الفصل الأول

2610 Words
الفصل الأول قبل أربعة أيام العاشرة مساءً كان يقود السيارة على طريق مهجور و هو يتحدث في هاتفه النقال مع أحد الضباط .. " يا سمير عرفت أنه كمين في أخر لحظة ..أيوا الحيوان إلي إسمه شوقي هو إلي ورا الإخبارية...عارف عارف هو مش هيسكت غير لما يخلص عليا و عشان كده لازم أوصله الأول .. أنا .. أنا على طريق مهجور و العربية يمكن متوصلنيش لآخره .. اه الحمد لله لولا غبائه مكنتش قدرت اه‍ ..." **ت و أتسعت عينيه و هو يضغط على مكابح السيارة بقوة و و الهاتف يسقط من يده عند قدميه عندما قفزت أمامه على بعُد عدة أمتار من السيارة أوقف السيارة قبل أن يدهسها و خرج منها حانقا على ضوء السيارة راها تقف هناك تقف على قدم واحدة تمسك بفردة حذائها ترتدي بنطال چينز ضيق و جاكيت مماثل بدون أكمام و تجمع شعرها فوق رأسها و لم يتبين ملامحها للإضاءة الخافتة ..دنا منها غاضبا و هو يقول بحده .. " إنني مجنونة إزاي تقفي كده في نص الطريق إنتي عايزة تموتي ..أفرضي مكنتش وقفت كنتي هتموتي و توديني في ستين داهية معاكي " كانت تقف أمامه تستند بقدمها الع***ة على قدمها الأخرى و هى تلهث تشكر الله على إيجادها لأحدهم يمر في هذا الطريق المهجور فهى بعد هروبها من حفل خطبتها بعد أن بدلت ملابسها مسرعة دون أن يراها والدها أو هشام خطيبها .. بعد ثوان ألقت فردة حذائها و ارتدتها و قالت ترجوه .." معلش أنا أسفة بس أنا أول ما شوفت نور عربيتك من بعيد مصدقتش عنيا أنا بقالي أكثر من ساعة و نص على الطريق مستنية أي حاجة تعدي و مفيش غيرك وصل أرجوك لو سمحت وديني لأقرب مكان مأهول فيه بشر لو سمحت " زفر بضيق قائلاً ببرود فهو لا يستطيع تركها في هكذا مكان مهجور أي أن كان وضعه ..." أتفضلي أركبي بسرعة الوقوف هنا خطر و الطريق ده في ح*****ت مفترسة الحمد لله أنك ماقبلتيش حد منها " أقشعر جسدها و هى تسرع تجاه السيارة لتستقلها و تغلق الباب بجانبها مسرعة جلس بجانبها و هو يغلق بابه و يسألها ساخرا .." كنتي قلعة فردة جذمتك ليه في نص الطريق " شعرت بالغضب من سخريته منها و لكنها أجابته بهدوء و هى تطحن أسنانها غيظا .." كنت بشورلك بيها عشان تقف " ضحك هارون بقوة أثار استياءها أكثر و هو يقول بعد أن تمالك نفسه قليلاً .." و إنني كنتي فكراني مش هقف غير بالجذمة و لا ايه " ردت بغيظ .." مقصدش أنا بشوفهم بيعملوا كده في الأفلام قولت يمكن دي الطريقة إلي بيوقفوا بيها عربية لحد عشان توصله " ازدادت ضحكات هارون على سذاجة هذه الفتاة في أي زمن تعيش ..نظرت أمامها بحنق صامته لم تشأ أن تخبره رأيها فيه بصراحة حتى لا يلقي بها خارج السيارة ليتركها على الطريق المهجور بعد قليل عاد لل**ت بعد أن تمالك نفسه و كف عن الضحك كان ال**ت يخيم على المكان فهو كان يقود السيارة ببطء شديد لوعورة الطريق الذي يكاد يكون مهدم مد يده ليقوم بتشغيل جهاز التسجيل ليستمع لبعض الأغاني لتبديد السكون من حوله فهذا الطريق و كأن ليس له نهاية و ما أشعره بالضيق أكثر تهالك السيارة تنحنحت بحرج تقول .." لو سمحت أطفي التسجيل أنا مبسمعش أغاني عشان حرام " التفت ينظر إليها بدهشة و تعجب قبل أن ينفجر ضاحكا مرة أخرى هذه الفتاة حقاً ممتعة هارون لقد جعلتك تضحك أكثر من مرة في عشر دقائق فقط و هذا إنجاز كبير يحسب لها قالت حانقة هذا الرجل مستفز حقاً و هى تريد **ر رأسه .." جرا إيه يا أستاذ هو كل ما تكلم تضحك هو أنا بقول نكته " حاول هارون التماسك و هو يجيب بتعجب " يعني إنني عارفة أن الأغاني حرام و عشان كده مبتسمعيهاش ده شيء كويس و يتحسبلك طيب محدش قالك أن شعرك و دراعك المكشوف و ظاهر ده حرام برضوا " لمعت عينيها بالدموع و هى تقول بنبرة حزن و بعض اليأس .." عارفة " تعجب من نبرة الحزن في صوتها فسألها بهدوء .." طيب لما إنني عارفة أنه حرام ليه كاشفة شعرك و لابسة لبس ضيق و مكشوف كده " **تت قليلاً و هى تجيب .." ظروف هى إلي اضطرتني لكده بس أن شاء الله الوضع يتصلح قريب ". ماذا تقول أن والدها رفضا محاولاتها المتكررة لإقناعهم و أنهم يرفضان و يضغطان عليها لتجاري محيطهم المليء بالنفاق و تكف عن تزمتها فلم تجد غير إتقان دور الفتاة المرفهة المدللة التي تأمر فتطاع ..سألته من باب فتح الحوار و إمضاء الوقت بالحديث حتى يخرجان من هذا الطريق الوعر المهجور .." أنت بتشتغل ايه " رد بلامبالاة .." ظابط " نظرت لهيئته الجسدية على ضوء السيارة الخافت فقد كان نحيف الجسد شعره طويل يصل لحافة قميصه و ذقنه غير حليق تعطيه مظهر فوضوي لا يمت لما تراه في الأفلام عن شخصية ضابط الشرطة بصله فقالت بتعجب .." غريبة " سألها ببرود .." و ايه الغريب في كده " ثم أكمل ساخرا .." تحبي تشوفي الكارنيه " فأجابت بسرعة مع بعض الضيق من سخريته منها الا يستطيع سماع حديثها دون السخرية و الضحك عليها .." لأ مقصدش أنا بس يعني أصلي ديما بشوف في الأفلام .. أن الظابط ده بيكون حاجة كده عضلات و شعرهم قصير و حلقين دقنهم بيبقوا كده مظهرهم مرتب و أنت يعني ع** كده تماماً " زفر بضيق يا إلهي هذه الفتاة ليست ساذجة و لكنها غ*ية .." هو إنتي مفيش حاجة عارفها بعيد عن إلي بتشوفيه في الأفلام هو إنتي قاعدة ادام التلفزيون على طول و فاكرة إلي جواه هو إلي بره إنتي مبتخرجيش و بتشوفي الدنيا ماشية إزاي و لا ايه " قالت بلامبالاة .." لأ بخرج بس يعني أنا أعرف أن الدراما دي أعتقد أنها بتجسد الواقع مش كده " نظر إليها بطرف عينه و هو يواصل القيادة ببطء محاولا الابتعاد عن مطبات الطريق الوعرة وأجاب ببرود ...." و أد*كي شوفتي مثال أنها مش بتمثل الواقع و لا حاجة " **تت و لم تجب فسألها بريبة .." إنتي إزاي كنتي هنا لوحدك في الطريق المهجور ده أنا لحد دلوقتي مشوفتش و لا بيت على السكة " ردت تجيبه .." لأ في بس من جوا شويه ورا الأراضي الزراعية بس متشفهاش من الطريق هنا لأن الطريق ده بعيد و محدش بيستخدمه كتير " و لذلك علمت أنه أفضل طريق تسير فيه لأن والدها لن يفكر أنها قد جازفت و جاءت لهنا قال لها هارون بتساؤل .." طيب و إنتي ايه إللي جابك هنا لوحدك المكان هنا خطر على بنت لوحدها الحمد لله أني كنت معدي من هنا و إلا كان الله أعلم ممكن يحصلك ايه لوحدك " تن*دت براحة .." اه الحمد لله ربنا بحبني عشان بعتك ليا " التفت ينظر إليها بسخرية ثم عاد و نظر للطريق أمامه مرة أخرى رن هاتفه فانحنى و أمسكه من تحت قدمه فهو قد نسى أمره عندما توقف ليحادثها ضغط على زر استقبال المكالمة قائلاً .." أية يا سمير " **ت قليلاً ثم قال .." لأ مفيش. حاجة محدش وصلي و لا حاجة أطمن أنا لسه سايق العربية على نفس الطريق " أستمع قليلا ثم أجاب.." بقولك ايه عشان الشحن هيخلص أنا هكلمك أول ما أوصل مكان مأهول أتفقنا سلام " أنهى الاتصال و عاد لينتبه للطريق فسألته بريبة .." هما مين دول إلي هيوصلولك هو أنت هربان من حد أنت مش قلتلي أنك ظابط " زم شفتيه و لم يجيبها فقالت تلح في سؤالها .." هو في حد بيطردك" زفر هارون بحنق فهذه الفتاة حقاً لا تطاق من أين ظهرت له يكفيه ما هو فيه من قلق أجابها بحده ..." إنتي رغاية ليه ما تسكتي أنا هوصلك لأقرب مكان فيه ناس زي ما قلتي أطمني و يا ريت تبطلي أسئلة في حاجة متخصكيش محسساني أني لسه قاعد في القسم " **تت و لم تجب تخشى أن ينزلها على الطريق إذا سئم منها أو من حديثها ..التفت إليها و سألها بهدوء بعد أن طال **تها .." اسمك ايه " ردت بحنق فهى مازالت غاضبة من طريقة حديثه القاسية معها .. " نسيم " ردد اسمها مرارا و كأنه يستشعر مذاقه في فمه قاطعته بغيظ " ايه أول مرة تسمعه " رد هارون بجدية .." اه أول مرة أسمعه فعلاً " سألته ساخرة .." و عجبك " رد هارون بلامبالاة .." عادي يعني اسم زي أي اسم " شعرت بالغيظ ودت لو ض*بته هل كل الضباط هكذا يثيرون الأعصاب و يشعرونك بالغيظ و الغضب قالت تسأله .." و أنت اسمك ايه ولا هو سر حربي " أبتسم ساخرا و أجاب بهدوء .." هارون عبد العظيم تحبي تعرفيه رباعي " **تت نسيم تنظر أمامها للطريق الشبه مظلم فعاد هو الآخر و أنتبه للطريق و كل منهم أفكاره تعود إلى ما قبل بضع ساعات ... قبل بضعة ساعات دلف شاكر مساعده إلي الغرفة و بعد أن قام بالتحية قال بجدية .." جتلنا إخبارية يا فندم عن تسليم بضاعة عند الكيلو سته و خمسين " هب هارون من خلف مكتبه واقفا يسأل .." عرفتوا أمتى " أجاب شاكر مترددا فهو يعلم طباعه و أنه لن يصبر حتى يعلم كل شيء .. " أيوا يا فندم بعد ساعة و نص من دلوقت " قال هارون بحزم .." طيب بلغ سمير و حسام أني هنتظرهم يطلعوا معايا " ف*نهد شاكر براحة و هارون ينظر لساعة يده و هو ي**ت قليلاً قبل أن يعود و يتحدث بأمر .." ولا أقولك أنا هسبقهم على هناك و أنت بلغهم يجيبوا قوات و يحصلوني على المكان سامع يا شاكر " تردد شاكر فما خشيه قد حدث و هو حقاً سيذهب وحده كعادته المتهورة هذا الرجل مجنون حقاً ليجازف بحياته هكذا قال له .." يا فندم مينفعش تروح لوحدك أنت مش عارف ايه اللي ممكن يكون مستنيك هناك ده فيه خطورة على حياتك لو سمحت أستني لما سيادة الضابط سمير و حسام يرجعوا من مهمتهم و يطلعوا مع حضرتك ده أءمن يا فندم " كان هارون قد تحرك بالفعل ليضع سلاحه في جرابه و هو يفتح درج مكتبه ليخرج سلاح أبيض صغير يضعه في جراب صغير في أسفل قدمه قال بأمر .." أسمع الكلام يا شاكر مفيش وقت لازم أروح عشان أعرف الوضع هناك و لو كان في تسليم فعلا أحاول أعطلهم لحد ما القوات توصل يلا أعمل إلي قلتلك عليه " فقال شاكر برجاء .." طيب ألبس درعك على الأقل أرجوك يا فندم للأمان " تن*د هارون بضيق .." ماشي و مع أنه هيعطلني " بعد بعض الوقت تركه راحلا أستقل سيارة شرطة منطلقا للمكان المنشود عند وصوله ارتاب في الأمر فقد بدا المكان ساكنا و لم يكن يعلم أن هناك عيون تتربص به و تراقبه في لهفة و حقد كان المكان خاليا تقريباً إلا من بعض المبان المهدمة لم يكد يترجل من السيارة حتى فتحت عليه أبواب الجحيم و من خلف تلك المبان يطلق أحدهم النيران عليه بغزارة تراجع مسرعا يحتمي بالسيارة التي أصبحت كالمصفاة حامدا الله أنه أستمع لحديث شاكر و أرتدي درع الحماية على غير عادته لم يرى أحدا من مطلقي النيران و هو يختفي خلف سيارته تراجع قليلاً يدرس المكان من حوله ليجد أكثر مكان أمانا لم يجد سوى سيارته و تلك المبان التي يختبئ هؤلاء المجرمين خلفها سمع صوت أحدهم يهتف به .." أستسلم يا باشا و أنا أوعدك هموتك موتة سريعة من غير متحس بحاجة " طحن هارون أسنانه بغيظ فهو قد علم من صاحب الصوت أنه ذلك الحقير شوقي فهو يريد الانتقام منه فهو قد تسبب في سجن ش*يقه الأصغر و هو الآن ملقى خلف القضبان و تسبب في موت أحد أبناء عمومته و لذلك يسعى خلفه بكل قوته هذا الحقير و عائلته من المجرمين التفت حوله ليجد على بعد عدة أمتار سيارة قديمة أعتقد أنها السيارة التي أتي بها هؤلاء المجرمين فليس في المكان غيرها و هذا يعطيه فكرة كم عددهم فكر قليلاً ثم أخرج السكين الصغير من جراب قدمه فهو دوماً يجلب معه أداة حادة كالسكين فهو لا يعلم ما سوف يقا**ه و ها هو قد أحتاجها أخرج السكين و قام بطعن دواليب سيارته الخلفية ليفرغ منها الهواء منتظرا قليلاً و هذا الغ*ي ما زل يحذره .." بقولك أطلع يا باشا أنت شايف المكان كويس فاضي و مفيهوش حاجة تستخبى وراها ايه رأيك ده اختياري و لعلمك إحنا إلي بعتنا الإخبارية لشاكر الع**ط و هو صدق زي ا****ر و بلغك و عشان أنا عارف غرورك و تهورك عرفت أنك هتيجي هنا زي الخروف من غير قواتك عشان متضيعيش وقت و أد*ك شرفت إحنا بنشكر تهورك يا باشا إلي جابك لحد عندي يلا بقى أستسلم و أطلع زي الشاطر و أنا أوعدك هتموت على طول من غير ما تحس حتى صدقني أنا قلبي طيب و مش هعذبك زي ما عملت في توفيق ابن عمي " كان هارون يستمع لتبجح هذا الحقير ب**ت ثم أخرج سلاحه و خرج من خلف سيارته متجها للسيارة الاخرى و هو يطلق النار تجاه مكان اختبائهم فقد خشى أن يظهر منهم أحد فيصاب فقال ذلك المدعو شوقي .." استنوا شويه يخلص الكام رصاصة الي معاه و هتهولي هنا" كان هارون في ذلك الوقت قد وصل للسيارة القديمة أبتسم ساخرا و هو يرى مفتاحها مكان كان مازال يطلق النيران لإلهائهم و ما أن أستقلها حتى أنطلق بها و هو مازال يطلق النار تجاههم ..فصرخ شوقي عند سماعه صوت السيارة .." أخرجوا بسرعة ده بيهرب بعربيتنا " أتجه أحد الرجال مسرعا تجاه سيارة هارون يتفقدها فقال بضيق .. " العجلتين إلي ورا فاضين " صرخ شوقي .." الحيوان هرب تاني من تحت أيدي و ديني يا هارون الكلب مانا سيبك مسيرك تقع في أيدي و ساعتها بقي مش هتموت بسرعة لا دا أنا هخليك تتمني الموت و مطلهوش " قال له أحد الرجال .." يا ريس ما قلتلك نيجي بعربيتين إحتياطي هنرجع إزاي دلوقت " نهره شوقي .." متخرس أنت كمان أنا نقصك مسيره يقع في أيدي و ساعتها مش هرحمه " كان هارون قد أبتعد عن مجال رؤيتهم عندما أوقف السيارة لينزع قميصه و يزيل الدرع عنه فهو يكاد يكتم أنفاسه أرتدي قميصه مرة أخرى و عاد ليقود السيارة مسرعا و هو يسب و يلعن ذلك الحقير شوقي .. كانت نسيم تقف بجوار والدها و والدتها في ڤيلا والدها في الأرياف و التي أصر ليقيم حفل الخطبة فيها بعيداً عن الصحافة والإعلام يخشي من تهور ابنته أن فعلت شيء مجنون كعادتها كانت ترتدي ثوب طويل بأكتاف ع***ة و تجمع شعرها الطويل أعلى رأسها بزينة وجهها الصارخة تزم شفتيها الحمراء بضيق و هى تمد يدها للواقف أمامها مبتسما ليلبسها خاتم الخطبة ألبسها هشام الخاتم قائلاً بفرح .." مب**ك يا نسيم يا حبيبتي عقبال يوم فرحنا " أبعدت يدها و هزت رأسها ب**ت فهى لم تستطيع أن تظهر على وجهها ابتسامة و لو حتى مزيفه للحضور من حولها مالت والدتها برأسها تهمس بجوار أذنها ..." أفردي وشك شويه الناس كده هتاخد بالها و هيحسبوكي مغصوبة على الجوازة " رمقت نسيم والدتها بسخرية و هى تكتم ضيقها حتى لا تنفجر بهم جميعا فهي قد جف حلقها مع والديها و هى تقول إنها لا تريد هذه الخطبة و أنها لا تحب هشام هذا و لن تحبه يوماً كانت تستقبل التهاني من الجميع و هى تقف بجواره ب**ت تهز رأسها من وقت لآخر ترسم على شفتيها ابتسامة مزيفة ردا على المهنئين بعد قليل كانت قد فاض بها الكيل و لم تستطع الاستمرار في هذه التمثيلية الهزلية المسماة بخطبتها فقالت بهدوء لهشام الوقف بجوارها يحادث أحدهم .." هشام أنا هطلع أوضتي ثواني بعد أذنك مش هتأخر " نظر إليها بتعجب و هز رأسه ب**ت فأسرعت لغرفتها في الأعلى مقفلة الباب خلفها بإحكام اتجهت لخزانة ملابسها فأخرجت أول شيء وقع في يدها و أبدلت ثوبها به ثم أخذت متعلقاتها و بعض النقود وضعتهم في جيب سروالها مسرعة قبل أن يكتشف أحدا غيابها بعد أن انتهت اتجهت للشرفة لتفتح بابها و هى تنظر للأسفل لتقيس المسافة من الشرفة للأرض أذا قفزت شعرت بالخوف لبعد المسافة خشيت أن تجازف و تقفز فتسقط و ت**ر ساقها أو يدها فيكون الوضع أسوء كان المكان مضاءا مما يجعلها ترى بوضوح لتحدد خيارتها فالتفتت بجانبها كانت هناك شجرة بجوار شرفتها و لها عدة أفرع متقاربة رفعت قدميها لتقف على سور الشرفة و هى تصل للشجرة بيدها لتمسك بأحد أفرعها و أنزلت قدميها واحدة تلو الأخرى لأقرب فرع لها و هكذا ظلت تنتقل بين أفرع الشجرة نزولا حتى وصلت لنهايتها فقفزت فكانت المسافة بعيدة بعض الشيء مما ألمها قليلاً ركضت لتخرج من باب الڤيلا الحديدي حامده الله أن لا أحد قرب البوابة ليرها ركضت داخل الأراضي الزراعية لتصل للطريق و هى تتمنى أن تجد سيارة لتأخذها لأقرب مكان عادت من ذكرياتها لرؤيتها لشيء يعبر الطريق كأنه حيوان فصرخت بفزع... " هارون حاسب
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD