- كان الصمت يلف الأجواء كان عمر يقود السيارة بحنق لصدها له هكذا ماذا يفعل معها حتى تعود طفلته المدللة كما السابق ظن بأنها حينما ترى الأيس كريم الذي يجمعها به بذكريات جيدة حينما كان يشتريه لها دائما دون علم والدها لحرصهم الشديد على صحتها هو ايضا كان يحرص على صحتها ولكنه لم يرد يوما بأن تشتهي نفسها شيئا ولا يقدمه لها ظن بأنها ستطير فرحا كما كانت تفعل سابقا نظر إليها بطرف عينيه وجدها شاردة تنظر من نافذة السيارة بحزن " ما الذي يحزنها هكذا أحقا أصبحت لا تطيق قربنا منها أحقا لا تشعر نحونا سوى بالكره" تنحنح فاهتزت حدقتا عينيها دليل على عودتها من شرودها ولكنها لم تنظر إليه ظلت تنظر من نافذة السيارة ولم تلق له بالا ولكنه قرر مهاجمة حصون الكره التي تضعها حولها سيعيدها له حتى ولو بالقوة
- " ألا تريدين الذهاب إلى منزل جدك اليوم"
- ابتسمت بسخرية وزادت من السخرية في نبرتها " هل مللت مني بهذه السرعة "
- ابتسم لها " وهل أنا ا**ق حتى أمل من فأرتي القبيحة أنا فقط أردت اسعادك قليلا"
- زفرت بضيق لاستفزازه لها فهو يعلم جيدا انها كانت تغتاظ من هذه الكلمة ورفعت سبابتها أمامه محذرة وهي تضغط على كل حرف تقوله " لا تدعوني بالفأرة مرة أخرى فانا لم أعد فأرتك بعد الأن"
- ضحك وبشدة فقد استطاع استفزازها هذه المرة وقال بخبث " فأرة من إذا"
- زمت شفتيها بنفاذ صبر وكتفت يديها إلى ص*رها " لست فأرة أحد"
- ازدادت ابتسامته توسعا وهو ينظر باتجاه الطريق " إذا فأنت تعترفين بأنك فأرة لا يهم الأن هل تريدين الذهاب أم لا"
- ضمت شفتيها بتكبر " كنت سأذهب على أية حال"
- أمسك عمر شفتيها واقترب منها كثيرا حتى كادا يتلامسان وهو يعيد كلامها " كنت سأذهب على أية حال أنت لست فأرة بل بطة وقبيحة" وترك شفتيها وضمها إليه " لقد اشتقت كثيرا يا ابنة أخي " وقبل جبهتها بقبلة طويلة جعلت نبضها يعلو ثم تركها واعاد يديه يمسك بهما المقود وأدار سيارته مرة أخرى ونظر إلى الطريق أمامه
- ارتعاشه سارت في سائر جسدها إثر لمسته لشفتيها " هل دق قلبي بقوة للتو" وضعت يديها على وجنتيها التي أصبحت ساخنة للغاية وقالت" ماذا يحدث هل أصابتني الحمى" ووضعت يديها على جبهتها و أشرت برأسها ان لا يوجد حرارة هزت كتفيها بلا مبالاة ونظرت من الشباك
- كان عمر يراقب توترها وارتباكها ووضع يده على جبهتها هو الأخر بقلق " ماذا بك هل أصابتك الحمى"
- ____
- وقفت منى خلف أمها وأخيها الذين يتحدثان في البلكون بصوت منخفض ورفعت صوتها حتى تفزعهما " عن ماذا تتحدثان"
- شهقت أمها وهز آدم رأسه من افعالها المجنونة " هل تريدين المعرفة عما كنا نتحدث" هزت رأسها بعفوية " أجل ألست فردا من هذه العائلة إذا يحق لي معرفة كل ما يدور بداخلها"
- قالت أمها بحدة " منى أذهبي إلى غرفتك ودعيني أتحدث مع أخيك قليلا "وضمت كفيها امام وجهها " امنحينا بعض الخصوصية رجاءا"
- طرقت الأرض بقدمها بحنق طفولي " امنحيني بعض الخصوصية امنحيني بعض الخصوصية هذه الخصوصية لا تكون سوى علي أنا" وغادرت وتركتهم
- ابتسم بمرح " هل تظنين بأنها تستطيع انها في العشرون من عمرها وبداخلها طفلة في الرابعة لا أظن بأنها يمكنها ذلك"
- _____
-
- ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تزيح يده عن جبهتها وهي تحرك كتفيها" لا أعلم ولكن أشعر بحرارة في سائر جسدي"
- اوقف السيارة ونظر إليها واقترب منها وحاول وضع يده على جبهتها ثانية بقلق " حقا هل آخذك للطبيب"
- ابعدت رنا يده عن جبهتها بغرابة شديدة وكأن يده لسعتها وقالت بتوتر" لا تقلق فانا لست مريضة كما السابق حتى تقلق هكذا لقد اصبحت أصح منك انت شخصيا"
- ابتسم لها بقلق " هل أنت متأكدة من عدم أهمية اصطحابك إلى الطبيب"
- اماء ت برأسها " فقط اوصلني لمنزل جدي "
- هل آتي لاصطحابك في المساء
- هل يمكنني المكوث حتى الصباح
- نظر إليها بحنان " يمكنك فعل كل ما تريدين"
- ____
- تفاجئ مصطفى من قدومها " رنا كيف أتيت "
- نظرت إليه بلا مبالاة وهي تكمل دخولها إلى المنزل واستدارت إليه " هل جدي بغرفته"
- "اه أجل انه بالداخل"
- كادت أن تدخل غرفة جدها " رنا هل لنا ان نتحدث قليلا "
- بنفاذ صبر " ماذا تريد يا مصطفى "
- أشار إلى الصالون " فلتجلسي رجاءا"
- ______
- دخل المنزل ووضع مفاتيحه على الطاولة مناديا " أمي اين أنت"
- جاءها صوتها من المطبخ سعيدا " أنا هنا يا بني فلتأتي لمساعدتي فأبنة أخيك ستأتي في أي وقت "
- دخل عمر المطبخ وقال بصوت هادئ" ماذا تفعلين يا أمي "
- بنبرة تفيض بالحنان "أحضر الطعام فرنا نحيفة للغاية تحتاج لبعض التغذية "
- اشفق عمر على أمه " انا أسف يا امي فرنا ستنام اليوم بمنزل جدها"
- بخيبة امل وغيرة الم تستطع الابتعاد عن جدها ليومين وابتعدت عنا لسنوات " حقا" ومسحت يديها واستطردت " عمر من فضلك أغلق النار عن الطعام فانا ليس لدي قدرة حتى اعده لك اليوم"
- تنهيد خرجت من ص*ر عمر لحزن والدته واغلق الوقود وذهب إلى غرفته
- _____
- جلست رنا على أحد كراسي الصالون و كتفت يديها " ماذا تريد الأن"
- " لما ذهبتِ إلى هناك كان بإمكانك الرفض وليحدث ما يحدث"
- تبسمت بسخرية " إذا لقد علمت ولكن أنت تعلم بأن هذا الأمر سيقتلنا جميعا أتدري هذا أم لا "
- بضيق بينما يعترف لنفسه قبلها " أجل أعلم"
- تفحصته رنا " إذا لم تتساءل أن كنت تعلم"
- أخذ يدها بين راحتيه " أقول هذا لأنك تعلمين ماهية شعوري نحوك يا رنا فانا أغار"
- بنبرة جليدية وهي تسحب يديها من راحتيه " سبق وتكلمنا في هذا الأمر مصطفى وانت تعلم جيدا بأني لا أبادلك نفس الشعور"
- سيطر عليه الغضب " ألا يمكنك ان تكوني أقل قسوة من هذا"
- أشاحت بوجهها بلا مبالاة " سأذهب لأرى جدي" وتركته محطما كما تفعل به دائما أثر اعترافاته ورفضها الصريح له بدون أي شفقة وكيف ستشفق عليه وهي ومنذ نعومة أظفارها تتلقى الطعنات من أقرب الأقربين
- حاولت رسم المرح على صوتها ووجهها " جدي هل ...." انحبس الكلام بداخلها وهي ترى جدها يحاول مسح عينه أثر بكاء من الواضح أنه طويل علها لا تلاحظ دموعه أشفقت رنا على هذا العجوز وزاد حنقها على هذا الجاسر الذي فعل بجدها هكذا
- بنبرة حاولت أن تجعلها طبيعية "كيف حالك يا جدي"
- ابتسم بحنان وأشار لها أن تجلس بجواره ووضع يده على كتفها بحنان " أخبريني انت كيف حالك هل تتألمين يا ابنتي اعلم بأنك تدعين الع** ولكني اريدك أن تحرجي ما بداخلك فلتبكي يا ابنتي فلن تجدي غير جدك تبكين بين زراعيه"
- ابتسمت بمرح " من تظنني يا جدي حتى أبكي كما الأطفال انا ابنة جدي الذي لا يهزمها شيء"
- رفع وجهها بيديه المجعدتين " أعلمك جيدا يا ابنتي اعلم الصراع بداخلك واعلم ايضا بأنك لن تظهري اي ضعف أنا أعلم"
- حاولت الابتسام بجهد كبير " دعك مني هل أنت بخير هل تتناول أدويتك بانتظام فأنت تعلم جيد بأن السكر والضغط لا يجب أهمالهما يا جدي "
- تبسم بحنو وعلم رغبتها بتغيير مجرى الحديث " لا تقلقي علي يا ابنتي فمصطفى يرعاني جيدا كما تعلمين هل تناولت طعامك"
- " لا يا جدي فبالرغم من أني لا أطيق مصطفى ولكني لا أستطيع الاستغناء عن طعامه"
- _______
- أمي لقد حضرت الطعام هيا فلتأتي
- لا أريد يا عمر فقط اتركني وحالي
-
تن*د بضيق فهو يعلمها جيدا ان قالت لا فهو لا " حسنا يا امي فلترتاحي قليلا"
- خرج من غرفة والدته واعاد الطعام إلى الثلاجة وكان كل ساعة يذهب إلى غرفتها حتى يدعوها إلى الطعام ولكنها ترفض كالعادة
- صرخ بها قائلا" أمي هذه ليست حياة لقد مللت بحق السماء ما ذنبي أنا بكل ما يحدث حتى تجافيني أنت وابنة ابنك بهذه الطريقة "
- حن قلبها عليه فقد آذته كثيرا بتمنعها عن الطعام وتحميله بطريقة غير مباشرة غلطة أخوه " حسنا يا عمر سآتي معك "
- انهو الاثنان تناول الطعام في صمت وقام عمر وغسل الأطباق وذهب إلى غرفته عله يستريح بها
- ___
- كانت رنا شاردة طيلة الوقت تنظر إلى هاتفها مرارا وتكرارا " ماذا الن يتصل بي هل استراح مني بهذا الشكل الا يفكر بي مطلقا هل يدعو نفسه عم حقا الا يمكنه الاطمئنان على ابنة اخوه " وتن*دت بعمق
- كان مصطفى يلحظ شرودها وفتحها وغلقها لهاتفها كل ثانية يكاد يقسم بأنها تكاد تفتحه في أقل من الثانية ناداها فلم تجبه فأعاد نداؤه لها ثانية " رنا ما بالك شاردة هكذا "
- هزت رنا راسها " ها ماذا قلت يا عمر"