صدمة اجتاحته ما أن نطقت بتلك الكلمة ، لا يعيها أبدٱ إلا بعد برهة من الوقت ، فكان أسير عيونها التي تغرز في قلبه كالسهم ... فنظراتها لا يفهمها كيف لها أن تخفي هذا الوجع الذي يراه وتغلف ذاتها بابتسامة مزيفه ،لا حتما هناك خطب ما فكيف لا يهمها هذا الزواج و كان رد فعلها علي زواجه الثالث كهذا
سؤال خطر علي بال جلال في تلك اللحظة ليقول جلال بصدمة .... أنتي عتجولي ايه !
أنين .... زي ماسمعت طلقني
زهرة .... استهدي بالله يا أنين مش أكده
عبد الحافظ ... استهدي بالله يابتي و أجعدي خدي نفسك علي الأجل
سلسال ... حتي كمان مستكرين عليها تطلبها .. جدعه مش خايبه زي
نظر لها جلال بقوة دون حديث و لكن ما جعله يلتفت هي كلمه انين
أنين ... اتمني ورقتي تبقي عندي في خلال يومين .
و كادت أن تذهب لكن يده كانت الأقرب لتعوقها قائلا
جلال ... ما مشياش من أهنيه واصل
أنين ... سيب إيدي يا جلال أظن من حقي
جلال ... **ر حوجك.
و قد بلغ غضبه الذروة ليقوم بحملها علي كتفه و برغم مقاومتها لم تسلم منه قط ليقوم بصعود الدرج حيث الغرفة المعده لها من قبل
حاول كل من زهرة وعبد الحافظ معه لكي يتركها ولكن دون جدوي ، فكان مصيرها أنه وضعها علي الفراش بقوة لتتأوه و يخرج سريعا مغلقا الباب خلفه .
هبط مرة أخري و أنقض علي زوجته الأولي و أمسكها من خصلاتها و إلي الأعلي تقدم مره أخري
و في تلك المرة لم يتحدث أي من زهرة و عبد الحافظ .
دلف إلي غرفتهم ليلقيها علي الفراش و تقدم بطريقة أخافتها فأنحني بجسده قائلا بتحذير
جلال .... آخر تحذير ليكي يا سلسال إياكي تعملي أيتها مشكل لأما و يمين الله مانتي خارجه من أهنيه أتجي شري .
لم يعطيها فرصة للحديث ليغلق عليها الباب هي الاخري لتندب حظها علي ما أتاها .
مرء ساعتين و أنين تطرق الغرفة ذهابا و ايابا منذ أن تركها تفكر في مصيرها و كيفية الانتقام منه فما فعله بها منذ قليل
وجدت من يفتح الباب عليها كانت علي أهب استعداد للهجوم لكن من ظهر أمامها هي زهرة التي ما أن رأتها حتي هتفت
أنين بغضب ... زهرة انا جاية هنا عشان خاطرك هيبقي في قله قيمه من الأول بلاها أحسن كده كده هطلق من جلال
زهرة ... حجك عليا أني معرفاش جلال أنتي ساعة غضبه بتبجي جحيم
أنين بغضب جامح .... طظظظ علي فكره ولا بخاف بقولك أي أنا همشي
امسكت يدها سريعا لتجلسها غصبا عنها لتقول
زهرة .... سايجة عليكي النبي لتجعدي أكده لجل خاطري أني تخليكي للفرح يومين أتنين بس يا خايتي
أنينة .... و تعاملي معاه تقدري تقولي هيبقي أزاي ؟
زهرة ... هجنعه مايجربش منيكي واصل أرتحتي عاد
نظرت لها أنين و لم تتحدث لتردف زهرة قائله :
يلا أكده غيري خلجاتك و أجعدي معايا هبابه عاد أتوحشتك جوي
لتنظر لها أنين بحنين و تنجح زهرة أن تلهيها بأحاديثها .
- هتج ياما هتج جال إيه عاوز يتجوز عليا أني للمرة التانيه بس ماهنولهلوش ولد الجبالي .
- كان حديث سلسال عبر الهاتف مع والدتها ، تلك المرأة الجالسه علي طرف الفراش تتحدث بلهجة حادة ذات نبرة تتخللها القهرة والحقد سويا ... وجهها ملطخا من دموعها التي سرت علي وجنتيها و أخربت بزينتها
- والدة سلسال .... لا مدام بجت أكده لازمن نروحو للشيخه إياها تشوفلنا حل في جوزك دا رايدينه يفضل زي الخاتم في صباعك زي الأول.
- سلسال .... لا بلاها ياما ماعيزاهوش يتأذي
- والدة سلسال .... وه أتجنيتي و لا إيه أني بتاعة أذيه بردك ... الموضوع أننا هنوجهه مش أكتر من أكده وإسمعي عاد يابت بطني بكفياكي حبك ليه ده الي هو ماشيفهوشي دوسي علي جلبك لجل مصلحتك ماتبجيش خايبه عاد .
- سلسال ... مش وجته و الله ياما
- والدة سلسال ... وجته و نص كمان اسمعي تجيني في اي وجت نروح للشيخه نشوف حل مع جوزك أبو العريف دا و السنيورة مرته .
- سلسال .... لا ! دي سبيها دلوك هتنفعني كتير جوي
- والدة سلسال .... كيف دي ؟!
- أما سلسال فنظرت أمامها بغموض دون حديث .
- عاد جلال في العاشرة ليلا بعدما تعمد الغياب عن المنزل لفترة كبيرة حتي يستجمع ذاته ، في الحقيقة يريد الهروب من معشوقته التي تريد الإنفصال عنه لا يصدق أنه سمعها منها بتلك السهولة ولكن لما لا فهو لا يعني لها أي شئ و ما هو إلا وصية من أبيها عليه الإلتزام بها
- كاد يصعد للدرج حتي لمح الصندوق الذي هدته به أنين ، تقدم منه ببطئ عازما علي فتحه يرغب بمعرفة محتوياته
- بالفعل فتحه ليتفاجأ بملابس رجالي و لكنها علي نمط أهل القاهرة بنطال من الجينز و تي شيرت ذو أكمام قصيره من اللون الأ**د
- تعجب من ذلك فهو ملتزم بالجلباب الصعيدي طيلة حياته لما أتت بتلك الملابس الغير عادية بالنسبة له ، تخيل بورقه صغيرة مطوية أسفل الملابس حملها و قرأ بها الاتي "اول ماشفتهم تخيلتك فيهم أوي أنا عارفه أنك مش هتلبسهم بس جبتهم لو فكرت تعملها تبقي هديتي أولي ... كل سنه و أنت طيب
-أنين "
- تبسم قليلا عند قراءة كلماتها فهي وحدها من أحتلت قلبه و لكن عندما تذكر طلبها للطلاق اختفت الابتسامه ليأخذ الصندوق و يصعد حيث غرفته مع سلسال
- لحظات و قد دلف و ما أن رأته حتي ركضت لاحضانه قائلة باعتذار و ندم
- سلسال .... حجك علي ياخوي ماجصداش حاجه عفشه
- لم يعقب و لم يبادلها العناق حتي لتكمل
- معرفش الغيره كانت بتنهش فيا كيف ... مش كفايه جايبلي دره واحده عايزني أستحمل تنين كيف ؟
- كان يستمع لحديثها ويفكر به ليجد ذاته يحاوطها بيديه ليقول جلال بهدوء ... ماتزعليش مني عاد بس اني شرحتلك موجفي و لولا طوله ل**نك دي ماكنش حصل إللي حصل
- سلسال .... أنا موافجه يا خوي أعمل مابدالك ، المشكله مش فيا من الأساس المشكله في ست أنين هي إللي مابجياش عليك
- ابعدها عنه بهدوء و تركها ليدلف للمرحاض ، لتنقل أنظارها صوب الصندوق الذي كان بيده و ما أن دخل وضعه جانبا فتبسمت بغموض .
- أتي الصباح بشمسه المشرقة لتنير قلوب الكثير و تصبح غمامة علي عيون الآخرين
- كانت أنين بالبهو تساعد الجمع في جعل هذه الساحة مركز مهم لمجلس النساء مساءا ... فاليوم يوم الحناء
- تسللت سلسال بجواراها لتقول بخبث اتقنته
- سلسال .... بجولك أي ماتاجي نستخدموا المشترك مابينا لصالحنا و نركنوا العداوه لبعدين .
- أنين ... أنا مش بعادي حد كونك أنتي إللي بتعاديني دي حاجه ترجعلك .
- اغمضت سلسال عيونها و حاولت أن تأخذ نفس عميق مكمله .... أسمعيني عاد ، أني و أنتي دلوك ضراير و مصلحتنا واحده أننا نطفشوا أي واحدة يبقي عينه عليها .
- أنين ... بصي أنا أصلا مش هستحمل يتجوز عليا أي نعم مافيش بينا أي حاجه بس بردو كرامتي ماتسمحليش أنا بعد فرح زهرة هخليه يطلقني ... عن أذنك .
-تركتها وصعدت لتجلس سلسال علي أقرب مقعد يقا**ها فتقول
- سلسال .... غ*ية دي و لا اي فاهمة إنه هيرضي يطلجها و لا أي ده بعدها ... بس و ماله يطلجها بس بعد ماطفشلوا السنيوره الجديده لازمن أجنعها تساعدني و أض*ب واحده بالتانيه .
-
- صعدت أنين سريعا بتأفف حيث غرفتها فهي لا تطيق أن تفكر حتي بالأتحاد مع تلك الزوجة الأولي
- اصطدمت بذلك الحائط البشري المتمثل في جلال الذي ما أن رأته حتي توجهت بإصبعها في وجهه و بتحذير قالت أنين ... أسمع لما أقولك إللي عملته أمبارح ده حسابك علية بعد الفرح و خلي في بالك أنا هنا بس عشان زهرة و أحسنلك تطلقني من غير شوشره .
- كادت الإبتعاد عنه ليوقفها بكلمته ليقول
- جلال ... ماهيحصلش واصل و أعملي مابدالك
- أنين بعناد .... قصدك أخبط رأسي في الحيط لا معلش أنا هنا مش زي الحريم إللي تحت طوعك و أمرك أنا حره و وقت ما أعوذ أطلق هعملها و لو وصلت هرفع عليك قضية .
- أرتفع حاجب جلال بتعجب و لكن ملامحه مازالت واقفة ، تحدث أخيرا بعدما **ت لبرهه ينظر لعيونها و كأنه يبحث عن شئ بالاضافه لتقدمه البطئ منها
- جلال ... اسمعيني زين عاد لأن كلمتي ماهتنيهاش واصل ، طلاج مش هطلج دا بعدك
- أنين ... ليه كرامتك ناقحه عليك و لا إيه ؟
- جلال بصوت مرتفع .... لا عاش و لا كان دا اني اجتلك و اتاويكي و لا أنك تمسي كرامتي .... أسمعي يابت الناس أتجي شري لأما عليا النعمة ماهيهمنيش أيتها وعد و قد أعذر من أنذر .
- و تركها و ذهب بعدما تعجبت من حديثه هذا و الذي أخافها بعض الشئ بل و **ر قلبها ، لتلك الدرجة لا يحبها و التخلص منها سهل للغاية .
- أستجمعت شجاعتها و هبطت للأسفل باحثة بأعينها علي تلك المرأة فقد تملكها العناد و الأنتقام ، رغبتها الجامحه لتخلص منه سيطرت عليها
- جعلت سلسال تلتفت لها لتقول
- أنين .... أنا موافقه أبقي معاكي ... معايا نطيرها و ننتقم لكرامتنا ؟
- كانت تمد يدها اليمني لتصافحها ، أما سلسال فأستعجبت من تغير رأيها السريع و توقعت أنها ستأخذ وقت لإقناعها
- مدت سلسال يدها اليمني تبدالها التصافح أيضا فتقول سلسال بإبتسامه إنتصار
- معاكي أكيد ... توكلنا علي الله .
- ليصبح في مأزق من كيد النساء
- .....
- ........
- تيسير محمد & مني الاسيوطي
- ......
- حبينا نعرفكم أن ام جلال و أم سلسال حاملين لنفس الأسم و هو "لبيبة" و لكن طبعا كل منهم من عائلة أخرى ، معني ذلك أن سلسال و جلال مش أخوات لأنة مستحيل عشان هما متجوزين ......