الفصل الثاني و الثلاثين

1018 Words
لم يكن حلم فقد سافرنا سوياً لبلاد لم تراها هنا من قبل, ولذلك إصطحبتني معها في رحلة لأستدل على الطريق. كنا نبحث سوياً عن ولدي الذي لم أراه إلا بأحلامي ولكن بمنتصف الطريق أبى عقلي الباطن إكمال الرحلة فأنا ورغم كل ما يحدث حولي من غرائب أشعر إنني أعيش بكابوس طويل و إنتظر صباح يتنزعني من تلك الحياة, لحياة أخرى مستقرة أجد بها إبنتي إبنة طبيعية **ائر الفتيات من سنها. الذنب دعم حالة النكران التي أعيشها فأنا لم يأتي بمخيلتي أبداً أن تكن لي عشيقة أو إبن زنا ولا أعلم بأي أرضاً هما. خوفي من العاقبة أنهي الرحلة لما تبؤأت موضعي بالجحيم جزاء خطيئتي و هنا من إنتزعتي من عذابات جهنم من نسج خيالي . أنظر لها وأقول : - ما كنش حلم يا هنا .. كان حقيقة كنت حاسس بكل حاجة .. بكل ألم . تكشف عن باطن رسغها أجد به شقٍ طولي ينزح عنه الدماء و حينها أض*بها على على م***ة رأسها و أقول غاضباً : - بتجرحي نفسك تاني يا غ*ية . تتحس موضع الض*به بألم وتقول : - ده عشان نسافر سوا .. انت كمان إيدك فيها جرح .. الإتصال دم ما انا شرحتلك و انت وافقت .. أووف بقه . أكشف عن رسخي بيجامتي أجد نفس الجرح الطولي والدماء تنزح عنه كذلك وحينها أمسك بأذنها مأدباً وأقول : - بتسحري لأبوكي يا هنا كله ده عشان أمك . - يا بابي إنت اللي جيتلي هنا و قعدت تتحايل عليا عشان أشوفلك البيبي فين . - ما عدتش بيبي يا هنا الطفل ده أكبر منك بتمن شهور . - بس انا بشوفه بيبي .. حاولت أنا وإنتي ندور عليه معرفناش .. في حد مخبيه .. حد شرير جداً طاقته ضلمة . - مفيش غيرها أم سيسكا . - لاء انا إتاكدت إنها ماتت وماتت موته ب*عة حتى قرينها فارق جسمها قبل موتها من الألم . - يعني انتي يا قادرة مش عارفه توصلي لحته عيل .. ما انتي جيبتي علي من تحت البحر . - اه والله ..بس ممكن نستعين بصديق . - إنسي يا روح أمك . - خلاص إنت حر . أعود لهدوئي معها و أقول موضحاً : - يا هنا مختار ده مش مننا .. يا حبيبتي هو لإما إبن الدوريري لإما جني .. معندكيش حل وسط ؟! تقول بغرور : - انا عادي على فكرة هو اللي بيموت فيا. يذهب عني الهدوء و أصيح بها : - هو مش عادي .. هو مش عادي .. جدتك بتقول انه طالع نازل يدوّر علي حد تكمل لي بسعادة مطلقة : - يحوله بني أدم وعشان يتحول لازم رماد وانا الرماد وهو بيحبني جداً وما يقدرش يأذيني ونقدر نستخدمه ونعرف مكان البيبي . أصفعها مجدداً أنما على وجهها هذه المرة ثم أقول : - خلاص يا هنا مش عايز أعرف . . مسير الحي يتلاقى . ثم يخرج أبي من غرفة نومي حانقً علي بدوره و يتنازل عن المعرفة, و لكنني لا أتنازل عنه و أناديه ليعود فقد إشتقت إليه منذ طردته . - مختار . تظلم الغرفة و العالم أجمع, يتمثل أمامي بريق و نور من الأزرق الآخاذ يضيئ العالم بعد عتمة, يبتسم فرحاً لندائي له بالعودة و لكنه المخطأ لم يكن عليه مقارنة حبي له بحبي لحماقي. يقترب من سريري الجالسة عليه و رأسه تميل ليرى عيناي فقد إشتاق إلي كما إشتقت له . تتسع إبتسامته و لكن إبتسامة معشرهم لازالت تخفيني وهو متصل بعقلي وأفكاري و يقرأ جزع عيناي لإبتسامة تقسم وجهه شطرين عرضياً من الإذن للأذن و حينها تعود إبتسامته للسواء البشري و يجيبني : - نعم يا هنا . - انت ليه مش عايز تقوله على مكانه ؟ - غير مصرح لي . - عارف لو بقيت بني أدم انت بس اللي تقدر تقول أو ما تقولش .. انت عارف في فيلم أسمه سيتي أوف إنجلز كان البطل زيك و أتحول . يقول متهكماً على أفلامي : - تحول بقفزة . أنهض عن سرير و أتوجه إليه, يبتعد عني فهو يراني طفلة نورانية و مساسنا يمزج العوالم ولكنني لا أستسلم و أقول : - ما تيجي نجرب ؟ - نجرب موتك ؟ - انت عايز ؟ - عايز . - عشاني ؟ - عشانك - بوسني ؟ يبتسم ولا يقدم على شيء فأقول متبرمة : - مش هتبوسني ؟ يومئ بالرفض فأردف : - طيب .. هو انا لما أكبر هبقى حلوة ؟ - هتبقي أحلى البنات . - طب انت بتحبني عشان أنا هنا ولا عشان منها ؟ - انت مش من حد يا هنا .. الرماد إختارك لكن ما صنعكيش .. إختارك لمهمة محدش عارف إيه هي . - عشان أحكم مكانها مملكة الجن . - مش هيحصل طول ما أنا على وش الدنيا . - انت مش على وش الدنيا إنت تحتها . - كل واحد شايف دنيته من ناحيته . - و أنا ؟ - إنتي دنيتي. أبتعد عنه و أجلس على كرسي مكتبي و أقول آملة بالمستحيل : - كان نفسي أبقى كبيرة عشان أجوزك . - مفيس إنسية بتجوز جن . - لا فيه . - ضحكوا عليكوا عشان يملوا فراغكوا بالهواجس و يشغلوكوا عن العمل وأعمالهم. أكره يأسه و إستسلامه للواقع كما كافة الرجال ولو من الجن, أخرج من درج مكتبي مقصاً أقص به خصلة من شعري لع** نظريته, أضع الخصلة أمامه و أمامي و أقول : - نحرقها تبقى رماد ونقول التعويذة سوا . - وبعد الرماد لازم وعاء .. يكون قريب منك عشان أقدر أوصلك. - هنقتل ؟ - هننقل .. هننقذ كائن معذب أنا أسكنه و أبدل حياته . - وإفرض نسيتني ؟ انت هتحتفظ بكل شيء في البني آدم الجديد اللي هتتحوله حتى ذاكرته . - هفتكر يا هنا . - طيب نجرب ولع في الخصلة وبعدين ندور على الوعاء. يشير تجاه خصلتي الموضوعة على مكتبي بسبابته الطويلة للغاية فيمسها حريق طفيف على أثره تجمع الراغ*ين بالتحول من شتى طوائف الجان, ملئوا الغرفة و بدأ بينهم التزاحم و الصراع ليصلوا لبغيتهم, لا يمنعهم شيئاً عن الرماد و عني إلا هالة زرقاء صنعها مختار من حولي . قصاراً و طوال, كثيفي الشعر وصلعان,  ق**حون و ق**حون كذلك فمختار أجملهم. يقرئوا التعاويذ لفض الهالة الزرقاء ولا يفلحوا وعند النهاية, عند تحول خصلتي لرماد آدمي أ**د فاحم وليس الرماد الأزرق المنشود ينفضوا يائسين واحد تلو الأخر كما إنفض حلمي لتحول مختار لآدمي وحينها أصيح بحزن :  - ليه ؟ - عشان قلبك إتلوث .. بتسمعلها يا هنا ..و لسه بتساعديها.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD