~•°• ✾ •°•~
خرجت دوڤا و أختها أماليا من المنزل متجهين إلى منزل صديقتهن ( آنا ) التي تسكن في نفس الشارع بجوار منزل عائلة دوڤا . . . . .
( آنا بوروس جوتمان ) صديقة دوڤا فتاة يهودية جميلة هادئة . . . . . تعيش مع والدتها و جدتها و زوج والدتها . . . . . تحب دوڤا و تقضي معظم الوقت معها و مع اختها أماليا . . . . .
دوڤا و هي تطرق باب منزل آنا . . . . .
دوڤا : " آنا . . . . . افتحي الباب نحن بالخارج . . . . . "
آنا تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة . . . . .
آنا : " اهلا دوڤا . . . . . اهلا أماليا . . . . . تفضلوا بالدخول . . . . . "
أماليا : " لن نأتي اليك اليوم لندخل . . . . . اليوم سوف نذهب إلى الغابة نتجول . . . . . و نقطف التفاح من على الشجرة . . . . . "
نظرت إليها دوڤا و هي خجولة وتمسك بيدها وتربط عليها . . . . .
آنا : " تفاح . . . . . اي تفاح ؟ ! الغابة مليئة بالأشجار . . . . . ام انكي يا دوڤا تريدين أكل التفاح اليوم ؟ . . . . . سأدخل البيت احضر لكي تفاح من المطبخ . . . . . "
أوقاتها أماليا و هي تقول . . . . .
أماليا : " لا لا . . . . . على اي حال نحن نريد الذهاب إلى الغابة . . . . . "
دوڤا و هي تنظر إليهم و تضحك . . . . .
دوڤا : " تفاح الغابة شهيٌ أكثر . . . . . "
آنا و هي تنظر إليهم بتعجب . . . . .
آنا :" أشعر بشيء جديد حدث . . . . . فكلامكم فيه لغز لم أفهمه . . . . . من منكم سوف تحكي ؟ . . . . . "
دوڤا : " سوف احكي لكي و نحن في الطريق . . . . . هيا لنذهب . . . . . "
~•°• ✾ •°•~
استيقظ توماس من نومه و دخل غرفة الطعام لتناول الفطور وحده كالعادة . . . . . سمع صوت الباب و الحارس يفتح الباب ليجد اصدقاء توماس . . . . . ( البرت ) و ( آرثر ) . . . . .
الحارس : " تفضلوا بالدخول . "
توماس : " جئتم في وقت مناسب فأنا لا أحب أن اتناول فطوري وحدي . . . . . هيا تفضلا شاركوني الطعام . . . . . "
آرثر : " لا لقد سبقتك و تناولت فطوري مع العائلة . . . . . "
البرت : " انا لم اسبقك يا صديقي و سوف اتناول الفطور معك . . . . . "
آرثر : " لماذا لا تحب توماس أن تتناول طعام الفطور وحدك و انت معتاد على ذلك . . . . . ؟ "
توماس بنبرة حزن في صوته . . . . .
توماس : " اعتيادنا على الشيء لا يعني حبنا له . . . . . و لكننا لم نجد بديل سواه . . . . . فأبي دائماً مشغول ليست له مواعيد محددة في البيت . . . . . بل أحياناً ينام في مكتبه في العمل . . . . . و حتى إن تواجد في البيت فهو دائماً مشغول في مكتبه أيضاً أو يحضر زملائه قادة الجيش الألماني إلى المنزل لمناقشة خطط الحرب . . . . . فأين أجده في وسط كل هذه الضغوط . . . . . ؟ ! "
البرت : " أحياناً اتعجب توماس كيف لشخص مثل والدك رجل قوي عسكري شديد الطباع ينجب شخص مثلك بهذا القلب الطيب اللين ! ! "
توماس : " ليست قاعدة أن أشبه أبي . . . . . ف النبي نوح انجب سام الذي عصاه . . . . . و النبي إبراهيم لم يكن مثل والده . . . . . "
- خادم يسألهم لو يحبون أن يشربوا شيء . . . . .
توماس : " لا سوف نخرج الآن . . . . . "
خرج توماس مع أصدقائه البرت و آرثر
توماس : " لا أريد أن أذهب إلى الصحيفة اليوم "
آرثر : " كما تريد . . . . . فأنا أيضا اريد أن اتنزه بعض الوقت . . . . . "
البرت : " اتفقنا جميعاً أننا لا نريد العمل اليوم فأين نذهب الآن ؟ "
**ت توماس و فكر للحظة ثم قال . . . . .
توماس : " الغابة . . . . . أريد الذهاب إلى الغابة فهوائها جميل و الجو اليوم هادئ . . . . . "
آرثر : " أوافقك الرأي "
البرت : " و انا أيضاً . "
~•°• ✾ •°•~
هتلر يجتمع مع قادة الجيش الألماني في مكتبه لمناقشة خطط الحرب . . . . . و عندما انتهى الاجتماع وقفت القادة للإنصرف
نظر ( أدولف هتلر ) إلى القائد ( هاينريش هيملر) قائد فرقة القوات الخاصة الألمانية والبوليس السري
أدولف هتلر : " انتظر انت يا هيملر . . . . . اريد التحدث معك على انفراد . . . . . "
ألقى جميع القادة الموجودين في قاعة الاجتماع التحية للقائد النازي هتلر للخروج من الاجتماع . . . . . ثم انصرفوا جميعهم ما عدا القائد ( هاينريش هيملر )
هتلر : " تحدثنا منذ أسبوع عن مشروع ( ألمنة أو چرمنة ) الأطفال فماذا فعلت هل بدأت بالتنفيذ ؟ . "
هيملر : " نعم يا چينرال بدأنا و ارسلت مجموعة من الرجال الى بعض المدارس و دار الأيام لاختيار الأطفال . . . . . "
هتلر : " اريد منك أن تجمع 400 ألف طفل الذين يتمتعون بسمات ( آرية ) . . . . . نريد أن نصفي الأعراق و يسود عرقنا الآري العالم لا أريد أعراق أخرى اريد نحن فقط . . . . . "
**ت هتلر قليلا وهو يفكر . . . . . ثم أكمل حديثه قائلا . . . . .
هتلر : " لا أريد الذهاب الى المدارس و دار الأيتام فقط . . . . . أريد الذهاب إلى المنازل لإحضار الأطفال بأي شكل تنفذ أوامري . . . . . اريد اكبر عدد من الأطفال . . . . . "
هاينريش هيملر يتحدث بخبث و دهاء . . . . .
هيملر : " سنذهب إلى المنازل و نأخذ الأطفال من اُسرهم و لو بالقوة و نقنعهم أن أطفالهم في خطر و نحن نجمعهم في مكان آمن حتى تنتهي الحرب . . . . . "
أدولف هتلر : " افعل ما تراه مناسب يا هيملر ، فأنا اثق بك . . . . . "
~•°• ✾ •°•~
( خطة خ*ف الأطفال بألمانيا في الحرب العالمية الثانية . )
في ٧ من نوفمبر عام ١٩٣٩ ميلادي خطط الزعيم النازي ( أدولف هتلر ) مع مساعده ( هاينريش هيملر ) بخ*ف الأطفال . . . . . و سمي هذا المشروع ب ( ألمنة أو چرمنة ) الأطفال الذين يزعم أنهم يتمتعون بسمات ( آرية ) و الذين اعتبرهم المسؤولون النازيون أحفاد المستوطنين الألمان الذين هاجروا إلى بولندا أولئك وصفوا بأنهم ذو قيمة عنصرية . . . . .
تم بالفعل خ*ف الأطفال من المدارس و الملاجئ و من أسرهم . . . . . و أخذهم لتصنيفهم من يتم اختياره كطفل ألماني يتم إرساله إلى المدارس الرئيسية و الأسر الألمانية . . . . .
أما أولئك الذين يقررون تصنيفهم أنهم غير ألمانيين عنصريا فيتم إرسالهم إلى معسكرات الإبادة و معسكرات الإعتقال حيث يتم قتلهم أو جبارهم على العمل كافئران تجارب في المعامل الألمانية مما أدى إلى وفاة عدد كبير جداً من الأطفال . . . . .
و كان المسؤول عن هذه الخطة الشيطانية هو ( هاينريش هيملر )
حيث اتفق كلا من النازي ( أدولف هتلر ) و ( هاينريش هيملر ) على التخلص أيضاً من الأطفال المعاقين . . . . . و يطبق عليهم برنامج ( القتل الرحيم ) . . . . . حيث تم قتلهم على أيدي أطباء و تم نقلهم في ستة مؤسسات في ألمانيا و النمسا . . . . . . . حيث تم قتلهم في غرف غاز سام **م خصيصاً لهم . . . . . كما قتل أيضاً المعاقين الرضع والأطفال الصغار عن طريق حقنهم بجرعات مميتة من الأدوية أو من خلال تجويعهم . . . . .
و رغم الإعتراضات الشعبية في عام ١٩٤١ ميلادي و اصلت النازية هذا المشروع سرًا طوال مدة الحرب . . . . . . و قد تم قتل ما يقرب من ( ٢٠٠ ألف شخص معاق ) . . . . . . في الفترة بين عام ١٩٤٠ ميلادي إلى عام ١٩٤٥ ميلادي . . . . .
~•°• ✾ •°•~
الأجواء هادئة في غابة جرونوالد . . . . . دوڤا و أختها أماليا و صديقتها آنا تتجولان بين أشجار الغابة يتذكرون طفولتهم فيها و هم يلعبون و يسبحون في البحيرة . . . . . .
أماليا : " من منكم تستطيع أن تتسلق تلك الشجرة لتقطف لنا بعضاً من ثمارها ؟ . . . . . "
آنا : " هيا يا دوڤا . . . . . فأنتي رشيقة القوام و تحبين القفز منذ الصغر . . . . "
دوڤا : " لا أظن أنني سوف اجرب تلك القفزة مرة أخرى . "
وفجأة و دوڤا تتكلم تنظر بعيداً لتجد ثلاث شباب في العشرين من العمر يتجولون في الغابة . . . . . أطالت النظر إليهم لتجد من بينهم ( توماس . . . )
شعرت دوڤا بسعادة لمجرد رؤيتها لتوماس مرة أخرى لم تجد لها تفسير . . . . . فقد قابلته مرة واحدة فقط . . . . . و أيضاً رأها توماس من بعيد . . . . .
لاحظت أماليا : " هيا يا بنات نذهب الأن . . . . . "
لاحظت أماليا على دوڤا ثباتها في مكانها و كأنها لم تسمعها . . . . .
أماليا : " دوڤا . . . . دوڤا . . . إلي ماذا تنظرين . . . ؟ "
آنا : " دوڤا ألم تسمعي أختك ! ! "
دوڤا : " أنه هو . . . الوسيم . . ."
أماليا : " الوسيم من ! ! . . . اااه اتقصدين الشاب الذي قابلتيه أمس . . . . . "
آنا : " شاب التفاحة . ."
دوڤا : " نعم إنه هو . . "
آنا و هي تنظر إليهم قائله : " أنه ليس وحده أنهم ثلاثة . . "
أماليا : " اين فيهم الشاب الوسيم ؟ ؟ فكلهم يشبهون التفاح على الشجرة . . . . . "
دوڤا و آنا تضحكان من كلام آماليا . . .
اقترب توماس و أصدقائه من البنات و هو ينظر إلى دوڤا و يبتسم و يظهر على وجهه السعادة لرؤيتها مرة أخرى . . .
توماس : " صباح الخير دوڤا . . . . "
دوڤا وهي تنظر إليه و قد ظهر على وجهها سعادة و خجل . . .
دوڤا : " صباح الخير توماس . . . . "
البرت : " توماس ألا يجب عليك أن تعرفنا على أصدقائك "
آرثر : " لم تقل لنا يوماً يا توماس أن لك صديقات جميلات . . . "
توماس : " اعرفكم بصديقتي دوڤا . . . قابلتها أمس في الغابة و تحدثنا لبعض من الوقت . . . . "
أماليا : " و نحن اين من هذا التعارف ؟ . . . "
دوڤا : " اعرفكم ب أختي أماليا . . . . و صديقتي آنا . . . . "
رد توماس و أصدقائه في صوت واحد : " اهلا بكم أنها فرصة سعيدة . . . . . "
ضحكت الفتيات لهذا و تشاركوا جميعاً الضحك . . . . .
توماس يوجه كلامه ل دوڤا و هو يبتسم
توماس : " هل جئتى اليوم لتقطفي التفاح أيضاً ؟ . . . .. "
ضحكت دوڤا و قالت . . . . .
دوڤا : " لا و لكن الطقس اليوم جميل ف فضلت انا و اختي وصديقتي أن نتجول في الغابة . . . . . أنها المكان المفضل لنا وخصوصاً الجلوس على شاطئ البحيرة . . . . .
البرت : " ما هذه الصدفة أنه نفس المكان المفضل لنا جميعاً و لكن لماذا لم نتقابل يوما من قبل . . . . ؟
آنا : " انها الحرب . . . . السبب في عدم خروجنا كثيرا في الأونة الأخيرة . . . . "
أماليا : " ليت الحرب تنتهي يوماً . . . . . أنها كابوس . . . . "
دوڤا : " أأمل أن استيقظ يوماً أجد النازي أدولف هتلر و رجاله قد اختفوا . . . . . و رجع الهدوء يسود ألمانيا . . . . . "
آرثر و هو ينظر إلى توماس و كأنه يلفت انتباهه لكلمة دوڤا . . . . .
آرثر : " دعونا نترك الكلام في السياسة فهي لا تجني سوا المتاعب . . . . . "
آنا تتحدث بنبرة صوت حزينة . . . . .
آنا : " حقا لا تجلب الحرب سوا المتاعب و الأحزان لقد توفى ابي فيها . . . . . "
توماس ينظر لها و هو يواسيها لما حدث لوالدها . . . . .
توماس : " نأسف لما حدث لوالدك يا آنا . . . . . "
آنا : " لا عليك فأنت لم تكن المخطئ . . . . . "
دوڤا : " المخطئون هم النازيون . . . . . هتلر و رجاله . . . . . كيف ينامون وهم يسفكون الدماء كل يوم ! ! . . . . . كيف ينامون و هناك أطفال ونساء و عائلات تقتل دون ذنب . . . . . ! !
و تستكمل دوڤا حديثها بنبرة حزن . . . . . نحن يهود نعيش في سلام مع جيراننا المسلمين و المسيحيين و لا يهمنا اي دين تكون انت عليه ما دام السلام يسود بيننا . . . . . الله فرض السلام في الأرض و نحن البشر من نصنع الحرب . . . . . الدين سواء يهودي . . . . أو مسلم . . . . أو مسيحي . . . . فهو دين إله واحد ، هو الذي انزل الديانات السماوية الثلاثة . . . . نحن بجميع اعراقنا و اختلاف الواننا و ديننا و لكننا نعيش في سلام و لا ننتمي إلى أي جماعات متطرفة . . . . . . و نحن صغار كنا نستيقظ و نجد طبق طعام أحد الجيران على طاولة الطعام في بيتنا و تقول أمي أنه من أحد الجيران . . . . . كنا نأكل بحب و لا نعرف أي جار احضر انا الطعام أهم جيراننا المسلمون أم جيراننا المسيحيون . . . . . لماذا يصرون على صنع الف*ن بيننا ؟ ! ! فكيف يقوم رجال هتلر بطرق أبواب منازل المدنيين لقتلهم دون سبب . . . . . "
قاطعتها أماليا : " انها الحرب . . . . . "
البرت : " ملعونة تلك الحرب "
دوڤا : " ملعون هتلر و رجاله . . . . . "
توماس يستمع إليهم بحزن لما يتحدثان فيه دون المشاركة . . . . . لكن الفتيات لا تعرف أن توماس إبن أحد رجال الزعيم النازي أدولف هتلر . . . . .
آرثر : " يبدوا أن لا فائدة الهروب من الحديث عن الحرب . . . . . فنحن جئنا إلى هنا لكي نستمتع بيومنا .. فمنذ فترة طويلة لم نأخذ يوم إجازة من عملنا . . . . "
دوڤا : " لم نسألكم أين تعملون . . . . . ؟ "