الثانى
دلف حسن لغرفته ليجد سوسن فى انتظاره
سوسن بلهفة: اتأخرت كدة ليه يا حسن ده كلام
حسن: معلش حبيبتي اعمل ايه الشغل كدة
سوسن: اجهز لك العشا
حسن: لا مليش نفس عاوز انام
سوسن: طب انا عاوزاك فى موضوع مهم اوى
جلس أمامها وقال بإهتمام: خير يا سوسن عاوزة ايه
سوسن بسعادة: شريف نجح وخلص كلية
حسن بسعادة : طب الحمدلله وعاوز هدية طبعا يا شيخة فكرت حاجة مهمة
سوسن: لا مش اى هدية دى حاجة غالية اوى
حسن: ايه يعنى عربية جديدة ولا عاوز يسافر أوروبا اللى هو عاوزه هأعمله يا سوسن هو احنا لينا غيره
هزت رأسها بحماس وهى تقول: عربية ايه وسفر ايه بقولك هدية كبيرة
حسن: انتى كدة شوقتبنى عاوز ايه الواد ده
سوسن: عروسة
تهلل وجه حسن وقال: عروسة شريف عاوز يتجوز
هزت رأسها بنفس الحماس: أيوة ومش هتصدق حاطط عينه على مين!!!!
حسن بلهفة: مين طمنينى
سوسن بسعادة: جيداء بنت احمد وسماح
حسن بفرح: بجد شوف الولا قال وانا فاكرة بيجى معايا محبة فيا
سوسن: هههههه ماهى محبة بردوا
حسن: خلاص لما اروح يوم الخميس افاتح احمد مش هنلاقى عروسة فى ادب وجمال جيداء
************
فى الصباح توجهت سوسن لغرفة شريف لتبشره بموافقة والده وتخبره عن موعد الزيارة وأصر أن يذهب معهم وهو يحلم أن يرى السعادة على وجه حبيبته
مرت الأيام بطيئة على شريف حتى أتى اليوم الموعود وتوجه مع أبيه وأمه لخطبة جيداء
طرق الباب بمنزل احمد فأسرعت رؤى تفتح وما أن رأت حسن حتى قالت جيت فى وقتك يا عمو
علا أصوات الزغاريد من الداخل فدق قلب شريف بعنف وقال ل رؤى : فى ايه يا رؤى ايه الزغاريد دى
رؤى بسعادة: حددوا فرح رنا
ظهر الارتياح على وجه شريف بينما همس حسن: طب احنا تأجل النهاردة موضوعنا بقى
شريف: ليه يا بابا ما تخلى الفرحة فرحتين
حسن: مينفعش يابنى عمك احمد ظروفه على قده مش حمل جواز وخطوبة فى وقت واحد
شريف: بس احنا مش هنكلفه حاجة يا بابا
سوسن: اوعى تجيب سيرة الكلام ده احمد وسماح نفسهم عزيزة اوى ولو حسوا اننا عاملين فرق علشان الفلوس هنحرجهم جامد
شريف بضيق: يعنى مفيش فايدة هأستنى تانى
حسن: اصبر بس الفرح يعدى وبعدين نتقدم
زفر شريف بضيق حين خرجت رؤى من المطبخ تحمل صينية عليها اكواب العصير وتقول: الله عمو حسن واقفين كدة ليه
سوسن: يلا حبيبتي داخلين معاكى
دلفوا بالفعل لتقديم التهاني للجميع ويجلس شريف صامتا بأسى ينظر ل جيداء بحزن فقد كان على بعد خطوة منها فإذا بهم يعودون به خطوات للخلف
استغل شريف انشغال الجميع حين رأى جيداء تدلف للمطبخ فلحق بها بلهفة
شريف: جيجى حبيبتي وحشتينى اووووى
جيداء: شريف ايه جابك هنا اطلع برة
اقترب منها هامسا: مش قادر وحشانى اوى
جيداء بخجل: طب مينفعش كدة اخرج دلوقتى حد يشوفنا
شريف: انا كنت جاى اخطبك النهاردة
زاد تورد وجهها وهى تقول: تخطبنى النهاردة
شريف وقد زاد قربا منها : ولما جينا بابا قال استنى بعد الفرح
جيداء: عمو حسن عنده حق
وبدأت تدفعه للخارج بقلق : اخرج دلوقتى يا شريف
شريف بلهفة: جيجي انا بحبك ومش هعرف اشوفك
جيداء: الفرح بعد اسبوعين بس يا شريف علشان خاطرى روح اقعد معاهم
ابتعد شريف على مضض وقلبه يعتصر شوقا
انشغلت جيداء مع شقيقتها فى التحضير لعرسها حتى حين أتى شريف فى الاسبوع التالى لم تكن بالمنزل مما جعلها زيارة مملة مرهقة للأعصاب فقط يجلس عاقد ذراعيه يتابع احمد وحسن وهما يلعبان الطاولة
احمد: الاسبوع الجاي مفيش طاولة هترتاح من الهزيمة
حسن : هههههه طبعا يا ابو العروسة مين قدك
احمد: عقبال ما تفرح ب شريف
حسن :قريب اوى إن شاء الله
شريف: احممم والله يا عمى انا مستعد بابا اللى معطلنى
احمد: يعنى ناويت يا بطل طب استنى بقى بعد فرح رنا علشان نفضى لك
نظر حسن ل شريف بعتاب وقال: ما احنا مستنين بعد الفرح إن شاء الله
احمد: ومين سعيدة الحظ اللى عليها العين
هم شريف بالرد لولا أن فتح الباب ودلفت سماح والثلاث فتيات
سماح: السلام عليكم
الجميع: عليكم السلام
حين بود: ازيكم يا بنات
الفتيات: الحمد لله يا عمو
احمد: ها يا عروسة جبتى اللى عاوزة
رنا: جبت كل حاجة يا بابا ربنا يبارك لنا فى عمرك
استأذن حسن وشريف للمغادرة على وعد بلقاء قريب
يمر الاسبوع بطيئا للغاية على شريف الساعات لا تمر وهو لا يغادر المنزل إلا فى أضيق الحدود بإنتظار أن يأتي يوم زفاف رنا ليتمتع برؤية جيداء التى يؤرق حبها مضجعه ويحرق الشوق إليها أعصابه
واخيرا جاء اليوم الذي ينتظره بفارغ الصبر ،جاء اليوم الذى ستتكحل عيناه برؤيتها فيه ،جاء اليوم الذى سيطفئ شيئاً من نار شوقه
تأنق فى المساء وتوجه بعد أن زين سيارته لزفة العروس بسعادة غامرة فهو حتما سيراها اتصل ب احمد الذى أخبره بعنوان المصفف ليتوجه الى هناك من فوره
تقدم فبارك العريس ووقف بجانبه حتى خرجت رنا من الباب تتبعها رؤى وجيداء توقفت أنفاسه لدى رؤيتها وأصبح صوت دقات قلبه تعلو عن بوق السيارات
تقدمت الفتيات لتتحرك رنا بصحبة زوجها نحو السيارة بينما شريف لا يزال واقفا متسع العينين ينظر ل جيداء التى ترتدى فستان بلون الزهر زاد من بريق لون بشرتها وحجابها بدرجة من نفس اللون اسرع شريف يتدارك موقفه ويقترب من الفتاتين ليقول : يا بنات تعالوا اركبوا معايا
رؤى بسرعة: انا هركب مع العروسة
واسرعت تنفذ ما قالت بينما مد شريف كفه ليلتقط كف جيداء لتسير معه بلا وعى جلست بالمقعد المجاور له لينطلق لاحقا بسيارات الزفة والصمت يخيم عليهما وكل منهما يخيل إليه أن صوت قلبه قد يهز الكرة الأرضية
اخيرا قطع شريف الصمت وهو يقول هامسا: جيجي وحشتينى
نظرت له بخجل وهي تبتسم فبادلها بإبتسامة سعيدة وقال: انتى حلوة اوى النهاردة
جيداء: طبعا مش فرح اختى
شريف: عقبال فرحنا
صمتت وهى تبتسم فأردف: الاسبوع الجاي لازم اخطبك انا خلاص مش قادر اصبر اكتر من كدة
وصلت السيارات فهبطت جيداء ألا أنه امسك يدها وقال: جيجي
جيداء: نعم
شريف: وحياتى خليكى قريبة منى
اومأت برأسها واسرعت تلحق بشقيقتيها وتوجه شريف للبحث عن والديه فوجد حسن بصحبة احمد يتلقى التهاني بينما تجلس امه بصحبة سماح وقد توجهت الفتاتين بعد أن جلست رنا بالكوشة الى والدتهما لتجلسا معها هى وسوسن التى سعدت برؤية جيداء بشدة
بعد قليل بدأت الرقصة السلو وطلب الدى جاى من رفقاء العروسين بمرافقتهما للرقص فإذا بشاب يقترب مسرعا ويقول : عمتى انا هأرقص مع جيداء
واسرع يمسك كفها ويشدها بقوة وهى تقول: سيف استنى بس مبعرفش ارقص
احتقن وجه شريف غضبا وهو يرى ذا الفتى يضع كفيه على خصر حبيبته ويبتسم لها وكم ود أن يلكمه فيهشم فكه لتطاوله بهذا الشكل على حبيبته
سيف: عقبالك يا جيداء
جيداء: شكرا يا سيف ينفع تشدنى كدة قدام الناس
سيف ببراءة: وايه يعنى مش انتى بنت عمتى
جيداء: واختك الكبيرة كمان
سيف بغضب: ماكانوش تلت سنين اللى انتى زلانى بيهم دول
جيداء: سيف بقولك ايه تعالى نقعد انا حاسة كل الناس بتتف*ج عليا
سيف بسعادة: والله ما يحصل لازم تكمل الرقصة
كانت انظارها زائغة بإتجاه شريف الذى يجلس يشتعل غصبا والغيرة تصرخ بعينيه وقد لاحظ سيف أن أمرا ما يدور بينهما اعينهما تتهامس رغم علو الموسيقى
نظرة ان**ار بدت واضحة بعينيه فأسقطت نظرة السعادة التى كانت تطل منهما وهو يراقب بصمت نظرات جيداء وشريف حتى انتهت الرقصة فقال بحزن: ماتزعليش منى يا جيداء انا مكنتش اقصد
جيداء: ازعل من ايه ومكنتش تقصد ايه
امسك كفها بصمت وتوجه للطاولة ليقول ل سماح: مش عاوزة حاجة منى يا عمتى
سماح: ماتقعد معانا يا سيف
سيف: معلش هقعد مع ماما اصلها قاعدة لوحدها
وتحرك من فوره بإتجاه الطاولة التى تجلس عليها امه
ظل شريف يرمق جيداء بنظرات غاضبة بينما كانت تتهرب من عينيه حتى قالت: ماما انا هشوف اصحابى
ونهضت مبتعدة تتبعها عينيه وبعد قليل قال: انا هقوم اشوف بابا لو عاوز حاجة
وغادر بسرعة وقد حدد موقع جيداء بالقرب من الباب ليصل إليها سريعا ويدفعها أمامه بحزم وهو يقول: عاوزك فى كلمتين
صحبها لمكان منعزل ثم امسك ذراعها بقوة وهو يقول ضاغطا على أسنانه: تقدرى تقولى لى ايه اللى حصل جوه
جيداء: فى ايه يا شريف ده سيف ابن خالى وزى اخويا الصغير
شريف: لا صغير ولا كبير ازاى تسبيه يحط ايده على جسمك
جيداء وقد همت بالبكاء ألما: فى ايه يا شريف من فضلك سبنى قلت لك ده زى اخويا وكمان أصغر منى
رأى الدموع بعينيها فخف من ضغط أصابعه على ذراعها وقال بخوف: جيجى ارجوكى ما تعيطيش انا ....انا بغير عليكى كنت هموت وهو بيرقص معاكى
جيداء بحزن: من فضلك خلينى امشى مايصحش وقفتنا كدة
شريف بندم : طب بلاش تدخلى وانتى زعلانة كدة خليكى معايا خمس دقايق
جيداء وهى تخفى وجهها عنه: لأ من فضلك وسع خلينى ادخل
ودفعته وهى تتجه المرحاض وعاقبته بشدة فلم تنظر إليه طيلة الحفل وتجاهلت وجوده تماما بينما كانت عينيه تتبعانها بكل خطوة حتى انتهى الحفل ورفضت أن تستقل سيارته ايضا لتزيد من عذابه
***********
لم تكن أمامه فرصة للقائها طيلة الأسبوع وكان عليه أن ينتظر يوم الخميس
وزاد من تأنقه يومها وهو يتوجه مع والده ووالدته بسعادة فقد جاء اليوم الذي طال انتظاره
فتحت لهم رؤى الباب ليهتف احمد : اهلا يا ابو على اخيرا هأهزمك تانى
حسن: هههههه ماشى يا يا ابو حميد بس تعالى عاوزك فى موضوع الاول
اقترب احمد بإهتمام وقال: طب تعالى اقعد يا حسن خير يا اخويا
حسن بإبتسامة : خير إن شاء الله الظاهر أن صداقتنا هتكبر وتتحول لنسب
نظر له احمد بعدم فهم فقال: احنا جايين النهاردة نطلب جيداء لابنى شريف
امتقع وجه احمد وقال: بتقول ايه جيداء بنتى
دب القلق بقلب سوسن وشريف بينما قال حسن بجدية: أيوة يا احمد مالك وشك اصفر كدة ليه
احمد بحزم: ماتزعلش منى يا حسن احنا طول عمرنا اكتر من الاخوات بس انا لايمكن اوافق على الجوازة دى
العاشق
بقلم قسمة الشبينى