تكملة الفصل الأول

3109 Words
في اليوم التالي : وقفت عزة في حمام الجامعة تغير ملابسها المحتشمة بأخرى أكثر التصاقا بجسدها فهى ان خرجت بتلك الملابس فى قريتها ستلوك الألسنة بسيرتها فى كل مكان لذا أخذت الملابس معها بحقيبتها لتلبسها هنا وأخذت تزين وجهها ببعض من مستحضرات التجميل فاليوم أخيرا ستقابل العاشق المجهول الذى ظل يتحدث معها منذ فترة عالواتس أب ويرسل لها برسائل حب يتغزل بجمالها ويداعب انوثتها حتى تعلقت به هى الأخرى فهو من المفترض أنه أحد زملائها فى الجامعة لكنها وقعت لدرجة أنها أخبرته أنها تحبه ومهما كان شكله سترضى به وتكلمت معه بجرأة.. صحيح أنها لازالت تحب ابن خالتها حسين لكن ما العمل ؟..هو متمسك بتلك العلقة كارمن لذا هى فقط ستعيش حياتها وستنساه لذا قررت أن تقابل ذلك الشاب وقلبها يتلوى شوقا لرؤية الرجل الذى ظل يحدثها يوميا منذ فترة وتتمني أن يكون وسيم فتتباهي به أمام تلك الحقيرة كارمن.. فخرجت من الحمام لترى أصدقائها ناريمان و علياء ينتظرونها بالخارج فقالت احداهما وهي تصفر:- - "يا سيدى يا سيدى على الجمال " وقالت علياء وهي تضحك :- - " خلاص أخيراً هتقابلى العاشق الولهان اللي ق*فتينا كلام عنه النهاردة " ردت بغنج وهي تبتسم فهى أخبرتهم لتتباهى أمامهم بجمالها وأن الكثير من المعجبين تحت قدميها وقصت لهم أن أحدهم يراسلها يتغنى بجمالها و جعلتهم يرون رسائله وقالت لهم أنها ستضطر اليوم لتقا**ه لتقطع عنه الأمل وأنها فقط سترفضه بغرور أنثوي قائلة وهي ترفع رأسها بشموخ :- - "أه هقا**ه عشان أخلص من ذنه دا كل يوم يبعتلى رسايل لما زهقت " فقالت ناريمان بفضول خبيث :- - "عايزة تفهمينا يعنى إنك متعلقتيش بيه أو حبتيه !!" ردت عليهم بعجرفة :- " أنا مبحبش أى حد والنهاردة هقا**ه عشان أخليه يبطل يحبنى ولو عايزين تعالو معايا بس بشرط لما يجى هتقفوا بعيد وسيبونى معاه لوحدينا" وصلها صوت رسالة ففتحتها بشوق استطاعت إخفائه خلف ملامحها الباردة أمام أصحابها وهي تُريهم إياها بعد أن قرأتها :- - "حبيبتي متتأخريش عليا أنا مستنيكى على نار " فضحكوا جميعا وقالت علياء:- " يا سيدى يا سيدى دا واقع لشوشته فى دباديبك يلا نروح عشان نشوفه" وبالفعل تحركوا جميعا وبعدها توقفوا عند المقهى المقصود ليحدقوا بكل المارة لعلهم يتعرفون عليه فوصلتها رسالة أخرى ففتحتها وهم ينظرون معها لتصدمهم محتواها " ها يا حبيبتى عرفتينى ولا لسة أنا واقف أُُدامك أهو بصى هتلاقينى وحلو اللبس الضيق بتاع العاهرات دا " نظر جميعهم فى أن واحد للواقفات أمامهم فوجدوا كارمن ومعها أربعة بنات أخرى وكانت تنظر لعزة بكل سخرية ويعلو وجهها الانتصار والشماتة . فوقفت عزة وقد كانت تحاول أن تفهم ما الذي يحدث !!..وأين عاشقها الولهان !!..وماذا تفعل كارمن هنا!!.. لكن قاطع أفكارها كارمن قائلة - " ها يا عمرى عرفتى مين العاشق الولهان ولا لسة؟.. " قهقه أصدقاء عزة وكادوا يموتون من الضحك على صديقتهم المتعجرفة التى تكاد أنفها تصل السماء فقالت ناريمان وهى تقهقه غير مصدقة سذاجة عزة :- - " الموضوع طلع مقلب يا حلوة تعيشى وتأخدى غيرها " وقالت علياء وهي تضحك هي الأخري :- " يا سلام أما حتة مقلب سقع مبيقعش غير الشاطر فعلا يا عزة وكنتِ رسمة علينا الدور من كتر المعجبين بسيادتك منظرك بقى وحش أوي ياريت يا حبيبتى بعد كدة منسمعش صوتك تانى " وتحركوا مبتعدين عنها وهم يضحكون عليها .. فأحست عزة كأن أحدهم صب عليها ماء مثلج وكانت تشعر بالغل والحقد يزداد داخلها تجاه تلك الحقيرة كارمن التى قالت لها بتهكم وهي تنظر لها بغضب يغلي بداخلها بسبب ما فعلته لها من حقارة :- "يااااااه مكنتش أعرف ان الحلوة مثيرة للشفقة أوي كدة و كان نفسها تعيش قصة حب للدرجة اللى تخليها تتعلق بحبال دايبة فى الهوا وتتعلق بحبة كلام عالنت زى الهبلة " كانت عزة فى حالة من الصدمة لتستوعب الذى حدث لها فعلياً فليس هناك عاشق يحبها وأصدقائها للتو سخروا منها و أهانوا كرامتها فحدقت بكارمن بكل غل وقالت بغضب عاصف :- - " بقى أنتى تعملى فيا أنا كدة ودينى لهوريكى هاعمل فيكى ايه" وتحركت تجاهها لتلكزها بكتفها بقوة لكن أصدقاء كارمن تجمعوا حولها يدفعونها بقوة بعيداعن كارمن فكادت تسقط على الأرض ... فقالت مها بتهكم " يا ريت يا حبيبتى تكونى إستوعبتى اللى حصلك كويس " وأكملت نورا لها وهي تفرد عضلاتها لتخيفها :- " من الأخر كدة لو جيتى ناحية كارمن تانى مش هيحصلك طيب يا حلوة " وغمزت لها وفاء وهي تقول بتهكم :- - " وياريت تبلغى صاحبتك الغندورة هدى تلم نفسها كدة وإلا هنجيب راسها الأرض زي ما عملنا فيكى" وأكملت داليدا حلقة الرعب بأن قالت :- " بطلى غل بقى ناحية كارمن حسين اختارها هى وبيموت فيها فاقبلى بالأمر الواقع يا حلوة" شعرت عزة بالجنون فلقد تصرفوا حولها كعصابة إجرام وهى وحيدة بينهم و ينظرون لها وكأنهم سيأكلونها حية لماذا الكل يحب كارمن ومخلص لها هكذا ويدافعون عنها باستماتة !!..أما هى لا أحد يعبئ بها حتى أصدقائها سخروا منها بسبب عجرفتها وكَذبها الدائم عليهم وتركوها وحدها .. فحدقت بهم جميعا وهى تتوعد كارمن بأن تحرق قلبها فهى لن تجعلها تهنئ بحسين فهى ستفعل المستحيل لتنغص حياتهم وستفعل أى شئ لإساءة سمعتها حتى يكرهها الجميع ..هذا ما أقسمت عليه بداخلها وجعلها تروي غضبها قليلا فنظرت كارمن لها بثقة وأكملة حلقة الحوار قائلة :- - "من الأخر بقى أنا معايا لقطات لمحادثتنا مع بعض وخصوصا الجزئية اللى إعترفتى فيها بحبك للعاشق السرى ومعايا كلامك الجرئ اللى قلتيه.. يعنى من الأخر كدة روحك فى ايدى لو حبيتى تلعبي معايا تانى الحاجات دى هتوصل لأخوكى وأهلك فاهمة ولا مش فاهمة " اتسعت عيني عزة والجنون يتلبسها بينما تقول كارمن مكملة :- " أحسلك يا ماما تبعدى عن طريقى وإنتِ عارفة كويس إنى مبسيبش حقى واللى حصل دة كان قرصة ودن وصدقينى المرة الجاية المقلب اللى هاعمله فيكى مش هيبقي أدام كم واحدة من أصحابك بس ثقى فى دا يلا يا بنات " وبعدها تحركوا جميعا يرحلون تاركين ورائهم عزة تكاد تموت قهرا. *************** في الوقت الحالي قبل حادث صقر بساعتين : -" عرفتوا مين اللى منظم الحفلة دى يا بنات!!.. بيقولوا أن حفلة الأطفال في الدار منظمها ابن وزير المالية " قالت نورا هذا الكلام بلهفة لصديقاتها وكأنها تدلي بسر حربي فردت كارمن عليها بتهكم:- - " أتاري في حُراس وصحافيين وإهتمام خاص النهاردة أنا كنت مفكراها حفلة عادية ..لأ دى كدا هتبقى حفلة غير خالص " فردت وفاء باهتمام :- "أنا سمعت إنه مرشح نفسه في البرلمان " لم يعجب كارمن الكلام وقالت بسخرية :- " يابنتى الناس دي الله أعلم نيتهم ايه..في الأخر بيبقي كله دعاية " وفي هذه اللحظة أقترب الأطفال من كارمن وصديقاتها قائلين لهم بمرح :- - "يلا عشان نلعب مع بعض " فابتسم الجميع وضحكوا بمرح بينما قالت لهم كارمن ضاحكة :- - "طيب اسبقوني أنتوا أنا هروح الحمام الأول عشان أتوضي وألحق صلاة العصر " وانسحبت كارمن من بينهم وهي سعيدة لإنتهائها من الامتحانات وترفض بقوة أن يعكر صفوها أي شيء .., فرن هاتفها بإلحاح وهي علي وشك دخول الحمام فأمسكت حقيبتها لتخرج هاتفها بينما فتحت باب الحمام الخارجي وأغلقته خلفها بإحكام ونظرت للمتصل وقد كان كريم شقيقها فردت عليه بينما تخلع حجابها فقال هو لها دون تحية وهو غاضب :- - "كارمن فين التاب بتاعى مش لاقيه في أي حته " أوه تباً لقد أخذته منه بالأمس ونست إعادتة لغرفته فقالت بتوتر :- - "طب مفيش سلام عليكم الأول يا كيمو يا حبيبي " رد عليها بعصبية قائلاً :- - "سلام عليكم ها يا ستى هو فين ؟..مستعجل أوعي تكوني خدتيه ؟.." فقالت له بمشا**ة :- - " طب لو قلتلك على مكانه تتجوز واحدة من أصحابى .. ولا أقولك أتجوزهم كلهم الشرع حلل أربعة والله كلهم كيوت خالص " - "كارمن أنا مش فاضيلك أنا عندى شغل انجزى وقولى مكانه فين " تنفست بحنق من كريم لعصبيته عليها وقالت له لتغيظة :- - "طيب أنا بقا خادته وإستخدمته وهتلاقيه جوا دولابي " وأنهت الاتصال بسرعة قبل أن يصلها غضبه وتوعده لها وضحكت بقوة متخيلة رد فعله الآن فهو حذرها كثيراً من لمس التاب الخاص به وقالت لنفسها ضاحكة :- - "أحسن عشان يرفض يختار واحدة من أصحابي لكن علي مين وراه والزمن طويل " ثم بدأت تتوضأ و أزاحت تنورتها حتي الفخذ لترفع قدميها لتغسلهم وبعد أن انتهت ارتدت حجابها وعدلت ملابسها غافلة عن زوج من العيون خلفها تراقبها بتفحص شديد .. فهذا الرجل قد خرج منذ وهلة من غرفة الحمام الصغيرة ليجد هذه الفتاة تقف في حمام الرجال بوقاحة كاشفة عن ساقيها وشعرها ..ما هذه الجراءة التي صارت تصاحب النساء ؟.. و فجأة جال في رأسه حوار مثير تم مع والده البارحة على العشاء حيث قال له :- - "المعركة الإنتخابية فى مجلس الشعب المرة دى هتبقى شرسة يا صقر إنت نازل معاك ناس جامدة ,وعارفين مدي قوتي ,ودعمي ليك ,وعشان كدا لازم تخلى بالك كويس أوى لأنهم ممكن يعملوا أي حاجة عشان يربطوك بأي فضيحة " فابتسم وقتها بسخرية وقال له :- - "متقلقش عليا خالص يا سيادة الوزير أنا جمعت أفضل العناصرلحملتى الانتخابية والنملة مش هتعدي من تحت إيديهم " - "أكيد أنا واثق فيك يا صقر و مش محتاج أفكرك في السياسة أهم حاجة صورتك قدام الكل يعنى أى تصرف غلط هتنهى مستقبلك السياسي من قبل ما تبدأه ..الفترة دي حرجة ومفاضلش وقت كتير على الانتخابات و سعد دكرور ده أقوي واحد نازل قصادك كمرشح مستقل ,وعلاقاته كتير وأنا وأنت نعرف كويس إنه بيستخدم علاقات مش نضيفة عشان يش*ه سمعة أى مرشح داخل قصاده فلازم تكون حريص أوي فاهم" كان الكلام يرتسم برأسه بينما يحدق بتلك الجميلة التي كما بدا له تصرفها مريب أدخل الشك لقلبه وبدأ يثبت له صحة كلام والده كلياً ... أما كارمن بما أنه لم يكن هناك مرآة بالحمام الكبير الذي يحتوي علي ثلاث غرف من الحمامات الصغيرة بداخلة لم تكن تنتبه لذلك الشاب الذي يحدق بها وأنهت ضبط حجابها وملابسها ومدت يدها لألتقاط حقيبتها التي وضعتها جانباً لتخرج من هنا كي تصلي وتلتحق بصديقاتها لكنها ما أن التفتت حتى شهقت بقوة وأوشكت علي الصراخ لطلب النجدة فأمامها رأت هذا الرجل الذي كان يقف هادئاً مستندا بالحائط و يعقد ذراعيه حول ص*ره و كانت ملامحه قاسية ..لكن قبل أن تبدي رد فعل لاحظت ورائه تلك المراحيض الصغيرة الخاصة بالرجال والتي لا توجد بحمام النساء ففهمت اللَبس وكتمت فمها بيديها.. ا****ة على غبائها هل دخلت حمام الرجال بالخطأ ؟..يا للمصيبة كيف حدث هذا وهي تحفظ المكان جيداً !!..لابد أنها لم تنتبه للأمر بسبب رنين هاتفها المُلح لاتصال كريم بها فالمرحاض الخاص بالنساء يقع بجوار الرجال لذا اختلط عليها الأمرفنظرت للرجل الوسيم الذي يقف قبالتها لا يمكنها النطق بكلمة .. أما عن الرجل أمامها كان لايزال عاقداً ساعديه وأيضا حاجبيه بحزم و ينظر لها بق*ف شديد فهل حقا هذه الفتاة تم الدفع لها من قبل أحد خصومه ليستغل وجود الصحافة هنا كي تفتعل له فضيحة غير أخلاقية ؟.. فقال لها بصوت أجش يتخلله التهكم :- - "ها هتفضلى واقفة مستغربة كدة كتير " نظرت له وهي تحاول أن تستوعب فداحة فِعلتها ثم ..ا****ة منذ متى وهذا الرجل هنا !!..وهل رأها بدون حجاب يا للمصيبة ثم كتمت شهقة أوشكت علي الخروج منها ..يا ألهي لقد رفعت قدمها لتغسلها على الحوض وقد تعرت حتى بداية فخذيها تبا لغبائها اللعين الذى جعلها لم تنتبه لتقع بهذا المأزق الصعب.. ماذا سيقول عنها ذلك الشاب الوسيم الآن؟.... فبلعت ريقها بصعوبة ون**ت رأسها لوهلة لا تستطيع رفعها من الخجل وقالت معتذرة بخجل وهي تبتسم لتحاول تلطيف الموقف المحرج :- " أنا أسفة والله مكنتش أقصد .. عن أذنك " وكانت علي وشك الهروب لكن نظراته أقلقتها فهي ذكرتها بنظرة الصياد للفريسة قبل ألتهامها ووجدته يقول بنبرة باردة ساخرة وهو يسد عليها طريق الخروج :- - "وأنا بقى المفروض إنى أصدق الهبل دا ..مش كدا " لقد فهمت فهل يظن هذا الظريف أنها قصدت هذا ..كم هو مغرور له الحق طبعاً ليغتر بسبب وسامته الغير طبيعية فظن أنه لا يُقاوم ..نظرت له بضيق ووضعت ساعديها حول ص*رها تأخذ وضع هجوم وقالت بعصبية - "هبل !!..ايه اللى أنت بتقوله دا يا حضرت " أكمل بسخرية عتيدة وعيناه تدق شرار :- - " يعنى عاوزة تقوليلى إنك مقصدتيش تيجى مخصوص ورايا الحمام لسبب معين في دماغك يا حلوة " وأقترب منها قائلاً بقسوة :- - "ها مخبياها فين ؟.." فابتعدت خطوة للوراء شاهقة وهي تصيح به بغضب هادر :- - " مخبية إيه !!..إبعد عني دا أنت مش قليل الأدب بس لأ,ومُهزأ كمان.. وإن شاء الله مين إنت أصلاً يعنى عشان أجى وراك " اقترب تجاهها وهو يمشى بخطوات مدروسة وهو يحدق بكل جزء بجسدها فلابد أنها تخفي كاميرا معها كي تقوم بتصويره بوضع مخل تفتعله معه ربما ..بينما هى ظلت تتراجع للوراء بتلقائية من حركاته تجاهها حتى التصقت بباب الحمام المُغلق فاقترب أكثر ليطل على وجهها بطوله الشاهق ووضع يداه الاثنان حولها ملامسا الجدار ليحاصرها مما جعلها هذا تشهق عاليا من إقترابه الشديد جدا ورغماً عنها إضطرت لمواجهة وجهه الذي إقترب منها ورغم رعبها من الموقف ومنه إلا أن جاذبيته الشديدة أثرت بها وعيناه ..أه من عيناه فهي بلون المروج الخضراء كيف يمكن أن تخاف من مخلوق رائع بهذا الشكل!!.. فشعرت بارتجاف فى كامل جسدها فحضور هذا الرجل طاغي..حقا طاغى واكتسحها بشدة....فاستجمعت قواها العقلية عليها أن تتصرف فما يحدث لها الآن ه***ء وهو إن ظن أنه يستطيع إيذائها فهو واهم فوجدته يقول بنبرة غليظة مهددة :- "أنتِ هتضحكى عليا يا بت أنتِ..إعترفى مين اللى زقك عليا ..اتكلمى ولو متكلمتيش مش هتخرجى من هنا النهاردة " كانت مذهولة مما تسمع لكنها قامت بدفعه بغضب ثم ما الذي يقصده بكلامه ؟.. فشعرت بالجنون وقالت بنبرة مرتعدة حاولت رسم فيها الثقة لكنها لم تستطع :- " إبعد عنى دلوقت يا اسمك إيه انت.. أحسن مش هيحصلك طيب" عقد حاجبيه بشدة وقال :- " جميل جدا حلوة الشجاعة دى يا حلوة .. يلا بهدوء كدة اتكلمى وقولى مين اللى قالك تعملى كدة " شعرت أنها وصلت لأعلى مرحلة من الغضب فما الذى يهذى به هذا الرجل ؟.. لذا عدت لعشرة وهى تغمض عيناها وتتذكر ما تعلمته فى فنون الدفاع عن النفس فهى يجب أن تستغل أقرب منطقة حيوية إليها لتضعف قوته لذا على الفور قالت وهى تصحب كلامها بفعلها :- - " متنساش إنى حذرتك يا كابتن" تأوه بشدة.. بعد أن رفعت كعب حذائها و داست على قدمه بشدة ثم ركلته بركبتها تحت الحزام بكل ما أوتيت من قوة ثم نفضت يديها بانتصار عندما أبتعد متأوهاً بقوة ودفعته ليسقط أرضاً ونظرت له بعدها من علو قائلة بتهكم :- " مع السلامة يا أمور متبقاش تقطع الجوابات ومتنساش إني حذرتك " وخرجت من المكان أما هو شعر بألم شديد تبا لغبائه لقد صرف حراسه الشخصيين حتى لا يذهبوا معه الى الحمام معتقداً أن المكان آمن .. أما فى الخارج كان أحد الحراس الشخصيين ينزل أسفل البناية حتى يتفقد سيده فهو تغيب كثيرا ... رأى تلك المرأة فى طريقه إنها جميلة وجذابة ولفتت نظره فقام بمغازلتها غامزاً لها أما هى فنظرت له فقط بغضب فهذا ما كان ينقصها أيضا لذا أسرعت لتختفي من هنا ولتحاول تناسي ما حدث لها قبل قليل مشفقة علي الرجل الذي لا تعتقد أنه سيكون قادر علي الإنجاب بعد هذه الض*بة التي نالها ..لكن هو يستحق أليس كذلك ؟..فمن سمح له بالعبث معها ؟..فابتسمت لنفسها وهي تتذكر جاذبيته التي لا يستحقها بسبب أسلوبه الفظ الغليظ ومحاولته التحرش بها ذلك الحيوان .. أما الحارس وصل للحمام لتفقد سيده لكنه شهق بقوة وأخرج سلاحه الناري وهو ينظر حوله بحذر قائلاً لسيده الذي كان يرقد أرضاً ويبدو عليه الألم الشديد :- - " مين اللى عمل فيك كدة يا باشا " وساعده ليستقيم علي الفور فنهض صقر والدم يغلي بعروقة هل يعقل أن يتم ض*به هو بواسطة إمرأة ؟.. فقال وهو يكتم ألمه للحارس بغضب هادر وهو يحاول تمالك نفسه :- - "روح بسرعة إمسك البنت اللى لسة طالعة من هنا حالاً " نظر له الحارس ببعض الغباء ثم تذكر تلك الجميلة التي غازلها للتو فتحرك على الفور ليستجيب لأوامر سيده وبالفعل لحقها وكانت بسبب ما حدث نست أن تتجه للجامع وإتجهت لأصدقائها تريد أن تقص عليهم الموقف الهزلي الذي تعرضت له فصعدت لمكان الحفل ووقفت مع مديرة الدار فاتجه الحارس ناحيتها وأمسك ذراعها فذعرت وحاولت التملص وهى تقول له بغضب :- "أنت بتعمل إيه يا حيوان إنت؟.." فقال لها بمهنية وبطريقة آلية إكتسبها لطبيعة عمله :- "تعالى معايا بهدوء من غير شوشرة يا آنسة" فتدخلت مديرة الدار قائلة له بدهشة :- - "إنت عايز منها إيه !!.. مش إنت بردو واحد من حراس صقر بيه ؟.." - " أيوة والست دى إحنا مشتبهين فيها" حارس صقر الدهشوري ومشتبه فيها !!..قامت كارمن بربط الأحداث بسرعة فهى سريعة البديهة فهى تعلم أن إبن الوزيرهو منظم الحفل ويدعى صقر الدهشورى فهل يعقل أن ذلك الشخص الذى أذته للتو هو صقر نفسه !!..مستحيل أي صدفة تعيسة هي هذه ؟..لهذا ظن أنها كانت تريد افتعال فضيحة له ولهذا تصرف معها هكذا فقالت بتلعثم شديد غير مُصدقة ما توصلت له بأفكارها :- " واضح إن كل اللي حصل كان سوء فهم ..و أنا مقصدتش اللى حصل لابن الوزيرصدقني " فنظر لها الرجل بدهشة لا يفهم شيئاً بينما قالت مديرة الدار للرجل :- " أكيد في حاجة غلط دى كارمن متطوعه معانا هنا من كم سنة وعارفينها كويس خدني لصقر باشا وأنا هشرحله بنفسي " لفت حديثهم بعض الصحفيين الذين كانوا بالمكان لذا نظر الحارس للمديرة ولم يرغب باثارة شوشرة وقال لها :- - "ماشي بس ممنوع الآنسة تمشي من المكان إلا لما نتأكد من اللى حصل " وتحرك مع المديرة بينما تنظر لها المديرة لتفهم منها ما حدث فقالت كارمن ما حدث لها باختصار وعن سوء الفهم فهزت المرأة رأسها وربتت علي كتفها قائلة لها بهدوء :- - "متقلقيش دا موضوع بسيط هحله علطول " ف*نهدت كارمن براحة أخيراً وشكرت المرأة وذهبت فى إتجاه أصدقائها وهى تكتم ضحكاتها بصعوبة فهى للتو ض*بت ابن الوزير ذلك الوسيم.. - " هو وسيم بس دة قمر .. الله يخربيت غبائك يا كارمن هتروحى فى داهية من أفعالك الغبرة .. يووووه أديني نسيت صلاة العصر لما أروح أصلي في الجامع بسرعة " هكذا حدثت نفسها ثم ذهبت وأدت فرضها بالجامع وعندما عادت بدأت تبحث عن أصدقائها فوجدتهم مندمجين فى اللعب مع الأطفال فذهبت تجاههم واندمجت هى الأخرى مع الأطفال. أما صقر كان فى قمة غضبه وهو يعدل من هندام ملابسه ويكاد ينفجر وبعدها إقترب منه حارسه ومعه المديرة التي قصت عليه حقيقة الأمر وأعتذرت له نيابة عن كارمن وأنها فقط مجرد متطوعة هنا منذ سنوات لذا هى ليست مشتبه بها لتفعل له شيئا علي الإطلاق وفقط كان الأمر صدفة سخيفة .. فاستعاد صقر رباطة جأشه بعدما زال ذلك الألم الشديد وقال للمديرة بابتسامة متكلفة :- - "حصل خير اسبقوني أنتوا وأنا هحصلكوا عشان نبدأ الحفلة " بينما كان يستشيط غضباً بداخلة وهو يتمتم لنفسه :- - "بقى أنا صقر حازم الدهشورى .. حتة عيلة زى دى تعمل فيا أنا كدة" ثم عدل سرواله وقد إطمئن أن كل شئ على ما يرام لكنه فكر بتسلية :- - " ربنا يستر بقى فى مستقبلي ومينقطعش نسل العيلة بعد الض*بة دى" ثم شق ثغره ابتسامة عابثة ساخرة وهو يفكر :- - " ولو دا حصل مش هتلاقي مكان تستخبي فيه مني طب والنعمة لأتجوزها عقاباً لها " هكذا حدث نفسه بسخرية مما تعرض له فتلك الحمقاء كادت أن تحطم أعز ما يملكه الرجل لكن عليه الاعتراف هو من أخطئ وتمادى معها...لكنه لم يندم فهى و**ة وتستحق ما حدث لها علت الابتسامة الساخرة ثغره مجددا وهو يتذكر ارتجافها عندما إقترب منها..يعلم تأثيره على النساء جيدا ..ما هذا الذى يهذى به تحسس شعره للوراء وعبس مجدد ونادي لحارسه وصاح به :- - " يلا خلينا نروح نخلص اليوم الغريب اللى مش فايت دا " فنظر له حارسه بتعجب من ردة فعله وهو يراه رغم صياحه وفراغ صبره هناك ابتسامة تداعب شفتيه بشكل مريب فهو دائم العبوس والجدية .. فتحرك يتبعه فى هدوء.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD