معاناة سامية مع ممدوح

1616 Words
تسكن ساميه هي و زوجها ممدوح بالطابق الخامس و لم ينعم عليهم الله سبحانه و تعالى بالذرية و لكن لا يعلم أي شخص مهما كان سواء من جيرانهم و اصدقاءهم و لا حتى اقرب الأقربين أيا منهم هو السبب في تأخر الأنجاب و لا ما هي المشكلة الصحية تحديدا التي يعانون منها . عادت سامية من عملها منهكة جدا فتحت باب شقتها بالمفتاح و دخلت لتلقي بجسدها على الفوتيل القريب من الباب لترتاح قليلا من ما عانته بسبب ازدحام الطريق بعد يوم عمل شاق ، و ظلت هكذا لبعض الوقت حتى سمعت صوت جرس الباب فقامت متثاقلة تحمل جسدها بصعوبة بالغة حتى وصلت إلى الباب ففتحت لتجد مديحة جارتها أمامها فقالت - خير يا مديحة - أنا ازعجتك و لا أيه أرجع - لا طبعا انتي بتقولي ايه أتفضلي دخلت ساميه و مديحة تتبعها و جلسا قالت سامية - تشربي أيه - و لا حاجة مش عايزة أتعبك و انتي لسه راجعة من الشغل - و لا تعب و لا حاجة الكاتل و كل حاجة جنبي هنا هنعمل حاجة نشربها و احنا قاعدين - شكلك محتاجة نسكافيه يعدل دماغك - بفكر أعمل قهوة ع السبرتاية - لا أوعي تعملي كدة - ليه يا رويتر - واحدة صاحبتي جت تولع السبرتاية هبت فيها - يا ساتر يا رب - أعملي القهوة على الشعلة الكهرباء أأمن - ماشي جلست سامية بجوار طاولة صغيرة موضوعه بجانب الحائط عليها غلاية كهربائية و شعلة كهربائية صغيرة و شعلة الكحل و بجوارهم علب الشاي و السكر و القهوة و النسكافيه و غيره أعدت كوبين من القهوة قالت مديحة - كويس انك عملتيها دوبل في كوباية الفنجان ده صغير ما بيكفيش حاجة - أنا كمان محتاجة كوباية كبيرة يمكن دماغي تصحصح حاسه أني عايزة أنام - ربنا يتوب عليكي من الشغل ده يا سامية - و لما يتوب عليا يا مديحة اقعد أكلم الحيطان - يمكن لما تقعدي ربنا يكرمك بحتة عيل يملأ عليكي الدنيا - دي حاجة بتاعة ربنا يا رويتر - أنا عارفة أنكوا بتقولوا عليا حشرية و رويتر لكن عايزة اقولك على حاجه و ما تزعليش مني - خير يا مديحة - في واحدة قريبة أمين كانت عايشة في الكويت و برضوا كانت متأخرة في الخلفة رجعت مصر من فترة و راحت مركز طبي كويس أووي و عملت حقن مجهري و جابت ولد و بنت زي القمر - ربنا يسهل يا مديحة هو انتي جيتي عشان تقوليلي الموضوع ده - لا أنا بس قلت اقولك عشان كمان هي قالتلي أن المصاريف هناك يعني معقولة و في خ** كمان اليومين دول - هقول لممدوح و أشوف هنعمل ايه - المهم عرفتي المصيبة اللي احنا فيها - يا ساتر يا رب ما لك النهاردة يا مديحة - عرفتي مين اللي هيسكن في الشقة اللي قصادك - الشقة الفاضية - اه - مين - ست عازبة و حلوة هتسكن لوحدها - طب و ايه يعني - ألطم يا ناس هو ما حدش شاغل دماغه غيري - شاغله دماغك بأيه - هي رجالتنا ملايكة يا حبيبتي لما جوزك يفتح الباب كده يلاقي واحده مزه قمر قدامه خارجة و لا داخله شافتها قدامه مش هيبصلها - صدقي أول مرة في حياتك تقولي حاجة صح - الحمد لله أنك انتبهتي - لكن برضوا هيقلقوا أننا نحس بحاجة اللي عايز حاجة غلط هيدور عليها بره مش جمب بيته - عموما أنا نبهتك و أنتي حرة و خلي بالك أنتي أكتر واحده مضرورة دي هتسكن قصادك و بعدين دي مش ماجرة زي العريس و العروسة اللي هيجوا يسكتوا في السابع دي أشتريتها تمليك يا حبيبتي - كمان - أه - و بعدين أيه العمل - لازم نطفشها - و دي هنطفشها أزاي - هو أحنا هنغلب هنتصرف - فعلا نفكر في حل - طيب أنا هسيبك بقى قبل ما ممدوح يجي - نورتي يا مديحة - عايزين نبقى نجتمع سوى نشوف هنعمل ايه - لما تيجي بس تسكن عشان نفكر في طريقة تناسبها - زي ما تشوفي خرجت مديحة لتصطدم بممدوح أمامها ليدخل بيته أثناء خروجها فقال لها - اذيك يا مديحة - الحمد لله يا ممدوح أنت أخبارك أيه - الحمد لله خير ماشيه ليه ما تخليكي - معلش اصلي سايبه العيال لوحدهم - ربنا يخليهم لك - تسلم يا أخويا ركبت مديحة المصعد و هبطت لشقتها و دخل ممدوح و أغلق الباب قائلا - خير مديحة كانت بتعمل ايه هنا يا ساميه - و لا حاجة بتسأل عليا عشان بقالي كتير ما شفتهاش - يا ريت ما تحكيش معاها حاجة تخصنا - من غير ما تقول يا ممدوح و بعدين هو أحنا عندنا ايه أصلا يتحكي - في غدا و لا هنطلب دليڤري - في غدا يا ممدوح هحضره بسرعة حاضر - هغير هدومي و أخد دوش عشان أفوق و أكل بمزاج دخلت سامية إلى المطبخ لتجهيز طعام الغداء و دخل ممدوح إلى الحمام ليغتسل و بعد أن انتهى كل منهم جلسوا معا أمام طاولة السفرة لتناول طعام الغداء قالت سامية - عايزة أقولك على حاجة بس ما تزعلش مني يا ممدوح - خير - مديحة بتقول في واحدة قريبة أمين جوزها كانت متأخرة في الخلفة و بعدين - ما تكمليش - ليه بس يا ممدوح دي بتقول عملت حقن مجهري و جابت ولد و بنت زي القمر - أنتي عارفة الحقن المجهري ده بكام - ما لكش دعوه بالفلوس أنا هتصرف - هتخلصي القرشين اللي ورثتيهم على الحقن المجهري يا سامية - يا سيدي مش هخلصهم المهم نجيب عيل يملى علينا الدنيا - أنا مش موافق - ليه كده يا ممدوح قلتلك مش عايزة منك غير موافقتك و تيجي معاية للدكتور - أعملي اللي انتي عايزاه يا سامية - أنت مش عايز تخلف مني ليه يا ممدوح أنت شايفلك شوفه تانية - قلتلك أعملي اللي انتي عايزاه هو نكد و خلاص - لا مش نكد و خلاص عايزة افهم يا ممدوح لو مش عايز تخلف مني فهمني و أنت حر مش هجبرك على حاجة - بلاش هبل يا سامية أنا بفكر معاكي هو انتي بتحسبي كل حاجة بعواطفك و لما افكر معاكي بالعقل تعملي كده - لو فضلنا نفكر بطريقتك عمرنا ما هيكون عندنا اولاد يا ممدوح - قلتلك أعملي اللي تشوفيه أنا هدخل أتخمد احسن مش طافح عشان ترتاحي - أيه اللي مزعلك دلوقتي هو أنا قلت ايه لكل ده انت بتتكلكك - أنا برضوا اللي بتلكك و لا تتلككيلي و لا أتلككلك النوم احسن - هأتصل على المركز الطبي و هحدد ميعاد يوم الجمعة عشان تبقى أجازة و تيجي معاية لم يرد ممدوح على كلام زوجته سامية و ترك لها الطعام و ذهب لغرفته ليخلد للنوم كي ينهي ذلك الحديث الذي يعتبره حديثا مملا لا معنى له . ظلت سامية تفكر في ما دار بينها و بين زوجها ممدوح أثناء غسل الصحون و ترتيب المنزل و تذكرت ما حدث بينهم منذ عدة سنوات قبل أن يذهبا إلى الطبيب و يقوموا بإجراء الفحوصات الطبية كي يعرفون سبب تأخر أنجابهم تذكرت حين بدأت حديثها معه قائلة - بقولك ايه يا ممدوح - نعم - عايزين نروح لدكتور نشوف احنا أتأخرنا ليه كده في الخلفة - روحي - لوحدي - أه - و انت - أنا أيه أنا راجل يا ماما معنديش مشاكل أنا صاغ سليم دوري على نفسك امك خلقتك بالعافية بعد سنين اكيد ورثتيها - أيه اللي بتقوله ده يا ممدوح ماما جبتني بس بعد سنين عشان بابا كان بيسافر كتير و يسبها لوحدها كانت هتخلف لوحدها - يمكن الحادثة اللي عملتيها و انتي صغيرة هي اللي أثرت عليكي - أنت مش لاقي كلام تقوله مش عيب الكلام ده يا ممدوح - بقولك ايه روحي لدكتور زي ما أنتي عايزة مالكيش دعوة بيا أنا متأكد من نفسي - ماشي يا ممدوح بس خليك فاكرها - فاكرها يا ختي - طيب تعالى معايه اكشف أنا و اعمل فحوصات - مش فاضي - و حياة أغلى حاجة عندك تيجي معاية - هفكر - بلاش تموت اللي في قلبي ناحيتك يا ممدوح - خلاص بطلي زن هبقى أجي معاكي - و رضخ ممدوح و ذهب معها للطبيب و حين وصلوا رحب بهم الطبيب و أجرى الفحوصات اللازمة لسامية و حين طلب من ممدوح أن يجري فحوصات طبية رفض قائلا - لا هي بس اللي هتعمل تحاليل و أشعة رد الطبيب - و أنت لا ليه هي هتخلف لوحدها - لا أنا متأكد من نفسي اني صاغ سليم و سيد الرجالة كمان - ما دمت متأكد ايه اللي يمنعك انك تعمل التحاليل و الأشعة الا لو كنت خايف من حاجة - حاجة أيه اللي هخاف منها يا دكتور - خلاص يبقى تعمل التحاليل و الأشعة ثم أنت لازم تعمل التحاليل عشان نفهم طبيعة الحالة مش بالضرورة يكون عندك مشكلة أو هي عندها مشكلة و هكذا رضخ ممدوح لذكاء ذلك الطبيب في إقناعه بأجراء تلك الفحوصات الطبية و انتظروا معا النتيجة و ذهبت سامية وحدها كي تعرف نتيجة التحاليل و عرفت و عادت حزينة لتبلغ زوجها ممدوح بما عرفت قائلة - ممدوح - نعم خير - أنا رحت جبت نتيجة التحاليل و الأشعة - طبعا طلعتي ما بتخلفيش - مش لدرجة ما بخلفش - أمال أيه - الدكتور قال إن عندي مشكلة محتاجة علاج و لازم ناخدلها علاج احنا الاتنين - أنتي اللي عندك مشكلة أنا مالي - ده كلام الدكتور هو احنا هنفهم احسن من الدكتور - طب ما في حل اسهل - حل ايه - أتجوز واحده معندهاش مشاكل تخلف على طول ارخص - تفتكر ده وقت هزار رخم - طب بس ايه المشكلة - المشكلة أن العيب عندك مش عندي و ما كنتش عايزة أقولك عشان ما أزعلكش - أنتي بتقولي أيه أنتي اتجننتي - هي دي الحقيقة - بلا حقيقة بلا كلام فارغ و أنكر ممدوح تلك الحقيقة تماما و لكن العجيب في الأمر هو تمسك سامية به رغم كل ما فعله بها من معايره و نية لغدره بها و أكثر من ذلك رفضه للعلاج و محاولة البحث عن حل لمشكلة الأنجاب ، بل هي لم تكن تنوي أن تخبره أن العيب عنده و ليس فيها و لكن خوفها من غدره هو ما دفعها لذلك للأحتفاظ به و عدم هدم بيتها و رغم كل ذلك يتعامل معها ممدوح و كأن كل ما فعلته و تفعله حق مكتسب . - - - - - - -
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD