(1)
حاولت قتلك بالعبث فوق لوحتى فوجدتنى رسمتك بمظهر انيقٍ هيئة ما يتمناك به قلبى دوما .. لو كُنت حلما لرغبت العيش به .. ولكنك للاسف واقع فعلى الفرار منه قبل ما يفر هو منى .. الواقع دائما يتبخر .. ولكنى اليوم احكمت قفل ناقوسى على شبح فرارك ..
تقف تلك الحسناء امام المرآه تتفقد هيئتها المشرقه بشفاه تشقها سيوف الفرحه للحد الذي لم تقدر على اخفائه كأن الشمس قد هلت بشائرها وايقظ الفجر نوارا فااحياها اخيرا بعد اعوام من الركود واليأس والحزن اللصيق بأيامها .. فاليوم حان وقت تجاهل كل هذا لتنعم .. لتجنى ثمار صبرها وردا يملأ ايامها المُقبله ..
تدلت بكفوفها لتحيط خصرها بدلال انثوى وتدور قليلا لترى صورتها المنع**ه فى المرآه بفستانٍ ابيض قمة فى البساطه والجمال لتبدو كفراشه بيضاء تتربع على بساتين الحب ..
دارت صوب الباب الذي فُتح بدون انذار مبسق بنفس الطريقه التى اقتحم بها الحب ابواب قلبها .. فاتخذت نفسًا عميقا عندما رأت الطارق وظن املها بقدوم المنتظر فخاب كعادته ..
هتفت رهف بانبهار وهى تتفقد تلك الحوريه
- اش اش اش .. اي الجمال ده يا ديدى !! يابختك يااتش لا دانا هبدا اقر بقي .
قفلت رهف الباب خلفها ثم عادت لخطيبة اخيها التى ستصير بعد دقائق حرمه مواصله حديثها وهى تمسك بكف مياده وتديرها امام انظارها قائله
- اى الحلاوة دى !! دانا هيغمى عليا مابالك هشام !! الله يكون فى عونك ياخويا والله ..
لكزتها مياده بخجل : يابنت انت ما تتلمى ؟! الفستان حلو ؟ مش كده ؟
- الا حلو ده هياكل منك حته ..بجد بجد ياديدى يابختك بهشام ويابخت هشام بيكى .. شكلكم حلووو اووى اوووي .. انا هعيط من كتر منا فرحانه بيكم ..
وضعت مياده كفها فوق ص*رها لتُهدأ من ضجيج قلبها متخذه نفسا طويلا باسترخاء ثم اردفت
- لقد هرمنا ياشيخه عشان نوصل لليوم ده !! اخوكى خلانى اعد النجوم فى نص الليل ..
جلست رهف على ( التسريحه ) بخفه وهى تعبث بكل ما تسقط عليه انظارها قائله
-" ممممم معاكى حق والله .. بصي انا عارفه ان هشام اخويا لا يُطاق وتقيل ورخم حبتين لكن والله ما فى اطيب من قلبه .. "
- هو بس يسيبلى نفسه وانا هطلع منه هشام تاني خالص .. بس المشكله اييييييييــ
اردفت رهف مسرعه لتقطع حديثها التى حفظته :
- بس ايه !! النهارده كتب كتابكم ياهانم خلاص بقي انسي وكلها كام يوم ويتقفل عليكم باب واحد واعملى اللي انت عاوزاه بس اللي ما يزهقش بعدين .
اردفت مهيمه : ازهق من هشام !! انت جرى لعقلك حاجه ؟! هشام ده العشق اللى يتاخد توتل كده بعيوبه بمميزاته .. راجل اتخلق على مقاس قلبى عشان يحبه وبس .. انا بقيت مجنونه بأخوكى ..
- ايه ياستى حيلك حيلك .. مش كده !! راعى مشاعر السناجل اللي زينا ..
ضحكا الاثنين معا .. فتقدمت رهف وبيدها فرشاة الميك اب وتضع لمساتها الاخيره على وجنتى مياده وتتفقد هيئها الجميله بالمرآه لتردف متغزلة بنفسها
- والله قمر يارورو .. خسارتك فى السنجله ؟! هما الشباب عميوا للدرجة دي ؟!
- اه لو مجدى سمعك ؟!
- هيعمل منى بوفتيك .. يلا ادينى سيباه استبن لحد ما القى اللي ينسينى العالم زي ما اتش اخويا عمل فى قلبك ......
تلك اخر جملة اردفتها رهف وهى تضع مساحيق التجميل الورديه فوق وجنتى مياده حتى دخلت والدتها .. سالى الجوينى امراه غايه فى الاناقه والرشاقه بنت مساعد وزير الداخليه الاسبق وزوجه اللواء (كامل بشير) .. لتتقدم بخطوات ثابته فتحدث صوتا هادئا إثر حذائها العالى و فستانها الاسود القصير الذي يبرز معالم جمالها بحرافيه وشعرها الذي يغطى نصف ظهرها قائله بمرح
- مش كفايه رغى يابنات !!
اطلقت رهف صوت صفاره هادئة وهى تتفقدها :
- حضرتك متأكده انك مامت مياده مش اختها الصغيره كمان !! اى الجمال ده ياطنط .. مممم لالا طنط اى انا هسحب طنط دي خالص .. وانا اقول جمال مياده ده جيباه منين !
ضحكت سالى على طريقه غزل رهف قائله
- مش هتبطلى بكش يابنت انتِ ..
اقتربت رهف منها لتقبلها وهى تقول
- دى الحقيقه اللى حضرتك لازم تتأكدى منها ..
- حبيبتى ياروفا .. عقبال ماافرح بيك انت كمان ياصغنن !!
- اااه ياطنط ادعيلى بقي عشان الموضوع طول اوفر يعني ..
مياده ممازحه : شوف البنت اللى مكملتش 20 سنه بتقول اى !!
ردت سالى بثقه : بنات بتفهم .. بنت ياروفا انت كده فى االسليم اتجوزى وانت وصغيره عشان مايبانش عليكى سنك وتلحقى تدلعى .. مش زى ناس كل اللى هاممها الكيان والكارير ونسيت نفسها خاالص ..
- احمم احممم لقد وقعنا فى الفخ .. اى يامامى ماقولتيش رايك فالفستان ..
- طبعا قمر ياعمرى .. الله اكبر عليك .. طيب يلا عشان الناس وصلوا وتحت وكمان المأذون على وصول ..
تشبثت رهف بذراع مياده قائله : انا كمان بقول كده .. يلا خلونا نكتب الكتاب ونخلص منكم ..
■■■
يقف امام مرآة المرحاض يتفقد هيئه التى تبدو اكثر وسامه عن المعتاد وشاربه الكثيف .. يربط زرار مع** كُمه ببطء شديد على ع** الحروب الناشبه بجوفه
" اهل الحكمه يقولون أن تُضيء شمعه خير من الظلام .. ولكنه مبدا الكُسالى اصحاب الفراش والبطون الممتلئه ..البحث عن اكتشاف مص*ر الضوء افضل من الرضا بقناعه اهل الشمع ...
احيانا يقودنا قطار الايام الى المحطات الغير مقصوده لنلتقى باشخاص غير مقصودين فينفرض وجودهم فى حياتنا كما فُرض علينا اشياء لا مفر منها .. لان ما ترسخ بذهننا انها المحطه الاخيره لا مجال للعوده ولا طاقه للتقدم ..
انت هنا لانهم جميعا يسعدون بمكانتك .. بصرف النظر عن حرائقك الداخليه .. عن كل المشاعر التى يرفضها قلبك .. عن نفورك لحياة مُتت بها قبل ان تحييا .. حتى القطار خدعنى تلك المره والقى بي فى محطتهم التى اختاروها .. فبعد اعوام من الركض سطر التاريخ نهاية الحكايه وهى الاسر خلف سياج التقاليد .. تزوج افضل من ان يفوتك قطار العمر بدلا من تجوز لتنعم بحب الحياه .. وها انا آُسر للمره التى لم اتذكر ترقيمها "
فاق هشام على صوت طرق ابن عمه الذي هتف بمزاح
- ايه ياسيادة الرائد ده مجرد كتب كتاب كل ده فالحمام .. اومال هتعمل فينا اى يوم الفرح ؟!
بمجرد ما انتهى مجدي من القاء جملته الساخره فتح هشام الباب قائلا
- اتكلم مع القائد بتاعك باحترام يلااه ..
- جرى اي يااتش ما تطلع من بدلة الداخليه وتركز فى بدلة الفرح احلى ولايقه عليك ... ده حتى االلى فات حماده واللى جاي حماده تانى ياابن عمى ..
اشار اليه بسبابته : ينفع تخليك فى حالك .. ؟!
- قلقان عليك بس وبحاول اقدملك خدماتى !!
- رجالة السيوفى ياكلوها نية ؟!
- اقسم بالله حاسس انك هتفضحنا .. يابنى افصل بين الشغل اللى عند سيادة اللواء والشغل اللى مستنيك .. مش بيجوا بالاسلوب ده هما !!
جز هشام على شفته السفليه وهو يكور قبضته مغتااظا .. فاردف مسايسا
- اومال بيجوا ازاى !!
نصب مجدى عوده بثقه وهو يهندم بدلته قائلا
- شوف لكل واحده دخلتها .. بس فى حالتك دي عاوزه المسايسه والصياعه والدلع .. هتعرف تبقي صايع !!
ربت هشام على كتفه ساخرا : خ** 3 ايام .. حصلنى ..
- خــ خ** ايه !! يخربيت معرفتك .. دانا عاوز مصلحتك .. يااهشااام خد بس هفهمك متبقاش قماص ..
■■■
فى تلك اللحظه التى غادر بها هشام مكانه متجها لساحه القصر الفارهه سقطت عيناه على مياده بصحبة اخته واقدامهن تطأ اخر درجات السلم .. فهللت رهف قائله
- ياهشااام .. تعالى شوف عروستك زى القمر ازاى .
لكزتها مياده بخفه لاحظها هشام صاحب العيون الصقريه التى تقتنص اهدافها عن بعد اميال قائلة
- بس مت**فنيش ..
ضحكت رهف متجاهله جملتها وهى تركض صوب اخيها لتعانقه بدفء وحب
- الف الف مب**ك ياجمل واحلى رائد فى الداخليه كلها ..
ثم حسبته برفق من كفه خلفها قائله
- يلا سلم على عروستك القمر دي .. والله لو كنت ولد ما كنت هسيبها ابدا ..
احمرت وجنتى مياده خجلا مقاومه نظراتها بان تتأمل ملامحه الحاده التى تُربكها كثيرا مردفه بهدوء
- ازيك ياهشام ..
اجابها برسميه : ااه الحمد لله ..
تدخلت رهف سريعا : اى رايك فى فستانها .. قمر اوى مش كده ؟!
لم يعر اى اهتمام لسؤال اخته فلم يتكرم ويلقى نظره سريعه على ما ترتديه مياده قائلا بسرعه
- ااه اهه حلو ..
لكزته اخته وهى تهتف بهمس من خلف اسنانها المنطبقه : ااايه حلو وبس .. هِششاااام !!
- احم .. اقول ايه يعنى ..
اغرورقت مقلتى مياده بدموع الخزى كعادتها فادرك هشام نتيجه رده الجاف .. فاقترب منها متجملا وتعمد ان يلمس خصيله من شعرها ويضعها خلف اذنها قائلا بهمس
- الف مب**ك ..
جملة احيت روحها مرة اخرى لترفع انظارها وتتأمله بحب ولوهلة ادرك كم المسافة بينهم اصبح ضئيلا للغايه للحد الذي باتت فيه انفاسه تداعب وجنتيها .. فحركت شفيتها لتتحدث حتى سبقها هتاف رهف مهللا
- المأذون جييييه ..........
دار هشام رأسه ليقلى نظره خاطفه على الحركه الادميه بالخلف فعاود النظر اليها ممتنا
- المأذون جيه !!
اومأت اجابا وهى تتراجع خطوة للخلف وتفسح له طريقا للذهاب وعلى ثغرها ابتسامة انتصار فرفعت مقلتيها لاعلى
- يارب تمها على خير بقي ..
■■■
- قولتى زيرو كام ؟!
اردف زياد جملته بفظاظه وهو يفتح هاتفه للفتاه التى تقف امامه مرتديه فستانا يصل لركبتيها وشعرها الذهبى الطويل الذي يغطى ذراعها الايمن قائله بدلال
- ما قولتش على فكرة .. !!
- أحنا فيها .. يلا قولى ..
- انت غريب اوى !! يابنى انت تعرفنى !! احنا لسه متعرفين على بعض المغرب ..
- ودلوقت الساعه ٩ !! ومع زياد السيوفى ده وقت كفايه انك تقوليلى عنوان بيتكم مش رقم تليفونك .
رمقته بنظرة انبهار وهى تعقد ساعديها امام ص*رها
- غريبه !! انت متأكد انك اخو الرائد هشام !
- تحبى تشوفى البطاقه !!
- لالا ياعم صادق .. بس مستغربه بس !!
رفع زياد حاجبه متعجبا وهو يتكأ على جذع الشجره خلفه قائلا
- مستغربه ليه !!
بد عليها بعض الارتباك حتى اردفت بكلمات متقطعه
- اصل اسمع يعنننى انه قفل وكان مزهق شروق فى عيشتها وكذا مرة يفسخوا الخطوبه وكده ...
اعتدل زياد فى وقفته وهو يقترب منها للحد الغير مباح
- يخربيته !! والله ما حد مبوظ سُمعتنا غيره .. انا بقول انى لازم اصلح صورة العيله دى قدامك !
ضحكت بميوعه : ازاى ..
- احم .. صلاة النبى احسن .. قولنا زيرو كاام !!!!!
■■■