الجزء الأول

3727 Words
الامل الجزء الاول عندما تمضي الايام .. تليها الشهور والسنين .. نتوقف للحظات نتذكر تلك المفترقات .. اجل كانت خيارات وتطورت الى قرارات .. صحيحة او خاطئة لا يهم .. انما هي فرص منحتنا اياها ازمنتنا .. لنحدد اهم مصائرنا .. فرص قد نضيعها .. وبعضنا يتشبث بها ليستغلها ... الى اين اريد ان اصل بكلماتي .. إلى أننا من نصنع حياتنا بما يلائم تفكيرنا .. منذ اللحظة التي دخل فيها آسر غرفة روفان من خلال الشرفة ورؤيته لجمالها الساحر ومفاجأته الكبيرة بأنه لم يلقى أى مقاومة أو تهرب منها كعادتها منذ أن أصيبت بفقدان الذاكرة لم تكن الفرحة تسع ص*ره ولكن بقدر ما كانت سعادته كبيرة بقدر ما كان الخوف يتنازعه أن تتراجع روفان عن إقبالها نحوه أو أن تكون تجاريه فقط لكى لا تجرح مشاعره ورغبته بها...ويبدو أن دفنته شعرت فعلا بمخاوفه وتردده...فبرغم شغفه بها ولمساته الحنونة التى أفقدتها صوابها إلا أنه كان يتوقف عن تقبيلها من حين لآخر لينظر إلى عينيها وجهها الملائكى المشع نورا تحت إنعكاس ضوء القمر عليه ... أرادت روفان أن تنهى عذابه فهمست فى أذنه بصوت يفيض رغبة وشوقا: آسر لا تقلق حبيبى...أنا أتذكرك جيدا...أنا أذكر كل لمسة وهمسة من همساتك ...وهذا ما لم يستطع مرضى محوه من عقلى وقلبى وإحساسى... أنا لم أسألك يوما إن كنت أنت الأول في حياتى أم إن كان لى تجربة قبلك؟! ... ولكنى الآن أعرف...أنا أعرف حبيبى ... دون أن تخبرنى ... جسدى الآن يخبرنى بأنه حتما لم تلمسنى يد غير يدك ...ولم يتعرف على تفاصيله سواك ... ولم تلهب نيرانه أنفاس غير أنفاسك ... ثم تابعت وهى تقبل عنقه: أنا كلى لك ... أنا أريدك وارغبك ... عند تلك النقطة تحول آسر من عاشق متردد إلى عاشق مجنون متلهف لكل شبر بجسد حبيبة قلبه ومالكة روحه... بعد حلول منتصف الليل بدقائق كانت روفان مستلقية على ص*ر آسر وقد اتخذت من شعرها غطاءا لعينيها الخجلتين من جرأتها وتجاوبها معه بكل ما تملك من إحساس ... قبل جبينها بقوة وأزاح خصلات شعرها لينظر في عينيها ولكنها خبأت وجهها في عنقه وقالت بخجل: يابما اومااااار ... ضحك وأجبرها على النظر في عينيه وقال: ارجوك دفنام ... دقيقة واحدة فقط سأقول لك شيئا مهما ... قاومت خجلها بشدة وتطلعت فيه بحياء لتجد وجها يفيض امتنانا وحنانا: روفان أريد فقط أن أقول لك "شكرآ...فقط شكرآ " ... شكرآ لأنك أعدتى الحياة لروحى والنبض لقلبى ... شكرآ لحبك الذى يتجدد في عروقى مع كل لقاء بك ... وشكرا لخجلك الدائم الذى يذيبى رغبة فيك ويشعرنى في كل مرة بأنه لقاءنا الأول... بعد مرور ساعة من حوارهما الرومانسى كان آسر يغط بين أحضان روفان في نوم عميق بينما لم تتمكن هى من النوم قلقا على أمينة وما عساها تفعل الآن مع جليسة الأطفال...كان ص*رها كذلك قد بدأ يؤلمها دلالة على جوع وربما بكاء أمينة ... حاولت روفان إزاحة آسر عنها برفق كى لا يفيق ولكنه تمسك بها في حلمه وسمعته يتمتم: لا تغيبى .. لا تذهبى بعيدا ... قبلت جبينه برفق وهمست: أنا هنا حبيبى ولكننى قلقة على ابنتنا ... عندها استفاق آسر بقلق وقال: معك حق حبيبتى كيف تركتها لسنان والمربية؟؟ أبقى هنا سأذهب لإحضارها لتشاركنا نومنا ... قالت روفان: لا حبيبى لنذهب سوية لا بد أنها جائعة الآن ... لبسا ملابس الخروج وخرجا يتسللان بحذر كى لا يوقظا ياسمين التى ظناها لبراءتهما أنها في نوم عميق ولكن ما أن مرا بجانب غرفتها حتى سمعا ضحكة خليعة تص*ر عنها وصوتها وهى تقول: سينااااااان يااااااا.... أمسكا نفسيهما ألا ينفجرا ضحكا أمام غرفتها وقالت روفان بهمس: ليس عجبا انكما رفيقا آسر ... أنتما نسخة عن بعض وخاصة في أمور الإنحراف ... نزل آسر السلالم أمامها ضاحكا ... وصلا فوجدا جليسة الأطفال تغط في نوم عميق بينما أمينة تتطلع إلى ضوء القمر من الشباك بداخل مهدها المسيج وكانت تص*ر أصواتا تنبؤ بقرب حلول عاصفة من البكاء ... عانقتها روفان وارضعتها وقام آسر باستبدال حفاظها وثيابها واخذاها معهم إلى غرفة الطابق العلوى بعد أن تركا رسالة لجليسة الأطفال تطمئنها ...في الغرفة حاولا تنويم أمينة بشتى الطرق ولكنها كانت تزحف تاركة فراش والديها وكان كل منهما يتناوب على إعادتها الى السرير حتى يأسا فأخذ ا يلعبان معها على سجادة الغرفة لعبة الزحف في كل الإتجاهات وأمنية تضحك بشدة كلما اصطادها آسر او روفان الى أن تعب الجميع وناموا متعانقين.... فى الصباح استيقظت كل من روفان وياسمين لتجدا أن آسر وسنان قد اختفيا ... نزلتا بعد أن استحما للحديقة المشتركة بين الشاليهين لتجدا مائدة الإفطار معدة بما لذ وطاب وما هى إلا ثوان حتى رأتا آسر وسنان يعودا وبيدهما سلة مليئة بفراولة عضوية حمراء ناصعة وسلة أخرى بها خبز طازج ساخن ذو رائحة شهية من السوق االمفتوح ... قال سنان: جوووونايدن على أجمل نساء تركيا...بل العالم بأكمله ... لكمه آسر وقال: لا تشمل زوجتى بحديثك ... أنا فقط من يخبرها أشياء كهذه ... اقتربت منه روفان وعانقته بدفء جعل جلده يقشعر وهمست له: صباح الخير اشكم....شكرا لأنك جعلتنى البارحة أولد من جديد ... ضغط على خصرها وقال بخبث: البارحة والليلة و*دا وكل ليلة إن شاءت السيدة ابليكتشى ... أنا رهن إشارتها.... خجلت روفان وتطلعت لياسمين وسنان فوجدتهما يتهامسان في دنيا غير الدنيا ولا يشعرا بوجود آسر وروفان حولهما ... أمضيا اليوم فى صيد السمك و***ب الورق وحين حل موعد الغداء حضرا حفل شواء مميز حضر فيه آسر السمك المشوى على الطريقة الإيطالية بينما أعدت روفان أسياخ كباب على الطريقة التركية التقليدية وأما سنان فقد جهز السلطة وبالنسبة لياسمين فقد اكتفت بالتذمر من تغلل دخان الشوى فى ملابسها وشعرها وأن تقطيع الفواكه لوجبة ابنها قد افقدها ظفر عزيز من اظافرها .... حل المساء وكان سنان وياسمين يلعبان الشطرنج فيما آسر الصغير وامينة يلعبان على السجادة بقربهما في غرفة الجلوس بينما كان آسر يقرأ كتاب رسائل ميلينا لكافكا فى شرفة المنزل للمرة الالف ولكنه فجأة لاحظ إختفاء روفان فقلق عليها ولكن ياسمين اخبرته بأنها اتجهت منذ قليل نحو الشاطئ ... أخذ معطفا خريفيا خفيفا من ملابس روفان واتجه نحو الشاطيء وهناك وجدها تجلس على الممر الخشبى المقابل للبحر وتطالع الغروب وهى تبكى وتبكى بحرقة شديدة ... فزع آسر كثيرا واقترب منها بحذر ووضعها معطفها على كتفيها ولم يسألها ما بها!! ... فكونها صارت جزء من روحه هذا كان كفيلا بأن يجعله يفهم من حرقة بكاءها ما جرى بالضبط ... إلتفتت نحوه ونظرت إليه بعيني روفان السابقة التى عادت وما أروع عودتها! ... برغم ألمه لحزنها إلا أنه كان يطير سعادة من داخله أن هذا الكابوس انتهى ... ابتسم بحزن وقال لها: حزين من أجلها وأنها رحلت قبل تشبع كل منكما من الأخرى ولكننى سعيد بعودتك روفان ... هوش جااالدين جنم ... نهضت واقتربت منه وقالت له: كيف...كيف عرفت بأنني استعدت ذاكرتى؟؟؟ ... لقد حدث منذ قليل فقط .... حين ارتطم رأسى بالخطأ بلافتة المصيف .... اقترب منها وقبل أنفها وقال: ذاكرتك تسكننى قبل أن تسكنك فإن استعدتها سأكون انا اول من يعلم يا أجمل ما حصل في حياة آسر ابليكتشى .... عانقها وظلا يراقبان الغروب ب**ت وقلبيهما ينبضان في تناغم وانسجام ثم سمعته يهمس: شمس نهار آخر غربت ولكنها ستعود مجددا غدا لتجدنى مازلت أحبك بنفس القوة بل أعنف ... أحبك أحبك أحبك وما دون ذلك سراب... كان آسر يقود السيارة ببطء في طريق العودة من عطلتهما التى قضياها مع سنان وياسمين متوجها بعائلته الصغيرة إلى البيت ...فقد كان الظلام قد حل وكان كل من روفان وأمنية تنامان كملاكين بريئين بجانبه...كان آسر يقود تارة ويلتفت تارة أخرى ليتابع روفان في نومها وعيناه تفيضان حبا وفرحا لاستعادتها ذاكرتها ولكنه كان متألما فى ذات الوقت لحزنها البادى على محياها المرهق لتذكرها بأنها قد فقدت أمها إلى الأبد... وضياع كل أحلامها التى كانت وستظل حبيسة بداخلها بأنها ستلتقى بها ذات يوم وسيكون لها مبررا قويا أنها غادرتهم ذات صباح كريه اختفت منه رائحة العائلة لتحل محلها رياح الغربة الباردة والخوف من المجهول... وصلا إلى المنزل قرب منتصف الليل فصف آسر السيارة في حديقة المنزل وأنزل أمينة أولا حيث اخلدها فراشها وطبع قبلة دافئة على جبينها ثم عاد إلى السيارة وحمل روفان بين ذراعيه حتى غرفتهما وحين أنزلها ببطء على السرير استيقظت فزعة قليلا فعانقته بقوة وسحبته ليستلقى قربها وخبأت رأسها في عنقه وهى تهذى من خلال نومها: ولكن أنت لا ترحل ... فلتبقى أنت ... أنت من لا أتنفس بعيدة عنه ... عانقها بقوة مماثلة وهمس في اذنها: بل أنا من لا يجد أنفاسه بعيدا عنك ... اهدئى يا ملاكى ونامى فغدا أفضل ... سيجلب معه نور شمس جديدة و أمنيات أجمل... ستجددين فيه أحلامك وتحققين فيه ما تتمنيه... والأهم أنك ستجديننى دائما خلفك ادعمك بروحى واحميك مما تخافين ... همست روفان: آسر؟ فرد : نعم يا أنفاس آسر؟ ... روفان: هلا ساعدتنى فى تغيير ثيابى أعجز عن النهوض حبيبى؟ ... رد آسر وقد لمعت عيناه خبثا ونسى نعاسه: على الرحب والسعة اشكم ... اااااا. ... ولكننى أجيد الخلع فقط أما إلباسك فصعب على قليلا فهل يناسبك ذلك؟؟ ... روفان: اومااااار!!!! ... آسر: ولكن دفنام انا مازلت جائعا جدا جنم ... صحيح أننى حصلت على ليلة لا تنسى البارحة ولكنها كانت مع زوجتى الأخرى ... روفان تلك ... أما الليلة فأريد قضاءها مع روفاني الأصلية!... عندها استشاطت روفان غضبا وقفزت جالسة في فراشها وعينيها تتطاير شررا وصاحت: زوجتك الأخرى إذا! !!!!!! وتجروء بأن تذكر أمامى بأنك قد نمت مع غيرى؟؟؟؟؟؟ .... آسر بصدمة وخوف: أما دفناااام ساكنو جنم .... أنا فقط....أردت القول أن عودة ذاكرتك جعلتنى اشتاق دفنتى التى افتقدت ... روفان وقد نهضت واقفة في منتصف الفراش وتهدد آسر من أعلى: انصحك بأن ت**ت فأنت كلما تكلمت كلما غرقت أكثر ... ثم آسر بيه ... هادى هادى جنم اشرح أكثر إن اردت؟؟ كيف كانت روفان تلك؟ ؟؟ هل احببتها أكثر منى؟؟ هل اثارتك أكثر؟؟ عرف آسر أنه محكوم عليه بالإعدام الليلة لا محال لذلك فقد قرر أن يغيضها أكثر: اوهوووووو وأى إثارة جنم ... قولى أنها سحرتنى ... أذابتنى وأحالتنى بلمساتها رمادا ... علمتنى أبجدية الحب من جديد وجعلتنى أدخل معها مدارات عشق لم أدخلها قبلا ولم أكن أعلم بوجودها ... ثم تابع وقد سحبها سحبة مفاجأة من فوق الفراش جعلت توازنها يختل وتسقط مباشرة بين ذراعيه وتابع وهو يشتم شعرها: ولكن أروع ما فيها وأكثر ما أثار جنونى هل تعلمين ماهو؟ ... برغم غيرة روفان وغضبها من روفان تلك إلا أنها استسلمت للحظات بين ذراعيه وكانت راغبة في سماع ما سيقوله فتابع هو بصوت تملأه الرغبة وهو يقبل عنقها: أروع ما فيها أنها كانت تتذكرني جيدا وتذكر ما أحب من لمسات وكانت تعرف ما الذى يثيرنى بالضبط...كانت تعرف آسر ابليكتشى ... وكنت أطير فرحا أنها لم تنسنى برغم أنها قد نسيت كل شىء ... بدأت روفان تذوب من لمساته وهمساته ولكن عنادها كان أقوى فأرادت تلقينه درسا فابعدته ورمته بنظرة نارية وقالت: فلتعد إلى الشاليه لتبحث عنها آسر بيه إذا !! فأنت لن تجدها هنا غالبا!!... تصبح على خير جنم!!! قالتها وانطلقت مسرعة نحو غرفة أمينة وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح ونامت على الاريكة الضيقة وهى تشعر بالندم لما فعلت ولكن غيرتها من نفسها كانت أقوى منها!! ... أما آسر فقد استعاض عن حضنها الدافىء بحمام بارد ثم ارتدى ملابس النوم ونام وحيدا معانقا وسادة روفان وهو يتمتم: حتى جنونك وهذيانك وغيرتك العجيبة من نفسك اعشقها ... مر الاسبوع الذى تلى تلك الإجازة سريعا حيث عادت روفان إلى عملها بقوة وكانت كل مساء تتجه إلى معهد التصاميم لأن دورة "الم**م الصغير" المكثفة قد بدأت وقد كانت هى فى الأساس المعلمة المرشحة لاعطائها لولا مرضها وحالما علم مدير المعهد بتعافيها أرسل مباشرة فى طلبها ... أما آسر فبالرغم من اشغاله العديدة هو الآخر وكثرة اجتماعاته إلا أنه كان يشتاق لها كثيرا وكان يزورها دائما إما في مكتبها بشيرى أو فى مكتبها الملاصق لمكتبه ليحتضنها ويخ*ف منها قبلات تساعده على إكمال يومه بتوازن ... مر أسبوع كامل لم يستمتع فيه آسر بوجوده منفردا مع حبيبته ولم يتناولا فيه طعام عشاء واحد معا في المنزل وكان كل منهما يطل على أمينة ليعانقها ويلعب معها منفردا دون وجود ومشاركة الآخر مما أثر ذلك كثيرا على آسر الذى كان يقدس العائلة ويعشق الساعات القليلة التى يقضيها مع روفان وأمينة بعد نهار مرهق ... فى مساء الجمعة عاد آسر إلى البيت فوجد روفان تنام على الاريكة مقابل التلفاز وفى يدها تصاميم لطلبتها تحتاج إلى كتابة ملاحظات عليها ... وكانت أمينة تغفو على سجادة صوف الخروف التى اشترياها آسر وروفان خصيصا لها ... كانت ال**بها مبعثرة حولها وحين تقدم آسر ليطبع قبلة شوق على خد روفان تعثر فى إحدى تلك الدمى فاحدث صوتا أيقظ روفان التى ما أن رأته حتى جلست مشوشة ونسيت أن تعانقه مما جعل آسر يتضايق ولكنه جلس بقربها يملس شعرها بيده وقال: كيف حالك حبيبتى لقد اشتقت اليك كثيرا ... كلما عدت إلى المنزل مؤخرا فأنا إما اجدك نائمة هنا أو فى غرف*نا وفى الصباح كذلك تغادرين على عجل ... هزت رأسها لتستيقظ وقالت: أجل حبيبى معك حق فى ذلك ... ولكنك يبدو أنك ستتحملنى لثلاثة أسابيع بعد غالبا إلى أن تنتهى دورة الت**يم المرهقة تلك وكذلك إلى أن نرسل تصاميم شيرى إلى قسم الإنتاج ... سحبها نحوه وعانقها وقال: لك كل الوقت حياتى لإثبات ذاتك وتحقيق اسم لك فى عالم الت**يم ... ثم تابع وهو يقترب من شفتيها: فقط لا تنسى أثناء ذلك أن لك حبيب يكاد يجن ببعدك عنه وإهمالك لقلبه ... استجابت روفان لقبلته واهتزت للمساته ولكنها توقفت حينما شعرت به يتمادى وقد بدأ بفتح أزرار قميصها وقالت وهى تزيح يده: اومااار دووور ستوقظ أمينة كما أننى يجب أن استيقظ باكرا غدا وأنا متعبة ... أنزل آسر يديه بإحباط وكأن كرامته قد جرحت وقال: ماذا يحدث روفان؟؟؟ أنت فقدتى رغبتك بى غالبا ... روفان: هاااايييير أنت مخطىء أنا فقط متعبة ومشوشة و.... نهض آسر وقال وهو يغادر المنزل: ليكن ما تريدين جنم ... نامى جيدا أنا ساخرج لاسهر مع سنان ... تصبحين على خير .... بمجرد أن خرج حتى سقطت دمعة ساخنة على خد روفان وهمست: سامحنى حبيبى فأنا اشتاقك أضعاف شوقك لى ولكن لابد لنا وأن ننتظر ... ثم اتصلت بنيهان باكية واخبرتها: نيهان أن انهار من صدى له بينما أنا فى قمة الشوق إليه ... أنا اعذبه واعذب نفسى أكثر ... هو لا يعلم حتى أننى قد قمت بفطام أمينة التى لم تكمل شهرها السابع بعد ... كان لابد لى من ذلك بحسب أمر الطبيب ... تكلمت نيهان كثيرا ولم تكن روفان مصيغة لكل حديثها ولكنها أجابت: اظنك محقة فأنا سآتى لقضاء الأسبوعين المقبلين عند جدتى. .. إلى حين أن تظهر نتائج التحليل وعندها سنعرف إن كنت سأرجع لأكمل آسرى فى حضنه... حضن حب حياتى وجنتى... أم أن ايامى قد باتت معدودة وعندها أفضل أن يعتاد آسر على غيابى تدريجيا بدل أن يصدم فجأة ... أنهت كلماتها وأغلقت الخط بينما نيهان مازالت تتحدث ونهضت والدموع تتساقط من عينيها ولكن هاتفها أيضا سقط من بين يديها عندما رأت ما لم تتوقع. ..لقد رأت آسر يقف مذهولا عند صورة الأزرق وهو لا يصدق أذنيه .... فأثناء انهماك روفان في حديثها مع نيهان لم تلاحظ دخول آسر من شرفة المطبخ حيث أنه نسى مفاتيح السيارة فعاد ليأخذها وكان حديث روفان قد جمد الدماء في عروقه .... ظلا للحظات يحدق كل منهما في عينى الآخر دون القدرة على الحركة أو الكلام إلى أن سقطت دموع آسر .. الجزء السادس والأربعون تمالكت روفان نفسها بعد أن فاقت من صدمة رؤيته أمامها وتقدمت منه ببطء رافعة يدها لتضعها على كتفه ولكنه تراجع خطوة إلى الوراء وأشار لها بيده أن تقف وقال بصدمة وذهول وهو ينظر إلى الأسفل: أنت لن تفعلى .. لن تفعلى اتفهمين؟ .. أنت لن تكررى فعلتها هى اتسمعين؟ ثم تابع بصوت يائس غاضب ووجه مبلل بالدموع: هى وعدتنى بأن تكون دائما قربى لترانى كبيرا وتختار لى عروسى وتحضر تخرجى وزفافى وولادة أطفالى ولكنها رحلت ... رحلت قبل أن تفى بوعودها .. أما أنت فلن تفعلى .. لن تخذلينى ولن تتخلى عن أمينة .. لن تقطعى نفسى ولن تتركينى ارتجف بردا ... كانت روفان تبكى ب**ت وتنتظر أن تمر نوبة آسر الحادة لكى تهدئه ولكنه التفت بسرعة نحو الشرفة ليغادر وبالفعل كان قد هم بالهروب من أمامها ولكنه توقف فجأة عند باب الشرفة وظل هناك للحظات ينازع مشاعره المبعثرة وأحاسيسه المضطربة ثم استدار فجأة نحو روفان واقترب منها وقال: وأنا أيضا لن أفعل .. لن أكرر خطأى مع أمى .. لن ابتعد ولن اهرب من المواجهه ... ثم اقترب منها أكثر واحاطها بذراعيه وقال بصوت يرتعش: نحن سنكون دائما وابدا معا .. فى السراء والضراء .. فى الصحة والمرض .. تماما كما تعاهدنا يوم زفافنا يا أروع أيامى أنت .. أنت لن تتركينى الآن .. فنحن سنكبر معا .. سيغزو الشيب شعرى وشعرك معا .. سنهرم معا .. سنزوج أمينة وسنستقبل الضيوف فى زفافها معا .. وأيضا أنت ستنجبين لى طفلا آخر وانا أعلم .. أنا رأيته في حلمى ولامست وجهه .. إنه ذكر ... قاطعته روفان التى كانت تبكى بحرقة وتمسح دموع آسر في نفس الوقت وقالت: أحمد .. أعلم .. إنه أحمد .. وأنا كذلك رأيته في حلمى ورأيت شعره الأ**د ورموشه الكثيفة وسمار بشرته .. تعجب آسر من وصفها وابتسم من بين دموعه: إنك تصفين من رأيته في حلمى دفنام ... أجل سيأتى أحمد دفنام سيأتى ... عندها لم يعد أى منهما يقوى على الوقوف فنزلا معا متعانقين في أرض المطبخ وجبين آسر ملاصقا لجبينها وهو يهمس بارهاق وتعب: ماذا حدث دفنتى؟ ألم نتعاهد بأنك لن تخفي عنى أمرا بعد اليوم؟ لماذا اخفيتى؟ ومتى علمتى؟ وماهو مرضك بالضبط؟ تكلمى .. اشرحى لى... اقتربت منه وقبلت شفتيه المبللتين دموعا فزادته قبلتها ألما وتابعت: اهدأ أولا حبيبى .. اهدأ وافعل مثلى .. هل ترى كم أنا قوية ولا انوى الاستسلام.. رد آسر وهو مغمض العينين ووجهها يرتاح بين كفيه: إلا معك روفان .. اطلبى منى التفكير بعقل ومنطق وروية في كل أمر .. إلا إذا تعلق الأمر بك .. فأنت إستثناء عقل وقلب آسر .. أنت نقطة ضعفى الابدى .. أنا اكتشفت ذلك بمعايشته معك .. إن اقترب منك خطر فإن الأسد الهائج بداخلى يصحو .. وإن غازلك رجل فإن غيرتى تصل لحد التهور والجنون .. والآن حين هددنى المرض بسلبك منى فأنا تحولت إلى بقايا إنسان عاجز عن كل شىء في لحظات ... عانقته بقوة وقالت: لذا لا تسألني مجددا لما اهواك! لما اعشق التراب الذى تمشى عليه قدماك ... أنت الرجل الذى فاق أحلامى وأمنياتى .. أنت سعادتى التى تكبر وتتجدد في كل صباح استيقظه لأجد وجهك الوسيم هذا على وسادتى ... حبيبى .. نبض قلب روفان .. دمى الذى يسرى فى عروقى لا تخف .. دعنا لا نتسرع ولا نبالغ .. بدأ الأمر مباشرة بعد رجوعنا من الإجازة فأنا أثناء اجازتنا كنت أعانى ألما في ص*رى وظننته تكتلا لغدد الحليب بسبب الرضاعة ولكننى قلقت عندما وجدت قليلا من الدم في حمالة الص*ر ولم تكن أمينة قد جرحتنى مؤخرا بأسنانها .. وكذلك بسبب اضطراب أمور أخرى .. ونظرت للأرض بخجل ففهم آسر قصدها وذاب عشقا بخجلها الطفولى هذا الذى يصاحبها دائما حتى وهى تحدث زوجها .. فتابعت روفان: عندها قررت زيارة الطبيبة وهناك نصحتنى بإجراء تحاليل مبدئية وكانت قد قلقت حين علمت بأن جدتى والدة أبى قد توفيت بسرطان الثدى... أظهرت التحاليل المبدئية وجود نقص الحديد في الدم مما يعنى أنى أعانى من الأنيميا (فقر الدم ) ... كانت روفان تتحدث وهى تساعد آسر على النهوض وتسنده حتى جلسا معا على كراسى المطبخ متقابلين متلاصقين ... ثم تابعت وآسر منصت لها بكل اهتمام وكأنه يلتهم كلماتها التهاما: وبالامس عندما كنت انت تظننى اتناول الغداء مع المستثمرين كنت انا فى العيادة ... فقد خضعت تحت التخدير الموضعى لأخذ خزعة بسيطة من نسيج الص*ر لتحليلها مجهريا ... صدم آسر بشدة وقبل جبينها واحتضنها بقوة وقال بقمة الألم: كيف سأسامحك أنك لم تسمحى لى بأن أكون معك في موقف كهذا؟؟؟ هل تألمتى يا آسرى؟ هل كان جرحا كبيرا؟ كان يتكلم وهو يفتح أزرار قميصها بأصابع مرتعشة ليرى جرحها .. ابتسمت بحب وخجل وهى تساعده على رؤية الندبة الصغيرة فى جانب ثديها الأيمن فانخفض آسر يقبل جرحها وبشرتها البيضاء ودموعه تناسب على وجهه .. احرقتها قبلته رغم حزنها وتابعت وهى تغلق قميصها: أقسم لك أننى لم أتألم .. كنت م**رة والندبة صغيرة جدا حتى أننى لم احتج لخياطة .. آسر حالتك الان هى ما تؤلمنى أكثر من جرحى ...آسر اهدأ فنحن لن نعلم بشيء قبل مضى أسبوعين على الأقل لذا فنحن سنتماسك حتى ذلك الحين...كما وأن هذا النوع من الأورام لم يعد علاجه صعب كما في السابق هذا إن ثبت أنه ورم ... هيا أرنى آسر القوى الذى أعرف ... أنا هذه المرة سأكون أقوى مما تتخيل من أجلك ومن أجل ملاكنا الصغيرة ... ثم ابتسمت بأمل وتابعت: آسر هل تعلم ... غدا يكون عيد ميلادى ... فرد آسر بابتسامة متعبة: وهل يمكننى أن أنسى شيئا كهذا ... أنا جهزت واعددت كل شىء ليوم غد ولكننى الآن.. فقاطعته بقبلة سريعة ملهوفة وتابعت : ولكن ماذا؟؟ ليس هناك ولكن .. سنقضيه معا كما خططت له انت وكما حلمت به أنا ... ثم نهضت ونهض آسر وعانقته وقالت: لنأخذ أمينة ونصعد للنوم فغدا يوم جميل مشرق آخر ساستيقظ فيه لأشكر الله على نعمة وجودك أنت وابنتى في حياتى ... مرت الليلة على آسر بصعوبة بالغة إلا أنه تمالك نفسه واكتفى بأن قضى الليل كلها في حضنها وقد كانت روفان تمسح على رأسه من وقت لآخر كأم حنون تمد طفلها الخائف بالطمأنينة والأمان ... فى الصباح استيقظت روفان قبله وقد خططت مسبقا لمفاجأته فنزلت المطبخ وحضرت فطائر البان كيك بالشكولاته والموز كما يحبها آسر وجهزت معها القهوة وعصير البرتقال وصعدت بها جميعها إلى غرفة النوم .. فكرت بمكر بأنها يجب أن تخلع روب الديشمبر هذا لتبقى مرتدية فستانها الساتان الأ**د ذو الحمالات الرفيعة والفتحة الجانبية الكبيرة ... اقتربت منه وقد وضعت صينية الإفطار جانبا ثم لفت خصلات من شعرها حول اصبعها وبدأت بايقاظها بدغدغة أنفه ... استيقظ بوجه متعب قليلا إلا أنه أضاء حينما رأها ورأى جمالها وف*نتها .. نظر برغبة إلى فخذها الذى يظهر من شق فستانها ثم رفع نظره ولكنه ما توقف ببصره عند ص*رها المكشوف حتى اظلمت سماؤه بالغيوم وكانت روفان قد أدركت ذلك فاقتربت منه لتنسيه حزنه وقالت باغراء شديد: صباح الخير اشكم .. أنت الآن أمام افطارين شهيين .. الأول كريب بالشوكولا والثانى أنا .. فأيهما تختار ... كان آسر بالرغم من حزنه ضائع في جمالها الصباحى النادر هذا وكأنها دمية مرسومة الملامح والتفاصيل بدقة متناهية لا يؤثر فيها سهر ولا حزن ولا إرهاق أو مرض .. دنت منه أكثر وقالت وهى تقبل شفتيه بطريقة ذهبت بعقله: أرى أن اطعمك بيدى أولا ثم ادعك تأكل افطارك الثانى كما تشاء أنت ... عندها سقطت عنه احزانه وهمومه وضاع معها في عالم آخر من الرغبة والشوق والجنون وكان وهو يعانقها يهمس في اذنها: كل عيد وأنت حبيبى وحدى ... كل ميلاد ونحن معا .. لتعيشى طويلا وآسرا مديدا داخل حضنى وبين ذراعى دائما ... قبلت ص*ره بجنون وهمست: هنا موطنى وهنا فقط أحس بالأمان .. وعلى هذا الص*ر اخترت أن أولد وعليه أريد أن اموت ... قاطعها بقبلة اخرستها وقال بهذيان : لا تذكرى الموت مرة أخرى ... فنحن لم نعش ربع سعادتنا حتى بعد ... ثم دفن رأسها في شعرها وغابا في عناق لم ينتهى لوقت طويل... قضيا كل اليوم معا فتغديا في مطعم مانو بصحبة أمينة التى كانت في قمة السعادة لوجود والديها معا ثم مرا على منزل جدتها حيث فاجأها الجميع عند دخولها بكعكة منزلية رائعة وغناء وبالونات وبكاء واحضان كبيرة ... تركها آسر تستمع مع عائلتها وخرج ليجلس مع ايسو في الدكان ... بعد مرور ساعتين تقريبا كان قد حل المساء وعندها طلبت نيهان من روفان الصعود إلى غرفتها وهناك لم تصدق روفان عينيها فقد وجدت أروع فستان سهرة يمكنها أن تتمناه بحذاء براق وحقيبة يد تناسبه ومعها كرت كتب عليه: اضيفى عليه من نورك ليشع ... ارتديه الليلة من اجلى ... تلك كانت هديتك الاولى لليلة ...انتظرك في الأسفل لنقضى ما تبقى من يوم مولدك وحدنا ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD