الجزء الرابع

1735 Words
الامل الجزء الرابع قبل منتصف الليل بعشر دقائق او يزيد كانت روفان ملقية برأسها على كتفه وتخط بأصبعها أحرفا على ص*ره وكانت تظنه قد نام ولكنه فاجأها بقوله: إلى آخر الآسر معك...أليس كذلك؟ .. بهرت بفطنته وقالت: يا إلهى كيف استطعت تمييز الحروف على جلدك؟ .. فتمتم قائلا: كنت العبها مع أمى صغيرا ... كنت أكتب لها على ظهر كفها كلمات وكانت هى تكتبها على ذراعى فكفى قد كان صغيرا ونحيلا وقتها ... قبلته على خده ولكنه سحب نفسه من تحتها ونهض مغادرا الفراش واتجه إلى الحمام حيث أحضر روبى الإستحمام السميكين وعاد مسرعا أعطاها واحدا ولبس هو الآخر وسحبها معه خارج الغرفة وهو يتمتم : تعالى لتعيشى آخر مفاجأت ليلة مولدك والتى خبأتها لما قبل نهاية الليلة بلحظات ... صعد بها لحجرة الجلوس الزجاجية أعلى اليخت ثم غاب لثوان عاد بعدها يحمل كعكة صغيرة تملأ وجهها الشموع الرفيعة المضاءة ثم اقترب منها وقال: ملأتها شموعا تفوق آسرك وإنما أردت لها أن تمثل عدد السنين التى سنعيشها سويا بعد ... قربها منها وقال تمنى أمنية ثم اطفئيها وكل عام وانت بخير حبيبتي ... مسحت دمعة فاضت رغما عنها وقالت: وهل تركت لى شيئا ناقصا حتى أتمناه؟ ؟؟ أنا لن اطلب من الله إلا قربك أنت وأمينة ... ثم طلبت منه أن يتمنى هو الآخر فهمس: وأنا لن أطلب من الله إلا قربك أنت وأمينة ... ثم أحمد... نفخت روفان الشموع وحينها دقت الساعة مشيرة إلى منتصف الليل وحينها انارت السماء فجأة من خلف زجاج غرفة الجلوس باليخت بمختلف الألوان والأشكال من الأل**ب النارية التى أعدها آسر على ظهر اليخت وطلب من القبطان إشعالها بحلول الثانية عشر ليلا ...فتحا باب الشرفة و تابعا الأضواء المتلألأة فى السماء وهما متعانقين ثم رجعا ليناما متعانقين كذلك عند وصولهما لبيت جدتها صباح اليوم التالى لأخذ أمينة سمعا صوت صراخها من خلف الباب فطارا مسرعين بلهفة إلى الداخل حيث وجدا توركان وقد بدا الإرهاق واضحا على وجهها فاقتربت روفان وحملت أمينة بلهفة في حضنها بينما وقف آسر خلفها يلثم عنق أمينة بقبلات حنونة محاولا اسكاتها إلا أن حضور والديها لم يخفف من حدة بكاءها كثيرا ... اخبرتهم توركان بأنها لم تتقبل زجاجة الحليب الصناعى وأنها بحثت عن ص*ر أمها طوال الليل ثم قالت تعاتب روفان: سامحك الله يا ابنتى لما لم تتركى لها من حليبك قبل مغادرتك؟ ؟امتلأت عينا روفان بالدموع وارتبك آسر وقال : نعتذر منك كثيرا جدتى ولكننا سنغادر الآن وروفان ستحل الأمر ... غادرا على عجل ورغم أن أمينة كانت تنام بمجرد دخولها السيارة سابقا إلا أنها هذه المرة لم تتوقف أبدا مما أضطر روفان للجلوس بقربها في المقعد الخلفي طوال الطريق إلى المنزل ... بعد محاولات ومحاولات فاشلة من روفان لإعطاءها زجاجة الحليب أو اطعامها خضروات مهروسة يأست روفان وجلست تبكى مع طفلتها على سجادة غرفة الجلوس ... نزل آسر بثياب المنزل فوجد حال الاثنتين يرثى له فتقدم من روفان والتقط منها أمينة وطلب منها أن تصعد لتخلد للنوم قليلا و ان تطمئن تماما على أمينة ... شكرته روفان وصعدت للأعلى استبدلت ثيابها ودفنت رأسها في وسادتها لكى لا تسمع صرخات ابنتها التى شقت قلبها وشطرت فؤادها لنصفين ... فهى تعلم بأن جرعة واحدة من حليبها ولمسة واحدة من دفء ص*رها ستجعل أمينة تنام في ثوان...بكت روفان حتى تورم جفناها ... وقد كان صراخ امينة مع دندنة آسر وصوت الموسيقى وكل محاولاته الفاشلة بالأسفل لإسكاتها يصل إلى مسامع روفان ويمنعها من النوم ... نزلت ورمت نفسها على الاريكة تتابع دوران آسر بها من ركن إلى آخر فى المنزل وهو يحملها كدمية صغيرة بين ذراعيه ... اتجه بها إلى المطبخ وسمعته يقول: لا تهتمى أمينة جم فأمك قد حضرت لك الخضروات وأنا أعلم انك مولعة بالفواكه مثل والدك فأنا ليس لدى فاكهة أغلى من التفاح مثلا ... معليا صوته عند تلك الفقرة لكى تسمعه روفان التى ابتسمت من بين دموعها ... أسند آسر ابنته على الجانب الأيمن من خصره واحاطها بيده وباليد الأخرى قام بهرس بعض من الموز مع الحليب وحبات من الفراولة ثم اتجه بها لكرسى الطعام وعجبا كانت أمينة قد بدأت تهدأ ... ناولها الملعقة الأولى فالثانية فالثالثة ف*ناولتها وحينها صرخ آسر لا اراديا : افااارن اومااار لقد نجحت دفنام إنها تأكل ... ولكنه لم يقدر الفزع الذى سببته صرخته لها فصعقت أمينة للحظات ثم واصلت نوبة بكاء جديدة نجح آسر مجددا بمنتهى البطولة فى اخمادها واعتذر منها بقبلات حانية ثم ناولها بقية الصحن ورفعها إلى حضنه وقد ناولها زجاجة اللبن التى تقبلتها أخيرا وبدأت بمصها وعندها اتجه آسر نحو روفان بمنتهي الفخر وهو يقول: من قال بأنها مهمة الأمهات فقط ؟؟ هل رأيتى ما يفعله الآباء عجبا روفان هانم؟؟؟ وحين أفرغت امينة زجاجة اللبن رمى بها آسر على الاريكة ورفع ابنته في الهواء ليهنئها على تناول وجبتها التى للأسف لم ت**د وإنما استفرغتها أمونة الغالية بالكامل على عنق والدها لتلطخ بها بياض قميصه المنزلى ... كان آسر على وشك البكاء ولكنه تمالك نفسه و بمنتهى الحب صعد ليستبدل ملابسه وملابسها بعد أن استحم وحممها معه ... كان المساء كذلك حافلا بمزاج أمينة السىء أما الليل فقد تناوب فيه آسر وروفان علي رعايتها إلى أن وصلت المربية في الصباح وعندها غادر آسر وروفان إلى عيادة الطبيبة التى كانت ستجرى لروفان صورة بجهاز الماموجرام لكشف أى تكتل بالثدى ... كانا جالسين في قمة التعب بعد إنتهاء الفحص المؤلم الذى اتعب روفان واثار شفقة آسر نحوها بجنون وقد كان معانقا لكفها طوال فترة الفحص دعما لها ... نادت عليهما الطبيبة لقراءة نتيجة الصورة مع العلم أن الكلمة الفصل ستكون لتحليل الخزعة بعد أقل من أسبوعين ... لم يقويا على الوقوف على ارجلهما حينما قالت الطبيبة وآسر مغمض العينين مرتعبا بينما كانت روفان أكثر تماسكا : سيدة ابليكتشى مبدئيا يمكننى القول أنه .... ااااااا ... إنه تهانينا فالكتل تبدو حميدة وأغلبها غدد لبنية مسدودة و......لم يعد كل منهما يستمع لكلام الطبيبة وإنما حدقا ببعض ثم تلاقت جباههما ثم تعانقا بشدة وبكى كل منهما في حضن الآخر كطفل صغير تاه عن المنزل فوجده أحد المارة ليعيده إلى حضن أبيه وأمه ..... حين أدركت الطبيبة أن وجودها في الغرفة غير مرغوب به انسحبت في هدوء وعندها اقترب آسر من روفان بل والتصق بها وهو يهمس في أذنها: كنت أعرف بأنك لن تخذلينى..ولن تتخلي عنى لأكمل وحدى مشوارا قد بدأناه معا ... وعندها فقط رأت روفان أنه يحق لها الآن إطلاق العنان لخوف أيام وليال كان حبيسا بداخلها ولتوتر غلفته بشجاعة مزيفة رسمتها على وجهها لتضحك بها على آسر وتوهمه بقوة لا تمتلكها في الأساس ... لذا فقد جلست على أريكة مكتب الطبيبة ساحبة" معها آسر ليجلس قربها وبكت بحرقة من لم يبك منذ سنين طويلة... حاول آسر تهدأتها وقد صدم لردة فعلها وغزت وجهه علامات الاستفهام والقلق فجاوبته لتزيل توتره:أنا بخير .. أنا استعيد أنفاسى فقط فلا تقلق... أقسم لك حبيبى بأنني كنت مرعوبة أن اغادركم خوفا عليك من بعدى وليس خوفا على نفسى ... فأنا قد عشت معك لحظات تغنينى عن آسر بأكمله ولكننى رأيت فى وجهك يوم علمت بأنك لست جاهزا لتقبل أمر كهذا ... عانقها بقوة وقال بضعف: ولن أكون يوما جاهزا لهكذا عقاب... لذا إياك أن تخيفينى عليك مجددا ... غادرا عيادة الطبيبة على وعد بلقاء اخير بعد مرور أسبوعين مع تأكيدها على إمكانية عودة روفان إلى إرضاع طفلتها بشكل طبيعى... كانا في قمة السعادة والرغبة في العمل فتوجها إلى مكاتبهم وعملا بهمة ونشاط لأسبوع كامل كانا يلتقيان فيه يوميا عند كل إستراحة غداء إما فى مطعم الشركة أو فى مانو ليتناولا الغداء معا وأحيانا يصحبهما سنان وياسمين ليضيفان جوا أخويا ممتعا لجلسة آسر ودفن... أما المساء فكانت روفان ترجع يوميا قبل آسر لترضع طفلتها وتجهز عشاءا منزليا ليتناولاه مع ملاكهما الصغير فى جو أسرى ولا أروع... مساء الجمعة دخل آسر المنزل محملا بأكياس وأكياس وما أن دخل حتى صفر صافرة إعجاب طويلة بالرائحة الشهية التى دغدغت أنفه فرمى بالأكياس جانبا ودخل المطبخ ليجد روفان وقد رفعت شعرها على شكل كعكة مبعثرة فوق رأسها وقد ارتدت ثوب منزلى وردى اللون وقصير حتى الركبة تتوسطه صورة دب طفولى يتناول العسل ... كانت تبدو تماما كطفلة سقطت من قصة للأطفال ... اقترب منها فوجدها تسكب شربة الفطر بالكريمة فى صحن وقد حضرت معها السلطة الخضراء والخبز الفرنسى المحمص بالزبد وكان كل شىء على المائدة يبدو مرتبا ومنسقا بشكل بديع ... عانقها من الخلف بأن لف ذراعيه حول خصرها وقبل عنقها وشم شعرها بعمق وقال: برغم روعة رائحة العشاء المميز هذا؛ تظل رائحة دفنتى الأروع والأكثر إغاراءا ... والتى تشعرنى بالجوع أكثر .. بالجوع لأشياء أخرى طبعا ... ابتسمت واستدارت لتلف يديها حول عنقه وتقبله على شفتيه قبلة أولى قصيرة وسريعة .. من ثم تراجعت ونظرت إليه بخبث أنوثى طاغى وتمتمت: مرحبا سيفجيليم...واتبعتها بأخرى أطول وأعمق من سابقتها .. وحين تراجعت هذه المرة وجدته قد بدأ يفقد السيطرة على نفسه ... فتابعت: كيف حالك اشكم؟ ... ثم اقتربت للمرة الثالثة وحينها اقترب هو بلهفة أكبر ورغبة في تكملة ما تفعله معه ولكن هذه المرة خدعته روفان بأن انسلت من تحت كتفه واتجهت نحو الخزانة وهى تفتحها وتقول: يييييييي لقد نسيت وضع صحن لأمينة بيتانم ... وقفت على أطراف اصابعها لتلتقط صحنا من الرفوف العليا فارتفع ثوبها أكثر وكشف عن فخذيها المتناسقين فجن جنونه و اقترب منها ورفعها بذراعيه لتحصل على الصحن بسرعة ... رفعها بيد وباليد كان يتحسس ما انكشف منها ... صرخت بدلال: يابمااا أومااار فهذا يدغدغنى ... فهمس وهو ينزلها ويلفها ليقبلها: أنت من لعب بالنار أولا روفان هانم ابليكتشى ... أليس كذلك؟ والبادىء أظلم غالبا ... بعد قبلات ومعانقات عديدة جلسا وتناولا العشاء وهما يطعمان أمينة التى كانت تفتت الخبز إلى قطع صغيرة وترمى به في صحن آسر بينما هو مستمتع بهدايا طفلته الحبيبة بينما شعرت روفان بالغيرة لأن أمينة لم تتذكرها ولو بقطعة واحدة وكان آسر سعيدا بأن ابنته فضلته عن أمها وقال: ستنال طفلتى مكافأة اهتمامها بوالدها بعد العشاء مباشرة ... وبالفعل نهضا معا ليجلسا في غرفة الجلوس وحينها فتح آسر الأكياس ليفاجأ روفان بفستانين رائعين من قماش الشيفون الزهرى بشريط ووردة جانبية وقد كانا الفستانيين نسخة طبق الأصل عن بعض أحدهما بمقاس روفان والآخر بمقاس أمينة ... مع أحذية زهرية لامعة ... فرح بنظرة الإعجاب في عينى روفان وقال: أريد من الملكة والأميرة أن ترتديا مثل بعضهما غدا في زفاف ألب وشيبنام ... اريدكما أن تكونا زينة الحفل وإنارتها ... عانقته وصعدت روفان لترتيب الحقائب من أجل زفاف الغد الذى سيقام فى الفندق العائم خارج المدينة ... استغرق منها الأمر بعض الوقت وحين لم تعد تسمع أصوات أمينة الطفولية تأتيها من الأسفل حيث تركتها تلعب مع آسر على سجادة غرفة الجلوس فقررت أن تنزل لتفقدهما ... بدخولها غرفة الجلوس وجدتهما ... كانا يشكلان لوحة متكاملة تعبر عن أبوة صادقة وطفولة بريئة ... وجدته ينام على ظهره على الأريكة الجلدية بينما تنام أمينة بمنتهي الرضا على بطن آسر و رأسها على ص*ره وكأنها مستمتعة بصوت دقات قلبه التى تهتف لها بأنها من أروع ما حصل معه في حياته ... كان آسر برغم نومه إلا أنه يلف ذراعيه بقوة حولها مخافة أن تتحرك حبيبته أثناء نومها ... تابعتهما بحب كبير وتن*دت بسعادة وهى تهمس: احفظهما لى يا الله ...فليس لى أغلى منهما فى دنياى ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD