لمست قلبي رفاء محمد
علت نبضات قلبها بتوتر شديد أنها قضيتها الأولى هي ليست مجرد قضية عادية ولكنها قضية العمر بالنسبة لها لو أخفقت بها سيعاني شخص لطالما تحمل لأجلها عينيها معلقة بشفتي الحاجب الذي سينطق ببداية الجلسة وها هو ينطقها ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تتجه نحو منصة الدفاع تساقطت بعض من قطرات العرق على جبينها وتسللت قطرة إلى عينها مسحتها بيدها مسرعة كي لا يراها القضاة ويستهينوا بشأنها تعثرت خطواتها فنهرت نفسها وقالت محاولة بث الثبات بداخلها (تشجعي يا فتاة يمكنك فعلها هيا قاتلي ) كأن لهذه الكلمة مفعول السحر فوقفت وأجلت حنجرتها وقالت بصوت واثق
-
"سيدي القاضي أتمنى أن يتسع ص*ركم لما سأخبركم به الأن فنحن امام قضية ليس لها مثيل اشك في ذلك نحن الان امام قاتل ظللت طيلة حياتي امقته"
والتفتت تنظر إلى الرجل المحني جبهته ينظر لأسفل وعادت بوجهها تنظر بعين القاضي
-
وانا الأن أقف امامكم كدفاع امام رجل مجرم قتل زوجته أمام قاتل أمي والقاتل أبي لنعد صياغة الأمر نحن الأن امام رجل شهم نبيل".
(هاجت القاعة بمن فيها كيف تفعل هذا والبعض قال هل تريد تبرئة مجرم قتل زوجته بدون سبب والبعض قال ربما جر استعطافها فهو مازال والدها"
) حتى قال القاضي بصوته الجهوري وهو يدق على المنصة التي أمامه بالمطرقة ليصمت الجميع وأشار إلى الفتاة بأن تكمل)
- "معذرة للجميع فالمجرم هنا ليس هذا الرجل المجرم هنا أمرأه ادعت بأنها زوجة صالحة وألحقت به ابنة ليست من صلبه"
(هاجت القاعة مرة أخرى ولكن القاضي أخذ فعل حازم هذه المرة قائلا ليصمت الجميع او لتخرجوا من الجلسة ثم وجه حديثه إلى الفتاة بشغف كي تكمل كأنه كان يقرأ كتابا جميلا ولم يرد لأحد ان يقاطعه قال بصوت لين كأنه أشفق لحاله
- " أكملي يا أبنتي"
لولا أنها لم ترد لوالدها ان يبقى مدة أطول من هذا في السجن فكفاه ما قضاه من وقت بها لكانت طلبت التأجيل ولكانت استمتعت بعذابهم حتى النهاية هذا ما فكرت به الفتاه)
- " نعم سيدي القاضي فأنا ابنة زنا لست ابنة هذا الرجل النبيل الذي أغدق علي بنبله وكرمه وعالجني من مرضي الذي كان سابقا حجة عليه كيف يقتل ام وابنتها في حاجة ماسة إليها ولكن السؤال الصحيح هو كيف يتركها لأمرأه مجرمة
وصمتت قليلا كأن الكلمة تأبى أن تخرج فهي مازالت أمها مهما فعلت
- " فلتعذروني من اللفظ زانية كي تبقى معها هذا هو السؤال الصحيح لم يرد أبي ان تسوء سمعتي فاعترف على نفسه زورا كي يحميني من مجتمع لن يرى سوى اني ابنة أمي وأشرف ع معالجتي وها أنا بين أيد*كم في السابق أردت له الإعدام أما الأن فأنا أستجد*كم لتعطوه براءته الا يمكننا ان نكون منصفين له ولو قليلا فيكفيه ما عاناه حتى الأن "
ثم قدمت التحاليل وأثبات صحة ما قالته وجلست وسط نظرات الأعجاب بفعلتها والإشفاق عليها
__
قبل ذلك بأعوام
فتحت رنا الباب لرجل يظهر عليه التوتر يفرك يديه ببعضهما
-
- "هل هذا منزل حسين السعدي "
- نظرت إلبه رنا بتفحص
- "أجل من أنت "
قال بتلعثم كأنه سيلقي قنبله على مسامعها فقال بصوت منخفض
o
-" أنا قادم من طرف جاسر العزب "
برغم انخفاض صوته إلا أنه اخترق أذنها وأشعل النيران بص*رها قبضت يديها بشدة حينما سمعت اسمه وقالت من بين أسنانها بغضب
- "وماذا يريد هذا"
أجاب الرجل ملاحظا غضبها
- "أسف يا ابنتي فالرسالة موجهة إلى السيد حسين السعدي فقط "
- رمقته بحدة فقد أتى من طرف شخص تحنق عليه شخص طعنها في قلبها مباشرة وذهبت وعادت بعد قليل فتحت البال له وهي تقول بسخرية
- "حقا!"
وابتعدت قليلا عن الباب وقالت وهي تنظر إليه بنظرلت حارقة
"ادخل"
لم يكن الرجل متعجبا من قسوتها معه فما وصفها به جاسر العزب أنبئه بهذه المقابلة
بعد بضع دقائق أتى حسين العزب ووضع قدما فوق الأخرى وهو يحدث نفسه(هل بلغت بك الوقاحة يا جاسر لترسل إلي أحد كلابك ) ولم يزعج نفسه حتى بقول تفضل بالجلوس وقال بصوت بارد كالصقيع
- " ماذا تريد "
نظر إليه الرجل بغضب على عجرفته فمما اخبره به جاسر لا يحق له حتى رفع بصره من الأرض
-
" لست أنا من يريد"
ثم نظر إليه شامتا
- "السيد جاسر العزب يريدك أن تذهب إليه "
سيطر الغضب على ملامح حسين السعدي وأطبق بشدة على عصاه علها تمنحه بعض الثبات حتى لا يقوم ويضرب هذا الرجل وقال بحدة
- "أنا لا أذهب لقاتل ابنتي "
قال الرجل بسخرية
- " لقد أرسل إليك هذا الظرف "
وناوله له
-رفع حسين وجهه إلى الرجل وهو ينظر إليه بتقزز و فتح الظرف كان به ورقة و رسالة فتح الرسالة أولا
"إن لم تعد رنا إلى بيت جدتها فأعدك بفضح أمر ابنتك المصون أه أرسلت لك شيئا بداخل الظرف الآخر فإذا لم تكن تعلم تنظر إليها لتتأكد ما الذي أنا قادر على فعله فتح حسين الورقة المفرقة مع الرسالة ويديه ترتجفان وما أن وقعت عينيه على ما بداخلها حتى انتفض سائر جسده و تلاحقت أنفاسه واهتزت عينيه ووقعت الورقة من بين يديه المجعدتين كانت رنا تراقب الموقف عن قرب فلما رأت ما حدث لجدها فأسرعت إليه وحدجت الرجل بنظرة غاضبة أخذت تدلك ص*ر جدها والتفتت إلى الرجل وعينيها تلمعان بغضب
- "اذهب من هنا وأخبر من أرسلك بأنا لا نعرفه فلا يرسل أي أحدا من طرفه القذر فلينسانا كما نسيناه"
واستطردت بحده
-
" أخرج"
فما كان من الرجل إلا ان خرج مسرعا الأحراج يلفه لفا فما شهد موقفا كهذا من قبل وندم ندما شديدا على موافقته للمجيء الى هنا
قال جدها بصوت مهزوز به ارتعاشه غريبة عليها فهذه المرة الأولى التي يكون فيها م**ور هكذا ويضع راسه ارضا هكذا فقد كان دائما يرفع رأسه لأعلى في شموخ
- " اريد الذهاب إلى غرفتي أرسليني إليها يا رنا رجاءً"
نظرت رنا الى الورقة الملقاة أرضا وعينيها تكادان تلتهمها لتعرف ما بداخلها حتى يصبح جدها بهذا الشكل امسكت بيد جدها المرتعشتين وأوصلته غرفته وساعدته ليعتلي فراشه وعادت مسرعة إلى مكان الورقة وما ان فتحتها حتى جمدت مكانها و شحب وجهها تماما و جحظت عينها واهتزت حدقتيها وسقطت يدها بجانبها وهي ممسكة بالورقة في هذه الأثناء تذكر جدها انه ترك الورقة واسرع من فوره بقوة الأدرينالين لديه فتح الباب فأذهله و قفتها وفي رأسه يطرق لقد قرأتها لقد علمت
"رنا " ناداها بعطف على حالتها لم تجبه ذهب إليها ورفع يديه المجعدتين واحاط وجهها بهما وقال
- "لم أكن أعلم صدقيني بنيتي "
كانت رنا وكأنها مغيبة كأنها ليست موجودة وما لبست أن أطبقت بشدة على فكيها وشفتيها ورمقته بنظرة غاضبة قاسية قائلة
- "إذا سأذهب لأحضر حقيبتي
-علم جدها هذه النظرة بعينيها غاضبة حزينة كارهه
حينما دخلت غرفتها سقطت بجوار الباب وهي تبكي بألم سمع جدها شهقاتها التي تكتمها بيديها ولكنه لم يجرؤ على الاقتراب لو أقترب لأحرقته بنار عينها مثله مثلها تحمل طباعه لا يجرؤ أحد على الاقتراب منهم في فورة غضبهم وألقى بجسده على أحد الكراسي
بعد بكاء طويل قامت من جلستها وسحبت إحدى حقائبها وأخذت ما يلزمها من ملابس وأغراض بسيطة لأنها لن تجلس لديهم ليومين ستعود مسرعة حتى كتبها لم تأخذهم
-أطلت برأسها على جدها الجالس على كرسي الصالون يسند رأسه بعصاه ويفكر بعمق
-رنا انتظري يا ابنتي
-حاولت رنا رسم أقسى نظرة لديها حتى تستطيع الابتعاد بحدة" ماذا الأن"
انتظري يا ابنتي حتى يوصلك ابن خالك التفتت إلى الباب وقالت بينما تحارب دمعة كادت أن تتفلت من عينيها
- "ليس هناك داعي"
وتركته في آلامه وغادرت
-___
ظهر عمر من خلف الباب ليرى من الطارق نظرت إليه بشوق فهي لم تره منذ ان كانت بالحادية عشر من عمرها سرعان ما وأدت هذه النظرة بداخلها وحولتها إلى الكره تفاجأ لرؤيتها وكاد أن يجذبها إلى أحضانه ولكنها نفضت يده بعيدا عنها كأنها لسعتها وقالت بسخرية
- " دع تمثيلك هذا جانبا فما جئت هنا بإرادتي فلو كنت أملك الإرادة التي حرمتموني منها لما كنت خطيت هذا الباب ثانية "
أعاد يديه بجانبه وهو يرفع حاجبه
-
"إذا ما زلت على عنادك "
إذا فهو مشترك مع أخيه في ابتزازهم لها زادت نبرتها حدة
- " أاااه إذا كنتم تظنون أنكم بإرسالكم هذه الورقة عديمة الفائدة بأنكم ست**رونني فأنتم تحلمون "
قال بعدم فهم وهو يضيق عينيه
- " عن أي ورقة تتحدثين فأنا لا أفهم شيء ومن الذي يريد **رك "
ضحكت بسخرية
- "لا تدعي الجهل فأنت وأنا نعلم جيدا أنك اتفقت مع أخيك على جلبي إلى هنا "
قال بحدة
- "رنا إنه أبيك الا تفهمين "
قالت باشمئزاز من تمثيله وادعائه بأنه عمها والآخر والدها فها هي هنا فقط لأنها تخشى على جدها لا أكثر ولا أقل
-
"عمر يكفي فأنت تجعلني أشمئز ابتعد من أمامي رجاءً "
تنحى جانبا وأخذ الحقيبة من يدها ولم يلقي بالا لاعتراضها وقولها بأنه ليس بينهما علاقة ليحمل عنها حقائبها على حمله حقيبتها
- " رنا هلا تعاملت مع جدتك بشكل أفضل فهي مريضة ولا ذنب لها بما حدث "
قالها بصوت دافئ جعلها لا تستطيع رفض طلبه وهي تعلم أيضا بداخلها ان جدتها يستحيل ان تشترك معهم في أمر ابتزازها العفن هذا
أمائت برأسها
- " حسنا"
ابتسم لها وذهب إلى أمه ورسم ابتسامة على وجهه أجادها جيدا تعجبت رنا من اجادته التمثيل هكذا ولكنها نهرت نفسها ساخرة (الم يمثل عليك منذ دقائق لم العجب إذا(
-" أمي مفاجأة ستجعلك ترقصين
-ضحكت أمه وقالت
-" تأدب يا ولد لا أعلم متى ستكبر "
-لا تعلم لم احبت رؤيتهم هكذا ولم أرادت أن تكون بينهم كما السابق لقد اشتاقت لمناغشة عمها لها ولكنها وضعت الكراهية **تار لمشاعرها لأنها عانت ما يكفي من التجريح
-جدتي
-جلست الجدة بذهول ولهفة
"رنا حبيبتي لكم اشتقت إليك فلتأتي يا حبيبتي حتى تريحي جدتك فقد اشتاقت اليك حد الجنون "
-ذهبت رنا مسرعة لأحضان جدتها وهي تشهق من البكاء أثار عمر منظرهما فربت على ظهرها ولكنها حدجته بنظرة غاضبة فما كان منه سوى أن حمل يده قصرا ووضعها خلف ظهره تعانق يده الأخرى حتى تمنع أحدهما الأخر من محاولة لمسها فها هي تقف امامه أخيرا ألا ترى احتراقه شوقا لها ألا تستطيع ان ترحمه قليلا فماذا فعل هو كي تريه كل هذه القسوة
-بشوق ولهفة فقد تمنت أن تراها دائما ولكن رنا منعتهم متعة النظر إليها
"إذا بنيتي كيف هي أحوالك كيف أنت "
-بخير جدتي انا حقا بخير
-مر شهرين ونصف وما زالت رنا تتعامل بجفاء مع عمر تحرقه بنظراتها القاسية ولا تتحدث معه غير باقتضاب انه اليوم الأول بالدراسة فتجهزت رنا وكادت ان تغادر فاستوقفها عمر من خلفها
-رنا هل ستذهبين إلى الجامعة اليوم
-رفعت عينيها إليه باحتقار
-
"وما دخلك أنت "
وصل إليها بخطوة واحدة وأمسكها من زراعها بقوة وقال بغضب
- "الن تكفي عن عنادك هذا "
نظرت إليه بلا مبالاة وخلصت يدها من زراعه وتركته يتأفف منها ويضع يديه في خصلات شعره يكاد يقتلعها
__
أطرق جاسر رأسه بحزن " كيف هي أمي"
- "بخير لا تكف عن الدعاء لك"
-تبسم بحزن هل مازالت مريضه
-أجل لا تستطيع القدوم الأن
"نسيت أخبارك ان رنا عادت" وضيق عينيه متسائلا " لكن كيف أعدتها"
تململ في جلسته وظهر الارتباك جليا على وجه جاسر " لدي اساليبي الخاصة"
-علم عمر بأن جاسر لا يريد التحدث عن الأمر فآثر الصمت
-قال جاسر بشوق يظهر من صوته " كيف هي رنا هل كبرت هل اصبحت جميلة هل مازالت عنيدة كما هي اخبرني هل ما زالت قصيرة كما كانت ماذا عن صحتها..."
"على رسلك يا أخي حتى أستطع إجابتك " وتغيرت نبرته وعينيه " فأرتي القبيحة اصبحت شابة تأخذ العقل وتأثر الأنفاس رغم قصرها "
نظر إليه أخاه بعتب" هل ما زلت تدعوها بالفأرة القبيحة"
____
علت الصدمة على ملامح منى عندما أخبرتها رنا بشأن ذهابها لمنزل جدتها لأنها كانت رافضة للأمر تماما "ماذا ذهبت إلى منزل جدتك"
-تأففت رنا بضيق "أجل"
-ابتسمت منى وقالت بأمل ان تنسى صديقتها ما حدث وتعود لعائلتها وولدها ثانية
- "هل سامحتهم"
- "ليس تماما "
قاطع حديثهم آدم شقيق منى وقال بفرح لرؤيته رنا فقد اشتاق إليها منذ آخر مرة رآها بها العام المنصرم
-
"رنا كيف حالك"
-ابتسمت بمجاملة " بخير آدم وانت "
-"بخير حال"
-تنحنحت منى بمزاح "انا هنا هل تراني "
-نظر إليها بتقزز وقال بحدة "أجل أراكِ هل انتهيت من محاضراتك "
"اجل أخي العزيز" وتأبطت ذراعه وهي تبتسم "أعشق نظرتك لي "
ضحكت رنا عليهم ولكنها تبدلت نظرتها للضيق ما أن رأت عمر قادما
-نظر إليهم وابتسم بغضب لآدم الواقف بجوارهم " رنا هل انتهيت"
لم ترد رنا إحراجه أمام الجميع وقالت "أجل "
"إذا هل نذهب"
" حسنا وداعا منى" وقبلتها وذهبت امامه
رمق عمر آدم بغضب وذهب خلف رنا المسرعة
بحنق تكاد تهد الأرض من تحتها
قال آدم بضيق وهو ينظر تجاه رنا والشاب الذي أتى لاصطحابها "من هذا"
-نظرت منى إليه وعلى وجهها ابتسامة خبث لغيرة أخاها الواضحة " ما بالك آدم إنه عمها "
"امممم "وهو يومئ برأسه مبتسما براحة لأنه كاد يموت من الغيرة على رنا
نظرت إليه بغضب قائلة بحدة وهي تكتف يديها أمام ص*رها " لم أتيت اود أن أوضح لك أمرا ليس معنى أني أسكن لد*كم فهذا يعني بأنك تستطيع المجيء إلى جامعتي وإيصالي والادعاء بأنك عمي متى ما أردت"
-صرير السيارة وهي تتوقف كاد أن يخلع قلب رنا ولكنها أدعت البرود والا مبالاة والتفتت تلهي نفسها بالنظر خارج السيارة
-زفر عمر وعينيه متسعتا آخرهما بغضب ينظر أمامه مباشرة ولم ينظر إليها ويديه تمسكان المقود بقوة " انا عمك رغما عنك و سأفعل ما أريده "
والتفت إليها وشدد على كلماته
" هل كلامي مفهوم"
-التفتت إليه تناظره بغضب من هو حتى يفرض رأيه عليها واستدارت ثانية باتجاه شباك السيارة وهي تكز على أسنانها " سأفعل ما أريد"
-كان سيرد عليها ولكنه رأى متجر للمثلجات ومدى عشقها للمثلجات وهي صغيرة ترجل من السيارة ورنا تنظر إليه بتعجب تسأل نفسها ماذا حدث هل سيتركني ويذهب ألهذه؟ الدرجة أغضبته حتى يتركني وسيارته ويرحل هكذا ولكنه فاجأها بذهابه إلى متجر المثلجات ضحكت وهزت رأسها يمينا ويسارا وقالت لن تتغير ابدا يا عمي
-أتى وهو يحمل معه عبوتين من المثلجات ويبتسم لها ابتسمت لتذكره وهو يحضر لها المثلجات دائما بدون معرفة أمها انمحت الابتسامة من وجهها لتذكرها أمها وتذكرها ما فعلته
-قال وهو يركب السيارة ويمد يده لها بالمثلجات ويتذوق خاصته "لقد أحضرت لك المثلجات التي تحبينها "
"لم أعد أحبها فهي تذكرني بكم جميعا " كان الحقد يتقطر من كلامها فما كان من عمر إلا أن ألقى بالمثلجات من النافذة وأغلق الباب وقاد غاضبا