تأبطت سهيلة ذراع والدها و ساروا معا متجهين إلى بيتهم و كأنهم حبيبين و ليس أب و ابنته قالت سهيلة
- بقالك كتير أوي يا بابا منزلتش معايه نتمشى
- عشان كدة يا حبيبتي أنتهزتها فرصة لما ماما قالت الوقت متأخر و قلت أوصلك
- ربنا يخليك لينا يا بابا
- و يخليكي ليا و أفرح بيكي لما يجي الفارس اللي هيخ*فك مني
- لا يا بابا أنا محدش هيخ*فني منك
- أزاي يعني
- عشان أنا مش هتجوز
- أي اللي بتقوليه ده يا سهيلة
- أيه المشكلة يا بابا هو لازم أتجوز
- سنة الحياة يا بنتي
- هي الناس بتتجوز ليه يا بابا
- عشان تخلف
- في ناس كتير بتتجوز و ما بتخلفش و بيكملوا سوى
- عشان بيحبوا بعض
- يبقى الحب هو الأساس
- أكيد
- أمال أنت و ماما ما بتحبوش بعض ليه
- أيه يا سهيلة الكلام اللي بتقوليه ده
- بقول أيه مش هي دي الحقيقة
- لو أنا و ماما ما بنحبش بعض أكيد ما كنتش هكمل معاها
- ليه احنا ما بنحسش بالحب ده
- هو أنا لازم أقولها قدامك كلام حلو زي اللي في الأفلام عشان تصدقي اني بحبها
- الحب مش كلام يا بابا
- و كل اللي بعمله عشانها و عشانكوا ده يا سهيلة مش حب
- عشان بتشتغل و تتعب عشانا يعني يا بابا
- ده مش كفاية يا سهيلة
- هو انت لو متجوزتش ماما يا بابا كنت هتبقى عاطل
- لا يا أم ل**ن طويل بس كنت هكتفي بشغلانه واحدة الصبح و مش هجهد نفسي في شغلانه تانية يا سهيلة كنت هصرف المرتب اللي بقبضه كله على نفسي و على مزاجي مش هستخسر في يوم أروح أقعد ع القهوة عشان الجنيه اللي في جيبي بفضلك أنت و أخواتك يا سهيلة
- أنا مش بقلل من تعبك عشانا يا بابا
- كل ده و مش بتقاللي يا بنتي أنا بستخسر أروح لدكتور و أنا تعبان عشان أوفر تمن الكشف و العلاج ليكوا
- يا بابا و الله أنا مقدرة كل ده
- فين التقدير ده
- يا بابا أنا بتكلم في نقطة معينه
- نقطة أيه يا فيلسوفه
- بتكلم عن ماما يا بابا مش عننا
- مالها ماما
- أنت بتحبها
- أسمعي يا سهيلة ماما نفسها مش فارق معاها بحبها و لا لا
- معقول اكيد لا طبعا بيفرق مع أي ست يا بابا
- أي ست بعد ما بتبقى أم بيفرق معاها ولادها وبس
- لا يا بابا ده تفكيرك أنت لكن الحقيقة مش كدة
- أمال أيه الحقيقة يا فالحة
- الحقيقة أن الناس بتتجوز عشان تلاقي حد يشاركها حياتها مش عشان تفضل عايشة لوحدها برضوا يا بابا
- و هي ماما عايشة لوحدها ما أحنا كلنا حواليها حتى لو أنا مشغول أنتوا معاها
- لا يا بابا مش ماما بس اللي عايشة لوحدها كلنا عايشين لوحدنا
- أزاي يعني
- كل واحد فينا عايش حياته لوحده محدش عارف حاجة عن أي حد
- أنتي مش شايفة أن الكلام ده مش مناسب لسنك
- هههههه هي دي المشكلة أنكوا شايفنا صغيرين اكتر من اللازم
- أنا عارف أن جيلكوا مختلف و بيكبر بسرعة
- و بيعجز بسرعة يا بابا
-
*****************************
وصل سالم و ابنته إلى بيتهم بعد أن قضوا عشرون دقيقة سيرا على الاقدام مسافة من المركز التعليمي إلى بيتهم و هم يتحاورون معا و قد شعر سالم بمدى خطورة تأثير شكل علاقته بزوجته هدى على أبناءه بالتأكيد أن أبنه عمرو متأثرا نفس التأثر السلبي .
صعد سالم و سهيلة بالمصعد و حين وصلوا لباب شقتهم فتح سالم الباب بالمفتاح و دخلوا ليجدوا هدى ما زالت تشاهد التلفاز قال سالم
- أنتي لسه قاعدة تتف*جي ع المسلسلات الهندي المدبلجة يا هدى
- خير يا سالم عايز حاجة
- أدخلي جوه يا سهيلة
- حاضر يا بابا
دخلت سهيلة إلى حجرتها فأتجه سالم إلى هدى فأردف قائلا
- مزهقتيش من التليفزيون يا هدى
- مالك يا سالم خير
- ممكن أتكلم معاكي
- تتكلم معايه هههههه
- بتضحكي على أيه
- حاجة غريبة جدا لما كنت بطلب منك أني أتكلم معاك كنت بتقولي أنتي معندكيش دم فاكر أيه اللي جد دلوقتي عشان عايز تتكلم معاية يا سالم
- كنت غلطان يا هدى مبسوطة كدة أديني اعترفت بغلطي
- لكن أعترفت متأخر أووي يا سالم و أنا دلوقتي معنديش وقت ليك
- ليه أن شاء الله وراكي ايه
- نازله و سيبالك البيت خالص
- نازله رايحة فين الساعادي يا هدى الساعة 12 نص الليل كنتي لسه بتزعقي لبنتك عشان هترجع من الدرس دلوقتي
- أنا مش هخرج من العمارة أنا نازله لمنال
- منال أيه الساعادي يا هدى أنتي اتجننتي تلاقي عبد الحليم راجع تعبان و عايز يرتاح
- لا أطمن عبد الحليم سهران ع القهوة و سايبها لوحدها أول ما يرجع هطلع أنام
- براحتك يا هدى بس أفتكري أني جيتلك لغاية عندك و أنتي اللي قلتي لا
- هفتكر يا أخويا هفتكر ما تقلقش
خرجت هدى و أغلقت الباب خلفها بعنف و هبطت الدرك بعصبية متوجهة إلى شقة جارتها منال و ضغطت زر الجرس بعصبية فتحت لها منال قائلة
- مالك يا هدى يترني الجرس بعصبية ليه كدة خضتيني
- الراجل يا اختي هيجنني هيفرسني
- ليه كل ده أيه اللي حصل يا هدى
- بيقولي عايز أتكلم معاكي
- هههههه و أيه اللي مزعلك في كده
- أنتي كمان بتقولي أيه اللي مزعلك
- مش ده اللي كنتي عايزاه
- كنت يا ختي كنت
- و أيه اللي حصل بس يا هدى لكل ده و الله أنتي لو سالم ده زي عبد الحليم جوزي ما كنتي قعدتي معاه نص دقيقه
- كلهم زي بعض
- لا لا عبد الحليم ده ما لوش زي صدقيني
- خلاص بجد مش طايقاه هو و أولاده كمان
- هههه طيب و الاولاد ذنبهم أيه ، اهدي كده هعملك نسكافيه و نسهر سوى عبد الحليم مش جاي دلوقتي
- سهران ع القهوة كالعادة سعادة البيه
- ههههه ده الطبيعي
جلست منال بجوار هدى و بجوارها طاولة عليها غلاية مياه كهربائية و كل محتويات المشروبات و جلسوا معا يتحاورون و منال تعد النسكافيه قالت منال
-
أمبارح كنت حاسه أن نفسيتي تعبانه اوي و محتاجة لحد يقولي كلمة حلوة قلت في عقلي مين أقربلي من عبد الحليم أروحله في الوقت ده
- ههههه و رحتيله يا ختي
- و يا ريتني ما رحتله
- ههههه أيه اللي حصل أحكيلي
- سيبك منه
-. مش عايزه تحكي أنتي حرة
-. هحكيلك يا هدى أنا ليا حد تاني احكيله غيرك انتي مش جارتي انتي اختي
-. يا حبيبتي ما أنا عارفة بس ما احبش تحسي أني بتطفل عليكي
- أوعي تقولي الكلام ده مرة تانية
-. أنا بسمعك لما تكوني محتاجة حد يسمعك مش اكتر لكن أي حاجة مش عايزة تحكيها طبعا براحتك
-. هو أنا ببقى براحتي غير معاكي أنتي و سامية و أنتي بالذات حتى سامية برضوا ما بندمجش معاها أووي زيك
-. ههههه و أشمعنى مديحة رويتر يعني ما جبتيش سيرتها
-. مديحة طيبة و جدعة بس بصراحة بحس أن ما بيتبلش في بوئها فوله
-. هههههههه لا على فكرة مديحة بتعرفنا الأخبار لكن ما بتنقلش أخبارنا لحد
-. جايز لكن برضوا طبعها فيه تطفل
-. طبع مش قصداه هي بتتصرف بطبيعتها
-. أنا فاهمه أنا بحب مديحة لكن بس بتضايق من بعض تصرفاتها
-. هي ليها تصرفات تضايق فعلا
-. مش بحب انبهها عشان ما تزعلش مني
-. دايما تشتكي أن سامية بالذات بتتجنبها
-. سامية مش بتتجنبها و لا حاجة سامية أصلا ما عندهاش وقت تحكي و ترغي كتير عشان شغلها
-. فعلا دي بتصعب عليا أووي الشغل هاددها خالص
-. ما هي لازم تشتغل تقعد في البيت لوحدها تعمل ايه و لا عيل و لا تيل
,- ربنا يديها
-. دي لو قعدت في البيت في الوضع ده تتجنن
-. فعلا خصوصا ممدوح جوزها سايبها ليل و نهار
-. يعني لوحده ما رجالتنا كلهم كده
-. لا ما لكيش حق يا هدى سالم ما بيرحڜ القهوة كتير زي ممدوح و عبد الحليم
-. عشان الشغل يا اختي مش عشاني
-. حتى لو عشان الشغل برضوا يا حبيبتي
- يعني أنا نازلالك مخنوقة منه تفضلي أنتي تتكلمي عنه برضوا اروح منك انتي و هو فين
- هههههههه ما تروحيش في حته خليكي معايه
-. ما هو انتي اللي بتعصبيني اهه
-. هو كان فين هو و سهيلة لسه شايفاهم راجعين سوى واخدها أنجاچيه و ماشيين يتكلموا سوى
-. دا نتي م**مه بقى كانوا راجعين من الدرس بتاع سهيلة يا اختي
-. و النبي أب جميل بقى عبد الحليم يودي عيل من العيال الدرس و لا ياخده أي مشوار
-. مش بقولك هطفش منك انتي و هو و اسيبلكوا الدنيا كلها
-. هههههههه و الله أنتي لو سالم ده زي عبد الحليم ما تقعدي معاه ساعة
-. ليه يا اختي مش ده الحب اللي بتكملوا بعض
-. هههههههه يخرب عقلك يا هدى أنتي لسه فاكرة
-. أه يا أختي لسه فاكرة دا الحب كان مولع في الذرة أووي
-. مولع في الدرة من ناحيتي أنا عشان طبعي كده إنما هو لا
- أمال يعني مكمل معاكي شفقة
-. اللي جوه عبد الحليم من ناحيتي دلوقتي عشرة تعود بس مش اكتر و لا اقل
-. يا اختي ما كلهم كده
- ما انتي بتقولي أنه بيحاول يغير شكل العلاقه اهه
-. دا عشان مقصوفة الرقبة. سهيلة معرفش قالتله أيه بس لما اطلعلها
-. المهم أنه بيحاول
-. لا ما يحاولش ما دام مش عشاني ما يحاولش
-. أصلك ما تعرفيش اللي حصل من عبد الحليم
-. ما أنتي مش راضيه تحكي
-. هحكيلك
-
-
-