مساءا استيقظت من النوم و انا اشعر براسي يكاد ينفجر من الألم لم يكن من عادتي النوم نهارا لكنني و لسبب اجهله شعرت بحاجتي الشديده لأخذ قيلوله بعد الغداء.
زحفت بجسدي إلى الخلف ببطئ لارتكز على حافه السرير. فتحت عيناي و انا افرك جبيني باصابعي في محاوله لتخفيف الألم.
شهقت بفزع عندما رأيت رجلا ضخما يقف في شرفه الغرفه. قفزت من السرير ابحث عن وشاحي لاضعه على راسي باهمال، ألقيت نظره سريعه على ملابسي ثم التفتت اليه و انا اصرخ بغضب:"من انت؟ ماذا تفعل في غرفتي؟".
زادت دهشتي و انا اشاهده يتقدم مني ببطئ و على ثغره ابتسامه ساخره و هو يقول :"تقصدين منزلي أيتها الجميله".
توسعت عيناي بدهشه عندما فهمت مقصده:"ماذا تقصد؟ منزلك؟ هذا منزل اصلي...".
تركته في الغرفه و توجهت إلى الباب بسرعه و قد تملكني غضب شديد:" حتى لو كان منزله لايحق له الدخول إلى غرفتي و انا نائمه، ماذا لو كنت نائمه او... او عاريه... يا الهي من الممكن انه قد تحرش بي و انا نائمه، الوقح.. عديم التربيه".
تمتمت داخلي و انا افتح كل الغرف التي اقابلها في طريقي. ناديت بصوت عال و انا انزل الدرج بسرعه:"اختي اصلي أين أنت؟ ".
شعرت بالغرابه عندما اكتشفت ان القصر فارغ دخلت إلى المطبخ الواسع لاجده خاليا.
ناديت على الخادمات لكن لم يجبني احد، يبدوا ان الجميع قد رحل عندها تذكرت اخي اوس، أسرعت إلى غرفته و انا اجري كالمجنونه اصرخ: اوس اوس وينك، أخي وين رحت؟ ".
فتحت باب غرفته لاجدها مرتبه كما تركتها صباحا، نظرت الى الساعه المعلقه على الحائط فوجدتها الخامسه مساءا اي ان موعد رجوعه من النادي قد حان منذ اكثر من ساعه، اعدت ترتيب وشاحي الذي تبعثر بسبب حركتي الكثيره و انا اثرثر دون توقف، كنت أحاول تهدأه نفسي و السيطره على دقات قلبي المتسارعه.
عدت إلى غرفتي لاجد الرجل الغريب
يتمدد بارتياح على سريري، رمقني بنظرات غريبه و انا أمد يدي إلى هاتفي لاتصل باصلي.
فزعت بشده عندما جذبني فجأه من يدي لأسقط على السرير بجانبه، صرخت و انا اقاومه بحده،كنت اضربه على ص*ره ووجهه و لكنه لم يتزحزح قيد انمله، تعالت ضحكاته و هو يقبض على يداي الاثنتين يطوقهما معا و يضعهما فوق راسي،شعرت بالرعب الشديد و اغرورقت عيناي بالدموع عندما جذب وشاحي بقوه و رماه بعيدا بدأت اتلوى بذعر عندما رايته يقترب مني براسه شعرت بانفاسه الساخنه تلفح جانب راسي الايمن و عنقي.فجاه سمعته يهمس في اذني قائلا:"ششش كفى اهدئي".
توقف جسدي عن الحركه عندما رفع راسه يتاملني في هدوء يحسد عليه.
نظرت له برجاء و انا اقول بين شهقاتي :"ارجوك اتركني".
تراجع بجسده قليلا إلى الخلف و قد حرر معصماي من قبضته، انتفض واقفا فجأه يرتب ملابسه و هو يقول لي:"غيري ملابسك و انزلي إلى الأسفل ستفهمين كل شي".
بصق كلماته ثم خرج صافقا الباب وراءه دون الاستماع إلى اجابتها.
بعد دقائق طويله نزلت لين الدرج بجسد مرتعش. مشت بخطوات متردده إلى الصاله الكبيره، توقفت فجأه و كأن قدماها التصقت بالأرض عندما رأته يجلس باسترخاء على الاريكه الطويله يضع ساقه فوق الأخرى ينظر إليها بتركيز مثلما يراقب الفهد الصياد فريسته.
تنحنحت لين ليخرج صوتها مبحوحا بسبب صراخها و بكائها:"أين اصلي؟".
انزل جان ساقه و اعتدل في جلسته ثم قال بصوت قوي :"اصلي سافرت إلى لندن".
وضعت لين يدها تكتم شهقتها، اقتربت من جان هي تتمتم دون وعي باللغه العربيه :"و اوس وينه بترجاك قلي وينه اوس اخي ؟.
نظر جان إلى لين يتفرس وجهها الجميل و عينيها الزمرديه التي امتلأت بدموعها، ابتسم باستمتاع و هو يشعر بأناملها الرقيقه تمسك ذراعه.
شتم في نفسه عندما شعر بحراره جسده الذي تصلب تحت لمساتها البريئه، فكر للحظات ان ينقض عليها و يطفئ نار رغبته بها لكنه سيطر على نفسه نافيا أفكاره المنحرفه بشده.
رغم تكلمها باللغه العربيه التي يجهلها جان لكنه فهم سؤالها عندما سمع اسم اوس.
أجابها و هو لايحيد بعينيه عنها ينتظر رده فعلها
:"أخذته اصلي معها".
قطبت لين حاجبيها بعدم تصديق و حركت راسها
نافيه و قد ازدادت دموعها انهيار.
ابعد اوس يديها ثم تحرك من مكانه و هو يقول ببطئ لتتمكن من فهمه:"اسمعيني جيدا و حاولي ان تفهمي ما سأقوله لك اصلي ليست ملاكا انها اختي و انا من بعثتها إليك لتاخذك من أمام المسجد منذ شهر، هي لم تكن تعرفك و ان تعرف أمام الجامع كل ذلك من تخطيطي و هذا القصر هو لي"
نظر إليها برهه ثم تابع حديثه:"اصلي كانت تريد أن تتبنى طفلا و لكن امي رفضت هذا الأمر بشده هي حاولت معها كثيرا و لكنها كانت مصره لأجل الورث و اذا قامت اصلي يتبنى طفل من اي دور للأيتام، فامي ستعلم لذا عرضت عليها ان تاخذ اوس و ان ترحل إلى لندن اما انت فسبقين معي هنا في هذا القصر".
لحظات مرت على لين و هي جامده كالتمثال في مكانها لايسمع منها الا صوت أنفاسها التي ازدادت وتيرتها من الغضب و الحزن لاتصدق ان اخر فرد من عائلتها قد رحل، لقد وثقت في اصلي كانت بمثابه اخت كبرى لها، لم تكن تعلم أن كل مامرت به كانت مجرد تمثيليه، نظرت اليه و الدموع تنساب على خديها كشلال مياه مازال عقلها يرفض تصديق كلامه جرت نحو باب القصر بخطوات متعثره تحاول فتحه.
سمعت جان ورائها و هو يقول:"لا تتعبي نفسك يا صغيره الباب مقفل و النوافذ أيضا و هناك حراس خارج القصر لن تستطيعي الهرب".
عندها شعرت بارتخاء جسدها، ساقيها المرتعشتين اصبحتا هلامتين لا تقدران على حملها استندت بظهرها على الباب و تركت جسدها ينزل ببطئ حتى لامست الارضيه، أنزلت راسها إلى الأسفل باستسلام و شعور العجز و الخوف يجتاحان كيانها، تشعر بعجزها الشديد على حمايه اخيها الذي خطف، و خوفها من فقدانه. انتفضت بشده عندما امسك جان بذقنها ويرفع وجهها ليصبح مقابلا لوجه و هو يقول
:"لا تقاومي فكلما سارعت بتقبل الأمر كان أسهل عليك صغيرتي..".
يتبع ❤️♥️❤️♥️