المشهد الأول
غسان بنبرة هادئة:
لقد إتصل بي مدير مدرسة التفوق و أخبرني
أنك آتٍ لمنزلي، و أؤكد لك يا أستاذ يمان أن
تصحيحي كان دقيقا و لا تشوبه شائبة ...
سعل غسان سعالا جافا ثم أكمل قائلا:
هل هنالك شيء آخر تريده مني يا أستاذ
يمان؟ لأنني مريض كما قلت لك و يجب أن
أرتاح.
يمان بنبرة هادئة:
لا، تستطيع أن ترتاح يا أستاذ غسان، أعتذر
لأخذي بعضا من وقتك، سلامتك يا أستاذ
غسان.
ركب يمان سيارته و أغلق بابها و قال بنبرة
متعجبة:
الأستاذ غسان يؤكد أنه لم يتلاعب بالتصحيح
و لكنني أتعجب من المدير لم هو قلق هكذا
على نتيجة نابغ؟ أيعقل أنه بسبب جائزة
أفضل مدرسة التي تمنحها الوزارة للمدرسة
التي تتميز بهيئة تدريسها و طلابها و خلافه؟
على كل حال سأخبره بكلام غسان بالحرف
الواحد و بالنسبة لنابغ لن أكترث لما يحدث له
و سأتركه يهوي في اليأس دون أن يكون لي
يد في ذلك.
إبتسم يمان إبتسامة خبيثة و أخرج هاتفه و
قبل أن يتصل بالمدير قال:
صحيح، الأستاذ غسان معه رقم المدير لذلك
لا داعي لإخباره لأنه سيعرف بالأمر و الآن
سأعود لمنزلي و آخذ قسطا من الراحة.
--------------
المشهد الثاني:
في بيت عائلة نابغ كان عاصم يستعد للخروج
لكي يقوم بسحب أرباحه من تطبيق "بيك
نوك" من المصرف و قال لنابغ بنبرة محفزة:
لا تحزن يا أخي الصغير، أنا واثق من أنك
ستنجح في العام القادم.
نابغ بنبرة متفائلة:
معك حق، لا يجب أن أحبط الآن و في المرة
القادمة سأنجح بلا شك.
عاصم بنبرة هادئة:
أنا ذاهب للمصرف لكي أسحب أرباحي من
التطبيق، هل تريد أن أشتري لك شيئا في
طريق عودتي؟
نابغ بنبرة هادئة:
لا، فقط إنتبه لنفسك يا أخي.
خرج عاصم من بيت عائلته و مشى للمصرف
الموجود في نهاية الشارع الذي يوجد به بيت
عائلته.
------------------------
المشهد الثالث:
مر عاصم من أمام مسجد التقوى فسمع صوتا
مألوفا بالنسبة له يناديه قائلا:
بُني عاصم، توقف قليلا أريد أن أكلمك قليلا.
تأفف عاصم عندما سمع الصوت و قال بنبرة
فظة:
ماذا تريد مني يا شيخ نور؟
الشيخ نور بنبرة لطيفة:
سامحك الله يا بُني، أهكذا رباك والدك بأن
تتكلم بقلة أدب و إحترام مع من يكبرونك في
السن؟
عاصم بنبرة منزعجة:
أنا على عجلة من أمري يا شيخ، قل ما تريده
مني بسرعة، إن أردت أن تحدثني عن التصدق
بمالي فأرح بالك أنا ذاهب للمصرف لكي
أسحب أرباحي ثم سأتصدق بجزء منهم.
الشيخ نور بنبرة هادئة:.
لا ليس هذا الأمر الذي أريد أن أتحدث معك
به، لكنه له علاقة به، بُني عاصم يجب أن
تتوقف فورا عن إستخدام ذلك التطبيق
الخبيث، تهين كرامتك لكي تكسب بعض المال!
ألا تخجل من أفعالك و تراجعها؟! و هل نسيت
أن التعامل مع المصارف حرام ؟ لأنها تتعامل
بنظام الفائدة و الذي هو ربا أيضاَ، لذلك
فلتبحث عن عمل حر لا تضطر لأن تتعامل به
مع المصرف، مثلا تعمل نجارا أو حدادا أو
غيرها من الحرف، إن تعلمتها بشكل جيد س...
قاطع عاصم الشيخ نور قائلاً:
وفر نصائحك لنفسك يا شيخ نور، و الآن في
رعاية الله.
مشى عاصم للمصرف تاركاً الشيخ نور يستغفر
ثم يقول:
هداك الله يا عاصم، سأدعو الله أن يبعد عنك
هذا المال النجس.
----------------
المشهد الرابع:
في غرفة نابغ رن هاتف نابغ فرد على المتصل
قائلا بنبرة سعيدة:
غيث، مسرور لإتصالك بي، كيف هي أحوالك؟
غيث بنبرة سعيدة:
صحتي جيدة و قد حققت نتيجة عالية في
الشهادة، ماذا عنك يا صديقي؟ أجزم أنك قد
حصلت على 100 من 100.
نابغ بنبرة هادئة:
لسوء الحظ رسبت في خمس مواد، لكن لا
مشكلة سأدرس بجد لكي أنجح بهم.
غيث بنبرة متعاطفة:
لقد صدمتني يا صديقي، لم أتوقع أنك
سترسب، على العموم أتمنى لك الحظ السعيد
عندما تمتحن في هذه المواد مجددا، قبل أن
أنسى يا صديقي، هل لديك أي مخططات هذه
الفترة؟
نابغ بنبرة هادئة:
في الوقت الراهن ليس لدي شيء أفعله.
غيث بنبرة سعيدة:
عظيم، إذن سنذهب معا في رحلة لوادي رم و
حمامات ماعين،إن أردت أن تصطحب شقيقك
عاصم و والدتك لا مانع لدي لأن الرحلة على
نفقتي الخاصة.
نابغ بنبرة هادئة:
لا أمانع الذهاب و لكن كما تعلم والدتي مصابة
بشلل نصفي و قد تتعب كثيرا في الرحلة لأنها
مصابة بمرض السكري، أعتذر منك يا صديقي
لن أستطيع أن ألبي دعوتك.
غيث بنبرة متضايقة:
هكذا إذن، لا مشكلة يا صديقي، أتمنى لوالدتك
الشفاء العاجل، أكلمك لاحقا لأنني مشغول.
أنهى غيث المكالمة و نظر لصورة له مع نابغ و
إبتسم إبتسامة صفراء و قال:
أتمنى لوالدتك شفاءا سريعا يا صديقي نابغ
هزيم.
----------------
المشهد الخامس:
و في بيت المدير حاتم كان المدير قد عرف
بما حصل في حديث يمان مع غسان، حاتم
بنبرة هادئة:
لم ينتهي العالم إن رسب هذا الطالب فدائما
هنالك بديل.
نظر حاتم لمغلف ذو غلاف أزرق و إبتسم
إبتسامة خبيثة و قال:
سينال الطالب غيث أيهم منحة ألمانيا بدلا من
المتخاذل نابغ هزيم و بعدها سأحقق حلمي
الذي سهرت الليالي في التخطيط له.
---------------
المشهد السادس:
كان نابغ جالسا قرب والدته المريضة في
غرفتها و هو حزين على حالها و يقول:
لقد إمتنعت عن الذهاب في رحلة مع صديقي
غيث خوفا على صحتك يا أمي.
أم نابغ بصوت منهك:
لا...تقلق...بشأني...يا...صغيري....لا...أريد...أن.
أكون...سببا...في...جعلك...تلازم...البيت..
نابغ بنبرة هادئة:
لا تقولي مثل هذا الكلام يا أمي، لقد تعبت في
تربيتي كثيرا و ما أقوم به الآن لا يساوي شيئا
مما قدمته لي من حب و حنان يا أمي الغالية.
الأم بنبرة متعبة:
بارك...الله...فيك..يا...صغيري...البار...أتمنى..
لو...يتوقف...عاصم...عن...تضييع...حياته....
فيما...لا...ينفع...و...يخطط...لمستقبله....أبقي
..معنوياتك...مرتفعة...و...أنا..واثقة...أنك...
ستنجح...و...تحقق..حلمك..
نابغ بنبرة متفائلة:
أعدك يا أمي أنني سأجد علاجا لمرضك مهما
كلفني هذا من ثمن فأنت السبب في مواظبتي
على الدراسة و عدم الإنشغال بسفاسف
الأمور.
الأم بنبرة متعبة:
هل...ذهب...عاصم...للمصرف؟
نابغ بنبرة مهذبة:
أجل يا أمي، لا يجب أن أنكر فضل عاصم في
دفع تكاليف دراستي و ثمن أدويتك رغم أن
مصدر دخله هو ذلك التطبيق الخبيث لكنه
لم ينسانا أبدا.
الأم بنبرة متعبة:
أعرف...ذلك..جيدا...و...أدعو...الله...بأن..ينال.
من...بدل...حاله...أشد..عقاب.
-------------
المشهد السابع:
داخل بيت فخم شرق منزل عائلة نابغ كانت
تعيش فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها
و إسمها هو تغريد ياسر و كانت مهووسة
بتطبيق "ستاب شات" و تلتقط آلاف الصور
لنفسها في اليوم، و لا تترك هاتفها سوى
دقائق قليلة فقط و هي تعيش لوحدها في هذا
البيت الفخم و هنالك ثلاث خادمات يلبون
طلباتها و هن ، نهال، سهاد و فاتنة، كانت
تغريد جالسة في غرفتها تنظر لصورها القديمة
ثم توقفت عند صورة و قالت بنبرة ساخرة:
لقد مضى عامين تقريبا على هذه الصورة مع
ذلك المغفل عاصم، أنا واثقة أنه يعيش حياة
مريرة الآن، على ما أذكر لديه شقيق أصغر منه
سيكون هو دميتي الجديدة، قد يأخذ مني
وقتاً طويلاً حتى أغير تفكيره لكنني لن أحبط
بسرعة و سأجعل حاله أسوء من حال شقيقه.
تبتسم تغريد إبتسامة صفراء ثم تدخل
الخادمة نهال عليها و تقول بنبرة مهذبة:
سيدتي تغريد، حوض إستحمامك أصبح جاهزا
تستطيعين أن تدخلي له.
تغريد بنبرة لامبالية:
حسنا أشكرك، إنصرفي الآن لأنني مشغولة.
إنزعجت نهال من رد تغريد الفظ و قالت:
لا أطيق هذه الفتاة البتة لكنني لا أستطيع أن
أفعل أي شيء حيالها.
-----------------
المشهد الثامن:
عادت نهال للمطبخ و كانت سهاد تطهو الطعام
و فاتنة تنظف النافذة بخرقة، تنهدت نهال و
قالت:
إلى متى سنتحمل هذه المتعجرفة المزعجة يا
فتيات؟
سهاد بنبرة هادئة:
إصبري قليلا يا نهال، أنا واثقة بأن الفرج
قريب.
فاتنة بنبرة ساخرة:
يالك من واهمة يا سهاد، سنبقى نعمل هنا
حتى نشيخ و نموت هنا، و ليس لدي مشكلة
في ذلك لأنني أتقاضى مبلغا كبيرا.
تضايقت نهال من كلام فاتنة و قالت بنبرة
منزعجة:
إحتفظي برأيك لنفسك أيتها الجشعة، أما أنا و
سهاد فسنرحل من هنا قريبا جدا و تظلين هنا
تخدمين هذه المتغطرسة و تلعقين قدميها
لترضى عنكِ.
غضبت فاتنة من كلام نهال و ضغطت على
الخرقة بيمناها و أرادت أن تحشوها في فاه
نهال لكن سهاد وقفت في طريقها و قالت بنبرة
غاضبة:
إن لمست نهال فستندمين أشد الندم يا فاتنة.
رمت فاتنة الخرقة جانبا و خرجت من المطبخ
ثم قالت سهاد:
إحذري من فاتنة فهي لن تسكت أبدا على
إهانتك لها.
نهال بنبرة حازمة:
إطمئني يا سهاد، لن أكون فريسة سهلة لهذه
الأفعى، و سألقنها درسا لن تنساه طوال
حياتها.
يتبع في الفصل القادم......