هدنة

722 Words
وقف بغضب ينظر إلى الورقة بين يديه " لا تطرق هذا الباب مجددا" بعد دقائق وجدها تخرج من غرفتها ترتدي ملابس سوداء ووشاح رأس اسود تخطته دون ان تنظر إليه ولكن قبل ان تفتح الباب سألها " إلى أين" برمت شفتيها ورفعت حاجبها " ليس من شأنك" شدد قبضتيه إلى جواره يغمض عينيه بقوة " هذا إن لم تكوني امرأتي" التفتت إليه بشراسة ترفع سبابتها في وجهه " إياك وان تنطقها ثانية " رفع عين غاضبة إليها وحاول كبت غضبه منها " إلى أين؟" زمت شفتيها بغضب " سأبحث عن عمل" " أي عمل" " انا احتاج للعمل" " هل جننت انت زوجة خالد الدسوقي افهمتي" لفت عينيها بنفاذ صبر " أنا لست زوجة أحد" تقدم الخطوتين الفاصلتين بينهما رمقته بنظرة اشمئزاز وللغرابة لم تتحرك ولكنها رفعت عينيها إليه بتحدي مشمئز وهي تجعد أنفها كأنه يص*ر عنه رائحة عفنة " بلى عزيزتي انت زوجتي و تحملين اسمي الأن شئت ام ابيت " قررت تجاهل الحديث معه والتفتت لتغادر لكنه جذبها من ذراعها بقوة حاولت سحب ذراعها منه ولكن دون فائدة قالت بنبرة منخفضة شرسة " اترك .. يدي أو سأذهب لأخبر الشرطة عن فعلتك" ضحك ساخرا وقال " لم يخلق بعد من يهددني زو.. جتي " قال كلمته الأخيرة ببطء حتى يغيظها .. حاولت سحب يدها منه للمرة الثانية ولكنه جذبها من ذراعها وأدخلها غرفتها ودفعها بالداخل دفعة بسيطة ورفع سبابته لها محذرا " لن تغادري هذا المنزل بغير موافقتي وإياك ومواجهتي ثانية يا.. " انهى كلماته بنظرة ساخرة و ذهب الى عمله جلست في ظهر الفراش تبكي ولسانها يردد باستمرار " أبي " """""" لم يستطع التركيز على عمله بسببها اليوم ضميره يؤنبه على قسوته معها ولكنها تستفزه بنظراتها باحتقارها له بتحفز جسدها كلما اقترب منها .. اخرج مفتاح المنزل من جيب سرواله ليفتح الباب بعد ان قام بالطرق عليه ثلاث مرات حتى تستعد لدخوله فلو أخذ يطرقه للصباح ما كانت لتفتح له دخل المنزل بفتور لقد اصبح دخوله لهذا المنزل يمثل عبأ عليه وضع ما بيده من مشتريات على الطاولة بحث عنها بعينه رآها تنام أرضا من خلال باب غرفتها المفتوح ذهب إليها ليحملها كاد ان يضع ذراعه اسفل رقبتها حينما فاجأته بنظرة الكره والحدة وهي تقول " تجرأ وضع يدك علي" رفع حاجبه بضيق وقال متحديا " وماذا ستفعلين ان تجر..أت" " سأقطعها لك" امسكها من ذراعها " ها قد فعلت فلتقطعيها إذن" نفضت يده عن ذراعها بحدة و أخذت تمسح ذراعها بقوة وهي تنتفض واقفة " هذا لن يجدي سأذهب من هنا" كتف ذراعيه خلفها " إلى أين" التفتت إليه بوجهها ترمقه بحدة والتفتت ثانية لكي تذهب إلى دولابها لتجمع ملابسها منه متجاهلة الرد على سؤاله .. قال بحدة وهو يجذبها من ذراعها حتى ارتطمت بص*ره " إياك وتجاهلي ثانية أفهمت" كزت على اسنانها بغيظ " سأذهب لمنزلي" " هذا منزلك منزل زوجك هو منزلك" عقدت ذراعيها أمام ص*رها وقالت بسخرية " زوجي؟ لا تنطقها فهذه الكلمة تشعرني بالغثيان .. لقد تزوجت فقط لرغبة والدي " لاحظ تجنبها لأن تربط نفسها به وحذفها لحرف الكاف من تزوجتك لا ترغب بأي شيء يربطهما حتى حرف هو أيضا لا يريدها لقد فرضت عليه وعليهما التعايش مع الأمر وإلا ستخرج الامور عن سيطرته فهو لا يستطيع منع نفسه من الغضب وهي قادرة على إثارة غضبه من نظرة فقط فما بالك لو تحدثت " انت قلت والدك هو من فرض علينا هذا الأمر" نظرت إليه باحتقار " اليس لد*ك ضمير ألا تشعر بأي ذنب كيف تتكلم معي من الأساس كيف ترفع عينك بوجهي بعد ما فعلته كيف تجرؤ" مسح على وجهه بتعب " أنا لم أقصد ذلك" " ما الذي لم تقصده بالضبط ها سباقك على الطرقات أم قتلك لرجل بريء ام وقوفك أمام ابنة قتيلك بدون ذرة ندم وتبجحك عليها" لم يستطع الرد وابتعد بعينيه رغما عنه متجنبا النظر لعينيها ... ضحكت ساخرة وابعدت ذراعه والتفتت لتجمع ملابسها ... قاطع جمعها لملابسها وهو يقول " انت لن تذهبي من هنا" اغمضت عينيها بنفاذ صبر دون ان تلتفت إليه و أكملت ما تفعله .. نزع الملابس من يدها وهو يقول بصوت عال نسبيا " لقد سمعتني أليس كذلك" تن*دت بغضب والتفتت إليه " ماذا تريد" " هدنة" التفتت عنه وقالت بحقد " أ**ق" " ماذا" " هل تظن بأنه سيكون بيني وبينك أي مصالحة في يوم ما" " انا قلت هدنة ليس مصالحة" " أياً يكن لن يحدث ولكن حسنا أرى بأن بقائي هنا سيمنحك العذاب وهذا أكثر شيء يسعدني فعله" ابتسمت له بحقد وأكملت " سأستمتع بتذكيرك بفعلتك دائما والأن هلا ذهبت وتركتني لأنام" أشارت بيدها تجاه الباب رمقها بنظرة سريعة وغادر المنزل بأكمله لم يتحدث معه أحدا هكذا من قبل أغلق الباب خلفة بحدة جعلتها تبتسم يبدو بأنه كان لك بعد نظر يا ابي من تزويجي له هل أردتني ان انتقم لك حسنا يا ابي سأفعل سأجعله يكره اليوم الذي ولد به سأجعله يندم على كونه ولِد من الأساس انتهى المشهد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD