الجزء الثالث

2014 Words
الامل الجزء الثالث فى الصباح استيقظت روفان قبله وقد خططت مسبقا لمفاجأته فنزلت المطبخ وحضرت فطائر البان كيك بالشكولاته والموز كما يحبها آسر وجهزت معها القهوة وعصير البرتقال وصعدت بها جميعها إلى غرفة النوم .. فكرت بمكر بأنها يجب أن تخلع روب الديشمبر هذا لتبقى مرتدية فستانها الساتان الأ**د ذو الحمالات الرفيعة والفتحة الجانبية الكبيرة ... اقتربت منه وقد وضعت صينية الإفطار جانبا ثم لفت خصلات من شعرها حول اصبعها وبدأت بايقاظها بدغدغة أنفه ... استيقظ بوجه متعب قليلا إلا أنه أضاء حينما رأها ورأى جمالها وف*نتها .. نظر برغبة إلى فخذها الذى يظهر من شق فستانها ثم رفع نظره ولكنه ما توقف ببصره عند ص*رها المكشوف حتى اظلمت سماؤه بالغيوم وكانت روفان قد أدركت ذلك فاقتربت منه لتنسيه حزنه وقالت باغراء شديد: صباح الخير اشكم .. أنت الآن أمام افطارين شهيين .. الأول كريب بالشوكولا والثانى أنا .. فأيهما تختار ... كان آسر بالرغم من حزنه ضائع في جمالها الصباحى النادر هذا وكأنها دمية مرسومة الملامح والتفاصيل بدقة متناهية لا يؤثر فيها سهر ولا حزن ولا إرهاق أو مرض .. دنت منه أكثر وقالت وهى تقبل شفتيه بطريقة ذهبت بعقله: أرى أن اطعمك بيدى أولا ثم ادعك تأكل افطارك الثانى كما تشاء أنت ... عندها سقطت عنه احزانه وهمومه وضاع معها في عالم آخر من الرغبة والشوق والجنون وكان وهو يعانقها يهمس في اذنها: كل عيد وأنت حبيبى وحدى ... كل ميلاد ونحن معا .. لتعيشى طويلا وآسرا مديدا داخل حضنى وبين ذراعى دائما ... قبلت ص*ره بجنون وهمست: هنا موطنى وهنا فقط أحس بالأمان .. وعلى هذا الص*ر اخترت أن أولد وعليه أريد أن اموت ... قاطعها بقبلة اخرستها وقال بهذيان : لا تذكرى الموت مرة أخرى ... فنحن لم نعش ربع سعادتنا حتى بعد ... ثم دفن رأسها في شعرها وغابا في عناق لم ينتهى لوقت طويل... قضيا كل اليوم معا فتغديا في مطعم مانو بصحبة أمينة التى كانت في قمة السعادة لوجود والديها معا ثم مرا على منزل جدتها حيث فاجأها الجميع عند دخولها بكعكة منزلية رائعة وغناء وبالونات وبكاء واحضان كبيرة ... تركها آسر تستمع مع عائلتها وخرج ليجلس مع ايسو في الدكان ... بعد مرور ساعتين تقريبا كان قد حل المساء وعندها طلبت نيهان من روفان الصعود إلى غرفتها وهناك لم تصدق روفان عينيها فقد وجدت أروع فستان سهرة يمكنها أن تتمناه بحذاء براق وحقيبة يد تناسبه ومعها كرت كتب عليه: اضيفى عليه من نورك ليشع ... ارتديه الليلة من اجلى ... تلك كانت هديتك الاولى لليلة ...انتظرك في الأسفل لنقضى ما تبقى من يوم مولدك وحدنا ...❤❤ ساعدتها نيهان في تسريح شعرها الحريرى وارتداء تلك التحفة الفنية بألوانها السوداء بانعكاسات ارجوانية ... وضعت اللمسات الأخيرة من أحمر شفاه وعطر مثير ونزلت لتقا**ه عند الباب... صفر صافرة إعجاب وذهول واقترب ليمسك يدها ويقبلها ويهمس: لو رآك من **م هذا الفستان لاكتفى بالت**يم لك وحدك طوال آسره ولمنع بقية نساء الأرض من ارتداء تصاميمه ...ضحكت من القلب وقالت: وماذا عن الم**م الذى **م الحذاء؟ فاقترب منها يشم عطرها وقال بخدر لطيف يسرى فى أطرافه من رائحتها: ذلك الم**م قد استسلم منذ زمن ولذا فقد قرر أن يمتلك تلك القطعة الفنية لتكون له وحده... ابتسمت بفخر واتجهت نحو السيارة وانطلقا بعد أن تركا أمينة في رعاية جدتها السعيدة بفرحة دفنتها وهى لا تعلم شيئا عن حقيقة مرضها وإنما كانت في قمة السعادة باستعادة روفان لذاكرتها وعملها وبيتها ... عند الميناء توقف آسر فسألته روفان إلى أين؟ ... لم يجبها وإنما نزل من السيارة وقادها برفق نحو أحد اليخوت الفاخرة وادخلها وقد أشار إلى القبطان بأن ينطلق ... دخلت لتجد اليخت مزينا بمختلف أنواع الزهور والشموع المضادة فى كل مكان وسجادة من أوراق الورود المجففة المعطرة قادتها من مدخل اليخت إلى مائدة العشاء الفاخرة ... كان كل شيء على المائدة حاضرا إلا الطبق الرئيسي حيث خلع آسر معطفه وشمر عن اكمامه وقال: الشيف آسر سيعد لروفان هانم طبق الريزوتو بالفطر الذى تحبه سيدة قلبه وتهواه ... اقتربت منه والدموع فى عينيها وهمست : بل أنت من تحبه روفان وتهواه ثم انحنت نحوه وقبلته ببطء ثم اجلسها على كرسى وطلب منها مراقبة النجوم لحين عودته ... بعد مضى وقت ليس بطويل جاء آسر حاملا صحنى الريزوتو وشرابا لكليهما وتناولا عشاءهما على أنغام موسيقى روستينى... نهض بعدها آسر وعاد بعلبة بيضاء فتحتها روفان لتجد بها ألبوما كبيرا تم ت**يمه ودمج صوره بفن وعناية جمع فيه آسر كل صور روفان التى وجدها في منزل عائلتها منذ ولادتها وطفولتها مع سيدار ووالديها...ضحكت روفان وبكت مع كل صورة وحكت لآسر تفاصيل كثيرة وهو الذى كان ينظر إليها بحب الكون بأكمله في عينيه ...شكرته وقبلته ومن ثم تعانقا تحت ضوء القمر ورقصا طويلا وكل منهما يعيش لحظات لا تنسى فى حضن شريكه ... إلى أن شعرت روفان فجأة بقدميها تنقطعان عن الأرض حيث حملها آسر بين ذراعيه وتوجه بها نحو مقصورة النوم ذات السرير المزدوج المغطى بأوراق الورود الحمراء...اراحها على السرير وأخرج من جيبه علبه مخملية بها ساعة ذهبية مرصعة بالماس ليلبسها لها وهو يهمس وتلك كانت هديتى الثالثة لك والأخيرة لهذه الليلة ... وتابع وهو يسحب عنها أكتاف فستانها: والآن حان دورك لتكافئينى أليس كذلك؟ ....❤ الجزء السابع والأربعون كانت روفان تجلس على حافة السرير بمقصورة اليخت بينما كان آسر يجلس أمامها على ركبتيه وهو يتأملها بعيون عاشقة راغبة كما يتأمل الفنان لوحة فنية متكاملة العناصر والتفاصيل...اقتربت منه أكثر حين هم هو بسحب فستانها عن أكتافها وهمست روفان وهى تضع يدها بحب على خده: كم أتمنى مكافأتك حبيبى وبأكثر مما طلبت .. ولكن كيف لى أن أفعل؟... كيف لى حقا أن اكافىء فيض مشاعر لا ينتهى؟؟... ونهر حنان لا ينضب ... وحب يغمرنى ويلون عالمى بأروع الألوان ... آسر أنا احسدنى عليك! .. وأحيانا كثيرة لا أصدق أنك صرت لى وحدى و أنك اخترتنى من بين كل النساء من حولك وكثيرا ما كان حولك منهن .. أزاح خصلات شعر من جبينها وقبله وهو مغمض العينين ونزل ليطبع أخرى على أنفها ثم ثالثة ادفء من سابقتيها على شفتيها المتلهفتين والمتفتحتين كزهرة جورية للقاءه ... ثم قال وهو ينظر فى عينيها مباشرة وبعمق: كان حولى الكثير من النساء... ايفيت .. ولكن لم تكن أى منهن روفان .. روفان خاصة آسر .. روفان التى تفعل الكثير بآسر ابليكتشى دون أن تدرك هى ذلك .. روفان بضحكتها، بهذيانها، غضبها، انفعالها، بنظرة عينيها التى تقرأنى دون حاجة لفتح كتابى، ..روفان ببساطتها وعدم إدراكها لقيمة نفسها ... بنقاءها وصفاءها ... كان آسر عند ذكر كل صفة من صفاتها يطبع قبلة تنازلية من أعلى عنقها إلى أسفله وكانت روفان قد أصيبت بخدر تام في أطرافها جراء قبلاته.. وحين لاحظ آسر تجاوبها ولهيب الرغبة يتراقص في عينيها أزاح عنها ما تبقى من فستانها كما فعلت هى بقميصه واستلقيا معا على فراشهما ... كان عناقه لها الليلة أكثر حميمية من اى وقت مضى وكانت هى تعيش أروع لحظاتها معه ولكنها كانت لحظات ممزوجة برعب هائل من أن تكون هذه الليلة ضمن آخر لياليها معه .. وبين احضانه وداخل جنته...كان آسر منهمكا بتقبيل كل شبر بجيدها ثم شعرت به روفان وهو يقبل جرح ص*رها المغطى بلاصق طبى ويردد: أنت لن تأخذها منى...أنت مجرد سبب ليقربنا من بعضنا أكثر وتجربة لتثبت حبنا وتعمقه أكثر و أكثر .. شهقت روفان شهقة ظنها آسر ألما" فرفع رأسه نحوها ليجد الدموع تغمر عينيها وخديها فعانقها وألصقها بجسده وهمس بخوف: هل آلمتك يا ملاكى؟ أتبكين ألما"؟؟ .. فردت عليه بصوت مرتجف: بل سعادة" يا دقات قلب روفان ... لم يصدقها واستمر تحديقه في عينيها حتى همست : أقسم لك بأنني أسعد امرأة في الوجود الآن واننى لا أبالي حتى الموت... فإن مت غدا فيكفى أننى نلت سعادة الدنيا فى حضنك لليال من ليالى الآسر مجتمعة ... اغرورقت عيناه بالدموع وقال: لا تكرريها... لا تفكرى بأنانية ... فإن كنتى اكتفيتى منى فأنا لم أفعل بعد ... قربته منها وقالت: خذنى إليك آسر...خذنى إليك وانسينى الدنيا من حولى...انسينى المرض والأحزان .. فقط صوت قلبك وهدير أمواج البحر ما أريد أن أسمعه الليلة ... وحينها غرقا بالفعل في بحر أزرق عميق لم يخرجا منه إلى الشاطئ لساعات ... قبل منتصف الليل بعشر دقائق او يزيد كانت روفان ملقية برأسها على كتفه وتخط بأصبعها أحرفا على ص*ره وكانت تظنه قد نام ولكنه فاجأها بقوله: إلى آخر الآسر معك...أليس كذلك؟ .. بهرت بفطنته وقالت: يا إلهى كيف استطعت تمييز الحروف على جلدك؟ .. فتمتم قائلا: كنت العبها مع أمى صغيرا ... كنت أكتب لها على ظهر كفها كلمات وكانت هى تكتبها على ذراعى فكفى قد كان صغيرا ونحيلا وقتها ... قبلته على خده ولكنه سحب نفسه من تحتها ونهض مغادرا الفراش واتجه إلى الحمام حيث أحضر روبى الإستحمام السميكين وعاد مسرعا أعطاها واحدا ولبس هو الآخر وسحبها معه خارج الغرفة وهو يتمتم : تعالى لتعيشى آخر مفاجأت ليلة مولدك والتى خبأتها لما قبل نهاية الليلة بلحظات ... صعد بها لحجرة الجلوس الزجاجية أعلى اليخت ثم غاب لثوان عاد بعدها يحمل كعكة صغيرة تملأ وجهها الشموع الرفيعة المضاءة ثم اقترب منها وقال: ملأتها شموعا تفوق آسرك وإنما أردت لها أن تمثل عدد السنين التى سنعيشها سويا بعد ... قربها منها وقال تمنى أمنية ثم اطفئيها وكل عام وانت بخير حبيبتي ... مسحت دمعة فاضت رغما عنها وقالت: وهل تركت لى شيئا ناقصا حتى أتمناه؟ ؟؟ أنا لن اطلب من الله إلا قربك أنت وأمينة ... ثم طلبت منه أن يتمنى هو الآخر فهمس: وأنا لن أطلب من الله إلا قربك أنت وأمينة ... ثم أحمد... نفخت روفان الشموع وحينها دقت الساعة مشيرة إلى منتصف الليل وحينها انارت السماء فجأة من خلف زجاج غرفة الجلوس باليخت بمختلف الألوان والأشكال من الأل**ب النارية التى أعدها آسر على ظهر اليخت وطلب من القبطان إشعالها بحلول الثانية عشر ليلا ...فتحا باب الشرفة و تابعا الأضواء المتلألأة فى السماء وهما متعانقين ثم رجعا ليناما متعانقين كذلك عند وصولهما لبيت جدتها صباح اليوم التالى لأخذ أمينة سمعا صوت صراخها من خلف الباب فطارا مسرعين بلهفة إلى الداخل حيث وجدا توركان وقد بدا الإرهاق واضحا على وجهها فاقتربت روفان وحملت أمينة بلهفة في حضنها بينما وقف آسر خلفها يلثم عنق أمينة بقبلات حنونة محاولا اسكاتها إلا أن حضور والديها لم يخفف من حدة بكاءها كثيرا ... اخبرتهم توركان بأنها لم تتقبل زجاجة الحليب الصناعى وأنها بحثت عن ص*ر أمها طوال الليل ثم قالت تعاتب روفان: سامحك الله يا ابنتى لما لم تتركى لها من حليبك قبل مغادرتك؟ ؟امتلأت عينا روفان بالدموع وارتبك آسر وقال : نعتذر منك كثيرا جدتى ولكننا سنغادر الآن وروفان ستحل الأمر ... غادرا على عجل ورغم أن أمينة كانت تنام بمجرد دخولها السيارة سابقا إلا أنها هذه المرة لم تتوقف أبدا مما أضطر روفان للجلوس بقربها في المقعد الخلفي طوال الطريق إلى المنزل ... بعد محاولات ومحاولات فاشلة من روفان لإعطاءها زجاجة الحليب أو اطعامها خضروات مهروسة يأست روفان وجلست تبكى مع طفلتها على سجادة غرفة الجلوس ... نزل آسر بثياب المنزل فوجد حال الاثنتين يرثى له فتقدم من روفان والتقط منها أمينة وطلب منها أن تصعد لتخلد للنوم قليلا و ان تطمئن تماما على أمينة ... شكرته روفان وصعدت للأعلى استبدلت ثيابها ودفنت رأسها في وسادتها لكى لا تسمع صرخات ابنتها التى شقت قلبها وشطرت فؤادها لنصفين ... فهى تعلم بأن جرعة واحدة من حليبها ولمسة واحدة من دفء ص*رها ستجعل أمينة تنام في ثوان...بكت روفان حتى تورم جفناها ... وقد كان صراخ امينة مع دندنة آسر وصوت الموسيقى وكل محاولاته الفاشلة بالأسفل لإسكاتها يصل إلى مسامع روفان ويمنعها من النوم ... نزلت ورمت نفسها على الاريكة تتابع دوران آسر بها من ركن إلى آخر فى المنزل وهو يحملها كدمية صغيرة بين ذراعيه ... اتجه بها إلى المطبخ وسمعته يقول: لا تهتمى أمينة جم فأمك قد حضرت لك الخضروات وأنا أعلم انك مولعة بالفواكه مثل والدك فأنا ليس لدى فاكهة أغلى من التفاح مثلا ... معليا صوته عند تلك الفقرة لكى تسمعه روفان التى ابتسمت من بين دموعها ... أسند آسر ابنته على الجانب الأيمن من خصره واحاطها بيده وباليد الأخرى قام بهرس بعض من الموز مع الحليب وحبات من الفراولة ثم اتجه بها لكرسى الطعام وعجبا كانت أمينة قد بدأت تهدأ ... ناولها الملعقة الأولى فالثانية فالثالثة ف*ناولتها وحينها صرخ آسر لا اراديا : افااارن اومااار لقد نجحت دفنام إنها تأكل ... ولكنه لم يقدر الفزع الذى سببته صرخته لها فصعقت أمينة للحظات ثم واصلت نوبة بكاء جديدة نجح آسر مجددا بمنتهى البطولة فى اخمادها واعتذر منها بقبلات حانية ثم ناولها بقية الصحن ورفعها إلى حضنه وقد ناولها زجاجة اللبن التى تقبلتها أخيرا وبدأت بمصها وعندها اتجه آسر نحو روفان بمنتهي الفخر وهو يقول: من قال بأنها مهمة الأمهات فقط ؟؟ هل رأيتى ما يفعله الآباء عجبا روفان هانم؟؟؟ وحين أفرغت امينة زجاجة اللبن رمى بها آسر على الاريكة ورفع ابنته في الهواء ليهنئها على تناول وجبتها التى للأسف لم ت**د وإنما استفرغتها أمونة الغالية بالكامل على عنق والدها لتلطخ بها بياض قميصه المنزلى ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD