نوفيلا فتيات قلبي
الجزء الثاني
شعرت امينة بالاحراج والغضب مما قاله احمد على ابنها الوحيد قصي في حضور اخته وابنتها والجدة
لذا لم تجبه واكملت تناول طعامها على مضض
انتهت ألين من تناول الطعام ثم استأذنت الجميع بالخروج ، فقال لها احمد :
لقد طلبت من اكرم " السائق " ان يوصلك الى حيث تريدين -
شكرا لك عمي - -
خرجت ألين وهي شاردة تفكر ، اما لم يأتي قصي لتناول الفطور ، لما لم يأتي لرؤيتها وفجأة
اصطدمت به عند عنبة بوابة القصر
الحلقة الثانية
اصطدم قصي بألين فسقطت نظارتها ولكن هذه المرة لم ينظر اليها قصي بل مشى دون ان يتحدث معها
حتى
اقول لك لم ينظر الي –
اخبرتك انه تغير لكنك لم تصدقيني ، لقد اصبح الان ياتي ثانويتنا ليتفاخر بوسامته امام الفتيات قليلا –
وربما ان اعجبته فتاة يمشي معها يوما او يومان ويتركها ، حتى انني سمعت انه خلال الفترة الاخيرة
كان قد هدأ قليلا وقيل انه على علاقة بفتاة ثرية لم تستطع الصحافة حتى التقاط وجهها قصة حب
هذا العام دعك من كل هذا ، لقد اشتقت اليك كثيرا كز تبدين لي اجمل على الطبيعة وان كنت
تفتقرين للانوثة ، بع** اختك نادين تماما
كانت ألين شاردة لازالت تفكر في تصرف قصي وتجاهلها ، كانت حزينة جدا ،حتى ض*بتها ليلى على
يدها فصرخت ألين وقالت :
لقد كنت نسيت حقا اسلوبك هذا لقد المتني يا حمقاء –
ضحكت ليلى ، فضحكت معها ألين ثم امسكتها ليلى وعانقتها وهي تقول :
اهلا بعودتك صديقتي العزيزة ، لقد اشتقت اليك كثيرا ، واشتقت لض*بك ايضا –
مرحبا نادين ، لقد اشتقت اليك كثيرا ، عندما ترين رسالتي حدثيني قصي –
بمجرد ان انهى قصي ارسال رسالته لنادين ، رن هاتفه كان انور المتصل ، فاجاب قصي :
اجل –
لا اعلم متى ستتعلم الحديث على الهاتف بادب ، يجب ان تقول مرحبا او كيف حالك بحكم انك تعرف –
انني المتصل
ابتسم قصي نصف ابتسامة ثم قال :
في المرة المقبلة اعدك بانني لن اجيب حتى –
ااه اتعلم ماذا انه ليس خطؤك وانما خطئي انا لانني اتصلت لاطمئن عليك –
انور حقا لا لست في مزاج لمزاحك اليوم اسرع وقل ما تريد –
كيف حالك اليوم ؟؟ )سأل انور باهتمام ( -
لست بخير انور ، لست بخير ابدا –
امم ماذا سنفعل –
لا شئ ، لم يعد في يدي شئ لافعله زاتا لقد رحلت واتت اختها البارحة –
ألين كيف اصبحت الان ، لازلت اذكر ملامح تلك الفتاة لقد كانت رقيقة جدا عندما كانت صغيرة –
بتلك النظارات
لا تفكر ، لازالت بتلك النظارت حتى الان –
هل انت جاد هل تحدثت معها –
لا حتى انني لم استقبلها عندما اتت اشعر بانني غاضب منها واكرهها ايضا –
انك حقا قاسي قصي ، يعني ماذنب الفتاة لقد كنت جيدا معها في الماضي لازلت اذكر كيف كنت –
تعاملها
حقا لكني لا اتذكر أي شيء ، ني سي سوف اغلق الان لانك بدات حقا تصيبني بالصداع –
هههه حسنا الى اللقاء ، سامر عليك في المساء لتكن جاهزا –
عادت ألين من عند ليلى بعدما اتفقت معها على ان يخرجوا في اليوم التالي للتسوق ، كانت نائمة على
السرير الجزء العلوي منها عليه وقدمها على الارض وشعرها المجعد مفترش على السرير تنظر الى
سقف غرفتها وتحدث نفسها قائلة :
هل يمكن ان يكون قصي قد تغير فعلا ، لكني لازلت احبه ولكن اااه يا الهي نهضت ألين –
وهي تشعر بالضيق واكملت تحدث نفسها :
يعني ان كان كما تقول ليلى فهذا يعني انه لن ينظر اليك ابدا انني حقا حمقاء ولما اريده ان ينظر –
الي ، يكفي ان احبه فقط ولكن هذا يعني انه لا يحبني لقد قال لي ان عيناي جميلتان الم اقل
اني حمقاء ، ان كان ما تقوله ليلى صحيح فهذا يعني انه قال هذه الجملة لفتيات عديدات ولكنك
تعلمين ان ليلى محقة فقد كنت اتابعه على التلفاز وكنت دوما اكذب الصحافة ااااااه
حركت ألين شعرها بيدها بعنف من تزاحم الافكار في راسها ثم قالت : لقد تغير قصي فعلا
كانت امينة تجلس امام المراه تضع المرطب على وجهها ، واحمد نائم على السرير يرتدي نظارته ويقرا
في كتاب ، فالتفتت اليه امينة ثم قالت :
احمد –
ايفيت جنم ) اجاب احمد وهو لايزال يتصفح الكتاب ( -
لما جلبت ألين هنا –
توقف احمد عن تقليب الصفحات واكملت امينة :
اعني ، لقد ارسلت نادين لما لم تتركها مع اختها هناك في امريكا ، ما الداعي لجلبها هنا –
وضع احمد الكتاب جواره ثم نزع نظارته وقال :
لان هذا ما اراده اخي وزوجته في وصيتهما ان تبقى احدى الفتاتين معي اعتني بها والاخرى مع –
اسراء خالتهما ليتني كنت اخترت ألين وقتها لما كانت سببت لنا هذا العار
لا تذكرني ارجوك بذلك الامر يعني لولا انك رشيت الصحافة لكان انتشر هذا الخبر منذ فترة ، حمدا لله –
حقا اننا انقذنا الموقف يعني في النهاية كان الامر سيضر قصي بحكم انه ولي العهد وسيتقلد امور
الشركة بعدك ، برغم ان تلك الفتاة هي من اخطئت ، لقد فرطت بنفسها كالحمقاء مثل أي فتاة اخرى
اشعر بالخيبة اننا اعتنينا بها طيلة هذه المدة لتفعل ذلك في النهاية اصبحت اخاف من اختها ايضا
لا ألين ليست كنادين –
لا اعلم سبب ثقتك الزائدة في هذه الفتاة وحبك الزائد لها حقا ولكنا اتمنى الا يتكرر هذا الامر مرة –
اخرى ، لم اعد اتحمل أي من تلك الاخبار حقا
اتمنى ذلك ايضا ، هيا لننام لدي يوم شاق في العمل غدا –
نهضت امينة ثم استلقت بجوار احمد واغلق كل منها الضوء الذي بجواره
استيقظت ألين في منتصف الليل ، توجهت الى المطبخ واخرجت من الثلاجة صحن يحتوي كيكة الفليك
الايطالية التي اعتادت دوما ان تحضرها لها خالتها في امريكا
عاد قصي الى البيت متأخرا ، كان ثملا كعادته فتوجه الى المطبخ حيث كانت تجلس ألين دخل ثم نظر
اليها بينما كانت تأكل ثم التفت الى الثلاجة واخرج كوب ماء كانت ألين تراقبه وهي تشعر
بالارتباك ، فهذه اول مرة تراه فيها منذ عادت اخذ قصي كوب الماء ثم شرب بعضا منه ثم سحب
الكرسي الذي بجوار ألين دون ان يتكلم وجلس بجوارها اكملت ألين تناول الكيك وهي تنظر اليه
بين الحين والاخر من تحت نظارتها كان قصي يراقبها وهي تفعل ذلك فابتسم ثم شبك اصابعه واسند
دقنه عليها ثم قال :
الم يخبرك احد انه لا يجب ان تأتي هنا في الليل –
هااا ، لماذا ) قالت ألين بارتباك ( -
يقولون ان هذا الجزء من القصر مسكون ، خاصة في الليل ، تسكنه الاشباح –
كيف يعني انت تمزح اليس كذلك ) قالت بخوف ( -
ضحك قصي ضحكة صغيرة تلتها ابتسامة خبيثة ثم قال : ايفيت ولكن من الخطر ان تأتي هنا في الليل فقد
اؤذيكي انا
نظرت له ألين فوجدته ينظر اليها وهو يبتسم فسعلت بشدة ، فناولها قصي كوب الماء وهو يقول :
هل من عادتك ان تصدقي ما يقوله لك الاخرين –
هاااا –
لما انت مستيقظة هكذا في منتصف الليل –
لدي عادة ان استيقظ في الليل لتناول هذا الكيك ، ثم مدت اليه الشوكة قائلة : -
هل تريد تذوقه ، لقد طلبت من اسامة " الطباخ " ان يحضره لي –
اه المشكلة هي انني اكره اسامة ، ) قال قصي بتهكم ( يقولون انه مات على يده العديد من –
الاشخاص الذي كان يخدمهم **تت ألين مرة اخرى تفكر في كلامه فضحك ثم قال :
اعطيني لاتناول ، ناولته ألين شوكتها لا اراديا ، ثم انتبهت للامر فوقفت قائلة : -
ساحضر لك شوكة اخرى فامسك قصييدها ثم اخذ الشوكة وقال : -
لا بأس ساكل بخاصتك –
ثم تناول قطعة منها ونظر اليها وقال :
انها سيئة ، اخبرتك انني اكره اسامة نظرت ألين اليه ولم تصدقه هذه المرة فوجدته يبتسم –
فابتسمت ثم قالت :
سوف اذهب للنوم –
يبدو ان هذا الكيك يحتوي المنوم ، لانني ايضا اشعر بالنعاس –
ثم نهضا معا كان قصي يجر قدماه وهو يصعد السلم ،فاقدا توازنه بسبب ثمالته ، فاقتربت ألين منه
ثم امسكت يده وقالت :
دعني اساعدك –
اوصلت قصي للغرفة ، والذي كان شبه فاقدا للوعي ثم فتحت الغرفة وبينما كانت تحاول ان تسند قصي
حتى يصل الى سريره ، تعرثت فسقطت نظارتها وكانت ستقع هي وقصي فامسكها قصي من خصرها
وقال :
لقد كنت على وشك ان تتسببي لي بحادث كانت ألين تنظر اليه بعيناها الواسعتان وهي تشعر –
بالخجل ، فابتسم قصي وقال :
عيناك جميلة جدا ، لقد احببتهما –
الحلقة الثالثة
احمرت وجنتا ألين من الخجل ولكن قصي استلقى على السرير ونام ، اخذت ألين نظارتها ثم خرجت من
غرفة قصي وهي تضع يدها على خدها دخلت غرفتها ثم امسكت دفتر مذكراتها وكتبت :
" قال نيتشه عندما راى " لو " اول مرة من أي نجوم اتينا لنلتقي اخيرا من أي نجم اتيت
قصي لاراك اخيرا لطالما كنت ملاكي الحارس ومص*ر ابتسامتي في هذه الحياة كما كنت اسعد
دوما باهتمامك وحنانك علي ، انا سعيدة الان بكلمة فقط قلتها لي كنت دوما كضوء القمر الذي
يضئ لي انا فقط في هذه الحياة انني اشكر الله دوما انك دخلت يوما الى حياتي "
اغلقت ألين الدفتر ثم وضعته في درج المكتب وفتحت اللاب توب الخاص بها ثم ارسلت رسال الى ايميل
شخص يدعى كريم محتواها
"الاعجاب هو التوأم الوسيم للحب " ارسال
اسيقظ احمد مبكرا على غير عادته ثم دخل مكتبه واجرى اتصال مع المحامي :
هل اخفيت الوصية كما اخبرتك -
اجل احمد بيه ، لقد فعلت كما امرت -
جيد -
ثم اغلق الهاتف وفتح حاسوبه ،ثم اخذ يدور في رسائله القديمة حتى وصل الى رسالة من اخيه علي
" اخي احمد ، لا اعلم لما اكتب هذه الرسالة الان ، ربما لانني مهموم جدا واردت ان اشاركك
بعض من تلك الهموم لم تمر رحلة المزرعة كما اردت لقد تشاجرنا انا وسوزان الليلة ،
حتى اننا على وشك القدوم اليكم الان لقد علمت بعلاقتي مع سارة الامراة الوحيدة التي احبها
قلبي ، والتي رفضها ابي فقط لانها لم تكن من عائلة عريقة كما يقول هو فاختار لي امراة من عائلة
عريقة لاعيش معها كرجل الي طيلة حياته وعلمت ايضا باننا اصبحنا معا بعد طلاقها من زوجها
وبان الفتاة التي احضرتها اليها بقولي انها فتاة قد تبنيتها بعد علمنا بعد قدرتها على الحمل مرة
اخرى ، بان تلك الفتاة هي ابنة سارة " ألين " التي تكفلت برعايتها بعد وفاة احب شخص الى قلبي
، لم اكن لاستطيع ان اترك الشئ الوحيد الذي تركته منها ، تشبه ألين امها كثيرا ، تمتلك قلبها وبراءتها
وجمالها الذي سلب عقلي دوما لا اعلم اخي لما اشعر بالخوف دوما على تلك اليتيمة ، لا اعلم لما
احبها بهذا القدر الذي يجعلني افكر منذ حدث ذلك الشجار ان تؤذيها سوزان حتى اني بت افكر ان
حدث لي شيئا في يوم ، هل ستجد من يمد لها العون في هذه الحياة اخي ان حدث لي أي مكروه
ارجوك اعتني بطفلتي ألين كما ستعتني بنادين ليكن لكلتاهما نفس الحصة في الشركة ، وارجوك لا
تخبر احدا ان لم تفعل سوزان عن امر انها ليست ابنتي ولا تحمل اسمي "
رقصت دمعة في عين احمد الذي لم يقرا رسالة اخيه الصغير اكرم والتي كتبها قبل وفاته بساعات
معدودة الا وتأثر بها وعاهد نفسه على تنفيذها فقط لاجله ، لاجل اخيه الذي عانى من ظلم ابيه ، والذي
مات وهو خائفا على طفلة يتيمة ليست منه اااه ) تن*د احمد بقوة ( ثم اغلق الحاسب ، و نظر
في ساعته ، فنهض وارتدى جاكيته ثم خرج
نهض قصي من النوم يشعر بالصداع الشديد بسبب شربه ليلة امس ،فدخل الحمام ليتحمم خرج
بعد قليل يلف المنشفه حول رقبته ، ثم فتح جهازه الحاسب ب*عره المبلل وفتح حسابه لعله يجد أي
رسالة من نادين ولكنه وجدها رات الرسالة ولم تجبه ، فاغلق الحاسب ثم نهض ارتدى ثيابه وخرج
كان الجميع ملتف حول المائدة ، وبعد دقائق انضم اليهم قصي ، الذي سحب كرسيه جوار ألين وهو
يقول بابتسامة خفيفة :
جونايدن -
جونايدن ) اجابت ألين ( -
ثم بدا الجميع في تناول الافطار
ماذا تفعلين يا حقاء )قالت رؤية بغضب وهي تض*ب ابنتها هاندا بكتفها ( -
ماذا افعل امي )قالت هاندا بهمس ( -
لم ترفعي نظرك عن الشاب منذ جلس على المائدة ) همست رؤية ( ماذا ان انتبهت اليك والدة ولي -
العهد الان ) همست بسخرية (
لم تجب هاندا والدتها واكملت اكلها وبينما الجميع كان ياكل في **ت قال احمد :
ألين -
اجل عمي -
تعلمين ان بداية العام الجديد الاسبوع المقبل اليس كذلك ؟ -
ايفيت -
هل اشتريت ما يلزمك ؟ -
سوف اذهب انا وليلى اليوم للتسوق )قالت ألين وهي تبتسم ( -
حسنا اذا انتبهي لنفسك ، ساحدث اكرم بان يوصلك -
يمكنني ان اوصلها في طريقي ) قصي قصي وهو يتناول الطعام ( -
نظرت ألين اليه وقالت :
لا اريد ان اؤخرك -
بالطبع ستفعلين ولكن ماذا سنفعل ، لنقل انه لكي نتلافى عدم قدومي لاستقبالك في المرة السابقة -
) قال هو يبتسم (
ابتسمت ألين ثم اكمل :
ان كنت انتهيت لنذهب -
تمام -
هل تشعر بتحسن ) قالت ألين بقلق ( -
لماذا هل كنت مريض قال قصي باندهاش ( -
لقد كنت ثملا جدا ليلة البارحة -
ليلة البارحة ومن اين تعلمين ) قال قصي وقد عقد حاجبيه - 9
الا تتذكر أي شئ -
يوووك ، هل حدث شئ بيننا )قال بابتسامة ماكرة ( -
انت تسخر مني اليس كذلك ، تريدني ان اصدقك -
لا حقا لا اتذكر شيئا ، ماذا حدث ؟؟ -
اااه ، لا شئ لقد كنت ثملا فقط وقد ساعدتك للوصول الى غرفتك ) قالت ألين بخيبة امل ( -
اااه ساول اه لقد وصلنا هاهي صديقتك الق**حة تقف هناك قال وهو يتسم ( -
لما تقول عليها ذلك -
ماذا قلت -
لقد شتمتها للتو -
بالله عليك لقد قلت ق**حة ، يجب ان تفتخر بذلك -
ترجلت ألين من السيارة ثم ضحكت وقالت :
شكرا لك لايصالي اشار قصي بيده ثم غادر -
بعد مرور اسبوع
خرج قصي من الحمام ثم فتح حاسبه ، كانت هناك رسالة من نادين بتاريخ الليلة السابقة :
قصي انني قادمة غدا ، لاجل ذكرى وفاة والدي سنتحدث عندما اتي -
ارتدى قصي ثيابه سريعا ، ثم نزل فوجد الترحيب بنادين من قبل العائلة ، لم يكن يصدق انها فعلا اتت ،
لقد كانت قد نحفت قليلا ذهب قصي الى غرفته ينتظرها حتى تصعد الى غرفتها ليستطيع التحدث
معها دون ان يراهم احد
ادخل ) قالت نادين بعد ان سمعت طرقات الباب ( -
دخل قصي فاتفتت اليه ،ثم قالت :
قصي -
لقد اشتقت اليك كثيرا ) قال قصي وهو يبتسم بفرح ( -
ادارت نادين وجهها وهي تقول :
لكني لم اشتاق -
ماذا -
كما سمعت ، لقد تخليت عني -
تعلمين اني لم افعل ، لقد حاولت التفتت نادين اليه ثم قالت : -
هل تحدثت مع ألين في غيابي -
ماذا ) قال قصي باستغراب ( -
اجب على سؤالي -
اجل لكنه كان حديثا عاديا -
انت تعلم انها معجبة بك -
نادين ما الذي تهذين به -
انا لا اهذي قصي انا احبك ، لازلت اتذكر كيف كانت علاقتكما في الماضي -
الجميع يتحدث عن الماضي ، لما انا الوحيد الذي لا اتذكره -
انت تكذب -
نادين ارجوك لا تفتعلين شجارا الان -
هل تظن انني احاول ان اتشاجر معك اذن ، انت لا تصدقني سوف تحاول ان تأخذك مني وان تتقرب -
اليك
نادين ) صرخ قصي ( لن يحدث هذا تمام ، ألين لم تفعل شيئا وان فعلت تعرفين انني كنت سالاحظ -
اخرج -
نادين ) قال قصي وهو يحاول ان يمسك يدها ( -
قلت لك اخرج الان قصي ) قالت نادين وهي تنفض يد قصي ( -
خرج قصي من الغرفة غاضبا ، فاصطدم بالخادمة التي اوقعت كوب العصير عليه ، فصرخ في وجهها ثم
دخل غرفته ليبدل ثيابه
ذهبت العائلة الى المقبرة ، كانت ألين تقف بجوار ليلى تلف راسها بطرحة سوداء وتبكي بشدة ، بينما
نادين كانت لم تذرف دمعة واحدة ، كانت تنظر الى ألين التي التف حولها الجميع لشدة بكاءها ، حتى
عندما كان قصي على وشك الذهاب اليها ، امسكت يده ومنعه من ذلك بنظرة من عينيها ، حتى باقة
الورد وضعتها على قبر والدتها بعد ان انتهى الجميع من قراءة الفاتحة على روح
سوزان وعلي خرجوا كانت ليلى تسند ألين وانور ونادين وقصي يمشون معا لمح انور
ألين ونظر اليها وهي تبكي مقارنة بنادين التي كانت عادية جدا فذهب اليها وقال :
ألين هل انت بخير -
اطمئن انها بخير ) اجابت ليلى بغضب ( -
انا لم اسألك ، لقد كنت اسألها -
حسنا وهي لا تستطيع التحدث الان ، اذهب الى جماعتك فهم ينتظروك التفت انور خلفه فوجد قصي -
ونادين ينتظرونه ، فاستئذن ألين بعد ان ربت على كتفها واخبرها ان تتصل به ان احتاجت لاي امر ثم
غادر
نوبة هلع ، كانت تنتاب ألين تلك النوبة فقط يوم ذكرى وفاة والداها ، لكن خالتها كانت دوما ما تكون
بجوارها وتهدأ من روعها لم يكن امامها سوى ملاكها الحارس كما تسميه قصي لتلتجأ اليه في
ذلك الوقت
ادخل ) اجاب قصي عندما كان في الحمام يغسل وجهه ( -
دخلت ألين الغرفة في الوقت الذي كان قصي خارجا فيه من الحمام لا يرتدي قميصه ، فادرات ألين
وجهها ، ونظر اليها قصي بغض ثم قال :
من سمح لك بالدخول -
قصي انا قاطعها قصي بعد ان اقترب منها : -
اخرجي )قال قصي بغضب ( -
قصي انا حقا اعتذقاطعها قصي وهو يتذكر كلام نادين بانها تتقرب اليه وقال : -
لقد قلت اخرجيييييي -
خرجت ألين من غرفة قصي وهي تبكي دخلت غرفتها واغلقت عليها الباب
جلس الجميع حول المائدة لتناول طعام العشاء عدا احمد والد قصي كان لم يحضر بعد كان قصي ينظر
حوله ، لم تكن ألين على المائدة ، وكان يعلم انها لم تأتي بسبب انه صلرخ في وجهها بدون سبب ، كان
لاول مرة يشعر بانه غاضب من نفسه ، وبانه ظلم شخصا لم ير منه شيئا ، كان يشعر بالذنب اتجاهها
فقالت نادين له بهمس :
لتتحدث مع والدك الليلة حاول ان تقنعه -
وقبل ان يجيب قصي ، اتى احمد ثم جلس بعد ان تجاهل النظر اليه هو ونادين ، ثم جلس ودار بعينه حول
المائدة فلم يجد ألين فقال :
اين ألين -
لا اعلم لقد كانت مع ليلى صديقتها ومعك انت ايضا قصي اليس كذلك ) قالت رؤية وهي تلتفت لقصي ( -
لقد اتت مع ليلى ) اجاب قصي ( -
اذهب الى غرفتها ونادها قصي )قال احمد بصوته الوقور ( -
نهض قصي ليفعل كما امره والده فهو لا يستطيع ان يرفض له طلب ، برغم نظرات نادين الرافضة
لماسيقوم به
كان قصي يطرق الباب ، ولكن لم تكن هناك اجابة ،دخل الغرفة ثم اخذ ينظر حوله فلم يجد ألين
، حتى كان على وشك الخروج فسمع بكاء كانت ألين تجلس تحت الطاولة تضم رجليها وتضع
راسها بين كفيها و تبكي بشدة ، كانت ترتجف كطفلة صغيرة ،وتردد : ارجوك سامحني ، ارجوك
اسرع قصي اليها ثم جلس الق*فصاء وقال :
فنة هل انت بخير ما الامر ، لما انت هنا -
كانت ألين لا تجبه ، وعلى حالتها تردد : ابي ارجوك لا تتركني انا اعتذر
كان قصي خائفا ، لم يعلم ما يجب عليه فعله ، فدخل تحت الطاولة ثم جلس بجوارها ولف بذراعه ظهرها
وقال صوته الحنون : لا تخافي انا هنا ثم ضمها اليه ، وامال براسه نحو شعرها وقال بهمس
محاولا طمئنتها : اهدئي ارجوك ، بينما ألين تبكي بين ذراعه وتتشبث به كطفلة صغيرة تخاف ان يفلتها
الحلقة الرابعة
استيقظ قصي من نومه ثم جلس على السرير يكفر فيما حدث ليلة البارحة ، لما عانق ألين ، ولما شعر
بذلك الدفء والراحة بجوارها ، ثم تذكر عندما كانت صغيرة وتحزن من امر ما كانت تجلس كما راها
البارحة تحت الطاولة تبكي ، وكان دوما ما ياتي هو ويضمها اليه ويجعلها تبتسم مرة اخرى
قاطع تفكيره صوت الهاتف يرن ، كانت نادين هي المتصل : - مرحبا حبيبتي - لنلتقي اليوم ، ساراك بعد الفطور في مكاننا المعتاد ، يجب ان نتحدث قصي - تمام ، لنلتقي هناك اذا - تمام الى اللقاء - مرحبا ايما ، هل ألين لاتزال نائمة )قالت ليلى مخاطبة الخادمة امام عتبة الباب ) - اجل سيدتي ، تفضلي بالدخول صعدت ليلى الطابق العلوي حيث توجد غرفة ألين ، طرقت الباب ثم دخلت ، كانت ألين لاتزال نائمة
- ألين هيا استيقظي ، ما كل هذا النوم - ( عدم اجابة ) - هيا ألين هناك الكثير لنفعله اليوم ، تعلمين انه لم يبقى على بداية العام الدراسي سوى هذا اليوم
و*دا ) قالت ليلى وهي تهز ألين ) نهضت ألين ب*عرها المجعد المتطاير وعيناها شبه مفتوحتان وقالت وهي تغقد حاجبيها : - الم يخبرك احد من قبل انه لا يجب ايقاظ الفتيات هكذا - اه حقا واين هم هؤلاء الفتيات ان لا ارى سوى اشباح بهذا المنظر ، حمدا لله انني انا من اتيت
لاوقظك والا كانت ماتت ايما المسيكة من الفزع الان
كانت ألين تنظر اليها بغضب دون ان تتكلم فقالت ليلى : حسنا ، هيا انهضي يا جميلتي ، هيا يا صغيرتي فابتسمت ألين رغما عنها ثم نهضت لتتحمم
بعد دقائق خرجت ألين من الحمام ترتدي روب الحمام وتلف شعرها بالمنشفة فقالت لها ليلى وهي
تجلس على السرير : - لقد اتتك رسالة على ما يبدو ، لقد اص*ر جهازك الحاسب صوت قبل قليل - لا بأس سارها فيما بعد هيا اخبريني ما عندك ) قالت وهي تجلس بجوارها ) - غذا ) قالت ليلى ثم **تت ) - اييه ماذا هناك غدا ( قالت ألين وقد بدا صبرها ينفذ ) - سوف تقام حفلة في البار يعني قصي من يقيمها لطلاب السنة الاخيرة ، ويساعده انور وبقيه
جماعته في ذلك لاختيار اجمل فتيات العام والفائزة تحصل على لقب فتاة العام - اييه وما دخلنا بالامر - كيف ما دخلنا ، نحن من طلاب السنة الاخيرة ، يجب ان نذهب - يوك جنم ، لتذهبي بمفردك ، انا لا احب هذا النوع من الحفلات
هادي ألين ، انا لم اخبرك بنوع الحفلة لترفضي بعد اسمعي انها حفلة تنكرية ، أي لا
يستطيع احد التعرف عليك الا عند نزعك للقناع ، هكذا هي القوانين ان ترتدي قناع يخفي ملامح
وجهك حتى لا يستطيع احد التعرف عليك ، قبل دخولك للحفل سيعطيك شخص امام الباب رقمك
في الكشف ، وعند دخولك تبدئين في البحث عن الشاب الذي لديه نفس رقمك ، وبعد نصف ساعة
عندما يكون الجميع قد وجدوا شركائهم ، تنطفئ الاضواء ويبدا الجميع بالرقص ، مشرف الحفل والذي
يكون في العادة احد رفقاء قصي يكون متابعا لكل ثنائي على حده كي ، ليشاهد افضل رقصة والتي بها
يتحدد الفائزين ، وبعد انتهاء الموسيقى ، يلقى الضوء على الثنائي الفائز فينزع الثنائي القناع ليرى
الجميع وجوههما ثم تلقب الفتاة الفائزة بفتاة العام يعني يبدو لي امرا مسليا ما رايك ؟
- لم يثر الامر انتباهي - حتى وان اختبرتك انك قد ترقصين مع قصي - كيف ؟؟
- قصي وبعض رفائقه كما اخبرتك هم من ينظمون هذا الحفل وفي العادة يشاركون فيه - لا ، حتى وان شارك قصي ورقصت معه ، فجوابي هو لا لا اريد احراج نفسي - ألين - ني ألين ألين ، ان كنت تريدين الذهاب فاذهبي - اففف ، حقا ان اقناعك صعبا تمام كما تريدين انت الخاسرة والان انهضي وارتدي ثيابك
لكي نخرج حتى اشتري لي بعض الثياب وزي الحفل سانتظرك في الاسفل ثم خرجت ليلى من
عند ألين وهي غاضبة منها تتمنى لو تستطيع صفعها - ما الامر نادين ؟ لما طلبت ان نتلقي هنا ؟ )سأل قصي ) - الا يمكن لاني اشتقت اليك - وانا ايضا اشتقت اليك ) قال قصي بابتسامة وهو يمسك يدها )
- لما لم تعد لتناول العشاء البارحة بعدما صعدت لألين - الهذا اتنينا هنا اليس كذلك ) قال قصي بغضب وهو يترك يدها ) - لا لم ناتي لهذا ، ولكن هل جواب سؤالي صعب لهذه الدرجة - ذهبت لغرفتي ، كنت متعبا واريد ان انام - وألين ؟ ! - ما بها - الم ترها تذكر قصي عناقهما ثم قال محاولا الا يظهر توتره : - طرقت الباب واخبرها دون ان ادخل ان العشاء جاهزا ، واجابتني انها ليست جائعة - هل هذا ما حدث حقا ؟
- ايفيت - قصي تعلم كم احبك واغار عليك ) قالت نادين وهي تبتسم وتمسك يده مجددا ) - اعلم هذا ، ولكني احيانا اعجز عن فهم سبب غيرتك من اختك الوحيدة ، لا اعلم لما اشعر احيانا انك
تكرهينها - لتتحدث مع والدك اليوم ، لتغادر ألين مجددا ) قالت نادين محاولة تغيير مجرى الحديث ) لم يجب قصي ، فقد كان يفكر ، هناك شيئا بداخله غاضب لا يريد حدوث هذا ، لا يريد لألين ان تذهب
حتى قاطعته صوت نادين قائلة : - قصي ، فيما تفكر - لا شئ تمام سأتحدث معه الليلة ) قال قصي بنصف ابتسامة ) - اعجبني هذا الثوب ) قالت ليلى وهي تبتسم ) - هل اذا لنشتريه - وهذا ايضا - ليلى ماذا ستفعلين بالاثنان - انه لك يا حمقاء ، يعني لربما تغرين رايك - لا لن افعل ، ولن اشتريه - بلى سنشتريه ، وستجلسين الان وتخبريني بما حدث - كيف يعني ماذا حدث ؟ ! - لما انت حزينة هكذا ، ولما ترفضين المجئ برغم انك تعلمين ان قصي سيكون موجودا ، يعني انا لا
اصدق ان قصي سيكون في مكان وانت ترفضين المجئ اليه - لا شئ ، احاول فقط ان افكر - في ماذا - لا شئ ، حقا ليلى لا اريد التحدث - ارجوك ألين هيا اعطيني طرف الخيط وانا ساكمل - احيانايكون حنونا جدا بدرجة لا تتصوريها ، واحيانا يكون شخصا اخر لا اعرفه ، ولم اراه من قبل
لكن ولا مرة شعرت بانه يحبني - هل تظنين حقا انه سيحبك - لما ، الا احب - ليس قصي ألين تمام ، ليس قصي - فهمت ، تقولين بانني لست من يحبها قصي او ينظر اليها حتى اليس كذلك - انا اسفة ، لم اريد جرحك ، ولكنك يجب ان تتقبلي الحقيقة ) هزت ألين رأسها ببراءة مع
ابتسامة خفيفة تحمل الحزن مع فقدان الامل فعانقتها ليلى وقالت : لا تحزني في الطريق قالت ألين : - ساطلب من عمي الليلة ان يفتح لي معرضا هنا ، كما ساطلب منه ان يرتب لي مرسم ابي الذي في
الحديقة - هل حقا قررتي ان تفتحي معرضا هنا - اجل ، استطيع من خلال الرسم ان اخرج ما بداخلي ، اعلم اني سانجح هنا - بالطبع جنم اتمنى ان يوافق قصي احمد - ولما لا يوافق - لا اعلم ، تعلمين يبدو لي قاسيا قليلا ، هكذا اخاف منه عندما اراه - بالع** ، عمي احمد لديه قلب كبير جدا ، قد يبدو لك من الخارج قاسيا ، لكنه ليس كذلك ابدا ،
اتعلمين بانه كان هو الوحيد من يتصل بي عندما كنت في امريكا - اااه لقد وصلنا ترجلت ألين من السيارة ، بينما بقيت ليلى ليوصلها السائق الى بيتها وقبل ان تذهب ألين ، مدت
ليلى اليها الثوب قائلة : - تعلمين اني لن اخذه ، ليبقى معك حتى لو لم ترتديه فابتسمت ألين ثم اخذت منها الكيس ،
وغادرت السيارة بعد ان وصل قصي ونادين البيت فصعدت نادين غرفتها بينما توجه قصي لغرفة ابيه ليحدثه قبل موعد
العشاء حيث يكون اباه متفرغا في هذا الوقت طرق الباب ثم دخل على والده وقال : - اريد ان اتحدث معك قليلا - تمام ، تعال )قال احمد مشيرا اليه ان يجلس ) - لم يتبقى لك سوى سنة واحدة على التخرج ، اتمنى ان تكون امورك بخير ، فكما تعلم سوف تتقلد
منصبي بعد تخرجك - اجل ابي ، سيكون كل شئ بخير ، ولكن - ماذا ) قال احمد بفضول ) - ابي ، لتعود ألين الى امريكا مجددا كانت ألين في تلك اللحظة بجوار مكتب احمد ، لقد كانت ذاهبة لتحدثه بامر معرضها حتى سمعت هذه
الجملة) لتعود ألين الى امريكا ( سقطت دمعة من عينيها ثم صعدت سرعة غرفتها قبل ان يلاحظ احد
جلست على السرير واخذت تتذكر طفولتها معه ، عناقها ليلة البارحة ، عدم استقباله لها عند
مجيئها ، والان هذه الجمله التي اخترقت جسمها كالسهم المسموم ، فتخدرت جميع اعضائها ، الهذه
الدرجة لا يريدها ، هل هي حقا بالنسبة له لا شئ ، بينما هو بالنسبة لها كل شئ كانت الدموع
تتساقط من عينها دون ان تشعر امسكت دفتر مذاكراتها ثم كتبت