bc

سطور عانقها القلب

book_age12+
1.1K
FOLLOW
7.6K
READ
drama
comedy
like
intro-logo
Blurb

وقفت تتمايل بين احضانه وهو يراقصها كالاميرة ... ثم اغمضت عينيها وهي تتذوق العسل من عشقه وكلماته وتذوب بين همساته وقد ارتفعت وتيرة أنفاسها وأخذ قلبها العاشق يدق كالطبول ..،وهي تستمع لصوت همساته بعدما عبثت لمساته بروحها

- بحبك اووي يا صفا

فتترنح "صفا" بين يديه ، فيتابع هو حديثه العاشق الذي حلم به قلبها وظنه حلماً بعيداً:

- انتي هدية الزمن ليا يا صفا ... مراد زين الحقيقي اتولد علي ايدك

فترفع تلك العاشقة المتيمه بحبه عينيها لأعلي، فتري نظراته الصادقه ثم عادت تختبئ بين احضانه أكثر :

- أنت كنت حلم بعيد أوي ..، معقوله أتحقق بالسرعة ديه

chap-preview
Free preview
(1) الفصل الأول
الفصل الاول ******** العرق يتصبب فوق جبينه وأنفاسه تتعالا وكأنه في سباق ، إنها هنا أمامه يمدَ لها يديه ، يُطالبها ألا ترحل ولكن ، إنه حلم ي**ق منه راحته ويعيد الذكريات إليه ..، فتح عينيه ينظر حوله في ظلام الغرفة  .. ثم اخذ يلتقط أنفاسه بصعوبة  يهتف باسمها مردداً بشوق وحرقة تعتصر فؤاده منذ رحيلها -  مها وهكذا كان يتكرر حلمه بها ، لم ينساها يوماً بل اصبحت أسيرة أحلامه ..، نهض من فوق فراشه بعدما مسح حبات العرق من فوق جبهته ، واتجه نحو الشرفة المفتوحة ليقف داخلها يزفر أنفاسه ببطء وعيناه تتعلق نحو السماء وقد لمعت النجوم بها ..، وذكري بعيدة تأخذه نحوها , نحو أحدي الليالي التي جمعتهما قبل تلك الحادثة التي انهت بحياتها وحياة جنينهما. …………… في ظلام تلك الحجرة البسيطة كانت هناك عينين تفتح وتغلق بتنيهدة معبئة بأحلام وردية بعدما فاقت صاحبتهما من حلمها، فهي تعيش وسط ضجيج هالك من المشاعر التي تنتابها  كل ليله بعد قراءة أحد كتبه بحالمية وكأنه يسطر كلماته من أجلها فقط ..، كانت تعلم حماقة ما تفعله ،بل وينعتها والديها بالجنون ورغم ذلك لم تتخلي عن أحلامها تن*دت تلك الغافية جوارها هاتفة بنعاس : - لسا منمتيش ياصفا ؟ فعادت تنهيدة صفا ، تصحبها زفرة طويلة وعينيها أزدات بريقًا ..، فقد استيقظت من غفوتها للتو علي حلم مازال مرتسم أمام عينيها وكأنه حقيقة   - حلمت بمراد زين يا جنه **تت "جنه" للحظات تستوعب ما تخبرها به أبنة خالها بكل حماقة ، غير مصدقة أنها ايقظتها من غفوتها بسبب تقلباتها فوق الفراش ثم تنهيداتها العالية لتخبرها بحلمها السخيف - يعني قلقتي نومي ، والنوم طار خلاص .. وتقوليلي حلمت بمراد زين ظلت "صفا" في غفوتها الحالمة ، ولم تنتبه علي نهوض "جنه" من جوارها ثم حملها لدورق الماء وسكبه فوقها ، تعالت شهقات "صفا" وقد انتفضت من فوق الفراش تمسح قطرات الماء من فوق وجهها حانقة - منك لله فوقتيني من حلمي - أنا اللي مني لله ، ولا أنتِ يا شهرزاد عصرك لم تعقب "صفا" علي حديثها ، فالجميع يسخر من أحلامها الحمقاء التي تعلم حقيقتها ونهايتها ما هو إلا واقع ستعيشه ..، أتجهت نحو إضاءة غرفتها , لتشعلها ثم أتجهت صوب مكتبها الصغير ، الذي يضم بعض الروايات والكُتب لكبار الكتّاب وخاصة عاشقها المتيمة به من كلماته "مراد زين" وكالعادة "صفا" تخلق لحالها عالم ملئ بالأحلام ، وتزداد أحلامها كل فتحت صفحة من كتبها التي أص*رها ، بحثت بين العديد من الكتب علي أخر كتاب قد أص*ره منذ اشهرعديدة ، راقبتها "جنة" بعينيها وقد أزداد ضجراً بأفعالها تتوسط خصرها بذراعيها متمتمة بسخرية - بكرة تتجوزي واحد ميعرفش حاجة عن الكتب ولا الاحلام ، واخرك تذاكري للعيال رمقتها "صفا" بنظرة مستهزءة ، بعدما وجدت الصفحة التي تبحث عنها لتستشعر الكلمات والأحاسيس فيها ثانية "الحب كاللعبه الجميله حين نمتلكه ننسي العالم بأكمله وكأنه ساحر يأسرنا اليه ولكن أسره لنا دوما لاذع" فتعالت ضحكات "جنه" ثم صفقت بيديها ، فعلي ما يبدو أن أبنة خالها قد فقدت عقلها جنه: - هايل يافنان ، انا كرهت الرومانسية بسببك وبسبب الكاتب ده ميكونش القيصر ربنا يعوض عليك ياخالي ، انا قررت ألم هدومي واخد شنطتي واروح بلدنا للحاجه صافية الغالية ... اجازه سوده عليا لتتجه اليها صفا ضاحكه  عندما شعرت أن حماقتها قد أزدادت في الأمر: ليه كده بس ياجنه ، هو الحب حرام فابتسمت جنه ساخره : لاء ياها**ه الحب مش حرام بس اللي انتي عايشه فيه ده وهم .. في حد يحب حد من كلماته بس فاسرعت "صفا" في احد الأدراج تلتقط صورتها التي خبأتها عن أعين والدتها ،فقد حازت عليها من إحدي المجلات ، فعاشقها مجهول للجميع ولا يحب الظهور ابداً لتلتقطها منها جنه مازحة : هو ده بقي مراد زين .. لاء تصدقي اموور ياصفا ،عندك حق تحبيه .. ده في عمر خالي ياصفا وتن*دت جنه بعمق واردفت : صفا بلاش جنانك ده انا كنت فاكره انه مجرد هيام بكاتب لوقت معين لحد ما تلاقي الحب بس أكتشفت انك قفلتي علي قلبك وسيبتي مفتاحه لأوهامك .. اصحي للواقع بقي وشوفي مستقبلك وحياتك فابتسمت صفا بسعاده وهي تتذكر الجوابات التي ترسلها إليه بريديًا : ياريت يكون شاف رسالتي الاخيره لتنصدم جنه مما تسمعه : فعلا مجنونه !! ................................................................... ابتسم بهدوء يدل علي وقاره وهيبته التي تطغي علي عمره التاسع والثلاثون عامر : الحفله خلصت من زمان يا أستاذ ولا أقولك ياحضرت الكاتب العظيم فابتسم أحمد وهو يرفع تلك النسخه التي حصل عليها من دار النشر منذ قليل : مش هتقولي مبروووك فتهكم وجه عامر متأملا سعادة اخيه بذلك العالم الذي دخله رغم ان عالمهم الحقيقي هو الثراء والسلطة وليس الادب الذي ينظر اليه هو بالأخص انه عالم من السخافات وإهدار الوقت فاقترب منه احمد بموده وحب : ياعامر أنا بحب الكتابة جدا وانت عارف اووي كده ، غير اني قادر ادمج بين عالم المال وعالم الادب فامتقع وجه عامر أكثر ناهضا من فوق مقعده خلف مكتبه،  بعدما أغلق حاسوبه بقوه ,وقد كان يتابع من خلاله البورصه ليهتف بجمود : طالع زي خالك هقول ايه غير مبرووك فابتسم أحمد متذكراً خاله الذي لم يجد شيئاً ليثبت حبه له ويخلد أسمه سوي أنه يأخذ باسمه اسمًا مستعارا (بمراد زين( ثم تن*د : ربنا يرحمه وسار خلف ش*يقه متمتماً : ماما نامت صح فحرك عامر رأسه بالإيجاب وهو يصعد أول درجات الدرج ................................................................... اغمض عينيه بإرهاق بعد يوماً شاقاً ،وتن*د ببطئ ثم امسك هاتفه ليفتح صفحات التواصل الاجتماعي وهو يري كم تعليقات متابعينه علي كلماته وعباراته البارعه في وصف الاحساس في معظم كتابته .. ليتأمل احد التعليقات الطريفة فيضحك بقوه وهو يقرء : انا بحبك اووي استاذ مراد ، ده انا من حبي فيك بنده جوزي باسمك وسميت ابني برضوه علي اسمك وقريب اووي هطلق بسببك ! ليقطع ضحكاته اتصالا من صديق عمره والوحيد الذي يعلم بحقيقة مراد زين هو وش*يقه عامر احمد : خير ! فيضحك رامي بقوه : قولت اسألك للمره الالف نطبع برضوه بالاسم المستعار ولا ننزل بالحقيقه بقي ده هيبقي خبر الموسم يامراد .. ييييه اقصد يا احمد السيوفي يا ابن الحسب والنسب ليمتقع وجه احمد ساخرا من حديث صديقه : اقفل يارامي وأوعدك ان الربح اللي بت**به من نشر رواياتي همنعه عنك واديه لدار نشر تانيه وابقي شوف دار النشر بتاعتك هت**ب ازاي فيصرخ رامي أسفًا : لا وعلي ايه الطيب احسن يابشمهندس ، فعلا سيوفي سيوفي .. مافيش عندكم رحمه عيله جباره وينتهي ذلك الحديث الممل بالنسبه له فقد اعتاد عليه من صديقه عندما يتم طباعه اي جديد له ثم يجذب اخر ابداع له قد خطاه قلمه.. ناظر في صفحاته حتي وصل الي صفحته المنشوده وقرء بعض كلماته حياة من نحب ليست لعبه بين اصابعنا او عقولنا ، فحين نحب يجب ان نلغي ال*قل قليلا ونسير بقلوبنا .. فال*قل احيانا كثيره يفكر بالظروف والمنطق والمُفترض والماضي والحاضر والمستقبل .. اما القلب فلا يهتم سوا بأحلامنا ولا يري مستحيلا .............................................................. فتح عيناه فجأه وهو يتذكر حبيبته التي هجرته منذ زمن بعد ان كرهت جموده وصلابته وحبه في التملك ليتذكر احد كلماتها له قبل ان تترك البلد بأكملها محاولة نسيان ماضي وزواج فاشل اميره : انا كرهت تملكك وجمودك ياعامر ، حبي الكبير ليك انت ضيعته بسبب جفاء مشاعرك .. اوعاك تقول انك بتحبني ، وان انا سطحيه ومش عايزه غير كلام الغزل و**تت لتترك له عباره ظل صداها يحاوطه : انا وفقت نتجوز في السر واتنزلت عن اكبر حق ليا بس عشان بحبك .. اهم حقوقي اتنزلت بيها عشان الحب وللاسف الحب خذلني .. ابقي افتكر اني اتمنيتك كتير تبقي زوج فعلا ليا زوج مش بنك فلوس بيمتعني بفلوسه وبيه وتابعت حديثها : الحب في وجهه نظرك تملك بالفلوس مش بالقلوب ليفيق من شروده بعد ذلك العذاب الذي يعصف به كل ليله ونهض من فراشه ليخرج الي شرفة حجرته الواسعه متن*دا بحراره مشتعله في اعماقه .. لم تطفأها الايام ولا حتي ذلك الهواء البارد ............................................................... تأملت صفا الكتاب القابع بين يديها قليلاً لتقرء اسمه وتتخيل بأن كلماته حقا جميعها اليها فقط ..وأبتسمت وكأنها قد رأته هو وليس كتابه الذي يحمل أسمه عم محمود :مالك يا صفا ، عجبك الكتاب لتتأمل صفا ذلك الكتاب قليلا حتي خرج صوتها الحالم بدعابه : نعم وجدا جدا كمان، سعره بقي كام ياعم محمود واوعي تقولي ان حتي الكُتب بقيت اسعارها فوق فوق فيبتسم "عم محمود"  وقد كان رجلاً طيبً ، ثم أخذ يمسح فوق خصلات شعره التي أصابها الشيّب وسط تلك الاغلفه القديمه والحديثه من الكتب عم محمود : تسعين جنيه!! فتحدق به "صفا" مصدومة مما تفوه به  ، كالطفله البلهاء التي حين يبدء والديها بأن يعلموها أحرف أسمائهم ف*نظر إليهم بتعجب حتي تخرج من فمها الصغير بعد مشقه أسمائهم التي لا تنطق منها سوي حرفين وفقط صفا: نعم قول تاني كده ياعم محمود ، الكتاب بسبعين جنيه ، لا خلاص خذ كتابك ياراجل ياطيب فهتف العم محمود ضاحكا ، واخذ يرفع من صوته : بقولك بتسعين جنيه يا صفا مش سبعين صفا : لا انا سمعته سبعين يا عم محمود ، وأنت عارف أنا سمعي عشرة علي عشرة فعادت ضحكات العم محمود تعلو مجدداً من مشاغبتها ومازحها المحبب : خدي الكتاب من غير فلوس ياصفا هو انا عندي اغلي منك ، بس هما يومين والاقي الكتاب عندي سامعه !! ارتسمت ابتسامة واسعة علي وجه صفا ، وطالعته بأمتنان هاتفة - أنا لو عليا أشتريه ، بس أعمل إيه الحكومة عندنا في البيت حالفة لو أشتريت كتاب تاني هتولع في كل اللي عندي لم يكف "العم محمود" عن الضحك الذي افتقده منذ زمن ، متفهما ما تعانيه من والدتها حملت الكتاب منه ، بعدما أصر علي إعطاءها له ، انصرفت من امامه سريعا ، تشعر بالشوق لتلك اللحظة التي ستختلي بها بهذا الكتاب وكاتبها المفضل ..، انتبهت علي رنين هاتفها ، فانحنت نحو حقيبتها تُخرج الهاتف منها .. لتبهت ملامحها وهي تري أسم والدتها مُفكرة بالحجة التي ستخبرها بها بسبب تأخيرها وعدم شرائها حتي الأن للخضار ومستلزمات البيت: - يالهووي ديه بطه هتموتني لو عرفت إني لسا مروحتش السوق لا وكمان جيبت كتاب جديد وبقيت زي المتسولة بشحت الكُتب   توقف الهاتف عن الرنين واكملت خطواتها بخطي سريعه نحو السوق حتي تشتري ما دونته لها والدتها  ، ولكن فجأة تراجعت للخاف وسقط هاتفها منها تستمع لصوت أحد المارة ينهرها بصوت غاضب - مش تحسبي يا أنسه وعندما وقعت عينين الرجل نحو الكتاب الذي تحمله ، تمتم بمقت - وكمان واحده مثقفة بتاعت كتب تجاوزها الرجل حانقاً ، وقد اتسعت عينيها ذهولاً من عبارته الاخيرة ..، فاسرعت بالركض خلفه تساله عن مقصده ، فتوقف الرجل مستاءً - مالهم المثقفين يا استاذ ، أنا مسمحش ليك بالأهانة دية رمقها الرجل بنظرة قاتلة - لا ده أنتِ شكلك واحده فاضية موركيش حاجة ثم هبط الرجل لمستواها... فاشعرها بقصر قامتها هاتفا بتهكم : ابعدي عن طريقي يا شاطرة وانصرف من أمامها ... ليتركها تتأمل أعين الناظرين لها بغرابه صفا : لازم اجيب لنفسي التهزئ يعني وتقليل القيمة، استغفر الله العظيم ........................... عادت "صفا" لمنزلها بملامح متعبة ، مسحت حبات العرق فوق جبهتها بعدما وضعت الأغراض جانباً تهتف باسم والدتها وقد خرجت للتو إليها ، تلتقط الأغراض وتتأكد من جلبها لكل شئ دونته لها - أول مره تجيبي كل حاجة طلبتها منك ، من غير ما تنسي غرضين رفعت "صفا" يدها كتحية تؤدي بها التمام لها، وتهتف بنبرة مازحة تشيط والدتها منها - أوامر السيدة "فاطمة" لازم تنفذ بالحرف ، هو أحنا عندنا كام بطه واسرعت في الاقتراب منها ، تلثم خدها بقبلة أزادت والدتها حنقاً ، فدفعتها عنها - بت أنتِ بلاش الشغل بتاعك ده ، أنا واثفة إن ورا الكام كلمة الحلوين حاجة تراجعت "صفا" للخلف قليلاً ، تحك خدها ، فتركتها السيدة "فاطمة" في وقفتها واتجهت نحو المطبخ لتُكمل طهي طبختها هاتفة - حصليني علي المطبخ ، وطلبك مرفوض قبل ما تطلبيه يا صفا ………… أبهرها ذكاءه و وسامته ..، أرادت أثبات حضورها أمامها حتي تلفت نظره ، ولكنه كان كلما ناقشته في شئ يخص العمل ..، يُجيبها ببضعة كلمات منهياً الحديث .. ليتعمق في حديثه أكثر مع والدها أنتبه "عا**" نحو تلك النظرات التي اطربت قلبه ، فعلي ما يبدو إنه سيجني صفقة أخري مع السيد "محسن" ، أنتهي الأجتماع أخيراً .. فزفر "احمد" أنفاسه بأرهاق ..، فالعمل علي هذا المشروع يتطلب جهداً كبيراً ، اراد المغادرة بعدما أنصرف الجالسين ولم يبقي إلا السيد "محسن" وابنته "فريدة" - احمد هتف بها "عامر" بعدما وجد ش*يقه يُغادر الغرفة ..، التف "احمد" إليه بنظرات متسائله..، فابتسم "عامر" وهو يُقدم إليه "فريدة" بطريقة أخري - بشمهندسه فريدة بنت محسن بيه لم يكن يحتاج لتوضيح أكثر عن هوية الجالسة ، فاستطرد "عا**" في توضيحه وإلقاء علي مسمعه مزايا الجالسة - هتكون معاك في كل خطوة في المشروع ، اتمني تتفقوا علي كل حاجة ثم اردف مازحاً ، ينظر نحو السيد "محسن" -  أنا ومحسن بيه هنكون مجرد مشرفين علي المشروع ده ، ولا أنت إيه رأيك يا محسن بيه - طبعا ، طبعا يا عا** بيه - أنا متحمسة جداً للمشروع ده هتفت "فريدة"عبارتها بحماس حقيقي ، ف*نحنح "احمد" بعدما شعر بسعي ش*يقه وراء شئ يجهله - لكن أنسه "فريدة" متوقعش هتحب الأشراف علي الشغل في الصحرا انتقلت عينين "محسن" نحو ابنته ، وقبل أن يهتف "عامر" بشئ .. نهضت هي تسير نحوه بخطوات واثقة - جربني الأول واحكم يا بشمهندس ، وعلي فكرة أنا بنسي خالص في الشغل إني البنت غنية لا ينكر إنه راقه حديثها بل أعجبه ، مدّت إليه كفها كي تصافحها ، فابتسم "احمد" والتقط كفها مصافحاً ونظرات كلا من "عا**" و "محسن" تخترقهما في أمل ………. مضغت طعامها ببطء ، تُفكر في كيفية إقناع والدتها لحضور حفل زفاف  رفيقتها ، لم تكن السيدة "فاطمه" من الأمهات اللاتي يعطون بناتهن السماح بالخروج كثيراً والأختلاط بالناس خشية عليها ، فهي أبنتها الوحيدة ولم تنجب غيرها .. طالع والدها شرودها ،فابتسم بعدما تناول قطعة الخبز وغمسها بطبقه - مش عوايدك يا صفا ، تقعدي ساكته وإحنا بناكل طالعت السيده "فاطمة" زوجها وأبنتها فهتفت مازحه - سكوتها ده ورا حاجة لم تمهلهم المزيد من الوقت في التفكير ، بما تفكر به فهتفت علي الفور - معزومة علي فرح صاحبتي يا ماما ، وأنتِ زي العادة مش هتوافقي القت عبارتها ، ونهضت عن جلستها ..، حيث يتناولون الطعام ملتفين حول طرابيزة قصيرة الأرجل ، طالع والدها الفراغ الذي خلفته خلفها صغيرة متن*داً - كفاية حبسة للبنت يا فاطمة ، البنت بقي كل علامها الكتب ..، إحنا كده بنظلمها - من خوفي عليها يا حاج هتفت بها السيدة "فاطمة" ، فنهض هو الأخر وهاتفاً - مسيرها في يوم هتواجه الدنيا لوحدها يا فاطمة ، مش هنعيش ليها طول العمر ………. وعلي طاولة طعام أخري أكثر فخامة ولكنها تفتقر دفئ الحديث ، كان يتناول "عا**" وجبته مع ش*يقه ..، تن*د "احمد" بضجر وش*يقه لا يكف عن مدح تلك التي تسمي فريدة وقد فرضها عليه ش*يقه - هنفضل طول العشا ، مش بنتكلم غير عن فريدة بنت محسن باشا ابتسم "عامر" وهو يري حنق ش*يقه ، ثم تناول كأس الماء يرتشف منه القليل - البنت تستاهل المدح ولا أنت رأيك إيه - هي فعلا هايلة يا عامر، لكن اوعي تحلم بشئ زيادة القي "احمد" عبارته الأخيرة ، ناهضاً عن مقعده .. ينظر نحو ملامح ش*يقه التي تجمدت وكأنه لم يكن ينتظر منه هذا الحديث ……… اختلت بنفسها داخل غرفتها حزينة علي حالها من رفض والدتها الدائم لكل شئ ، مُعلله أن هذا نابع من خوفها عليها ..،تعلقت عيناها بالكتاب الذي أعطاه لها "العم محمود" اليوم ..فأخذها الشوق نحو العالم الذي تجد به روحها ، وفور أن التقطته لم تشعر بحالها إلا وهي تستكين بين ثنايا سطوره وتذيب روحها مع كلماته ، غرقت في عالمها المنفرد تزفر أنفاسها بتنهيدة طويلة ، ثم رفعت عيناها عن صفحات الكتاب ، وتعالت تنهيداتها حانقة من حالها وهي تُحادث نفسها صفا: جنه طلع معاها حق ، انا شكلي أدمنتك ومش هخف من أدمانك فاقت من حالتها علي صوت طرقات فوق باب غرفتها ثم دلوفها للغرفة ، وفور أن وقعت عينيها نحو الكتاب الذي تحتضن أبنته هتفت حانقة فاطمه : يابنتي ياحببتي ، الكتب الي بتشتريها ديه هي اللي لسعتلك دماغك ، اكتر ما أنتي لاسعه قومي معايا أتعلمي كام طبخه صدقيني هتفيدك ، مش عيب علطولك ده لما تكون بنت في سنك ولسا متعلمتش ازاي تطبخ ، ده اللي قدك اتجوزوا وخلفوا أسترسلت والدتها في محاضرتها اليومية كالعادة ، حتي إنها اصبحت تحفظها: خضتيني يابطه فاطمه : بطه في عينك ، انا فعلا معرفتش أربيكي   واردفت السيدة "فاطمة" بعدما جلست فوق الفراش ترثي حالها ببكاء مصطنع : اه يا أخرة صبرك يافاطمه ، بنتك الوحيده اللي مالكيش غيرها مطلعه عينك وكل عريس يتقدم ليها يا ما تطفشه من خيالها الواسع او هو يطفش لواحده  ،  قال ايه نفسها في راجل زي ابطال الروايات ..، أجبلها العريس الورق ده منين انا علقت عينين "صفا" وقد فهمت أن حديث والدتها وندبها تلك اللحظه ، ينبأ بوجود عريس أخر أتي عن طريق أحد المعارف ..، وستستمر أسطوانة والدتها من الزن والندب حتي تُقابل العريس وينتهي الأمر كالعادة بالفشل : تاني ياماما ، عريس تاني وده من طرف مين المرادي .. انا قولتلك مليون مره انا مش عايزه اتجوز بالطريقه ديه ، غير انك مستعجله ليه علي جوازي انا لسا عايزه أحقق مستقبلي تجهمت ملامح "فاطمة" وهي تستمع لعبارتها ، فعن أي مستقبل تتحدث به أبنتها ..، ومنذ أن تخرجت من كلية الهندسة "قسم الاتصالات" جلست جوارها خائبة الرجا لا تفعل شئ سوا قراءة الكتب والغوص في الخيال - مش موافقة اقابل العريس يا ماما ، وبقولها ليكي أه ، عشان متجبيش عريس تاني ومتحرجيش نفسك مع حد  ازداد حنق "فاطمه" ثم نهضت تلتقط ببعض الكتب والروايات التي تتناثر علي درج مكتبها تهتف ساخره - : ما اه باين المستقبل يابنت بطني ، عايشالي في الخيال ..، متخلنيش أحلف يا صفا إني احرقهوملك تمتمت السيدة "فاطمة" عبارتها الأخيرة بوعيد ، ولكن عندما رأت نظرتها ال**يرة ..، تراجعت  وتن*دت بتعب ، فابنتها ع**ده كحالها في شبابها : انا وابوكي يابنتي نفسنا نخلص من حملك لراجل يصونك .. خايفين عليكي من الدنيا وانتي ولا ليكي اخ ولا ليكي اخت وهكذا كان الحديث الذي ت**ب فيها السيدة "فاطمة" قلب أبنتها وتعاطفها ، اسرعت "صفا " في الأقتراب منها ، تضمها بقوة خوفًا من الفقد الذي تتحدث عنه والدتها : بعيد الشر عليكم ياماما ، متقوليش كده ، انا هعمل كل اللي يريحك ولو علي الروايات والقرايه خلاص مش عايزاهم ومن بكره صدقيني هنزل أدور علي شغل .. بس بلاش الجواز اللي بطريقه ديه ياماما فابتعدت عنها السيدة "فاطمة" تنظراليها بسعادة لرضوخ ابنتها الحبيبة ، ثم أحتضنها بقوة : انا مش عايزاكي تشتغلي ، انا عايزه يبقي ليكي بيت وزوج اطمن عليكي معاه مالبثت أن انتهت من السيده "فاطمه" من عبارتها حتي تعالا رنين هاتف "صفا" جنه : انتي طلعتي أرحم من عمتك ياصفا ، عمتك جيبالي عريس وبتقولي لازم اتجوزه .. طالعت "صفا" نظرات والدتها المحدقه ، ثم تعالا الحنق فوق ملامح وجهها وهي تستمع لضحكات أبنتها  وتلك النظرة التي ترمقها بها. ................................................................... انتهي العرض ،وبكده اكون وضحت ليكم كل حاجه! ف*نفتح الانوار فجأه ، ونظر كل الجالسين ، وقد أخذوا يُطالعوه بعينين منبهرة لما قد عُرض من خطة لبداية فوريه في مشروعهم الذي تم توقيعه وجاء وقت البدء علي ارض الواقع، وقف عامر مصفقاً بحرارة وفخر لش*يقه عامر :هايل يابشمهندس ، تطلع محنك ، ومخطط هندسي علي أعلي مستوي حتي جدولة الربح والتكلفه ممتازه ليجلس أحمد بإسترخاء علي مقعده كفرد من أفراد مجلس الأداره ويمد يده بالاوراق التي تخص المشروع أحمد : أنسه دينا هتوزع علي حضرتكم كل التفاصيل اللي تقدروا تقيموا بيها المشروع وينتهي أجتماعهم المغلق ،ويغادر الحاضرون قاعة الاجتماعات وهم يتهامسون ، ويبقي أحمد واقفًا يجمع اوراقه ليغادر ايضا فقترب عامر منه بسعاده : انا النهارده فخور بيك يا احمد ،وتأمل عامر ساعة يده الفاخمه بهدوء عامر : اوعاك تنسي عشا النهارده ، مع محسن باشا وفريدة ..، وحاول تدي نفسك فرصة وتقرب من فريدة يا احمد وتنسي الماضي والماضي الذي يتحدث عنه ش*يقه ، مهما مرت السنين لن يستطيع تجاوزه ..، لقد خسر محبوبته وزوجته ، خسرها قبل أن يمنحها ما تستحقه. ******

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

أنين الغرام

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.8K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook