#حكاية_من_اجل_الحب الجزء الثاني
حاسم :: # السير وحيدا باختيارك نحو الهاوية خير لك من المشي مغيبا مع القطيع لقد تركت للأقدار تحديد مصيري #طيلة عمري حان الوقت لأتولى زمام اموري وانتزع حقي انتزاعا منها لم اعد خائفا من الموت في سبيل ما اريد # بل علي النقيض تماما بل اتوق لذلك
وجدها مستلقية على بطنها وسهم مغروسا في ظهرها
رفع الزوج زوجته ووضعا في حجره ليرى انها لم تفارق الحياة لكنها تحتضر لأن السهم اخترق ص*رها ولم يخترق قال وهو يحاول منع نفسه من فقدان رباطة جأشه
(حاسم):: تماسكي سوف أخذك للمطبب في المدينة
( مليكة ) تتحسس جرح ص*رها ثم تمسح بكفها الدامي على عين زوجها المفقوءة، باسمة:: اصبحت اعور مثل د*كك
(حاسم) وقد فقد سيطرته على مشاعره وبدأ بالبكاء وعينه اليسرى تنزف:: لا تجروئي على الرحيل
اغمضت ( مليكة ) عينيها ولم تجبه للابد...
توقف حاسم فجأة عن البكاء واختفت التعابير من وجهه وحمل زوجته بين ذراعيه ودفنها بكل هدوء بجانب مجموعة من الازهار التي كانت قد زرعتها في فناء المنزل
سار بعدها نحو احد الخيول المنتشرة حول المزرعة وشد لجامه وقاده معه لزريبة حيث كان يقبع صندوق نحاسي كبير مغلق بقفل حديدي في احدى زواياه اخرج من جيبه مفتاحا وفتحه حوى الصندوق سيفا كبيرا ومجموعة من الأسلحة بين قوس معدني و مجموعة سكاكين ومناجل ضخمة
صوت من خلفه يحدثه قائلا:: لن تستطيع الوصول اليه
التفت حاسم نحو مص*ر الصوت ليجد ربيعة يقف عند باب الحضيرة بوجه حزين
(حاسم) معيدا نظره لمحتوى الصندوق:: ارحل يا ربيعة
(ربيعة) مقتربا من حاسم :: اعرف ما تنوي القيام به... لا تفعل ارجوك
(حاسم) ساحبا سيفه من الصندوق شاهرا نصله عند ذقن ربيعة، وبنبرة هادئة لكن جنونية :: اخرج من هنا قبل ان اصب جام عليك.
(ربيعة) دون اكتراث:: وماذا ستفعل بعدها
جز (حاسم) على اسنانه بغضب شديد دافعا وجه ربيعة بغرس رأس السيف في جبينه محدثا جرحا صغيرا فيه:: اغرب عن وجهي يا متسول
(ربيعة) دون ان يظهر اي جزع و خوف من تهديد الزوج المكلوم:: اذا كنت مصرا على الانصياع للجنون الذي يعصف برأسك الآن فلن احاول منعك لكن اعطني فرصة لمساعدتك
رما (حاسم) السيف جانبا رافعا رأسه للأعلى صارخا بصوت تخلله حشرجة بكاء
(ربيعة):: اعلم انك تنوي الذهاب للعا**ة لتحاول الانتقام لها وستموت عند بوابة القصر الملكي بلا اشك فكر قليلا كي لا تلحق بزوجتك
(حاسم) يبدأ بتحميل الأسلحة على ظهر الفرس متجاهلا المتسول العجوز:: هذا شأني ولا علاقة لك به
(ربيعة) وهو يراقب خلال تجهيز الفرس:: ماذا لو اخبرتك بأني املك شيئا يمكنك بواسطته الوصول للملك وتجاوز كل الحراس الذين يحيط نفسه بهم
(حاسم) يشد ال*قدة على الأسلحة المربوطة على سرج الفرس:: لا اريد منك شيئا سوى التوقف عن الكلام والمغادرة
(ربيعة) رافعا كفه:: انتظرني فقط ارجوك لا ترحل قبل ان اعود..
استأنف (حاسم) إخراج بقية الأسلحة من الصندوق ولم يرد عليه
(ربيعة) وهو يهم بالرحيل:: بضع ساعات واكون هنا استحلفك بروحها ان لا تترك المزرعة قبل عودتي
امتطى ربيعة فور خروجه الزريبة احد الخيول الملكية ورحل
استأنف (حاسم) إخراج بقية الأسلحة من الصندوق ولم يرد عليه
(ربيعة) وهو يهم بالرحيل:: بضع ساعات واكون هنا استحلفك بروحها ان لا تترك المزرعة قبل عودتي
امتطى ربيعة فور خروجه الزريبة احد الخيول الملكية ورحل
بعدما انتهى حاسم من تجهيز الفرس بالعتاد قام بإطعامها وسقيها استعدادا لرحلة الطويلة نحو العا**ة وقبل ان يفعل ربطها بـ سور المزرعة ودخل المنزل واشعل نار الموقد في المطبخ وسخن مل*قة حديدية كوى بها عينه المفقوءة ليوقف نزيفها
تذكر الرجل زوجته عندما رأى موقدها الذي كانت تطبخ عليه يشتعل وسرح بنارها وجمر حطبها لدقائق فقرر حرق المنزل والمزرعة واطلاق جميع الدواب والمواشي في العراء اشعل حاسم النار في اركان البيت ب*علة اشعلها من الموقد وتوجه بعدها لزريبة خلف المنزل وفتح بابها على مصرعيه وطرد الابقار والخراف قبل ان يشعل النار بها هي الاخرى عندما وصل لعشة الدجاج لتحريرها وجد ان النار قد امسكت في جدرانها وبدأت في التهامها لأنها كانت مجاورة لزريبة والدجاجات كانت في حالة من الذعر ففتح العشة ليخرجوا جميعا بشكل هستيري وجماعي عدا الد*ك الاعور لذي وقف فوق احد الاعمدة يرفرف بأجنحته ويصيح وكأنه يرفض الخروج
(حاسم) وهو يقف عند مدخل العشة المشتعل وبنبرة هادئة:: ماذا تفعل ايه الا**ق أخرج قبل ان تهلك
لم يتحرك الد*ك من مكانه وبقي فوق العمود يرفرف بجناحيه ويصيح بأعلى صوته حتى انهار السقف عليه رمى حاسم الشعلة ثم اخذ بضع خطوات للوراء هو يراقب النار تلتهم ما تبقى من العشة متعجبا من تصرف الد*ك الاعور لم يفكر كثيرا بالأمر وامتطى الفرس وشد لجامها للخلف راكلا خصرها بكواحله صارخا فيها
(حاسم):: هيا
بدأت الفرس بالعدو بسرعة بدون توقف وكان الوقت عند الظهيرة تقريبا وبسبب هوس حاسم في الوصول للعا**ة بأسرع وقت وقد كانت تبعد عن مزرعته مسيرة اسبوعين بالخيل لم يمنح الفرس وقتا لراحة حتى انهارت نهاية اليوم الثاني وبعد عدو متواصل في منطقة جبلية وعرة وتوقفت هي بنفسها عند الغروب وهي تلهث من التعب والعطش
ترجل من عفى ظهرها مدركا خطأه لكن الوقت قد فات لأن الفرس وقبل ان يمد لها بعض الماء من قربته سقطت على الأرض ميته
وقف (حاسم) في منتصف الطريق الجبلي الوعر يراقب مغيب الشمس ليخيم عليه الظلام في ذلك المكان الموحش أشعل نارا وانزل حمولة الفرس الميتة من على ظهرها وبقي يفكر في طريقة ليستأنف رحلته وحدة وخلال ذلك وسط هدوء المكان شعر بأنه يسمع دبيبا قادما اتجاهه فوضع اذنه على الأرض وتحقق من أن هناك من يقترب منه على ظهر دابة تعدو بسرعة امسك حاسم بلجام فرسه الميتة وبدء بسحبها كي تعترض طريق من هو قادم نحوه لكنه لم يستطع تحريكها الا مسافة قصيرة بسبب ثقلها ومع ذلك كان مكانها مناسب لعرقلة القادم لينقض عليه وي**ق دابته كما كانت نيته اختبئ حاسم خلف صخرة كبيرة بالقرب من جثة الفرس منتظرا اللحظة المناسبة للهجوم على ضحيته بعدما اخذ قوسا ومجموعة من السهام ليرمي بها ال**بر خلال مروره وبالفعل بعد عدة دقائق اقبل جواد يعدو بسرعة يركبه رجل يرتدي رداء بني اللون يغطي رأسه بالكامل وما ان رأى جثة الفرس النافقة المعترضة لطريقه حتى شد لجام دابته في الحال
ابتسم حاسم عندما شاهد ما حدث وشد قوسا لكن وقبل أن يطلقه ازاح ارجل الغطاء عن رأسه كاشفا عن هويته ليرى انه ربيعة فأنزل سهمه ووقف قائلا
(حاسم):: ماذا تفعل هنا
التفت (ربيعة) وتغيرت ملامح وجهه من القلق للبهجة ليرتجل عن ظهر جواده ويتوجه اليه مسرعا وهو يقول:: سوء طالعك برك في الخفاء
(حاسم) يشد السهم مرة اخرى موجها رأسه لوجه ربيعة:: لما لحقت بي
(ربيعة) وهو يمد يده لجيب ص*ره:: اخبرتك بأني اريد مساعدتك
(حاسم) بنبرة أمرة:: ابعد يد*ك عن سلاحك
(ربيعة):: هذا ليس سلاحا
(حاسم) بحذر شديد:: اخرجه ببطء وهدوء و أي حيلة منك سأقتلك دون ان يرتد لي طرف ولن تأخذني بك رأفة او شفقة
اخرج ربيعة شيئا ملفوفا في قطعة من القماش لم تتضح ملامحه
(حاسم) بأعين متفحصة:: ما هذا
(ربيعة):: هل يمكن ان تهدئ من روعك لنحلس ونتحدث قليلا أنا لست عدوك
(حاسم) مستعيد بعض تركزه منزلا السهم والقوس مرة اخرى :: حسنا
جلس الاثنان عند صخرة بعدما اشعل ربيعة نارا وبقيا صامتين لفترة ليست بالقصيرة وكلا منهما ينظر الاخر ان يبدأ الحديث
(ربيعة):: لما أنت صامت
(حاسم):: كانت مليكة تؤمن بأن ال**ت مفتاح الكلام وانك اذا اردت معرفة ما يدور في دواخل غيرك فيحب عليك ال**ت والانصات اكثر مما تتحدث ينكشف الكثير ب**تهم اكثر من حديثهم هذا ما كانت تقوله لي دوما على اي حال ليس لدي ما اقوله لك انت من لحق بي فهات ما عندك
(ربيعة):: اريد قبلها ان اعزيك في...
(حاسم) مقاطعا:: لا تكمل كلامك فهي لا تزال تسكنني وتعيش بداخلي وكون جسدها قد رحل فهذا لا يعني انني سأتعامل معها وكائنها لم تكن حتى وأن كان ذلك مؤلما
(ربيعة):: الالم الذي تشعر به الان يزول مع الوقت اعدك وبذلك
(حاسم):: ومن قال لك اني اريده ان يزول لا اريد نسيان الألم ابدا فهو كل ما تبقى لي منها
(ربيعة):: وماذا عن ذكرياتك الجميلة معها هل سترمي بها جانبا وتبقي على الم فراقها
(حاسم):: هذا هو الشيء الوحيد الذي سيحولني للوحش القادر على الاخذ بحقها وبعدها فليحدث ما يحدث ثم اني لا انوي البقاء... الحياة لم تفارقني بل انا من سأرحل عنها باختياري سأنتزع روحي من جسدي بنفسي لكن ليس قبل ان أخذ بثأري وثأرها ورى ذلك الكلب المسعور هالكا
(ربيعة):: لا حاجة لهذا لأنك ستموت شر ميته تحت اقدام الملك وستفارق الحياة رغما عنك
(حاسم):: هل قطعت كل هذه المسافة لتخبرني بذلك
( ربيعة):: لا
ازال ربيعة قطعة القماش عما كان يخفيه كاشفا عن خاتم مصنوع من الذهب الخالص بملامح ذائبة ومش*هة
( حاسم):: اذا ما كان يشاع عنك حقيقة وهو انك ميسور الحال وتدعي الفقر
(ربيعة):: ليس كل من ملك الذهب ثريا
(حاسم):: ماذا تقصد بهذا الكلام
(ربيعة):: كانت السماء غاضبة ذلك اليوم ترعد وتبرق وكأنها نهاية العالم الامطار انهمرت وكأن سدا في السماء قد هدم وتهاوى عصفت الرياح المحملة بالإمطار ففاض النهر غرق الناس جريت مرعوبا للغابة في المرتفعات بحثا عن ملجئ ووجدت كهف يقع بالقرب من الغابة الجبلية حتى تمر العاصفة الهوجاء بسلام وخلال تجولي في الكهف العميق تعثرت بهذا الخاتم فالتقطه وكانت سعادتي لا توصف عندما رأيت انه مصنوع من الذهب وتيقنت وقتها انني اصبحت من الاغنياء
(حاسم):: لكنك لا تزال تتسول
(ربيعة):: لأن الخاتم لم يكن كما حسبته الخاتم له تاريخ مظلم ففي اليوم الذي عدت فيه لمنزلي بعدما وجدته لبسته ولكني شعرت ب*عور مختلف اصابني الصداع واصبت بأغماء شديد فذهبت لأحد الشيوخ المعمرين وعرضت عليه الخاتم استفسر منه ومن هنا بدأت اشاعة انني رجل ثري يدعي الفقر لأنني امتلك الخاتم الذهبي
(حاسم):: وهل تلومهم
(ربيعة):: لا لكن لم يكن هذا سببا للجحيم الذي تعرضت له بسبب تلك الاشاعة
(حاسم):: اتفق معك بعض الاشياء تلمع كالنعم مخفية خلفها جحيما من النقم.. وماذا فعلت بعد ذلك
(ربيعة):: قررت اذابته لأستفيد منه وابيع الذهب الخام لكنها لم يذوب مهما عرضته للحرارة العالية تغير شكله كما ترى حاولت **ره ولم استطع ايضا شعرت وقتها بأن الخاتم يحمل لعنة ما
(حاسم):: لما لم تحاول بيعه وهو على هذه الحالة سيكون هناك من يرغب بشرائه بالتأكيد
(ربيعة):: ذلك ما نويت فعله بالفعل لكن ذلك قبل ان اكتشف قدرته العجيبة
(حاسم):: عن اي قدرة تتحدث
(ربيعة):: عندما فشلت في اذابة الخاتم جربت ان البسه مره اخرى
( حاسم):: وماذا حدث هذه المرة
(ربيعة):: في احد الليالي وخلال لبسي للخاتم شعرت بالتعب وقررت ان انام وبدأت بمحاولة خلعه ولكنه بدا وكأنه يمنعني من فعل ذلك حتى غلبني التعب والنعاس ونمت به كالعادة وبعد ساعات استيقظت لأجد منزلي مقلوبا رأسا على عقب
(ربيعة):: لا مجرد لص ممن صدقوا اشاعة ثرائي اتى لسرقة منزلي ولكنه ترك لي شيئا قبل خروجه ومن خلاله اكتشفت قدرة الخاتم
(حاسم):: لص يترك بدل ان ينهب! ماذا ترك لك
(ربيعة) وهو يشير لص*ره:: خنجرا مغروس في قلبي السارق طعنني خلال نومي قبل ان يرحل او ربما عندما تسلل لمنزلي ليتأكد من عدم نهوضي ومقاطعته خلال سرقته ويبدو انه كان مستاء لأنه لم يجد ما يستحق السرقة كما كان يتوقع
(حاسم):: انا لا افهم ماذا تعني
(ربيعة):: اعني ان لبسي للخاتم خلال نومي حال دون موتي بطعنة الخنجر
(حاسم):: هل تتوقع ان اصدق هذا الهراء.. اكمل ماذا حدث بعدها
(ربيعة):: نزعت الخنجر ولم انزع الخاتم كنت خائف جدا مما سيحدث لو خلعته قبل ان يبرء جرحي ولم اقوى على ذلك الا بعد عدة اسابيع عندما تحققت ان الجرح قد برء تماما
(حاسم):: وكيف واجهت الناس وانت ترتدي الخاتم الذهبي كيف اكلت كيف شربت قصتك مليئة بالتناقضات
(ربيعة):: لم اخرج من منزلي طيلة تلك الفترة ولم اشعر بالجوع او العطش ابدا وأنا مرتدي لذلك الخاتم وبقيت على قيد الحياة
(حاسم) بنبرته الساخرة غير المصدقة:: ربما يكون بسبب غير الخاتم وانت ربط ذلك به
(ربيعة)محاولا إقناعه بصدق كلامه مشيرا لندبه على جانب عنقه:: انظر لقد تحققت بنفسي
(حاسم) باستغراب وهو يشاهد ندبه كبيرة امتدت على جانب عنق ربيعة:: ما هذا
(ربيعة):: لبست الخاتم وقطعت اوداجي بسكين حادة ولم اشعر بشيء وبقيت انزف حتى ظننت ان دمي قد تصفى بالكامل ولم يحدث لي مكروه وانتظرت مرة اخرى حتى برأ جرحي خلعت الخاتم بعد مضي عدة اسابيع اخرى
(حاسم) يمد يده ويأخذ الخاتم ويحدق فيه:: تقصد ان هذا الخاتم..
(ربيعة):: يمنحك الخلود وبه ستخترق حصن الملك لتثأر لزوجتك ولن يستطيع احد ايقافك
**ت (حاسم) سارحا في ملامح الخاتم الذهبي شبه الذائبة لم يقل شيئا
(ربيعة):: هل تريد اثباتا يمكنني ان البسه الان واريك اني سأصبح مخلدا بارتدائه
(حاسم) يبتسم بحزن وعيناه على الخاتم:: كنت اتمنى ان ما تقوله حقيقة اذا كنت تريد مساعدتي فأعرني جوادك كي اكمل رحلتي نحو العا**ة وسأكون شاكرا لك
تجهم (ربيعة)لعدم تصديق حاسم له خ*ف الخاتم ولبسه في يده وقبل ان يقول حاسم شيئا سحب ربيعة سيفه من غ*ده وغرسه في ظهره مخترقا قلبه
صدم حاسم لما رأى وتفاقمت تلك الصدمة عندما وقف ربيعة باسطا ذراعيه مستعرضا بأنه لم يتأثر بتلك الطعنة ثم قال
(ربيعة):: هل تصدقني الان
نهض حاسم من مكانه وعلى وجهه علامات التعجب والانبهار لكنها تحولت تدريجيا للإحباط والخيبة
(ربيعة) ملاحظا لتغير على وجه حاسم:: ما بك
(حاسم) بوجه مكتئب:: لا شيء
(ربيعة):: من المفترض ان تبتهج لأنك ستحصل على مفتاح انتقامك ممن ظلموك
(حاسم):: وكيف سأحصل عليه الان لن تستطيع نزع الخاتم قبل ان يبرء جرحك وهذا لن يحدث الا بعد مرور اسابيع وأنا لا املك هذا الوقت او الصبر للانتظار
وضع (ربيعة) يده على جرحه النازف مدركا خطئه وتسرعه
(حاسم) متوجها نظره لدابه التي اتى بها ربيعه :: فقط اعرني دابتك وسأكتفي بهذه المساعدة
(ربيعة) بحزن وان**ار:: انا اسف لم افكر بشكل صحيح
(حاسم):: لا بأس مجرد محاولتك مساعدتي محل تقدير عندي وعند مليكة هل ستتمكن وحدك بعدما اخذ جوادك
(ربيعة) وهو مستاء من نفسه:: نعم على ما ا(حاسم):: هل انت واثق هذا المكان موحش وبه الكثير من الخواطر والوحوش المفترسة يمكنني ايصالك لأقرب مدينه قبل انطلق للعا**ة
(ربيعة):: لا سوف ادبر شأني اكمل طريق انت
(حاسم):: وكيف ستسير وذلك السيف في ص*رك ستثير الشبهات حولك
(ربيعة):: سأخفيه بطريقة ما سأخفيه لا تقلق
(حاسم):: حسنا كما تشاء
قام حاسم بنقل اسلحته وعتاده من فرسه الميته الى فرس ربيعة المهموم حتى وان كانت ملامحة لا تع** ذلك لكنه كان جليا من خلال نبرة صوته
اعتلى حاسم الفرس وشد لجامها بينما اقترب منه صاحبه ماسحا على جبين الجواد قائلا
(ربيعة):: الحياة غير عادلة
(حاسم):: العدالة في الموت فقط
(ربيعة):: لا مجال اذا لتتراجع وتعيش بسلام وتبدأ حياة جديدة
(حاسم) موجها نظره لطريق المظلم امامه:: السير وحيدا باختيارك نحو الهاوية خير لك من المشي مغيبا مع القطيع لقد تركت للأقدار تحديد مصيري طيلة عمري حان الوقت لأتولى زمام اموري وانتزع حقي انتزاعا منها لم اعد خائفا من الموت في سبيل ما أريد بل علي النقيض تماما بل اتوق لذلك
(ربيعة) مبتسما :: معك حق
(حاسم):: في ماذا
(ربيعة) وهو ينزع الخاتم :: في اننا يجب ان نختار طريقنا دون خوف من العواقب
(حاسم) صارخا فيه:: ماذا تفعل يا ا**ق
مد ( ربيعة) الخاتم لحاسم وقد بدأ بالتقهقر عندما صعقه الالم المفاجئ من الجرح الغائر في ص*ره وهو يقول:: خذ الخاتم وخذ به حقك وحقها ممن ظلموك خذ حقك كاملا غير منقوص
ترجل (حاسم ) من دابته واسند رأس ربيعة على ص*ره وقال معاتبا:: لم فعلت ذلك لم يكن عليك التضحية بنفسك لأجلي
(ربيعة) والدماء تخرج من فمه:: لم افعل ذلك لأجلك بل لأجلي لقد سأمت حياتي البائسة واريد ان اختمها بتضحية تستحق لا تنسى غن تأخذ سيفك معك
فارقت روح ربيعة جسده وسقط الخاتم الذهبي على الارض دفن حاسم المتسول العجوز في حفرة على قارعة الطريق بعدما استعاد سيفه وأخذ الخاتم وقال وهو يقف فوق القبر الحديث ويهم بلبسه
(حاسم):: ابلغ مليكة سلامي سأكون معكما قريبا
لبس حاسم الخاتم الذهبي فتوهجت عيناه بوهج احمر وشعر بأن عظام جسده اهتزت لثواني ليستعيد تركيزه بعدها ويجري نحو جواد ربيعة ويقز فوق ظهره منطلقا نحو العا**ة بعد مسيرة يوم ونصف اليوم دون توقف اقبل على مدينة من المدن الكبيرة التابعة للمملكة وحين رآها تذكر دابته السابقة وكيف ماتت من التعب والارهاق فقرر التوقف واتزود بالماء والزاد وأعطاها فرصة لراحة
دخل حاسم من بوابة المدينة وتوجه مباشرة للأماكن المخصصة للعناية بالخيول ومد لجام فرسه لصاحب المكان الذي شعر بالخوف من شكله لكنه لم يسأل او يناقشه وبدأ بالاهتمام بالدابة بعدما قال له حاسم
(حاسم):: سأعود لك بعد ساعتين
قبل ان يتحرك من المكان وجد نفسه محاصرا من قبل مجموعة من الفرسان المسؤولين عن حفظ الامن بالمدينة والذين لفت نظرهم شكله الغريب وملابسه الممتلئة بالدماء
وقال قائدهم بتبرة ساقطة:: من انت ولما اتيت لمدينتنا
توهجت اعين حاسم باللون الاحمر عندما شاهد شعار الحرس الملكي على درع من كان يتحدث معه واشتعل الغيض في قلبه فالتفت خلفه وستل احد المناجل الحديدية المعلقة على سرج الفرس ورماه في اتجاه قائد الكتيبة ولكزه في ص*ره ليسقط صريعا ويدب الهلع بالسوق بين صراخ وهروب الناس هجم الفرسان عليه مشهرين سيوهم لكن المعركة لم تدم طويلا قبل ان يقتلهم جميعا ما عدا فارس واحد تمكن من الهرب في حموة المعركة جريا على اقدامه اصيب حاسم بعدها بنوع كن الهلوسة وفقدان السيطرة على نفسه ولم ينتظر دابته لترتاح وقفز على جواد من الكتيبة الملكية وانطلق به خارج المدينة مكملا طريقة نحو العا**ة خلال الرحلة ازداد حاسم جنونا واصبح يتوقف عند كل بلدة في طريقة ويقوم بالأمر نفسه يقتل الحراس ويأخذ دابة جديدة وبالرغم من انه تعرض في بعض المواجهات لطعنات واصابات بالسهام الا انه كان يستمر ولا يتوقف
مما اثار الرعب في نفوس من واجهه وذاع صيته في المدن المجاورة التي لم يصل اليها بعد واصبح الحراس يتجنبون الصدام معه واعتراض طريقه عندما يصلهم خبر دخوله المدن التي يحرسونها بسبب اتباعه هذا النهج وثلت الأخبار للملك عن الفارس الذي لا يموت وعلم من رسله الذي نقلو له اخبار تحركه انه متوجه للعا**ة مما اثار الرعب في قلبه ودفعه لتحصن في قصره واستدعاء الجيش بأكمله لمحاصرة المكان وحمايته ومنع اي احد من الدخول عليه حتى يتم القضاء على هذا الفارس المجهول
بلغ هوس حاسم وهلوساته قمتها قبل بلوغه العا**ة بيوم واحد لدرجة انه لم يستطع بعدها السيطرة على الجياد التي كان يركبها لأنه يشد على لجامها بقوة وعنف وي**ر رقابها مما دفعه للتخلي عن امتطاء الدواب والجري بنفسه صارخا من وقت لأخر خلال الطريق ملوحا بسيفه
جسد حاسم في ذلك الوقت اصابه الكثير من الطعنات والسهام والعديد من ال**ور جراء سقوطه المتكرر من فوق الدواب لكنه لم يشعر بأي الم بالرغم من خذلان بعض اطرافه له من وقت لأخر بسبب تهالكها وانتشار المرض فيها ومع ذلك استمر ولم يتوقف.
وصل حاسم لبوابة قصر الملك ليجد امامه جيشا ضخما من الخيالة والرماة والجنود المدججين بالأسلحة والدروع ينتظرونه وقف يتأملهم وهم يتأهبون لموجهته وبقي يراقبهم بأعينه المتوهجة بالأحمر وقلبه المشتعل غضبا ورغبه بالقتال والانتقام لكن ما تبقى من عقله كان يناجيه ويخبره بأنه لن يتمكن من تجاوز ذلك الحشد الكبير بجسده الممزق وعظامه المحطمة وخلال تأمله والريح تداعب شعره سمع همسا في اذنه يقول
(الهمس):: سوف نعقد معك اتفاقا ايها الفارس
لم يكن حاسم في حالة عقلية تسمح له بالتمييز بين الواقع والخيال
فأجاب قائلا :: اتفاق من اي نوع
اجابه الصوت الهامس في اذنه:: سنمكنك من الوصول للملك لكن بشرط ان تعطينا الخاتم بعدما تحصل على مرادك
(حاسم):: انا لم اكن انوي الاحتفاظ به من الاساس موافق خذوني اليه
وفي لمح البصر وجد حاسم نفسه داخل القصر وتحديدا وسط القاعة الكبيرة التي تحصن فيها الملك مع مجموعة من الحراس المدججين بالحراب والسيوف ومجموعة اخرى من الرماة المحترفين يقفون خلف غرش الملك وما ام رأوه يتجلى امامهم حتى
صرخ الوزير فيهم وهو يشير بسبابته نحوه قائلا :: انه الفارس حاسم اقتلوه في الحال احموا الملك احموا الملك
رفع حاسم سيفه واشتبك مع الحراس واخذ يقتلهم واحدا تلو الاخر ومع كل جثه تسقط يقترب اكثر من الملك المفزوع الذي اصطف الرماة امامه وشدوا على سهامهم ذات الرؤوس الحادة منتظرين الاوامر لأمطاره بسهامهم ما كان يمنعهم وقتها من اطلاق اسهام هو خوفهم على زملائهم من ان يصابوا لكن الوزير عندما رأى ان الغلبة ستكون لحاسم لا محالة اعطى الامر متجاهلا ما قد يحدث للحراس المتعاركين معه
وبالفعل أنطلق وابل كبير من السهام اصابت جميعها من كان وسط القاعة بمن فيهم حاسم الذي اصيب بعشرة منها في اجزاء متفرقه من جسده لكنه بقي واقفا يتنفس غاضبا بثقل محدقا بهدفه التالي الملك
اصيب الرماة بالفزع من ذلك المنظر وسرحوا في الفارس الذي بدأ بالجري نحوهم صارخا بأعلى صوته
قطع سرحانهم صرخة مماثلة من الوزير يأمرهم فيها بشد السهام مرة أخرى واطلاق المزيد منها اتجاهه لكنهم لم يملكوا الوقت الكافي بسبب سيف حاسم الذي قطع رقابهم واطرافهم حتى قضى عليهم جميعا ولم يبقى سوى الملك الجالس على عرشه والوزير المرتجف بجانبه
سار حاسم بخطوات ثابتة وواثقة نحو الملك وقبل ان يحاول الملك النهوض اعاده رأس السيف المغروس في قلبه لمكانه وخلال ضغط حاسم على المقبض غارسا السيف اعمق في ص*ر الملك
(حاسم):: الـمـوت يـكـون اكـثـر مـتـعة عـنـدمـا يـكون الـمـقتول يـسـتحق ذلك
هرب الوزير من المكان ولم يحاول مساعدة الملك المحتضر
(حاسم) واضعا ابهامه وسبابته على الخاتم ويهم بنزعه:: فليكن هذا كفارتي عن كل الاعمال الخسيسة التي قمت به لأجلك
(الملك) وهو في سكرات الموت:: ولكن ما انت، انت لست بإنسان
(حاسم) وهو يخلع الخاتم الذهبي:: انا.. انا الد*ك الاعور
سقط الخاتم على الارض الرخامية بينما صعق حاسم بكمية هائلة من الالام جراء تكالب جميع الاصابات التي تعرض لها منذ لبسه للخاتم واحساسه بها دفعة واحدة جميعا الطعنات والجروح وال**ور وتحطم العظام والارهاق والتعب الجوع والعطش جميعها انفجرت بداخله ونزعت روحه في لمح البصر ليموت وكفوفه مسندة على مقبض السيف المغروس في قلب الملك
مجموعة من الرجال الضخام ببشرة زرقاء ورؤوس حليقة واقدام حافية يظهرون حول العرش يتقدم احدهم ملتقط الخاتم الذهبي ب**ت يلقي نظره على العرش
يختفي في الهواء ومن خلفه المجموعة التي اتت معه
# # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # #