الله جميل و يريد أن يفرحنا و يجبر بخاطرنا ، يعوض شئ بأخر كانت حزينة لأنها عاقر لكن الله عوضها بحب زوجها لها بل و يجبر بخاطرها دائما و يكرر حبه لها سواء بالقول أو الفعل
الفرحة لا تسيعها لتعقد يديها خلف رقبته محتضنه أياه بقوة و دموع تشق وجنتيها ، أجابت بنبرة فرحة
سلسال ... و أني بعشجك و محبتش حد جدك ياحبة الجلب .
تبسم جلال بفرحة لفرحتها فحقا هو يحبها لا يقول ذلك لاجلها فقط لكنه من قلبه فعلا
جلال .... ربنا يباركلي فيكي يارب
سلسال ... و يديمك سندي و ضهري .
تطرق الغرفة ذهابا و أيابا تفكر بل ستجن من كثرة التفكير كيف لها أن تبوح بما في قلبها بتلك السهولة و دون استعاب منها ، أيعقل ذلك ! .. مازالت لا تدرك ماحدث منذ قليل .
انتفضت مع ارتفاع صوت الطرقات علي الباب ، وضعت يدها علي موضع قلبها تحاول تهدئة خفقانه ، أقتربت ببطئ من الباب و لكن ما جعلها تتنفس الصعداء صوت زهرة من خلف الباب
زهرة .... أفتحي عاد يا أنين .
فتحت لها سريعا و من ثم عانقتها بتعب و ض*بات قلب متسارعة تحاول تهدئة نفسها
أنين .... يا خبر أبيض هموت يا زهرة
زهرة ... بعد الشر عنك يا خايتي في اي ؟
أبتعدت عن احضانها و أغلقت الباب سريعا لتجيب
أنين .... تعالي ادخلي
زهرة ... خابرة أن الي أنتي فيه دي موترك و مخليكي ماجدراش تتليمي علي اعصابك لكن لازمن تعرفي أن النهارده حنتي و مافضلش علي الليل إلا ساعتين
أنين ... ياخبر أه صح أزاي نسيت ، طب يلا يلا عشان تجهزي .
ليخرجن حيث غرفة زهرة و الشرع بتجهيزها .
بعد انقضاء الساعتان أصبحت زهرة علي أتم استعداد بل و انتقلت إلي الساحة حيث تجمع السيدات
أما أنين فمع إصرار زهرة ارتدت ذلك الرداء التي أعطته لها زهرة ، فكان من اللون الأ**د المخالط لخيوط ذهبية اللون لامعة ... تلك الفتحة الجانبيه منه تظهر ساقها اليمني ، أما الخلخال المتواجد في قدمها اليسري كان يكمل الهيئة جمالا
تضع بعض المستحضرات التجميلية بالاضافة لخصلاتها التي تطلقها للعنان كانت إطلالة بغاية الروعة
كانت تلتفت يمينا و يسارا تريد قطع المسافة بين غرفتها لتجمع النساء بسلام دون الإصطدام بأحد و خاصة جلال ... كم أن الفكرة وحدها جعلت ض*بات قلبها تتعالي .
اسرعت خطواتها و هي تنظر خلفها و لكن صرخاتها التي أطلقتها ما أن اصطدمت به فجأة كانت عالية و رنانة
كادت لتسقط لكن يد جلال كانت الاقترب لها التي التفت حولها تريد اللحاق بها
جلال ... مش تخلي بالك عاد !
أنين ... مم م ماخدتش بالي
ظل كذلك ينظر في عيونها فقط يريد أن يصدق ما قالته منذ قليل ، يبحث عن الحب الذي تفوهت به
أما قلبها المسكين ض*باته تكاد تصل لعنان السماء
نعم فهو سمعها و أراد ان يرحمها من هذا فاعدلها ببطئ لتعتدل معه .
التفتت سريعا و كادت الذهاب ليوقفها .
جلال ... ماشيه غلط أكده .
توقفت و ألتفتت وتخطته لكنه أمسك يديها لتقف و قد أتسعت مقلتيها
ألتفتت له ببطي و قالت
أنين بتوتر ... س سيب ايدي
اقترب منها خطوة مجيب
ليه ؟
أنين ... عايز أيه ؟
جلال باقتراب .. ماعيزش
أنين ... وقف*ني ليه ؟
جلال باقتراب أكثر ... اني حر مش مرتي و لا إيه ؟
كانت تبتعد و هو يقترب و هي تجيب بتوتر أكثر
أنين ... من أمتي ؟
قربها له بيده سريعا
جلال ... من وجت ماجلتيلي انك بتحبيني .
أنين ... اا مش حقيقي
جلال ... كدابه
أنين ... مش كدابه بقول كده عشان علشان عشان سلسال
جلال بتبسم ... مالها سلسال
أنين .. يووه مالهاش أبعد يا جلال .
جلال ... يا أيه ؟
أنين .... أيه ؟
جلال ... جولي ابعد يا ايه ؟
أنين ... جلال ؟
جلال ... يابوي أي الحلاوه دي مره كمان أكده .
اغمضت عيونها فهي تريد البكاء من كثرة الخجل لكنها فتحت عيونها فجأه و كأنها وجدت الحل
وبسرعة قامت بض*ب قدمه بكعبها ليتأوه مبتعدا عنها لتفر من أمام عيونه سريعا
أما هو فنظر لطيفها بابتسامة و من ثم ذهب و هو يعرج ، غافلا علي أعين تلك الغريمة التي بالرغم من موافقتها إلا أنها تشتعل من نار الغيرة .
--------------
----------------
-----------
-------
مرء ما تبقي من اليوم بسلام ليأتي اليوم التالي و هو يوم الزفاف و لا يظهر أحد من الفتايات سوى بالأمس عندما تم تجهيز العروس و قامن النسوة بالاحتفال فيما بينهم
أما بالأسفل فتم عقد قران زهرة على زوجها ليقوم أخوها جلال بالدلوف إليهن بعدما سترت كل سيدة ذاتها حتي لا يراها جلال
-وقفت أمامه زهرة ليقوم باصطحابها حتي السيارة التي ستنقلها حيث منزلها الجديد
أنين ... أستني !!
التفت كل من جلال و زهرة لتركض أنين سريعا محتضنة زهرة بأعين دامعة فتقول
أنين ... خلي بالك من نفسك و لو عوزتي حاجه كلميني أنتي أصلا الجواز مش هيبعدك عني فاهمه ولا لا ؟
حركت زهرة رأسها بنعم وهي متأثرة بدموعها لتهبط دمعاتها هي الأخرى و من ثم تبادلها زهرة العناق
أتت سلسال هي الأخرى لتودعها أيضا فبرغم من عدم اتفاقهم إلا أنها في الأخر ستظل أخت زوجها
جلال ... أكفياكوا عاد جوزك مستني تحت معوزش تأخير .. يلا
نظرت زهرة لهم نظرة مودعه ليخرجوا سويا خارج الغرفة .
هبط مصطحب أخته و قبل أن تخرج قام بإيقافها و النظر مطولا لها و بحب جارف و قلب متقطع قام بتقبيل جبينها لتغمض عيونها بحزن
جلال بعد ابتعاده .... عاوزك تخلي بالك من بيتك و جوزك ، عاوز الدوار كلاته يحلف و يتحالف بشطارة بت الجبالي سمعاني عاد ؟!
هزت رأسها بإيجاب ليحتضنها مرة أخري و من ثم يقودها نحو السيارة حيث حياتها الجديدة .
- صباح يوم جديد مصطحب بكثير من المشاعر حب و حزن فرحة و حقد
تتحدث سلسال مع والدتها علي الهاتف وهي تتوسط الفراش
سلسال ... ياما لا ماعوزاش حاجه من الشيخه دي فضيها سيره
لبيبة ... يابت اسمعي كلامي هعمل حجاب اد كده يخلي جلال مايبعدش عنيكي
سلسال بتفكير ... يا ما ماصدجت استجريت مع جلال و بجينا هادين حبه مانجصاش
لبيبة ... معرفاش أنتي طالعه خايبه لمين ، بعد مايجرب من السنيوره ماهيجدرش علي بعادها كيف هترجعيه اياك جوليلي يا فالحه
**تت سلسال قليلا تريد تجميع شتاتها لتقول بعد برهة
سلسال ... خلاص نعمل حجاب مايبعدوش عني واصل
لبيبة ... عين العجل
سلسال .. بس جلال مايتأذاش
لبيبة ... عيب عليكي يابت
سلسال ... بس مش دلوك اصبري شوي أكده .
علي مائدة الافطار يجلس كلامن عبد الحافظ و أخته رئيسة و جلال أيضا ، ال**ت يعم المكان فغياب زهرة يؤثر بالجميع
رئيسة .... و بعدهالكم عاد يا عبد الحافظ أنت و ولدك
عبد الحافظ ... و بعدهالنا في أي ؟
رئيسة ... الحزن مملي عنيكم يا حبايب جلبي مامسير البت تروح بيت جوزها دى سنه الحياة .
جلال ... علي رأيك يا عمة ربنا يسعدها
رئيسة .... لاع أني هشيع لأنين تاجي تشوف حل وياكم
و كادت ان تهتف باسم الخادمة كي تنادي أنين لكنها وجدتها تهبط من الأعلي فتحتل الابتسامة وجه رئيسة و لكن سرعان ما أختفت بعدما وجدت أنين تصطحب حقيبة سفرها خلفها
رئيسة .... عتعملي أيه يا بتي أيه الشنطة دي ؟
التفت جلال أثر تلك الجملة بخضة وكان ذلك مصاحبا لهبوط سلسال التي ما أن رأت هذا المشهد حتي أنفكت أساريرها .
عبد الحافظ ... أيه الشنطة دي ناويه تعاودي و لا أيه ؟
أومأت له مجيبه
أنين ... أيوه أنا كنت جايه عشان فرح زهرة و دلوقتي لازم أرجع أشوف حالي .
لينهض جلال بقوة بعد سماعه تلك الجملة مما جعل هيئته تفزعها نوعا ما ....
تيسير محمد & مني الاسيوطي