اهه .
- هاتي حبيبتي روحوا انتم يا ولاد على اوضكم.
وتحدث يوسف قلقاً على والدته
- لا يا نانا لما نطمن على ماما.
- لا يا حبايبي روحوا اوضكم روقوها، و انتي يا يارا حضري الفطار لكم حبيبتي مامي ح تبقى كويسة ما تقلقوش.
- حاضر يا نانا يالا يا يارا .
و خرج يوسف و يارا و فجاءه رن هاتف كرم فنظر به و ارتبك فنظرت له أمه
- أطلع من هنا يا كرم اطلع من ادامي. ما تخلنيش ادعي عليك يا بن بطني ،يا خسارة تربيتي فيك .
- يا امي انا.. و هنا عاد رنين الهاتف ففتح الخط رندا انا مش فاضي دلوقتي حياة تعبانة، و الدكتور جي لها دلوقتي
- و ميعادنا يا كرم مش في ميعاد بينا حبيبي
- بقولك حياة تعبانة بعدين يا راندا بعدين، سلام
و أغلق الهاتف فوجد امه عيونها تلمع بالدموع و هي تنظر له و تهز رأسها بحسرة،
و بعد قليل جاء ياسين
- سلام عليكم خير يا امي مالها حياة
- بتفرفر من السخونة يا بني، و مش عايزة تفوق.
- طيب اسمحولي اكشف عليها
- اتفضل يا بني تعال.
و قام ياسين بالكشف على حياة و بعد أن انتهى نظر لهم باستغراب
- كرم ممكن افهم ايه اللي حصل ليه حياة في الحالة دي
فنظرت آمنه له وهي تشعر بالخوف على ابنتها التي تحبها كثيراً
- مالها حياة يا ياسين اتكلم يا بني
- يا أمي الضغط عالى قوي و كمان الحرارة العالية دى لازم تنزل الكمادات مش ح تنفع، أملي البانيو مياه يا كرم و تعالي شيلها لازم جسمها كله ينزل تحت المياة
و ذهب كرم سريعاً و قام بملئ البانيو و عاد و حملها بين يديه و كانت تنتفض من الحرارة ،و وضعها في البانيو فصرخت بشدة فجرت عليها آمنه
- اهدي يابنتي اهدي يا حياة استحملي يا بنتي حرارتك عالية و لازم تنزل و ظلت تنتفض في المياه حتى هدأت بعد ذلك
و قام كرم بحملها من البانيو و اجلسها بمساندة امه على حافة البانيو ،و كانت حياة بدأت في التنبه و عندما رأته يبدء في نزع ثيابها اوقفته بأيدها، و همست بخفوت
- سيبني يا كرم انا ح اغير لوحدي، فنظر لها
- حياة انتي تعبانة مش قادرة سيبيني اغير لك انا
- لا اتفضل انت انا ح اقدر ماما، اقفلي الباب لو سمحتي
فنظرت له امه شذراً
- اطلع انت يا كرم ضايف ياسين انا معاها،
فوضع وجهه ارضاً
- حاضر يا أمي
- مالك يا بنتي فيكي ايه كلميني مش انا زي امك.
- اكيد يا أمي و اكتر و حضرتك عارفة، ساعديني اغير هدومي.
- حاضر ياحبيبتي.
قامت آمنه بمساعدة حياة في تبديل ملابسها، و خرجوا سوياً وكان ياسين يجلس في الغرفة ممسكاً فنجان قهوة ،و عندما وجدهم يخرجون جري و اسند حياة مع آمنه حتى عادت للفراش مرة أخرى وسألته آمنه
- فين كرم يا ياسين فأرتبك ياسين قليلاً
- بيكلم في التليفون يا امي، يظهر تليفون شغل،
فأبتسمت حياة بسخرية
- فعلاً يا ياسين أصله مشغول قوي اليومين دول معلش انا تعبانة ممكن تديني حاجة تنيمني
- طيب فهميني يا حياة ايه اللي حصل، فنظرت له بود و هي تبتسم بحزن
- مافيش يا ياسين انا يظهر بردت لما طلعت الفراندة معلش تعبتك معايا ،فأبتسم ياسين
- ياستي تعبك راحة المهم يا أمي حياة ح ترجع تسخن تاني الفوقان ده نتيجة المياة لكن ح تسخن تاني اكيد ماتقلقيش انتم ،بس واظبوا على الكمادات و الأدوية و الراحة، و انا ح اجي اشوفها اخر النهار.
- ماشي حبيبي ماننحرمش منك ياحبيبي
- حياة ح اديلك حقنة دلوقتي ح تنيمك و ح اجي اشوفك بالليل عن اذنكم انا دلوقتي
و جائت آمنه لتذهب معه فأجلسها مكانها مرة اخرى ماما انا مش غريب ووعارف الطريق عن اذنكم فهمست حياة
- اتفضل يا ياسين متشكرة قوي ، وخرج ياسين و نظرت حياة لآمنه ماما ساعديني اروح أوضة يارا.
- ليه يابنتي
- معلش يا امي ساعديني و ريحيني ، و هنا كان قد جاء كرم و نظر لها و هي تهبط من الفراش
- رايحة فين يا حياة ،فنظرت له نظره لم يفهم معناها
- رايحة أوضة بنتي
فغضب كرم و انفعل
- أوضة بنتك ليه انتي مش ح تخرجي من أوضتك يا حياة.
- معلش يا كرم انا تعبانة فعلاً، و أكملت بسخرية و انت اليومين دول مشغول قوي و تعبان
فأرتبك كرم و نظر لها
- يعني ايه مشغول و تعبان مافيش حاجة من الكلام ده انا ح اتصرف مش مهم الشغل دلوقتي المهم انتي و بس ،و انتي مش ح تقومي من هنا حبيبتي ايه مش عايزانى ابقى جانبك و انتي تعبانة.
- معلش يا كرم خليك لشغلك ماما آمنه معايا.
- و انا قلت مش ح تقومي من سريرك يا حياتي.
فنظرت له و الدموع في عيناها فأغلقتهم بشدة حتى لا تسقط أمامه
- خلاص زي ما انت شايف انا ح انام .
- طيب استنى افطري الأول
- لا انا محتاجة انام ماما خليكي جانبي
- انا جانبك ياقلب امك.