صدح صوت اذان الفجر، تململت لين بتكاسل ثم فتحت عينيها ببطئ و هزت راسها بألم، تشعر بان جسدها يؤلمها بسبب طريقه نومها الخاطئه.
انحنت توقظ اخاها الصغير بصعوبه اخذته إلى حمام المسجد الفارغ غسلت له وجهه و ألبسته بعض الثياب السميكه استعدادا للمغادره.رواية بقلمي ياسمين عزيز
نسمات الهواء البارده التي لفحت وجهها و هي تطل من الباب الجانبي الصغير للمسجد. فالبرغم من دخول فصل الربيع الا ان الطقس مازال يحتفظ ببعض البروده خاصه في وقت الفجر.
نظرت بتوجس إلى الشارع الفارغ من المترجلين.
السيارات تمر ذهابا و ايابا دون توقف، سارعت بخطواتها و هي تلاحظ توقف سياره سوداء اللون بالقرب منها.
صوت انثوي يناديها باسمها اجبرها على التوقف.
التفتت لتجد امرأه جميله في بدايه الاربعينات ترتدي ملابس محتشمه ع** النساء الذين راتهم بالأمس عندما كانت تتسكع في الشوارع . فقد بدون متحررات و هن يرتدين ملابس فاضحه تبرز مفاتنهن.
ابتسمت المراه قبل أن تقول:"مرحبا انا اسمي اصلي هل انت لين".
هزت لين راسها بايجاب قبل أن تقول بلغه تركيه مت**ره:"نعم انا لين. ماذا انت تريدين؟".
ضحكت اصلي ثم اردفت :"لا تخافي انا قريبه أمام هذا المسجد انه رجل طيب لقد حكي لي عنك و قال لي بانك لا تمتلكين مأوى انت و اخاكي الصغير".
انحنت لتبعثر شعر اوس بلطف ثم اكملت:" هيا معي منزلي كبير يمكنك المكوث معي إلى أن تدبري امورك فكما ترين الشارع خطر هنا و انت وحيده".
بالرغم من طريقه كلامها السريعه الا ان لين فهمتها ففي المده القليله التي تعلمت فيها اللغه التركيه في المخيم استطاعت فهم جميع المفردات الا انها مازالت تواجه بعض الصعوبات في النطق بلغه سليمه.رواية
بقلمي ياسمين عزيز
ركبت معها السياره و هي تضع اوس في حضنها، فالبرغم من عدم ثقتها بالغرباء الا انه لم يكن لها حل آخر، فإما الذهاب معها و اما التشرد في الشوارع.
عبرت السياره بوابه الكترونيه عملاقه لتسير بهدوء في ممر طويل تحيط به مساحه خضراء لا نهايه لها.
شهقت لين بخفه و هي تتأمل باعجاب الأشجار الكثيره و الورود المختلفه التي تزين الحديقه الكبيره.توقفت السياره أمام قصر اقل ما يقال عنه خرافي باضوائه الخافته المريحه للبصر.

حملت لين اوس الذي غط في نوم عميق و تبعت اصلي إلى داخل القصر.

توسعت عينيها و هي تتأمل جمال ماترى، كل شي يصرخ بالثراء و الاناقه.
صوت اصلي و هي تنادي إحدى الخادمات ايقضها من شرودها.
"لين هيا ستاخذك الخادمه إلى غرفتك انت متعبه، سنتحدث لاحقا اذا احتجت إلى شي فأنا موجوده".
اكملت اصلي كلامها ثم انسحبت بهدوءإلى إحدى الغرف فيما صعدت لين الدرج بحذر الخادمه التي فتحت إحدى الغرف الموجوده في آخر الممر.
ابتسمت لين باعجاب و هي تشاهد غرفتها الجديده

لقد كانت غرفه واسعه يزينها اثاث عصري يمزج بين اللونين الأبيض و البني، يتوسطها سرير ابيض و ستائر بيضاء انيقه تتوزع بشكل جميل على طول الشرفه الزجاجيه، إلى جانب سجاده ذات فرو ناعم تغطي جزءََ كبيرا من الارضيه البنيه اللون و اخيرا التلفاز العملاق ذو الشاشه المسطحه.
انتبهت لين إلى بابين صغيرين فتحت الباب الأول لتتسع عينيها و هي ترى

غرفه ملابس كبيره تحتوي على المئات من قطع الملابس النسائيه و احذيه و حقائب من احلى و أغلى الماركات العالميه. مررت لين يديها على الفساتين الملونه باقمشها المختلفه اختارت فستانا بسيطا اسود و وشاحا باللون الأزرق القاتم و حذاءََ اسود اللون بكعب مسطح ثم توجهت إلى الباب الاخر لتجد حماما كبيرا رائعا مجهزا بمختلف الزيوت العطريه و سوائل الاستحمام.

انتهت لين من أخذ حمام طويل منعش ثم لبست ملابسها و تركت شعرها البني الناعم بتموجاته الطبيعيه الساحره منسدلا على ظهرها تفاجأت بوجود خادمه تحمل صينيه عليها مختلف انواع الاطعمه الشهيه.
"شكرا لك".
لم تفتها نظرات الخادمه و هي تتأمل جمالها الفتاك بدءََ من عينيها الخضراء و بشرتها البيضاء المائله إلى اللون الوردي و شفتيها المكتنزتين بلونهما الأحمر الطبيعي. و جسدها المغري الذي ظهرت بعض انحناءاته تحت ثوبها الانيق. لقد كانت ايه من الجمال
الطبيعي رغم قصر قامتها. رواية بقلمي ياسمين عزيز
ابتسمت لين بلطف قبل أن تعيد سؤالها للخادمه:"من فضلك، اريد بعض الملابس، لاوس اخي".
"سيدتي هناك غرفه اخرى للصغير". اجابتها الخادمه و غادرت تاركه لين في حيره. فالسيده اصلي خصصت لهما غرفتين منفصلتين لكن لماذا هي مجرد ضيفه لماذا كل هذا الاهتمام؟ كان يكفيها ان تعطيها غرفه صغيره عاديه.
قطع تفكيرها صوت أخيها و هو يهزها من كتفها قائلا و هو مازال يتثاءب :" اختي انا جوعان خلينا ناكل".
قبلت لين اوس من خديه المحمرين ثم وضعت الصينيه امامها و بدأت بإطعامه ببطئ.
في مكان آخر. يجلس جان باسترخاء أمام شاشه كبيره، يترشف كاسا من النبيذ الفاخر، يراقب كل ماتقوم به لين من خلال كاميرا مخفيه في احدى زوايا الغرفه. ابتسم بخبث و هو يتخيل نفسه يمزق شفتيها المغريتين باسنانه و...
يتبع ♥️❤️♥️❤️