الجزء الثاني

3442 Words
الامل الجزء الثاني أما الليلة فأريد قضاءها مع روفاني الأصلية!... عندها استشاطت روفان غضبا وقفزت جالسة في فراشها وعينيها تتطاير شررا وصاحت: زوجتك الأخرى إذا! !!!!!! وتجروء بأن تذكر أمامى بأنك قد نمت مع غيرى؟؟؟؟؟؟ .... آسر بصدمة وخوف: أما روفانو ساكنو جنم .... أنا فقط....أردت القول أن عودة ذاكرتك جعلتنى اشتاق دفنتى التى افتقدت ... روفان وقد نهضت واقفة في منتصف الفراش وتهدد آسر من أعلى: انصحك بأن ت**ت فأنت كلما تكلمت كلما غرقت أكثر ... ثم آسر بيه ... هادى هادى جنم اشرح أكثر إن اردت؟؟ كيف كانت روفان تلك؟ ؟؟ هل احببتها أكثر منى؟؟ هل اثارتك أكثر؟؟ عرف آسر أنه محكوم عليه بالإعدام الليلة لا محال لذلك فقد قرر أن يغيضها أكثر: اوهوووووو وأى إثارة جنم ... قولى أنها سحرتنى ... أذابتنى وأحالتنى بلمساتها رمادا ... علمتنى أبجدية الحب من جديد وجعلتنى أدخل معها مدارات عشق لم أدخلها قبلا ولم أكن أعلم بوجودها ... ثم تابع وقد سحبها سحبة مفاجأة من فوق الفراش جعلت توازنها يختل وتسقط مباشرة بين ذراعيه وتابع وهو يشتم شعرها: ولكن أروع ما فيها وأكثر ما أثار جنونى هل تعلمين ماهو؟ ... برغم غيرة روفان وغضبها من روفان تلك إلا أنها استسلمت للحظات بين ذراعيه وكانت راغبة في سماع ما سيقوله فتابع هو بصوت تملأه الرغبة وهو يقبل عنقها: أروع ما فيها أنها كانت تتذكرني جيدا وتذكر ما أحب من لمسات وكانت تعرف ما الذى يثيرنى بالضبط...كانت تعرف آسر ابليكتشى ... وكنت أطير فرحا أنها لم تنسنى برغم أنها قد نسيت كل شىء ... بدأت روفان تذوب من لمساته وهمساته ولكن عنادها كان أقوى فأرادت تلقينه درسا فابعدته ورمته بنظرة نارية وقالت: فلتعد إلى الشاليه لتبحث عنها آسر بيه إذا !! فأنت لن تجدها هنا غالبا!!... تصبح على خير جنم!!! قالتها وانطلقت مسرعة نحو غرفة أمينة وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح ونامت على الاريكة الضيقة وهى تشعر بالندم لما فعلت ولكن غيرتها من نفسها كانت أقوى منها!! ... أما آسر فقد استعاض عن حضنها الدافىء بحمام بارد ثم ارتدى ملابس النوم ونام وحيدا معانقا وسادة روفان وهو يتمتم: حتى جنونك وهذيانك وغيرتك العجيبة من نفسك اعشقها ... مر الاسبوع الذى تلى تلك الإجازة سريعا حيث عادت روفان إلى عملها بقوة وكانت كل مساء تتجه إلى معهد التصاميم لأن دورة "الم**م الصغير" المكثفة قد بدأت وقد كانت هى فى الأساس المعلمة المرشحة لاعطائها لولا مرضها وحالما علم مدير المعهد بتعافيها أرسل مباشرة فى طلبها ... أما آسر فبالرغم من اشغاله العديدة هو الآخر وكثرة اجتماعاته إلا أنه كان يشتاق لها كثيرا وكان يزورها دائما إما في مكتبها بشيرى أو فى مكتبها الملاصق لمكتبه ليحتضنها ويخ*ف منها قبلات تساعده على إكمال يومه بتوازن ... مر أسبوع كامل لم يستمتع فيه آسر بوجوده منفردا مع حبيبته ولم يتناولا فيه طعام عشاء واحد معا في المنزل وكان كل منهما يطل على أمينة ليعانقها ويلعب معها منفردا دون وجود ومشاركة الآخر مما أثر ذلك كثيرا على آسر الذى كان يقدس العائلة ويعشق الساعات القليلة التى يقضيها مع روفان وأمينة بعد نهار مرهق ... فى مساء الجمعة عاد آسر إلى البيت فوجد روفان تنام على الاريكة مقابل التلفاز وفى يدها تصاميم لطلبتها تحتاج إلى كتابة ملاحظات عليها ... وكانت أمينة تغفو على سجادة صوف الخروف التى اشترياها آسر وروفان خصيصا لها ... كانت ال**بها مبعثرة حولها وحين تقدم آسر ليطبع قبلة شوق على خد روفان تعثر فى إحدى تلك الدمى فاحدث صوتا أيقظ روفان التى ما أن رأته حتى جلست مشوشة ونسيت أن تعانقه مما جعل آسر يتضايق ولكنه جلس بقربها يملس شعرها بيده وقال: كيف حالك حبيبتى لقد اشتقت اليك كثيرا ... كلما عدت إلى المنزل مؤخرا فأنا إما اجدك نائمة هنا أو فى غرف*نا وفى الصباح كذلك تغادرين على عجل ... هزت رأسها لتستيقظ وقالت: أجل حبيبى معك حق فى ذلك ... ولكنك يبدو أنك ستتحملنى لثلاثة أسابيع بعد غالبا إلى أن تنتهى دورة الت**يم المرهقة تلك وكذلك إلى أن نرسل تصاميم شيرى إلى قسم الإنتاج ... سحبها نحوه وعانقها وقال: لك كل الوقت حياتى لإثبات ذاتك وتحقيق اسم لك فى عالم الت**يم ... ثم تابع وهو يقترب من شفتيها: فقط لا تنسى أثناء ذلك أن لك حبيب يكاد يجن ببعدك عنه وإهمالك لقلبه ... استجابت روفان لقبلته واهتزت للمساته ولكنها توقفت حينما شعرت به يتمادى وقد بدأ بفتح أزرار قميصها وقالت وهى تزيح يده: اومااار دووور ستوقظ أمينة كما أننى يجب أن استيقظ باكرا غدا وأنا متعبة ... أنزل آسر يديه بإحباط وكأن كرامته قد جرحت وقال: ماذا يحدث روفان؟؟؟ أنت فقدتى رغبتك بى غالبا ... روفان: هاااايييير أنت مخطىء أنا فقط متعبة ومشوشة و.... نهض آسر وقال وهو يغادر المنزل: ليكن ما تريدين جنم ... نامى جيدا أنا ساخرج لاسهر مع سنان ... تصبحين على خير .... بمجرد أن خرج حتى سقطت دمعة ساخنة على خد روفان وهمست: سامحنى حبيبى فأنا اشتاقك أضعاف شوقك لى ولكن لابد لنا وأن ننتظر ... ثم اتصلت بنيهان باكية واخبرتها: نيهان أن انهار من صدى له بينما أنا فى قمة الشوق إليه ... أنا اعذبه واعذب نفسى أكثر ... هو لا يعلم حتى أننى قد قمت بفطام أمينة التى لم تكمل شهرها السابع بعد ... كان لابد لى من ذلك بحسب أمر الطبيب ... تكلمت نيهان كثيرا ولم تكن روفان مصيغة لكل حديثها ولكنها أجابت: اظنك محقة فأنا سآتى لقضاء الأسبوعين المقبلين عند جدتى. .. إلى حين أن تظهر نتائج التحليل وعندها سنعرف إن كنت سأرجع لأكمل آسرى فى حضنه... حضن حب حياتى وجنتى... أم أن ايامى قد باتت معدودة وعندها أفضل أن يعتاد آسر على غيابى تدريجيا بدل أن يصدم فجأة ... أنهت كلماتها وأغلقت الخط بينما نيهان مازالت تتحدث ونهضت والدموع تتساقط من عينيها ولكن هاتفها أيضا سقط من بين يديها عندما رأت ما لم تتوقع. ..لقد رأت آسر يقف مذهولا عند صورة الأزرق وهو لا يصدق أذنيه .... فأثناء انهماك روفان في حديثها مع نيهان لم تلاحظ دخول آسر من شرفة المطبخ حيث أنه نسى مفاتيح السيارة فعاد ليأخذها وكان حديث روفان قد جمد الدماء في عروقه .... ظلا للحظات يحدق كل منهما في عينى الآخر دون القدرة على الحركة أو الكلام إلى أن سقطت دموع آسر .. الجزء السادس والأربعون تمالكت روفان نفسها بعد أن فاقت من صدمة رؤيته أمامها وتقدمت منه ببطء رافعة يدها لتضعها على كتفه ولكنه تراجع خطوة إلى الوراء وأشار لها بيده أن تقف وقال بصدمة وذهول وهو ينظر إلى الأسفل: أنت لن تفعلى .. لن تفعلى اتفهمين؟ .. أنت لن تكررى فعلتها هى اتسمعين؟ ثم تابع بصوت يائس غاضب ووجه مبلل بالدموع: هى وعدتنى بأن تكون دائما قربى لترانى كبيرا وتختار لى عروسى وتحضر تخرجى وزفافى وولادة أطفالى ولكنها رحلت ... رحلت قبل أن تفى بوعودها .. أما أنت فلن تفعلى .. لن تخذلينى ولن تتخلى عن أمينة .. لن تقطعى نفسى ولن تتركينى ارتجف بردا ... كانت روفان تبكى ب**ت وتنتظر أن تمر نوبة آسر الحادة لكى تهدئه ولكنه التفت بسرعة نحو الشرفة ليغادر وبالفعل كان قد هم بالهروب من أمامها ولكنه توقف فجأة عند باب الشرفة وظل هناك للحظات ينازع مشاعره المبعثرة وأحاسيسه المضطربة ثم استدار فجأة نحو روفان واقترب منها وقال: وأنا أيضا لن أفعل .. لن أكرر خطأى مع أمى .. لن ابتعد ولن اهرب من المواجهه ... ثم اقترب منها أكثر واحاطها بذراعيه وقال بصوت يرتعش: نحن سنكون دائما وابدا معا .. فى السراء والضراء .. فى الصحة والمرض .. تماما كما تعاهدنا يوم زفافنا يا أروع أيامى أنت .. أنت لن تتركينى الآن .. فنحن سنكبر معا .. سيغزو الشيب شعرى وشعرك معا .. سنهرم معا .. سنزوج أمينة وسنستقبل الضيوف فى زفافها معا .. وأيضا أنت ستنجبين لى طفلا آخر وانا أعلم .. أنا رأيته في حلمى ولامست وجهه .. إنه ذكر ... قاطعته روفان التى كانت تبكى بحرقة وتمسح دموع آسر في نفس الوقت وقالت: أحمد .. أعلم .. إنه أحمد .. وأنا كذلك رأيته في حلمى ورأيت شعره الأ**د ورموشه الكثيفة وسمار بشرته .. تعجب آسر من وصفها وابتسم من بين دموعه: إنك تصفين من رأيته في حلمى دفنام ... أجل سيأتى أحمد دفنام سيأتى ... عندها لم يعد أى منهما يقوى على الوقوف فنزلا معا متعانقين في أرض المطبخ وجبين آسر ملاصقا لجبينها وهو يهمس بارهاق وتعب: ماذا حدث دفنتى؟ ألم نتعاهد بأنك لن تخفي عنى أمرا بعد اليوم؟ لماذا اخفيتى؟ ومتى علمتى؟ وماهو مرضك بالضبط؟ تكلمى .. اشرحى لى... اقتربت منه وقبلت شفتيه المبللتين دموعا فزادته قبلتها ألما وتابعت: اهدأ أولا حبيبى .. اهدأ وافعل مثلى .. هل ترى كم أنا قوية ولا انوى الاستسلام.. رد آسر وهو مغمض العينين ووجهها يرتاح بين كفيه: إلا معك روفان .. اطلبى منى التفكير بعقل ومنطق وروية في كل أمر .. إلا إذا تعلق الأمر بك .. فأنت إستثناء عقل وقلب آسر .. أنت نقطة ضعفى الابدى .. أنا اكتشفت ذلك بمعايشته معك .. إن اقترب منك خطر فإن الأسد الهائج بداخلى يصحو .. وإن غازلك رجل فإن غيرتى تصل لحد التهور والجنون .. والآن حين هددنى المرض بسلبك منى فأنا تحولت إلى بقايا إنسان عاجز عن كل شىء في لحظات ... عانقته بقوة وقالت: لذا لا تسألني مجددا لما اهواك! لما اعشق التراب الذى تمشى عليه قدماك ... أنت الرجل الذى فاق أحلامى وأمنياتى .. أنت سعادتى التى تكبر وتتجدد في كل صباح استيقظه لأجد وجهك الوسيم هذا على وسادتى ... حبيبى .. نبض قلب روفان .. دمى الذى يسرى فى عروقى لا تخف .. دعنا لا نتسرع ولا نبالغ .. بدأ الأمر مباشرة بعد رجوعنا من الإجازة فأنا أثناء اجازتنا كنت أعانى ألما في ص*رى وظننته تكتلا لغدد الحليب بسبب الرضاعة ولكننى قلقت عندما وجدت قليلا من الدم في حمالة الص*ر ولم تكن أمينة قد جرحتنى مؤخرا بأسنانها .. وكذلك بسبب اضطراب أمور أخرى .. ونظرت للأرض بخجل ففهم آسر قصدها وذاب عشقا بخجلها الطفولى هذا الذى يصاحبها دائما حتى وهى تحدث زوجها .. فتابعت روفان: عندها قررت زيارة الطبيبة وهناك نصحتنى بإجراء تحاليل مبدئية وكانت قد قلقت حين علمت بأن جدتى والدة أبى قد توفيت بسرطان الثدى... أظهرت التحاليل المبدئية وجود نقص الحديد في الدم مما يعنى أنى أعانى من الأنيميا (فقر الدم ) ... كانت روفان تتحدث وهى تساعد آسر على النهوض وتسنده حتى جلسا معا على كراسى المطبخ متقابلين متلاصقين ... ثم تابعت وآسر منصت لها بكل اهتمام وكأنه يلتهم كلماتها التهاما: وبالامس عندما كنت انت تظننى اتناول الغداء مع المستثمرين كنت انا فى العيادة ... فقد خضعت تحت التخدير الموضعى لأخذ خزعة بسيطة من نسيج الص*ر لتحليلها مجهريا ... صدم آسر بشدة وقبل جبينها واحتضنها بقوة وقال بقمة الألم: كيف سأسامحك أنك لم تسمحى لى بأن أكون معك في موقف كهذا؟؟؟ هل تألمتى يا آسرى؟ هل كان جرحا كبيرا؟ كان يتكلم وهو يفتح أزرار قميصها بأصابع مرتعشة ليرى جرحها .. ابتسمت بحب وخجل وهى تساعده على رؤية الندبة الصغيرة فى جانب ثديها الأيمن فانخفض آسر يقبل جرحها وبشرتها البيضاء ودموعه تناسب على وجهه .. احرقتها قبلته رغم حزنها وتابعت وهى تغلق قميصها: أقسم لك أننى لم أتألم .. كنت م**رة والندبة صغيرة جدا حتى أننى لم احتج لخياطة .. آسر حالتك الان هى ما تؤلمنى أكثر من جرحى ...آسر اهدأ فنحن لن نعلم بشيء قبل مضى أسبوعين على الأقل لذا فنحن سنتماسك حتى ذلك الحين...كما وأن هذا النوع من الأورام لم يعد علاجه صعب كما في السابق هذا إن ثبت أنه ورم ... هيا أرنى آسر القوى الذى أعرف ... أنا هذه المرة سأكون أقوى مما تتخيل من أجلك ومن أجل ملاكنا الصغيرة ... ثم ابتسمت بأمل وتابعت: آسر هل تعلم ... غدا يكون عيد ميلادى ... فرد آسر بابتسامة متعبة: وهل يمكننى أن أنسى شيئا كهذا ... أنا جهزت واعددت كل شىء ليوم غد ولكننى الآن.. فقاطعته بقبلة سريعة ملهوفة وتابعت : ولكن ماذا؟؟ ليس هناك ولكن .. سنقضيه معا كما خططت له انت وكما حلمت به أنا ... ثم نهضت ونهض آسر وعانقته وقالت: لنأخذ أمينة ونصعد للنوم فغدا يوم جميل مشرق آخر ساستيقظ فيه لأشكر الله على نعمة وجودك أنت وابنتى في حياتى ... مرت الليلة على آسر بصعوبة بالغة إلا أنه تمالك نفسه واكتفى بأن قضى الليل كلها في حضنها وقد كانت روفان تمسح على رأسه من وقت لآخر كأم حنون تمد طفلها الخائف بالطمأنينة والأمان ... فى الصباح استيقظت روفان قبله وقد خططت مسبقا لمفاجأته فنزلت المطبخ وحضرت فطائر البان كيك بالشكولاته والموز كما يحبها آسر وجهزت معها القهوة وعصير البرتقال وصعدت بها جميعها إلى غرفة النوم .. فكرت بمكر بأنها يجب أن تخلع روب الديشمبر هذا لتبقى مرتدية فستانها الساتان الأ**د ذو الحمالات الرفيعة والفتحة الجانبية الكبيرة ... اقتربت منه وقد وضعت صينية الإفطار جانبا ثم لفت خصلات من شعرها حول اصبعها وبدأت بايقاظها بدغدغة أنفه ... استيقظ بوجه متعب قليلا إلا أنه أضاء حينما رأها ورأى جمالها وف*نتها .. نظر برغبة إلى فخذها الذى يظهر من شق فستانها ثم رفع نظره ولكنه ما توقف ببصره عند ص*رها المكشوف حتى اظلمت سماؤه بالغيوم وكانت روفان قد أدركت ذلك فاقتربت منه لتنسيه حزنه وقالت باغراء شديد: صباح الخير اشكم .. أنت الآن أمام افطارين شهيين .. الأول كريب بالشوكولا والثانى أنا .. فأيهما تختار ... كان آسر بالرغم من حزنه ضائع في جمالها الصباحى النادر هذا وكأنها دمية مرسومة الملامح والتفاصيل بدقة متناهية لا يؤثر فيها سهر ولا حزن ولا إرهاق أو مرض .. دنت منه أكثر وقالت وهى تقبل شفتيه بطريقة ذهبت بعقله: أرى أن اطعمك بيدى أولا ثم ادعك تأكل افطارك الثانى كما تشاء أنت ... عندها سقطت عنه احزانه وهمومه وضاع معها في عالم آخر من الرغبة والشوق والجنون وكان وهو يعانقها يهمس في اذنها: كل عيد وأنت حبيبى وحدى ... كل ميلاد ونحن معا .. لتعيشى طويلا وآسرا مديدا داخل حضنى وبين ذراعى دائما ... قبلت ص*ره بجنون وهمست: هنا موطنى وهنا فقط أحس بالأمان .. وعلى هذا الص*ر اخترت أن أولد وعليه أريد أن اموت ... قاطعها بقبلة اخرستها وقال بهذيان : لا تذكرى الموت مرة أخرى ... فنحن لم نعش ربع سعادتنا حتى بعد ... ثم دفن رأسها في شعرها وغابا في عناق لم ينتهى لوقت طويل... قضيا كل اليوم معا فتغديا في مطعم مانو بصحبة أمينة التى كانت في قمة السعادة لوجود والديها معا ثم مرا على منزل جدتها حيث فاجأها الجميع عند دخولها بكعكة منزلية رائعة وغناء وبالونات وبكاء واحضان كبيرة ... تركها آسر تستمع مع عائلتها وخرج ليجلس مع ايسو في الدكان ... بعد مرور ساعتين تقريبا كان قد حل المساء وعندها طلبت نيهان من روفان الصعود إلى غرفتها وهناك لم تصدق روفان عينيها فقد وجدت أروع فستان سهرة يمكنها أن تتمناه بحذاء براق وحقيبة يد تناسبه ومعها كرت كتب عليه: اضيفى عليه من نورك ليشع ... ارتديه الليلة من اجلى ... تلك كانت هديتك الاولى لليلة ...انتظرك في الأسفل لنقضى ما تبقى من يوم مولدك وحدنا ...❤❤ ساعدتها نيهان في تسريح شعرها الحريرى وارتداء تلك التحفة الفنية بألوانها السوداء بانعكاسات ارجوانية ... وضعت اللمسات الأخيرة من أحمر شفاه وعطر مثير ونزلت لتقا**ه عند الباب... صفر صافرة إعجاب وذهول واقترب ليمسك يدها ويقبلها ويهمس: لو رآك من **م هذا الفستان لاكتفى بالت**يم لك وحدك طوال آسره ولمنع بقية نساء الأرض من ارتداء تصاميمه ...ضحكت من القلب وقالت: وماذا عن الم**م الذى **م الحذاء؟ فاقترب منها يشم عطرها وقال بخدر لطيف يسرى فى أطرافه من رائحتها: ذلك الم**م قد استسلم منذ زمن ولذا فقد قرر أن يمتلك تلك القطعة الفنية لتكون له وحده... ابتسمت بفخر واتجهت نحو السيارة وانطلقا بعد أن تركا أمينة في رعاية جدتها السعيدة بفرحة دفنتها وهى لا تعلم شيئا عن حقيقة مرضها وإنما كانت في قمة السعادة باستعادة روفان لذاكرتها وعملها وبيتها ... عند الميناء توقف آسر فسألته روفان إلى أين؟ ... لم يجبها وإنما نزل من السيارة وقادها برفق نحو أحد اليخوت الفاخرة وادخلها وقد أشار إلى القبطان بأن ينطلق ... دخلت لتجد اليخت مزينا بمختلف أنواع الزهور والشموع المضادة فى كل مكان وسجادة من أوراق الورود المجففة المعطرة قادتها من مدخل اليخت إلى مائدة العشاء الفاخرة ... كان كل شيء على المائدة حاضرا إلا الطبق الرئيسي حيث خلع آسر معطفه وشمر عن اكمامه وقال: الشيف آسر سيعد لروفان هانم طبق الريزوتو بالفطر الذى تحبه سيدة قلبه وتهواه ... اقتربت منه والدموع فى عينيها وهمست : بل أنت من تحبه روفان وتهواه ثم انحنت نحوه وقبلته ببطء ثم اجلسها على كرسى وطلب منها مراقبة النجوم لحين عودته ... بعد مضى وقت ليس بطويل جاء آسر حاملا صحنى الريزوتو وشرابا لكليهما وتناولا عشاءهما على أنغام موسيقى روستينى... نهض بعدها آسر وعاد بعلبة بيضاء فتحتها روفان لتجد بها ألبوما كبيرا تم ت**يمه ودمج صوره بفن وعناية جمع فيه آسر كل صور روفان التى وجدها في منزل عائلتها منذ ولادتها وطفولتها مع سيدار ووالديها...ضحكت روفان وبكت مع كل صورة وحكت لآسر تفاصيل كثيرة وهو الذى كان ينظر إليها بحب الكون بأكمله في عينيه ...شكرته وقبلته ومن ثم تعانقا تحت ضوء القمر ورقصا طويلا وكل منهما يعيش لحظات لا تنسى فى حضن شريكه ... إلى أن شعرت روفان فجأة بقدميها تنقطعان عن الأرض حيث حملها آسر بين ذراعيه وتوجه بها نحو مقصورة النوم ذات السرير المزدوج المغطى بأوراق الورود الحمراء...اراحها على السرير وأخرج من جيبه علبه مخملية بها ساعة ذهبية مرصعة بالماس ليلبسها لها وهو يهمس وتلك كانت هديتى الثالثة لك والأخيرة لهذه الليلة ... وتابع وهو يسحب عنها أكتاف فستانها: والآن حان دورك لتكافئينى أليس كذلك؟ ....❤ الجزء السابع والأربعون كانت روفان تجلس على حافة السرير بمقصورة اليخت بينما كان آسر يجلس أمامها على ركبتيه وهو يتأملها بعيون عاشقة راغبة كما يتأمل الفنان لوحة فنية متكاملة العناصر والتفاصيل...اقتربت منه أكثر حين هم هو بسحب فستانها عن أكتافها وهمست روفان وهى تضع يدها بحب على خده: كم أتمنى مكافأتك حبيبى وبأكثر مما طلبت .. ولكن كيف لى أن أفعل؟... كيف لى حقا أن اكافىء فيض مشاعر لا ينتهى؟؟... ونهر حنان لا ينضب ... وحب يغمرنى ويلون عالمى بأروع الألوان ... آسر أنا احسدنى عليك! .. وأحيانا كثيرة لا أصدق أنك صرت لى وحدى و أنك اخترتنى من بين كل النساء من حولك وكثيرا ما كان حولك منهن .. أزاح خصلات شعر من جبينها وقبله وهو مغمض العينين ونزل ليطبع أخرى على أنفها ثم ثالثة ادفء من سابقتيها على شفتيها المتلهفتين والمتفتحتين كزهرة جورية للقاءه ... ثم قال وهو ينظر فى عينيها مباشرة وبعمق: كان حولى الكثير من النساء... ايفيت .. ولكن لم تكن أى منهن روفان .. روفان خاصة آسر .. روفان التى تفعل الكثير بآسر ابليكتشى دون أن تدرك هى ذلك .. روفان بضحكتها، بهذيانها، غضبها، انفعالها، بنظرة عينيها التى تقرأنى دون حاجة لفتح كتابى، ..روفان ببساطتها وعدم إدراكها لقيمة نفسها ... بنقاءها وصفاءها ... كان آسر عند ذكر كل صفة من صفاتها يطبع قبلة تنازلية من أعلى عنقها إلى أسفله وكانت روفان قد أصيبت بخدر تام في أطرافها جراء قبلاته.. وحين لاحظ آسر تجاوبها ولهيب الرغبة يتراقص في عينيها أزاح عنها ما تبقى من فستانها كما فعلت هى بقميصه واستلقيا معا على فراشهما ... كان عناقه لها الليلة أكثر حميمية من اى وقت مضى وكانت هى تعيش أروع لحظاتها معه ولكنها كانت لحظات ممزوجة برعب هائل من أن تكون هذه الليلة ضمن آخر لياليها معه .. وبين احضانه وداخل جنته...كان آسر منهمكا بتقبيل كل شبر بجيدها ثم شعرت به روفان وهو يقبل جرح ص*رها المغطى بلاصق طبى ويردد: أنت لن تأخذها منى...أنت مجرد سبب ليقربنا من بعضنا أكثر وتجربة لتثبت حبنا وتعمقه أكثر و أكثر .. شهقت روفان شهقة ظنها آسر ألما" فرفع رأسه نحوها ليجد الدموع تغمر عينيها وخديها فعانقها وألصقها بجسده وهمس بخوف: هل آلمتك يا ملاكى؟ أتبكين ألما"؟؟ .. فردت عليه بصوت مرتجف: بل سعادة" يا دقات قلب روفان ... لم يصدقها واستمر تحديقه في عينيها حتى همست : أقسم لك بأنني أسعد امرأة في الوجود الآن واننى لا أبالي حتى الموت... فإن مت غدا فيكفى أننى نلت سعادة الدنيا فى حضنك لليال من ليالى الآسر مجتمعة ... اغرورقت عيناه بالدموع وقال: لا تكرريها... لا تفكرى بأنانية ... فإن كنتى اكتفيتى منى فأنا لم أفعل بعد ... قربته منها وقالت: خذنى إليك آسر...خذنى إليك وانسينى الدنيا من حولى...انسينى المرض والأحزان .. فقط صوت قلبك وهدير أمواج البحر ما أريد أن أسمعه الليلة ... وحينها غرقا بالفعل في بحر أزرق عميق لم يخرجا منه إلى الشاطئ لساعات ... قبل منتصف الليل بعشر دقائق او يزيد كانت روفان ملقية برأسها على كتفه وتخط بأصبعها أحرفا على ص*ره وكانت تظنه قد نام ولكنه فاجأها بقوله: إلى آخر الآسر معك...أليس كذلك؟ .. بهرت بفطنته وقالت: يا إلهى كيف استطعت تمييز الحروف على جلدك؟ .. فتمتم قائلا: كنت العبها مع أمى صغيرا ... كنت أكتب لها على ظهر كفها كلمات وكانت هى تكتبها على ذراعى فكفى قد كان صغيرا ونحيلا وقتها ... قبلته على خده ولكنه سحب نفسه من تحتها ونهض مغادرا الفراش واتجه إلى الحمام حيث أحضر روبى الإستحمام السميكين وعاد مسرعا أعطاها واحدا ولبس هو الآخر وسحبها معه خارج الغرفة وهو يتمتم : تعالى لتعيشى آخر مفاجأت ليلة مولدك والتى خبأتها لما قبل نهاية الليلة بلحظات ... صعد بها لحجرة الجلوس الزجاجية أعلى اليخت ثم غاب لثوان عاد بعدها يحمل كعكة صغيرة تملأ وجهها الشموع الرفيعة المضاءة ثم اقترب منها وقال: ملأتها شموعا تفوق آسرك وإنما أردت لها أن تمثل عدد السنين التى سنعيشها سويا بعد ... قربها منها وقال تمنى أمنية ثم اطفئيها وكل عام وانت بخير حبيبتي ... مسحت دمعة فاضت رغما عنها وقالت: وهل تركت لى شيئا ناقصا حتى أتمناه؟ ؟؟ أنا لن اطلب من الله إلا قربك أنت وأمينة ... ثم طلبت منه أن يتمنى هو الآخر فهمس: وأنا لن أطلب من الله إلا قربك أنت وأمينة ... ثم أحمد... نفخت روفان الشموع وحينها دقت الساعة مشيرة إلى منتصف الليل وحينها انارت السماء فجأة من خلف زجاج غرفة الجلوس باليخت بمختلف الألوان والأشكال من الأل**ب النارية التى أعدها آسر على ظهر اليخت وطلب من القبطان إشعالها بحلول الثانية عشر ليلا ...فتحا باب الشرفة و تابعا الأضواء المتلألأة فى السماء وهما متعانقين ثم رجعا ليناما متعانقين كذلك
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD