البارت الأول

3230 Words
البارت الأول? في منطقة راقية هادئة في فراندة تطل على حديقة مليئة بالزهور تجلس امرأة رقيقة الملامح ، تنظر إلى بعض الأطفال الذين يلعبون في الحديقة و هي تبتسم لهم برقة ، و هي خمرية اللون عسليه العينين ذات شفاه وردية و شعر بني متوسط الطول و جسد ينبض بالأ***ة رغم انجابها اثنين من الأولاد ، من يراها يشعر انها لازالت فتاة بكر فهي تخجل من أقل الكلمات هادئة الصوت ، تعيش في منزل به أولادها و زوجها و والدته تلك المرأة الطيبة للغاية و التي تحب زوجة ولدها ربما اكثر من أولادها ، فهي تعيش معها و تعاملها كأنها والدتها ربما اكثر ، فهي احن عليها حتى من أبناءها ، تلك هي حياة المرأة التي تبلغ من العمر ٣٨ عاماً ، و زوجها هو كرم الذي يبلغ من العمر ٤٨ عاماً ، وولدهم يوسف و يبلغ من العمر ال ١٩ عاماً و هو في االثاني من جامعته ، و ابنتهم يارا و التي تبلغ من العمر ال ١٦ عاماً و هي في الصف الاول الثانوي ، من يراها معهم يشعر انها اخت لهم . .............................. تجلس حياة في غرفتها بعد أن قامت بعملها اليومي من نظافة المنزل و طهي الطعام و مراعاة حماتها و ادويتها و كذلك مراعاة أولادها في دراستهم ، و بعد ان انتهت من عملها تماماً دخلت غرفتها حتى تمارس هوايتها التي تعشقها فهي عاشقة لسماع الموسيقى ، و قراءة الروايات الهادئة ، فأخذت حمامها و ارتدت لانجيري رقيق ذو لون وردي و ارتدت فوقه الروب الخاص به ، و جلست في فراشها مع فنجان قهوتها تقرأ في انتظار زوجها الذي تأخر عن موعد عودته ، وكانت قد لاحظت منذ فترة تغيير حاله تماما ، فأصبح يأتي متأخراً دائم الجلوس وحيداً يمسك هاتفه بيده دائما و لا يتركه الا عند النوم ، و عندما سألته كان رده الدائم العمل فهو يملك شركة صغيرة للاستيراد و التصدير و لكن ناجحة و انتشر اسمها فى مجالها ، و اليوم قررت حياة التحدث مع كرم لمعرفة ما سر هذا التغيير حتى أنه ابتعد عن أبنائه أيضاً ، و جاء كرم متأخراً كعادته و دخل غرفتهم فوجدها جالسة تنتظره - مساء الخير يا حياة ، فنظرت له حياة و ابتسمت و تحركت لتقف - مساء النور يا كرم حمدلله على السلامة حبيبي و اقتربت منه تنزع عنه جاكته - الله يسلمك ممكن تحضري لي الحمام احسن انا مجهد جداً ، و محتاج اخد دش و انام فنظرت له باستغراب فهو كان دائما يحب القرب منها و لكنه أصبح يعزف عنها و لخجلها لم تستطع سؤاله و ذهبت لتحضير الحمام له و عادت فوجدته يمسك هاتفه يكتب شئ ما لأحد و وجهه تنيره الإبتسامة ، فأقتربت منه و هي تبتسم - طيب ضحكني معاك حبيبي فنظر لها كرم بارتباك - مافيش يا حياة ده واحد صاحبي بعتلي نكته عن اذنك و ذهب للحمام اخذاً معه هاتفه ف*نهدت حياة بزهق ، و خرج كرم بعد قليل من الحمام و نظر لحياة التي كانت تجلس تنظر من الشباك على السماء في **ت و عيونها تلمع بالدموع فشعر بالحزن عليها ، و لكنه لا يعرف ماذا يفعل فقرر التحدث مع والدته فترك الغرفة و ذهب لوالدته التي كانت تستعد للنوم و طرق عليها الباب و سمحت له بالدخول - مساء الخير يا امي - مساء النور حبيبي تعال اقعد حكايتك ايه يا كرم حالك ملخبط ليه اليومين دول يا بني؟ - محتاج اتكلم معاكي يا أمي. - خير يا حبيبي فيك ايه حتى حياة حاسة ان فيك حاجة ، و نظرتها بقت حزينة على طول. - فاكرة مي يا أمي ، فنظرت له الأم بتعجب - قصدك مي مين يا كرم مي بنت عمتك. - ايوه يا أمي هي. - مالها تاني ست مي هي مش كانت اتجوزت و بعدت عنا و عن حياتنا فارتبك كرم قليلاً - اتطلقت يا أمي و رجعت و أنا.. فأنتفضت آمنه مكانها تصرخ به - و انت ايه يا كرم انت ايه يابن بطني انطق ، مش دي اللي رمتك و رفضتك علشان لسه على قد حالك. - يا أمي ماكنتش هي السبب ابوها اللي جبرها ، فضحكت آمنه بسخرية - و انت صدقت يا اهبل صدقت دي بتستغفلك ياغ*ي ، فصرخ كرم - لا يا أمي مش بتستغفلني مي بتحبني ، و أول ما أطلقت رجعت لي جري افهمي يا امي انا بحبها و عمري مابطلت احبها و في تلك اللحظة كانت حياة على باب الأوضة فأستمعت لكلماته و اكمل هو بحبها يا أمي بحبها وعمري مانسيتها فنظرت له آمنه و الدموع في عيناها - و مراتك و حياة يا كرم فوقف كرم و نظر لها - مالها حياة ح تفضل مراتي عادي ، فضحكت آمنه - ح تفضل مراتك لا والله كتر خيرك و ح تقولها ايه ان شاء الله. - ح اقولها يا امي بس بعد ما اتجوز ، حياة مش لازم تعرف دلوقتي انا مش عايز مشاكل ، فصرخت به آمنه - انت أناني و مابتحبش الا نفسك ، و بكره تندم بس اعمل حسابك لو حياة رفضت تكمل معاك انا ح ابقى معاها، و لو طلبت الطلاق ح أطلقها منك علشان انت ما تستهلش ضوفرها، والله يا كرم لتندم و كل البركة اللي حلت عليك بعد جوازك منها ح تروح منك علشان انت ظالم و متجبر. - يا امي ارجوكي افهمي انا مقدرتش انسى مي. - اطلع برة يا كرم اطلع مش عايزة اشوف وشك. ................................ و هنا جرت حياة الي غرفتها و منها إلى الحمام و اغلقت عليها الباب ،و انهارت في البكاء و أخذت تحدث نفسها و هي تبكي - يااااااااه عشرين سنة كدب ،عشرين سنة بتضحك عليا و مفهمني انك بتحبني، عشرين سنه مستغفلني عايش معايا و انت قلبك في مكان تاني، طيب انا عملت لك ايه ليه تقتلني بالطريقة دي و دخلت حياة بملابسها تحت المياة و هي تنتفض بقوة فقد قامت بالنزول تحت المياه الباردة، و ظلت هكذا حتى شعرت بتخدر جسدها و عقلها و اغلقت المياة و نزعت ثيابها و ارتدت البرنس الخاص بها و وضعت منشفة على شعرها، و خرجت و هي تشعر انها انسانة اخرى غير التي دخلت، و وجدت كرم ينام على الفراش و يضع يده على عينه فنظرت له و ابتسمت بسخرية و هي تحدث نفسها حتى ماهانش عليك تسأل فيا ياااااه ده انا كنت مغفلة قوي بس خلاص لازم افكر كويس في نفسي و في ولادي ،و اخذت ملابسها و عادت للحمام مرة اخرى و ارتدت ثيابها و خرجت و تركت الغرفة للخارج، و ذهبت الي غرفة ابنها يوسف فوجدته مازال يستذكر دروسه فقبلت رأسه و هي تضع يدها على كتفه - عامل ايه حبيبي طمني ماشي كويس. - الحمدلله يا ماما بس حضرتك ليه صاحية لغاية دلوقتي هو بابا لسه مجاش برضه، فأبتسمت حياةله - لا حبيبي جه تعبان و نام و انا مش جي لي نوم فقلت اطلع بره علشان ما يقلقش و هو تعبان. - حبيبتي يا ماما حضرتك أعظم ام و احن و ارق زوجة. - علشان عيونك بس حلوة حبيبي يالا ح اسيبك تذاكر لو احتاجت حاجة قولي . - متشكر يا ماما. و خرجت حياة من عند ولدها و ذهبت الي ابنتها فوجدتها قد نامت و كعادتها دائما ما تلقى الغطاء أرضاً فأقتربت منها و قامت بتغطيتها جيداً ثم قبلت رأسها ،و خرجت و لم ترغب في الذهاب إلى آمنه كعادتها عندما يجافيها النوم ،و خرجت الي الصالون و جلست به و أخذت تتذكر كيف تزوجت فمرت حياتها كشريط سينمائي أمامها و هي تتذكر كلام والدها مصطفي لها فلاش باك***** - حياة يا بنتي تعالي عايزك. - افندم يا بابا اؤمرني حبيبي. - ما يؤمرش عليكي ظالم ابداً يا بنتي بصي حبيبتي في عريس متقدم لك، فخجلت حياة - عريس ايه يا بابا ده انا لسه يادوب مخلصه ثانوية معقول اللي حضرتك بتقوله ده، فأمسك ابوها يدها و ضمها لص*ره - يابنتي احنا مالناش غيرك انتي عارفة، و احنا كبرنا و مش صغيرين عايزين نجوزك و نفرح بيكي و نطمن عليكي في بيت راجل يصونك و يحافظ عليكي، و كمان هو وعدني تكملي تعليمك و بعدين انتي اكيد عرفاه كرم ابن طنط آمنه صاحبة مامتك يعني عارفينه و عارفين اصله. - ايوة يا بابا بس انا لسه صغيرة و هو كمان كبير عني . - يا بنتي هو مش كبير عنك قوي دول عشر سنين ،و كمان يبقى عاقل و راكز و يحاجي عليكي ها يا بنتي رايحي قلبي و قلب مامتك، ف*نهدت حياة - خلاص يا بابا اللي حضرتك تشوفه بس اهم حاجة تشرط عليه اكمل تعليمي . - طبعاً يا بنتي اكيد الف مب**ك يا نور عيني. - الله يبارك في حضرتك يا بابا. باك **** كانت آمنه قد خرجت من غرفتها لتتوضأ فوجدت حياة تجلس في ضوء خافت فذهبت اليها - حياة قاعدة كده ليه يابنتي فنظرت لها حياة، و ابتسمت بحزن - أبداً ياماما بس قلقت و ماحبتش كرم يصحى أصله جي تعبان فوضعت آمنه وجهها أرضا و هي تدعي في سرها الله يسامحك ياكرم، ثم رفعت وجهها و نظرت لها - طيب يا حبيبتي ح تصلي القيام و لا ح تعملي ايه؟ - اه يا ماما ح ادخل اتوضا و اصلي اتفضلي حضرتك ،و بعد الفجر ح اجيب لحضرتك كوباية الحليب . - ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي حياة انتي عارفة انا بحبك ازاي ،و بحبك حتى اكتر من أولادي كمان و ربنا عالم ،فأبتسمت لها حياةو قبلت يدها بحب - عارفة يا أمي و ربنا يعلم انا بحب حضرتك ازاي، حضرتك أمي فقبلت آمنه رأسها - ربنا يحفظك و يحميكي يا قلبي ح اروح اتوضا - اتفضلي يا أمي و ذهبت آمنه و توضئت و بعدها دخلت حياة فلم ترغب بالعودة لداخل غرفتها و رؤية زوجها الأن، و بعد أن صلت و ظلت تدعو الله أن ينير طريقها قامت و دخلت الي المطبخ و قامت بعمل كوب الحليب لحماتها ،و صنعت لها كوب من القهوة ودذهبت الي حماتها و اعطتها كوب الحليب، و ظلت معها حتى انتهت و أخذته منها مقبلة رأسها و تركتها و انصرفت . و أخذت آمنه تفكر مع نفسها - يا ترى مالك يا حياة شكلك حزين قوي ليه كده معقولة تكون سمعت كلامه ،استرها يا رب و بعد أن تركت حياة آمنه ،و خرجت قامت بأخذ قهوتها و دخلت الفراندة بالصالون و جلست تتذكر زواجها من كرم فلاش باك***** بعد أن ظهرت نتيجة حياة و قدمت في الجامعة و تم قبولها في كلية التجارة تزوجت كرم و كان الفرح بسيط ،و كان يجلس مكانه بجوارها و هي في قمة الخجل ،و هو فقط يبتسم للمدعوين حتى انتهى الفرح و ذهبوا الي منزلهم، و كانت امه قد ذهبت مع اختها حتى تتركهم في شهر العسل وفتح كرم الباب و دخل و نظر لها و ابتسم - اتفضلي يا عروسة كانت حياة تتوقع أن يحملها مثلما كانت تحلم بزوجها، و لكنه فقط مر أمامها و أشار لها بيده ان تدخل فدخلت و أغلق الباب ونظر لها وابتسم ح تفضلي واقفة و لا ايه تعالي ندخل اوضتنا فذهبت معه ،و دخلت الغرفة و شعرت ان ما حلمت به أصبح مجرد احلام فهي كانت تحلم بأنه سيحملها حتى الفراش المفروش بالورود و يضعها عليه، و يجلس بجوارها يطمئنها في هذه الليلة، و لكن أصبح كل هذا مجرد احلام فقد دخلت و وجدت الغرفة كما تركتها بعد انا قاموا بفرش الشقة كلها، و جلست على الفراش و هي تضع وجهها أرضاً فأقترب منها و نزع طرحتها وقبلها و لم يتركها الا بعد أن أصبحت زوجته و لم يبالي بخوفها و لا دموعها التي سقطت و هي تتألم ،و عندما انتهى قبل رأسها و هو يهمس لها - مب**ك يا حياة فهمست له متألمة - الله يبارك فيك و هبط بجوارها واضعاً يده عليها و سحب الغطاء عليهم و نام و لم يسئلها حتى أن كانت تتألم ام لا ،و نام فورا و ظلت هي مستيقطة تشعر بألم قوي و لا تستطيع الحركة، و بعد مضى اكثر من ساعتين تنبه لصوت بكاءها ففتح عينه و نظر لها - مالك يا حياة في ايه بتبكي ليه فخجلت منه و لم تستطع الكلام فكرر سؤاله حياة في ايه اتكلمي، فأغمضت عيناها و همست - موجوعة قوي و مش قادرة اقوم . - عايزة تروحي فين بس. - عايزه ادخل الحمام فحملها و ادخلها الحمام، و قامت باخذ شاور فشعرت انها افضل و نست انها لم تاخذ معها ملابس فارتدت البرنس و خرجت و كان هو مستيقظ يشرب سيجارة و ينظر للفراغ و عندما انتبه لها و وجدها هكذا قام و سار إليها و شعرت هي في عينينه بنظرات جعلتها تخجل ،و اقترب منها مقبلاً اياها و حملها و عاد بها الفراش و كرر لقاءه بها فصرخت متألمه و لكن لم ينتبه انها تتألم و ابتلع صرختها بين شفتيه حتى اكمل ما بدء ،و بعد أن انتهى نظر لها - انتي صاروخ يا حياة و كانت حياة تتألم بقوة فأخذت تبكي بشدة فأقترب منها ضامماً اياها - معلش حبيبتي غصب عني مقدرتش اقاومك نامي و لما تصحي اكيد ح تبقى احسن، و ضحك و نظر لها لا اجمدي كده ده احنا لسه في الأول و اخذها في احضانه و نام . باك **** - يااااااااه هو انا كنت مغفلة قوي كده و قال انا كنت فاكرة ان ده حب الله يرحمك يا أمي كنتي فكراه ح يتجنن عليا علشان بيحبني اتاريني كنت مجرد واحدة و خلاص و في قلبه واحدة تانية، ازاي قدر يوهمني بحبه و هو مانسيش حبيبته ازاي كان بيمثل كل ده و ظلت حياة تتذكر حتى نامت مكانها ،و استيقظ كرم من نومه و نظر حوله فلم يجد حياة ،و نظر لساعته فوجدت الساعة تخطت التاسعة و النصف، فانتفض من مكانه فهو تأخر عن عمله و موعده مع حبيبته، فنادي بصوت عالي على حياة و لم يجد رد فخرج من غرفته و وجد امه و أولاده كل واحد يخرج من غرفته - أيه ده هو انتم ما روحتوش المدرسة و الجامعة؟ - مامي ما صحتناش يا بابي هي فين امال؟ - مش عارف يا يارا انا صحيت ما لقتهاش جانبي، و ناديت مش بترد فخرجوا جميعا للخارج، و بحثوا في الحمام و المطبخ و الصالون و لم يجدوا لها اثر، فنظرت له آمنه بغضب - حياة راحت فين يا كرم فشعر بالقلق عليها فهي زوجته و أم اولاده و يكن لها مشاعر طيبة. - ما عرفش يا أمي ما عرفش و نظر كرم فوجد الستارة تتحرك فجري على الفراندة فوجدها تستند على السور و وجهها احمر بشدة فأقترب منها و هو ينادي عليها حياة .. حياة و لكن لا رد، فأقترب و وضع يده على وجهها فأنتفض، و هو يصرخ -ماما دي مولعه نار - شيلها دخلها أوضتها بسرعة يوسف اطلب جوز عمتك، اجري يا يارا هاتي لي طبق فيه مياه و فوطة و حصليني، و دخلت وراء ابنها و هي تنظر له بغضب و همست له لو كانت سمعت حاجة و اللي حصلها ده بسببك، انا ساعتها مش عارفة ح اعمل فيك ايه - يا ماما سمعت ايه بس . - قبلتك ازاي لما خرجت من عندي فتذكر كرم انه نام و لم ينتبه لتأخرها في الحمام ، فوضع وجهه أرضاً و تن*د - ما شفتهاش يا ماما انا خرجت من عندك و جيت هنا كانت في الحمام و نمت قبل ماتخرج فصرخت آمنه به - غ*ي غ*ي . اتي يوسف مهرولا وهو ينادي جدته - نانا عمو ياسين جي حالاً بس ماما عاملة ايه دلوقتي يا نانا ؟ هي ليه مش بتفوق؟ - نانا المياة اهه . - هاتي حبيبتي روحوا انتم يا ولاد على اوضكم. وتحدث يوسف قلقاً على والدته - لا يا نانا لما نطمن على ماما. - لا يا حبايبي روحوا اوضكم روقوها، و انتي يا يارا حضري الفطار لكم حبيبتي مامي ح تبقى كويسة ما تقلقوش. - حاضر يا نانا يالا يا يارا . و خرج يوسف و يارا و فجاءه رن هاتف كرم فنظر به و ارتبك فنظرت له أمه - أطلع من هنا يا كرم اطلع من ادامي. ما تخلنيش ادعي عليك يا بن بطني ،يا خسارة تربيتي فيك . - يا امي انا.. و هنا عاد رنين الهاتف ففتح الخط رندا انا مش فاضي دلوقتي حياة تعبانة، و الدكتور جي لها دلوقتي - و ميعادنا يا كرم مش في ميعاد بينا حبيبي - بقولك حياة تعبانة بعدين يا راندا بعدين، سلام و أغلق الهاتف فوجد امه عيونها تلمع بالدموع و هي تنظر له و تهز رأسها بحسرة، و بعد قليل جاء ياسين - سلام عليكم خير يا امي مالها حياة - بتفرفر من السخونة يا بني، و مش عايزة تفوق. - طيب اسمحولي اكشف عليها - اتفضل يا بني تعال. و قام ياسين بالكشف على حياة و بعد أن انتهى نظر لهم باستغراب - كرم ممكن افهم ايه اللي حصل ليه حياة في الحالة دي فنظرت آمنه له وهي تشعر بالخوف على ابنتها التي تحبها كثيراً - مالها حياة يا ياسين اتكلم يا بني - يا أمي الضغط عالى قوي و كمان الحرارة العالية دى لازم تنزل الكمادات مش ح تنفع، أملي البانيو مياه يا كرم و تعالي شيلها لازم جسمها كله ينزل تحت المياة و ذهب كرم سريعاً و قام بملئ البانيو و عاد و حملها بين يديه و كانت تنتفض من الحرارة ،و وضعها في البانيو فصرخت بشدة فجرت عليها آمنه - اهدي يابنتي اهدي يا حياة استحملي يا بنتي حرارتك عالية و لازم تنزل و ظلت تنتفض في المياه حتى هدأت بعد ذلك و قام كرم بحملها من البانيو و اجلسها بمساندة امه على حافة البانيو ،و كانت حياة بدأت في التنبه و عندما رأته يبدء في نزع ثيابها اوقفته بأيدها، و همست بخفوت - سيبني يا كرم انا ح اغير لوحدي، فنظر لها - حياة انتي تعبانة مش قادرة سيبيني اغير لك انا - لا اتفضل انت انا ح اقدر ماما، اقفلي الباب لو سمحتي فنظرت له امه شذراً - اطلع انت يا كرم ضايف ياسين انا معاها، فوضع وجهه ارضاً - حاضر يا أمي - مالك يا بنتي فيكي ايه كلميني مش انا زي امك. - اكيد يا أمي و اكتر و حضرتك عارفة، ساعديني اغير هدومي. - حاضر ياحبيبتي. قامت آمنه بمساعدة حياة في تبديل ملابسها، و خرجوا سوياً وكان ياسين يجلس في الغرفة ممسكاً فنجان قهوة ،و عندما وجدهم يخرجون جري و اسند حياة مع آمنه حتى عادت للفراش مرة أخرى وسألته آمنه - فين كرم يا ياسين فأرتبك ياسين قليلاً - بيكلم في التليفون يا امي، يظهر تليفون شغل، فأبتسمت حياة بسخرية - فعلاً يا ياسين أصله مشغول قوي اليومين دول معلش انا تعبانة ممكن تديني حاجة تنيمني - طيب فهميني يا حياة ايه اللي حصل، فنظرت له بود و هي تبتسم بحزن - مافيش يا ياسين انا يظهر بردت لما طلعت الفراندة معلش تعبتك معايا ،فأبتسم ياسين - ياستي تعبك راحة المهم يا أمي حياة ح ترجع تسخن تاني الفوقان ده نتيجة المياة لكن ح تسخن تاني اكيد ماتقلقيش انتم ،بس واظبوا على الكمادات و الأدوية و الراحة، و انا ح اجي اشوفها اخر النهار. - ماشي حبيبي ماننحرمش منك ياحبيبي - حياة ح اديلك حقنة دلوقتي ح تنيمك و ح اجي اشوفك بالليل عن اذنكم انا دلوقتي و جائت آمنه لتذهب معه فأجلسها مكانها مرة اخرى ماما انا مش غريب ووعارف الطريق عن اذنكم فهمست حياة - اتفضل يا ياسين متشكرة قوي ، وخرج ياسين و نظرت حياة لآمنه ماما ساعديني اروح أوضة يارا. - ليه يابنتي - معلش يا امي ساعديني و ريحيني ، و هنا كان قد جاء كرم و نظر لها و هي تهبط من الفراش - رايحة فين يا حياة ،فنظرت له نظره لم يفهم معناها - رايحة أوضة بنتي فغضب كرم و انفعل - أوضة بنتك ليه انتي مش ح تخرجي من أوضتك يا حياة. - معلش يا كرم انا تعبانة فعلاً، و أكملت بسخرية و انت اليومين دول مشغول قوي و تعبان فأرتبك كرم و نظر لها - يعني ايه مشغول و تعبان مافيش حاجة من الكلام ده انا ح اتصرف مش مهم الشغل دلوقتي المهم انتي و بس ،و انتي مش ح تقومي من هنا حبيبتي ايه مش عايزانى ابقى جانبك و انتي تعبانة. - معلش يا كرم خليك لشغلك ماما آمنه معايا. - و انا قلت مش ح تقومي من سريرك يا حياتي. فنظرت له و الدموع في عيناها فأغلقتهم بشدة حتى لا تسقط أمامه - خلاص زي ما انت شايف انا ح انام . - طيب استنى افطري الأول - لا انا محتاجة انام ماما خليكي جانبي - انا جانبك ياقلب امك.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD