...
......
تحالفت الغريمتان و هما لا يعرفان نهاية ذلك التحالف ، هل سيحققوا مرادهم ام ستنقلب اللعبة فوق رؤوسهم
منزل الجبالي صباحا ..
الكل يعمل علي قدم و ساق بالخارج و الداخل ، يقف جلال و أبية يتابعون التجهيزات بحديقة المنزل ، أنتبة الجميع علي أرتفاع صوت الموسيقي بالداخل ، و لكن ما لفت أنتباة الجميع أنها أغاني مختلفة عما يستمع لها بالصعيد(مهرجانات) ، دلف جلال سريعا و يتبعة أبيه للداخل ، حيث أجتمعت نساء العائلة بالداخل ، تصنم جلال مكانة حين أستمع لمقطع من الأغنية تزامنا مع هبوط حوريتة الصغيرة الدرج و هي تتألق بفستان وردي يكشف عن ساقيها حافية القدمين ، تضع زينة قدمها و هو خلخالها الذهبي ، أطلقت العنان لشعرها الحريرى ، بدت بأبهي أطلالة و هي تضحك مع أهتزاز خصلاتها و أقراطها الذهبية ، لم يغفل أيضا عن ذلك السلسال الذهبي الرفيع المعلق بعنقها الحليبي ، وكأن ذلك المقطع يصف جمالها ، عاد من شروده حين أصتدمت به من دون قصد ، أو هكذا توقع حاوط خصرها حين كادت أن تسقط من أثر التصادم به ، فتح عينية علي مصراعيها حين أبتسمت له و قبلت وجنتة أمام الجميع قائلة
أنين ... صباح الخير يا روحي
لم يجيب عليها حيث أزدادت صدمته بهبوط سلسال الدرج و هي بأبهي زينتها ترتدي عبائة حريرية تصف جسدها الممشوق بأتقان و تضع أيضا زينتها الذهبية و تركت العنان لخصلاتها لتستبيح ظهرها و تداعب خصرها ، وقفت أمام جلال مبتسمة قائلة
سلسال .. صباح الخير يا حبيبي
لم يستطيع عبد الحافظ تمالك نفسة ، و أطلق ضحكتة ليستعجب الجميع منها ، فهو قليل الضحك ، دلفت سيدة مسنة و هي تدعي رئيسة و يتبعها صف من النساء و هي تبتسم حين وجدت عبد الحافظ يضحك قائلة
رئيسة ... أضحك الله سنك يا أخوي
تقدم عبد الحافظ محتضن شقيقتة قائلا
عبد الحافظ ... نورتي يا خيتي
رئيسة ... الدار منور و عامر بيك يا أخوي ، كيفك يا سلسال ؟
تقدمت سلسال مقبلة يد رئيسة قائلة
سلسال ... زينة بشوفتك يا عمة ، نورتي
رئيسة ... دا نورك يا بتي
تقدمت رئيسة من جلال الذي مازال يواليها ظهره قائلة
رئيسة ... كيفك يا ول ..... يااااااامررري
صرخت حين وجدت جلال يحتضن أنين و لم ينتبة لوقوفها خلفة ، أنتفض من صرختها قائلا
جلال .. عمتي !
رئيسة ... مين دي ! و فين خلجاتها و كيف تحضنها أكدة ؟
عبد الحافظ .. أهدى يا خيتي ، دي أنين بنت عزت أبن أختك الله يرحمة
أبتسمت رئيسة و لمعت الدموع بمقلتيها و هي تسحب أنين من أحضان جلال و تدفنها بأحضانها ، فتلك المرة الأولي التي تراها بها ، هي تعلم بزواجها من جلال و لكن لم يسبق لهما اللقاء ، شددت من أحتضانها قائلة
رئيسة ... كيفك يا بنت الغالي ؟
أنين ... الحمد لله يا عمتو ، حضرتك عاملة أي ؟
رئيسة ... أنا زينة بشوفتك يا بتي
كوبت وجهها بين كفيها و هي تنظر لها بتقيم مستكملة حديثها
رئيسة .... يا زين ما خلف عزت ، ربنا يحميكي يا بتي ، دى حلوة جوي يا جلال ، شد حيلك عاد و هات لينا ولى العهد
لا تعلم أنين لما تسارعت دقات قلبها الأن ، و لكنها أخفت توترها و قررت أستكمال خطتها مع سلسال قائلة
أنين ... و الله يا عمتو أحنا مأجلين الموضوع دا لحد ما أخلص الجامعة ، لأن الأطفال محتاجين وقت
أرتفعت معالم الدهشة علي وجة جلال و عبد الحافظ و زهرة التي هبطت توا من الأعلي لتقول رئيسة
رئيسة .... لا تأجيل أي عاد ، أنتي بس خلفي و سلسال هتساعدك و تشيلهم شوية عنك ، و بعدين صوح أنتي كيف جاعدة في مصر لحالك ! أنا سألت أخوي و جالي أنك أنتي إللي عايزة أكدة
أنين ... أنا قاعدة هناك عشان دراستي و شغلي كمان
رئيسة ... يا دي الفضيحة شغل أي يا ضنايا ، هو جوزك فجير ، خبرك أي يا جلال ، كيف تسيبها تشتغل و تصرف علي حالها
جلال بتوتر ... و الله يا عمة هي إللي عايزة أكدة ، و انا مرضيتش أغصب عليها في حاجة واصل
رئيسة ... أنا أكدة هزعل منك يا أنين
أنين بتنهيدة حزن ..... أنا مقدرش علي زعلك ، بس أنتي متعرفيش حاجة عني و عن حياتي
أمسكت رئيسة أنين من يدها و سحبتها خلفها و أتجهت صوب الأريكة و جلسو سويا عليها ، نظرت لها رئيسة بحب و حنان أموي قائلة
رئيسة ... أحكيلي يا ضنايا ، أنا رايدة أعرف عنك كل حاجة
توترت أنين بسبب ذلك الحنان فهي لم يعطف عليها أحدا من قبل ، لم تجد أم تضمها و تطمئنها ، لاحظ جلال و عبد الحافظ حيرتها ، و لم تغفل سلسال أيضا عن ذلك ، حزنت زهرة علي صديقتها ، فهي تعلم أنها لم تبوح لأحد عن أوجاعها نهائيا ، تبسمت رئيسة و ضمت أنين لأحضانها قائلة بحنان أموي
رئيسة ... لية الحيرة يا نن عيني ، جوليلي يا بتي ، أحكيلي عنك و عن حياتك
أنين بدموع ... م مفيش ، مفيش حاجة أحكيها ، أنا كويسة ، عن أذنك
نهضت أنين سريعا و حاولت المرور بجانب جلال لتصعد لغرفتها سريعا و لكنة قبض علي ساعدها قائلا
جلال ... أنتي كدابة
أنين .. سيب أيدى
جلال .. ما سيبهاش ، مخبية أي و مش عايزة تجولية
أنين ... قولت مش مخبية ، أنت فاكرني هخاف منك ، أنا معنديش حاجة أخاف أحكيها ، و بقولك سيب أيدي
عبد الحافظ ... سيب يدها يا جلال
جلال بغضب ... لع يا أبوي ، أنا عارف أنك متفجة أنتي و سلسال عليا ، أنتو فاكريني مغفل ، بس أنا ميدخلش عليا الحركات دي ، و إللي في دماغي هعملو و مش جوز نسوان زيكم هيمشو كلامهم عليا
حسنا لقد طفح الكيل ، و بلغ الغضب أعلي ذروتة لتسحب أنين يدها بقوة من بين قبضة جلال و دفعتة في ص*رة و هي تصرخ بة قائلة
أنين ... أنت أي جبرووت ، عاايز تعرف أي يا جلال ، عايز تعرف أي عن عيشتي لوحدى و لا دراستي ، و لا شغلي ، و لا أي بالظبط ، عايز تعرف أني أتفقت مع سلسال عليك ، ايوة أتفقت و مستحيل هسيبك تتجوز التالتة و أنا علي ذمتك ، عايز تعرف أي ؟
**تت برهة و دموعها تتسابق علي وجنتيها و جلست أرضا بمكانها و أخفضت رأسها بحزن و خزي قائلة
أنين ... عايز تعرف لية مش عايزاك تتجوز ، عشان كفايا عليا وجع قلبي في بعدك ، كفايا عليا جفا قلبك من ناحيتي ، كفايا عليا أنك بتعاملني برسمية ، كفايا عليا بعدك عني ، و كفايا علي قلبي أنة بيحبك و أنت مش حاسس بية
نهضت بغضب و دفعتة مرة أخري في ص*رة قائلة
أنين ... كفايا عليا أنك شايفني وحشة و بتكرهني
جلال ... بس أنتي مش وحشة و مش بكرهك
نظرت أنين له بصدمة ، أستوعبت الأن ما تفوهت به و هي في قمة غضبها ، رأت الصدمة تحتل عيون الجميع ، نظرت مرة أخري لجلال و هي تشعر بدوار يعصف بعقلها قائلة
أنين .. هو أنا قولت أي !
أقترب منها جلال و مال علي أذنيها قائلا ببسمة
جلال .. جولتي أنك بتحبيني يا بت عزت
شهقت أنين بقوة و فتحت عينيها علي مصراعيها و هرولت للأعلى و أغلقت الباب من الداخل و هي تسب ذاتها علي ما فعلت الأن
....
أطلق جلال ضحكتة و هو ينظر لأثرها ، ثم نظر لسلسال قائلا
جلال .... سلسال تعالي رايدك
أتبعتة سلسال في **ت ، و نظرت رئيسة لأخيها قائلة
رئيسة ... أنا مفهماش حاجة يا أخوي
عبد الحافظ .. تعالي و أنا أفهمك
.....
.......
غرفة جلال
وقف جلال و هو ينظر لسلسال ب**ت تام ، مما جعل الخوف يحتل قلبها ، لم تفهم مخزي نظراتة ، تقدمت منه ببطء و لمست ذراعة اليمني قائلة
سلسال ... أنا .. أنا أسفة يا ....
جلال ... أتفجتو علي أي ؟
سلسال بخوف ... ا ا ا
أحتضنها جلال قائلا .. متخافيش جولي ، أنا رايد أعرف
نظرت له بقلق قائلة ... هجولك بس مهتزعلش
جلال ببسمة .. مهزعلش جولى
سلسال ... الحكاية أن ...... عودة بالزمن .......
أنين ... هنعمل أى ؟
سلسال ... مخبراش أديني عفكر
أنين ... أنا عندى فكرة
سلسال ... أتحدتي طوالي
أنين ... نكون ستات بجد
سلسال ... و أنتي شايفاني راجل !
أنين .... ههههههههه لا مقصدش كدا ، أنتي عالطول لابسة أ**د كأنك في عزا ، و رابطة الطرحة علي راسك ، محتاجة تتدلعي شوية ، و أنا ديما بلبس الشغل ، أحنا لازم نجننة يشوف ستات تانين غير إللي متجوزهم فهمتي
سلسال ... طب و العيل؟
أنين .. عيل أي !
سلسال ... أنا مبخلفش ، بس أنتي تقدرى
نظرت لها أنين بصدمة ثم تن*دت قائلة ..
أنين ... جوزك مبيحبنش ، دي جوازة شفقة ، و قفلي دلوقت علي السيرة دى ، أنا بس إللي بحبة
سلسال .. تبجي عامية يا بت الناس ، جوزي عاشجك و أنا راضية أرضي أنتي كمان و عيشي
أنين بتوتر .. م مش وقتة ، خلينا في إللي أحنا فية دلوقت
سلسال .. بس أنتي جولتي أنك عتحبية
لمعت الدموع بمقلتيها قائلة
أنين ..و محبتش غيرة بس هو مبيحبنيش ،سيبك من الحب و تعالي ننفذ أتفاقنا
سلسال ... تعالي و ربنا يعديها علي خير
...... الوقت الحاضر .....
نظرت له بقلق بعد ما قصت له الحقيقة ، أبتسم بخفة قائلا
جلال .. عتحبيني يا سلسال ؟
سلسال .. أنا عشجاك يا جلال
جلال ... عندك مانع أني أخلف من أنين ، ولا أجيب عروسة جديدة أصلح
سلسال بلهفة .. لاااع عروسة جديدة لع ، أنا أتكويت بغيرة أنين و إللي كان كان ، مش هستحمل حرمة جديدة تدخل جلبك يا جلال
قبل جلال جبينها و نظر بعينيها قائلا بصدق
جلال ... أنا فعلا بحب أنين ، بس دلوك أكتشفت أنك أنتي إللي سرجتي جلبي و عششتي جواة يا سلسال
سلسال بصدمة ... ي يعني أي !
جلال ... يعني بحبك
......... يتبع .........
مني الأسيوطي & تيسير محمد