في منزل عائلة السيوفي
حيث تمكث زهرة بمنزل ٱل زوجها ، أستيقظت صباحا و هي تبتسم بخجل و تبحث عن زوجها بعينيها فلم تجده ، لتنهض بثقل متجهة للمرحاض ، أمسكت مقبض الباب و كادت أن تفتحة ، شهقت عاليا حين فتح الباب علي غرة و أصطدمت بأحضان زوجها الذى تبسم سريعا ما أن رأها
زهرة .... أسفة أفتكرتك مش أهنه
عامر ... كيف أندلي و أفوتك لحالك يوم الصباحية !
زهرة بخجل ... اانا هجهز و ننزل سوا
عامر ببسمة ... ياريت
كادت أن تتخطاة للداخل و لكنه أمسك يدها قائلا
عامر ... زهرة !
زهرة ... نعم
عامر ... لو حد عملك حاجة ضايجتك جوليلي
عقدت حاجبيها قائله
زهرة ... حد مين ! و حاجة أي إللي هتضايجني ؟
عامر ... أي حد و أي حاجة يا زهرة ، فاهمة
زهرة بقلق ... فاهمة
منزل الجبالي
ماذا !! بعد كل هذا سترحل ، نعم نسيت ما ترتبط به من دراسة و عمل و غيره من الأمور ... بعدما إعتدت قربها ستتركني ، نعم لم أعد صغير أو مراهق لكنها زوجتي ، بل و حبيبتي أيضا ... أخشى فراقها و أتمني لو تقبل بقربي
حسنا .. لن أدعها تذهب فلتذهب أي مبادئ لدي للجحيم ، بحق الله هي زوجتي و أمام الجميع مسؤولة مني و بتلك الحجة سأمنعها و إذا إعترضت سألقنها درسا يستحيل نسيانه فقد سئمت ....
أصبح صوت أنين المرتفع من كثرة صراخها ي** الأذان ، حاول عبد الحافظ و رئيسة يثني جلال عن رأيه و لكنهم لم يستطيعوا ، ظلت تركل باب غرفتها من الداخل و تصرخ بزوجها قائلة
أنين ... أقسم بالله لأندمك يا أبن الجبالي ، أفتح الباب دا أنا مش جارية عندك
تبسم جلال من خلف الباب قائلا
جلال ... مش هفتح ، و مفيش خروج من الدوار و رجلك مش هتخطي مصر تاني
أنين ... أنت مجنوووون أنا ليا حياتي و شغلي و جامعتي ، أنت فاكر نفسك مين ؟
جلال بتلقائية ... جوزك
أنين بصراخ ... جزك عيار يا بعيد ، أفتح الزفت دا
جلال ... لما تعجلي أبجي أفتحه
أنين .... أنت فاكرني هحط أيدى علي خدى و أسكت ، أقسم بالله لو ما فتحتلي لنط من البلكونة
جلال بأستهزاء ... أعلي ما في خيلك أركبية
أنين ... طب والله لأوريك
و بالفعل في غضون ثواني قليلة ، فتحت باب الشرفة و قفزت منها ، أستمع جلال لصوت صرختها ، فتح الباب سريعا و هرول بأتجاة الشرفة المفتوحة ليجدها تتسطح علي العشب و هى تتأوه و تمسك بقدمها اليمني ، هبط للأسفل سريعا و يتبعه الجميع ، صاح بالرجال حراس منزلة حين وجدهم يحاوطوها قائلا
جلال ... بعد منك ليه ، بعدوا
عبد الحافظ ... حوصل أي يا ولد
صرخت رئيسة حين رأت أنين قائلة
رئيسة ... يا مررى يا مرري يابتي
أقترب منها جلال و الغضب يتلاعب به ، و من دون أي حديث حملها سريعا و توجه لسيارته و قال لزوجتة الأولي
جلال ... سلسال أطلعي العربية
أنصاعت سلسال لطلب زوجها دون أن تناقشه ، لاتنكر غيرتها حين حمل غريمتها علي يدية و لكن أيضا الخوف قد أحتل قلبها بسبب بكاء أنين المتألم
في إحداى المشفيات ، حيث يتواجد جلال و أنين و سلسال ، و قد قام الطبيب بفحص قدم أنين المصابة ، و التي قد **رت بسبب قفزتها من مكان مرتفع و هي شرفة غرفتها ، يقف جلال يتابع الطبيب و يضع الجبيرة بقدمها و يعطي التعليمات لجلال ، و ما أسعدة حين قال له
( ممنوع تمشي عليها نهائي ، و هنفك الجبس بعد ٤٥يوم )
بعد أن أنتهي الطبيب و أستمع جلال للأرشادات الخاصة بزوجته ، حملها مرة أخري و أتبعته سلسال عائدين للمنزل مرة أخرى
منزل الجبالي ....
دلف جلال و هو يحمل أنين بين أحضانه و تتبعة سلسال للداخل ، أقترب عبد الحافظ منه و تبعتة شقيقتة سريعا قائلين
عبد الحافظ .... طمني يا ولدى
رئيسة ... سلامتك يا ضنايا
جلال ... رجليها أت**رت ، عجبال راسها اليابسة دى
نظرت له أنين بغضب قائلة
أنين ... راسي أنا اليابسة و لا أنت إللي مستفز
لا تنكر خوفها الشديد الأن بعد تلك النظرة التي وجهها لها ، شعرت بتصلب يديه أسفل جسدها المحمول بين ذراعيه
جلال ... عليا اليمين يا أنين لو ما أتعدلتي لأعدلك أنا ، و نهاية الحديت دا عاد ، مفيش خروج من اهنه واصل و كلمة كمان الدكتور مش هيعرف كيف يجبسك
أنين بصدمة .... أنت بتهددني !
جلال .... أكتمي عاااد
أنين .... لو سمحت طلعني الأوضة
لا ينكر ألم قلبة بسبب حزنها الطاغي علي ملامحها ، و لكنه صعد بها لغرفتها ب**ت ودلف لغرفتها و وضعها علي الفراش ، ظنت أنه سيرحل بعد ذلك و لكنه فاجئها حين
منزل السيوفي مرة أخري
جلست زهرة في غرفتها تمنع عينيها من ذرف الدموع ، حتي لايلاحظ زوجها ما حدث معها ، أحتل قلبها الحزن بسبب معاملة أم زوجها لها حين هبطت تساعدها بأعمال المنزل ، و قد كان ردها قاسي بشدة حيث قالت لها
( ماريداش أوسخ الدوار بيدك العفشة دى ، غورى أنجلبي من جدامي مرايداش منك حاجة واصل )
عادت من شرودها تزامنا مع صوت فتح باب غرفتها ، أبتسمت سريعا حتي لا يلاحظ زوجها شئ ، و لكن قد علم بما حدث من إحدي الخادمات بالمنزل التي كلفها بأن تخبره بكل شئ يحدث من قبل والدته ، فهو يعلم طباعها جيدا و يعلم أيضا أنها تكن في قلبها الكره الشديد لزوجته التي فضلها عن أبنة خاله لا يعلم لما تعارض النصيب كلما ذكرت له هذا السبب لا يستوعبه ، أو بالأحرى يراه ما هو إلا ستار لشئ أكبر ، أقترب منها عامر و جلس بجوارها قائلا
عامر .... جاعدة لحالك لية ؟
زهرة .... عادى صدعت هبابة ، فجولت أريح ، محتاج حاجة !
عامر بتنهيدة .... عتدارى لية يا زهرة !
نظرت له بشك قائلة
زهرة ... م مافهماش جصدك أي ؟
عامر ... متحزنيش من حديت أمي
أبتسمت زهرة بخفة قائلة
زهرة .... محزناش من حديتها ، أنا أمي ماتت من زمن ، و أعتبرتها من وجت دخولى الدوار دا أمي ، و مفيش بنتة بتحزن من حديت أمها وياها
أقترب منها وقبل جبينها قائلا
عامر .... ربنا يحفظك ليا يا حبة الجلب
منزل الجبالي و خاصة غرفة أنين ، ما أن وضعها علي الفراش حتي فجأها عندما خلع عمامته و جلس جوارها بتعب ، أما هي فابتعدت بجسدها قائلة
أنين ... اده انت بتعمل أيه ؟
جلال بأرياحية ... بعمل أيه يعني ماشيفاش بريح .
أنين .... أيوه بتريح في أوضتي ليه ؟
أقترب برأسه بطريقة أخافتها فيقول
جلال .... عيب أكده يا مرتي ، كيف أتجولي اوضتك لحالك اوضتنا سوا .
أنين ... نعممم لا طبعا قصدك أيه يعني مش فاهمه !
قربها له بقوة ليقول بنبرة أظهرت ما بداخله
جلال ... جصدي أنك مرتي و حجك و حجي أني ابجي وياكي .
خفق قلبها بقوة من قربه هذا ، لأول مرة تشعر بهذا الاضطراب كله ، شعر بها ليبتعد ببطئ و يدعها و شأنها فينهض حيث المرحاض دون أي حديث ، تاركا أياها تستوعب ما قال .
يتبع
مني الأسيوطي & تيسير محمد