الفصل الثامن

1255 Words
الفصل الثامن ************ انقضت الأيام سريعا , كان مالك يتصل فيها بـ مريم كل فجر لـ ييقظها ولكنه لم يكن يتحدث معها فقط يوقظها ويغلق.. وفي كل مرة كانت مريم تقارن فيها بين افعال مالك معها، وافعال طارق.. كانت تعلم ان ما كانت تعيشه مع طارق لم يكن حبا ابدا، بل ما تراه الان من زوجها هو أسمى معانى الحب، فقد رأت فيه الحب الصادق. بمرور الوقت بدأ تفكيرها ينصب على مالك ، على طريقة حياته، وعلى التفكير في اخلاقه التي لم ترى مثلها.. وكلما اقترب موعد زفافهما؛ كلما زاد شعورها بالذنب اتجاهه.. لأنها لم تخبرها بماضيها بعد.. انشغلت في امتحاناتها ، وعندما انتهت منها، انشغلت في ترتيبات وتجهيزات الزفاف ،لم تجد فرصة تحادثه أوتخبره بالأمر ففوضت الامر لخالقها.. حتى اتي موعد الزفاف .. كان الزفاف كما اتفقا اسلاميا.. ..مكان مخصص للنساء و مكان اخر مخصص للرجال .. كان مالك يقف امام سيارته ببذلته الأنيقة ، منتظرا حوريته أن تخرج له و يراها ، فوجد هاتفه يرن فنظر ليجدها ملك. مالك: سلام عليكم. ملك : وعليكم السلام يا عريس، تعالى عرستك مستنياك تدخل تاخدها. مالك: ادخل مره واحده ؟ ملك: ههههههه، لا ادخل علي مرتين هههههه. دلف مالك اليهم ،وما ان رأوه العاملات في بيت التجميل حتى فُتن به وبجماله اما هو فزاد خفقان قلبه عندما رأيها، أيعقل ان يعيش ملاك مثلها على الارض بين البشر هكذا ؟! أهذا الملاك الجميل أمسى ملكا له الان؟ اقترب منها بـ تروى حتي اصبح يقا**ها وجها لوجه مال قليلا برأسه و لثم جبينها بقبلة بث فيها بعضا من حبه الجارف نحوها ثم نظر الى بندقيتها الفاتنة قائلا بغرام : بحبك يا مريم . تسارعت دقات قلبها من كلمته حتى كادت أن تبكى من فرط سعادتها.. احمرت وجنتاها خجلا منه و فرت بعينيها تنظر الي الارض .. فهمس مالك لها : واخيرا هتنوري بيتى. ابتسمت له ولم تستطع ان تتكلم فقد كانت تخجل ان تعبر عما بدأ ينبت داخلها اتجاهه.. شعرت بأن قلبها كان كصحراء جرداء، وجدت نبتة خضراء طريقها اليه وشقت قساوته واذابته وحولته الى بستان يافع ، هو بستانيه الوحيد. ملك: احم احم ، مش يلا يا مالك؟ انتبه مالك الى وضعهما الذى طال ،فـ فتح ذراعه لها كي تتمسك به .. سعادة كبيره غمرتهما سويا ، فقد حظيت مريم برجل جميع النساء تحسدها عليه... و نال مالك قلب التي هواها قلبه.. خرجوا جميعهم واتجهوا الى تلك القاعة التي حجزوها لاقامة العرس فيها ... كانت مريم تسيطر عليها فكرة خاطئه عن الفرح الاسلامى فقد كانت تعتقد انها لن تفرح كجميع الفتيات ولن ترقص مع زوجها ، ولن ترتدى الابيض ..و لكن مالك بدد لها تلك الافكار الضالة .. .......... دلف مالك ومريم تتأبط ذراعه بقوة وحب ، علي ثغرها ابتسامة صافية .. سرعان ما اختفت و حل مكانه التجهم عندما رأت مني تقبل عليهم بأعين تتقد بشرر غريب لم تريه مريم في عينها من قبل.. و خيبت ظن قلبها بشر قادم نحوها بسبب تلك الفرحة الزائفة التي اتقنت مني رسمها علي محياها.. نظرت لمريم قائلة بفرح ينافي الغل الذي يملأ قلبها: الف مب**ك يا مريم. ازدردت الاخيرة ريقها ثم قالت: الله يبارك فيكي... عقبالك.. ثم نظرت لمالك قائلة بنبرة خافتة: مب**ك يا باشمهندس. اومأ لها مالك ثم اكمل حديثة الطفولي مع حور التي كانت تجلس علي قدمه.. رات مني في ذلك اهانة لها .. فتوعدت لهما معا ومالت علي مريم قائلة: اتهني لك يومين قبل ما يسيبك ويشوف غيرك. ربتت علي كتفها بغل ثم رحلت من الحفل تاركة الاخري متصنمة مكانها من الصدمة.. وجهها المصفر ال**بس.. دفع مالك الي الامساك بيدها التى كانت كقطعة ثلج متجمدة ..سألها بتوجس : مريم مالك؟ نظرت له بضياع .. ليعود قائلا بحنان: حبيبتي انتى كويسه؟. احاط كتفها بذراعه لتشعر ب دفئ يسرى خفية داخلها ل يعيدها للحياة من جديد.. فكر مالك كثيرا ثم اشار لريان باشارة لاحظتها و لكنها لم تفهم معناها.. و فجأة وجدت مالك يطلب منها ان ترقص معه : تسمحي لي بالرقصة دي ؟! ابتسمت اليه بحب ثم نهضت حطت يدها في كفه الممدود اليها و نهضت لترقص معه على نغمات موسيقي هادئة وجميع النساء يراقبنهم منهم من يتمنى ان تكون مكانها ، ومنهم من سعدت لهم ،ومنهم من حسدها عليه .. اقترب مالك منها اكثر حتى لامست لحيته وجهها النعومي وهمس في اذنها : الاغنية دي علشانك .. انا مبغنيش الا للغاليين بس.. ابتعد مالك عنها ولكنه لم يحرر يدها الصغيرة من يده، بل ظلت يده متشابكة بيدها طول الوقت، وبدا يغني.... اللي جمعنا حب ليه معني منه مش ممكن حد يمنعنا اللي باقي بينا حلم هيعينا أوله الدنيا واخرته الجنة واهي كلها ايام وتضمنا الأيام يجمعنا بعد الحب بيت مبني ع الإسلام يلا استعدي خلاص و زودي الإخلاص ايام يا اغلي الناس و تتحقق الأحلام اللي جمعنا حب له معني منه مش ممكن حد يمنعنا اللي باقي بينا حلم هيعينا اوله الدنيا واخرته الجنه احلي لحظه عشتها في الدنيا دي كلها اني اخترتك منها وانتي وافقتي عليا وبقيتي ليا انا يا هاديه يا حنينه لو عيشنا مليون سنه انا ليكي وانتي ليا . غمرت السعادة قلبها عندما رأته يغني لها وانهي اغنيته باحتضانها وحملها ليدور بها.. انقضت الليلة على خير و ذهب العروسان الى بيتهما، والفرحة تزفهما. ........... دلف مالك ومعه حبيبته الي البيت و قال لها: نورتي جنتك يا روح مالك ... مريم بخجل: شكرا. مالك: الشكر لله انه رزقني بيكي، بصي ادخلي ا توضي عشان نصلي مع بعض.. لمعت عيني مريم فرحا: انت هتصلي بيا؟ ابتسم مالك: ايوه هنبدا حياتنا بركعتين لله نصليهم مع بعض، ولا انتي مش عاوزه؟ ردت بلهفة : لا طبعا عاوزه. مالك: طيب يلا بسرعه. مريم: هوا، خمس دقايق وهتلقيني وقفه على المصليه قبلك. مالك: هههههههه، طيب يلا لما اشوف. مريم باعجاب: تعرف ان ضحكتك حلوه قوي. غمز مالك لها ليري خجلها : ده اعجاب بقا ؟! مريم بخجل : لااااا ، خالص .. انا اروح اتوضي احسن.. ابتسم مالك: انا بقول كده بردو.. بعد نصف ساعة تقريبا خرجت مريم من الغرفة وهي مرتدية اسدالها بعد معاناة طويلة مع سحاب الفستان الذي عاندها في فتحه ، ثم وقفت خلف مالك على مصلاتها. وصلي بها جماعة ، وعندما انتهي من الصلاة وضع يده على رأسها، ودعي قائلا: (اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلت عليه( شعر مالك بتوترها وخوفها ،فقال لها: انا جعان ايه رأيك نروح نشوف التلاجة فيها ايه؟ مريم: اه، موافقه. دلفا معا الى المطبخ اخرج الطعام وسخنته مريم، وتناولا معا في هدوء تام، وبعد ان انتهيا ، عرض عليها مالك ان يقرأ لها قران.. مريم بفرحة كالاطفال: موافقه. كان صوته عذب ،كانت مستمتعة بقراءته لدرجة ان بكت عيناها من عذوبة صوته ... اغلق مالك مصحفه عندما لمح عبراتها ،وانتفض لـ يري ما بها... هلع مالك اليها : مريم مالك؟ انا زعلتك في حاجه ولا ايه؟ حركت راسها بالنفي قائلة: مالك انا بحبك. رقص قلبه فرحا وقال: ااااااالله ، دي اجمل كلمه سمعتها منك. ارتمت مريم في حضنه قائلة: بحبك يا مالك ،بحبك قوووى.. احاطها مالك بكلتا ذراعيه : وانا بحبك اد الجنه ونعيمها، يا حبيبتى. تشبثت به مريم اكثر فهي خائفة ان يكون كل ما يحدث معها حلما.. مالك: مريم ابتعدت عنه قليلا: نعم يا حبيبي. مالك: عندي ليكي مفاجأة هتعجبك قوى .. مريم: ايه هي؟ نهض مالك وفتح احد الادراج واخرج منه تذكرتين واعطاهما لها..ثم قال: تذاكر شهر العسل.. فتحت مريم التذكرتين فوجدتهما رحلة عمرة، ادمعت عيناها من فرط سعادتها: مالك انا بحلم صح؟ ابتسم مالك: ههههه، لا مش بتحلمى يا روح مالك ،ويلا نجهز الشنط علشان طيارتنا الفجر. قفزت مريم تعانقه بقوة، وقالت بسعادة عارمة.: ده كان حلم عمري اني اعمل عمرة في شهر عسلي، مالك انا بعشقك. مالك: وانا كمان بعشقك يا قلب مالك... ربنا يقدرني و اخلي احلامك كلها حقيقه.. مرت عدت ساعات، كانا قد اعدا كل ما يحتاجونه في سفرهما، و ودعا ملك وريان، وانطلقا، الى بدا حياتهما الجديدة.. في اجمل بقاع الارض ليكون شاهد علي قصة حبهما الصادقة .. ..................... يتبع...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD