الفصل الثالث

1186 Words
.... مرء يومان حتي الأن و عادت زهرة و أخيها الصعيد في اليوم التالي ، نظرت أنين لصورة والدها الراحل المعلقة علي الحائط ، أدمعت عنياها و هي تتذكر حديثه لها وقد أشتد عليه المرض و طلب منها أن تتزوج من أبن خاله المتزوج الذي لا تعرف عنه شئ ..... عودة بالزمن ..... تجلس بجوار والدها و هي تمسك يده و دموعها تستبيح وجنتيها أنين ... عشان خاطري يا بابا متقولش كدا ، أنا ماليش غيرك عزت .... أوعي تقولي كدا تاني ، أنا ليا أهل و مش هيسبوكي أنين ... بس أنا عايزاك أنت عزت ... دا قدر يا أنين ، أدعيلي لما تفتكريني ، بس عشان خاطري خليني أبقي مرتاح أنين ... يابابا دا أكبر مني بكتيير و غير كل دا ، دا متجوز أزاي أخرب بيته عزت ... وافقي بس و ريحيني قبل ما خالي يوصل أنين ... أنت كلمتهم عزت ... ايوا و قربوا يوصلوا أنين ... إللي تشوفه يا بابا ...... ........... الوقت الحالي .......... أبتسمت بحزن قائلة بصوت مرتفع أنين ... و أديني أتكعبلت في قلبه و هو و لا حاسس يا أبو أنين ، هموت من وجع قلبي ، أنا بستني ميعاد زيارة كل شهر علي نار ، خ*ف قلبي من غير ما يحس و أديني بتعذب في بعده ، و مقدرش أطلب قربه مع أنه من حقي نظرت للسماء لتتطلع علي قمرها من نافذة غرفتها و تن*دت بصوت مرتفع قائلة يااااااارب أزرع محبتي في قلبه ..... ....... ....... في منزل الجبالي ... حديقة المنزل يجلس جلال علي أحد المقاعد الخشبية و هو ينظر للقمر و يتأمل سكون الليل ، يبتسم و هو يتذكر تلك المشا**ة الملقبة بزوجتة الثانية و يتذكر طلتها القاتلة بالنسبة له و يعبس حين يتذكر زوجتة الأولي و فارق العمر بينهما ، لينهر ذاته و يحدثها قائلا أتخبلت في عجلك يا واد الجبالي ، دا أنت لو خلفت كان زمان عيالك في سنها **ت قليلا و كأنه شخصيتين داخله ليقول طب و فيها أي عاد ، مش يمكن دي إللي تحججلي حلم أني أبجي أب و هو عشان سلسال مبتخلفش عجلك هيفوت و تبص لعيلة صغيرة بس العيلة دي مرتي علي سنة الله ورسوله ، يعني حلالي لاه أعجل وفوج أنت جلال الجبالي ، هتصغر نفسك علي أخر الزمن ، دا يوم حنة خيتك هتجفل الأربعين يا واد لبيبة تن*د بضيق و نهض متجها لغرفتة ، ما أن دلف للداخل حتي أستقبلتة سلسال ككل يوم ، نزعت عبائته الثمينة و تلقت عمامته ثم جلست أرضا و هى تنزع حذائه لكنها تصنمت مكانها حين تحدث قائلا جلال ... أنا رايد عيل سلسال بخوف ... ك كيف ! أنا مبخلفش جلال ... هتجوز سلسال ... ما أنت متجوز ، و لا هتجيب التالتة يا جلال جلال بغضب ... أنا حر أجيب التالتة أجيب الرابعة أنا حر فاهمة سلسال ... فاهمة ، بس يا تري ست الحسن هتوافج أنك تجيب ليها ضرة قبض جلال علي ساعدها بغضب قائلا جلال ... أنا ماباخدش أذنك فاهمة و لا هاخد أذنها ، إللي عجولة هيتنفذ برضاكي و برضاها أو غصب عنكم سلسال بتحدي ... كلها كام يوم و تيجي عشان فرح خيتك ، و عايزة أتف*ج هيكون برضاها و لا غصب ، مع أني بجولك من دلوك أنت مستحيل تزعلها يا واد الجبالي و أنا خابرة زين أنك عشجتها و راضية بنصيبي ، بس هي مش هترضي و هتشوف . تركتة و رحلت و هي تجفف دموعها ليسقط وسط دوامة أفكاره مرة أخرى ........... ....... ....... قبل يوم الحناء بيوم أستعدت أنين للرحيل بعد أن حزمت حقيبتها ، و لم تنسي ذلك الصندوق المغلف الذي أعدته خصيصا لزوجها بعد أن علمت من زهرة أن يوم الغد هو يوم مولده . صعدت لسيارتها بعد أن وضعت متعلقاتها بداخلها ، و نظرت لساعة يدها لتجدها السادسة صباحا ، تن*دت بقلق ف تلك المرة الأولي التي تذهب بها للصعيد بسيارتها ، دائما تستقل القطار ، و لكنها لم تفعل تلك المرة ، أنطلقت بسيارتها لتبدأ رحلتها لمنزل عائلتها .... ...... ......... منزل الجبالي عصرا أنقضي اليوم بين أنشغال جلال و عبد الحافظ بالتجهيز لحفل الحناء غدا ، وبين تجهيز سلسال و زهرة المنزل بالداخل ، بعد مرور بعض الوقت دلف جلال برفقة أبيه للداخل و أتجهوا لغرفة الطعام من أجل تناول الغداء ، نظرت سلسال لزوجها لتجده متهجم الوجه ، و الغضب يتراقص بوجه عبد الحافظ ، لم تستطيع أن تستفسر عن السبب ، و كأن زهرة شعرت بها لتقول زهرة ... مالكم ! جلال بإقتضاب ... مفيش زهرة ... مالك يا أبوى ؟ تجاهل عبد الحافظ سؤال أبنته و نظر بغضب لزوجة أبنه قائلا عبد الحافظ ... أنتي موافجة علي إللي جوزك رايده ؟ سلسال ... و أنا من ميتي ليا رأي ، أنا موافجتش علي المرة الأولانية و برضك جابلي ضرة ، يبجي مالوش لزوم الحديت يا أبوى ، ولدك من حجة يكون ليه عيل زهرة بصدمة ... أنتو بتقولوا أي ! أنت رايد تتجوز تاني يا خوي جلال ... أيوا زهرة بحزن ... طب و أنين ؟ مالها أنين ! ألتفتو جميعا علي أثر الصوت ليجدوا أنين تقف علي باب الغرفة و هي تحمل الصندوق المغلف بيدها ، و أحد حراس المنزل يضعون حقيبتها أرضا ، هرولت زهرة لأحتضانها و هي تقول زهرة ... أنييين وحشتيني اليومين دول ، كنت هزعل لو مجتيش أنين ... أزاي يا بت دا أنا علي قلبك زهرة ... هههههههههههه نورتي الصعيد كله عبد الحافظ ... يا مرحب يا بتي ، أتفضلي تقدمت أنين منه و أحتضنتة بسعادة قائلة أنين ... وحشتني يا خال ( تلقبة بالخال كما كان يفعل أبيها الراحل ) عبد الحافظ بحب ... و أنا كمان أتوحشتك جوي نظرت أنين لجلال لتجده غاضب و أيضا يبدو علي ملامحه الحيرة و التوتر ، لتلاحظ سلسال ذلك فأستغلت الفرصة قائلة بحب زائف تعجب له الجميع سلسال ... نورتي دارك أنين ... شكرا منور بناسه سلسال ... بيجولك ولد الحلال عن ذكره بيبان أنين... مش فاهمة قصدك أي ! أنتفض الجميع حين خبط جلال بيديه علي الطاولة بغضب قائلا جلال ... سلسااااال سلسال بتحدي ... أي خايف السنيورة تعرف ؟ عبد الحافظ ... أتكتموا بجي و جفلوا علي السيرة دي سلسال ... لاه مش هجفل يا أبوى ، أنا مش هستحمل كل دا لحالي ، هي كمان مرته مش دا حديتكم ، يبجي نسمع رأيها أنين ... هو في أي ! زهرة ... مفيش يا أنين سلسال ... لا في جلال ... لأخر مرة بحذرك يا سلسال سلسال ... مف*جاش يا واد الجبالي ، أنا في كل الحالات خسرانة ، يبجي مش هخسر لوحدي ، و لازم عااااااااااا صرخت سلسال حين صفعها جلال و قبض علي ساعدها بغضب قائلا جلال ... لا عاش و لا كان إللي يهددني فاهمة تدخلت أنين بينهم و أبعدت جلال عن زوجته قائلة أنين ... بس بقي أنتوا الأتنين ، هو في أي ! سلسال بقهر ... في أن جلال رايد عيل عشان أكدة هيتجوز التالتة **ت حل علي الجميع بعد أن فجرت سلسال تلك القنبلة ، نظر الجميع لأنين منهم من ينهش القلق قبله بسبب ردة فعلها ، و منهم الحزين و منهم المشفق عليها و منهم من ينظر لها بتشفي ، تقدمت من جلال و وقفت أمامة نظرت لمقلتيه بثبات و هى تقدم له المغلف بيدها قائلة أنين ... كل سنة و أنت طيب ، زهرة قالتلي أن بكرة عيد ميلادك ألتقط منها المغلف بتعجب سريعا ما أحتل مكانه الصدمة حين أستكملت حديثها قائلة أنين ... طلقني يا جلال ..... ........... يتبع .............. مني الأسيوطي & تيسير محمد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD